جون أفريك (*)
ترجمة: سيدي.م. ويدراوغو
زعماء حزب اليمين الفرنسي سارعوا في التعبير عن مواقفهم –بعد تصريحات حزبي الاشتراكيين والخضر – عقب إعادة انتخاب علي بونغو أوديمبا إثر الانتخابات المتنازع عليها في جابون.
حيث أعرب أليان جيبيه – (رئيس بلدية بوردو) ومنافس ساركوزي على قيادة حزب الجمهوريين وذلك استعدادا لخوض الانتخابات الرئاسية في غضون 2017م- عن قلقه إزاء ما يحدث في جابون داعيا الأطراف المعنية إلى وضع حد لأعمال العنف. وقد ذهب الحزب إلى أبعد من ذلك حيث أيَّد إحدى مطالبات المعارضة الأساسية والمتعلقة بإعادة فرز الأصوات، وشأنه في ذلك شأن كل من الأمم المتحدة وفرنسا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.
صمت ساركوزي
ومن جانبه صرح أليان جيبيه بأنه ” من حق الشعب الجابوني الحصول على ضمانات تكفل الديمقراطية والشفافية في عملية الانتخابات وتحترم حرية اختيار الشعب” ولكن هل تلك المواقف جاءت لوضع منافسه ساركوزي على المحك؟
جدير بالذكر أن الرئيس الفرنسي الأسبق ساركوزي كان على صدارة من قدموا التهاني إلى علي بونغو إثر فوز الأخير في انتخابات 2009م غير أنه التزم الصمت 7 سنوات بعدها حيث لم يهنئه حتى الآن.
احتجاج فرانسوا فيون
ويشار إلى أن فرانسوا فيون – أحد المرشحين للانتخابات المبدئية لحزب الجمهوريين-علَّق على الأحداث الجارية في الجابون بقوله” إن متابعتنا للأحداث في الجابون توحي بضرورة إظهار نتائج الانتخابات حيث إن الشعور الذي يراودنا عند السماع إلى المراقبين في الميدان يُرجح عدم فوز الرئيس في الانتخابات ” .
غير أن فيون تعرض لانتقادات شديدة اللهجة نتيجة التصريحات التي شبَّه فيها الاستعمار ” بثقافة التبادل” إلى جانب رفضه الصمت عن الحديث عن العلاقة غير النزيهة التي تربط باريس بليبرفيل مؤكدا بأن الاستمرار في الندم لا يجدي نفعا ويجب وضع الأمور في سياقها التاريخي، على حد تعبيره.
بيرنارد دبيري يدعو إلى إعادة فرز الأصوات
يذكرأن معظم أعضاء الحزب الجمهوري أدلوا بتصريحات على غرار البرلماني بيرنارد دبيري – العضو في مجموعة (الصداقة الفرنسية-الجابونية) – الذي أعرب عن موقفه مشيراً إلى أنه ليس من شأننا –كفرنسيين – أخذ المواقف والقول بأن الانتخابات كانت مزورة أو نزيهة …صحيح أنني مندهش بعض الشيء لكنني أتحفظ عن النتائج في محافظة الأوغووي العليا حيث يصعب التصور أن 99,7% من المسجلين تمكنوا جميعا من التصويت، داعيا في الوقت ذاته إلى إعادة فرز الأصوات، حسب تصريحاته لإذاعة فرنسا.
معارضة الجاليات الفرنسية في جابون للتدخل الفرنسي في شئون البلاد
ومن جانبه دعا أليان مارسو البرلماني الفرنسي لحزب الجمهوريين في الخارج الأحزاب السياسية إلى ضبط النفس ، قائلا : ” أنا على اتصال دائم بالجاليات الفرنسية في ليبرفيل وفي بورت جانتي وهي أبدت موقفها الرافض لأي تدخل فرنسي أو انحياز لطرف على حساب الآخر ” مشيرا إلى ضرورة ابتعاد فرنسا عن الانحياز وذلك لسلامة جاليتها في جابون …مستنكرا الموقف الذي صرح به الحزب الاشتراكي بقوله ” لا أعتقد أن هذا أحسن الطرق لضمان سلامة الجاليات الفرنسية المتواجدة في جابون”.
ويذكر أن ثمة انقسامات دبَّت في صفوف الحزب الاشتراكي نتيجة التصريحات المثيرة حيال الانتخابات الجابونية في اليوم التالي من إجرائها والتي كانت ذات جولة واحدة “حيث جاء في منشور صادر في 28 أغسطس عن الحزب :” إن اسرة بونغو حكمت البلاد قرابة نصف قرن وإيجاد تغيير ديمقراطي يعطي إشارات عن تطور الديمقراطية ويكون نموذجا يحتذى به” الأمر الذي أثار استياء الجابونيين حيث وصفه أليان كلود بيليبيانزي (الناطق الرسمي لحكومة علي بونغو) بالفكر الاستعماري الجديد.
(*) يمكن الإطلاع على الرابط الأصلي من هنا