د. علي يعقوب*
من الشعوب الإفريقية الإسلامية التي لعبت دوراً مهمّاً في نشر الإسلام واللغة العربية في غرب القارة، وخصوصاً في القرن التاسع عشر الميلادي، الشعب الفلاني أو (الفلانيّون)، وهذا ما أكسبهم شهرة في داخل القارة الإفريقية وخارجها, وهو ما دفع بالباحثين المحليين وغيرهم للاهتمام بهم من حيث الأصل، والانتماء العرقي، ودورهم في نشر الإسلام.
تشعّبت أقوال الباحثين وتضاربت في أصلهم؛ فنجد بعض الباحثين ينسبونهم إلى أصولٍ عربية, بينما ينسبهم آخرون إلى أصولٍ يهودية، وبعضهم ينسبهم إلى أصول فرعونية.. وغير ذلك.
وجلّ الأقوال والآراء التي وردت حول أصلهم ليست مبنية على أدلةٍ علميةٍ مقنعة, فبعضٌ منها عبارة عن خرافات وأساطير, وبخاصة أقوال بعض الكتّاب الفلانيّين الذين يكتبون بالعاطفة التي تغمض العين، وتعقد اللسان، وتكبّل اليد عن الحقّ في مجال البحث العلمي.
ونريد في هذه المقالة الموجزة أن نناقش قضية أصلهم، ونعرض موطنهم وفروعهم، ولغتهم من حيث انتمائها اللغوي، وبعض خصائصها، بالإضافة إلى عرضٍ سريع لأهمّ الدول الإسلامية التي أسّسوها[1].
أصل الفلانيّين:
لقد اختلفت أقوال علماء الأجناس والآثار والمؤرخين واللغويين وآراؤهم حول مسألة (أصل الفلانيّين), قديماً وحديثاً, ولم يتوصلوا إلى قولٍ مقنعٍ علميّاً يُعتمد عليه (حسب علمنا).
ويمكن إجمال آرائهم وأقوالهم في الآتي:
1 – أنهم طائفة من بني إسرائيل (اليهود): انتقلوا من طور سيناء, فنـزلوا تورو (Tourou) في حوض السنغال, جاء في رسالة (مسألة أصل الفلانيّين) للشيخ عبدالله بن فوديو أخي الشيخ عثمان بن فوديو: «اعلم أنّ أصل الفلانيّين كلهم من طور سيناء, فما زالوا ينتقلون من مكانٍ إلى مكانٍ، إلى أقصى المغرب، وإلى ما شاء الله»[2]، نلاحظ أنّ الشيخ عبدالله لم يحدّد تاريخ هجرتهم من طور سيناء إلى أقصى المغرب, وقد علّل سبب هجرتهم بقوله: «لأنهم أصحاب الانتقال»[3]، ولم يزد على ذلك.
ويعلل بعض الباحثين كون أصلهم من (اليهود)[4] بأنهم يحبّون البقرة مثل حبّ اليهود للبقرة, حتى عبدوها في زمن نبيّ الله موسى عليه السلام, وهذا القول لا يستند إلى دليل ملموسٍ مقبول, وهو مبنيٌّ على تعليلات لا تثبت أمام البحث العلمي؛ لانعدام المصدر التاريخيّ والسند الموثوق بهما, ثم إنّ حبّ بني إسرائيل للبقرة حالةٌ خاصّةٌ بأتباع السامريّ الذين عبدوا العجل لمّا ذهب موسى عليه السلام لميقات ربّه عز وجل, ومن باب أولى – للقائلين بهذا الرأي – لو أرجعوا أصل الفلانيّين إلى الهنود الذين أحبّوا البقرة حتى عبدوها وألّهوها!
2 – أنهم من الروم: قال الشيخ عبدالله بن فوديو: «وأصلهم – فيما نسمع – من نصارى الروم, وصلت إليهم جيوش الصحابة، فآمن ملكهم، وتزوّج بنتَه عقبةُ بن عامر المجاهد الصحابيّ أمير الغرب[5], فولد (قبيلة فلان) المشهورة, وجدّهم الرومي: عيص بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله»[6]، ورجّح الوزير جنيد هذا القول؛ حيث قال: «والأصحّ أنهم من: روم بن عيص بن إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام، نزلوا بجنب البحر, وجاوروا اليهود الذين في الجزائر…»[7]، وهذا التصحيح يحتاج إلى مزيد من البحث والدراسة, والأدلة العلمية المقنعة.
3 – أنهم من أصول ترجع إلى مصر القديمة: أي من الفراعنة والنوبة أو الحبشة, ويستند أصحاب هذا الرأي إلى: تشابه الملامح، وطبيعة العادات والتقاليد، عند الفلانيّين وقبائل النوبة في جنوب مصر وشمال السودان والحبشة[8].
4 – أنهم مجموعة من الحِمْيَريّين: الذين سكنوا مناطق شرق إفريقيا, ثم هاجروا شمالاً مخترقين مصر, واتجهوا غرباً إلى أن وصلوا (مملكة التكرور), واختلطوا بالسكان المحليين, وظهر الفلانيّون كجنس من هذا الاختلاط[9]، لكن لم يذكر لنا أصحاب هذا القول متى كانت هذه الهجرة؟ ولماذا؟
5 – أنهم من سلالة التابعي الجليل: عقبة بن نافع الفهري (أي من العرب)[10]: وذلك أنّ عقبة بن نافع لما فتح منطقة حوض السنغال (تورو)، وأدخل أهلها في الإسلام, طلب منه أمير البلاد أن يقيم معهم ليعلّمهم الدين، فقبل ذلك, ثم تزوّج من ابنة الأمير التي تُسمّى: (بج منغو(Bajjo Mango ، فأنجبت له أربعة أولاد، هم:
1 – دعْتَ جَلٌ.
2 – آس سُه.
3 – واي بَرِ.
4 – رعرب بَه.
وقبائل الفلان كلّها راجعة إلى هؤلاء الأربعة!
ولمّا شبّ أبناؤه تكلموا بغير لسان أمّهم وأبيهم, وهو اللسان الفلاني، ومنهم انحدرت جلّ قبائل الفلان.
ولإثبات هذه الرواية لا بد من بحثٍ جادٍ ودقيق؛ لأنه من المعلوم أنّ إنجاب المرأة أربعة أبناء يتطلب إقامة الزوج في مكان الزواج مدة لا تقلّ عن أربع سنين على أقلّ تقدير, وهل مكث عقبة بن نافع في تلك النواحي مدة أربع سنوات على الأقل؟ وهو من صغار الصحابة – كما قيل -، أو من كبار التابعين, وقائد مشهور، وتاريخ فتوحاته مدوّن بالأسانيد في كتب التاريخ الإسلامي, وهل وصل عقبة إلى منطقة (فوتا تورو) بالفعل؟ لو حدث ذلك لدوّنته المصادر التاريخية مثلما دوّنت مقتله في بسكرة في الجزائر, وفتوحاته في شمال إفريقيا وجنوب ليبيا وشمال شرق النيجر, وتأسيسه لمدينة القيروان.. وغير ذلك, فكيف تحفظ المصادر التاريخية كلّ هذه الحوادث ولم تحفظ قضية زواجه في منطقة (فوتا) بالسنغال وإنجابه أربعة أبناء؟! ولم تنقل لنا المصادر كذلك أيّ أثر عُزي إليه في المنطقة, فإذا كانت تلك المصادر تذكر أموراً أقلّ أهمية من هذه؛ فكان الأحرى بها أن تذكر مثل هذه الحادثة!
لعلّ السبب في مثل هذه الروايات والأقوال في المصادر التاريخية المحليّة – في غرب إفريقيا – هو محاولة شعوبها المسلمة ربط أصولهم البعيدة بالشرق أو بالعرب؛ بسبب حماسهم لعقيدتهم الإسلامية, وحرصهم على الانتماء إلى الأصول الشرقية العربية بوصفها مصدر الإسلام, وإلا فجلّ القبائل الإفريقية موجودة قبل الإسلام في مناطقهم, ولهم علاقات تجارية بدول الجوار, وبخاصة دول شمال إفريقيا, ولمّا دخل تجار العرب ودعاتهم إلى إفريقيا للتجارة والدعوة وجدوا قبائل الفلانيّين وغيرهم من القبائل الإفريقية، وتبادلوا معهم التجارة، ودعوهم إلى الإسلام، فأسلم مَن أسلم منهم طوعاً.
ومن الملاحظ أنّ كلّ هذه الآراء تتفق على شيءٍ واحدٍ، وهو أنّ أصولهم ليست زنجية, وإنما هم مجموعة مهاجرة إلى المنطقة, ثم اختلطت بالسكان الأصليين.
هذا ما رجّحه إبراهيم طرخان[11]، حيث قال: «ومن المحقّق الذي لا شك فيه: أنّ الفلانيّين ليسوا زنوجاً, ولكنهم متزنّجون نتيجة الاختلاط العميق بالزنوج… أصبح الفلانيّ يحمل طابعَيْن مميزَيْن: الطابع الزنجيّ من حيث اللون, وطابع الجنس الأبيض من حيث التقاطيع».
ثم اختلفت الآراء والأقوال في مكان هجرة الفلانيّين, ومن أي جنس هم؟ ومتى هاجروا؟ ولماذا هاجروا؟
ينقل الدكتور الأمين أبو منقه[12] إجماع المؤرخين واللغويين القدامى والمحدثين[13] على أنّ الموطن الأم ّ للفلانيّين في إفريقيا يقع في منطقة (فوتا تورو) بالقرب من حوض النيجر الأوسط, ومن هناك بدأت هجراتهم نحو الشرق والجنوب, واستمرت خلال القرنين الثاني والثالث عشر الميلاديّين.
ويقول بعض الباحثين: «ومع كثرة الروايات عن أصلهم وموطنهم الذي جاؤوا منه لا يمكن معه القطع على وجه اليقين بذلك, إلا أنه لا يوجد شكّ في أنهم – لأكثر من ألف سنةٍ خلت – قد تركّزوا وانتشروا في السودان الغربي, غير بعيد عن شواطئ المحيط الأطلسي»[14].
والترجيح في هذه القضية يحتاج إلى بحوثٍ مستقلة؛ بسبب تداخل المسائل فيها, وعلى سبيل المثال لو نظرنا إلى (اللغة الفلانيّة) سنجدها بعيدة كلّ البعد عن (اللغات الساميّة)؛ مما يبعد كون أصولهم ساميّة, اللهم إلا أن يكونوا تخلّوا عن لغتهم الأصلية, وتبنّوا في محلّها لغة السكان الأصليين بالمنطقة وهويتهم.
لفظ (الفلاني)، وصوره المختلفة:
اشتهر الفلانيّون بأسماء مختلفة لدى الشعوب:
– فهم يُطلقون على أنفسهم اسم: (بلّو Pollo) للمفرد, و (فلبي follbe) للجمع.
– وبعض السنغاليين يستخدمون: (هال بلاري Polare hal).
– وعند قبائل المندنغو يستخدمون: (فلا Fola).
– وعند الفرنسيين: (بييل Peul).
– وعند الإنجليز: (فلاني Fullani)، وكذلك الهوسا.
– وعند (سنغي / زرما) في النيجر ومالي: (فلن Follan)
– وعند قبائل (موسي Mossi) في بوركينافاسو: (سلميغا Silmiiga).
– وعند العرب: (فلاني) أو (فلاته)[15].
موطن الفلانيين الأصلي بإفريقيا:
إنّ تحديد موطن الفلانيّين الأصلي يثير مشكلة أخرى مثل التي أثارتها أصولهم؛ وذلك بسبب طبيعتهم المعروفة، وهي كثرة التنقل للرعي، وكذلك بسبب كثرة هجراتهم, وامتداد مساكنهم في مساحات شاسعة في غرب إفريقيا ووسطها وشرقها.
ويُعتقد أنّ الموطن الأصلي للفلانيّين كان في: (فوتا تورو) على نهر السنغال, ومن هناك انتشروا في غرب إفريقيا ووسطها وشرقها (جمهورية السودان بالتحديد)[16]؛ بسبب هجراتهم المتتالية نحو الشرق للحجّ أو غيره.
ولكنهم يتمركزون بأعداد كثيرة في: (السنغال، وجنوب موريتانيا, ومالي, وغينيا كوناكري, وغينيا بيساو, وغامبيا, وبوركينافاسو, والنيجر, وشمال نيجيريا، والكاميرون).
ولهم وجود مكثف في: (تشاد، وإفريقيا الوسطى, والسودان, وشمال بنين، وتوغو، وغانا).
فروع الفلانيّين:
للفلانيّين فروع كثيرة, ويمكن إجمالها في ستة فروع رئيسة, حسب مناطقهم ولهجاتهم:
1 – الفلانيّون السنغاليون: وهم المعروفون باسم: (فلان فوتا تورو), أو (التكرور), وموزّعون بين: (السنغال، وموريتانيا، وغامبيا).
2 – الفلانيّون الغينيون: ويُعرفون باسم: (فلان فوتا جلو), وهم موزّعون بين: (غينيا كوناكري، وسيراليون، وغينيا بيساو).
3 – الفلانيّون في منطقة: (ماسينا Massina) و (نيورو gnorou) في جمهورية مالي.
4 – الفلانيّون في منطقة: (ليبتاكو غورما وجلغوجى (Liptako gorma djelgodji: وهي منطقة موزعة بين: (غرب النيجر وجنوبها, وشمال بوركينافاسو وشرقها).
5 – الفلانيّون في: (شمال نيجيريا، وشرق النيجر، وشمال بنين).
6 – الفلانيّون في منطقة: (أدماوا Adamawa): وهم موزّعون في: (جنوب شرق نيجيريا، وشمال الكاميرون, ويمتدون إلى إفريقيا الوسطى، وتشاد، والسودان).
فرع الفلانيّين شبه المستقل:
هناك فرع من الفلانيّين شبه مستقلٍ بعاداته وتقاليده، حتى دينه، عن باقي الفروع، وهي قبائل: (برورو Bororo) أو (ودابى Wodabe).
وتقطن قبائل هذا الفرع في شمال شرق جمهورية النيجر, وهم رعاة متنقلون بمواشيهم, ولا يدينون بدين, ولا يدرسون أية دراسة, وقد هاجر بعضهم بسبب قلّة الأمطار من مناطقهم الأصلية في النيجر إلى: (نيجيريا، والكاميرون، وتشاد، والسودان)[17].
اللغة الفلانية:
إنّ سعة المساحة الجغرافية التي تنتشر فيها اللغة الفلانية أدّت إلى تعدّد لهجاتها, والشقّة بين بعض لهجات اللغة الفلانية واسعة للغاية, قد تصل إلى الإعاقة الكاملة للتفاهم المتبادل، وذلك حسب سعة المسافة التي تفصل بينها, وربما لا يستطيع فلانيو النيجر التفاهم الجيد مع فلانيّ غينيا أو الكاميرون.
انتماؤها اللغوي:
يطلق الفلانيون على لغتهم: (فلفلدي Fulfulde).
ويرى بعض الباحثين أنّ أول عالِم لغوي حاول تصنيف اللغة الفلانية هو العالم الألماني )مينهو (MIANHOF.
وقد ذهب (مينهو) إلى أنّ اللغة الفلانية من اللغات ذات الأثر الحاميّ؛ أي أنها من اللغات (النيلو – حامية)[18]، وصنفها البعض ضمن مجموعة (الكونغو – النيجر), ومجموعة (الكونغو – النيجر) هي أكبر المجموعات اللغوية في إفريقيا السوداء, وتنقسم إلى عدة فصائل منها: (الفصيلة الأطلسية الغربية، والفصيلة البنوي – النيجر).
وتندرج اللغة الفلانية تحت فصائل (اللغات الأطلسية الغربية) التي تجمع عدة لغات، منها: (الولف، والسيرير), وهذا ما رجّحه العالم اللغوي الفلاني النيجيري د. إبراهيم مكوشي[19].
من خصائص اللغة الفلانية الصوتية والصرفية والدلالية والنحوية:
للغة الفلانية خصائص كثيرة, ويمكن تلخيصها في النقاط الآتية:
1 – أنها لغة تنغيمية: فللتنغيم فيها دور كبير من الناحية الوظيفية, وبه نستطيع التمييز بين اللهجات الفلانية المختلفة, ويكون التنغيم في اللغة الفلانية صاعداً أو مستوياً أو هابطاً[20]، وذلك حسب المواقف الكلامية والأحوال الاقتضائية.
2 – تشابِه الفلانية اللغة العربية كثيراً في الاشتقاقات:
فمثلاً كلمة: (كتب) في اللغة العربية يُشتقّ منها: (كاتب، مكتب)، وفي اللغة الفلانية نجد شبيه هذا الاشتقاق: (كتب: أوندي (oowindi، (كاتب: بندوو bindowoo)، (مكتب: وِنْدِردي windirde).
3 – تعتمد في توليد المعاني على التغييرات داخل جذور كلماتها: بالزيادة والحذف، وحسب الغرض الدلالي.
4 – تنظر إلى الكائنات من حيث أنها حيّة أو غير حيّة, ومن حيث حجمها وشكلها أو ملمسها, والمادة التي صُنعت منها إذا كانت مصنوعة, وتقسمها إلى مجموعات وفق ذلك:
مثل: مجموعة الآدميين, ومجموعة المادة السائلة، ومجموعة الأشياء الخشنة, كلّ مجموعة لها مميزاتها الصرفية والدلالية الخاصة بها, وهي عبارة عن أزواج من المورفيمات في شكل سوابق (preflex) ولواحق (suffixes) تلحق الكلمات، كلّ زوج يختص بصيغتي المفرد والجمع، وتُشتق منها الضمائر وأسماء الإشارة, وبعض العناصر الصرفية والنحوية الأخرى[21].
5 – أنّ اللغة الفلانية تعبّر عن الوظائف النحوية بوضع مورفيمات:
فمثلاً كلمة: (أنا) في اللغة الفلانية (مِنْ min)، وإذا أردت أن تقول: (نحن) تضيف نوناً أخرى بين الميم والنون، وتقول: (مِنِنْ minen).
وكذلك في الأفعال، مثل: (فعَلْتُ) في اللغة الفلانية: (مِوَطِي)، وإذا أردت أن تقول: (فعلنا) تضيف كافاً مفخمة (ga)، فتقول: (مِنْكَطي mingadi).
6 – والفاعل دائماً يأتي قبل الفعل: ولا يأتي الفعل في مقدمة الجملة إلا نادراً (أي أنّ معظم جملها اسمية).
7 – وإذا أريد تعريف كلمة توضع أداة لاحقة للتعريف, وإذا أريد تنكيرها تجرد الكلمة من اللاحقة:
مثال ذلك: كلمة (غُرْكُو gorkou) : رجل, وإذا أردنا تعريفها نضيف أداة: (أُوْ oo)، فنقول: (غركو أو gokou,oo )؛ أي الرجل، وكلمة (أُوْ oo) هي الأداة اللاحقة.
8 – ليس فيها التذكير والتأنيث: يستوى فيها المذكر والمؤنث في الإشارة والضمائر.
9 – تعد اللغة الفلانية من أغنى اللغات من حيث استعمال أسماء الإشارة والضمائر:
والضمائر في اللغة الفلانية على أنواع، نجملها في نوعين:
أ – ضمائر تخصّ فقط الجنس العاقل.
ب – ضمائر تختص فقط بالجنس غير العاقل؛ كالحيوانات والنباتات والسوائل وغير ذلك[22].
أدب اللغة الفلانية:
واللغة الفلانية تتضمن أدباً رفيعاً, يشتمل على الحكايات الأسطورية، والقصص الشعبية، والشعر بجميع أغراضه التقليدية، والأغاني, وعلى كلّ حالٍ فإنه من الصعب تقديم فكرة واضحة عن تاريخ اللغة الفلانية، وبالأخص المراحل التي اجتازتها إلى أن وصلت لهذا المستوى.
حروف الكتابة في الفلانية:
كانت اللغة الفلانية، وغيرها من لغات الشعوب الإسلامية، تُكتَب بالحرف العربي, ويشهد لهذا مئات المخطوطات التى كُتبت باللغة الفلانية بالحرف العربي، وهي موجودة بمراكز المخطوطات في غرب إفريقيا, لكن – ويا للأسف – ليس هناك دراسة للغة الفلانية في حدّ ذاتها، من حيث توصيف أصواتها وتقعيد نحوها، بل كلّ ما هنالك هو الكتابة بالحرف العربي، وكيفية رسم الحروف الفلانية المعدومة في اللغة العربية[23].
ولمّا جاء الاستعمار الغربي حوّل الكتابة من الحرف العربي إلى الحرف اللاتيني، وهو ما قلّص الكتابة بالحرف العربي, ولم يبق له استعمال إلا في بعض الحلقات العلمية التقليدية, وفي بعض المراسلات الخاصّة.
مكانتها بين اللغات الإفريقية:
تحتل (اللغة الفلانية) المرتبة الأولى من بين اللغات الإفريقية الأكثر استخداماً في القارة، وذلك من حيث عدد الدول التي تستخدمها.
وتستخدم ست عشرة دولة (اللغة الفلانية)، وهي الدول الآتية: (إفريقيا الوسطى, بنين, بوركينافاسو, تشاد, توغو, السنغال, السودان, سيراليون، غامبيا, غينيا, غينيا بيساو, الكاميرون, مالي, موريتانيا، النيجر, نيجيريا).
تأثّر الفلانية باللغة العربية:
واللغة الفلانية كذلك من اللغات الإفريقية التي تأثرت باللغة العربية في مفرداتها, وتبلغ نسبة تأثر اللغة الفلانية باللغة العربية قرابة 25%، وخصوصاً في الألفاظ والعبارات الدينية والثقافية والسياسية والاقتصادية, ويوضح ذلك الأمثلة الآتية:
العربية |
الفلانية |
---|---|
صوم |
صومي (somaye) |
زكاة |
زكا (zakaa) |
فرض |
فرللا (farilla) |
جماعة |
جما / جمآرى (jamaare) |
إمام |
الامامي (almami) |
أمير |
أمييرو (amiiroo) |
رِبْح |
رييبا (riiba) |
ربا |
ربا (ribaa) |
حرام |
هرم (haram) |
حلال |
هلل (halal) |
آية |
آيارى (aayare) |
حيلة |
هيلا (hila) |
نبذة عن ممالك الفلانيّين الإسلامية في السودان الغربي:
قام الفلانيّون بدورٍ كبير في مجال الدعوة إلى الإسلام ونشره في مجتمعات السودان الغربي, وفي إصلاح عقائد المسلمين وتنقيتها مما علق بها من شوائب الجاهلية, وتصحيح بعض المفهومات الخاطئة عن الإسلام، ويظهر دورهم هذا في القرن التاسع عشر الميلادي في الدول الإسلامية التي أسّسوها، والحركات الإصلاحية التي قاموا بها, ومن هذه الدول ما يأتي:
1 – الدولة الإمامية (من 1776م إلى 1881م):
أسّسها الشيخ سليمان راسبين (توفي 1780م) في (فوتا تورو / السنغال)، في القرن التاسع عشر الميلادي، وتُعرف باسم: (الدولة الإمامية) لأنّ ولاتها كانوا يحملون لقب: (الإمام).
وقد اهتمّت هذه الدولة بالعلم ونشره؛ حيث بنى إمامها الثاني (عبدالقادر كن) العديد من المساجد الجامعة في كلّ بلدة ذات شأن, وعيّن لكلّ مسجٍد إماماً, وبجانب المسجد مدرستين: إحداهما لتعليم الصغار القرآن، والثانية لتعليم العلوم الشرعية واللغوية.
وأشرف الإمام عبد القادر كن بنفسه على بناء خمسة وثلاثين مسجداً, وِضعْف هذ العدد من المدارس, وبهذا النهج انتشر العلم في بلاد فوتا تورو وما جاورها, بل انتزعت راية العلم والدين من جلّ بلدان السودان الغربي, وصارت قبلة لطلاب العلم، وتوافد عليها العلماء لنشر ما عندهم من العلوم الشرعية واللغوية وغيرها.
سقطت الدولة الإمامية على يدي الاستعمار الفرنسي عام 1881م[24].
2 – دولة الشيخ عثمان دن فوديو:
أسسها الشيخ عثمان (1754م – 1817م) في عام 1814م، بعدما أسقط الدول المناهضة للإسلام في بلاد الهوسا, واستمرت إلى عام 1903م، حيث سقطت على يدي الاستعمار الإنجليزي.
وتعدّ (دولة الشيخ عثمان دن فوديو) من أهم دول الفلانيّين، وأعظمها أثراً، وأوسعها مساحة في تاريخ الإسلام في السودان الغربي[25].
كان عصرها عصر نهضة ثقافية وأدبية واسعة في المنطقة، وهو بمثابة العصر الذهبي للإسلام واللغة العربية.
فقد أولت (دولة الشيخ عثمان دن فوديو) اللغة العربية وآدابها والعلوم الشرعية اهتمامها، وازدهرت فيها, وقد لا نبالغ إن قلنا: إنها لم تزدهر في الدول الإسلامية التي سبقتها مثلما ازدهرت فيها، ودليل ذلك إنتاجها الأدبيّ والدينيّ, ومما تميّزت به اهتمام مؤسّسيها وخلفائهم بالعلم، وكان أغلبهم من العلماء الفطاحل.
لقد أصبحت اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة، واهتمّ بها الشعب اهتماماً كبيراً؛ لأنها لغة الدين ولا يُفهم الدين فهماً صحيحاً دونها؛ فتعلّموها وأتقنوها غاية الإتقان.
وقد كثرت المدارس القرآنية للصغار، والحلقات العلمية للكبار, وفتح العلماء أبواب بيوتهم على مصاريعها للتدريس، وعقدوا الحلقات في المساجد لإلقاء الدروس في العلوم الدينية واللغوية.
وقد اشتهرت بعض المدن بكونها مراكز للعلوم، مثل مدن: (سكت، غوندو، كانو، كتشنا، ساي).
3 – دولة الشيخ أحمد لبو (1819م – 1862م):
إنّ دولة أحمد لبو (ولد 1776م، وتوفي 1844م)، في ماسينا (شمال مالي)، من الدول التي لا تقلّ أهمية عن الدول الإسلامية الأخرى في المنطقة, ومع ذلك لا نكاد نجد كتباً بالعربية خاصّة بهذه الدولة مثلما كان لدولة عثمان دن فوديو، أو دولة الحاج عمر الفوتي، إلا مقتطفات لا تفي بحقّها[26]، وهي من أكثرها تنظيماً وصرامةً في تطبيق الشريعة الإسلامية.
وقد نظّم الشيخ أحمد دولته تنظيماً جيداً في الجوانب العديدة، حتى أصبحت من أرقى الدول في زمانه, فمن ذلك الجانب الثقافي والعلمي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي, وبنى لها عاصمة (حمد الله)، وتعتبر من أرقى المدن وأنظفها في ذلك العصر.
سقطت دولة ماسينا الإسلامية 1862م على يدي الحاج عمر الفوتي بعد مقتل أميرها: (أحمد بن أحمد بن الشيخ أحمد لبو).
4 – دولة الشيخ الحاج عمر بن سعيد تال الفوتي (1797م – 1864م):
قام الحاج عمر برحلة الحجّ (1822م)، وبعد رجوعه استطاع أن يؤسس دولة إسلامية شاسعة الأطراف تمتد من غيينا إلى مالي.
وتنقسم جهوده إلى ثلاثة أقسام:
1 – جهاده للإمارات الوثنية، ودعوتها للدخول في الإسلام.
2 – جهاده للمسيحيين (الاستعمار الفرنسي) الذين بدؤوا يتوغلون في المنطقة.
3 – خصومته مع بعض الحكام المسلمين الذين تعاونوا مع الحكام الوثنيين.
ففي عام 1852م أعلن الحاج عمر الجهاد ضد الوثنيين في السودان الغربي، واستطاع بسط نفوذه على عدد من الإمارات الوثنية في إقليم: (بمبوك Bambok) وغيرها, ومع بداية عام 1855م استطاع الحاج عمر أن يحارب أقوى إمارة في المنطقة, وهي (إمارة كارتا) الوثنية (في إقليم نيورو بجمهورية مالي)، ففتحها وألحقها بدولته الإسلامية.
وفي عام 1857م بدأت المواجهات بين الحاج عمر والفرنسيين، وذلك عندما هاجم مدينة مادينا وطرد منها قوات فرنسا الاستعمارية, وواصل الحاج عمر الجهاد، حيث هاجم في عام 1859م قلعة: (ماتم matam)، بل أرسل رسالة إلى المسلمين في سان لوي (عاصمة السلطات الاستعمارية) يطلب منهم محاربة الحكام المسيحيين والوثنيين حتى يدفعوا الجزية أو يطلبوا السلام[27] مع المسلمين، وهو ما دفع الحاكم الفرنسي أن يطلب معاهدة السلام مع الحاج عمر, ولكنها لم تنجح، ووقعت بين الطرفين عدة معارك, وكان النصر حليف الحاج عمر في معظمها.
لكن في عام 1859م مُني جيش الحاج عمر في: (ماتم) هزيمة نكراء على يدي القوات الفرنسية المسلحة بالأسلحة الحديثة، حتى نقص عدد جيشه إلى النصف, بعد هذه النكسة التي حلّت بقوات المجاهدين تراجع الحاج عمر, وأدرك أنه لا يستطيع مواجهة الفرنسيين في هذه المنطقة.
وفي عام 1860م غادر الحاج عمر المنطقة إلى جهة الشرق لمّا أخفقت معاهدة السلام والصلح بينه وبين الفرنسيين, وتبيّن أنّ عقد الصلح معهم لم يكن إلا هدنة مؤقتة؛ لأنّ أطماع فرنسا في المنطقة لا حدود لها[28].
وعندما بدأ الحاج عمر زحفه إلى الشرق واجهه جيش ملك سيغو غير المسلم, وكان حليفاً لحكام ماسينا، وهو ما جعل أمير ماسينا يرسل جيشاً لمساعدة ملك سيغو, ولمّا هَزَم الحاج عمر ملك سيغو الكافر هرب إلى (حمد الله) عاصمة ماسينا يطلب الحماية, فطلب الحاج عمر من أمير ماسينا أن يسلّمه ملك سيغو الكافر ليقتله، فرفض أمير ماسينا ذلك؛ الأمر الذي سبّب سوء التفاهم بينهما, وأدى إلى نشوب حرب بينهما, ووقعت فتنة بين المسلمين المجاهدين, لنشر الإسلام وتطبيق تعاليمه السامية, والدفاع عن بيضته, في وقتٍ بدأ فيه الاستعمار الغربي يتكالب على القارة الإفريقية.
وعلى إثر الفتنة التي وقعت بينه وبين أحمد لبو حاكم ماسينا من جهة, والشيخ بكاي الكنتي من جهة ثانية, ذهب الثلاثة كلهم ضحية الفتنة, فالحاج عمر أَعْدم أحمد لبو بعد القبض عليه في الحرب, وترك الشيخ بكاي المنطقة بعد هزيمة حليفه أحمد لبو إلى الصحراء, وقام الماسينيون بحملة مضادة ضد الحاج عمر وجيشه المُحاصر في مدينة حمد الله, وبعد حصار طويل استطاع الحاج عمر أن يخرج من المدينة المحاصرة هارباً، واختبأ في مغارة، حيث مات – رحمه الله تعالى – عام 1864م، والله المستعان.
هذه هي أهم الدول الإسلامية وأشهرها التي أسسها الفلانيّون في السودان الغربي قبل الاستعمار الغربي للمنطقة, وهي ممالك إسلامية قامت على العدل والمساواة بين شعوب المنطقة التي تنضوي كلها تحت لواء التوحيد لا فرق بينها إلا بالتقوى.
وهناك دول إسلامية أخرى، ولكنها أقلّ شهرة من السابقة، ومنها:
– الدولة الإمامية في فوتا جلون: استطاع الفلانيّون في فوتا جلون في عام 1725م أن يؤسّسوا دولة إسلامية يحكمها العلماء[29]، ومن أشهر حكامها: (ألفا إبراهيم سوري), وقد سقطت على يدي الاستعمار الفرنسي في عام 1888م.
– دولة موديبو آدم في شمال شرق نيجيريا وشمال الكاميرون: وهي امتداد لدولة الشيخ عثمان بن فوديو؛ لأنّ مؤسسها من تلاميذه, وكان تابعاً لها روحيّاً، وقد أسقطها الاستعمار الفرنسي والإنجليزي في بداية القرن العشرين.
– دولة موديبو علي أنّا (Annaa): في محافظة: (برنني بايرو birnin bayourou)، في إقليم (دوسو Dosso) بجنوب النيجر, وذلك في نهايات القرن الثامن عشر الميلادي, واحتلتها فرنسا في بداية القرن العشرين.
– دولة (ألفا ممن جبوِ Alfa manman djobou) في القرن التاسع عشر: في محافظة ساي بالنيجر.
– دولة (بتنكوجي bitikodji): في القرن الثامن عشر الميلادي، في الضفة الغربية من عاصمة النيجر (نيامي).
– دولة (دوري dori): في القرن الثامن عشر، في شمال بوركينافاسو.
وغيرها من الدول الإسلامية في غرب إفريقيا ووسطها.
وفي الختام:
فهذه نبذة عن شعب من الشعوب الإسلامية التي ساهمت مساهمة كبيرة في نشر الإسلام في السودان الغربي والأوسط, وما أردنا بها إلا تسليط الضوء على التاريخ الإسلامي والحضاري لإفريقيا, واستنهاض الهمم لقراءته، وكتابته، وتنقيته من تشويه كتّاب الاستعمار, وتحريف المستشرقين وبعض المستفرقين.
وأدعو الباحثين الأفارقة الذين درسوا اللغة العربية والثقافة الإسلامية (وما أكثرهم اليوم) أن يساهموا في كتابة التاريخ الحضاري لإفريقيا, وتاريخ الإسلام في إفريقيا, وموسوعة أعلام إفريقيا وعلمائها, لقد آن الأوان أن ننفض عن تاريخنا غبار التشويهات الغربية له.
* أستاذ اللغة العربية المشارك بكلية اللغة العربية / بالجامعة الإسلامية بالنيجر.
[1] أمّا ما يخصّ نشرهم للإسلام؛ فقد كُتب فيه الكثير، مثل: كتاب (الإسلام في نيجيريا)، و (الشيخ عثمان بن فوديو) للشيخ آدم الإلوري، و (إمبراطورية الفلانيين الإسلامية) للدكتور إبراهيم طرخان، و (الثقافة الإسلامية في الغرب الإفريقي) للدكتور عمر باه, وسنتطرق في هذا المقال لهذا الموضوع قليلاً؛ لأنه سبق أن نشرنا دراسات عن بعض دولهم في مجلة (قراءات إفريقية).
[2] ـ الشيخ عبدالله بن فوديو: مسألة أصل الفلانيين, مخطوطة في مكتبة الباحث, ورقة 1.
[3] المصدر السابق, ورقة 1.
[4] انظر: محمد بللو: إنفاق الميسور في تاريخ بلاد التكرور, طبعة 2 – 1964م – بمطابع دار الشعب – مصر, ص 225.
[5] المقصود بالغرب: جهة المغرب.
[6] انظر: (إيداع النسوخ في مَن أخذت عنه من الشيوخ), ضمن كتاب: (أوراق عربية من صكتو), أحمد البدوي، ط2 – 1991م، جامعة قاريونس بنغازي, ص 69.
[7] الوزير جنيد: (ضبط الملتقطات), مخطوط في مكتبة الباحث، ورقة 6، ولم يعيّن الجزائر التي يقصدها وأين تقع؟!
[8] Boubou hama¸ contribution Ala connaissance de l, histoire des peul, 1968, p 42.
ويؤيد هذا الرأي الشيخ أنتا جوب السنغالي.
[9] د. محمد بدين: الفلاته والفلانيّون في السودان, مركز الدراسات السودانية, الخرطوم, ص 24، بتصرف.
[10] وعلى هذا الرأي أغلب المؤرخين الفلانيّين, مثل: عبدالله بن فوديو, والوزير جنيد, بل رجّح ألفا هاشم أنه: (عقبة بن نافع)، والبعض يقولون هو: (عقبة بن عامر الجهني)، وقيل: (عقبة بن ياسر), ولم يثبت في كتب تراجم الصحابة دخولهما أراضي المغرب.
[11]انظر: إمبراطورية الفلانيين الإسلامية, مجلة كلية الآداب, جامعة الرياض (الملك سعود)، المجلد 6، عام 1979م، ص 100.
[12] انظر: صوتيات لغات الشعوب الإسلامية (الهوسا، والفلاني، والسواحلية)، طبعة الإيسيسكو – 1999م، ص 18.
[13] ولكن لم يذكر لنا أسماءهم.
[14] انظر: الغرابة، ط1 1998م، ص 132م.
[15] انظر: غورو انجاي: معجم عربي – فلاني, رسالة ماجستير بمعهد الخرطوم الدولي للغة العربية – عام 1999م، ص 42، بتصرف.
[16] المصدر السابق, ص 39.
[17] قد بدؤوا في السنوات الأخيرة يُدخلون أبناءهم في المدارس, وأسلم الكثير منهم, وتنصّر بعضهم بسبب الإرساليات المسيحية التي تركز عليهم، وتحفر لهم الآبار في مراعيهم!!
[18] غورو انجاي, مصدر سابق, ص 59.
[19] IBRAHIM MUKOSHY, THE SOUND AND MORPHEMES OF FULFULDE, 1988, p 12.
[20] غرو انجاي, مصدر سابق, ص 75.
[21] د. الأمين أبو منقه, مصدر سابق، ص 19.
[22] انظر: سو الحاج ديبل: دراسة تقابلية بين اللغتين العربية والفلانية على مستوى تركيب الجملة البسيطة (النحوي)، بحث تكميلي لنيل درجة الماجستير؛ بمعهد الخرطوم الدولي للغة العربية – 1984م، ص 45.
[23] وينبغي أن نشير هنا إلى دراسة الشيخ الوزير جنيد التي سمّاها: (مرتع الأذهان في قواعد لغة الفلان)، حيث حاول وضع بعض قواعد للغة الفلانية, وكذلك إلى دراسة الدكتور الأمين أبو منقه حول صوتيات اللغة الفلانية.
[24] أبوبكر خالد باه: العلاقة التاريخية بين اللغة الفولانية والعربية عبر التاريخ, داكار, 1984م، ص 27 بتصرف.
[25] كانت تغطي شمال نيجيريا ووسطها, وجنوب النيجر وغربها, وشمال الكاميرون وبنين, وشمال شرق بوركينافاسو.
[26] ومن ذلك رسالة الماجستير الأولى التي نوقشت بالجامعة الإسلامية بالنيجر, في 2008م، وعنوانها: (تطبيق الشريعة في إمارة ماسينا)، للباحث نوح سدبي, ونشرنا دراسة عنها في مجلة (قراءات إفريقية) – العدد الثامن، أبريل – يوليو 2011م.
[27] انظر: المسلمون والاستعمار الأوروبي لإفريقيا, ص 91؛ د. عبدالله عبد الرازق إبراهيم: المسلمون والاستعمار الأوروبي لإفريقيا, عالم المعرفة, الكويت, 1989م.
[28] المصدر السابق, ص 95، بتصرف.
[29] من الملاحظ أنّ كلّ الدول التي أسّسها الفلانيّون كانت على أيدي العلماء.