محمد الأمين محمد سيلا(*)
مجتمع غينيا كوناكري يتكون من أجناس متعددة ولكل جنس لهجة معينة تتباين عن لهجة الجنس الآخر، وأشهر الأجناس أو اللهجات : هي لغة الماندنكو، ولهجة فلاته، ولهجة سُوسُو، ولهجة جِرْسِي، ولهجة تُومَا، ولهجة لَانْدُومِي، ولهجة كِيسِي، ولهجة بَاغَا، وغيرها من لهجات غينيا كوناكري، ولكن أشهر اللهجات في غينيا كوناكري على الإطلاق هي: ماندنغو، وفلاته، وصوصو، وجِرسي، أي أكثرها استعمالاً.
الزواج في غينيا كوناكري:
تتمتع دولة غينيا كوناكري بميزة إسلاميّة لأن غالبية الغينيين هم المسلمون، لذلك يحرص الغينيون على الالتزام بتعاليم الشريعة الإسلامية في الزواج وإن كان هناك بعض المخالفات الشرعية في ممارسات البعض .
والزواج في غينيا على النّوعين الاثنين: ما قبل عقد الزّواج، وما بعد إبرام العقد بين الزّوجين. وهنا أجمل صورة الزّواج في غينيا كوناكري في الفقرات التّالية:
مقدمات الزّواج في غينيا كُوناكري:
بشكل عام ومعروف في غينيا أن الزواج لن يتم بين الزّوجين إلا بموافقة الوالدين -باتفاق الطرفين: من طرف الزّوج المريد الزّواج، وطرف البنت-، والولي من كلا الطرفين، وتقديم المهر، وهدية لوالدي المرأة من قبل الرّجل، وممنوع التّقدم لخطبة امرأة مخطوبة من قَبلِ،-يعني لا يرحب برجلٍ ثانٍ أن يخطب بنتاً قد سبقه شخص آخر في خطبتها- بل لا يَقبل أسرةُ المرأة الخطيب الثّاني حتى يثبت عدم قبول خطبة الخطيب الأوّل.
شروط وضوابط الزواج في غينيا كوناكري:
لما كانت دولة غينـيا كوناكري تتدين بدين الإسلام، فإن الزّواج يجري حسب الشّريعة الإسلاميّة، وإن كان هناك بعض الزّيادات عند بعض القبائل الغينية على ما في الشّرع، كأن يكون الرّجل نفس القبيلة مع البنت (القبليّة)، أو على نفس الطبقة من الجانب المادي أو الثّقافي. وقد يشترط بعض الآباء مواصلة دراسة ابنتها، أو عدم منعها من العمل، أو أنها لا تقيم إلا في المدينة. وحسب علم الباحث ليس هناك سن معين للزواج، وكل ما في الأمر هو بلوغ الزّوجين، ولكن المألوف به هو من خمسة عشر سنة وما فوق.
شكليات الزّواج في غينـيا:
تشترط بعض الأسرة ضرورة القيام باحتفال الزواج، ولا يشترط ذلك بعض الأسرة، ويبقى الأمر متروكاً واختياراً لزوجين، وحفل زواج في غينـيا على نوعين:
النّوع الأوّل: وهو الحفل التّقليدي بين الأسرتين والأقارب والأحباء، وفي ذلك يضربون الطبل، ويحضر بعض الْمُغَنِيين التّقليدين، وعادة كل متزوج يقوم بهذا النّوع الأوّل. وغالباً يقمن النّساء بهذا فقط دون الرّجال، بمعنى يتم هذا الحفل بين نساء الأسرتين فقط.
النّوع الثّاني: هو القيام بحفل الزّواج الحضاري في قاعة الاحتفالات، وفي هذا يرقص الشّباب والشّابات، وحتى العريسين أحياناً، وفي هذا النّوع، مخالفات شرعيّة من تبرج، وسفور، واختلاط بين الجنسين، وهذا النّوع لا يقوم به المتدينون، أو الملتزمون اللبتة.
واجبات وحقوق الزوجين في غينـيا كوناكري:
الأصل في المجتمع الغـيني، أن يقوم كل الرّجل بكل ما يلزمه من نفقة المرأة، وسكنها، وعلاجها، واحترام أهلها كما أمر الشّرع الإسلامي الحكيم بذلك. وكذلك بالنّسبة للمرأة أن تطيع زوجها ، وأن تحفظ ممتلكاته وأسراره. ولكن قد يوجد خلاف ذلك في صفوف بعض الرّجال، يوجد رجل لا ينفق على زوجته، ولا يعالج مرضها، وكذلك نفس المسألة تجدها عند بعض النّساء الغينيات لا يَقمن بشيء من تلك الواجبات والحقوق تجاه زوجها.
الطلاق في غينيا كوناكري:
فإن الطلاق في غينيا كوناكري يجري على منوال غير منوال الشّريعة الإسلاميّة؛ لأنه إذا سجل الله عدم موافقة بين الرجل وزوجته، بسبب من الأسباب من: إكراه البنت على الزواج، أو عندها خدن بعد الزواج، أو حامل من غير زوجها، أو كثرة ضرب الرجل لها، أو يُجبر الرّجل على زواج البنت وهو عنها راغب، وفي كل واحد من هذه الحالات تحاول الأسرتان الإصلاح بينهما عدة مرات، فإن عجزوا فعند ذلك يقع الطلاق، وأحياناً لا يوجد وقتٌ للإصلاح؛ لأنه بمجرد الخلاف بين الزّوجين، يقوم الرّجل برمي أو استخراج كل ما تملكه المرأة، ثم يرسلها مع المرأة نفسها إلى أسرتها، بدون أي تأني وتريث في الأمر. وغالباً لما يقع الطلاق لا تعتد المرأة المطلقة في بيت زوجها وإنما تلتحق بأسرتها مباشرة.
وفاة أحد الزوجين:
إذا توفي أحد الزّوجين، فيجري الأمر كما في الشّريعة الإسلاميّة، إذا ترك المتوفى شيئاً يقسم بين الورثة وتعتد المرأة، ثم تحل لرجل آخر، ولكن في الغالب والمعمول به في البلد أن يتزوج أحد أقرباء المتوفى عنها زوجها، أو يتزوج الرجل بامرأة أخرى، لو كان المتوفى هي المرأة.
مناسبات دينيّة إسلاميّة وغير إسلاميّة:
كما سبقت الإشارة بأن غالبية غينيا كوناكري من المسلمين لذلك ، فهي تحتفل بعيد الفطر، وعيد الأضحى، وكذلك يصوم مسلموها يومي العاشوراء ويوم عرفات، كما أن بعض المجموعة من المسلمين في غينيا يحتفلون بالمولد. وفي الوقت نفسه، توجد مجموعة ضيئلة (النّصارى) تَتَعيَّدُ بِعِيد المسيح في 24، و31 من شهر ديسمبر في كل عام.
(*) أكاديمي في جامعة الأمير سونكلا- جنوب تايلاند.