بقلم : كوني أوباجي أوري
ترجمة: قراءات إفريقية
بعد اتهام بعضهم البعض بالخيانة، وشن حرب شاملة على بعضهما البعض، مما يجعلهما يحاولان اغتيال بعضهما البعض، ويقوضان بعضهما البعض في كل منعطف؛ يجب الآن على رئيس حكومة جنوب السودان “سلفا كير” وزعيم المتمردين “رياك مشار” العمل معا لبناء الوطن المنكسر.
وصلت قوة متمردة مسلحة قوامها 1370 إلى جوبا كجزء من اتفاقية السلام كما أن القوات الحكومية تقول : بأنها انسحبت من المدينة باستثناء 3420 من قواتها, وسيبقى كل المقاتلين الآخرين خارج العاصمة.
إن المرحلة الآن مجهزة لإعادة التزاوج : بين الرئيس “كير” ونائب الرئيس “مشار” . ولكن, إلى متى سيطول هذا الاتحاد الإجباري الحرج؟ وفقا للتقارير، إن العلامات المبكرة تشير إلى أن طريقا وعرا في انتظار زعيم المتمردين، كان من المقرر أن يعود “مشار” إلى العاصمة جوبا من إثيوبيا، يوم السبت، للانضمام إلى حكومة الوحدة الوطنية، ولكن الرئيس كير عرقل رحلته مما تسبب في تأجيل الاجتماع الوحدوي. وجعل مشار يقرر العودة يوم الاثنين.
يصادف هذا التأخير المرة الثالثة في أسبوع واحد خطط “مشار” للعودة إلى جوبا ولكنه يتم إحباطها، وكانت محاولات المرتين الأوليين لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية تم تأخيرهما من قبل “مشار”، الذي قام في المناسبتين بترتيبات اللحظة الأخيرة لجلب قوات أمن إضافية وأسلحة ثقيلة أخرى معه إلى البلاد. لقد تم حل ذلك، وعندما أراد العودة يوم السبت أغلق كير المطار.
إن الحملات الإعلامية في جنوب السودان تظهر الرجلين جنبا إلى جنب على لوحات الإعلانات والنشرات مع الرسالة: الاتحاد لتحقيق السلام والازدهار والمصالحة وتضميد الجراح.
ومع ذلك، فإن التأريخ والعداوة، وعدم الثقة بين كل من الرجلين يحدّ من التفاؤل العالمي حول سلمية جنوب السودان.
من المقرر أن يجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمناقشة الأزمة، بعد الإساءة الأخيرة والضرر التي قام بها الرجلين للبلاد والمواطنين، وأشار المبعوث الأمريكي الخاص إلى جنوب السودان “دونالد بوث” إلى مسألة التزام كلا الطرفين بالاتفاق.
“إنهما بالتأكيد تحت الملاحظة. يتوقع العالم كله أن يرتقيا إلى كلمتهما وينفذا الاتفاقية التي وقعت في أغسطس الماضي”، وفق ما قاله “بوث” لوكالة فرانس برس في واشنطن.
قد يواجه كلا الجانبين عقوبات دولية إضافية، إذا رفضا العمل معا. لأن تنفيذ اتفاقية السلام يتطلب تشكيل حكومة انتقالية – وهذا يتطلب عودة “رياك مشار” إلى جوبا.
وكان عشرات الآلاف من الأشخاص لقوا مصرعهم وأكثر من 2 مليون نزحوا من ديارهم في صراع جدّد الانقسامات العرقية.
يذكر أن الاضطرابات كانت قد بدأت في ديسمبر 2013 عندما اتهم “كير” نائبه السابق مشار بالتخطيط للانقلاب عليها.
يمكن الاطلاع على المادة الأصلية من هنا