أقام مركز البحوث والدراسات الإفريقية (مبدأ) بالتعاون مع جامعة الساحل ومنظمة الفاروق والبرنامج العربي الإفريقي “همزة وصل” احتفالية اليوم العالمي للغة العربية يوم 18 ديسمبر 2016 بقاعة عبد الله الخاطر بمقرّ منظمة الفاروق ببماكو العاصمة.
وقد حضر الاحتفالية وفعالياتها المختلفة أكثر من مائة شخص كلّهم من النخبة المهتمّة بقضية اللغة العربية في الدولة، فعلى المستوى الرسمي كان هناك مندوب وزير التربية الوطنية السيّد إبراهيم كوليبالي، وسفير خادم الحرمين الشريفين سعادة الأستاذ مسعود الحارثي، وعلى مستوى المؤسسات العلمية والثقافية سجلت الاحتفالية حضور المدير العام المساعد للمعهد العربي الإفريقي للثقافة والدراسات الاستراتيجية التابع للاتحاد الإفريقي وجامع الدول العربية، ونائب المدير العام لمعهد أحمد بابا للدراسات العليا والبحوث الإسلامية، وعميد كلّية اللغة العربية والدراسات الإسلامية بجامعة الساحل، ورئيس قسم اللغة العربية بالمدرسة العليا لإعداد المعلّمين، ورئيس اتحاد المدارس العربية في مالي، ورئيس المجلس الوطني لدارسي اللغة العربية في مالي… وغيرهم من ممثلي المؤسسات الثقافية والأكاديمية، كما شهدت الاحتفالية حضور عدد كبير من الباحثين والأكاديميين وطلبة الجامعات الحكومية والأهلية في مالي.
وقد اشتملت فعاليات الاحتفالية على عدّة فقرات: حفل افتتاح، مسابقة شعرية، تكريم لجهات وشخصيات خدمت اللغة العربية في مالي، معرض للكتب والمخطوطات العربية المحلّية، وندوة حوارية تحت عنوان: “نحو تعزيز انتشار اللغة العربية في إفريقيا جنوب الصحراء”.
1ـ حفل الافتتاح:
اشتملت حفل الافتتاح على كلمات الجهات المنظمة وكلمتي مندوب وزير التربية الوطنية وسعادة سفير خادم الحرمين الشريفين الأستاذ مسعود بن علي الحارثي، ففي كلمته رحّب مدير مركز البحوث والدراسات الإفريقية (مبدأ) بالحضور، وخصّ سعادة سفير المملكة العربية السعودية بالشكر على تلبيته لدعوة الجهات المنظمة وحضوره كضيف شرف للفعالية، ثمّ بيّن بأنّ هذه هي المرّة الأولى التي يُحتفل فيها باليوم العالمي للغة العربية في منطقة غرب إفريقيا، وبأنّها لن تكون المرّة الأخيرة، أمّا الدكتور عبد المجيد حناكوكو مقدّم البرنامج العربي الإفريقي بقناة بونفيري بالنيجر، فقد رحّب بالحضور وشكر كلّ الجهات التي دعمت الفعالية ماديا ومعنويا، ثمّ تحدّث عن وضع اللغة العربية في العالم عامّة في إفريقيا جنوب الصحراء خاصّة، ثمّ عرّج على دور برنامجه على تعزيز اللغة العربية في المجال الإعلامي في النيجر. أمّا الأستاذ إبراهيم كوليبالي مندوب وزير التربية الوطنية فقد استهلّ كلمته بالشكر الجزيل للجهات المنظمة ثمّ تحدّث عن جهود وزارة التربية الوطنية في سبيل التمكين للتعليم العربي من استقلال الدولة إلى الآن. وقد كانت الكلمة الأخيرة في حفل الافتتاح لسعادة سفير خادم الحرمين الشريفين في جمهورية مالي، فقد عبّر معالي السفير عن سعادته بحضور هذه الفعالية كضيف شرف لها، ثمّ تحدّث عن أهمّية اللغة العربية في المجال الديني والحضاري قبل أن يعرّج على جهود المملكة العربية السعودية في دعم اللغة العربية في العالم وفي إفريقيا على وجه الخصوص، ثمّ تناول بالأخص دور مركز الملك خالد بن عبد العزيز في بماكو في إعطاء فرصة تعليم اللغة العربية والشريعة الإسلامية لأبناء دولة مالي.
2ـ مسابقة شعرية
في إطار الاحتفالية فقد كانت هناك مسابقة شعرية شارك فيها الشعراء الماليون بقصائدهم، وقد تمّ الإعلان عن أسماء الفائزين بالمراتب الثلاث الأولى وهم الشاعر أبوبكر سميغا، والشاعر عمرو ساكو، والشاعر آدم عمر بوني، ثم تمّ تسليم جوائز لهم من قبل الجهات المنظمة، كما وعد سعادة السفير الفائزين الثلاث بجوائز قيّمة.
3ـ تكريم جهات وشخصيات خدمت اللغة العربية في مالي
في إطار الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية ارتأت الجهات المنظمة تخصيص هدايا وجوائز لبعض الجهات والشخصيات التي لعبت دورا كبيرا في خدمة اللغة العربية في مالي، فعلى مستوى الشخصيات كان التكريم من نصيب الأستاذ الدكتور هارون المهدي ميغا، والأستاذ عمر سعد تورى، أمّا الأستاذ الدكتور هارون المهدي ميغا فهو أستاذ التعليم العالي في عدد من الجامعات الحكومية والأهلية ببماكو وله عدّة أعمال علمية في مجال النقد والبلاغة والأدب العربي عامّة وفي مجال التعليم العربي في إفريقيا خاصّة، وأمّا الأستاذ عمر سعد تورى فإداري ومن أكبر الخبراء المعتمدين في مجال اللغة العربية في مالي، وهو أوّل مدير لمركز رقي اللغة العربية المؤسس سنة 1977 والتابع لوزارة التربية الوطنية، واشتغل على ما يزيد من عشر سنوات كذلك في المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، والأستاذ عمر تورى ابن للشيخ المرحوم سعد تورى مؤسس مدرسة سبيل الفلاح في مدينة سيقو التي هي من أوائل المدارس العربية في مالي وقد تكّون منها الجيل الأوّل من الدارسين باللغة العربية في مالي، وعلى مستوى المؤسسات فقد كان التكريم من نصيب معهد بارولي للدراسات الإسلامية التي أسّسها الشيخ المرحوم دمبى واغي في مدينة بارولى سنة 1950، وقد تخرّج منها آلاف الطلاّب من مختلف الدول الإفريقية مثل السنغال وبوركينا فاسو وساحل العاج والغابون وكونغو برافيل…
وجدير بالتنبيه إلى أنّ الجهات المنظمة قدّمت أوسمة ودروعا إلى كلّ سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين بجمهورية مالي، وإلى المدير العام المساعد للمعهد العربي الإفريقي للثقافة والدراسات الاستراتيجية.
4ـ معرض للكتب والمخطوطات
كان على هامش الاحتفالية معرض للكتب والمخطوطات العربية المحلّية، وقد تكوّن المعرض من عدّة أجنحة، جناح مخطوطات ومطبوعات معهد أحمد بابا التنبكتي للدراسات العليا والبحوث الإسلامية، جناح المنشورات العربية لنادي الأدب والثقافة، وجناح لـ(مجلّة قراءات إفريقية) ، وجناح للصحف والمجلات العربية التي كانت تصدر في مالي كصحيفة الصداقة ومجلة المستقبل ومجلة القلم …
5ـ ندوة حوارية تحت عنوان تعزيز انتشار اللغة العربية في إفريقيا جنوب الصحراء
وقد قام بتأطير الندوة السيّد مصطفى انجاي مدير مركز البحوث والدراسات الإفريقية (مبدأ)، وشارك في تناول مختلف محاورها كلّ من الأستاذ الدكتور هارون المهدي ميغا الأكاديمي والمحاضر بعدد من الجامعات الوطنية والأهلية، والدكتور محمد أدوم دوتوم المدير العام المساعد للمعهد العربي الإفريقي للثقافة والدراسات الاستراتيجية، والأستاذ الحسين ميغا مدير نادي الأدب والثقافة، والأستاذ إبراهيم كوليبالي الموظّف بوزارة التربية الوطنية ومدير مشروع دعم التعليم الثنائي اللغة في مالي، والدكتور عبد المجيد حناكوكو الإعلامي ومقدّم برنامج عربي في قناة بونفيري…، ودارت أعمال الندوة حول محاور متعدّدة أهمّها التعليم والهوية والإعلام والنشر.