جون أفريك
ترجمة : سعيد وادغو
بعد الهجوم على مستودع ذخائر الجيش ليلة 22 يناير في قرية ييمبي على مشارف واغادوغو(عاصمة بوركينا فاسو)؛اعتقل الرقيب علي سانو-الذي يعتبر قائد العملية – وهو في رهن الاحتجاز منذ 27 يناير 2016م قرب مدينة لييوو المتاخمة بحدود غانا، وكان بحوزته ،عند اعتقاله، جواز سفر للمخابرات العاجية، وهو الذي أعد العملية انطلاقا من أبيدجان ؛حيث كان في اتصال بمساعد أول روزي كوسبي ألياس(الطارقي).
والمذكوران من مقربي الجنرال جيلبرت دينديري ومن الذين يتصفون بالصلابة بين كتيبة الأمن الرئاسي المنحلة. وقد لجئوا إلى ساحل العاج بعد الانقلاب الفاشل في منتصف سبتمبر. وهذه المجموعة اجتمعت, بقيادة علي سانو, بأفراد من حاشية كمبوري.
كما سبقت الإشارة في مطلع هذا المقال إلى أن مصطفى إمام الشافعي وفرانسوا كمبوري (الشقيق والمستشار الخاص للرئيس البوركيني)اجتمعا بموسى نيبي وروزي كوسبي في ساحل العاج ،غير أنهما نفيا ذلك في جريدة زيين أفريك.
من هو الجنرال جيلبرت ديند يري؟
هو ذراع اليمين لبليز كمبوري ،والذي عين رئيسا من طرف المجلس الأهلي للديمقراطية( CND )الذي أنشأه الانقلابيون .
فقد كان أمين الأمناء لبليز منذ البداية حيث إنه كان رفيق السلاح للأخير منذ عنفوان الشباب ، وتحت أوامره منذ عام 1981م، ثم قائد كتيبة الأمن الرئاسي ( RSP) وهي نخبة من الجيش البوركيني ؛كما سبق أن لعب دورا في استيلاء الثوار على السلطة عام 1983م ،وقرأ بيان الانقلاب في الإذاعة آن ذاك.
دوره المحوري في اغتيال الرئيس توماس سنكرا
لقد سلط الضوء على الدور المحوري لجنرال دينديري (54 عاما) ،الذراع اليمين لبليز كمبوري في اغتيال سنكرا غام 1987م حيث تم الإشراف على العملية تحت أمره والتي أدت إلى مأساة دموية.
وحسب إفادته عن الأحداث الواردة في كتاب ليدو مارتنز “سنكرا، بليز,,والثورة البوركينية “،EPO،عام 1989م ، صرح:”لفتوا انتباهنا عن احتمال اعتقال كمبوري، لينغاني وهنري زونغو ذاك المساء؛ فكان رد فعلنا اعتقال سنكرا قبل فوات الأوان…وكان بحوزة سنكرا مسدسه الأوتوماتيكي كالعادة حيث شرع في إطلاق النار فأردى أحد فريقنا قتيلا ،وعندئذ توحش الجميع “.
عقيلته كانت من شخصيات حزب الرئيس المخلوع (CDP)
وإلى جانب كونه أحد أكثر رجال الدولة نفوذا ، كان بمقدوره أيضا الاعتماد على نفوذ عقيلته فاطمة دينديري إحدى شخصيات حزب (المؤتمر للتنمية والتطور CDP))حيث كانت نائبة رئيس الحزب ، وبرلمانية ومن أعضاء اللجنة التنفيذية.
كما اكتسبت شهرتها منذ أيام الثورة ، وفي غضون إحدى الاجتماعات الخاصة صرحت :”إذا كان بليز رئيسا، فلم لا يكون زوجي كذلك ؟ “
ثم بعد عشرات السنين من العيش المشترك تم الزواج الشرعي بينهما في شهر أغطس 2014م ،ولم يكن الشاهد غير إيدي كمبيوغو رئيس حزب (CDP)،والذي ألغى المجلس الدستوري ترشيحه للرئاسة ، ويرجح أن يكون ذلك من أسباب الانقلاب.
الرجل الأكثر اطلاعا وحيازة للمعلومات
ومكانته الرفيعة في قلب نظام كمبوري جعلته الأكثر اطلاعا وحيازة للمعلومات في بوركينا فاسو. وطيلة رئاسته لكتيبة الأمن الرئاسي ) RSP) كانت المعلومات الاستخباراتية تجتمع عنده إلى جانب معلومات المخابرات الفرنسية والأمريكية.
وحتى بعد إعفائه عن منصب رئيس هيئة الأركان الخاصة بالرئيس 27 نوفمبر أي بعد أسابيع من الإطاحة بمرشده ، كان يتوقع أن يترأس لجنة مكافحة الإرهاب إلا أنه ظل منسقا أمنيا لكل من الفرنسيين والأمريكان.
شبح الصحفي نوربير زونغو يحوم حول دينديري
لم ينحصر تورط الجنرال على اغتيال توماس سنكرا فحسب بل ذكر اسمه في قضية اغتيال نوبير زونغو عام 1998 م من مجموعة RSP))حسب رئيس جريدة اندبندنت .وكان الأخير يجري تحقيقات حول الدور المحوري لفرانسوا كمبوري – شقيق الرئيس المخلوع – في اختفاء سائقه دفيد ويدراوغو في فضيحةRSP)).وقد أثار ذاك الاغتيال ضجة كبيرة إلى أن دفنت المحكمة القضية عام 2006م.
الرجل دائما في الظل
ورغم شهرته بالتكتم إلا أنه بدأ الظهور في الأشهر التي سبقت الإطاحة بكمبوري حيث ظهر مرارا تحت أضواء الكاميرات عند تحرير الرهائن الغربيين من ( Aqmi ).لكنه بقي تحت ظل كمبوري حتى صرح :”لا أطمع في السلطة “حسب ما ذكر عنه أحد المقربين منه…لكن الأمر يبدو غير متأكد اليوم.