قضايا دول حوض النيل في الدوريات العربية خلال الفترة من 2011- 2021م

قضايا دول حوض النيل في الدوريات العربية خلال الفترة من 2011- 2021م

دراسة وصفية

إعداد: يحيى رياض يوسف

نائب مدير مكتبة القاهرة الكبرى – وزارة الثقافة

عضو مجلس إدارة المنتدى الثقافي المصري

الأمين العام لجمعية صداقة مصر وجنوب السودان

بحث مقدم إلى مؤتمر

حوض النيل: مستقبل التنمية المستدامة.. الفرص والتحديات

خلال الفترة من 26 – 27 ديسمبر 2022م

المحور السابع

مستقبل العلاقات الثقافية في حوض النيل ودور الإعلام في تنميتها

البحث:

يُشكّل حوض النيل مساحة كبيرة من القارة الإفريقية، حوالي (20%) من مساحة القارة، ويضم إحدى عشرة دولة؛ هي: مصر والسودان وإثيوبيا وإريتريا والكونغو وأوغندا وبروندي وتنزانيا ورواندا وكينيا، وأخيرًا جنوب السودان بعد استقلالها عن السودان الأم في عام 2011م، ورغم أن حوض النيل يتمتع بالثروات الطبيعية؛ إلا أنه رغم مساحته وثرائه مزدحم بالعديد من القضايا التي تَحُدّ من تنميته واستقراره.

يهدف البحث المقدم إلى الإجابة عن سؤال مُهمّ؛ وهو: هل لعبت الدوريات العربية دورًا في دعم العلاقات بين دول حوض النيل؟ وهل استطاعت تلك الدوريات أن تُفرد من خلال صفحاتها أمام القارئ ومتخذ القرار العربي والإفريقي القضايا التي تعاني منها دول حوض النيل ورؤيتها في حلول لها؟

سوف نحاول من خلال هذه الدراسة الوصفية أن ندرس الدوريات العربية من عام 2011م إلى 2021م، ومدى تناولها لقضايا حوض النيل، وسوف نركّز على عدد أربع عشرة قضية من القضايا التي تهمّ دول حوض النيل؛ ومنها: العلاقات الخارجية، التنمية الاقتصادية (يدخل في إطارها الكوميسا)، التنمية الثقافية، التنمية الاجتماعية، الأحوال السياسية، سد النهضة (أزمة المياه)، الحروب الأهلية، النزاعات الحدودية، الإرهاب، الديمقراطية، والإثنية؛ وهي أبرز القضايا التي تعاني منها العديد من دول حوض النيل.

حاولت الدارسة أن تتناول كل الدوريات التي كُتبت باللغة العربية التي تناولت دول حوض النيل، وقد وضعت الدراسة عدة محددات؛ منها: تجميع كل الدوريات التي تناولت حوض النيل والقضايا محل الدراسة، رغم صعوبة تلك الخطوة نظرًا لصدور العديد من الدوريات إلكترونيًّا بسبب ارتفاع تكلفة النشر الورقي، والتي يتطلب البحث فيها الاطلاع على إصداراتها الإلكترونية، وهناك دوريات تطلب الاشتراك المادي للاطلاع عليها، خاصةً أن الدراسة تحتاج إلى الاطلاع على المقالة كاملة لتحديد الموضوعات التي تناولتها المقالة، وهل هي تدخل ضمن موضوعات الدراسة من عدمه، فلا يكفي الاطلاع على العنوان فقط لتحديد مدى تناولها لأحد موضوعات الدراسة.

المحدد الثاني هو الفترة الزمنية للدراسة، وقد حددت الدراسة السنوات من 2011م إلى 2021م؛ حيث يُعتبر عام 2011م عامًا مفصليًّا لدول حوض النيل؛ حيث واجهت دول حوض النيل العديد من الثورات والتفكك والأزمات؛ ففي مصر -التي تُعد من أكبر دول حوض النيل سكانًا- قامت ثورة يناير 2011م، والتي عصفت بنظام قائم منذ عقود، وأتت بنظام جديد سرعان ما قامت عليه ثورة أخرى في 2013م، لينتهي ويقوم نظام آخر.

كما شهد هذا العام بداية إعلان إثيوبيا عن البدء في إقامة سد النهضة، وهو ما يُؤثِّر على مسار مجرى النيل وتدفقه؛ مما يؤثر على حصص مياه كلٍّ من السودان ومصر.

وفي هذا العام أيضًا (2011م) انفصلت دولة جنوب السودان عن السودان الأم، لتظهر دولة جديدة تنضم لدول حوض النيل، دولة سوف يكون لها تحالفاتها وتوجهاتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، مما قد يؤثر على علاقات دول حوض النيل، وفي السودان قامت المظاهرات منذ عام 2018م لتنتهي بسقوط نظام قائم وإقامة نظام جديد ما زالت تختلف عليه آراء الشارع السوداني.

وفي إثيوبيا قامت الحرب الأهلية في 2020م، وما زالت إرهاصتها قائمة إلى الآن.

والمحدد الثالث هو أن تكون الدورية عربية ومُحكمة، توجد لجنة علمية توافق على أهمية المقال المنشور بالدورية، وتتوافر فيه كل الأسس العلمية.

شمل البحث 367 دورية أصدرت (1489) مقالة عن دول حوض النيل، وقد يُلاحَظ خلال الدراسة أن هناك دولاً غير عربية قد أصدرت مقالات عن دول حوض النيل باللغة العربية، وهي: بريطانيا وماليزيا وباكستان والهند والولايات المتحدة الأمريكية بعدد دورية واحدة، وجاءت بريطانيا في الترتيب الأول لهذه الدول بعدد (100) مقالة عن دورية “قراءات إفريقية”، في حين جاءت الولايات المتحدة الأمريكية بعدد 4 مقالات في دورية “التمويل والتنمية” الصادرة عن صندوق النقد الدولي، وفي كل من الدول الثلاث الأخرى مقالة واحدة في كل دورية.

كما تلاحظ أن عدد المقالات يتناسب –نسبيًّا- مع الأحداث التي تمرّ بكل دولة، فتزيد عندما يكون هناك شأن داخلي مُهمّ  يمر بها، أو توتر بين دولة وأخرى من دول حوض النيل، أو إحدى دول الحوض ودولة أخرى؛ سواء كانت تلك الدول إفريقية أو غير إفريقية.

لقد حاولت الدراسة أن تجمع –قدر المستطاع- كل الدوريات العربية المُحكمة التي تناولت دول حوض النيل.

وأعلم جيدًا أنه في ظل عصر تفجُّر المعلومات وانتشار الإنترنت وحرص العديد من الدوريات على الوجود في ساحة النشر الإلكترونيّ؛ لكن هناك صعوبة في الإحاطة بكل ما يُنْشَر عن دول حوض النيل، لذا أرجو أن أكون قد استطعت أن أحصر تلك الدوريات؛ سواء الصادرة إلكترونيًّا أو ورقيًّا، وألتمس العذر إذا كنت قد قصرتُ في حَصْر دورية ما.

يحيى رياض يوسف

جدول (1)

الدول الأكثر نشرًا للدوريات عن قضايا دول حوض النيل

23 دولة أصدرت 367 دورية

النتائج:

لا يعني ارتفاع عدد الدوريات التي نُشرت عن قضايا حوض النيل الصادرة عن دولةٍ ما خلال الفترة محل الدراسة (2011م – 2021م)، أن هناك ارتفاعًا في عدد المقالات التي تناولت قضايا حوض النيل لتلك الدولة، فيمكن أن نجد دورية واحدة قد أصدرت عددًا من المقالات أكبر من عدد المقالات التي أصدرتها كل الدوريات التي صدرت عن دولة واحدة بكل إمكاناتها الأكاديمية والعلمية والثقافية. فعلى سبيل المثال: مجلة “قراءات إفريقية” الصادرة عن مركز دراسات جنوب الصحراء في بريطانيا، أصدرت عددًا من المقالات أكثر من الدوريات التي صدرت في دول كثيرة محل الدراسة؛ مما وضعها في المركز الثاني من حيث الدوريات الأكثر نشرًا عن دول حوض النيل.

جاءت مصر في الترتيب الأول في عدد الدوريات الصادرة بها عن قضايا حوض النيل بعدد دوريات 102 دورية محكمة، وبنسبة مئوية 27،79%. ثم تلتها الجزائر بعدد 78 دورية وبنسبة مئوية 21،25%. ثم السودان في الترتيب الثالث بعدد 51 دورية وبنسبة مئوية 13،89%. والعراق في الترتيب الرابع بعدد 38 دورية وبنسبة مئوية 10،35%. وفي الترتيب الخامس جاءت ليبيا بعدد 16 دورية وبنسبة مئوية 4،35%. وجاءت المغرب في الترتيب السادس بعدد 13 دورية وبنسبة مئوية 3،54%. وفي الترتيب السابع جاءت الأردن بعدد 11 دورية وبنسبة مئوية 2،99%. وفي الترتيب الثامن جاءت كل من السعودية وفلسطين بعدد 9 دوريات لكل منهما وبنسبة مئوية 2،45%. وفي الترتيب التاسع جاءت الإمارات بعدد 8 دوريات وبنسبة مئوية 2،17%. وسوريا في الترتيب العاشر بعدد 7 دوريات وبنسبة مئوية 1،9%. وكل من الكويت ولبنان في الترتيب الحادي عشر بعدد 5 دوريات وبنسبة 1،36% لكل منهما. وقطر في الترتيب الثاني عشر بعدد 3 دوريات وبنسبة مئوية 0،81%. وكل من عمان واليمن وتونس في الترتيب الثالث عشر بعدد 2 دورية لكل منهم وبنسبة مئوية 0،54%. وجاءت كل من بريطانيا وماليزيا والهند والولايات المتحدة الأمريكية وباكستان والبحرين في الترتيب الرابع عشر بعدد دورية واحدة لكل منهم وبنسبة مئوية 0،27%.

تحليل النتائج:

هناك عدة عوامل جعلت مصر تتصدر الدول الأكثر نشرًا عن قضايا حوض النيل؛ فبجانب معرفة مصر للصحافة منذ بدايات القرن الثامن عشر وأثر ذلك في ارتفاع عدد الدوريات الموجودة والمهتمة بالشأن العام والدولي؛ فإن فترة الدراسة (2011م – 2021م) والظروف الدولية المحيطة بمصر جعلت النشر عن قضايا حوض النيل أمرًا منطقيًّا، فقد كان لقيام ثورة يناير بها في عام 2011م، وإعلان إثيوبيا البدء في إقامة سد النهضة في نفس العام، من أسباب ازدياد النشر عن حوض النيل، بالإضافة إلى محاولة القوى الناعمة المصرية في إيجاد حلول وتسليط الضوء على تلك الأزمة وخطورتها على مصر، وكذلك كان لتسريب فيديو لأعضاء من الحكومة المصرية في تلك الفترة وبوجود بعض رجال الدولة عن طريقة لحل تلك الأزمة دَوْر في زيادة عملية النشر عن دول حوض النيل وقضاياه المختلفة، هذا بجانب أن مصر دولة كبرى من دول حوض النيل، وأحد المؤسسين لكل المنظمات الإقليمية التي تضم دول حوض النيل، كما أن أزمة سد النهضة تتداخل فيها دول أخرى مثل السودان؛ باعتبار أن كلاً من مصر والسودان هي دول مصبّ لنهر النيل، كما أن هناك اهتمامًا كبيرًا من النظام القائم حاليًا بالتوجه تجاه إفريقيا، ويؤكد ذلك الزيارات المتعددة للقيادة السياسية المصرية إلى الدول الإفريقية.

وجاءت الجزائر في الترتيب الثاني بعدد 78 دورية، وبنسبة مئوية 21،25%، ويرجع ذلك إلى ارتفاع عدد الجامعات الحكومية والخاصة والمعاهد الني اهتمت بالشأن الإفريقي، كما أن الجزائر قد جابهت في العقد الأخير من القرن العشرين والعقد الأول من القرن الواحد والعشرين تحديات أمنية واقتصادية، داخلية وخارجية، فرضت عليها مراجعة توجهاتها الخارجية، وإعادة رسمها بما يتوافق مع حقيقة أن إفريقيا قد أصبحت محل جذب واهتمام وتنافس الاقتصادات العالمية، لذا كان لزامًا على الجزائر تدارك تأخرها والمضي في سبيل تعزيز وتقوية علاقاتها الخارجية السياسية والاقتصادية والتجارية مع دول إفريقيا ودول حوض النيل.

وجاءت السودان في الترتيب الثالث بعدد 51 دورية، وبنسبة مئوية 13،89%، ولا شك أن الأحداث التي مرت بها السودان خلال السنوات الثلاث الأخيرة قد ساهمت في زيادة النشر سواء عن الشأن الداخلي للسودان أو عن الشأن الخارجي، وما يتعلق بعلاقات السودان الخارجية أو عن العلاقات مع إثيوبيا بشأن سد النهضة أو عن النزاع الحدودي بينهم، أو عن وضع السودان داخل إطارها الإقليمي خاصة إطار حوض النيل.

وجاءت العراق في الترتيب الرابع بعدد 38 دورية، وبنسبة مئوية 10،35%، وهذا مركز متقدم بالنسبة لدولة عربية تقع على أطراف العالم العربي، وخارج القارة الإفريقية، ويمكن أن يعود هذا إلى عدد الجامعات الكبير بها، ومركز البحث وكذلك تعدُّد الطوائف بها.

وجاءت باقي الدول –كما هو موضح بالجدول– بعدد 16 دورية فما دون، وبنسبة مئوية تراوحت بين 4،35% إلى 0،27%.

جدول (2)^([1])

الدوريات الأكثر نشرًا عن قضايا حوض النيل خلال الفترة من 2011م-2021م

367 دورية أصدرت (1489) مقالة

النتائج:

تشير النتائج إلى صدور 367 دورية عن 23 دولة أصدرت 1489 مقالة عن دول حوض النيل، منهم 27 دورية، أقل دورية منهم أصدرت (10) مقالات عن دول حوض النيل، وهناك 340 دورية أصدرت من 9 مقالات فما دون.

وجاءت مجلة “السياسة الدولية” الصادرة عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية (مصر) في مقدمة تلك الدوريات بعدد 131 مقالة، وبنسبة مئوية 8،79%.

وجاء مجلة “قراءات إفريقية” الصادرة عن مركز دراسات جنوب الصحراء (بريطانيا) في المركز الثاني بعدد 100 مقالة، وبنسبة مئوية 6،71%.

وجاءت مجلة “الجزيرة للعلوم الاقتصادية والاجتماعية” الصادرة عن عمادة الدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة الجزيرة بالسودان في المركز الثالث بعدد 40 مقالة وبنسبة مئوية 6،68%.

وجاءت مجلة “الدراسات الإفريقية” الصادرة عن كلية الدراسات الإفريقية العليا – معهد البحوث والدراسات الإفريقية سابقًا– بجامعة القاهرة في الترتيب الرابع بعدد 38 مقالة وبنسبة مئوية 2،55%.

وفي الترتيب الخامس جاءت مجلة “الشؤون الإفريقية” الصادرة عن الجمعية العلمية للشؤون الإفريقية بمصر بعدد 35 مقالة وبنسبة مئوية 2،35%.

وجاءت مجلة “دراسات إفريقية” الصادرة عن مركز البحوث والدراسات الإفريقية بجامعة إفريقيا العالمية بالسودان في الترتيب السادس بعدد 32 مقالة وبنسبة مئوية 2،14%.

وجاءت باقي الدوريات ونسبتها المئوية كما هو موضح في الجدول.

تحليل النتائج:

من الجدول السابق يتضح تفوُّق الدوريات المصرية والسودانية في الترتيب، لمجموع المقالات وعدد الدوريات بالنسبة للأولى وعدد الدوريات بالنسبة للثانية، فهما دولتان كبيرتان سواء في عملية النشر أو الاهتمام بالشأن الإفريقي، ولهما تأثير وتأثر مباشر بالأحداث؛ سواء في حوض النيل أو إفريقيا بشكل عام.

إلا أن حصول مجلة “قراءات إفريقية” ذات الاهتمام بالشأن الإفريقي والصادرة في بريطانيا على ترتيب متقدم جدًّا (المركز الثاني) قبل باقي الدوريات والدول الواقعة داخل إطار حوض النيل في النشر عن قضايا دول الحوض، يُمثّل اهتمامًا خاصًّا مِن قِبَل الدورية بالشأن الخاص بقضايا حوض النيل خلال السنوات المحددة للدراسة (2011م – 2021م)، كما أن الفجوة كبيرة جدًّا بين المركز الثاني الذي احتلته وبين المركز الثالث (60 مقالة خلال السنوات محل الدراسة).

إن مصر والسودان من أكثر الدول الإفريقية إصدارًا للدوريات والمقالات عن دول حوض النيل، فهما الدولتان الأكبر والأكثر تأثيرًا وتأثرًا بالمشكلات التي تُجابه دول الحوض.

وتُعدّ أزمة سد النهضة أحد أهم العوامل التي أدَّت إلى زيادة المقالات عن دول حوض النيل.

وقد تناولت تلك الدوريات الأزمة من خلال العديد من الجوانب، فلم تتناول الأزمة من خلال الطرح السياسي للأزمة فقط، بل حاولت المقالات الصادرة عن الدولتين طرح الأزمة بصورة مباشرة، كأزمة المياه، أو بصورة غير مباشرة كأزمة الديمقراطية أو الإثنية أو المجتمعية أو الحرب الأهلية التي تعاني منها الدولة التي ينبع من أراضيها النهر (إثيوبيا)، أو باعتبار السد توجُّهًا سياسيًّا لإثيوبيا يعمل على تغطية أي أزمات داخلية تمر بها أديس أبابا.

جدول (3)

عدد المقالات التي صدرت عن حوض النيل

صدرت 1489 مقالة

النتائج:  

بلغ عدد المقالات التي نُشرت عن حوض النيل ودوله 1489 مقالة، وجاءت السودان في الترتيب الأول بعدد 339 مقالة وبنسبة مئوية 22،71% من بين الدول التي صدرت عنها مقالات طوال فترة الدراسة (2011م إلى 2021م). ثم جاءت جنوب السودان في الترتيب الثاني بعدد 313 مقالة وبنسبة مئوية 20،96%. وجاءت إثيوبيا في الترتيب الثالث بعدد 257 مقالة وبنسبة مئوية 17،21%.

وجاءت المقالات التي صدرت عن دول حوض النيل مجتمعة، ودون تحديد دولة معينة في الترتيب الرابع بعدد مقالات 131 مقالة وبنسبة مئوية 9،04%.

في حين جاءت باقي دول حوض النيل بحسب الترتيب التالي على التوالي: كينيا ومصر والكونغو وأوغندا وإريتريا ورواندا وتنزانيا وبروندي من الترتيب الخامس إلى الترتيب الثاني عشر وبنسبة مئوية من 6،06% إلى 0،06% على التوالي.

تحليل النتائج:

هذا الجدول يمثل المقالات التي تناولت الـ (11) دولة المكونة لحوض النيل، بالإضافة إلى حوض النيل كوحدة واحدة، فكثيرًا ما يتم تناول حوض النيل بصفة عامة من خلال المقالات دون الإشارة أو التركيز على دولة معينة من دول الحوض، أو أن تصدر الدورية عدة مقالات عن دولة واحدة من دول حوض النيل في عدد واحد، أو تصدر الدورية ملفًّا خاصًّا عن دولة ما، أو قضية ما تهمّ دول حوض النيل، ولذلك تم تحديد هذه المقالات وعمل تحليل لها خلال سنوات الدراسة، وبلغ إجمالي عدد المقالات 1489 مقالة.

وقد جاءت السنوات 2016م و2021م، أكثر السنوات محل الدراسة نشرًا عن حوض النيل بصفة عامة ودُوَله بصفة خاصة، ويمكن أن يكون ذلك ناتجًا عن أن بعض دول الحوض قد مرَّت بأزمات كبرى داخلية، وخاصة السودان وإثيوبيا؛ حيث شهد السودان تغييرًا في نظام الحكم، وصراعًا داخليًّا بين النظام الذي تولى الحكم وبين القوى المدنية. وشهدت إثيوبيا حربًا أهلية كادت أن تعصف بالنظام الحاكم، خاصةً أن هناك أزمة مشتركة بين الدولتين؛ وهي أزمة سد النهضة.

وقد جاءت السودان في الترتيب الأول بالنسبة لعدد المقالات التي نُشرت عنها، سواء التي نُشرت بواسطة دوريات صادرة في السودان أو خارجه. كما جاءت السنوات 2019م و2020م و2021م أكثر السنوات نشرًا عن السودان خلال سنوات الدراسة؛ نظرًا للأزمات التي مرت بها. وكذلك بالنسبة لإثيوبيا في السنوات 2020م و2021م.

وجاء موضوع التنمية الاقتصادية أكثر الموضوعات اهتمامًا مِن قِبَل المقالات؛ حيث حصل على 105 تكرارات وبنسبة مئوية 13،85% من مجموع تكرار الموضوعات عن السودان الذي بلغ 758 تكرارًا، وحصل موضوع التنمية الثقافية على 97 تكرارًا، وبنسبة مئوية 12،79%.

وجاءت جنوب السودان في الترتيب الثاني من حيث عدد المقالات التي نُشرت عنها. وجاءت مجلة “السياسة الدولية” في الترتيب الأول من حيث عدد المقالات التي صدرت عن جنوب السودان بعدد (21) مقالة، ثم جاءت مجلة “قراءات إفريقية” في الترتيب الثاني بعدد (19) مقالة.

ويمكن أن يرجع حصول جنوب السودان على الترتيب الثاني في عدد المقالات الصادرة عنها إلى كونها دولة حديثة استقلت في عام 2011م، وما زالت تضع محددات لسياساتها الخارجية والداخلية، وكذلك لوجود مشكلات داخلية وحرب أهلية ونزاعات حدودية مع الدولة الأم، ووصل عدد المقالات التي نُشرت عن جنوب السودان 313 مقالة بنسبة مئوية 20،96% من إجمالي عدد المقالات التي نُشرت عن دول حوض النيل.

وحازت جميع الموضوعات محل الدراسة على اهتمام تلك المقالات، ولكن بدرجات متفاوتة، فجاء موضوع العلاقات الخارجية لدولة جنوب السودان في الترتيب الأول بعدد 77 تكرارًا من إجمالي 473 تكرارًا للموضوعات محل الدراسة، وبنسبة مئوية 16،27%، وجاء موضوع الحرب الأهلية بعدد 70 تكرارًا بنسبة مئوية 14،79%، في حين جاء موضوع سد النهضة في الترتيب 12 بعدد 13 تكرارًا، وبنسبة مئوية 2،74%، في حين جاء موضوع اللاجئين في الترتيب الرابع عشر والأخير بـ6 تكرارات وبنسبة مئوية 1،26%.

وجاءت إثيوبيا في الترتيب الثالث بعدد مقالات 257 مقالة، جاءت مجلة “السياسة الدولية” في المركز الأول من حيث النشر عنها بعدد (28) مقالة وبنسبة مئوية 10،9%، وجاءت مجلة “آراء حول الخليج” الصادرة عن مركز الخليج للأبحاث بالسعودية في المركز الثاني بعدد (19) مقالة وبنسبة مئوية 7،4%، وجاءت مجلة “قراءات إفريقية” في المركز الثالث بعدد (16) مقالة وبنسبة مئوية 6،22%.

فإثيوبيا دولة كبرى ومؤثرة في محيطها الإقليمي والدولي، لها علاقات قديمة مع دول العالم، كما حققت نموًّا اقتصاديًّا ملحوظًا، وكان لتعيين آبي أحمد رئيسًا جديدًا لها، وسرعة حصوله على جائزة نوبل للسلام أثر في زيادة الاهتمام بها مِن قِبَل الدوريات الصادرة باللغة العربية، وكذلك كان لقيام إثيوبيا ببناء سد النهضة ووقوع حرب أهلية بها أثر في زيادة المقالات التحليلية في مختلف المجالات؛ خاصةً الاجتماعية والسياسية.

كما حازت إثيوبيا على 735 تكرارًا للموضوعات محل الدراسة، جاء موضوع العلاقات الخارجية في المركز الأول لاهتمام تلك المقالات بعدد 141 تكرارًا وبنسبة مئوية 17،18%، وجاء موضوع سد النهضة في الترتيب الثاني بعدد 124 تكرارًا وبنسبة مئوية 16،87%، في حين جاء موضوع اللاجئين في الترتيب الرابع عشر والأخير وبنسبة مئوية 0،81%.

وفي الترتيب الرابع حوض النيل بصفة عامة، بعدد مقالات 131 مقالة وبنسبة مئوية 9،04%، وجاءت مجلة دراسات حوض النيل أكثر الدوريات نشرًا عن حوض النيل بعدد (16) مقالة وبنسبة مئوية 12،21%.

جاءت السنوات 2016م و2021م من أكثر السنوات نشرًا عن دول حوض النيل، فخلال تلك السنوات كانت هناك رؤية لحل أزمة سد النهضة؛ من خلال المنظمات الإقليمية، وكذلك ما حدث في كل من السودان وإثيوبيا من مشاكل سياسية وحروب أهلية كان له أثره في زيادة المقالات عن دول حوض النيل للدور الكبير الذي تلعبه الدولتان في محيطهما الإقليمي.

وجاءت أزمة سد النهضة كأكثر الموضوعات تكرارًا لمقالات الدوريات التي تناولت حوض النيل، فجاء في الترتيب الأول بعدد 96 تكرارًا من إجمالي 389 تكرارًا للموضوعات محل الدراسة، وبنسبة مئوية 24،67%، وجاء موضوع العلاقات الخارجية في الترتيب الثاني بعدد 76 تكرارًا وبنسبة مئوية 19،53%، في حين جاء موضوع الديمقراطية في دول حوض النيل في الترتيب الأخير (12) بعدد تكرار (1) فقط، وبنسبة مئوية 0،26%، في حين لم تتناول المقالات عن حوض النيل أي إشارة إلى موضوع الإثنية واللاجئين في دول حوض النيل.

وفي الترتيب الرابع جاءت دولة كينيا، وذلك بعدد 91 مقالة وبنسبة مئوية 6،09% من إجمالي المقالات عن دول حوض النيل، وجاءت مجلة “قراءات إفريقية” في المركز الأول في النشر عن كينيا بعدد (15) مقالة، وبنسبة مئوية 16،48%.

تعيش كينيا حالة من الاستقرار النسبي، وتشهد نموًّا اقتصاديًّا ملحوظًا، وتعتبر الاقتصاد رقم 62 عالميًّا، لذا فهناك العديد من المقالات التي تناولت الأوضاع الاقتصادية بها، كما تشهد انفتاحًا على دول العالم، وتتميز بعلاقات جيدة مع “إسرائيل”، وهي نقطة أثارتها العديد من المقالات التي تناولت الأوضاع السياسية والعلاقات الخارجية، هذا بجانب أن هناك العديد من المقالات التي تناولت النزاعات الحدودية لكينيا مع العديد من جيرانها.

وقد تناولت المقالات جميع الموضوعات محل الدراسة؛ حيث تكررت تلك الموضوعات (219) مرة، وجاء موضوع العلاقات الخارجية في الترتيب الأول بعدد مقالات (42) تكرارًا وبنسبة مئوية 19،17%، وجاء موضوع التنمية الثقافية في الترتيب الثاني بعدد 40 تكرارًا وبنسبة مئوية 18،26%، في حين جاءت أزمة اللاجئين في الترتيب الأخير بعدد 2 تكرار وبنسبة مئوية 1.9%.

وفي الترتيب السادس جاءت مصر بعدد مقالات 83 مقالة وبنسبة مئوية 5،55%، وجاءت مجلة “السياسة الدولية” الصادرة عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في المركز الأول من حيث عدد المقالات.

من الجدول السابق نجد أن السنوات 2011م، 2012م، 2014م، خلت من ذكر مصر في تلك المقالات، وهذا لا يعني أن مصر لم يَرِد ذِكرها خلال تلك السنوات في المقالات، ولكن يمكن أن تكون هناك مقالات قد ذكرت مصر ولكن بصورة غير مباشرة، أو تكون ذكرت بصورة أو إشارة ضعيفة لا يمكن أن تُوضع ككلمة دالة للمقالة، إلا أنه زادت عدد المقالات التي تناولت مصر في السنوات التالية بمعدل من 8 مقالات إلى 21 مقالة من سنة 2015م إلى 2021م.

تناولت المقالات جميع الموضوعات محل الدراسة، وبعدد 233 تكرارًا، وجاء موضوع العلاقات الخارجية في الترتيب الأول بتكرار 53 مرة وبنسبة مئوية، في حين جاء موضوع سد النهضة بعدد 42 تكرارًا وبنسبة مئوية 18،02% في حين جاء موضوع حقوق الإنسان في الترتيب الأخير، وبعدد (1) تكرار، وبنسبة مئوية 0،42%.

وفي الترتيب السابع الكونغو بعدد مقالات 73 مقالة وبنسبة مئوية 4،88%، وجاءت مجلة   “قراءات إفريقية” في المركز الأول لعدد المقالات الصادرة عن دولة الكونغو بعدد (11) مقالة من بين (73) مقالة وبنسبة مئوية 15،06%.

كما خلا عام 2012م من أيّ إشارة لها في المقالات التي تم تحليلها، وكانت أهم القضايا التي حازت على اهتمام المقالات عن الكونغو هو موضوع العلاقات الخارجية؛ حيث ذُكِرَ في 12 مقالاً، واحتوى عام 2018م على أكبر عدد من الموضوعات التي تناولت دولة الكونغو؛ حيث ذُكرت القضايا محل الدراسة بعدد 129 تكرارًا.

واللافت للنظر أن موضوع تاريخ الكونغو جاء في مقدمة القضايا التي اهتمت بها المقالات التي تناولت الحديث عن الكونغو بعدد 20 تكرارًا وبنسبة مئوية 15،5%، وجاء موضوع الحرب الأهلية في الترتيب الثاني بعدد (19) تكرارًا وبنسبة مئوية 14،72%، أما العلاقات الخارجية والأحوال السياسية فجاءا في الترتيب الثالث بعدد (12) تكرارًا وبنسبة مئوية موحدة وهي 9،31%، في حين جاء موضوع سد النهضة والإرهاب في الترتيب قبل الأخير بعدد (5) تكرارات وبنسبة مئوية 3,78% لكل منهما.

وفي الترتيب الثامن أوغندا بعدد مقالات 62 مقالة بنسبة مئوية 4،15%، وجاءت مجلة “قراءات إفريقية” في مقدمة الدوريات التي تناولت دولة أوغندا بالدراسة والتحليل بعدد (8) مقالات خلال السنوات محل الدراسة وبنسبة مئوية 12،9%، وذلك من ضمن (44) دورية تناولت مقالاتها دولة أوغندا، كما أظهرت الدراسة ارتفاع عدد المقالات التي تناولت أوغندا خلال عام 2016م؛ وذلك لأن مجلة الشؤون الإفريقية الصادرة عن الجمعية العلمية الإفريقية بمصر أصدرت (4) مقالات في هذا العام من ضمن (6) مقالات أصدرتها عن أوغندا طوال سنوات الدراسة لتحتل الدورية الترتيب الثاني بنسبة مئوية 9،67%.

ومن ضمن القضايا (14) محل الدراسة لم تتناول الدوريات (44) إلا (10) قضايا فقط، وبتكرار (125) لتلك القضايا العشر، وجاء موضوع العلاقات الخارجية في الترتيب الأول بعدد (21) تكرارًا وبنسبة مئوية 16،8%، في حين جاءت أزمة سد النهضة وقضية حقوق الإنسان في الترتيب (9) بعدد تكرار (7) وبنسبة مئوية 5،6% لكل منهما، ولم تتناول الدوريات مقالات عن قضايا الإثنية، الديمقراطية، النزاعات الحدودية، اللاجئين في دولة أوغندا.

وجاءت إريتريا في الترتيب التاسع بعدد مقالات 52 مقالة بنسبة مئوية 3،48%، وجاء عام 2021م أكثر سنوات الدراسة نشرًا للمقالات عن إريتريا، فقد نشر في هذا العام 9 مقالات، وجاءت مجلة “قراءات إفريقية” في الترتيب الأول كأكثر الدوريات نشرًا عن إريتريا بعدد (5) من ضمن (52) مقالة أصدرتها (35) دورية طوال سنوات الدراسة، وجاءت دورية دراسات إفريقية الصادرة عن مركز البحوث والدراسات الإفريقية التابعة لجامعة إفريقيا العالمية بالسودان في المركز الثاني بعدد (4) مقالات وبنسبة مئوية 7،69%.

وقد تناولت المقالات الصادرة عن إريتريا (12) موضوعًا من القضايا (14) محل الدراسة، وجاءت قضية النزاعات الحدودية في المركز الأول بعدد (24) تكرارًا من بين (136) تكرارًا للموضوعات (12)، وبنسبة مئوية 17،64%، وخلت المقالات من أيّ إشارة إلى قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان.

وفي الترتيب العاشر رواندا بعدد 48 مقالة وبنسبة مئوية 3،21%، أصدرتها (40) دورية، وجاءت مجلة “قراءات إفريقية” في المركز الأول بعدد (5) مقالات وبنسبة مئوية 10،41%، وقد تناولت المقالات (48) عدد (101) تكرارًا لموضوعات (10) من القضايا (14) محل الدراسة، وجاءت قضية الحرب الأهلية في المرتبة الأولى بعدد (22) تكرارًا وبنسبة مئوية 21،78%، في حين لم تتناول أيّ من المقالات (4) قضايا وهي، الإثنية، اللاجئين، النزاعات الحدودية، الديمقراطية.

واحتلت تنزانيا الترتيب الحادي عشر، بعدد مقالات (39) مقالة وبنسبة مئوية 2،61%، وقد أصدرت هذه المقالات (27) دورية، وجاءت مجلة “قراءات إفريقية” في المركز الأول بعدد مقالات (6) وبنسبة مئوية 15،38%، وقد تناولت هذه المقالات عدد (71) تكرارًا لقضايا البحث، وجاء موضوع التنمية الثقافية في الترتيب الأول بعدد (18) تكرارًا وبنسبة مئوية 25،35%، بينما لم تتناول أيّ من المقالات عن تنزانيا قضايا الديمقراطية والإثنية والنزاعات الحدودية واللاجئين.

وفي الترتيب الثاني عشر بروندي بعدد مقالة واحدة وبنسبة مئوية 0،06%، وهي من أقل الدول التي نشرت عنها الدوريات محل الدراسة، وجاءت تلك المقالة عام 2019م، وقد تناولت المقالة قضايا الحرب الأهلية وحقوق الإنسان وقد أصدرتها مجلة “دراسات شرق أوسطية” التي تصدر عن مركز دراسات الشرق الأوسط بالأردن.

جدول (4)

الموضوعات التي تناولتها المقالات عن دول حوض النيل (14) موضوعًا ونسبتها المئوية

(3103) تكرارات