مقدمة:
يحاول هذا المقال تسليط الأضواء على جمهورية بنين، مع التركيز على ثلاثة محاور أساسية، هي: التشكيلة الإثنية، والتشكيلة اللغوية، ووضع الأديان؛ وذلك بهدف التعرف أكثر على هذا البلد الفرانكفوني الواقع في غرب إفريقيا، الذي قلما تجد دراسة عنه في عالمنا العربي، وصولاً إلى تقديم فهم أشمل عن طبيعة خصوصيته على مستوى السكان واللغة والدين.
جمهورية بنين، نبذة مختصرة:
الناظر إلى قارة إفريقيا في جزئها الغربي في الأطالس الحديثة، يتبين له أن جمهورية بنين محاطة بالعديد من الدول، إلا في جنوبها الذي يحتله خليج غينيا، ففي شرقها توجد نيجيريا، وفي شمالها الشرقي توجد النيجر، وفي شمالها توجد بوركينا فاسو، أما في غربها فتوجد توجو. وهذه الإحاطة من شأنها، كعادة الحدود بين الدول الإفريقية، أن تميز جمهورية بنين بالتداخل السكاني واللغوي والديني والثقافي.
تغطي بنين مساحة تقدر بـ 115.000 كيلو متر مربع (42.000 ميل مربع)، ويقدر عدد سكانها بـ 9.98 مليون نسمة([1]). (حاليًا يقدرون بـ 12.417.000)([2]). وتمتد أراضيها الطويلة والضيقة إلى ما يقرب من 670 كيلو متر إلى الداخل بعيدًا عن خليج غينيا. ومعظم سكان بنين من الأفارقة السود، ويعمل نصفهم تقريبًا في الزراعة([3])؛ التي تعد عماد الاقتصاد في البلاد.
كانت بنين سابقًا مقاطعة تابعة للحكم الفرنسي في غربي إفريقيا، وحصلت على استقلالها في عام 1960م، وحتى عام 1975م، كان يُطلق على هذا البلد اسم “داهومي”.
عاصمة جمهورية بنين هي بورتو نوفو، إلا أن معظم أنشطة الحكومة تتم في مدينة كوتونو، وهي كبرى مدن الجمهورية، وميناؤها الرئيسي، ومركزها التجاري الرئيسي أيضًا([4]).
يكاد يعتمد اقتصاد الجمهورية اعتمادًا كبيرًا على الزراعة؛ إذ تشتهر بنين بإنتاج الفستق ثم القطن والأناناس والرانجوي والبن والبطاطا، وشتَّى الحبوب والفواكه كالموز. كما تسهم الثروة الحيوانية والسمكية والأخشاب مساهمة كبيرة في عجلة الاقتصاد. كما أن الصناعة فيها متأخرة، ومع هذا فأهم مصنوعاتها مواد البناء والمواد الكيميائية والأثاث والمنتوجات الزراعية([5]).
تعرضت بنين قديمًا وحديثًا إلى هجرات مؤثرة؛ فقديمًا كانت تلك الهجرة من أجزاء مختلفة من غرب إفريقيا، حتى أصبح الأجانب يشكلون 1.9% من مجمل السكان وفقًا لإحصاء السكان لعام 2013م، ويقدر عدد اللاجئين في بنين بأقل من ألف، يتشكلون من أشخاص قادمين من جمهورية إفريقيا الوسطى، وكوت ديفوار (ساحل العاج)([6])؛ بسبب الاضطرابات السياسية التي شهدتها البلدان في الفترة الأخيرة.
أما الهجرات الحديثة إلى البلاد؛ فتشمل هجرات جلبت معها قوميات إفريقية أخرى، وتشمل نيجيريين، وتجوليين، وماليين. كما يشتمل المجتمع الأجنبي في البلاد على لبنانيين وهنود يعملون في التجارة والمال، كما أن هناك عددًا من الأوروبيين يعملون في السفارات الأوروبية والبعثات الدولية الداعمة والمساعدة، ويقدر عددهم بـ5500 أوروبي. إضافة إلى جزء صغير من السكان الأوروبيين من المواطنين البنينيين المنحدرين من الفرنسيين([7])، الذين حكموا البلاد لأكثر من ستة عقود، أذاقوا فيها شعب بنين الأمرَّيْن.
تاريخيًّا، شهدت المنطقة، التي تقع فيها جمهورية بنين حاليًا، مملكة قديمة في غرب إفريقيا، أُنشئت قبل العام 1300 للميلاد، وبلغت أقصى مداها فيما بين القرن الرابع عشر والقرن السابع عشر للميلاد عندما بسطت سلطانها على المنطقة الممتدة من دلتا نهر النيجر إلى لاغوس، وأعظم ملوكها إيووار الكبير Ewuare The Great (حكم من عام 1440- 1480م)، وابنه وخليفته أوزولووا Ozoluo (1480- 1505م). واضمحلت خلال القرن التاسع عشر، ثم زالت من الوجود حوالي العام 1897م([8]).
إن تحول الاسم من داهومي إلى بنين عام 1975م -كما تمت الإشارة-، والاسم الجديد (بنين) قد يؤدي إلى الخلط، إذا وضعنا في الاعتبار المكان الذي كانت توجد فيه إمبراطورية بنين القديمة([9]). ويُفهَم من ذلك أن مملكة بنين التاريخية كانت تضم مساحات واسعة، لا تمثل جمهورية بنين الحالية إلا جزءًا منها.
لم يتم تناول الحديث في هذه النبذة المختصرة عن بنين عن التشكيلة الإثنية، واللغوية، والدينية، وذلك أنها ستأخذ حظها من التركيز، على التوالي، في الجزء التالي من هذا المقال؛ إذ إن طبيعة تلك التشكيلة تتميز بالتعقيد الشديد الذي يقتضي إيراد مزيد من الحيثيات حتى يتأتّى فهمها.
التشكيلة الإثنية: التعدد الذي يحكمه التقارب:
تعد جمهورية بنين فسيفساء إثنية Ethnic mosaic تتكون من 42 مجموعة، ضمنها أربع مجموعات إثنية كبرى، هي: الفون Fon، والأدجا Adja، والباريبا Bariba، واليوروبا Yoruba، التي تشكل جميعًا 54% من مجمل السكان. وعمومًا تنقسم المجموعات الإثنية في بنين (الـ42) إلى خمس مجموعات متقاربة Clusters، هي: الفولتية Voltaic، والسودانية Sudanese، والفولانية Fulani، والإيوية Ewe، واليوروباوية Yoruba ([10]).
وسيتضح لاحقًا أن لكل مجموعة إثنية في جهورية بنين لغاتها الخاصة، ونمط ثقافتها الخاص، وأنها في الغالب تشتهر بواحد من الأديان المختلفة التي تنتظم البلاد؛ إذ منها ما اشتهر بالإسلام، ومنها ما اشتهر بالنصرانية بطوائفها المختلفة، ومنها ما اشتهر بالديانات الإفريقية التقليدية المختلفة، التي كانت تمثل نسبة معتبرة بين السكان في البلاد، إضافةً إلى اشتهار كل مجموعة بمنطقة تقيم بها في البلاد.
من جهة أخرى -يوضح الجدول أدناه- عدد 13 مجموعة إثنية في بنين، تتميز بالأكثرية العددية السكانية، مع ذكر المجموعة التي تنتمي إليها وعددها، والمنطقة التي تسكنها في البلاد، مع ترتيبها أبجديًّا، وذلك وفقًا لـ”موسوعة العالم الثالث”، التي صدرت في العام 1982م، مما يعني أن الإحصاءات تُعبّر عن فترة سبعينيات القرن الماضي، وبداية الثمانينيات منه([11]):
المجموعة |
المجموعة المتقاربة |
العدد |
منطقة الإقامة |
الأدجا |
الإيوية |
220.000 |
الجنوب |
الأيزو |
الإيوية |
92.000 |
الساحل |
الباريبا |
الفولتية |
175.000 |
الشمال والوسط |
الكوتو- كولي |
غير محددة |
45.000 |
غير محددة |
الديندي |
السودانية |
28.000 |
الشمال |
الفون |
الإيوية |
800.000 |
الجنوب والوسط |
الفولاني |
الفولانية |
70.000 |
الشمال |
الغون |
الإيوية |
137.000 |
الجنوب |
الهولي |
اليوروباوية |
15.000 |
الجنوب |
الماحي |
الإيوية |
غير محددة |
الوسط |
البلا- بلا |
الفولتية |
24.000 |
الشمال الغربي |
السومبا |
الفولتية |
36.000 |
الشمال الغربي |
اليوروبا |
اليوروباوية |
250.000 |
الجنوب الغربي |
أما حديثًا، وفي آخر إحصاء سكاني أجري في جمهورية بنين (2013)؛ فقد أوضح الجزء الخاص بالتشكيلة الإثنية في البلاد أن المجموعات الإثنية الرئيسية، تتمثل في التالي([12]):
المجموعة الإثنية |
النسبة من مجمل السكان |
الفون والمجموعات ذات الصلة بها |
38.4% |
الأدجا والمجموعات ذات الصلة بها |
15.1% |
اليوروبا والمجموعات ذات الصلة بها |
12.0% |
الباريبا والمجموعات ذات الصلة بها |
9.6% |
الفولاني والمجموعات ذات الصلة بها |
8.6% |
الغوا- الأوتماري والمجموعات ذات الصلة بها |
6.1% |
اللوا- لوكبا المجموعات ذات الصلة بها |
4.3% |
الديندي والمجموعات ذات الصلة بها |
2.9% |
يبين الجدول أعلاه أن التشكيلة الإثنية في جهورية بنين تتكون حاليًا من خمس مجموعات إثنية كبرى، هي على التوالي: الفون، والأدجا، واليوروبا، والباريبا، والفولاني، وأن كل واحدة منها هناك مجموعة إثنية على الأقل ذات صلة بها، تشاركها بعض الصفات المشتركة؛ لغةً وثقافةً وأصلاً. ومعنى ذلك أن كل مجموعة إثنية حافظت على نسبتها مقارنة بمجمل السكان في العقود الأخيرة من تاريخ بنين.
وبعيدًا عن المسألة الإحصائية، ننتقل إلى التعريف ببعض المجموعات الإثنية في بنين، بإبراز معلومات مفتاحية عنها، قد تعرّف أكثر بكل مجموعة إثنية، وذلك على النحو التالي:
أولاً: مجموعة الباريبا Bariba: وهي تمثل السكان الأساسيين في أجزاء بورغون Borgon، وأليبوري Alibori. ويتكون مجتمع الباريبا من رتبة رسمية أعلى، كرئيس المدينة وتابعيه من الرؤساء، والوضع الاجتماعي والألقاب متوارثة في الأُسَر، لكنَّ وَضْع الشخص يمكن أن يُعْطَى بطبيعة عمل الأسر. ويلعب الدين دورًا مهمًّا عند قبائل الباريبا، وهم بشكل رئيسي مسلمون، على الرغم من أن لدى مجتمعات الباريبا معتقدات محلية تخصّهم([13]). ومجموعة الباريبا، التي تسمى نفسها باتومبا Batomba، هي أكبر مجموعة إثنية في شمالي بنين، وأكبر مجموعة تشيع فيها الديانات الإفريقية التقليدية، وهي نسبيًّا منعزلة عن المؤثرات الأوروبية([14]).
ثانيًا: مجموعة الفولاني Fulani: وهي مجموعة يصل تعدادها ما بين 20- 25 مليون نسمة مجملاً، وهي واحدة من المجموعات الإثنية الكبرى في الساحل وغرب إفريقيا، كما أنها منتشرة في تلك المنطقة. وشعب الفلاني تقليديًّا يعتقد أن لديه جذورًا تربطه بشعوب شمال إفريقيا، والشرق الأوسط، ولاحقًا اختلط هذا الشعب بمجموعات غرب إفريقيا المحلية، والفلاني مجموعة تحصر نفسها في لغتهم (الفولانية)، ودينهم (الإسلام)، والتاريخ والثقافة، وفي بنين يسمون بالبول Peul ([15]).
ثالثًا: مجموعة السومبا Somba، وأيضًا تسمى بـ”بيتاماريبي” Betammaribe، وتاماري Tammari، وهي مجموعة إثنية إفريقية توجد بشكل رئيسي في شمال غرب بنين، وشمال توغو، وتشكل 8% من مجمل سكان بنين، وتسمى نفسها في توغو “تامبيرما”Tamberma . وقد اشتهرت بمجموعة طقوس متمثلة في الوشم على الجسد بصورة تقليدية([16]). وتعد مجموعة السامبا ضمن المجموعات الأقل تقدّمًا في بنين، وأيضًا يعرفون بوصفهم “قلعة الفلاح”، انطلاقًا من منازلهم، التي تشيد كالقلاع. وقد كان لهم نصيب في ثورة الأتاكورا Atakora، ضد فرنسا في عام 1915م([17]).
رابعًا: مجموعة الهولي Holli، وهي قبيلة محلية من شعوب إفريقيا شبه الصحراوية، كما أنها جزء من مجموعة اليوروبا، تعيش بصورة رئيسية في “أونيغبولو إيسابا” Onigbolo Isaba، في جنوب بنين، وهي كالمجموعات الأخرى في بنين، اشتهرت بممارستها لمجموعة طقوس تتمثل في أوشام على الجسد بصورة تقليدية([18]). وقد كان لهذه المجموعة دور بارز في مناهضة الحكم الفرنسي للبلاد([19]).
خامسًا: مجموعة الديندي Dendi، وهي شعب غير أصيل في البلاد، يعيش متفرقًا في مناطق ذات طبيعة حضرية في شمال بنين، وتتحدث لغتها الخاصة، وهي مسلمة تعيش في وسط تشيع في الديانات الإفريقية التقليدية([20]).
سادسًا: مجموعة الفون Fon، وهي جوهر المجموعات الإثنية في بنين، كما أنها من المنظور الثقافي ذات علاقة بالأدجا، وتتحدث لهجة إيوي. ومجموعة الفون متقدمة اجتماعيًّا وتعليميًّا مقارنة بمجموعات البلاد الأخرى، وتشغل نسبة عالية في الخدمة المدنية، والأوضاع ذات الطبيعة الاحترافية([21]).
سابعًا: مجموعة الأدجا Adja، وتسمَّى أحيانًا أجا Aja، وهي مجموعة إثنية من السكان الأصليين في جنوب غرب بنين، وجنوب شرق توغو. هاجر الأدجا إلى جنوب بنين في القرنين الثاني عشر أو الثالث عشر من تادو Tado، على نهر مونو Mono. وهؤلاء الأدجا الذين يعيشون في أبومي Abomey، اختلطوا بالسكان المحليين، ونتج عن ذلك شعب جديد يعرف باسم مجموعة الفون Fon، أو مجموعة داهومي الإثنية، وهذه المجموعة هي الآن الأكبر في بنين. ويزعم مصدر أن الأدجا كانوا حكام داهومي (بنين) حتى عام 1893م، عندما احتل الفرنسيون البلاد. ووفقًا لأحد المصادر فإن ديانة الفودو Voodoo، نشأت مع الأدجا. وبسبب النقص الحاد في الأراضي في المنطقة الحدودية، ذات الكثافة السكانية العالية بين بنين وتوغو؛ هاجر العديد من الأدجا في السنوات الأخيرة بحثًا عن أراضٍ صالحة للزراعة، أو العمل في المناطق الحضرية([22]).
ثامنًا: مجموعة اليوروبا Yoruba، هي واحدة من أكبر ثلاث مجموعات إثنية في نيجيريا، تتركز في الجزء الجنوبي الغربي من ذلك البلد. وتعيش مجموعات أصغر بكثير ومتفرقة في بنين وتوغو. بلغ عدد اليوروبا أكثر من 20 مليونًا في مطلع القرن الحادي والعشرين. يتحدث اليوروبا لغة من فرع بنوي كنغو Benue Congo، من عائلة اللغات النيجر كنغو. معظم رجال اليوروبا مزارعون، يزرعون اليام، والذرة الشامية، والدخن كمواد أساسية، والموز والفول السوداني والفاصوليا والبازلاء كمحاصيل فرعية. كما يزرعون الكاكاو وهو محصول نقدي رئيسي… وتعمل نساء اليوروبا في غزل القطن، وصناعة السلاسل، والصباغة([23]).
تاسعًا: مجموعة الأيزو Aizo، يقدر عدد هذه المجموعة بـ 534.000 نسمة، وهي جزء من جماعة متقاربة معها من الشعب الغيني، ضمن كتلة إفريقيا شبه الصحراوية. توجد هذه المجموعة في بنين فقط، ولغتها الأساسية هي “الأيزو غبي” Ayzo Gbe، والديانة الأساسية، التي تمارسها هذه المجموعة تتمثل في دين إثني، وهو دين عميق الجذور في الهوية العرقية لهذا الشعب([24]). تعيش هذه المجموعة مبعثرة في قرى صغيرة حول مدينة أويداه Ouidah، وهي مستوعبة بصورة أساسية في مجموعتي الفون والأدجا([25]).
عاشرًا: مجموعة الماحي Mahi، وهي عبارة عن شعب يعيش في بنين، ويُحاط بحدود توغو من الغرب، ونهر زوZou من الشرق، وبواسطة كوفي Cove، بين نهري زو وأويمي Oueme إلى الجنوب. كان شعب الماحي تجمعًا أوليًّا لمجتمعات صغيرة ذات أصول متنوعة، توحَّدت ابتداءً من القرن السابع عشر، حتى القرن التاسع عشر من خلال مقاومة مشتركة ضد مملكة داهومي (بنين)، التي بُنِيَتْ على الغزو والسخرة([26]). وتعد الماحي ضمن مجموعة إيوي، وهي خليط من اليوروبا (التاغو)، وشعوب الأدجا([27]).
يتضح لنا من خلال تناولنا للتشكيلة الإثنية في بنين أنها تتكون من مجموعات إثنية عديدة، منها مجموعات كبرى، وأخرى صغرى، وأن كل مجموعة إثنية لديها ما يميزها، لغة ومنطقة، وثقافة، ودينًا، وربما دورًا في الحياة العامة والخاصة في البلاد، لكنها في النهاية تنتمي إلى خمس مجموعات متقاربة، هي: الفولتية، والسودانية، والفولانية، الإيوية، واليوروباوية.
التشكيلة اللغوية: تعددية الأوضاع والوظائف:
مثلما تعددت المجموعات الإثنية في جمهورية بنين، لتصل إلى 42 مجموعة، وبعض المصادر تتحدث عن 60 مجموعة([28])، في هذا المجال؛ فإن هذا من شأنه، من منظور الانتماء إلى الفضاء الإفريقي أن يعمل على تعدُّد اللغات، ففي الغالب الأعم، فإن لكل مجموعة إثنية في بنين لغتها الخاصة بها.
وإذا بدأنا بتقرير الإثنولوج عن بنين، وهو واحد من التقارير، التي يصدرها المعهد الصيفي للغويات SIL الأمريكي عن دول العالم فيما يخص اللغات الخاصة بكل دولة، كما أنها تقارير تحتوي على معلومات وافية عن تلك اللغات؛ فسنجد أن تقريرها عن هذه البلاد، يشير إلى أن هناك أكثر من 50 لغة تتحدث في مناطق البلاد المختلفة، تأتي ضمنها لغات: الديندي، والفون، الفرنسية، والفولانية، والأيزو غبي، والهوسا، واللوكبا، والتيم، واليوروبا([29]).
وفي السياق نفسه؛ أشارت بعض المصادر إلى أن جمهورية بنين تتحدث فيها أكثر من 50 لغة متنوعة، بعضها ذو علاقة وطيدة، مع وجود درجة عالية من التفاهم المتبادل. وأن هذه اللغات تتمتع بدرجة متساوية، بوصفها لغات وطنية غير رسمية، وأن اللغات المحلية الأربع الرئيسية في البلاد، هي: اليوربا، والفون، والغون، والباريبا. وأن اللغة الرسمية هي الفرنسية، التي تستخدم في الحكومة، والإدارة، والتعليم، والإعلام. وأن بعض البرامج التلفزيونية تقدم عبر اللغات المحلية الأربع الرئيسية. كما أن هناك إذاعات في المناطق الريفية (غير الحضرية) تقدم برامجها عبر 18 لغة محلية، وأن هناك تسريعًا في عملية استخدام اللغات القومية في التعليم([30]).
وأوضح مصدر مهم في هذا المجال أن لغتي الفون واليوروبا، تستخدمان بوصفهما لغتي تواصل مشتركة Lingua Franca، وأن لغة الباريبا والفولانية، تُستخدمان بوصفهما لغتي تواصل مشتركة في الشمال([31]). وأشار مصدر آخر إلى أن اللغات الرئيسية في البلاد، هي: الفرنسية (اللغة الرسمية)، والفون، واليوروبا، والباريبا، والفولانية، وهناك 52 لغة مسجلة باعتبارها لغات قومية في البلاد([32]).
اختار اللغوي الألماني “بيرند هايني” مؤلف كتاب “وضع واستخدم اللغات الإفريقية المشتركة”، عددًا محددًا من اللغات المتحدثة في جمهورية بنين باعتبارها ضمن اللغات التي ينطبق عليها أنها لغات تواصل مشتركة على ساحل غرب إفريقيا، مما يبيّن أهميتها ودورها المعتبر في التواصل بين المكونات المختلفة في بنين.
تحدث “بيرند هايني” عن لغة اليوروبا، وقال: إنها تنقسم إلى حوالي عشرين لهجة مع قليل من الاختلافات بين بعضها البعض، إلا أن لها صيغة قياسية (فصحى) تُستخدم في التعليم، وفي الكتابة، وفي التواصل بين متحدثي لهجاتها المختلفة، وتعتمد الصيغة القياسية على لهجة الأويو Oyo، التي تحمل سمات كثيرة من لهجاتها. ولا تقتصر اليوروبا على جنوبي غرب نيجيريا، بل تمتد إلى أقصى العرب في كل من داهومي (بنين) وتوجو([33]). ومما قاله أيضًا: إن لغة اليوروبا تُستخدم كلغة مشتركة في شمال وشمال غرب منطقة أوشي في إقليم بنين. وأبان أن هناك أدلة تشير إلى أن لغة اليوروبا كانت لغة مشتركة واسعة الانتشار في داهومي (بنين)، وتوغو، وحتى شمال شرق غانا([34]).
وأوضح بيرند هايني، عند حديثه عن لغة الإيوي Ewe -كلغة مشتركة في ساحل غرب إفريقيا- أن هذه اللغة تنتمي إلى مجموعة لغات الكوا، وهي فرع من أسرة النيجر كنغو، وأن لغة الإيوي تنقسم إلى مجموعة من اللهجات، تختلف في جزء منها اختلافًا كبيرًا عن بعضها البعض لدرجة يصعب معها في بعض الأحيان التواصل بين المتحدثين بها. ومما ذكر من لهجات لهذه اللغة، مما له صلة بجمهورية بنين: لهجة أديا Adya، وتُستخدم على الحدود بين توغو وداهومي (بنين) إلى شمال خط عرض 7 وجنوبه. ولهجة غو Gu، وتنتشر في جنوب شرق داهومي (بنين) في بورت نوفو. ولهجة فو Fo، وتسمى عند الفرنسيين “داهوميان” Dahomeen، تسود في جنوب داهومي (بنين)، وأخيرًا لهجة ماهي Mahi (تنطق ماخي)، وتُستخدم في داخل سفالو وشرقها([35]).
وعليه يمكن القول:
إن التشكيلة اللغوية في بنين، كما هو الحال في التشكلية الإثنية، تتسم بالتعدد، وأنه يتحدث في رحاب البلاد، عشرات اللغات، تصل إلى أكثر من خمسين لغة، ضمنها لغات كبرى رئيسية، وأخرى صغرى، إضافة للغة رسمية هي لغة الاستعمار، الفرنسية، التي تمثل اللغة الرسمية للبلاد، كما أنها كانت وما تزال تتمتع بوضع متميز في إدارة الدولة، والتعليم والإعلام. وأيضًا ضمن اللغات المتحدثة في بنين عدد من اللغات تلعب دورًا في التواصل المشترك، وتخدم التواصل في بيئات متعددة الإثنيات واللغات. كما توجد في البلاد لغات حدودية تُستخدم في بنين والدول المجاورة لها.
وضع الأديان: تداعي سلطة الأديان التقليدية:
تعاملت المصادر المختلفة مع قضية الأديان في جمهورية بنين بثلاث صور؛ فبعضها اكتفى بذكر النسبة المئوية لكل ديانة من مجمل السكان، وبعضها أورد النسبة المئوية لكل ديانة من الديانات، مع ذكر تفاصيل (مذهبية أو طائفية) لكل واحدة منها. وبعضها لم يذكر النسبة المئوية، وأورد عبارة على شاكلة: الديانة التي تمتلك أكبر من المنتسبين هي كذا، والأقل هي كذا.
إن الناظر إلى النِّسب التي تُوردها المصادر عن تقديرات عدد المسلمين والنصارى وأصحاب المعتقدات الإفريقية التقليدية؛ يتبين له مدى الاضطراب في هذا المجال، لا سيما في الجزء الخاص بنِسَب النصارى، وأصحاب المعتقدات الإفريقية التقليدية.
الجدول التالي يستعرض نِسَبًا مختارة من عدد من المصادر، التي تصدَّت لذِكْر نِسَب الأديان المختلفة من مجمل السكان في جمهورية بنين:
المصدر |
سنة النشر |
نسبة الديانات التقليدية |
نسبة النصارى |
نسبة المسلمين |
موسوعة تاريخ العالم الثالث([36]) |
1982 |
72% |
15% |
13% |
موقع الإسلام ويب([37]) |
(إحصاء 1992) |
60% |
14% |
13% |
موقع أطلس الإنسانية([38]) |
(إحصاء 2002) |
31,7% |
42.8% |
24.4% |
الموسوعة العربية العالمية([39]) |
1999 |
70% |
17% |
13% |
موقع سترنغ فيكسر([40]) |
(إحصاء 2013) |
23.8% |
48.5% |
27.7% |
موقع الجزيرة. نت([41]) |
(تقديرات لعام 2014) |
32.8% |
42.8% |
24.4% |
موقع نيشن أون لاين([42]) |
بعد 2015 |
50% |
30% |
20% |
ويمكن أن نقرأ الجدول أعلاه من خلال النقاط التالية:
أولاً: إن نسبة أصحاب الديانات الإفريقية التقليدية في بنين كانت تسيطر على المشهد الديني، منذ فجر التاريخ، وحتى بعد استقلال بنين عن فرنسا عام 1960م، لكنها تقلَّصت إلى ربع أو نصف السكان في العقود الثلاثة الأخيرة.
ثانيًا: إن نسبة النصارى في زيادة مستمرة، حتى كادت تبلغ ثلث مجمل السكان في العقود الأخيرة، وربما تقترب من النصف، وتقف وراء ذلك حركة تنصير مستمرة في مجتمعات أصحاب الأديان الإفريقية التقليدية، على نحو أخص، كما سنعرف لاحقًا.
ثالثًا: إن نسبة المسلمين ظلت في حركة ازدياد مضطرة ومنطقية، ولكنَّ مسلمي بنين يرون أن نسبتهم في البلاد أكثر مما يتم ذكره في المصادر الرسمية، وغير الرسمية، ويبدو أن الإسلام يجد القبول في المجتمعات البنينية في العقود الأخيرة، بالإضافة إلى الأسباب التاريخية؛ بسبب انتظام البلاد بعدد من المؤسسات الدعوية، التي تدعم حقلي التعليم والدعوة في البلاد في العقود الأخيرة، لذلك تتحدث بعض المصادر عن أن نسبة المسلمين لا تقل عن ثلث عدد السكان، وربما أكثر.
مهما يكن الأمر؛ فإن النسب المئوية التي تخص أقطار قارة إفريقية المختلفة، فيما يخص الأديان بمختلف مسمياتها، على الأقل كثيرًا ما يدور حولها جدل مستمر، أحيانًا يخلص إلى أن كل أصحاب ديانة يُضخّمون نسبة أعدادهم مقارنة بمجمل السكان، كما يخلص إلى أنه لا مجال لتصديق ما تورده الإحصاءات الرسمية، التي غالبًا ما يشوب تنفيذها نوع من عدم المصداقية.
ولفهم أشمل لأوضاع الدين في جمهورية بنين، سنقوم بإبراز هذا الجانب بتسليط الضوء على محورين أساسيين؛ أولهما يتناول حيثيات مهمة عن النصارى في البلاد، والثاني يستعرض حيثيات مهمة عن المسلمين، بغية الحصول على فكرة واضحة حول هذين المحورين، وقبل ذلك يمكننا تقديم بعض الإفادات حول الديانات الإفريقية التقليدية، وذلك لأهميتها في البلاد؛ ولأن أصحاب هذه الديانات مثلوا هدفًا بارزًا للكنسية منذ وطئت قدمها بنين.
الأديان الإفريقية التقليدية: مستقبل يشوبه الحذر:
تلعب الأديان الإفريقية التقليدية المختلفة في بنين دورًا مهمًّا في الحياة الدينية والاجتماعية والثقافية في البلاد، يتضح ذلك في أن نسبتها من مجمل السكان، حتى قبل عقود كانت تتصدر نسبة الأديان في البلاد بلا منازع، علاوة على أنها ما تزال ذات تأثير قوي على معتنقي النصرانية من جهة، وعلى المسلمين من جهة أخرى.
اتضح لنا من جدول سابق أنَّ “موسوعة العالم الثالث“، الصادرة في عام 1982م أبانت أن أكثر من 72% من مجمل سكان بنين يتبعون للديانات الإفريقية التقليدية (الإحيائية). أما “الموسوعة العربية العالمية“، الصادرة في طبعتها الثانية عام 1999م؛ فأوضحت أن نحو 70% من مجمل عدد السكان في بنين، يمارسون الديانات التقليدية الوثنية. ونسبتا 72% و70%، نسبتان كبيرتان تستحقان التفكر الواعي في منطقة، قامت بقربها ممالك إسلامية لها شأن في التاريخ الإفريقي.
وإذا رجعنا إلى الإحصاءات الرسمية في البلاد (1992 و2002 و2013م)، فسنجد أن إحصاء 1992م، أشار إلى أن نسبة معتنقي الديانات الإفريقية التقليدية 65%([43])، وأوضح إحصاء 2002م بأن نسبتهم 23.3% (17.3% الفودو، و6.0% ديانات تقليدية محلية)([44]). أما إحصاء 2013م، فأبان أن نسبتهم 14.2% (11.6% الفودو، و2.6% ديانات محلية)([45]). ومقارنة بما ذكر سابقًا من نسب، نلحظ أن نسبة أصحاب الديانات التقليدية تقلصت كثيرًا، بفعل ازدياد نسبة النصارى والمسلمين.
المهم في الأمر أن الأديان الإفريقية التقليدية في بنين أكثر تركيزًا ونشاطًا في الأرياف، خاصةً وسط النساء. وقد كانت في الماضي القريب تشكل الدين الرئيسي في البلاد. وهي مثل بقية الأديان التقليدية في إفريقيا جنوب الصحراء، تقوم على قاعدة مشتركة، تتمثل في نظام اعتقاد تعدد الآلهة في أشكال مادية (أوثان). وذلك في سياق نظام أسطوري طقسي، يعتمد على نظام كهنوتي يلعب فيه السحرة دورًا أساسيًّا. وهو نظام وظيفي متصل بالعلاج التقليدي ووظائف أخرى، ويتضمن النظام الديني التقليدي فكرة الإله الواحد خلف الأشكال المتعددة للآلهة. وتتجلى هذه الملامح المشتركة في صور أديان لكل قبيلة أو مجموعة([46]).
ومن بين الديانات التقليدية الإفريقية الأكثر ممارسة في بنين: نظام المعتقدات الفودوية، الذي نشأ في هذه المنطقة من إفريقيا([47]). وتعدّه بعض المصادر الدين الرسمي في بنين اليوم، وفودو تعني “الروح”، و”القوة”، في لغة الفون([48]). والفون هي المجموعة الكبرى والمسيطرة في البلاد. وتتحدث بعض المصادر عن أن الفودو من أشهر الديانات المرتبطة بالسحر الأسود، وأن كلمة فودو تعني “شعوذة”([49]).
لقد كتب الكثير عن مسألة الفودو في الأدبيات الخاصة بالمعتقدات الإفريقية المحلية المختلفة، التي ما تزال تدين بها قاعدة كبيرة من الجماعات الإثنية في قارة إفريقيا، وليس بالإمكان الاستطراد في مسألة الفودو، على الرغم من أنه بنيني النشأة والتطور والانتشار، حسبنا هذه الإشارات التي أردنا أن تكون تقدمة لتناول محوري النصارى والمسلمين في البلاد.
النصرانية في بنين: وقائع وأحداث تشكيل النخب:
في البدء لابد من الإشارة إلى أن معظم النصارى يعيشون في المناطق الجنوبية من بنين([50]). وكذلك يتمركز النصارى في وسط البلاد، وفي مناطق الأتاماري Atammari في أتاكورا Atakora ([51]).
أشارت “موسوعة العالم الثالث” إلى أن أنشطة التنصير الكاثوليكي بدأت (في بنين) في منتصف القرن التاسع عشر، عندما بدأ الراعي البابوي في بنين وداهومي نشاطه التنصيري. وقد كانت بنين مسرحًا لمجهودات تنصيرية مكثفة منذ عام 1860م، عندما بدأ آباء البعثات الإفريقية في ليون Peres des Missions Africaines de Lyon أنشطتهم. وبحلول عام 1937م أسست البعثة الكاثوليكية الأولى في الشمال المتعذر بلوغه حتى الآن (بسبب كثرة المسلمين). وبحلول عام 1976م كان لدى الأبرشية الكاثوليكية في كوتونو Cotonou (العاصمة الاقتصادية في البلاد) أكثر من 450 مدرسة تنصيرية([52]).
هناك إحصاءات متباينة حوتها بعض الأدبيات، التي تناولت أوضاع الأديان في بنين، لذلك سنركز على ما نقل من معلومات حول هذه المسألة من إحصاءات السكان الرسمية في عام 1992م، و2002م، و2013م، على التوالي.
أشار إحصاء عام 1992م، إلى أن نسبة النصارى من مجمل سكان البلاد 14%([53])، دون أن نحصل على تفاصيل أكثر من ذلك. أما إحصاء 2002م فأبان عن أن نسبة النصارى 42.8% (27.1% رومان كاثوليك، و5% كنيسة المسيح السماوية Celestial Church of Christ، و3.2% الميثوديست، و7.5 كنائس نصارى أخرى)([54]). وأما إحصاء 2013م، فذهب إلى أن نسبة النصارى هي 48.5% (25% كاثوليك، و13.5% بوروتستانت)؛ بما في ذلك كنيسة المسيح السماوية 6.7%، والميثوديست 3.4%، والبروتستانت الآخرين 3.4%، و9.5% الطوائف النصرانية الأخرى([55]).
يتبين من الإحصاءات المذكورة أعلاه في صورتها المجملة: 14%، و42.8%، و48.5%، أن عدد النصارى في تزايد مستمر، لكن انتقالية النسبة من إحصاء 1992م إلى إحصاء 2002م، يبدو أنه مبالغ فيها؛ لذلك يصعب الاعتداد بها؛ لأن الفرق كبير بين النسبتين (من 14% إلى 42.8%). أما النقلة في النسبة من إحصاء 2002م إلى إحصاء 2013م (42.8% إلى 48.5%) فأقرب إلى الإمكان والمنطق، إذا ما تأكدت صحة النسبة في إحصاء 2002م.
كما يتبين أيضًا أن نسبة الطائفة النصرانية الأكثر حضورًا في بنين، هي: الروم الكاثوليك، ثم البروتستانت. وحقيقة الحضور الواضح للروم الكاثوليك تعضده مصادر عديدة في هذا المجال؛ إذ يشير “أرشيف معلومات جمعية الأديان” Association of Religion Data Archives إلى أن المجموعة الدينية الكبرى في بنين، هي: الروم الكاثوليك، متبعة بصورة قريبة بالإسلام، ثم الفودو، ثم البروتستانتية([56]). ويؤكد “أطلس الإنسانية” Atlas of Humanity بأن الروم الكاثوليك، هي المجموعة الدينية الأكبر في البلاد([57]).
لماذا تحقق النصرانية تقدمًا مطردًا في بنين؟ وهل توجد عملية تنصير نشطة في تلك البلاد؟
يمكن القول:
إن الكنيستين الكاثوليكية والبروتستانتية بفروعهما المختلفة تعملان في بنين. ويوجد اتصال بين هاتين الكنيستين، غير مؤسسي، أو غير رسمي، بل على أساس محلي لتنسيق عملهما. كما أنهما تعملان بتنسيق وتنظيم من إداراتيهما العالمية في أوروبا وكندا، وكذلك في إطار استقلال كل كنيسة، والمستهدف الأساسي بالنشاط التنصيري هم الأفارقة من أتباع الأديان التقليدية، غير أن التنصير يستهدف أحيانًا المسلمين، كلما سنحت الفرصة([58]).
وأوضحت بعض المصادر أن الكنائس الثابتة في بنين والبعثات التنصيرية -التي تقدمت الإشارة إليها- تستخدم الإعلام بشتى أشكاله والتعليم. وتوجّه الرسائل الإعلامية والتعليمية إلى كل من المجموعات المختلفة في إطارات مؤسسية، وكذلك للأفراد. وتعدّ الإذاعة المسموعة أهم الوسائط الإعلامية المستخدَمة في التنصير في بنين، وهي من صنفين: خارجية يتم بثّها من خلال موجات خاصة لتصل إلى المستمعين بصورة واضحة، وهي إذاعات متنوعة من أهمها البرنامج الإذاعي، الذي يتم بثّه من محطة في ليبيريا المجاورة. والنوع الآخر وهو الإذاعة الداخلية، ويتم ذلك من خلال إذاعة الدولة الرسمية، وهي تقتصر على إذاعة صلوات الأحد من محطة إخبارية أسبوعية كاثوليكية بروتستانتية. وتصدر في بنين حوالي 15 مجلة أو دورية مسيحية كاثوليكية وبروتستانتية([59]). ومن المتوقع أن تكون هناك توسعة في هذا المجال التنصيري الحيوي الذي يشمل الإعلام والتعليم.
لقد مثّل التعليم أداة مهمة للتنصير في بنين. وقد ساهمت الكنيسة الكاثوليكية في تأسيس مجتمع النخبة في البلاد بصفة أساسية. وكان عدد المدارس التي تديرها الكنيسة الكاثوليكية في البلاد عام 1970م حوالي 220 مدرسة ابتدائية تضم حوالي 49.823 تلميذًا. ذلك بالإضافة إلى 5 مدارس ثانوية تضم 3.250 تلميذًا. وبلغت نسبة التلاميذ في المدارس الكاثوليكية في المرحلة الابتدائية حوالي 30% من نسبتهم الكلية في البلاد، في حين يبلغ عدد التلاميذ في المدارس الثانوية الكاثوليكية حوالي 15% من نسبتهم العامة في البلاد. وقد ظهرت في بنين نزعة وطنية معارضة لنمو النشاط التنصيري في المدارس، خاصةً وأنه يُدَار بصفة أساسية بواسطة الأوروبيين، والفرنسيين بصفة خاصة. وتجلت هذه المعارضة أولاً في إعلان علمانية الدولة عام 1968م. وقد كان هذا يعني حيادية الدولة إزاء الأديان المختلفة وعدم تقديم دعم خاص لأي فرد. وبلغت المعارضة للكنيسة ذروتها بالانقلاب اليساري الماركسي الذي وقع في 26 أكتوبر 1972م([60]).
وكما هو متوقع؛ بدأت الكنيسة الكاثوليكية معارضة مستترة للنظام السياسي، وأدى الصدام بينها وبينه إلى تأميم مؤسساتها التعليمية ومصادرتها ووضعها تحت إشراف الدولة. وهو إجراء بدأ عام 1974 واكتمل عام 1976م. وتم بذلك ضرب القاعدة التعليمية التنصيرية الأساسية في بنين. غير أنه بمرور الزمن عادت الأوضاع بين الكنيسة والدولة للاستقرار، خاصة بعد تحول بنين إلى النظام الليبرالي، ولكن دون عودة التعليم الكنسي الضخم في البلاد. واستمرت الكنيسة في العمل التنصيري من خلال مواقعها الإذاعية والمؤسسات الخدمية والمراكز الثقافية، التي تشرف عليها اليوم. وفي فبراير 2008م تم العمل على أضخم إذاعة موجهة إلى غرب إفريقيا أقامتها الكنيسة في بنين. استمرت كذلك أنشطة الكنيسة موزعة بين الجماعات والمناطق المختلفة على النحو الذي كانت عليه في الماضي، ويتركز النشاط الكاثوليكي في الشطر الجنوبي من البلاد، خاصة وسط قبائل الفون، والمينا، والأدجا، والغون. بالإضافة إلى السلالة المتطورة من مصاهرة البرتغاليين بالأفارقة. بينما يتركز النشاط البروتستانتي وسط الغن في الساحل الجنوبي، والفون حول أبومي، والنشاط الخاص بالفون بدأ مؤخرًا([61]).
يُستنتج من كل ما ذُكِرَ في هذا المحور أن النصرانية لعبت وتلعب دورًا بارزًا في الماضي القريب، وفي الحاضر في بنين، وذلك أنها كسبت خلال فترة الاستعمار الفرنسي للبلاد، وخلال العقود الأخيرة، بسبب حركة تنصيرية معتبرة؛ كسبت أعدادًا كبيرة من أصحاب الأديان الإفريقية التقليدية، بل إنها مسؤولة مسؤولية مباشرة في تكوين النخبة في البلاد، التي من شأنها دورانها في فلك المستعمر أولاً، ثم ثانيًا في المجتمع النصراني الداخلي والخارجي، لذلك أنجزت الكنسية الكثير بفعل سيطرتها على التعليم والإعلام، وهما مدخلان مهمَّان لتنصير أصحاب الأديان الإفريقية التقليدية، لا سيما في المراكز الريفية في البلاد.
المسلمون في بنين: نقلة إلى الأمام وتحديات معتبرة:
إذا كان النصارى في بنين يتمركزون في جنوب البلاد ووسطها، كما تمت الإشارة إليه؛ فإن المسلمين، وفقًا لـ”الموسوعة العربية العالمية”، يتمركزون بصورة أساسية في المناطق الشمالية([62])، مع ملاحظة أن تأثير المسلمين في البلاد لا يتناسب مع عددهم. وأن معظم المسلمين ينتمون إلى قبائل: الفولاني، والباريبا، والديندي([63]). لذلك مثلت المناطق الشمالية من البلاد ساحات عصية على التنصير، كما مثلت القبائل الثلاث المشار إليها نقطة انطلق نشر الدعوة إلى الإسلام في بنين.
بالنظر إلى الإحصاءات السكانية الثلاثة الأخيرة في البلاد؛ نجد أن إحصاء 1992م، أوضح أن نسبة المسلمين في مقابل مجمل السكان تمثل 13%([64]). أما إحصاء السكان لعام 2002م، فأشار إلى أن نسبتهم 24.4%([65]). وأما إحصاء 2013م فبيّن أن نسبتهم 27.7%([66]). إن كل تلك الإحصاءات تشي بأن حركة الإسلام في البلاد، تكتسب بمرور الوقت مزيدًا من المنتسبين للإسلام، على الرغم من أن عملية الدعوة إلى الإسلام، قديمًا، لم تكن على النحو الذي عليه في الفترات الأخيرة.
تاريخيًّا، بدأ انتشار الإسلام في بنين في فترة مبكرة للغاية عن طريق المستعمرات التجارية، التي أقيمت في منطقة سنغاي في إمبراطورية مالي، في القرن الثامن، ومهَّدت العلاقات التجارية لإنشاء مجتمع مسلم، عندما تحوّل الزعماء المحليون إلى الإسلام، وتزوّج التجار المسلمون، الذين جاءوا إلى المنطقة من نساء محليات، وكانت الديانة الأساسية في بنين وقتها وثنية، تقوم على تقديس الحيوانات. وقد سهل عامل آخر انتشار الإسلام في بنين، وهو غزو دولة السنغاي الشمالية، وبالتحديد عندما استقر المسلمون، الذين يعيشون في مالي، بعد الفتح في شمال بنين؛ حيث تم تحفيز انتشار الإسلام في المنطقة([67]). هذا إضافة إلى روايات تتحدث عن أن الإسلام تمَّ جلبه إلى بنين من الشمال من قبل تجار الهوسا، والسنغاي، والدندي([68])، وهي قبائل لا تمثل ثقلاً سكانيًّا، إذا ما قُورنت -على سبيل المثال- بالفولاني، والباريبا، المعروف عنهما الانتماء إلى الإسلام.
من أشهر قبائل المسلمين في بنين: قبيلة الباريبا؛ التي اعتنقت الإسلام بفضل الهجرات الشمالية في القرن التاسع عشر، ولكنها لم تهتم بنشره. وقبيلة اليوروبا التي تعد من قبائل الجنوب، وقبيلتا الفولاني والهوسا أيضًا. وقد اهتمت القبيلتان بنشر الإسلام (الفولاني والهوسا)… وعلى الرغم من وقوف القبائل الوثنية في الجنوب ضد المد الإسلامي، ودعمهم في ذلك الاستعمار، إلا أن الدعوة الإسلامية تمكَّنت من إيجاد جماعات إسلامية في الجنوب، وأخذت في الازدياد مع مرور الأيام، وذلك حسب المؤرخ محمود شاكر في كتابه “التاريخ الإسلامي” عن تاريخ غربي إفريقيا. كما كان لزعماء الصوفية النيجيريين دور كبير في نشر الإسلام في بنين، خاصة في المناطق الجنوبية في الفترة من 1961 و1992م([69]).
ومما يجدر ذكره، أن نسبة المسلمين ارتفعت بين عامي 1961 و1992م إلى نسبة كبيرة؛ حيث زادت تلك النسبة 13% إلى 20.6%، وعلى الرغم من أن الإحصاءات غير دقيقة، إلا أن نسبة الإسلام في بنين في عام 2000م بلغت حوالي 30%، وفي ثمانينيات القرن العشرين انضمت بنين إلى منظمة التعاون الإسلامي([70]). وتنشط عدة جمعيات إسلامية في بنين، منها خارجي، ومنها داخلي، وسنشير، تفصيلاً، إلى ذلك بعد قليل.
وحسب المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)؛ فإن المسلمين في بنين لم يكن من المتاح لهم القيام بأيّ نشاط إلا مع التحول الديمقراطي خلال التسعينيات (من القرن الماضي)، والذي تعزز بفضل التطورات التي تحققت على المستويين الاقتصادي والاجتماعي؛ حيث شملت تلك الأنشطة على وجه الخصوص بناء المساجد، وإصدار الصحف الإسلامية، مثل: “نور الإسلام”، والمجلة الشهرية الجديدة “الأمة الإسلامية”، وتأسيس إذاعة “صوت الإسلام”. وتوجد في مدينة كوتونو (العاصمة الاقتصادية) مئات المساجد، منها 12 مسجدًا تُقام فيها صلاة الجمعة. أما المسجد المركزي في حي “زونغو” فيُعدّ أكبر هذه المساجد، ويتسع لـ30 ألف مصلٍّ. وقد اختارت الإيسيسكو مدينة كوتونو عاصمة للثقافة الإسلامية سنة 2015م([71]).
في العقود الأخيرة، انتظمت جمهورية بنين العديد من الجمعيات الإسلامية، في مقدمتها: مركز فيصل الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي، ومكتب هيئة الإغاثة الإسلامية، ومكتب جمعية الدعوة الإسلامية العالمية الليبية، ومكتب لجنة مسلمي إفريقيا من الكويت (العون المباشر). وهناك مندوب لمؤسسة الحرمين الخيرية، والمنتدى الإسلامي، ثم الهيئة العالمية الكويتية، وجمعية التراث الكويتية. أما الجمعيات المحلية فهناك اتحاد مسلمي بنين، ويضم الجمعيات الإسلامية الصغيرة، وبعض هذه الجمعيات يعمل في حقل الدعوة والتعليم([72]).
كما هو متوقع فإن المسلمين في بنين كانوا يعيشون في ظروف معقدة، لذلك يُتوقع أن تواجههم العديد من المشكلات، ولعل أهم مشكلات التي تواجه المسلمين في بنين تتمثل في كيفية تعليم المسلمين؛ بسبب تدني مستوى التعليم جدًّا، وحاجتهم إلى الدعم المادي والمعنوي، وإيجاد مؤسسات تربوية تنسجم مع روح العصر، تكون الدراسة فيها إسلامية وحديثة، ويحتاجون إلى بناء المساجد والمدارس([73]). وهي مشكلات معتبرة، يمكن حل الكثير منها، عن طريق تضافر المؤسسات والجمعيات الدعوية الخارجية والداخلية.
يلتزم جميع المسلمين في بنين، تقريبًا، بفرع الإسلام السني المالكي، وهناك عدد قليل من المسلمين الشيعة، هم في الأساس مغتربون من الشرق الأوسط. والجماعة الإسلامية الأحمدية حاضرة أيضًا، والتي افتتحت مؤخرًا مسجدًا في بنين، هو مسجد المهدي عام 2006م، ويمارس العديد من المسلمين، معتقدات دينية محلية تقليدية([74]).
هذا هو وضع المسلمين حاليًا في بنين، يكتسبون مع مرور الوقت مساحات جديدة، تُضاف إلى حركة الإسلام في البلاد، وتواجههم تحديات مهمة، تستحق مساعدتهم على تجاوزها، لا سيما بعد أن أصبحت لهم مؤسساتهم الخاصة بهم. لقد أحرزوا الكثير، على الرغم من تعقيد المشهد السياسي والديني في بلادهم. وفي الوقت نفسه ينتظرهم الكثير لإنجازه. إن كان هذا وضعهم الحالي، فما مستقبلهم؟
مستقبل الإسلام في بنين: اتجاهات وآمال:
إن النظرة الموضوعية لحركة الإسلام في تاريخ بنين القريب والبعيد، تبين أن تلك الحركة، لم تكن منظمة أو منتظمة، وإنما كانت تتم عبر التأثير بالقبائل، التي كانت تدين بالإسلام، ولم تكن في الأغلب الأعم، مهتمة بالدعوة إليه. وكان ذلك التأثير بتلك القبائل يحزر تقدمًا بطيئًا لحركة الإسلام، لكن واقع الإسلام والمسلمين في هذه البلاد في العقود الأخيرة يختلف تمامًا؛ إذ انتبه المسلمون للنشاط الكنسي المكثف، الذي لازم الاستعمار الفرنسي للبلاد، فما كانت من القبائل المسلمة إلا أن تحافظ على إسلامها، وفي الوقت نفسه تتصدى للاستعمار، وللنشاط الكنسي، مما جعل أعدادًا معتبرة من أصحاب الديانات التقليدية، تتعرف على الإسلام والمسلمين في البلاد.
إن مستقبل الإسلام في بنين يتضح بما اكتسبته حركة الإسلام في العقود التي تلت استقلال البلاد عن فرنسا؛ فبالإضافة إلى إقرار علمانية الدولة، ولجت البلاد الكثير من المؤسسات الدعوية، التي عملت في أهم مجالين كانا وقفًا على التنصير الكنسي؛ التعليم والإعلام، فاكتسبت حركة الإسلام من خلال عمل تلك المؤسسات قوة دفع ذاتية، آتت ثمارها، فزادت نسبة المسلمين، وأصبح للمسلمين في البلاد مؤسساتهم الإسلامية الخاصة بهم.
ولعل من أهم العوامل التي تبين مستقبل الإسلام في هذه البلاد، تلك العوامل التي تشهدها منطقة غرب إفريقيا، ابتداءً من حصولها على الاستقلال، وتكوين الحكومات الوطنية، ومرورًا بالارتباط بالعالم العربي والإسلامي، مما مهَّد السبيل إلى دخول مؤسسات دعوية طوعية، حسَّنت من أوضاع المسلمين، دينيًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا، بل أصبح للمسلمين وسائل إعلامية مختلفة، ينشرون من خلالها الإسلام إلى الآخرين.
[1]– انظر: أرشيف معلومات جمعية الأديان Association of Religion Data Archives، على الرابط:
https://www.thearda.com/internationalData/countries/Country_24_1.asp
[2] – انظر: مشروع جشوا على الرابط: https://joshuaproject.net/countries/BN
[3] – الموسوعة العربية العالمية (1999):، ط. 2، الرياض: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتتوزيع، المجلد 5، ص 200.
[4] – المرجع نفسه، ص 201.
[5] – أبو هادية هزاع بن عيد الشمري (1981): المعجم الجغرافي لدول العالم، القاهرة: مطبعة التقدم، ص. 164.
[6] – “بنين”، المستودع الدعوي الرقمي، على الرابط: https://joshuaproject.net/countries/BN
[7] – “بنين”، أطلس الإنسانية Atlas of Humanity، على الرابط: https://www.atlasofhumanity.com/benin
[8] – منير البعلبكي (1980): موسوعة المورد، المجلد 2، ط. 1، بيروت: دار العلم للملايين، ص. 54، و Encyclopedia Britannica (1973- 1974): Vol. 1, London: Helen Hemingway Benton, p. 976
[9] – كولين ماكيفيدي (1987): أطلس التاريخ الإفريقي، ترجمة: مختار السيوفي، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، ص. 222.
[10] – Kurian, George Thomas (1982): Encyclopedia of Third World, Volume 111. London, Mansell Publishing, p. 158.
[11] – Ibid, Idem
[12] – نقلاً عن الرابط: https://www.refworld.org/docid/4954ce26c.html
-[13] بنين، أطلس الإنسانية، Atlas of Humanity ، مرجع سابق.
[14] – Kurian, George Thomas (1982): Encyclopedia of Third World, Op. cit. p. 158
[15] – بنين، أطلس الإنسانية، Atlas of Humanity، مرجع سابق.
-[16] بنين، أطلس الإنسانية، Atlas of Humanity، مرجع سابق.
[17] – Kurian, George Thomas (1982): Encyclopedia of Third World, Op. cit. p. 159
[18] – بنين، أطلس الإنسانية، Atlas of Humanity، مرجع سابق.
[19] – Kurian, George Thomas (1982): Encyclopedia of Third World, Op. cit. p. 159
[20] – Ibid, p. 158
[21] – Ibid, Idem
[22] – انظر: معلومات تفصيلية عن الأدجا، على الرابط: http://www.101lasttribes.com/tribes/aja.html
[23] – اليوروبا، الموسوعة البريطانية، على الرابط: https://www.britannica.com/topic/Yoruba
[24]– انظر: مجموعة أيزو بنين، على الرابط:
https://www.peoplegroups.org/Explore/groupdetails.aspx?peid=12297
[25] – بنين، أطلس الإنسانية، Atlas of Humanity ، مرجع سابق.
[26] – الماحي، على الرابط: https://www.culturesofwestafrica.com/glossary/mahi/
[27] – Kurian, George Thomas (1982): Encyclopedia of Third World, Op. cit. p. 159
[28] – الموسوعة العربية العالمية (1999)، مرجع سابق، ص 201.
[29] – تقرير الإثنولوج عن بنين، على الرابط: https://www.ethnologue.com/country/bj/languages
[30] – Baker, Colin and Syivia Prys Jones (1998): Encyclopedia of Bilingualism and Bilingual Education, Multilingual Matter, LTD, p.p (355- 367), p. 357.
[31] – Kurian, George Thomas (1982): Encyclopedia of Third World, Op. cit. p. 159
[32] – بنين، مرجع سابق، على الرابط: https://www.refworld.org/docid/4954ce26c.html
[33] – بيرند هايني (2006): وضع واستخدام اللغات الإفريقية المشتركة، ترجمة: الأمين أبو منقة محمد وأحمد الصادق أحمد، جامعة إفريقيا العالمية، ملتقى الجامعات الإفريقية، الخرظوم: دار جامعة إفريقيا العالمية للطباعة، ص 144.
[34] – المرجع نفسه، ص. ص 144- 145.
-[35] بيرند هايني (2006): وضع واستخدام اللغات الإفريقية المشتركة، مرجع سابق، ص. ص 145- 146.
[36] – Kurian, George Thomas (1982): Encyclopedia of Third World, Op. cit. p. 159
[37]– المسلمون في جمهورية بنين، على الرابط: https://www.islamweb.net/ar/article/10170/المسلمون-في-جمهورية-بنين
[38] – أطلس الإنسانية، Atlas of Humanity، مرجع سابق.
[39] – الموسوعة العربية العالمية، مرجع سابق، ص. 202.
[40] – الدين في بنين، على الرابط: https://stringfixer.com/ar/Religion_in_Benin
[41] – بنين، الجزيرة .نت، على الرابط: https://www.aljazeera.net/encyclopedia/countries/2014/2/17/بنين
[42] – انظر: بنين، على الرابط: https://www.nationsonline.org/oneworld/benin.htm
[43] – المسلمون في جمهورية بنين، مرجع سابق.
[44] – بنين، أطلس الإنسانية، Atlas of Humanity ، مرجع سابق.
[45] – الدين في بنين، مرجع سابق، وبنين، على الرابط: https://www.refworld.org/docid/4954ce26c.html
[46] – قيصر موسى الزين (2010): “التنصير في غرب إفريقيا”، ضمن “النشاط التنصيري في إفريقيا، دراسة تحليلة، حول أنشطة الكنيسة في إفريقيا”، مجموعة مؤلفين، معهد مبارك قسم الله للبحوث والتدريب، منظمة الدولة الإسلامية، الخرطوم: شركة مطابع السودان للعملة المحدودة، ص. ص (117- 165)، ص. 129.
[47] – الدين في بنين، مرجع سابق.
[48] – بنين، أطلس الإنسانية، Atlas of Humanity ، مرجع سابق.
[49]– آمال سامي، “بنين.. الدولة التي دفعت مقاومة الاحتلال سكانها إلى الإسلام”، على الرابط: https://www.masrawy.com/islameyat/others-islamic_ppl_news/details/2019/7/6/1596264/بنين-الدولة-التي-دفعت-مقاومة-الاحتلال-سكانها-إلى-الإسلام
-[50] الموسوعة العربية العالمية (1999)، مرجع سابق، ص. 202.
[51] – بنين، أطلس الإنسانية، Atlas of Humanity ، مرجع سابق.
[52] – Kurian, George Thomas (1982): Encyclopedia of Third World, Op. cit. p. 159
[53] – المسلمون في جمهورية بنين، مرجع سابق.
[54] – بنين، أطلس الإنسانية، Atlas of Humanity، مرجع سابق.
[55] – الدين في بنين، مرجع سابق، وبنين، على الرابط: https://www.refworld.org/docid/4954ce26c.html
[56] – أرشيف معلومات جمعية الأديان Association of Religion Data Archives، على الرابط: https://www.thearda.com/internationalData/countries/Country_24_1.asp
[57] – بنين، أطلس الإنسانية، Atlas of Humanity، مرجع سابق.
[58] – قيصر موسى الزين (2010): “التنصير في غرب إفريقيا”، مرجع سابق، ص 130.
[59] – قيصر موسى الزين (2010): “التنصير في غرب إفريقيا”، مرجع سابق، ص. ص 130- 131.
[60] – المرجع نفسه، ص. 131.
[61] – قيصر موسى الزين (2010): “التنصير في غرب إفريقيا”، مرجع سابق، ص. ص 131- 132.
[62] – الموسوعة العربية العالمية (1999)، مرجع سابق، ص. 202.
[63] – Kurian, George Thomas (1982): Encyclopedia of Third World, Op. cit. p. 159
[64] – المسلمون في جمهورية بنين، مرجع سابق.
[65] – بنين، أطلس الإنسانية، Atlas of Humanity ، مرجع سابق.
[66] – الدين في بنين، مرجع سابق، وبنين، على الرابط: https://www.refworld.org/docid/4954ce26c.html
[67] – بنين، المستودع الدعوي الرقمي، على الرابط: https://dawa.center/country/BJ
[68] – الدين في بنين، مرجع سابق.
[69] – آمال سامي، بنين.. الدولة التي دفعت مقاومة الاحتلال سكانها إلى الإسلام، مرجع سابق.
[70] – بنين، المستودع الدعوي الرقمي، مرجع سابق.
[71] – آمال سامي، بنين.. الدولة التي دفعت مقاومة الاحتلال سكانها إلى الإسلام، مرجع سابق.
[72] – المسلمون في جمهورية بنين، مرجع سابق.
[73] – المرجع نفسه.
[74] – الدين في بنين، مرجع سابق.