استعرضت منظمة العفو الدولية، في تقريرها السنوي الذي نشرته بتاريخ 7-4-2020، حالة حقوق الإنسان في افريقيا، وتناولت بالتحليل التطورات الرئيسية التي حدثت في العام الماضي، بما في ذلك خلع الرئيس السوداني عمر البشير، وردة فعل حكومة زيمبابوي على الاحتجاجات الجماهيرية، وتصاعد الهجمات على المدنيين في موزمبيق ومالي.
الصراع والأزمة:
تحت هذا العنوان تناولت العفو الدولية وطأة الصراعات الدامية والأزمات العنيفة في أنحاء منطقة أفريقيا جنوبي الصحراء, من الأمثلة على ذلك:
1-إقليم دارفور بالسودان: واصلت القوات الحكومية ارتكاب جرائم حرب محتملة، وغيرها من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك عمليات القتل غير المشروع، والعنف الجنسي، وأعمال النهب الممنهج، والتهجير القسري.
2- جمهورية الكونغو الديمقراطية: واصلت العشرات من الجماعات المسلحة المحلية والأجنبية، إلى جانب قوات الأمن في البلاد، ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، مما أدى إلى مقتل أكثر من 2000 مدني، وتشريد ما لا يقل عن مليون شخص خلال عام 2019.
3- الصومال: استمر المدنيون في العيش تحت رحمة هجمات حركة الشباب المسلحة، في حين تقاعست القوات الحكومية والقوات المتحالفة معها في اتخاذ الاحتياطات الكافية لتجنيب المدنيين هجماتها التي تستهدف حركة الشباب.
4-مالي:تدهور الأمن بشكل كبير في وسط مالي، مع وقوع عمليات قتل واسعة النطاق للمدنيين على أيدي الجماعات المسلحة، و”جماعات الدفاع عن النفس” المعلنة ذاتياً. ورداً على ذلك، ارتكبت قوات الأمن المالية انتهاكات متعددة، بما في ذلك عمليات الإعدام خارج نطاق القضاء والتعذيب.
5-موزمبيق: واصلت الجماعات المسلحة شن هجمات ضد عموم السكان في كابو دلغادو، وزُعم أن قوات الأمن ارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في معرض ردها على العنف.
6- إثيوبيا: جوبهت الاشتباكات بين الجماعات العرقية برد غير متناسب من قبل قوات الأمن
7-الكاميرون: وفي المناطق الناطقة باللغة الإنجليزية، واصلت المجموعات الانفصالية المسلحة ارتكاب الانتهاكات، بما في ذلك عمليات القتل والتشويه والاختطاف. كما دمر الانفصاليون المسلحون العديد من مرافق الرعاية الصحية. ورداً على ذلك، نفذ الجيش عمليات إعدام خارج نطاق القضاء وإحراق المنازل.
8- جنوب إفريقيا: استمرت أعمال العنف الدامي الممنهج، القائم على كره الأجانب، ضد اللاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين، مدفوعاً، في جانب منه، بسنوات من الإفلات من العقاب على الاعتداءات السابقة، وإخفاق العدالة الجنائية. وقتل 12 شخصاً، من بينهم جنوب أفريقيون وأجانب، بعد اندلاع أعمال عنف بين أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول.
الحق في الصحة:
لا يزال الوصول إلى الرعاية الصحية مصدر قلق كبير للناس في جميع أنحاء المنطقة، كما تقول العفو الدولية في تقريرها، حيث أدى انخفاض التمويل اللازم للصحة إلى نقص في الأسرّة والأدوية في المستشفيات.
وقالت العفو الدولية: إن الحكومات من أنغولا إلى زيمبابوي، مروراً ببوروندي إلى الكاميرون تقاعست في احترام الحق في الصحة، وقد أدت النزاعات إلى تفاقم الوضع.
القمع العنيف الذي تمارسه الدولة:
في شتى أنحاء المنطقة، تعرض المدافعون عن حقوق الإنسان للاضطهاد والمضايقة بسبب مواجهة الحكومات والتحدث ضدها, ومن الأمثلة على ذلك:
1- ملاوي: تعرض النشطاء الذين نظموا وقادوا المظاهرات ضد تزوير الانتخابات المزعوم، بعد انتخابات مايو/ أيار، للاعتداء والترهيب على أيدي كوادر شباب الحزب الحاكم، واستُهدفوا بالملاحقة القضائية من قبل السلطات. وفي وقت لاحق، أبطلت المحاكم نتيجة التصويت، وتستعد البلاد لإجراء انتخابات أخرى، في وقت لاحق من هذا العام.
2- زيمبابوي: وُجه الاتهام إلى ما لا يقل عن 22 من المدافعين عن حقوق الإنسان، والنشطاء، والمجتمع المدني، وقادة المعارضة لدورهم المشتبه به في تنظيم احتجاجات ضد ارتفاع أسعار الوقود في يناير/كانون الثاني 2019. وشنت قوات الأمن حملة قمع عنيفة، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 15 شخصاً، وإصابة العشرات.
3- غينيا: حيث حظرت السلطات أكثر من 20 احتجاجاً لأسباب مبهمة وفضفاضة للغاية، وواصلت قوات الأمن تأجيج العنف أثناء المظاهرات، وقُتل ما لا يقل عن 17 شخصاً في العام الماضي.
4- بوروندي: واصلت السلطات قمع عمل المدافعين عن حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني، بما في ذلك تعريضهم للملاحقة القضائية، وأحكام بالسجن لمدة مطولة.
النزوح:
أجبرت الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان مئات الآلاف في أفريقيا جنوب الصحراء على الفرار من ديارهم بحثًا عن الحماية, ومن الأمثلة على ذلك:
1- جمهورية إفريقيا الوسطى، كان هناك حوالي 600 ألف نازح داخلياً.
2- تشاد: هناك ما يزيد عن 222 ألف نازح.
3- بوركينا فاسو: هناك أكثر من نصف مليون نازح.
حقوق الإنسان تنتصر:
وقالت العفو الدولية أنه على الرغم من الواقع المؤسف، فقد تحققت بعض المكاسب البارزة لحقوق الإنسان في العام 2019, ومن الأمثلة على ذلك:
1-السودان: أدت الاحتجاجات الجماهيرية إلى إنهاء حكم البشير في أبريل/نيسان 2019، ووعدت السلطات الجديدة بإجراء إصلاحات واسعة النطاق لتحسين التمتع بحقوق الإنسان.
2-أثيوبيا:ألغت الحكومة تشريع المجتمع المدني الذي كان يقيد الحق في حرية تكوين الجمعيات أو الانضمام إليها، وحرية التعبير؛ وطرحت قانوناً جديدًا على البرلمان يحل محل التشريع القمعي لمكافحة الإرهاب.
3- جمهورية الكونغو الديمقراطية: أعلنت السلطات إطلاق سراح 700 سجين، بينهم عدة سجناء رأي.
4-الصومال:كانت هناك بارقة أمل لبعض عائلات ضحايا الهجمات الجوية الأمريكية عندما اعترفت القيادة الأمريكية العسكرية في افريقيا (أفريكوم) للمرة الأولى، في أبريل/نيسان 2019، بقتل مدنيين اثنين في ضربة جوية نفذتها عام 2018 وبالرغم من ذلك لم يتصل أي من الدبلوماسيين الأمريكيين في الصومال أو أفريكوم بالعائلات بشأن تقديم تعويضات للضحايا.
5-إفريقيا الوسطى: تم إحراز بعض التقدم في المحاكم العادية التي تنظر في بعض قضايا الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعات المسلحة. وتلقت المحكمة الجنائية الخاصة 27 شكوى، وبدأت في إجراء التحقيقات العام الماضي.
واختتمت العفو الدولية تقريرها بقولها: “لقد تحدى النشطاء والشباب المؤسسة الحاكمة في عام 2019، أما في عام 2020، فيجب على القادة أن يصغوا إلى مطالبهم، والعمل من أجل إجراء الإصلاحات التي تمس الحاجة إليها، وتحترم حقوق الجميع”.