د. أحمد علي سالم (*)
منذ وفاة الدكتور علي مزروعي، في أكتوبر 2014م، عُقدت الكثير من اللقاءات العلمية للاحتفال بتراثه الفكري، وهو تراثٌ يتجاوز عشرات الكتب ومئات المقالات، فضلاً عن سلسلته التلفزيونية الشهيرة (الأفارقة: ميراث ثلاثي)، وقد أنتجتها هيئة الإذاعة البريطانية عام 1986م، وأبرز مزروعي فيها أثر الإسلام في حياة الشعوب الإفريقية وثقافاتها؛ في وقتٍ كانت الكتابات السائدة عن إفريقيا في الغرب تُهمل هذا الأثر.
وقد شاركتُ في اثنَيْن من هذه اللقاءات؛ أحدهما: في المعهد العالميّ للفكر الإسلامي في الولايات المتحدة ، والآخر: نظّمته- في العاصمة الكينية نيروبي – مؤسسة Twaweza Communications؛ بالاشتراك مع معهد الدراسات الثقافية العالمية بجامعة ولاية نيويورك في مدينة بنجهامتون الذي ظلّ مزروعي يرأسه منذ إنشائه عام 1991م حتى قُبيل وفاته.
أولاً: ندوة المعهد العالمي للفكر الإسلامي:
شارك في «ندوة المعهد العالمي للفكر الإسلامي» أساتذةٌ جامعيون متخصّصون في العلاقات الدولية والشؤون الإفريقية والدراسات الإسلامية.
قدّم «الكلمة الرئيسة» الدكتور إبراهيم رسول- سفير جمهورية جنوب إفريقيا في الولايات المتحدة سابقاً، والأستاذ الزائر حاليّاً في مركز الوليد بن طلال للتفاهم الإسلامي المسيحي في جامعة جورج تاون بالعاصمة الأمريكية واشنطن-.
وتحدّث في الندوة أيضاً الدكتور سيف الدين آدم- المدير المشارك لمعهد الدراسات الثقافية العالمية بجامعة ولاية نيويورك في مدينة بنجهامتون-، والدكتور نفيد شيخ- أستاذ العلاقات الدولية في جامعة كيلي في المملكة المتحدة-، والدكتور رشيد مراني- المدرس في قسم الدراسات الدينية في جامعة كيبك في كندا-، والباحثة كاتلين بولتون- من جامعة مدينة نيويورك-، وكاتب هذه السطور (الدكتور أحمد علي سالم).
أكد السفير إبراهيم رسول في كلمته: أنّ أهمّ ما يميّز أعمال علي مزروعي هو الجمع الفريد بين الالتزام بمقتضيات التوحيد، وغزارة المعرفة، والوقوف مع الحقّ ضدّ الظلم، فعقليته التوحيدية قادته إلى استخدام العلم للبحث عن مصادر الظلم في عالمنا، وطرح الحلول النظرية والعلمية لتحقيق العدالة، لذلك كان مزروعي من أوائل المفكّرين الأفارقة الذين جمعوا بين نقد استعمار الغرب ورأسماليته في إفريقيا من جهة، ومحاولات تطبيق الاشتراكية في دولها بعد الاستقلال من جهةٍ أخرى، ودعا إلى ليبرالية إفريقية تلتزم بالحرية والمساواة وحقوق الإنسان والديمقراطية وحكم القانون وفصل السلطات؛ في وقتٍ كان معظم المفكرين الأفارقة يميلون بقوةٍ إلى الاشتراكية التي ثبت فيما بعد إخفاقها في معاقلها الكبرى.
أما الدكتور سيف الدين آدم؛ فذكر تنبؤات مزروعي التي تحقّقت- برغم أنه كان ينتقد «التنبؤ العلمي»، ويرى أنّ الفرق ضئيلٌ بينه وبين الكهانة-، ومن ذلك تنبؤه عام 1972م باستقلال روديسيا الجنوبية باسم زيمبابوي، وقد تحقّق ذلك عام 1980م، وتنبؤه عام 1973م بتحوّل الصين إلى قوةٍ كبرى، وقد تحقّق بعد زمنٍ طويل، وتنبؤه عام 1989م بامتلاك باكستان للقنبلة النووية، وقد تحقّق عام 1998م، وتنبؤه في مايو 2001م بأنّ الولايات المتحدة ستتلقى صدمةً لعدم توازن سياستها الخارجية، وقد حدث ذلك بعد أربعة أشهر.
وتحدّث الدكتور نفيد شيخ عن رؤية مزروعي للإرهاب التي لا تنفصل عن رؤيته للمؤثرات الثقافية والتاريخية والبنيوية التي صاغت المجتمعات المسلمة منذ مقدم الاستعمار، وبذلك خالف مراكز البحوث التي تجعل من الإرهاب صناعة مسيّسة ومربحة لها.
أما الدكتور رشيد مراني؛ فرأى مزروعي واحداً من المفكرين المسلمين القلائل في الغرب الذين اهتموا بالتحديات التي يواجهها المسلمون في علاقاتهم بالثقافات والتقاليد الأخرى، خصوصاً في قضايا المرأة والمساواة بين الجنسَين، وقد نجح في خلق فضاء للتقارب بين القيم الإسلامية والقيم الغربية، حيث يتعايش هذان العالَمان، بل يتوافقان مع استمرار تمايزهما.
وفي كلمتها عن تحول كتابة اللغة السواحلية من الحروف العربية إلى الحروف اللاتينية، على يد البعثات التنصيرية والاستعمار البريطاني في شرق إفريقيا، أشارت كاتلين بولتون إلى: أنّ الشيخ الأمين مزروعي (والد الدكتور علي مزروعي، وكبير قضاة كينيا) كان من أكبر المعارضين لهذا التحول في ثلاثينيات القرن الماضي، وهو ما أدى إلى فجوةٍ جيليةٍ؛ بات من المستحيل ردمها، فبينما أصبح الأوروبيون أقدر على قراءة اللغة السواحلية؛ أمسى التواصل بين جيل الآباء وجيل الأبناء أكثر عسراً.
وأوضح كاتب هذه السطور (د. أحمد علي سالم): أنّ بداية اهتمام مزروعي بدراسة الإسلام كانت جزءاً من اهتمامه بدراسة إفريقيا ما بعد الاستعمار، ثمّ أصبح اهتماماً مستقلاً بذاته، فبرغم دراسته للعلوم السياسية «التقليدية» في جامعات الغرب التي تُعلي من القيم المادية؛ فإنه سرعان ما أدرك أنّ الثقافة هي المفتاح الأنسب لفَهْم السياسة، ومن ثمّ بدأ يُبرز أثر الإسلام القويّ في السياسة الإفريقية، وقدرته على تحسين أحوال القارة.
وفتحت له دراسة الإسلام أفقاً رحباً بعيداً عن ضيق المنظور المنغلق على إفريقيا وعنصريته، ووسعت مفهومه عن الوحدة الإفريقية ليشمل- ليس فقط شمال إفريقيا؛ بل أيضاً- الجزيرة العربية؛ بوصفها الامتداد الجغرافيّ والتاريخيّ لقارة إفريقيا.
وأكسبته دراساته عن الثقافة جمهوراً جديداً من المسلمين خارج إفريقيا، وخصوصاً في الغرب حيث استقر مزروعي، واجتهد في تصحيح كثيرٍ من الصور النمطية الخاطئة عن الإسلام، وإظهار أثره في الحضارة الغربية، وقُربه من بعض القيم السائدة في المجتمعات الغربية الحديثة.
وقد خصّصت المجلة الأمريكية للعلوم الاجتماعية الإسلامية- التي يُصدِرها المعهد العالمي للفكر الإسلامي باللغة الإنجليزية- عدداً خاصّاً في يوليو الماضي؛ ضمّ معظم هذه الأوراق، وغيرها، من الدراسات عن التراث الفكري للدكتور مزروعي.
ثانياً: ندوة نيروبي:
ضمّت ندوة نيروبي عدداً أكبر من الأكاديميّين ذوي التخصّصات الأوسع، ولكن يجمعهم زمالة الدكتور مزروعي، أو التتلمذ عليه، والاهتمام البالغ بدراسة أطروحاته وتطويرها.
الجلسة الأولى:
تحدّث في الجلسة الأولى ضيف الندوة الدكتور ويلي موتنجا- كبير القضاة ورئيس المحكمة العليا في كينيا سابقاً-، وقدّم «الكلمة الرئيسة» الدكتور هوراس كامبل- أستاذ العلوم السياسية والدراسات الأمريكية الإفريقية في جامعة سيراكيوس بالولايات المتحدة-.
وكما ركزت «الكلمة الافتتاحية» في الندوة السابقة في دفاع مزروعي عن العدل في وجه الظلم؛ فقد ربطت «الكلمة الافتتاحية» في هذه الندوة (ندوة نيروبي) بين التعليم والعدالة عند مزروعي، فقد تحرّر مزروعي من الرؤية الاستعمارية لنُظُم التعليم الغربية التي درس فيها، وانحاز لكفاح الشعوب؛ حتى أصبح أحد الشخصيات البارزة في لجنة التعويض عن الاستعمار التي أنشأتها منظمة الوحدة الإفريقية، وأدرك أهمية اللغات الإفريقية في عملية إعادة بناء نُظُم التعليم في القارة، وطرح منظورٍ جديد، وتقديم معرفةٍ جديدة، وهذه شروط ضرورية لتنفيذ إعلان ديربان 2001م الذي أطلق برنامجاً شاملاً لمحاربة العنصرية عالميّاً، وإعداد الجيل القادم لتحديات القرن الحالي.
الجلسة الثانية:
تحدّث في الجلسة الثانية الدكتور محمود ممداني- مدير معهد البحوث الاجتماعية في جامعة مكريري بأوغندا، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة-، والدكتور ماكاو موتوا- العميد السابق لكلية الحقوق بجامعة ولاية نيويورك في مدينة بافالو-، والدكتورة ليندا مهاندو- الأستاذة الزائرة في معهد بحوث العلوم الاجتماعية في جامعة ديوك بالولايات المتحدة-.
تناول الدكتور محمود ممداني تحوّلاً مهمّاً في حياة مزروعي الفكرية، فبينما كان في جامعة مكريري يطمح لأن يُصبح مفكّراً عالميّاً يتجاوز كلّ خصوصياته العرقية والدينية والجنسية، ويقلّل من شأن النقد- الذي شكّك في فائدة أعماله لإفريقيا-؛ فإنه استجاب في الولايات المتحدة لهذا النقد، فأصبح يجتهد في ربط فكره بقضايا أمته؛ بعد أن اكتشف أنه في نظر الآخرين مجرّد إفريقيٍّ مسلم.
وناقش الدكتور ماكاو موتوا أربع ثمار لأعمال مزروعي: أولها: وضع إفريقيا على خريطة الفكر العالمية، وإثبات خطأ الزعم بعقمها الفكري، وأنها مجرّد مستهلكٍ لأفكار الآخرين، وثانيها: الجمع بين الدفاع عن دولة ما بعد الاستعمار في إفريقيا؛ في مواجهة ضراوة الإمبريالية، وانتقادها لغياب الإبداع والديمقراطية عن نخبها السياسية، وثالثها: إبراز إمكانية أن يتبنّى أحد أبناء الجنوب الفكر الليبرالي ويطوّره في الوقت نفسه، ورابعها: رفض الدارونية التاريخية التي تنصّ على التسلسل الهرمي للثقافات. وهكذا.. حيث قضى مزروعي حياته مناضلاً من أجل الاعتراف بالإسهامات الفكرية لثقافات شعوب الجنوب.
الجلسة الثالثة:
تحدّث في الجلسة الثالثة الدكتور أداكيي أديباجو- المدير التنفيذي لمركز حلّ الصراعات في كيبتاون بجنوب إفريقيا-، والدكتور كريس وانجالا- أستاذ الأدب في جامعة نيروبي-، والأديب أوستن بوكينيا- أستاذ اللغة والأدب في جامعة ماكريري-.
تساءل الدكتور أداكيي أديباجو عمّن قتل السلام الإفريقي الذي دعا إليه مزروعي في واحدٍ من أوائل كتبه، موجّهاً الاتهام إلى خمسة عوامل تحديداً، هي سوء الحكم الذي أعاق التنمية الاجتماعية والاقتصادية في إفريقيا، وإخفاق الدول في الالتزام بمسؤوليتها عن حماية مواطنيها، والفساد المستشري في الكيان السياسي للقارة، والتطرف العنيف الممتد من الساحل إلى الصومال، والقوى الخارجية التي تشمل الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، والبنك الدولي، وصندوق النقد الدولي.
أما الدكتور كريس وانجالا؛ فركز في اهتمام مزروعي بالمفكّرين الأدباء أمثاله في إفريقيا، حيث رأى مزروعي الكاتب المبدع مفكّراً، وعبّر هو نفسه بطريقةٍ أدبيةٍ عن كُربته في زمن الانقلابات العسكرية في الستينيات.
وأبان الأديب أوستن بوكينيا كيف سعى مزروعي للاستفادة من كلّ قنوات النشر العلمية والأدبية المتاحة في شرق إفريقيا حين كان أستاذاً في جامعة ماكريري، فأصبح اسماً بارزاً عالميّاً قبل انتقاله إلى الغرب في أوائل السبعينيات، أما الآن؛ فقنوات النشر المحلية لا تحظى بالاهتمام المطلوب ماديّاً ومهنيّاً، ويفضّل الباحثون عليها منافذ النشر الدولية المحكّمة.
الجلسة الرابعة:
خُصّصت الجلسة الرابعة في الندوة لاستماع «الكلمة الرئيسة الثانية» التي ألقاها الدكتور أنيانج نيونجو- البرلماني الكيني، وأستاذ العلوم السياسية والإدارة العامة في جامعة نيروبي-، وقد شرح فيها تحوّل مزروعي إلى الليبرالية، وابتعاده عمّا وصفه بعض منتقديه بـ«الرؤية اليمينية» في تحليل السياسة الإفريقية، وذلك حين عمل أستاذاً في جامعة ماكريري، وظهر هذا التحوّل مع اتساع أفق مزروعي الفكري؛ ليشمل: الدراسات العالمية، والشؤون الإسلامية، والعلاقات الدولية، ودور اللغة في السياسة.
الجلسة الخامسة:
تحدّث في الجلسة الخامسة الدكتور داريل توماس- أستاذ الدراسات الأمريكية الإفريقية والدراسات الإفريقية في جامعة ولاية بنسلفانيا-، وخبير المكتبات عبدول بيماث- جامع منشورات مزروعي ومصنفها-، والدكتور مونيني مشاريا- أستاذ التاريخ والعلاقات الدولية في المقر الإفريقي لجامعة الولايات المتحدة الدولية بنيروبي-، والدكتور كينيث سيمالا- أستاذ اللغة السواحلية في جامعة ماسندي للعلوم والتكنولوجيا-.
تناول الدكتور داريل توماس ما يربط إفريقيا بأبنائها في الشتات؛ من فقرٍ وعدم مساواة؛ نتجَا عن الممارسات العنصرية للرأسمالية والليبرالية الجديدة، مشدّداً على دور الروابط المتنامية بين إفريقيا وآسيا ومجموعة العشرين في مرحلة تحولات العولمة.
أما الدكتور مونيني مشاريا؛ فركز في مناظرات مزروعي وحروبه اللفظية في: الجامعات، ومراكز الأبحاث، ووسائل الإعلام، والمنتديات العامة، وقد ساعده على ذلك تمكّنه من اللغة الإنجليزية ودراسته العلوم السياسية.
ورأى الدكتور كينيث سيمالا أنّ تلاقح الأفكار هو أحد أهمّ جوانب ميراث مزروعي الفكري، فكان سرّ نجاحه في البحث والنشر هو تجاوزه للحدود الفاصلة بين أفرع العلوم الاجتماعية المختلفة.
الجلسة السادسة:
تحدّث في الجلسة السادسة الدكتور صامويل ماكيندا- أستاذ العلاقات الدولية والدراسات الأمنية في جامعة ميردوخ بأستراليا-، والدكتور سيف الدين آدم- المدير المشارك لمعهد الدراسات الثقافية العالمية بجامعة ولاية نيويورك في مدينة بنجهامتون-، وكاتب هذه السطور.
طرح الدكتور صامويل ماكيندا فكرة «الانتقائية» كأساسٍ لإنجازات مزروعي الفكرية، وقد عرّف مزروعي الانتقائية بأنها: «التوليف بين قيم تقاليد مختلفة والاستفادة منها»، فهي الفكرة التي بنى عليها أطروحته عن ميراث إفريقيا الثلاثي؛ أي: (التقاليد الإفريقية، والثقافة الإسلامية، والفكر السياسي الغربي)، ومن قبلها أطروحته عن الأفكار المؤثرة في إفريقيا في القرن العشرين، وهي: (الرأسمالية-الليبرالية، والقومية ذات الطابع العرقي، والاشتراكية الماركسية، والتقليدية البدائية)، لكن المفارقة هي غياب بناءٍ نظريٍّ مبدعٍ لهذه الفكرة في أعمال مزروعي.
أما كاتب هذه السطور (د. أحمد علي سالم)؛ فشرح رؤية مزروعي لأسباب توتر علاقة المسلمين بالغرب الذي لا تخطئه العين، فقد نتج هذا التوتر عن استعمار الغرب لبلاد المسلمين قديماً بالجيوش، وحديثاً بالمؤسسات الدولية، كالأمم المتحدة التي اعتبرها مزروعي أداةً لإضفاء الشرعية على «إمبراطورية الغرب الجماعية» بعد الحرب العالمية الثانية، كما يعود هذا التوتر إلى ضغوط العولمة الثقافية التي يسعى الغرب من خلالها إلى تنميط العالم والهيمنة عليه، وشعور المسلمين المتزايد بضرورة تبنّي قيمٍ غربيةٍ لا تتفق بالضرورة مع قيمهم.
وبرغم تقدير مزروعي لمقاومة المسلمين للهيمنة الغربية ثقافيّاً وسياسيّاً؛ فإنه دعَا كلّ فريقٍ إلى الاستفادة من إيجابيات الفريق الآخر.
الجلسة السابعة:
تحدّث في الجلسة السابعة الدكتور تيموثي شو- من جامعة ماساتشوستس بالولايات المتحدة-، والدكتورة ندري لومومبا- أستاذة التربية المقارنة والشتات الإفريقي بجامعة كورنيل في الولايات المتحدة-.
رأى الدكتور تيموثي شو: مزروعي عابراً للقوميات، ومتعدد الهويّات، سواء في أصله أو حياته، ومن هنا سبق غيره في الاهتمام بقضايا الثقافة والشتات واللغة والدين، فاكتشف غنى إفريقيا والتنوع فيها.
أما الدكتورة ندري لومومبا؛ فطرحت رؤية مزروعي للتعليم بوصفه المحدّد النهائي لهويّة الفرد والجماعة، وصانع طموحات الناس وثقتهم في قدراتهم، ومن ثمّ لا غنى عنه لنهضة إفريقيا، كما أنه أساس قدرة الأفارقة على القيام بدورٍ فعّالٍ ومتواصلٍ للمساهمة في تعزيز التقدّم الاجتماعي والتنمية الإنسانية، ليس فقط في قارتهم؛ بل والعالم أجمع.
ختام الندوة:
اختُتمت الندوة بكلمة للدكتور بول زيليزا- نائب رئيس المقر الإفريقي لجامعة الولايات المتحدة الدولية بنيروبي-، لخّص فيها أعمال الندوة، وحلقة نقاش حول: سبل بناء مؤسسات تهتم بإسهامات مزروعي في حقل الدراسات الثقافية المقارنة، مثل: «مركز علي مزروعي» الذي أنشأته جامعة جوهانسبرج بجنوب إفريقيا مؤخراً.
(*) أستاذ مشارك – جامعة زايد – دولة الإمارات العربية المتحدة.