د. محمد جلال حسين
مدرس الأنثروبولوجيا. كلية الدراسات الإفريقية العليا – جامعة القاهرة- مصر
مقدمة
شهد العالم بأسره على مر العصور تفشيًا للعديد من الأمراض والأوبئة الفتّاكة التي راح ضحيتها الآلاف من الأشخاص. وقد كان لإفريقيا القارة السمراء نصيبٌ من هذا التفشي؛ حيث شهدت إفريقيا انتشارًا موسعًا للعديد من الأمراض والأوبئة؛ مثل: الملاريا، حمى الضنك، الطاعون، سارس، الإيبولا، وكوفيد -19. تلك الأوبئة التي حصدت أرواح العديد من سكان القارة، وتركت آثارها الواضحة على كافة قطاعات الدول الإفريقية.
وخلال العقد الماضي، شهدت إفريقيا زيادة في نسبة الأمراض حيوانية المنشأ، منها 70% ناتجة عن فيروسات قاتلة. وقد خلق ذلك عبئًا كبيرًا ليس فقط على أنظمة الرعاية الصحية، ولكن على جودة الحياة بشكل عام([1]). فخلال السنوات الأخيرة، تأثرت إفريقيا بجائحة كورونا التي أحدثت هزة في كيان كافة الأنظمة والقطاعات، وليس في القطاع الصحي فحسب، نتيجة لحداثة المرض وعدم توافر معلومات مسبقة عن طبيعة المرض ومسبباته وطرق انتقاله وكيفية الوقاية منه. كما شهدت القارة عودة ظهور وانتشار حمى ماربورغ النزفية، والتي تزامنت عودة ظهورها مع انتشار فيروس كورونا في أرجاء القارة، ولكن بمعدلات أقل؛ إذا ما قُورنت بمعدلات بداية الجائحة.
ولكن الموقف تجاه حمى ماربورغ النزفية على الرغم من أنه يثير القلق؛ إلا أنه لم يصل للدرجة التي أثارتها جائحة كورونا؛ وذلك لأن هناك موجات سابقة من تفشي حمى ماربورغ النزفية مكَّنت الجهات المعنية بالصحة من معرفة طبيعة المرض وأعراضه وطرق انتقاله وطرق تجنُّب الإصابة به. وهذا لم يكن متوافرًا لدى تلك الجهات عن فيروس كورونا وقت اجتياحه لكافة أرجاء العالم. ولكن ليس معنى ذلك أن الأمر المتعلق بحمى ماربورغ مطمئن؛ بل يمكن القول: إنه أقل وطأة مقارنةً بفيروس كورونا، للسبب السالف الإشارة إليه، ولانخفاض معدلات الإصابة به.
ولقد شهد العالم ما يقرب من 15 موجة تفشي حمى ماربورغ بداية من عام 1967م([2])، من ضمنهم 10 موجات لتفشي الوباء حدثت في إفريقيا، وقد تراوحت تلك الموجات في الحجم من الحالات الفردية المبلغ عنها إلى كثرة الإصابات على مستوى المجتمع مع وجود مئات من الحالات المبلغ عنها ([3]).
وهنا يأتي التساؤل الذي نسعى للإجابة عنه في متن هذا المقال؛ وهو: هل تمتلك الدول الإفريقية الآليات والتقنيات التي تُمكّنها من الاستجابة والتأهب لاحتواء حمى ماربورغ في حال تحولها إلى وباء أو جائحة؟
وسنستهل حديثنا في هذا المقال بنبذة عن المرض ومسبباته وطرق انتقاله وأعراضه، ثم نستعرض بعد ذلك التتبع التاريخي لظهور المرض مع التركيز على إفريقيا، ونختتم المقال بالحديث عن الاستجابات المتوقعة من الدول الإفريقية تجاه حمى ماربورغ في حال تحولها لوباء.
(1) نبذة عن المرض
يعد مرض فيروس ماربورغ (MARV) أحد الأمراض حيوانية المنشأ، وأكثر أنواع الحمى النزفية شيوعًا، ويرتبط هذا المرض ارتباطًا وثيقًا بفيروس الإيبولا (EBOV)؛ حيث ينتمي كلاهما إلى عائلة الفيروسات الخيطية Filoviridae، وهذا ما جعلهم يتشابهون في الأعراض التي تظهر على المريض([4]). وينتقل فيروس ماربورغ إلى الإنسان من خلال خفافيش الفاكهة وبعض الحيوانات المضيفة كالشمبانزي والقردة التي ينتقل إليهم المرض من الخفافيش عن طريق تناولهم لبعض الفاكهة التي سبق أن تناولتها الخفافيش أو قامت بقضمها. وحتى الآن لا تزال الطريقة التي ينتقل بها المرض من الحيوانات إلى الإنسان قيد البحث؛ للتأكد من كونها تنتقل من خلال استهلاك تلك الحيوانات أو ملامسة فضلاتها([5]).
وينتقل الفيروس أيضًا من الشخص المصاب إلى السليم من خلال الاتصال المباشر بالدم وسوائل الجسم للشخص المصاب (اللعاب، العرق، البول، البراز، حليب الثدي، المني)؛ سواء كان هذا الاتصال يتم من خلال استخدام أدوات المريض أو من خلال ملامسة تلك السوائل للجلد المكشوف. وبالتالي، يمكن أن ينتقل المرض خلال الاتصال المباشر بالشخص المصاب سواء كان حيًّا أو ميتًا، وذلك خلال رعاية الأفراد للمريض أو حضور جنازات الموتى جراء المرض([6]).
وتشير بعض الدراسات إلى إمكانية انتقال المرض بين البشر من خلال الاتصال الجنسي حتى عقب تعافي المصاب من مرضه([7]).
هذا بالإضافة إلى دور بعض الممارسات التقليدية المنتشرة في إفريقيا، والتي بدورها تساهم في نقل المرض، وخاصة تلك المتعلقة بدفن الموتى، فمن المنتشر في العديد من الدول الإفريقية -وعلى سبيل الذكر وليس الحصر دولة غانا- أن يتم غسل الموتى قبل الدفن والقيام بتقبيلهم لتوديعهم، وهذا يساهم في تعرُّضهم للإصابة في حال كون المتوفى مصابًا بالمرض. هذا بالإضافة إلى عادات التقبيل والتصافح بالأيدي مِن قِبَل المعزين لأسر المتوفى، والتي بدورها قد تساهم في نقل المرض إليهم([8]).
وتتراوح فترة حضانة المرض ما بين 3-21 يومًا، وبعد فترة الحضانة يظهر على الأشخاص المصابين بعض الأعراض مثل ارتفاع درجة الحرارة، الصداع الشديد، الألم العضلي، القيء، الإسهال، آلام في البطن والصدر، السعال، ضيق التنفس، عسر البلع، الطفح الجلدي، والنزيف الحاد ([9]).
ويقوم الفيروس بالتكاثر داخل خلايا كرات الدم البيضاء، الكبد، الطحال، والخلايا البطانية، الأمر الذي يساهم في إضعاف مناعة الجسم للتصدي للأمراض وارتفاع إنزيمات الكبد وفشل العديد من أعضاء وأجهزة الجسم، وغالبًا ما يؤدي إلى الوفاة([10]).
فقد بلغ متوسط معدلات الوفاة جراء حمى ماربورغ حوالي (50%)، وقد تفاوتت معدلات الوفاة ما بين (24%) إلى (88%) في حالات التفشي السابقة؛ اعتمادًا على سلالة الفيروس، وإدارة الحالة، وممارسات الوقاية ومكافحة العدوى، ومدى مراقبة المخالطين للمصابين، ومدى الخدمة الطبية المقدمة والالتزام بالدفن الآمن للموتى([11]).
وارتفعت تلك المعدلات إلى (90%) منذ عام 2018م([12]). ومما يزيد خطورة هذا المرض، بقاء الفيروس داخل جسم بعض الأفراد الذين تعرضوا للإصابة حتى بعد تعافيهم؛ حيث يرتكز الفيروس في المناطق المحرومة من المناعة مثل الخصيتين، العين، وفي المشيمة والسائل الأمنيوسي في حالة إصابة المرأة أثناء فترة الحمل، وفي حليب الثدي إذا حدثت الإصابة أثناء فترة الرضاعة ([13]).
ويزيد من صعوبة التشخيص السريري للمرض في إفريقيا: أن هناك العديد من أنواع الحمى المنتشرة في القارة، والتي تتشابه أعراضها مع أعراض حمى ماربورغ، كحمى الملاريا، التهاب السحايا، التيفود. لذلك، يتم تشخيصه معمليًّا بالاعتماد على نتائج المختبرات والتحاليل([14]).
ومنذ التفشي الأول للفيروس وحتى وقتنا هذا، لم يتم تطوير لقاحات وأمصال فعَّالة للمرض في كافة أنحاء العالم، وما هو مقترح ما يزال قيد التجربة، ويقتصر التعامل الطبي مع المصابين على وضعهم تحت الملاحظة، ومتابعة حالتهم الصحية، وإمدادهم ببعض العلاجات التي تَحُدّ من تفاقم وتدهور الأعراض المصاحبة للمرض، وليس علاج المرض في حد ذاته([15]).
فعقب الإعلان عن تفشي المرض في غينيا الاستوائية، قامت منظمة الصحة العالمية بعقد اجتماع طارئ في 14 فبراير 2023م لمناقشة خمسة لقاحات فعالة لحمى ماربورغ؛ بناءً على تجربتها على الحيوانات، وقد تم الانتهاء من التجارب السريرية للقاحين منهم، ولكن واجهتهم مشكلة في اختبار فعالياتها على البشر، وهي انخفاض أعداد المصابين، الأمر الذي يحول دون الحصول على نتائج واقعية لمدى فاعلية اللقاح([16]).
(2) التتبع التاريخي لانتشار حمى ماربورغ
ظهر المرض لأول مرة في عام 1967م في ماربورغ وفرانكفورت بألمانيا؛ حيث أُصيب عدد من العاملين بمختبر إنتاج اللقاحات والأمصال أثناء قيامهم بإجراء بعض التجارب على القرود الخضراء Grivets الواردة من أوغندا، وذلك بعد تعاملهم مع أنسجة القرود([17]).
وبالحديث عن إفريقيا؛ فقد ظهرت حمى ماربورغ النزفية بشكل نموذجي في فاشيات متفرقة في جميع أنحاء القارة مع وجود حالات مؤكدة مختبريًا في غينيا وأوغندا وجنوب إفريقيا وزيمبابوي والكنغو الديمقراطية وأنغولا وكينيا([18]).
فخلال عام 1975م، ظهرت أول حالة في إفريقيا، تحديدًا في جنوب إفريقيا “زيمبابوي”، وقد بلغ إجمالي عدد حالات الإصابة في ذلك الوقت ثلاث حالات. وبحلول عام 1980م، ظهرت أول حالتين إصابة في كينيا؛ إحداهما كانت لشخص قام بزيارة الغابات وقام بإطعام بعض الطيور والحيوانات، وقام أيضًا بزيارة كهف “كيتوم” وحديقة “إليجون ماونت” الوطنية. أما الحالة الثانية فكانت للطبيب الذي قام بعلاج ذلك المريض. ثم ظهرت حالة أخرى عام 1987م، وكانت لصبي دنماركي يبلغ من العمر 15 عامًا زار كهف كيتوم([19]).
وخلال الفترة من (1998- 2000م) شهدت الكونغو الديمقراطية تفشيًّا كبيرًا لحمى ماربورغ، حيث بلغ إجمالي حالات الإصابة 154 حالة، وكانوا من عمال مناجم الذهب في منطقة “دوربا واتسا”، وقد انتقلت العدوى منهم إلى أُسَرهم والأشخاص الذين اتصلوا بهم.
بينما خلال الفترة من (2000-2005م) تم الإبلاغ عن أكبر تفشٍّ شهده العالم لحمى ماربورغ في أنغولا؛ حيث بلغ إجمالي الإصابات 252 حالة توفي منهم 227 حالة. وبحلول عام 2007م، ظهرت أول فاشية لحمى ماربورغ في أوغندا عام 2007م؛ حيث تم الإبلاغ عن ثلاث حالات إصابة، ووفاة واحدة في منطقة مرتبطة بنشاط التعدين في مقاطعتي “كاوينجي” و”إيباندا” بغرب أوغندا؛ حيث يعمل الكثير من سكان تلك المناطق في المناجم التي أكَّدت الدراسات على وجود خفافيش الفاكهة الناقلة للمرض بها. وخلال عام 2008م تم الإبلاغ عن إصابة سائحين قاما بزيارة “كهف الثعبان” في منطقة “روبريزي” ووفاة أحداهما. بينما خلال عام 2012م تم الإبلاغ عن (26) حالة إصابة و(15) حالة وفاة في مناطق متفرقة بالدولة. بينما عام 2014م ظهرت حالة واحدة فقط في كامبالا([20]). وبحلول عام 2017م ظهرت أربع حالات إصابة جديدة([21]).
وخلال منتصف عام 2021م، ظهرت حالات إصابة جديدة من دول لم تشهد ظهور إصابات في الفاشيات السابقة، فقد ظهرت أولى حالات الإصابة في غينيا عام 2021م؛ حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية تفشي حمى ماربورغ النزفية في غينيا في 19 يونيو 2021م، وذلك بعد ظهور الأعراض على رجل في إحدى قرى غينيا، وتم الاشتباه بإصابته بالملاريا، ولكن نتائج التحليل كانت سلبية. وقد تلقى على أثرها العلاج الداعم، وعقب مغادرته للمستشفى توفي في اليوم التالي نتيجة شدة المرض. وعندما تم إجراء المسحة والتحاليل تبين إيجابية إصابته بحمى ماربورغ ([22]).
وخلال فبراير 2023م أبلغت وزارة الصحة في غينيا عن وجود مجموعة من الوفيات ينتمون إلى قريتين من قرى غينيا يشتبه في إصابتهم بحمى ماربورغ النزفية. وتم جمع عينات إكلينيكية من بعض أقارب الموتى إرسالها إلى معهد باستور في السنغال لتحليلها، وتم تأكيد وجود حالة إيجابية من بين تلك العينات، وبحلول مارس تم إرسال عينتين لتحليلها، وتم التأكد من إيجابية نتائجها، وفي أبريل تم تأكيد إصابة (14) حالة ([23]).
أما غانا، فقد شهدت ظهور أول حالتي إصابة في 19 يونيو 2022م؛ الأولى لشاب يبلغ من العمر 26 عامًا، وقد بدت عليه الأعراض ثم توجّه إلى المستشفى في ذات اليوم، وتوفي في اليوم التالي. أما الثانية، فقد ظهرت في 27 يونيو وكانت لرجل يبلغ من العمر 51 عامًا، وتوفي في نفس يوم توجهه للمستشفى. وبتفحُّص أعراضهما ووفقًا لنتائج التحاليل تبين إصابتهما بفيروس ماربورغ. وهذا ما دفع منظمة الصحة العالمية للإعلان عن انتشار الفيروس في غانا في 19 يوليو 2022م. وعلى أثر ذلك، قامت مديرية الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وبعض الجهات المعنية بالصحة بالعمل معًا للاستجابة لظهور المرض؛ حيث تم توفير هياكل تنسيق في المناطق الصحية المتضررة، وتم إنشاء مستشفى متخصصة في منطقة أشانتي لعلاج الحالات المصابة. كما تقوم منظمة الصحة العالمية بإرسال خبراء إلى غانا قبل ظهور وباء محتمل للمساعدة في مراقبة الأمراض والاستعداد لعلاج المرضى والقيام بعملية التوعية والتثقيف للأفراد حول مخاطر المرض، وكيفية التعامل معه، وتجنب الإصابة به، والتأكيد على تجنب الذهاب للكهوف التي تحوي الخفافيش وعدم استخدام اللحوم دون طهي جيد ([24]). وبحلول عام 2023م، شهدت غانا ظهور ثلاث حالات إصابة جديدة بماربورغ ([25]).
وفيما يتعلق بتنزانيا، فقد أعلنت وزارة الصحة التنزانية في مارس 2023م عن تفشي فيروس حمى ماربورغ في البلاد بعد تأكدها من إيجابية إصابة بعض الحالات، وبحلول أبريل 2023م تم التأكيد على وجود ثماني حالات إصابة في منطقة كاجيرا، وقد توفي منهم خمس حالات([26]).
وفي ضوء الاستعراض السابق، يتبين لنا أن حمى ماربورغ عاودت الانتشار من جديد، بل وبدأت في الظهور في مناطق لم تشهد تفشي الحمى مسبقًا. الأمر الذي يتطلب مزيدًا من التأهب والاستعداد لاحتمالية حدوث تفشٍّ أكبر مما سبق.
(3) الاستجابات المتوقعة تجاه فيروس ماربورغ ما بين الإمكانات والتحديات
عند مقارنة الوضع الصحي الراهن في إفريقيا، وخاصة في مجال الأوبئة مع الوضع خلال العقود السابقة؛ نجده اختلف كثيرًا عما سبق، ونستدل على ذلك من خلال تجارب ومواقف جائحة كورونا، وخاصة فيما يتعلق بحالات الإصابة اليومية، فقد كانت هناك العديد من الدول الإفريقية التي انخفضت بها معدلات ظهور الحالات الجديدة مقارنة بالعديد من الدول الغربية التي تجاوز وقتها ظهور الحالات الجديدة بضعة آلاف. وهذا ما يؤكد لنا أن النظام الصحي شهد تطورًا ملحوظًا، وخاصة وقت الأزمات والأوبئة، وربما يُعزَى ذلك إلى تكثيف الجهود المبذولة مِن قِبَل منظمة الصحة العالمية ووزارات ومديريات الصحة في بعض البلدان الإفريقية. فضلاً عن إنشاء العديد من المراكز والهيئات المعنية بالأوبئة في إفريقيا مثل مركز السيطرة على الأمراض ومكافحتها CDC، والذي تم تأسيسه عام 2016م كمؤسسة فنية متخصصة تدعم مبادرات الصحة العامة للدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي([27]).
وقد قام هذا المركز بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية بإصدار دليل استرشادي للمستشفيات بعنوان “مكافحة عدوى الحمى النزفية الفيروسية في إعداد الرعاية الصحية الإفريقية”، ويهدف هذا الدليل إلى مساعدة فرق الرعاية الصحية في التعرف على الحالات، ومنع انتقال المرض باستخدام المواد المتاحة والموارد المحدودة([28]).
هذا بالإضافة إلى الشراكات القائمة بين المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية ومنظمات أخرى، والتي ساهمت بدورها في تعزيز قدرة وإمكانيات مؤسسات الصحة العامة في إفريقيا، الأمر الذي مكَّن العديد من البلدان الإفريقية من اكتشاف التهديدات المرضية وسرعة الاستجابة لها والتعامل معها؛ حيث يوجد حاليًا ما يقرب من 20 مؤسسة وطنية للصحة العامة في إفريقيا تشارك جهودها مع منظمة الصحة العالمية ومركز السيطرة على الأمراض ومكافحتها في سبيل الحد والسيطرة على الأمراض والفاشيات، وتقع تلك المؤسسات في مواقع متميزة ليسهل الوصول إليها مِن قِبَل الدول المجاورة. ومن تلك المؤسسات الوطنية: المركز الإفريقي للتميز في علم جينوم الأمراض المعدية (ACEGID)، ومعهد نوغوتوشي التذكاري للبحوث الطبية (NMIMR)، وجامعة غانا ومعهد باستور([29]). فضلاً عن الجهود التي تبذلها منظمات المجتمع المدني في سبيل الاستجابة والتصدي لفيروس ماربورغ مثل منظمة أطباء بلا حدود ومنظمة إنقاذ الطفولة([30]).
فخلال التفشي الأخير الذي شهدته غينيا الاستوائية، قامت منظمة الصحة بالتعاون مع جمعية الصليب الأحمر لغينيا الاستوائية (EGRCS) والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) بتكثيف جهود المراقبة والرصد للحالات ومكافحة انتشار العدوى، وذلك بمشاركة 100 متطوع تم تدريبهم للمساعدة في تلك المهام فضلاً عن تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمصابين الذين تم اكتشافهم وأسرهم ([31]).
لذلك، نتوقع أن تكون هناك استجابة فعَّالة مِن قِبَل الدول الإفريقية تجاه حمى ماربورغ في حال ارتفاع معدلات الإصابة بها وتحوّلها إلى وباء أو جائحة. فلقد ساهم الانتشار المسبق لفيروس الإيبولا وفيروس ماربورغ في العديد من الدول في توفير قاعدة من المعلومات المتعلقة بالفيروس وكيفية التعامل معه والاستجابة تجاهه. الأمر الذي ييسر على العاملين في المجال الطبي والمعنيين بالقطاع الصحي وواضعي الخطط والسياسات التعامل مع عودة ظهور المرض مجددًا سواء في نفس البلدان التي شهدت انتشاره من قبل أو تلك التي ستشهد ظهوره لأول مرة. فالمرض ليس حديث النشأة والظهور ويشوبه الغموض؛ بل بات معروفًا من حيث أسبابه وطرق انتقاله وأعراضه. هذا بالإضافة إلى أن غالبية الدول الإفريقية اكتسبت العديد من الخبرات في مجال التصدي والمكافحة للأوبئة إبَّان الانتشار الموسع لجائحة كورونا؛ فتلك التجربة المريرة التي اجتاحت العالم بأَسْره أكسبت العديد من الدول آليات وطرق يمكن اتباعها في سبيل المواجهة والتصدي. أي أن الدروس المستفادة من الأوبئة السابقة يمكن أن تساهم بشكل فعال في تجنُّب وقوع كارثة صحية مدمرة. وبالتالي، فإن هناك شوطًا تم قطعه وإحراز النجاح به.
وعليه، فسيكون من المتوقع أن تنتهج الدول الإفريقية بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية تدابير مكافحة استباقية فورية، وتطوير خطط التأهب اللازمة من خلال تعزيز أنشطة الرصد والمراقبة للحالات المشتبه بها أو تلك التي تم تأكيد إصابتها، مع العمل على إثراء المختبرات بالمواد والأدوات اللازمة في مختلف البلدان التي قد تشهد التفشي. هذا بالإضافة إلى تطوير استراتيجيات الوقاية ونشر الوعي بطرق انتقال المرض وأسبابه وآثاره وكيفية تجنُّب الإصابة به، مع تزويد الأطقم الطبية بالأدوات الوقائية اللازمة من أقنعة وقفازات وملابس وقائية.
ولكن على الرغم من التقدم المُحْرَز في المجال الصحي في إفريقيا والجهود التي تقوم بها الجهات المعنية بالصحة؛ إلا أن احتمالية اجتياح حمى ماربورغ النزفية يمثل مصدر قلق رئيسيًّا للصحة العامة، ليس فقط في منطقة غرب إفريقيا، ولكن على مستوى العالم ككل([32]).
وربما يُعزَى ذلك إلى عدة أسباب؛ منها: عدم توافر اللقاحات والأمصال الخاصة بالمرض، والخوف من استخدام هذا الفيروس كسلاح بيولوجي مدمر، ووجود بعض المناطق الإفريقية التي تشهد حالة من الصراع وعدم الاستقرار السياسي.
فلقد أثبتت الأوبئة السابقة والفاشيات الأولى لحمى ماربورغ في كلٍّ من الكنغو وأنغولا وغرب إفريقيا أن المناطق التي تنتشر بها الحروب والصراعات وما يتبعه من تدهور النظام الصحي تكون عُرْضَة لتفشي المرض بشكل كبير ومتكرر([33])، كنتاج لتدهور البنية التحتية وعدم كفاية خدمات الرعاية الصحية وصعوبة الوصول إليها، فضلاً عن نُدرَة سيارات الإسعاف المجهزة، فضلاً عن توجيه قدر لا يُستهان به من ميزانية الدولة في تغطية النفقات الحربية. ويزيد من صعوبة الأمر افتقار سكان المناطق الموبوءة للوعي بالمرض وطرق انتقاله. كلّ هذه الأمور من شأنها إضعاف الاستجابة لمكافحة العديد من الأمراض والأوبئة المحتملة([34]).
ومن المخاوف الأخرى التي تثير قلق المعنيين بالقطاع الصحي: تلك المتعلقة بالتغيرات المناخية التي يشهدها العالم؛ فقد أعرب بعض المتخصصين عن تخوُّفهم من تأثير التغيرات المناخية على الانتشار الموسع لحمى ماربورغ، فقد تدفع تلك التغيرات المناخية، وخاصةً ارتفاع درجة الحرارة إلى هجرة الخفافيش الحاملة للفيروس إلى أماكن جديدة بحثًا عن ظروف مناخية مناسبة لمعيشتهم، وما يترتب على ذلك من احتمالية إصابة سكان تلك المناطق المهاجر إليها بحمى ماربورغ. ويزيد من وتيرة تلك المخاوف صعوبة التشخيص؛ فالعديد من الدول الإفريقية خاصة الفقيرة ليس لديها مختبرات لاختبار عينات الأمراض، وما هو متاح حاليًا من مختبرات قد لا يتناسب مع احتمالية ارتفاع معدلات الإصابة؛ حيث يتم حاليًا إرسال العينات من دولة إلى دولة أخرى يتوافر بها المختبرات المجهزة على أن يتم الحصول على النتائج خلال أسبوع، وهذا لا يتناسب مع احتمالية ارتفاع معدلات الإصابة([35]).
وثمة أمر آخر يشكل مصدر قلق للمعنيين بالقطاع الصحي؛ وهو تشابه الأعراض السريرية لحمى ماربورغ مع الأعراض السريرية لكوفيد-19، كضيق التنفس، والحمى، وغيرها من الأعراض. الأمر الذي قد يساهم في التشخيص الخاطئ للمرض، وما يتبعه من نتائج سلبية في حال تشخيص الإصابة على أنها عدوى كوفيد-19([36]). لذلك يتطلب الأمر زيادة عدد المختبرات المجهزة في تلك الدول، وتزويدها بالأدوات والمواد اللازمة لإجراء التحاليل.
هذا بالإضافة إلى بعض المخاوف المتعلقة بالسياق الثقافي والاجتماعي للمجتمعات التي قد تشهد تفشي المرض. فعادة ما تميل المجتمعات المتضررة مع بداية تفشي وانتشار المرض إلى إبداء بعض التفسيرات الثقافية المتعلقة بأسباب المرض وطرق انتقاله؛ حيث يرد البعض أسباب حدوث المرض إلى السحر أو انتهاك المحرمات والتابوهات، ويطرحون مجموعة من طرق الانتقال التي لا تمُتّ للطرق الواقعية بصلةٍ، الأمر الذي ينجم عنه ارتفاع معدلات الوصم الاجتماعي تجاه المصابين وانتشار بعض الممارسات الثقافية التي قد تساهم في تفاقم معدلات انتشار المرض. هذا بالإضافة إلى عدم الالتزام المجتمعي بالإجراءات الوقائية بما تشمله من قيود التجوال والاختلاط والالتزام بالتدابير الوقائية الشخصية كالتعقيم والنظافة، وغيرها من الإجراءات التي لا يَعتقد بجدوها البعض في العديد من المناطق الإفريقية؛ ولذا فالالتزام المجتمعي بالتدابير الوقائية يُعدّ جزءًا مهمًّا في استراتيجيات الاستجابة تجاه الأمراض، وعدم الالتزام به يَحُول دون تحقيق أهداف تلك الاستراتيجيات ويؤخر جَنْي ثمارها. ولعلنا لمسنا ذلك إبَّان جائحة كورونا، الأمر الذي قد يثير قلقنا في حال الانتشار الموسع لحمى ماربورغ.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن التفسيرات الثقافية وعدم الالتزام بالإجراءات الوقائية يُعْزَى في المقام الأول إلى قصور الوعي والمعرفة المتعلقة بالمرض لدى الأفراد. فعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الجهات المعنية بالصحة، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية؛ إلا أنه ما يزال هناك حالة من قصور الوعي الصحي المتعلق بالمرض في إفريقيا. فغالبية الدراسات التي أجريت بشأن قياس المعرفة والمواقف والممارسات تجاه الأمراض والأوبئة أشارت إلى وجود معدلات وعي ومعرفة منخفضة لدى سكان المناطق الموبوءة. وكذلك الحال بالنسبة لحمى ماربورغ، فقد أشارت دراسة Cenat”” وزملائه التي تم إجراؤها في الكونغو إلى أن ما يزيد عن ثلثي المشاركين بالدراسة لم يدركوا أن الفيروس يمكن أن ينتقل عن طريق سوائل الجسم، وما يفوق نصف العينة تعتقد أن الفيروس ينتقل عن طريق الهواء ولدغات البعوض. هذا بالإضافة إلى أن ما يفوق نصف العينة يعتقدون أن الاستحمام بالماء المالح والساخن يعد من الوسائل الوقائية من الإصابة بالفيروس ([37]).
بينما أشارت دراسة “Nyakarahuka”في أوغندا إلى أن (58.7%) يعتقدون أن السبب الرئيسي لحمى ماربورغ هي الخفافيش والقرود وليس الفيروس، و(16.9%) يعتقدون أنه ينتقل عن طريق الهواء. كما أن ما يقرب من (40.3%) يتجنبون التعامل مع الأفراد المتعافين من المرض خوفًا من الإصابة([38]).
هذا بالإضافة إلى دراسة “Kangbai” والتي أكدت على انخفاض المعرفة والوعي المتعلق بحمى ماربورغ لدى مواطني سيراليون، سواء فيما يتعلق بأسبابه وطرق انتقاله وفترة حضانته؛ حيث أشار ما يقرب من (2%) فقط من المشاركين إلى أن فيورس ماربورغ وفيروس الإيبولا ينتميان لنفس العامل المسبب، ولهم نفس الأعراض وطرق الانتقال، في حين لم يدرك بقية المشاركين الصلة بين الفيروسين([39]). في حين أشارت دراسة “Siya” إلى أن بعض المشاركين بالدراسة وخاصة كبار السن يعزون حدوث حمى ماربورغ النزفية إلى غضب الآلهة والأجداد وتأثير الأرواح الشريرة([40]). الأمر الذي يستلزم تصحيح تلك المفاهيم المغلوطة.
ونخلص من ذلك إلى أن الدول الإفريقية في الوقت الراهن تمتلك قدرًا لا يُستهان به من القدرات والخبرات التي تُمكّنها من مواجهة أيّ تفشٍّ أو انتشار للمرض، باستثناء بعض الأمور السالف الإشارة إليها، والتي يتوجب العمل على توفيرها حتى يتثنى لتلك الدول تحقيق الاستجابة والتأهب الجيد. فاحتمالية تفشّي حمى ماربورغ النزفية في إفريقيا تتطلب تضافرًا للجهود مِن قِبَل كلٍّ من العاملين في المجال الصحي وواضعي الخطط والسياسات والمعنيين بالأوبئة، مع مراعاة ضرورة إدماج المشاركة المجتمعية في تلك الجهود؛ وذلك لمكافحة التهديدات الصحية المحتملة. فعلى الرغم من أن الحالات التي تم الإبلاغ عنها مؤخرًا تكاد تكون قليلة جدًّا إذا ما قُورنت بالأعداد التي تم الإبلاغ عنها إبَّان جائحة كورونا؛ إلا أن الدول الإفريقية بكافة قطاعاتها لا بد أن تكون في حالة من التأهب والاستجابة الفعَّالة في حال ظهور حالات جديدة على نطاق واسع من أنحاء القارة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
– الهوامش
[1] (Reuben, R. C., & Abunike, S. A. (2023). Marburg virus disease: the paradox of Nigeria’s preparedness and priority effects in co-epidemics. Bulletin of the National Research Centre, 47(1), 10, p2.
[2] (Qian، G. Y., Edmunds, W. J., Bausch, D. G., & Jombart, T. (2022). Modelling Vaccination Strategies for the Control of Marburg Virus Disease Outbreaks. medRxiv, 2022-06, p2.
[3] (Pigott, D. M., Golding, N., Mylne, A., Huang, Z., Weiss, D. J., Brady, O. J., … & Hay, S. I. (2015). Mapping the zoonotic niche of Marburg virus disease in Africa. Transactions of the Royal Society of Tropical Medicine and Hygiene, 109(6), 366-378, p369.
[4] (Wellington, J., Nur, A., Nicholas, A., Uwishema, O., Chaito, H., Awosiku, O., … & Onyeaka, H. (2022). Marburg virus outbreak in Ghana: An impending crisis. Annals of Medicine and Surgery, 81, 104377, p2.
[5] (Kassa, S. T. (2019). Review on the Epidemiology and Public Health Importance of Marburg Hemorrhagic Fever in Africa. Journal of Agricultural Research Advances, 1(4), 27-47, p33.
[6] (Marburg (Marburg Virus Disease). (2023). Acute Communicable Disease Control Manual (B-73) New, Part IV:- April 2023, p1.
[7] (Lawrence, J. A., Ul Rasool, M. H., Parikh, C., Chowdhury, S., & Sueldo, A. (2022). Emergence of Marburg virus disease in West Africa amid COVID-19 and Ebola: efforts, challenges, and recommendations to prevent the next public health crisis. J Infect Dis Epidemiol, 8, 259, p2.
[8] (Denkyira, S. A., Adesola, R. O., Idris, I., Yelarge, K., Tieku Asaaseasa, K., Danquah, C. A., & Opuni, E. (2022). Marburg virus in Ghana: A public health threat to Ghanaians and to Africans. Public Health Challenges, 1(4), e32, p2.
[9] (Wellington & et al. (2022). Ipid, p1.
[10] (Semalulu, T., Wong, G., Kobinger, G., & Huston, P. (2014). Inside this issue: Ebola, food-borne illness and more. CCDR, 40, 14, p 291.
[11] (Kassa (2019). Ipid, p27.
[12] (Hunegnaw, R., Honko, A., Wang, L., Carr, D., Murray, T., Shi, W., … & Sullivan, N. J. (2021). Rapid and durable protection against Marburg virus with a single-shot ChAd3-MARV GP vaccine. bioRxiv, 2021-12, p2.
[13] (Kassa (2019). Ipid, p36.
[14] (Bockarie, M. J., Hanson, J., Ansumana, R., Yeboah-Manu, D., Zumla, A., & Lee, S. S. (2023). The re-emergence of Marburg virus Disease in West Africa: how prepared is the sub-region for preventing recurrent zoonotic outbreaks?. International Journal of Infectious Diseases, 130, 28-30. p29.
[15] (Mohapatra, R. K., Sarangi, A. K., Kandi, V., Chakraborty, S., Chandran, D., Alagawany, M., … & Dhama, K. (2022). Recent re-emergence of Marburg virus disease in an African country Ghana after Guinea amid the ongoing COVID-19 pandemic: Another global threat? Current knowledge and strategies to tackle this highly deadly disease having feasible pandemic potential. International Journal of Surgery, 106, 106863, p2.
[16] (National Institute for Communicable Disease (2023). Marburg Virus Disease: Frequently Asked Questions. Center for Emerging Zoonotic and Parasitic Disease, p4.
[17] (Sah, R., Mohanty, A., Reda, A., Siddiq, A., Mohapatra, R. K., & Dhama, K. (2022). Marburg virus re-emerged in 2022: recently detected in Ghana, another zoonotic pathogen coming up amid rising cases of Monkeypox and ongoing COVID-19 pandemic-global health concerns and counteracting measures. Veterinary Quarterly, 42(1), 167-171, p167.
[18] (Wirsiy, F. S., Ako-Arrey, D. E., Nkfusai, C. N., Yeika, E. V., & Bain, L. E. (2021). Marburg virus disease outbreak in Guinea: a SPIN framework of its transmission and control measures for an exemplary response pattern in West Africa. Pan African Medical Journal, 40(1), p2.
[19] (Asad, A., Aamir, A., Qureshi, N. E., Bhimani, S., Jatoi, N. N., Batra, S., … & Diwan, M. N. (2020). Past and current advances in Marburg virus disease: a review. Infez Med, 28(3), 332-345, p334.
[20] (Nyakarahuka, L., Skjerve, E., Nabadda, D., Sitali, D. C., Mumba, C., Mwiine, F. N., … & Kankya, C. (2017). Knowledge and attitude towards Ebola and Marburg virus diseases in Uganda using quantitative and participatory epidemiology techniques. PLoS neglected tropical diseases, 11(9), e0005907, p3.
[21] (Bockarie & et al. (2023). Ipid, p29.
[22] (Wirsiy & et al. (2021). Ipid, p5.
[23] (Samarasekera, U. (2023). Marburg virus outbreak in Equatorial Guinea. The Lancet Infectious Diseases, 23(5), 534, p2.
[24] (Wellington & et al. (2022). Ipid, p2.
[25] (Bockarie & et al. (2023). Ipid, p29.
[26] (Samarasekera (2023). Ipid, p2.
[27] (Bockarie & et al. (2023). Ipid, p29.
[28] (Asad & et al. (2020). Ipid, p341.
[29] (Bockarie & et al. (2023). Ipid, p29.
[30] (Semalulu & et al. (2014). Ipid, p294.
[31] (IFRC. (2023). Emergency Appeal: Equatorial Guinea, Africa | Marburg Virus Disease, Report, International Federation of Red Cross and Red Crescent Societies, Retrieved from; www.ifrc.org .
[32] (Reuben & Abunike (2023). Ipid, p1.
[33] (Bockarie & et al. (2023). Ipid, p30.
[34] (Naeem, A., Tabassum, S., Zaidi, S. M., Mehmood, Q., Naeem, F., Gill, S., & Wireko, A. A. (2023). Deadly Marburg virus in Ghana, 2022 amidst monkeypox and COVID-19 pandemic: A distressing concern for public health. International Journal of Surgery, 109, 571-573, p572.
[35] (Kirtz, F. (2023). There’s a Second outbreak of Marburg Virus in Africa. Climate Change Could be Factor. Retrieved from, www.npr.org
[36]) Okonji, O. C., Okonji, E. F., Mohanan, P., Babar, M. S., Saleem, A., Khawaja, U. A., … & Hasan, M. M. (2022). Marburg virus disease outbreak amidst COVID-19 in the Republic of Guinea: a point of contention for the fragile health system?. Clinical epidemiology and global health, 13, 100920, p2.
[37] (Cénat, J. M., Rousseau, C., Dalexis, R. D., Bukaka, J., Derivois, D., Balayulu-Makila, O., & Birangui, J. P. (2021). Knowledge and misconceptions related to the Ebola Virus Disease among adults in the Democratic Republic of the Congo: The venomous snake under the table of prevention. Public Health in Practice, 2, 100178, p1.
[38] (Nyakarahuka & et al. (2017). Ipid, p3.
[39] (Kangbai, J. B., Senesis, T., Juana, J., EOC Team, & WHO Team. (2022). An Assessment of the Knowledge, Attitude, and Practice towards Ebola and Marburg Fever amongst Residents in Kailahun District, Sierra Leone. Annals of Medical and Health Sciences Research, p3.
[40] (Siya, A., Bazeyo, W., Tuhebwe, D., Tumwine, G., Ezama, A., Manirakiza, L., … & Rwego, I. B. (2019). Lowland grazing and Marburg virus disease (MVD) outbreak in Kween district, Eastern Uganda. BMC Public Health, 19, 1-7, p1.