انضمت الدول الإفريقية إلى قائمة الدول المستنكرة لقرار الرئيس دونالد ترامب ، بانسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من اتفاقية تغير المناخ الذي أبرم قبل عامين في باريس بفرنسا.
و تم توقيع الاتفاق المعروف تحت تسمية اتفاق باريس حول تغير المناخ، في العاصمة الفرنسية سنة 2015 ، ملزما الدول و بصفة خاصة الدول الرئيسية المسببة للانبعاثات الغازية في العالم و على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية و الصين ، للحفاظ على الزيادة في درجات الحرارة العالمية دون مستوى ما قبل العصر الصناعي أي 2 درجة مئوية .
ورفض بلدان فقط التوقيع على الاتفاقية وهما سوريا و نيكاراغوا, وصادقت عليها حتى الآن 147 دولة.
و عبر المغرب الذي يتولى رئاسة مؤتمر الأمم المتحدة حول تغير المناخ (COP22)، على لسان وزير خارجيته صلاح الدين مزوار عن “خيبة أمله العميقة” بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من اتفاق باريس حول المناخ .
و في بيان من رئاسة (COP22) نقلته الوكالة المغربية للأنباء (MAP) قال مزوار “رغم هذا القرار ، تظل ديناميكية العمل أكيدة و لا رجعة فيها” ، مضيفا أن “الجهود الجماعية لمكافحة تغير المناخ لا تتوقف هنا ، و لا اليوم ، بل العكس“.
“دول العالم، الفاعلون الحكوميون و غير الحكوميين، الحكومات ، المجتمع المدني ، المنظمات غير الحكومية ، المدن، الجامعات، كلهم ملتزمون بالانتقال نحو مستقبل نظيف و دائم، غني بالوظائف و الفرص الاقتصادية مع احترام المحيط البيئي”، يؤكد رئيس (COP22).
“سنحافظ على روح طموحنا و تعاوننا و سنتابع جهودنا لتنفيذ اتفاق باريس ، الذي تم تأكيده في نداء مراكش” يقول مزوار.
و كانت بوتسوانا إحدى الدول الإفريقية الأولى التي ردت رسميا على انسحاب الولايات المتحدة في بيان صحفي يوم الجمعة الماضي عبرت فيه عن بالغ أسفها على قرار الولايات المتحدة الذي وصفته بالقرار المؤسف الذي يمكن أن يفسد الكثير مما تم إنجازه في اتجاه الاحتباس الحراري.
“هذا القرار المؤسف إنكار لعمل هام تم إنجازه في قمة تغير المناخ التي انعقدت في باريس 2015 ، يضيف نفس البيان.
و حثت غابورون الحكومة الأمريكية على مراجعة قرارها ، “إذا كانت بالفعل ترغب في مواصلة لعب دورها الشرعي في المجتمع الدولي، من أجل الحفاظ على كوكبنا لأجيال الغد“.
وتمنت غانا من ناحيتها، أن تتحلى الولايات المتحدة بمسؤوليتها الدولية في قيادة العالم ، خارجة أزمة حادة بسبب تغير المناخ ، محذرة من أن ذلك ستكون له انعكاسات على تنفيذ اتفاق باريس.
رئيس غانا السابق جون ماهاما ، الذي كان من أهم المحامين المدافعين عن الاتفاق ، انتقد خروج الولايات المتحدة ، مؤكدة أنها تسجل “يوما حزينا جدا في مجال التعاون العالمي“
بالنسبة لزمبابوي انعكاسات القرار الجدلي لترامب ، ستكون محسوسة أكثر في دول العالم الفقيرة و بصفة خاصة إفريقيا التي تمثل نسبا أقل في مجال الاحتباس الحراري.
الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي آنان حث الموقعين على الاتفاق على المضي قدما إلى الأمام ، رغم انسحاب الولايات المتحدة.
و في ردة فعله باسم “ثي ألديرس” (The Elders أي الحكماء – و هي مؤسسة أنشأها الفقيد نيلسون مانديلا لتعزيز التعايش السلمي في العالم ، قال كوفي آنان إن الولايات المتحدة لا يمكن أن تخالف بشكل أحادي اتفاقا يهدف إلى إيجاد حلول دائمة لتحدي الاحتباس الحراري و هو أمر يمكن تجاوزه عن طريق الطاقة المتجددة.
حين وقعت الدول اتفاق باريس ، قبلوا بالفعل الحد و من درجات الحرارة العامة إلى أقل من 2 درجة مئوية (3.6 ° فهرنهايت)، لتقليلها لاحقا إلى 1.5 درجة مئوية.
كما تم الاتفاق على الحد من انبعاثات الغاز إلى درجات يمكن للأشجار و التربة و البحار تحملها حتى سنة 2050.
و تمت دعوة الدول الغنية لتمويل برامج في الدول الفقيرة تهدف إلى الاعتماد على الطاقة المتجددة.