د. محمد بن عمر فلاته
باحث في تاريخ غرب إفريقيا
مقدمة:
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن كتاب “سطور من المنظور والمأثور عن بلاد التكرور” للشيخ العبودي هو أحد كُتب الرحلات. وقد صدر الكتاب عام 1999م في مدينة الرياض، ويقع في (272) صفحة من القطع العادي، وطُبِعَ بخطّ واضحٍ جدًّا، مع اشتماله على عددٍ من الملاحق والصُّوَر والخرائط المفيدة في قراءته.
وقد دفعني العنوان الشائق الذي اعتمده المؤلف للكتاب إلى إعطائه الأولوية في القراءة على غيره من كتب الرحلات المعاصرة؛ فقد جمع عنوان الكتاب بين لفظ المنظور ولفظ المأثور, ويقصد بلفظ المنظور الانطباعات والمشاهدات اليومية الحيَّة التي صادفها أثناء إقامته وتنقلاته، بما في ذلك أحوال البلاد الدينية والدعوية والعلمية والاجتماعية والاقتصادية، والعادات والتقاليد، والطبيعة والمناخ والتضاريس الجغرافية، وغيرها، كما يقصد بلفظ المأثور النُّقُول التي أوردها لعددٍ من الرحَّالة والجغرافيين والبلدانيين والأدباء العرب مثل الإدريسي (ت560هـ/ 1165م)، وياقوت الحموي (ت626هـ/ 1229م)، وأبو الفداء (ت732هـ/1331م)، والعمري (ت749هـ/1349م)، وابن بطوطة (ت779ه/1378م)، والفيروز آبادي (ت817هـ/1414م)، والقلقشندي (ت821هـ/ 1418م)، والحميري (ت 900هـ/1495م)، وغيرهم.
كما دفعني لقراءة الكتاب صِلته الوثيقة بما كان يُعْرَف ببلاد التكرور، وهي البلاد التي يُنْسَب إليها الأفارقة الذين وفَدُوا إلى الحرمين الشريفين من بلدان غرب إفريقيا المختلفة؛ حيث يُسَمَّى الواحد منهم (تكروني) وجمعه (تكارنة).
ورغبتُ -لكوني أحد مواطني المملكة العربية السعودية التكارنة- في التعرُّف على واقع تلك البلاد في القديم والحديث من حيث الأقاليم والحدود والسكان والحُكّام ونحوه، والاستفادة من المعلومات في مطالعة التراث المكتبي المتعلق بتلك البلاد واستيعاب مضامينه، ومن ذلك: كتاب “فتح الشكور في معرفة أعيان التكرور“ للولاتي (ت 1219هـ/ 1804م)، وكتاب “إنفاق الميسور في تأريخ بلاد التكرور” لمحمد بلو (ت 1252هـ/ 1836م)، وكتاب “نوازل التكرور” للمغلاوي الذي أشار إليه المؤلف في معرض حديثه عن مركز أحمد بابا الثقافي في مدينة تنبكتو.
التعريف بمؤلف الكتاب:
وُلِدَ مؤلف الكتاب الشيخ محمد بن ناصر العبودي عام 1926م في مدينة بُريدة بمنطقة القصيم في المملكة العربية السعودية، وتربَّى في كَنَف أسرته المُحِبَّة للعلم والعلماء، وأخذ العلم على يد عدد من مشاهير العلماء بالمنطقة التي نشأ بها([1]).
وعمل في مجال التعليم وتدرَّج فيه إلى أن أصبح مديرًا للمعهد العلمي في مدينة بريدة، ثم تولى في عام 1960م عمل الأمين العام للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة, وانتقل في عام 1974م للعمل في الهيئة العالمية للدعوة الإسلامية بمدينة الرياض؛ وذلك لحاجة الهيئة في مرحلة التأسيس إلى خبراته ومعلوماته، وظهور خلافات بين بعض الكوادر الإدارية بالجامعة. وشغل بعد ذلك في عام 1983م منصب الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي، إلى أن أُحِيلَ إلى التقاعد في عام 2012م([2]).
وكانت انطلاقته الأولى إلى عالم الرحلات الخارجية قد بدأت في عام 1964م عندما سافر مُنتَدَبًا من الجامعة الإسلامية إلى عددٍ من دول شرق إفريقيا، وذلك في مَهَمَّة دعوية طويلة استغرقت ثلاثة أشهر وسبعة عشر يومًا.
واختار نائب رئيس الجامعة في زمانه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز (ت 1419ه/1998م) -رحمه الله- لأداء هذه المَهَمَّة أيضًا كُلًّا من الأمين العام المساعد للجامعة والمدرس بالمسجد النبوي الشريف الشيخ عمر بن محمد فلاته (ت1419هـ/1998م), والشيخ أبو بكر بن جابر الجزائري (ت1439هـ/2018م) المدرس بالجامعة والمسجد النبوي الشريف -رحمهم الله تعالى-([3]).
ولم يأتِ اختيار الشيخ عمر فلاته –رحمه الله- كما يكرر الشيخ العبودي في بعض أحاديثه ومحاضراته من أجل القيام بالترجمة إلى اللغات الإفريقية، وإنما لجهوده الواسعة في مجال الدعوة والتعليم والتوجيه والإرشاد؛ حيث لم تكن له -رحمه الله- معرفة باللغات المستعمَلة في دول شرق إفريقيا، ولا يجيد إلا اللغة الفولانية لغة آبائِه وأجداده([4]).
وقد دَوَّن الشيخ العبودي يوميات تلك الرحلة الدعوية في كتابٍ نُشِرَ له في عام 1964م بعنوان “في إفريقية الخضراء: مشاهدات وانطباعات وأحاديث عن الإسلام والمسلمين“.
التعريف بالكتاب:
يشتمل كتاب “سطور من المنظور والمأثور” على مقدمة موجزة، أوضح الشيخ العبودي فيها أسباب سفره إلى عددٍ من الدول في غرب إفريقيا؛ حيث تم انتدابه من رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة لزيارة هذه الدول، والوقوف على أحوال المسلمين فيها، وكذا التوقيع مع حكوماتها على اتفاقيات لإنشاء مستوصفات طبية تقوم الرابطة بتمويل إنشائها وإدارتها. وتم اختياره لهذه المَهَمَّة كما ذُكِرَ لكونه الأمين العام للدعوة الإسلامية، وهي الجهة الحكومية التي تتولَّى شؤون الدعوة الإسلامية؛ بما في ذلك رسم الخطط الدعوية، واقتراح اعتماد احتياجات تمويل الخطط بالتنسيق مع الجهات الأخرى العاملة في مجال الدعوة إلى الله في المملكة العربية السعودية([5]).
وجمهورية مالي هي إحدى الدول الإفريقية التي كُلِّفَ بزيارتها، وكانت له رغبة في السفر إليها منذ سنوات بعيدة، ولا سيما زيارة مدينة تنبكتو التي كانت مركزًا عظيمًا من مراكز الثقافة الإسلامية في منطقة السودان الغربي([6]).
وقام -جريًا على عادته في الرحلات الأخرى- بتدوين مشاهداته في هذه البلاد في شكل مذكرات يومية أَلَّفَتْ مع غيرها من النقول المُرْفَقَة مادةَ هذا الكتاب. ورافق الشيخ العبودي في هذه الرحلة من أهل مالي الدكتور عبدالوهاب الدكوري، واستغرقت الرحلة أسبوعًا واحدًا، بدءًا من يوم السبت الموافق 26/9/1982م إلى يوم السبت الموافق 2/10/1982م([7]).
كما عرّف الرحالة الشيخ العبودي في التصدير الذي أورده في بداية الكتاب ببلاد مالي القديمة التي أطلق عليها مسمى بلاد التكرور. وأوضح أن هذه التسمية غير معروفة عند السكان الحاليين في البلاد، ولكنَّها شائعة في بلاد الحرمين الشريفين ومصر والحبشة([8]).
ثم نقل كلام ابن بطوطة في وصف بلاد التكرور بحرفه كما هو في كتاب “تحفة النُّظَّار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار” المشهور بعنوان “رحلة ابن بطوطة”, وهو الكتاب المطبوع الذي كان السلطان أبو عنان فارس المريني (ت759ه/1358مـ) قد وجَّه الفقيه ابن جزي الكلبي (ت741ه/1340مـ) بتلخيصه ونَشْره([9]).
وعرَّف في التصدير أيضًا بجمهورية مالي الحديثة، وذكر حدودها ومساحتها وبيئتها، وأهم منتجاتها التجارية والصناعية وسكانها ومواردها الطبيعية وتقسيماتها الإدارية المختلفة([10]).
وضمَّن في هامش الصفحات بعض التعليقات التي توضِّح كلام ابن بطوطة، وبعض التصويبات والاستدراكات التي استفاد -على ما يبدو- في معظمها من رفيقه في الرحلة الدكتور الدكوري الذي ينتسب إلى إحدى الأُسَر المعروفة في بلاد مالي، ويُلِمّ بأحوالها المختلفة([11]).
ثم شرع الشيخ العبودي بعد ذلك في وصف مشاهداته في الرحلة في قسم في الكتاب أسماه (اليوميات المالية)، وذلك نسبة إلى بلاد مالي (بلاد التكرور). والغريب أنه استأنف الرحلة بدءًا من مغادرته لمطار (بوبو جولاسو) في فولتا العليا باتجاه مدينة (باماكو( عاصمة جمهورية مالي، دون توضيح السبب للقُرّاء في ذلك. وأورد تفاصيل الرحلة المختلفة، ولا سيما تلك التي تتعلق بالاستقبال الذي أُجْرِيَ له في مطار باماكو، كما وصف الطريق إلى فندق الصداقة )أوتيل إمتي( الذي أقام فيه طوال أيام وجوده في العاصمة المالية باماكو([12]).
وقام الشيخ يوم الأحد الموافق 27/9/1982م بزيارة الجامع الكبير الذي أمر الملك فيصل بن عبدالعزيز -طيّب الله ثراه- ببنائه في وسط العاصمة باماكو، وهو الجامع الرئيس في المدينة، والذي يَظْهَر واضحًا من أكثر أنحائها؛ لارتفاع موقع أرضه ومنائره، وتحيط به حديقة واسعة ومنسَّقة.
وذكر بعد أن قام بوصف المسجد من الداخل وصفًا مجملاً بأنه يُعَدّ من الأمثلة المشرقة في التعاون بين المسلمين على البِرّ والتقوى؛ إذ قامت الدولة السعودية ببناء هذا المَعْلَم الديني لتلبية حاجة المسلمين في بلاد مالي، دون أن يترتب على ذلك التعاون أيّ نوع من أنواع التدخُّل سواء في استخدام المسجد أو إدارته.
ووصف في معرض مشاهداته ليوم الأحد السوق الشعبي المجاور لجامع الملك فيصل، والمسجد القديم في مدينة باماكو الذي يقع في حي (نيارى) على اسم إحدى أوائل العشائر التي سكنت مدينة باماكو. وتجوَّل في بعض الأحياء الشعبية للمدينة، ووصف الأبنية والطرقات والناس والألبسة وحديقة الحيوان التي تقع في مكان واسع وجميل وجذاب([13]).
وزار الشيخ العبودي في يوم الاثنين الموافق 28/9/1982م وزير خارجية دولة مالي (علي بلوندين) في منزله، وتبادل الأحاديث معه، وأعجب بغزارة ثقافته الدينية وذكائه وتعدّد مواهبه وقدراته، وهو من وجهة نظره جدير لشغل هذا المنصب الوزاري المهم. كما قابل في اليوم نفسه وزير الدولة للشؤون الاقتصادية )أومارو كلوبولي(، وهو من الشخصيات الحزبية الحاكمة في البلاد، ويتمتع كما ذكر بالرزانة وقوة الشخصية. وقد رحَّب الوزيران بالضيف وباتفاقية فتح مكتب رابطة العالم الإسلامي، وإنشاء المستوصفات بدولة مالي.
كما زار في هذا اليوم أيضًا الحي الشعبي (كنزنبقو) ومزرعة الدكتور الدكوري التي تقع على بُعد 18 كيلومتر من أطراف العاصمة باماكو، ووصف مشاهداته في الطريق إلى المزرعة، وتكلم على النهر الذي يُعرف باسم (وي وي أن كو(، ومعناه نهر الصياح والعويل، ونهر النيجر العظيم الذي أسماه العرب نهر النيل، وحضر في مساء هذا اليوم مأدبة العشاء التي أقامتها جمعية الاتحاد الإسلامي لبلاد مالي، وهي الجمعية الإسلامية الوحيدة المرخَّص لها بالعمل آنذاك في بلاد مالي([14]).
وشارك الرحالة الشيخ العبودي في يوم الثلاثاء 29/9/1982م أهل مالي صلاة عيد الأضحى المبارك، وكان العيد قد تأخَّر لديهم يومًا واحدًا عن التاريخ المعتمد له وَفْق تقويم أم القرى في مكة المكرمة، ووصف مشاهداته لصلاة العيد وصفًا شائقًا؛ حيث رافق موكب فخامة الرئيس موسى تراوري وكبار رجالات الدولة من الوزراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية الإسلامية إلى جامع الملك فيصل في باماكو. وأبدى إعجابه بحرص السكان على ارتداء الملابس الوطنية البيضاء الزاهية. وأدَّى الحضور شعائر صلاة العيد في خشوع وسكينة ووقار، واستمعوا للخطبة والدعاء، وتبادلوا التهاني بعيد الأضحى المبارك في مشهد إسلامي مهيب وجميل.
وكان من فعاليات يوم الثلاثاء أيضًا زيارة مسجد أنصار السنة في باماكو؛ حيث وصل الشيخ العبودي المسجد قبل أذان المغرب، وأدَّى الصلاة جماعة مع رواد المسجد، وقام بإمامة الناس الشيخ أحمد حماه الله أحد أوائل أنصار السنة العاملين على نشر الدعوة السلفية في مالي. وألقى الشيخ العبودي كلمة بعد أداء الصلاة؛ حثَّ فيها الحضور على بذل الجهد في إعادة الماضي الإسلامي التليد لبلادهم، وعلى الالتزام بمنهج بالسلف الصالح قولاً وعملاً وعقيدةً ومنهاج حياة. كما حضر بعد صلاة العِشاء حفل العَشَاء الذي أُقيم على شرفه في فندق )قراند هوتيل) في وسط المدينة، وقد شارك في الحفل وزيرا الخارجية والصحة، والقائم بالأعمال في السفارة السعودية، وغيرهم([15]).
وقام الشيخ العبودي بالسفر في يوم الأربعاء الموافق 30/9/1982 إلى مدينة تنبكتو التي كان قد عبَّر في أكثر من موضع في الكتاب عن شَغَفه الكبير لزيارتها؛ وذلك لازدهار الحركة العلمية بها إبَّان حكم الممالك الإسلامية المختلفة، ولصلته الوثيقة في بلاد الحرمين الشريفين بعدد من العلماء الأنصاريين المنتمين إلى هذه المدينة من المشهورين بالنبوغ والنباهة ومحبَّة البحث والكتب المطبوعة والمخطوطة.
وخصَّ بالذِّكر من هؤلاء العلماء الأنصاريين: المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري (ت1418هـ/1997م), والأديب السعودي الشيخ عبدالقدوس الأنصاري (ت 1403هـ/1983م), وعالم الآثار الدكتور عبدالرحمن بن محمد الأنصاري. ونسبة هؤلاء الأعلام الأنصاريين إلى تنبكتو أمر فيه نظر. فقد وُلِدَ الشيخ حماد الأنصاري –رحمه الله- في منطقة تاد مكة (السوق) التي انقرضت الآن، وكانت تقع في الصحراء الغربية بين الجزائر ومالي، وبها نشأ وترعرع إلى أن هاجر إلى الحجاز في عام1946م([16]). أما الشيخ عبدالقدوس الأنصاري والدكتور عبدالرحمن الأنصاري فقد وُلِدَا في بلاد الحرمين الشريفين، واستوطنت أسرتاهما قبل ذلك بعض القرى في منطقة تاد مكة إلى أن تمت الهجرة إلى الديار المقدسة في بدايات القرن الرابع عشر الهجري([17]).
وكان الشيخ العبودي ورفيقه الدكتور الدكوري قد غادرا صباح الأربعاء مطار العاصمة (باماكو) متوجِّهَيْن إلى مدينة تنبكتو في رحلة بالطائرة استغرقت قرابة (3) ساعات، وذلك مرورًا ببلدة )سقو( عاصمة مملكة (بامبرا) التي أسَّسها مالي كوليبا عام 1712م, ثم مدينة (موبتي) عاصمة منطقة ماسنا. وتوقفت الطائرة في بلدة )قوندم) مدة خمس وعشرين دقيقة، ثم أقلعت متجهة إلى مدينة تنبكتو. وقد شمل مشاهداته من الطائرة نهر النيجر والمزارع والمراعي والقرى والمنازل الممتدة حوله، وكذا الأراضي الصحراوية التي شكَّلت مع مسايل المياه الجافة لوحات فنية جميلة، وتحدَّث في الكتاب عن تأريخ المناطق والمدن المُهِمَّة التي عبرتها الطائرة، مستصحبًا في عدة مواطن أقوال الرحالة المغربي ابن بطوطة.
واتجه الرحالة العبودي مباشرة بعد وصوله إلى تنبكتو إلى قصر الحكم، والتقى حاكم المدينة آنذاك (لامين دامبيلي)، وذلك بحضور عدد من الأعيان المستقبلين له في المطار. وأوضح للحاكم سبب زيارته لهذه المدينة العلمية ذات التاريخ العريق والمشرِّف، ألا وهو رغبته في الاطلاع على التراث العلمي الكبير الذي خلَّفه علماء تنبكتو إبَّان ازدهار الحضارة الإسلامية في بلاد مالي. ثم قام برفقة بعض الحضور بزيارة مركز أحمد بابا للبحث العلمي، ومعهم مدير المركز الدكتور محمود عبده زبير، قال: “وعندما دخلت المركز ورأيت أهميته قلت للإخوة الكرام المرافقين الذين هم من رجال الإدارة والسياسة: إن من عادتي أن أُطيل اللبث في مثل هذه الأماكن؛ لكي أنظر في ما تحتويه من غرائب المخطوطات، وربما يثقل عليكم ذلك، وعلى هذا يمكنكم أن تدعوني هنا مع صديقي الدكتور زبير مدير المركز وزميلي الدكوري؛ فأنا أحتاج إليهما في ذلك”([18]).
وعثر الشيخ العبودي في مركز أحمد بابا للبحث العلمي على بعض كتب المخطوطات المهمة مثل كتاب “التحصيل لمعاني التنزيل” الذي نُسِخَ عام 1235م, وكتاب “فتح الشكور“ للبرتلي، وكتاب “نوازل التكرور” للمغلاوي، وغيره من كتب نوازل التكرور الفقهية. كما عثر على جملة من المخطوطات التي تناولت تاريخ منطقة ماسنا الموريتانية التي تقع شرقي الجناح الغربي لنهر النيجر، وسكن بها ذراري من قبيلة مسوفة الصنهاجية، ويشتبه اسمها بمنطقة ماسنا الموجودة في بلاد مالي وعاصمتها موبتي. وتكمن أهمية هذه المخطوطات في كونها تؤرّخ لمنطقة ماسنا والمناطق والمدن والقرى المجاورة لها.
وقام الرحالة الشيخ العبودي عصر يوم الأربعاء أيضًا بجولة في مدينة تنبكتو برفقة الدليل المعترف به من الحكومة المالية، واسمه محيي بن الشيخ علي، وتوقف في رصد مشاهداته عند أصل مدينة تنبكتو، وسبب تسميتها بهذا الاسم، وتكلم عن الطوارق الذين أسَّسوا هذه المدينة منذ ثمانمائة عام تقريبًا. وزار خلال الجولة ميدان الاستقلال ومسجد جنقري الذي أعاد بناءه السلطان منسا موسى في القرن الثامن الهجري/ القرن الرابع عشر الميلادي، ومسجد سيدي يحيي الذي بني في القرن التاسع الهجري / الخامس عشر الميلادي، وحي سنكري المخصص في الأصل لسكنى البيضان من العرب والطوارق، وأصبح أغلب السكان فيه اليوم من ذوي البشرة السوداء بسبب الاختلاط والمصاهرة. ([19])
وتوقف الشيخ العبودي ورفقته في الجولة عند جامع سنكري بحي البيضان الذي بُنِيَ من الطين على الطراز السوداني الخالص عام 1581م, والميدان الفسيح المجاور له، ثم انتقل من حي سنكري القديم إلى الحي الحديث المسمى بحي البراز، ووصف الحي من حيث السكان والطرقات والمباني والعادات والأزياء ونحوه. وقضى الجميع بعد ذلك وقتًا ممتعًا عند كثيب رملي في صحراء تنبكتو، وأدوا صلاة المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا، ثم عادوا إلى فندق (أزاليه) المقر المحدّد لإقامة الشيخ العبودي ورفيقه في الرحلة الدكتور الدكوري، وذلك لتناول طعام العشاء والخلود للراحة([20]).
وبدأ الشيخ الرحالة صباح الخميس الموافق 31/9/1982م بجولة على الأقدام في ضاحية من ضواحي تنبكتو المجاورة للفندق، ثم زار برفقة الدكتورين الزبير والدكوري سوق تنبكتو للمرة الثانية، وتوقف عند بعض حوانيته التراثية، كما ذهب مرة أخرى إلى مسجد سيدي يحيي لرؤيته من الداخل، ووصف بنائه ومرافقه، وأعاد النظر في نُصُب الاستقلال، وبذل الجهد في قراءة العبارة المكتوبة على النُّصُب بخط عربي صعب القراءة، ونصها: “هذا ذكرى لضريح من مات في سبيل مالي”، ويعلو النُّصُب تمثال الفارس الأبيض الذي يمتطى حصانًا مجنحًا.
واتجه المؤلف الشيخ العبودي بعد الجولة القصيرة في أسواق وأحياء تنبكتو إلى مقر الحاكم العام للمدينة؛ لشكره على حُسْن الضيافة ووداعه، ومنه إلى المطار للعودة إلى العاصمة باماكو على الطائرة التي غادرت مطار تنبكتو في تمام الساعة الحادية عشرة والربع قبل الظهر، وتوقفت الطائرة في مدينة موبتي بمنطقة حمد الله لمدة (35) دقيقة، وهي كما وصفها الشيخ العبودي منطقة ذات مياه وفيرة، ومزارع نَضِرة للأرز والفول السوداني. ثم استأنفت الطائرة سيرها باتجاه مدينة باماكو، ووصلت إليها في تمام الساعة الثانية والربع ظهرًا، وتوجَّه بعد وصوله إلى فندق (إيمتي) للخلود للراحة، ولم يورد بعد ذلك لهذا اليوم أيّ نشاط شخصي آخر([21]).
وأسمى الشيخ العبودي يوم الجمعة 1/10/1982م يوم المقابلات، حيث زار صباح هذا اليوم وزارة التخطيط، واجتمع مع وزيرها الشاب الطارقي الذي لم يذكر اسمه، وتبادل الأحاديث الودية معه، كما التقى أيضًا فخامة الرئيس موسى تراوري في المقر الجديد لرئاسة الحكومة، وقدم له الشكر على الحفاوة التي استُقْبِلَ بها، وعلى ما وجده من أهل البلاد من الاحترام والتقدير والتكريم، ودار الحديث بعد ذلك حول الماضي الحافل بالأمجاد لبلاد مالي، ودور سلاطين مالي في نشر الإسلام وخدمة المسلمين، ثم غادر مقر الرئاسة بعد أن التقطت الصور التذكارية، وسجّل لممثلي الإذاعة والصحافة حديثًا خارج مكتب رئيس الجمهورية.
وقابل الرحالة الشيخ العبودي في اليوم نفسه وزير الأشغال موديبو كيتا ووقَّع معه بالإنابة عن وزير الخارجية الاتفاقية التي سافر من أجلها إلى بلاد مالي. والتقى بعد ذلك وزير الصحة، ونسَّق معه بشأن توزيع المستوصفات الخمسة على أنحاء مالي، وكيفية إدارتها وتشغيلها.
وقام يوم الجمعة أيضًا بزيارة المعهد الإسلامي الذي قام بتأسيسه الشيخ أحمد حماه الله رئيس أنصار السنة في مالي، وذلك في البناء الإسمنتي الكائن في حي مصر القديم وخُصِّص لدراسة الطلاب في مرحلة الحضانة والابتدائية والإعدادية والثانوية. وأعجب بمرافق المعهد (غرف الإدارة، فصول الطلاب، الفناء، دورات المياه، وغيرها), والتأثيث الفاخر الذي يَقِلّ نظيره في المعاهد والمدارس الخاصة في هذه البلاد.
وخصص الشيخ العبودي يوم السبت 2/10/1982م لزيارة الجمعية الإسلامية الرسمية الوحيدة في مالي، وتسمى (جمعية مالي الإسلامية للاتحاد والتقدم)، ولها فروع في المدن الرئيسة الأخرى. وقد أُنْشِئَتْ بهدف أن تكون الأنشطة الإسلامية ذات الاتصال بالخارج مقصورة عليها، ووقف بصحبة رئيس الجمعية (عمر لي) على الأرض الواسعة الممنوحة لها من الدولة في شارع الاستقلال بمدينة باماكو، وأبدى رئيس الجمعية للشيخ الرغبة في بناء مقر للجمعية ومسجد وحوانيت تُدِرّ ريعًا ثابتًا لها. وانتقل الشيخ بعد ذلك إلى المقر الحالي للجمعية في جامع الملك فيصل الكبير، وعقد اجتماعًا مع أعضائها لبحث أوجه التعاون بين الجمعية ورابطة العالم الإسلامي.
وتوجه الشيخ العبودي ورفيقه الدكتور الدكوري بعد ذلك الاجتماع إلى مطار باماكو بغية السفر إلى مدينة أبيدجان عاصمة ساحل العاج، وغادر بلاد مالي في الطائرة التي أقلعت في الساعة الرابعة والربع من مساء يوم السبت, ولم يذكر في الكتاب – جريًا على عادته- شيئًا عن تفاصيل الوداع ورحلة الطيران ووصفها، ونبّه إلى أن الكلام على رحلة ساحل العاج ورد في الكتاب الآخر الذي نشر بعنوان “بقية الحديث عن إفريقيا”([22]).
وقفات منهجية:
لقد قام الشيخ العبودي بعد أن انتهى من عرض المشاهدات والأنشطة اليومية للرحلة بعقد مبحث في آخر الكتاب أسماه الخاتمة، نقل فيه الكلام الذي ورد عن بلاد التكرور في كتاب “صبح الأعشى” للقلقشندي بحرفه كاملاً دون تصرُّف، وعلّق عليه في هامش الكتاب بتعليقات مختصرة؛ وذلك للمقارنة كما ذكر بين الماضي والحاضر، وتصحيح الكلمات والألفاظ التي تحتاج إلى تصحيح. فأصبحت خاتمة الكتاب لا تجمل المضامين الواردة فيه، وإنما تضيف حقائق جديدة إلى الكتاب، وتوسّع من مضمونه. وكان من الأنسب -والله أعلم- عدم إيراد كلام ابن بطوطة عن بلاد التكرور بحرفه في المقدمة, وكذلك عدم إيراد كلام القلقشندي بحرفه في الخاتمة, والاقتباس بحسب الحاجة من المضامين التي أوردها كل منهما عند كتابة تفاصيل الرحلة المختلفة. ثم القيام بإفراد ملحق خاص في آخر الكتاب يتضمن النص الحرفي الكامل الذي ورد عن بلاد التكرور في كتاب “رحلة ابن بطوطة” وكتاب “صبح الأعشى“، مع تضمين التعليقات والتصويبات اللازمة في الهامش.
ولم تكن هذه هي الوقفة المنهجية الوحيدة في الكتاب، بل إن هناك أيضًا قلة في جانب المقارنة بين الحقائق المنظورة والمأثورة الذي ألزم المؤلف به نفسه في بداية الكتاب. وكذا تعميم بعض الأحكام دون استقراء أو دليل، ومن ذلك قوله بهدوء طباع جميع أهل مالي وعدم حدّتهم وسرعة غضبهم([23])، وما ذكره من أن الدكتور محمود زبير من الفولانيين، قال: “ولكنه مثل كثير من الفولانيين –بالنون- في هذه البلاد ذوو أجسام رشيقة وليسوا كالفلاتيين الذين عرفنا بعضهم في الحجاز بأجسام غليظة، فأولئك يقال إن أنسابهم قد اختلطت بأنساب الهوساويين، وبعضهم لم يختلط نسبه، وإنما اختلط عيشه…، إنهم أيضًا قد تغيرت أحلامهم حتى يُخيّل للمرء أنهم في منزلة من الذكاء أو الألمعية أقل مما عليه الفولانيون في مالي والنيجر وفولتا. والله أعلم”([24]).
وتعميم الحكم بهذه الصفة أمر لا يصدق على الفولانيين ولا على غيرهم، فهناك من الفولانيين في الحجاز من هم لأسباب وراثية في غاية الرشاقة، مع أنهم ينعمون ولله الحمد برغد العيش والراحة وسعة الرزق، ويوجد في المقابل بمنطقة حمد الله في ماسنا وغيرها من المناطق في مالي من هم بأجسام ممتلئة وغليظة على الرغم من اشتغالهم بالرعي والزراعة ونحوه، وفي جميع الأحوال فإن فيهم الذكي ومتوسط الذكاء والغبي، وهذا عام في مختلف الشعوب والأجناس في العالم. ولعله أراد بهذا الحكم دغدغة مشاعر أحد الفولانيين ممن يعرف في المملكة على طريقة الإخوانيات المبطنة، بَيْدَ أنَّ الرَّحَّالة مُطالَب بتدوين الحقائق والمشاهدات كما هي بعيدًا عن الذاتية التي تؤثر على الأحكام المتعلقة بالبلدان والسكان ونحوه، لا سيما وأنّ كتب الرحلات تُعدّ من المصادر المعلوماتية المعتبرة لدى الباحثين في الدراسات والبحوث التأريخية والاجتماعية بأنماطها المختلفة.
ومن جهة أخرى، فقد أفقد طغيان الطابع الرسمي على أنشطة الزيارة جمال الرحلة؛ حيث ارتبطت الرحلة في العاصمة باماكو في أغلبها بالزيارات واللقاءات والاجتماعات والحفلات الرسمية، ولم يمض الرحالة الشيخ العبودي وقتًا كافيًا في الاختلاط بالمجتمع المالي بأطيافه وقبائله المختلفة، وكان بحاجة إلى أن يتجوَّل في أنحاء البلاد المختلفة ليتسنَّى له تقديم صورة كافية للقارئ عن واقع البلاد والسكان واللغات والعادات والتقاليد والأخلاق وغيره. وتوقف في الكتاب عند بعض العادات المتعلقة بأزياء النساء ولباسهن والتي قد يثير ذِكْرها حفيظة بعض القراء من أهل البلاد وغيرهم من الأفارقة في مختلف أنحاء العالم، كما أورد في الكتاب بعض الألفاظ التي تُطْلَق جهالة على أصحاب البشرة السوداء مثل (سنكورة) و(كور) ونحوها من الألفاظ التي لا يُقِرّ الدِّين الحنيف استعمالها، وكان من الأفضل طيّ مثل هذه الألفاظ الجارحة وعدم ذِكْرها في معرض الكلام على هذا البلد الإسلامي العريق ذي الأعراق المتعددة والأجناس المختلفة.
الخاتمة:
وخلاصة القول، فإن الرَّحّالة الشيخ العبودي قد عرض رحلته إلى بلاد مالي بأسلوب التدوين اليومي للأنشطة والمشاهدات والملحوظات، مستفيدًا في ذلك إلى حد ما مما أورده ابن بطوطة والقلقشندي في كتابيهما، ومن حصيلة المعلومات التي تكوَّنت لديه من واقع زياراته السابقة لعدد من الدول الإفريقية، ومن رفيقه في الرحلة الدكتور الدكوري وغيره من الماليين ممن التقى بهم خلال الرحلة، فأصبح الكتاب بذلك مادة إثرائية نافعة لكل من يرغب التعرف على واقع بلاد التكرور (مالي) في القديم والحديث، وذلك على الرغم من الخلل الحاصل في تنظيم محتوى الكتاب وترتيبه.
كما ستجد شريحة من القراء بغيتها في الكتاب من الثقافة الشرعية والتحقيقات اللغوية والأدبية التي كشفت عن الميل العلمي والحس الأدبي للمؤلف. وأظهرت مضامين الكتاب مدى الدافعية لدى المؤلف في زيارة البلاد التي أسماها (بلاد الممالك والسلطنات الإسلامية العظيمة) و(بلاد الأمجاد التأريخية العريقة)، وقد عبَّر بوضوح في الكتاب عن إعجابه الكبير بالتأريخ الإسلامي والحضاري لهذه البلاد، وبجهود ملوكها وعلمائها في رعاية العلم وخدمة طلابه، وأشاد بتمسك أهلها الشديد بالإسلام وتعاليمه السمحة، وطيبتهم وحُسْن تعاملهم مع الوافدين على مختلف ألوانهم وأجناسهم.
وبعدُ، فهذا عرض ببليوجرافي لكتاب “سطور من المنظور والمنثور” الذي أورد فيه الرحالة الشيخ العبودي تفاصيل الرحلة التي قام بها في عام 1982م إلى بلاد مالي (بلاد التكرور)، مع بعض الرؤى والوقفات المنهجية حول المضامين الواردة فيه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الهوامش :
([1]) محمد بن ناصر العبودي: حفل تكريم الاثنينية. متاح في https://2u.pw/NIN67, تاريخ الدخول 5 أغسطس 2020م.
([2]) المصدر نفسه.
([3]) محمد بن ناصر العبودي: في إفريقية الخضراء, (ص11).
([4]) عمر بن حسن فلاته وآخرون: معلمو المسجد النبوي الشريف, (ص 548).
([5]) محمد بن ناصر العبودي: سطور من المنظور والمأثور, (ص5).
([6]) المصدر نفسه, (ص6).
([7]) المصدر نفسه, (ص4).
([8]) المصدر نفسه, (ص9).
([9]) ابن بطوطة: رحلة ابن بطوطة, (2/695-709).
([10]) محمد بن ناصر العبودي: سطور من المنظور والمأثور, (ص13).
([11]) المصدر نفسه, (ص6).
([12]) المصدر نفسه, (ص ص 41-54).
([13]) المصدر نفسه, (ص ص 55-74).
([14]) محمد بن ناصر العبودي: سطور من المنظور والمأثور, (ص ص 75-88).
([15]) محمد بن ناصر العبودي: سطور من المنظور والمأثور, (ص89-101).
([16]) عبد الأول بن حماد الأنصاري: المجموع, (ص ص 784-787).
([17]) حمزة بن حامد القرعاني: إتحاف ذوي البصائر, (ص ص 315-319), (ص ص 483-492).
([18]) محمد بن ناصر العبودي: سطور من المنظور والمأثور, (ص127).
([19]) المصدر نفسه, (ص 165).
([20]) محمد بن ناصر العبودي: سطور من المنظور والمأثور, (ص ص102– 179).
([21]) المصدر نفسه, (ص ص 180-206).
([22]) محمد بن ناصر العبودي: سطور من المنظور والمأثور, (ص ص 222-229).
([23]) المصدر نفسه, (ص 81).
([24]) المصدر نفسه,(ص 137).
__________________________
قائمة المصادر والمراجع:
ابن بطوطة، محمد عبد الله الطنجي (ت779ه/1378م): رحلة ابن بطوطة-تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار؛ تحقيق محمد عبد المنعم العريان. دار إحياء العلوم، بيروت،1992م.
ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد (ت 808هـ/1406م): مقدمة ابن خلدون؛ تحقيق عبد الواحد وافي. دار نهضة مصر للطبع والنشر، القاهرة، د.ت.
أبو الفداء، عماد الدين إسماعيل بن محمد بن عمر (ت732هـ/1331م): تقويم البلدان: دار صادر، بيروت، 1804م.
الإدريسي، الشريف (ت560هـ/ 1165م): نزهة المشتاق في اختراق الآفاق. دار الكتب العلمية، بيروت د.ت.
الأنصاري، عبد الأول بن حماد: المجموع في ترجمة العلامة المحث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري. الطبعة الأولى، المدينة المنورة، 2002م.
بلو، محمد (ت 1252هـ/ 1836م): تاريخ الأعلام في شمال إفريقيا وجهاد عثمان بن فودي-المسمى/ إنفاق الميسور في تاريخ بلاد تكرور؛ تحقيق: عبد المنعم ضيفي عثمان عبد المنعم, المكتبة الأزهرية للتراث, القاهرة,2011م.
الحموي، ياقوت (ت626هـ/ 1229م): معجم البلدان؛ تحقيق فريد عبد العزيز الجندي. دار الكتب العلمية، بيروت، 1993م.
الحميري، محمد عبد المنعم (ت900هـ/1495م): الروض المعطار في خبر الأقطار (معجم جغرافي)؛ تحقيق إحسان عباس. مكتبة لبنان، بيروت،1984م.
العبودي, محمد بن ناصر: حفل تكريم الاثنينية. متاح في https://2u.pw/NIN67, تاريخ الدخول 5 أغسطس 2020م.
العبودي, محمد بن ناصر: في إفريقية الخضراء-مشاهدات وانطباعات وأحاديث عن الإسلام والمسلمين. دار الثقافة، بيروت، 1968م.
العبودي، محمد بن ناصر: سطور من المنظور والمأثور عن بلاد التكرور. مطبعة النرجس التجارية، الرياض, 1999م.
العمري, أحمد بن يحيى (ت749هـ/1349م): مسالك الأبصار في ممالك الأمصار؛ تحقيق أيمن فؤاد السيد. دار الكتب والوثائق القومية. القاهرة، 2015م.
فلاته، عمر بن حسن وآخرون: معلمو المسجد النبوي الشريف. مكتبة دار الزمان للنشر والتوزيع، المدينة المنورة، 2016م.
القرعاني، حمزة بن حامد: إتحاف ذوي البصائر بتراجم العلماء الأفارقة الأكابر. دار الطرفين، بيروت، 2015م.
القلقشندي، أحمد بن علي (ت821هـ/ 1418م): صبح الأعشى في صناعة الإنشا. وزارة الثقافة والإرشاد القومي، القاهرة، 1963م.
الولاتي، محمد بن أبي بكر الصديق (ت 1219هـ/ 1804م): فتح الشكور في معرفة أعيان علماء التكرور؛ تحقيق محمد بن إبراهيم الكتاني وآخرون. دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1981م.