وصلت الأزمة الروسية- الأوكرانية قرب نهاية أبريل الجاري لذروة جديدة بحديث مسئولون روس عن احتمالات تمدد رقعة الحرب وتكتيكاتها وصولًا لحرب نووية؛ لكن يلاحظ تدارك موسكو لتداعيات الحملات الإعلامية الغربية ضد حضورها الاقتصادي والسياسي والأمني في أفريقيا، مع قرب استضافة موسكو قمة “البريكس” المهمة في يونيو المقبل، وتمتين علاقات الأولى بشكل كبير ومهم مع جنوب أفريقيا تحديدًا ومساعيها نحو تكرار التجربة مع دول كبرى أخرى في غرب أفريقيا وشمالها. وعلى الصعيد السياسي تحرك حزب روسيا الموحدة مؤخرًا لتحقيق اختراق سياسي روسي في القارة يوازي حجم التدخلات العسكري لمجموعة فاجنر الروسية أو يمثل دعمًا أيديولوجيًا لدور روسيا في أفريقيا.
وتناول المقال الأول إشارة مهمة للمقارنة بين الدورين الروسي والتركي في القارة الأفريقية، وكشف عن تقارب هذين الدورين بشكل ملفت يبدد التصور التقليدي للدور الروسي على أنه يزاحم الدورين الأمريكي والصيني في القارة، عوضًا عما تكشفه المقارنة عن تراجع الدور الروسي وراء أدوار أخرى لقوى مثل الاتحاد الأوروبي أو الهند في القارة ويضع الدور الروسي في حجم واقعي، مع ملاحظة أن قوة روسيا الاقتصادية تأتي “رقميًا” في مرتبة مشابهة لإسبانيا، وهي إحدى دول الاتحاد الأوروبي التي تلي دوله الكبرى (ألمانيا وفرنسا وإيطاليا). ويكشف المقال عن زاوية مهمة بطرح احتمالات التعاون الروسي التركي في العديد من الملفات الأفريقية.
وطرح المقال الثاني التطمينات التي قدمها حزب روسيا الموحدة لعدد من الأحزاب الحاكمة في أفريقيا. أما المقال الثالث فقدم رواية “غربية” تقليدية عن مجموعة فاجنر الروسية ومحاربتها للنموذج الديمقراطي الغربي في أفريقيا، في طرح متهافت بشكل واضح لكنه يكشف التصورات السائدة في الإعلام الغربي عن الدور الروسي في القارة.
اما المقال الأخير فإنه يكشف مساعي بنك التنمية الأفريقي لتفادي التداعيات الاقتصادية السلبية للأزمة الروسية الأوكرانية عبر تعزيز مقدرات الدول الأفريقية في قطاع الإنتاج الزراعي، وهو حل مستدام ويقدم تجربة مهمة ستسهم حال تعميمها أفريقيًا في تجاوز دول القارة لتشوه بناءها الاقتصادي بشكل كبير.
أنقرة وموسكو: صراع الديكة في أفريقيا([1])
دخلت تركيا وروسيا، باعتبارهما قوى صاعدة في النظام الدولي، في منافسة صارمة على النفوذ في الشئون العالمية، وامتدت مثل هذه المنافسة إلى القارة الأفريقية. ومن القرن الأفريقي إلى ليبيا تتنافسا البلدان على زيادة حصتهما من تجارة موارد البلدان الأفريقية، والتناحر على أسواق استهلاك جديدة، والبحث عن النفوذ “كشركاء” للدول الأفريقية. وللدولتين الكثير مما يجعلهما في تنافس في هذا السباق الدولي الجديد على أفريقيا- وإن كانت ثمة أمثلة هامة للتعاون والمصالح المشتركة التي يمكن أن تسد الفجوة بين أنقره وموسكو في أفريقيا. ويمكن أن تشكل تجمعات هذه المصالح المتبادلة مكاسب متعددة المستويات لروسيا وتركيا، وكذلك للدول الأفريقية. ويمكن أن تجد البلدان، عبر العلاقات السياسية والاقتصادية الراسخة بينهما وتصوراتهما المشتركة إزاء تكوين عالم متعدد الأقطاب، أوجه تشابه ونقاط شراكة في أفريقيا. لاسيما في ليبيا حيث تملك أهداف الطاقة والدفاع والسياسة الخارجية لتركيا وروسيا طموحات متشابهة. ويمكن أن تسفر هذه الحالة عن تزايد الخيارات أمام الحكومات الأفريقية الساعية لشركاء جدد.
المنافسة: قوتان تخوضان سباقًا مغايرًا
عند تحليل الدورين الروسي والتركي في أفريقيا يبدو أنهما تنتهجان مقاربات مختلفة على نحو واضح للوصول إلى “خط النهاية”، أو الحصول على نفوذ والاستحواذ على مستهلكين وأسواق والسيطرة على مورد قيمة تتراوح من الماس إلى البوكسيت وخام اليورانيوم.
واعتمادًا على مضمون الشراكات الاستراتيجية، والصفقات التجارية المعلنة، والقمم والاجتماعات رفيعة المستوى بين رؤساء الدول الأفريقية ونظرائهم الروس أو الأتراك فإنه ثمة ملاحظتين بارزتين:
(1) أن تركيا تنتهج استراتيجية أفريقية على مدى أبعد من روسيا.
(2)أن هذه الاستراتيجية أكثر تباينًا عن استراتيجية الاتحاد الروسي وإن اشتركتا في صفات رمزية (عقد قمم كبرى، وزيارات دولة منتظمة، وتحويل اتفاقات الشراكة الاستراتيجية إلى شراكات عامة) فإنها ترتكز حول مجالات اهتمام قليلة منتقاة تملك فيها روسيا ميزة استراتيجية.
وتشمل مجالات الاهتمام هذه: استخراج الموارد الطبيعية مثل الماس في زيمبابوي، وإنشاء شركة روسآتوم RosAtom مفاعلات طاقة نووية في مصر، جنوب أفريقيا، ومعالجة موارد البترول في حقول ليبيا، وتقديم الأسلحة والخدمات الأمنية في مالي ونيجيريا وجمهورية أفريقيا الوسطى وأنجولا على يد Rosoboronexport ومؤسسات أخرى منخرطة في سوق الإمدادات الأمنية الروسي.
وفي الوقت نفسه فإن استراتيجية تركيا في أفريقيا أكثر تنوعًا واستفادت من بدايتها القوية مقارنة بروسيا. فبدءًا من العام 2005 (بعد إعلان عام أفريقيا من قبل الحكومة المركزية التركية، انتهجت تركيا رؤية “عثمانية جديدة” في أفريقيا. وحولت “وكالة التنمية التركية” Turkish development agency (TIKA) نحو بليون دولار مساعدات في السنوات القليلة الماضية ، وبينما وصل حجم استثماراتها المباشرة إلى ما يزيد عن 10 بليون دولار وتجاوز حجم تجارتها مع الدول الأفريقية حاجز 21 بليون دولار في العام 2021، فإن لأنقرة 37 سفارة في أفريقيا وتتمتع بوضع مراقب بالاتحاد الأفريقي. وتقارع هذه الأرقام تلك الخاصة بروسيا، التي تملك وحدها 51 سفارة عاملة في أفريقيا، حيث بلغ حجم تجارتها مع دول أفريقيا 20 بليون دولار في العام 2021 وحددت معوناتها التنموية واستثماراتها في القارة في مساعدات الغذاء الطارئة والإعفاء من ديون الفترة السوفيتية الناتجة عن مشتريات السلاح الأفريقية قبل نهاية الحرب الباردة.
من التعاون إلى التنافس:
تعمل روسيا وتركيا في أفريقيا وفق تصورهما لشراكتهما مع دولها، التي يمكن أن تستفيد من العلاقات مع أيًا منهما. وتسعى روسيا وتركيا لتثبيت مواطئ أقدامهما في أفريقيا والمجتمع الدولي كقوى صاعدة ذات مصداقية، وعلى سبيل ذلك فإنهما يزعزعان استقرار عالم القطب الواحد الآخذ في التداعي وفي قمته الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أو حتى نظام الثنائي القطب بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من جهة والصين من الجهة الأخرى، مما يتيح على وجه حتمي مجالًا للقوى الصاعدة مثل روسيا والهند والبرازيل.
وفي أفريقيا، طورت روسيا وتركيا جهودهما في الإقليم. بأي حال فإنه لن يكون ذو جدوى أن تحل القوتان خلف القوى الراسخة مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والصين في السباق الجديد إلى أفريقيا. ومع مواصلة المضي قدمًا يمكن أن تكون تركيا وروسيا قادرتان على التوصل لمزيد من نقاط التشابه. فروسيا، على سبيل المثال، تلعب “بورقتها الإسلامية” (مثل التورط غير المباشر في تتارستان كإقليم قريب بما يكفي للثقافة التركية) مما يمكن أن تمثل دافعًا لصفقات جديدة بين روسيا وتركيا في أفريقيا. ويمكن أن يشمل ذلك نقاط مصالح مشتركة في ليبيا حيث تسعى روسيا وتركيا لإعادة إرساء صلات اقتصادية بينهما وطرد دول أخرى مثل الإمارات أو الولايات المتحدة من الحفاظ على مصالحها في الإقليم. وعلى نحو مشابه يمكن أن يكون ذلك رأس جسر لعلاقات أفضل مع تركيا في مهمتها في جيبوتي والصومال. ويمكن أن يسمح ذلك لروسيا بإقامة عمليات عسكرية وصفقات سلاح مشتركة ومبادلات دبلوماسية وسياسية وعسكرية أخرى على امتداد ساحل المحيط الهندي الأفريقي بالتعاون مع تركيا.
روسيا تقدم تطمينات سياسية لأفريقيا([2]):
قال حزب روسيا الموحدة United Russia Party (URP)، الحاكم في الاتحاد الروسي، أنه يتواصل مع الأحزاب الحاكمة في أفريقيا وتعهد لها بتقديم الدعم السياسي والاقتصادي ضد الضغوط الغربية عبر الإسراع في التعاون الروسي الأفريقي من أساس التعاون بين الدول إلى التعاون الحزبي. وقد بدأت روسيا بالفعل على إنجاز سبل ضمان أن تظل التزاماتها التجارية مع الشركاء التقليديين مفتوحة رغم العوائق التي بدأها الغرب عبر فرض عقوبات على روسيا.
وقال حزب روسيا الموحدة على لسان عضو مجلس المكتب الأعلى كليموف أندريه Klimov Andrey الأسبوع الماضي أنه منذ توقيع اتفاقات تعاون مع أفريقيا في العام 2020 فإن علاقات روسيا وأفريقيا تمتعت بشهرة كبيرة وأن حزبه مستعد لمساعدة أفريقيا. ويستعد القادة الروس لعقد مؤتمر مع قادة جنوب أفريقيا لمناقشة وضع الأمن الغذائي وضمانات الطاقة قبيل اجتماع دول البريكس BRICS (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) المقرر في يونيو.
وأكد “أندريه” وجود حاجة روسية وأفريقية لاستحضار روح الزمالة وأن روسيا ستقف بجوار أفريقيا لمقاومة الضغط الأوروبي عقب عملية روسيا العسكرية الخاصة في أوكرانيا منذ 24 فبراير الماضي. وأكد أندريه “على أفريقيا معرفة أن روسيا مستعدة للمساعدة لأننا لم نكن قوة استعمار أبدًا. هناك ضرر ألحقه الاستعمار لأفريقيا لم نسهم فيه وطوال الأعوام الثلاثون السابقة كنا نواجه الاستعمار الأوروبي الجديد في أفريقيا. سيكون لدينا اجتماع مع الأحزاب الحاكمة في “البريكس” في يونيو المقبل لمناقشة كيف يمكن أن تكون لنا سياسة تجاه أفريقيا حيث لا ينظر لها على أنها مصدر للموارد (الطبيعية). ومن وجهة نظرنا فإن أفريقيا والصين وصلتا معًا لعلاقات جديدة تبدو مخالفة لكيفية رؤية الاستعمار الغربي الجديد لأفريقيا”.
ولفت “أندريه” أن استخدام الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي للعقوبات ضد روسيا يخلق نقص في السلع في السوق العالمي ويدفع اسعار السلع لارتفاعات جديدة ستؤثر على ملايين الأفارقة. وقد بدأت روسيا بالفعل العمل على كيفية تأمين وصول القمح ومنتجاتها البترولية إلى أفريقيا باستخدام وسائل متاحة رغم العقوبات. ولفت أندريه إلى أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي فيما يريد الغرب إطلاق مجاعة في أفريقيا.
“إن الصراع في أوكرانيا الآن هو حرب بين الولايات المتحدة والناتو ضد روسيا. إن الأمر لا يتعلق بأوكرانيا. إن الولايات المتحدة ترعى أحزاب المعارضة في روسيا كما تفعل في أفريقيا ولذلك فإننا جميعًا بحاجة إلى التضامن كأصدقاء.” إن الكثير من الأفارقة سيواجهون الجوع نتيجة لذلك، لكننا سنضمن أن التزاماتنا الغذائية والتجارية ستستمر لمساعدة أفريقيا” حسبما أضاف.
المرتزقة يدعمون قضية بوتين([3]) :
عندما أثيرت مؤخرًا أزمة قتل نحو 300 شخص أغلبهم من المدنيين في مالي أشارت جميع الشواهد –حسب المقال- لمرتزقة مجموعة فاجنر الروسية. وحتى قبل التحاق عناصر فاجنر المدربة في الهجوم على أوكرانيا نشرتهم روسيا في عمليات عسكرية فيما لا يقل عن نصف دستة من الدول الأفريقية بهدف بارز: تعميق أطماع الريس بوتين العالمية وتحجيم الديمقراطية (في الدول الأفريقية). وتعرف مجموعة فاجنر نفسها بأنها متعهد عسكري خاص وينكر الكرملين أية صلة له بها.
وقد حققت فاجنر في أفريقيا جنوب الصحراء مواطئ قدم راسخة لروسيا في جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي وغيرهما. ويتجاوز دور فاجنر في هذه الدول وراء القصة المقدمة بمجرد تقديم خدمات أمنية، حسب خبراء. “وتعمل فاجنر بالأساس في جمهورية أفريقيا الوسطى، وتتوسع بشكل ملفت في مالي حسب إفادة الجنرال ستيفن تاونسند قائد القوات المسلحة الأمريكية في أفريقيا أمام مجلس الشيوخ الأمريكي في مارس 2022
معركة أيديولوجية:
يرى جوزيف سيجل J. Siegle، مدير البحوث بمركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية، أن روسيا تشن حربًا أيديولوجية وتستخدم فاجنر “كأداة قسر” لتحجيم الأفكار الغربية عن الديمقراطية وصرف أنظار الدول الأفريقية نحو موسكو. كما أن بوتين يريد تحدي النظام الديمقراطي الدولي “لأنه لا يمكن لروسيا التنافس على نحو جيد في هذا النظام”.
ومثل الدعم الأفريقي لروسيا نجاحًا استراتيجيًا للأخير، مما دفع خبراء لملاحظة أن “أفريقيا تصبح على نحو سريع ذات أهمية لجهود بوتين لإضعاف تأثير الولايات المتحدة وتحالفاتها الدولية. كما أن استراتيجية روسيا في أفريقيا تأتي بتكلفة اقتصادية وسياسية متدنية للغاية. ويقدر المحللون أن فاجنر تعمل بعدد لا يتجاوز 2000 عنصر في دولة ما، وكثير من هذه العناصر عملاء سابقة للاستخبارات العسكرية الروسية.
صراع روسيا- أوكرانيا: خطة غذاء طارئة لبنك التنمية الأفريقي([4])
كشف رئيس بنك التنمية الأفريقي د. أكيومي أديسينا Akiwumi Adesina عن أن البنك طور “خطة غذاء طارئة لأفريقيا” Africa Emergency Food Plan بقيمة 1.5 بليون دولار وضعت حاليا أمام مجلس البنك للتصديق عليها. وعنى ذلك، حسب أديسينا، تخفيف وطأة أثر الصراع الروسي الأوكراني على أمن أفريقيا الغذائي. ووفقًا لبيان وقعه يوم الثلاثاء (26 أبريل الجاري) المستشار الخاص لرئيس البنك لشئون الإعلام والدعاية فيمي أديسينا Femi Adesina فإن رئيس البنك د. أديسينا التقى بالرئيس النيجيري محمد بخاري لمناقشة أثر الصراع الجاري على أفريقيا والخطوات التي اتخذها البنك لتفادي أزمة غذاء في أفريقيا. وحمل البيان عنوان “الأمن الغذائي: الرئيس بخاري يحتفي ببنك التنمية الأفريقي لفاعليته” وكشف رئيس البنك أن هذا الصراع “سيؤثر على إنتاج الغذاء بنسبة 20%. وأن أفريقيا ستفقد غذاء بقيمة 11 بليون دولار، الأمر الذي سيزداد خطورة كونه حل بعد كوفيد-19”.
واستعدادًا لهذا اليوم العسير قال د. أديسينا أن بنك التنمية الأفريقي قد طور خطة غذاء طارئة لأفريقيا بقيمة 1.5 بليون دولار تنتظر تصديق مجلس إدارة البنك. ولفت إلى أنه “فيما لم نكن مستعدون لكوفيد19، فإننا نخطط الآن لتفادي أزمة غذاء في القارة. وهناك خطة لمساعدة الفلاحين في زراعة القمح والذرة والسورجام وفول الصويا مما سيخفف من أثر الحرب الروسية الأوكرانية.”
وقصر د. أديسينا خطابه على بلاده، نيجيريا، حيث خدم بها وزيرًا للزراعة، وقال أنه في الموسم المطير للعام 2022 ستتم مساعدة ما لا يقل عن خمسة ملايين مزارع من أصحاب الحيازات الصغيرة على زراعة مليون هكتار من الذرة ومليون هكتار أرز، و250 ألف هكتار من السورجام وفول الصويا على الترتيب. وإجمالًا فإن دعمنا سيساعد نيجيريا على إنتاج 9.5 مليون طن متري من الغذاء” وأن الولايات التي ستستفيد من هذه المساعدات تشمل كانو وأوجون وأويو وكادونا وإيمو وكروس ريفر وإقليم العاصمة الفيدرالي.
[1] Robert Quinn Carolan, Neck and Neck: Ankara and Moscow in the New ‘Race for Africa’ Modern Diplomacy, April 23, 2022 https://moderndiplomacy.eu/2022/04/23/neck-and-neck-ankara-and-moscow-in-the-new-race-for-africa/
[2] Russia Gives Africa Political Assurances, The Herald, April 24, 2022 https://www.herald.co.zw/russia-gives-africa-political-assurances/
[3] Carley Petesch, Mercenaries aid Putin cause, The Times, April 24, 2022 https://www.thetimes-tribune.com/mercenaries-aid-putin-cause/article_63a65d7c-479d-5668-a157-bba96d14b9b5.html
[4] Stephen Angbulu, Russia-Ukraine conflict: AfDB plans $1.5bn Africa emergency food plan, Punch, April 26, 2022 https://punchng.com/russia-ukraine-conflict-afdb-plans-1-5bn-africa-emergency-food-plan/