حاوره جعفر ماجاسيري (*)
ترجمة: قراءات إفريقية
بعد وفاة الشيخ عيسى بن شعبان سيمبا الذي وافته المنية مؤخرًا، عين المجلس الوطني المسلم بتنزانيا الشيخ أبو بكر بن الزبير بن علي القائم بأعمال مفتي. وقد كرس هذا القائد حياته كلها في دراسة الفكر الصوفي.
نريد أن نعرف نبذة عن فضيلتكم
بسم الله، الرحمن، الرحيم. لقد نشأت في الأكاديميات صوفية المحلية، حيث كنت طالبا للشريعة لسنوات عديدة، وقد درست في كل من تنزانيا وزنجبار تحت إشراف اثنين من العلماء البارزين في شرق أفريقيا.
نريد منك كلمة حول العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين؟
يجب على جميع المسلمين تنحية خلافاتهم جانبا وفتح صفحة جديدة تحت قيادتي. لقد حان الوقت أن نعمل معا لتحقيق التنمية من أجل مجتمعاتنا وتعزيز السلام في الأمة بأسرها والعالم.
ما هي سياستكم من حيث تلبية احتياجات المسلمين؟
لدي سياسة الباب المفتوح للجميع المسلمين فضلا عن غير المسلمين، ولا يجب أن يتردد أحد في طلب التشاور حول المسائل الروحية. ولأنني عبد لله وواجبي هو خدمة الناس والاستماع إليهم، وبالتالي الحاجة إلى معرفة همومهم ونتعلم من الناس كذلك.
لقد تحدثت عن رعاية الأخلاق، هلا حدثتنا عن ذلك؟
- إنني منفتح باتجاه النصائح من الخبراء في مختلف المجالات، فمن مصلحتي أن أقوم ببناء مجلس الإفتاء ليصبح نموذجًا للأخلاق وللتكامل وللاحترافية أيضًا لكي يكون نموذجًا يحتذى.
ما هي أولوياتك أثناء توليك المنصب في تلك الأيام التسعين القادمة؟
من واجبي أن أطوف بقلوب المسلمين لإيصالهم لأعلى درجة روحية، وكما ذكرت قبل ذلك سأقوم بهذا عن طريق الحوار والتشاور وباستخدام كلام الله القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وبالحكمة يمكننا الوصول إلى ما نبتغي. إننا نريد أن نحصد ثقافة الإسلام بقراءة القرىن واتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فعلى سبيل المثال يجب على المسلمين إعادة إحياء الروحانيات بالجلوس في المسجد وقرءات القرآن وتعلم القيم الإسلامية مثل الصدق والوفاء بالوعد ومساعدة المحتاج والفقير وفعل الفضائل كما نحن مأمورون في القرآن والسنة.
هل التعليم سيكون من أولوياتك؟
هذا من الفرائض علينا والتعليم يقبع على رأس أولوياتي. فكما نسمع دائما من علمائنا وأساتذتنا أن النبي قال ان طلب العلم فريضة على كل مسلم، ومن المعروف أن التعلم عملية متواصلة من المهد إلى اللحد، لذلك فإن نصيحتي المخلصة لكل المسلمين وغير المسلمين هي الاستثمار في تعليم أولادكم بالإضافة إلى تعليم الأيتام وكفالة تعليم أبناء العائلات الفقيرة أيضًا، فهؤلاء الأطفال يعيشون في وقت مختلف عن وقتنا حيث التحدي الأكبر أمامهم هو تحصيل التعليم الجديد من أجل التنمية المستقبلية للبلاد.
وهل يمكن استحضار التراث الديني من أجل استعادة الانضباط والقيم في المجتمع المسلم؟
إذا نظرتم الى تاريخ الإسلام في البلاد، سنجد أنه استند على البرامج التي تعلم الشباب الأخلاق والقيم والمعارف الأساسية. وكان من مصلحة علمائنا الأجلاء التأكيد على أن ذلك التعليم كان من أجل تعزيز السلام والهدوء في البلاد. فقد استطاعوا من خلال تلك الفصول التعليمية بالمساجد التقليدية أن يعلموا أتباعهم التعايش مع الأديان الأخرى، وكان المبدأ الأساسي هو أننا لا يجب أن نستخدم السلاح من أجل قتال بعضنا بعضا ولكن يجب أن نرسي المعايير الأخلاقية العالية التي تنعكس في الإسلام كدين سلام وإنسانية. كما يجب على المسلمين الترويج للعدل وللأمن الاجتماعي عن طريق بذل الزكاة والصدقات من أجل تخفيف حدة التباين الاجتماعي والاقتصادي في المجتمع بغض النظر عن الدين.
هل يتبع مجلس الإفتاء الحكومة؟
لا المجلس يتبع كل المسلمين، ويجب على المجلس أن يوضح سوء التفاهم ذلك ويظهر للناس أنه أقيم من أجل مصلحة كل المسلمين، فبعض من تلك المفاهيم الخاطئة جاءت نتيجة لانهيار سبل التواصل بين الناس، وسوف أستمر في السعي للتواصل ين المسلمين وبناء الثقة، وأنا مستعد للاستماع إلى شكواهم ومخاوفهم، كما أن من واجبي كخادم لله أن أساعد الناس بغض النظر عن عرقهم أو لونهم أو عقيدتهم أو دينهم. فالقرآن يأمرنا بأن نسعى للخير وأن نمنع الشر حيثما كان.
لقد ذكرت أن من أولوياتك إعادة إحياء المجلس.
نعم بالتأكيد من مصلحة الجميع فعل ذلك، والسبب أن هناك العديد من المصادر في المجتمعات المسلمة والتي لم يتم استغلالها، وإذا نظرنا إلى كثرة الأموال والمعرفة التي لا تستغل فإننا سنشعر أننا يجب أن نفعل شيء حيال ذلك، يجب أن نصل إلى هؤلاء الناس وأن نشجعهم ببذل المال والمعرفة في طريق الله.
يمكن الاطلاع على نص الحوار الأصلي من هنا