الباحث: الأسطى، علي شعبان.
تاريخ: 2008م.
الدرجة العلمية: رسالة دكتوراه.
الكلية: الاقتصاد والعلوم السياسية.
الجامعة: أم درمان الاسلامية.
مقدمة:
تناول الباحث في هذه الدراسة تأثير تجمع دول الساحل والصحراء على تطوير القارة الأفريقية، وإمكانية تكوين فضاء استراتيجي اقتصادي إفريقي تنموي لدعم القارة، وتأسيس تكتل أفريقي- عربي تتكامل فيه الموارد الطبيعية والبشرية والاقتصادية للنهوض بالقارة الأفريقية، وتوحيدها وتعزيز الاتحاد الأفريقي تمهيدًا لتحقيق مشروع الوحدة السياسية.
واتبع الباحث في الدراسة المنهج الوصفي التاريخي؛ لتوضيح فكرة إقامة التجمع ومراحل تطويره.
الفرضيات البحثية:
انطلاق الباحث من فرضيتين هما:
1-أن السياسية الغربية المهيمنة على النظام العالمي الجديد جعلت من الضرورة إقامة تجمع دول الساحل والصحراء لتفعيل وتطوير دول القارة الأفريقية.
2-أن الإمكانات الاستراتيجية والاقتصادية والجغرافية والطبيعية والبشرية لدول التجمع تؤهلها لأن تكون قوة إقليمية تساعد الدول الأفريقية على التطور.
محتويات الدراسة:
تكونت الدراسة من خمسة فصول، كان الفصل الأول بعنوان “التجمعات والفضاءات الإقليمية“، وتحدث فيه الباحث عن دوافع وأشكال التجمعات الاقتصادية الإقليمية في المبحث الأول، وفي المبحث الثاني تحدث عن تأثير التجمعات الإقليمية في نشأة التجمع, بينما خصص المبحث الثالث للحديث عن الفضاء العربي الأفريقي.
وجاء الفصل الثاني بعنوان “الاستعمار الأوروبي لدول التجمع“، وتناول فيه الباحث الإرساليات التنصيرية في أفريقيا في المبحث الأول, ودول التجمع وصراع المصالح في المبحث الثاني, وحركات التحرر في دول التجمع في المبحث الثالث.
وعن “التعددية والنزاعات في دول التجمع” جاء الفصل الثالث, وفيه تناول الباحث السلالات البشرية واللغات في دول التجمع في المبحث الأول، بينما تحدث في المبحث الثاني عن التعددية العرقية(الاثنية), وعن النزاعات العرقية والحروب الأهلية في المبحث الثالث.
وتعرض الباحث في الفصل الرابع لـ “تكوين تجمع دول الساحل والصحراء”, حيث تحدث في المبحث الأول عن أسس بناء التجمع, وفي المبحث الثاني تحدث عن البناء السياسي للتجمع, وفي الثالث تناول الموارد والنشاط الاقتصادي لدول التجمع.
وفي الفصل الخامس والأخير وعنوانه “دور التجمع في تطوير القارة الأفريقية” تناول الباحث في المبحث الأول منه التكامل بين دول التجمع, وفي الثاني تناول تعزيز دور الاتحاد الافريقي, وفي المبحث الثالث أكد على التنمية بدول التجمع.
أهم النتائج:
خلص الباحث إلى نتائج ذات أهمية منها:
1-هناك تطور إيجابي في الوعي السياسي والاجتماعي والنضالي المقاوم لدول تجمع الساحل والصحراء ورفض عودة الاستعمار القديم والهيمنة الغربية ودعم التجمع من أجل التطوير والتنمية وحماية الأمن والاستقرار فيه.
2-تركيز الولايات المتحدة الأمريكية على دول التجمع بإبرام الاتفاقيات الأمنية والعسكرية بعد أن أصبحت القارة الأفريقية احدى مناطق الصراع؛ لتساعد على رسم سياسة خارجية دولية ملامحها الهيمنة والسيطرة والاحتكار وتقسيم دول التجمع إلى مناطق نفوذ ومصالح أمريكية.
3-عدم استفادة دول التجمع من الامكانات الاستراتيجية والاقتصادية والجغرافية والطبيعية والبشرية بالصورة المطلوبة للنهوض بالتنمية، مما حد من فاعلية التجمع في المساهمة في تطوير القارة الأفريقية.
4-الوحدات السياسية في معظم دول التجمع جنوب الصحراء تحكمها أنظمة حكم متنوعة ارتبطت بأفكار سياسية متعددة, والأوضاع فيها متباينة، منها دول مستعمرة سياسيا، وأخرى مضطربة، ويسيطر على أنظمتها السياسية حاكم أو نخبة حاكمة, ترتكز على جماعة اثنية أو قبلية، فهي انعكاس لواقع قبلي أثني أفريقي له طبيعته المميزة وتأثره بالثقافات الغربية المرتبطة بالاستعمار الغربي القديم.
5-هناك عمق في تجذر النزاعات القبلية والاثنية والحروب الأهلية والانقسامات السياسية نتيجة النزاع على السلطة؛ مما أدى إلى إعاقة التنمية، وفشل معظم التجارب التكاملية السياسية والاقتصادية السابقة بالقارة الأفريقية.
6-ضم التجمع العديد من الأعراق والاثنيات وتوزع سكانه في الأقاليم المختلفة بالقارة، واتخذت النزاعات القبلية والعرقية العديد من الأشكال ذات الطابع السياسي والاقتصادي والطابع الديني، وتتحول بين الدول على خلفيات نزاعات إقليمية ودولية.
7- دول التجمع تعاني من تحديات سياسية واقتصادية وتعمل على التصدي لها وتحقيق الأهداف المستقبلية لدعم المشاريع التنموية بتحقيق التكامل الاقتصادي وتعزيز الاتحاد الأفريقي.
8-هناك ارتباط عربي أفريقي تمثل في التواصل البشري والتجاري والحضاري بين العرب والأفارقة، إضافة إلى النشاط التنصيري المسيحي الذي لعب أخطر الأدوار في ترسيخ السياسة الغربية في دول التجمع.
9-إن إقامة تجمع الساحل والصحراء من شأنه أن يساعد على حل الكثير من المشاكل التي تواجه أعضاءه، والتي تتمثل في النزاعات القبلية والخلافات السياسية، ومواجهة الاعتماد على المعونات والمساعدات الأجنبية التي جعلت من دول القارة تابعة اقتصاديا للدول الغربية.
أهم التوصيات:
أوصي الباحث بعدة توصيات منها:
1-تفعيل بناء دول الساحل والصحراء، وتطوير مؤسساته لدعم الاتحاد الأفريقي، وبناء فضاء أفريقي يتمتع بالقوة السياسية والاقتصادية لمواجهة التكتلات الأخرى، ودعم الموقف التفاوضي معها سياسيا واقتصاديا.
2-تعميق الاستثمار العربي في أفريقيا، وتفعيل الترابط بين الفضائين العربي والأفريقي.
3-توسيع الترابط بين دول شمال أفريقيا وأوروبا لتكوين حلقة الوصل بين الفضاءات الأفريقية والأوروبية والعربية.
4-دعوة المؤسسات المالية لدعم صناديق الاستثمار لتطوير الموارد الاقتصادية لمصلحة جميع اقتصاديات دول التجمع.
5-زيادة الانتاج الزراعي باستصلاح الأراضي الصحراوية وزراعتها وإنشاء تجمعات عمرانية ومدن جديدة فيها.
6-إعداد قاعدة بيانات للمقومات المادية والبشرية المتوفرة التي يمكن استغلالها بصفة فردية أو جماعية في دول التجمع.
7-الابتعاد عن الانعكاسات الحزبية القبلية والاثنية في أنظمة الحكم في دول التجمع وضرورة ممارسة الديموقراطية.
8-تطوير المؤسسات الديموقراطية ومنظمات المجتمع المدني وتفعيل دورها لتنمية الموارد البشرية وتكوين المهارات وتأكيد الاستقرار السياسي والاقتصادي.
9-معالجة الخلافات لدعم الاستقرار السياسي وذلك بنبذ اتجاهات الاعتماد على النخب السياسية والاثنية في الحكم على مستوى دول التجمع.
10-الابتعاد عن الانعكاسات الحزبية والقبلية والإثنية وتفعيل دورهما لتنمية الموارد البشرية, وتأكيد الاستقرار السياسي والاقتصادي, والتقليل من درجة الاعتماد على المساعدات الخارجية، وحل مشاكل المديونية.