صدر حديثًا عن المكتب العربي للمعارف، كتابًا بعنوان: “السياسة المصرية تجاه منطقة القرن الإفريقي منذ عام 2011.. دراسة حالة سياسة مصر تجاه كل من إثيوبيا وإريتريا”. تأليف أ. أحمد عسكر، الباحث المتخصص في الشأن الإفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية.
ينقسم الكتاب إلى أربعة فصول، يحاول الباحث فيها التعرف على العوامل الحاكمة في السياسة المصرية تجاه القرن الإفريقي وتحديدًا دولتي إثيوبيا وإريتريا خلال العقد الأخير، وتوضيح مدى ارتباط هذه السياسة بمتغيرات وتوازنات القوة في المنطقة وتأثيرها على التحركات والمصالح المصرية في المنطقة.
فقد تناول الفصل الأول محددات السياسة المصرية تجاه منطقة القرن الإفريقي.
فيما تطرق الفصل الثاني إلى أهداف وأدوات السياسة المصرية في منطقة القرن الإفريقي.
في حين تناول الفصل الثالث بالرصد والتحليل السياسة المصرية تجاه إثيوبيا منذ عام 2011.
وجاء الفصل الرابع بعنوان السياسة المصرية تجاه إريتريا منذ 2011.
وانتهى الكتاب إلى عدد من النتائج والتوصيات.
وقد توصل الباحث إلى أنه في ضوء كل تلك التحديات التي تواجه الدولة المصرية وامتداداتها المتعلقة بالأمن القومي، تشير مقتضيات المرحلة التي تمر بها الدولة المصرية إلى أهمية تبني استراتيجية مصرية ذات مراحل متعددة، والتوجه نحو إعادة صياغة توجهات السياسة الخارجية المصرية تجاه أفريقيا والقرن الإفريقي، بحيث تأخذ في الاعتبار الحساسيات والموروثات السلبية المتراكمة منذ عقود طويلة والتحديات والقيود الخارجية فضلًا عن طبيعة الأوضاع الداخلية وما يتعلق بالتكلفة السياسية أو الاقتصادية أو المادية، وأن تتوافق مع توقعات واحتياجات الشعوب الإفريقية، وأن تكون على دراية بالمستجدات والمتغيرات التي فرضتها عملية إعادة رسم الخريطة الجيوستراتيجية والتوازنات الإقليمية وصراع النفوذ والهيمنة في منطقة القرن الإفريقي. وهو ما يعني طرح أجندة جديدة للتحركات المصرية في المنطقة وإعادة ترتيب الأولويات لها وتحديد مسارات التحرك وتوظيف الأدوات، مما يمكنها من الانتقال إلى مرحلة ترسيخ المكانة وزيادة الفاعلية والانتشار في منطقة القرن الإفريقي والقارة الإفريقية ككل.
كما أكد الباحث على ضرورة إعادة صياغة سياسة خارجية مصرية تجاه منطقة القرن الإفريقي لا سيما إثيوبيا وإريتريا من خلال استراتيجية واضحة تعظم من المصالح المصرية هناك، وعبر إدخال العديد من الأدوات والآليات غير التقليدية بهدف المزيد من الفاعلية والتأثير، واستعادة الكثير مما فقدته القوة الناعمة المصرية في أفريقيا خلال السنوات الماضية.