أثان تاشوبيا
ترجمة: قراءات إفريقية
في سعيها لتحقيق التحول الاجتماعي والاقتصادي، حاولت الدول الإفريقية كثيرا باقتفاء آثار الغرب أو آسيا في التنمية، غافلة عن حقيقة أن أنظمتهما في كثير من الأحيان قد لا تكون متوافقة معها هنا في القارة.
خلال اليوم الأول لافتتاح منتدى ( ATF ) في ، صرّح العديد من الاقتصاديين بأن إفريقيا لا تحتاج إلى اتباع نموذج تنمية أي شخص, بل ما تحتاجها هو رسم نهجها الخاص لإطلاق نموها السريع والمستدام.
وقد شاركت في استضافة المنتدى الذى يستمر ليومين، “المركز الإفريقي للتحول الاقتصادي” (ACET)، والذي يعد واحدة من أبرز المؤسسات الفكرية في إفريقيا، وحكومة رواندا.
وكان – المنتدى – يسعى إلى دراسة سبل تحقيق التنمية السريعة والمستدامة في إفريقيا, ووضع القارة كجزء من سلسلة التوريد العالمية, وجعلها قادرة على المنافسة على مستوى العالم, ليس فقط من حيث الصادرات ولكن أيضا باعتبارها قاعدة للتصنيع، من خلال تبادل الأفكار ندا لند حول مسارات التحول.
وقال كارلوس لوبيز ، السكرتير التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا, لدى القارة امتيازٌ لكونها “متأخرة” عن التحول، وذلك لاكتساب وتعلم و إعادة اختراع نماذج التنمية الأخرى لتناسب السياق الإفريقي.
وكما يقول, “إفريقيا بحاجة إلى التحول الهيكلي؛ الذي يغير تركيبة الهيكل الاقتصادي. وأفضل طريقة للقيام بذلك هو من خلال التصنيع”.
ولكن أي نوع من التصنيع ؟
يرى لوبيز أنه لا يمكن أن يكون التصنيع مثل التجربة الصناعية المستخدمة لدى الأميركيين والآسيويين أو الأوروبيين. ليس شيئا من هذا القبيل.
” يجب ان يكون مختلفا تماما. إذا نظرتم إلى تلك التجارب في أجزاء أخرى من العالم، فهي لا تتكيف لحاجتنا (الإفريقية) في الوقت الراهن، لأنها نُفّذت في ظل الظروف الاقتصادية العالمية التي لم تعد متوفرة لإفريقيا”.
لتكون إفريقيا أولا لإفريقيا
أشار لوبيز إلى أن التصنيع في إفريقيا يجب أن يستفيد منه السوق القاري والإقليمي أولا قبل أن يذهب إلى خارج القارة، مع التركيز بشكل خاص على المنتجات الزراعية المصنعة, وإضافة القيمة لصادرات المعادن.
“على سبيل المثال، إذا حولّنا المعادن بنسبة 15 في المائة وقمنا بتصديرها، يمكننا خلق خمسة ملايين فرصة عمل سنويا.
يمكنك اختيار تصدير النحاس المذاب والكولتان، وهذا لا يحتاج إلى تكنولوجيا متطورة، يحتاج للكهرباء فقط فتقوم بتصدير إنتاج متطور”, حسب قوله.
وأكّد لوبيز بأن إفريقيا بحاجة إلى التحول الهيكلي الفعلي من خلال تحقيق مكاسب إنتاجية كبيرة في المناطق الريفية بالأعمال التجارية الزراعية، مترجما ما يفضله الشباب الإفريقي إلى العائد الديموغرافي، والوصول إلى الخدمات الاجتماعية التي تلبّي الحد الأدنى من معايير الجودة بغضّ النظر عن موقع وجودها، وخفض عدم المساواة المكانية والمساواة بين الجنسين وصنع التقدم نحو نمو أخضر شامل.
وقال كينغسلي أموكو، رئيس (ACET)، إن إضافة القيمة لصادرات إفريقيا الرئيسية ستقدم مساهمة كبيرة في تنميتها.
“لإفريقيا أرض وفيرة، وعلينا أن نستفيد منها من خلال جعلها أكثر إنتاجية. وبالتصنيع الصحيح، من حيث تجهيز المنتجات الزراعية وإضافة القيمة إلى معادننا، يمكن لإفريقيا الاستفادة من مسارنا التنموية”.
ودعا أموكو الدول الإفريقية الى فتح الأسواق أمام بعضهم البعض لتعزيز التجارة البينية، والسماح بحرية حركة البضائع والناس إذا كانت القارة تسعى إلى توفير فرص عمل لـ 80 في المائة من سكانها الشباب.
الإشادة بالقيادة الرواندية
في الوقت نفسه، أشاد عدد من المتحدثين بقيادة رواندا، قائلين بأنها قادت البلاد إلى مستوى مرغوب، بالمقارنة مع العديد من الدول الإفريقية.
وكما قال أموكو, إن قيادة رواندا شجعت التحول المستدام والشامل وسهّلت للمؤسسات المشاركة في تسريع وتيرة النمو الاقتصادي في البلاد.
أما كليفر غاتيتي، وزير المالية والتخطيط الاقتصادي، يقول: كان المؤتمر في الوقت المناسب لأنه سيوفر لرواندا المعلومات ذات الصلة التي قد تدفع البلاد للسعي نحو مزيد من مطامح التنمية.
وأشار الوزير إلى أن مؤتمر القيادة الـ13 ، ناقش رؤية 2020، وتنفيذ “التنمية الاقتصادية واستراتيجية الحد من الفقر” الثانية، وصياغة رؤية عام 2050، الأمر الذي يتطلب الكثير من المدخلات.
” لم نصل إلى حالة الدخل المتوسط بعد، لذلك نحن بعيدون عن الوصول إلى حيث يجب أن نكون.
بدأنا التحضير لرؤية 2050؛ آخذين في الاعتبار المدى الذي نحتاجه للوصول إليه والمكونات التحويلية التي نحتاجها في هذه الرؤية . ولرفع نمو اقتصادنا إلى ضعفين، نحن بحاجة إلى مساهمة الأفارقة المهتمين الذين سيدفعوننا للوصول إلى إمكاناتنا. وهذا جزئيا من غرض هذا الاجتماع”.
وقد اجتذب المنتدى بعض كبار المحللين في القارة من مختلف الخلفيات.
ويأتي هذا في وقت تمت دعوة الدول الإفريقية على العمل معا لتعميق التكامل وتوسيع نطاق التجارة مع بعضها البعض لتحقيق التنمية المستدامة.
يمكن الاطلاع على التقرير الأصلي من هنا