يحاول هذا التقرير تقديم رؤية لموضوعات مُتنوِّعَة حول القارَّة الإفريقية في الصحافة العالمية؛ بغرض رَصْد أهمّ ملامح القضايا الجارية في القارَّة عبر قراءة منتقاة قَدْر الإمكان.
مقال مهم لسكوت فيرجسون Scott Ferguson تزامن صدوره مع مقال آبي أحمد الذائع (6 فبراير الجاري)، لكن من منطلقات ورؤى مغايرة تمامًا بينهما. ففيما ركَّز مقال آبي أحمد على تبرير الأزمة الإثيوبية وجنوح حكومته -التي أصبحت تُوصَف في دوائر عدة بحكومة موازية للنظام السياسي بأكمله؛ لاقتصارها على نُخبة ضيّقة من الموثوق فيهم لدى رئيس الوزراء- للعنف لتسوية أزمة إقليم تيجراي؛ جنح مقال فيرجسون لتسليط الضوء على أهمّ مكوّنات الأزمة الإثيوبية في الوقت الراهن.
وبينما يواجه العالم وإفريقيا خطرًا متزايدًا لجائحة كوفيد-19، وتداعياتها؛ تناولت الجارديان موقفًا غريبًا للرئيس التنزاني جون ماجوفولي إزاء الاهتمام بالجائحة، بل وتشكيكه في حقيقتها، وتضمَّن المقال رسائل سياسية عديدة مناهضة لأداء ماجوفولي يمكن فَهْمها في سياق الخلفية السياسية للكاتبة.
وفي جهة أخرى تُواصل الصين عبر جميع أدواتها الممكنة تعزيز نفوذها في القارة الإفريقية، ويتناول المقال الأخير أحد أهم هذه الأدوات، وهي شركات البليونير الصيني “جاك ما”، مما يدحض التصوُّر التقليديّ عن الوجود الصيني، ومدى شراكتها المتكافئة مع بقية دول القارة.
تفسير التوتر المتصاعد في إثيوبيا([1]):
يشير الكثيرون عادةً إلى إثيوبيا على أنها قوة ونجم بازغ إفريقيا. كما ينظر المجتمع الدولي بشكل كبير لإثيوبيا كقوة استقرار في شرق إفريقيا. وعلى مدار الأعوام القليلة السابقة نُظِرَ لآبي أحمد على أنه زعيمٌ يقود بلاده نحو اقتصادٍ ليبرالي جديد، بينما يواصل البناء على 17 عامًا من أعلى معدل نموّ في العالم. وأطلق العديد من مشروعات البنية التحتية والأساسية لاسيما في الطاقة؛ بهدف إخراج البلاد من حالة الفقر. كما عمل على التوصل لاتفاق سلام مع إريتريا في العام 2018م، وإعادة الصلات الدبلوماسية مع جارته المطلة على الساحل بعد عقود من الصراع والحرب المفتوحة في الفترة 1998-2000م. لكن رغم قائمة مطوّلة من الإنجازات والتقدّم فإن التوترات لا تزال تتصاعد في إثيوبيا.
سد النهضة الإثيوبي العظيم:
تُواجه إثيوبيا حاليًا أزمة دبلوماسية مع مصر والسودان. تسير الدول الثلاث -منذ العام 2011م- فوق حبل سياسي رفيع للغاية مع تشييد إثيوبيا أكبر مروع للكهرباء المائية في القارة وأكثرها تكلفة؛ سد النهضة الإثيوبي العظيم. ويُمثّل السد استثمارات بقيمة نحو 5 بلايين دولار مدفوعة بالكامل من دافعي الضرائب الإثيوبيين، ويتطلع لتوفير كهرباء لنحو 73% من الإثيوبيين الذين يعيشون حاليًا دون كهرباء. وعارضت كلٌّ من مصر والسودان هذا المشروع منذ بدايته.
لكن المشكلات الجيوسياسية المحيطة بسدّ النهضة أكثر تعقيدًا من بسطها في هذا المقال. وثمة أمر مؤكّد؛ وهو أن إتمام السد سيضع سابقة مهمة في شرق إفريقيا مع تزايد حالة إمدادات المياه تراجعًا بسبب التغيُّر المناخي. وجوهريًّا فإنَّ مصر تخشى من أزمة نقص المياه؛ نظرًا لأن أكثر من 90% من إمداداتها من المياه تأتي من نهر النيل. وأن 85% من هذه المياه تأتي من نهر النيل الأزرق وحده الذي ينبع من المرتفعات الإثيوبية.
ومن هنا؛ فإن معدل ملء سد النهضة سيحدّد بشكل كبير حالات نقص المياه المتوقعة. فيما يعوّل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بقوة على الولايات المتحدة لدعم إبطاء تطوُّر مشروع سد النهضة. كما طالب ببطء أكبر في معدل ملء بحيرة السد فيما تعمل مصر وإثيوبيا والسودان نحو تسوية دبلوماسية وَعِرَة.
واشنطن، أديس أبابا، والسيسي:
يلعب توجُّه السيسي نحو واشنطن دورًا مهمًّا في تعقيد هذه المسألة؛ فإثيوبيا رابع أكبر مُتلَقٍّ للمعونات الخارجية الأمريكية في إفريقيا، مع تخصيص نحو 923 مليون دولار لها مِن قِبَل واشنطن في العام 2019م. وعندما كانت الولايات المتحدة عاجزة عن الضغط على الحكومة في أديس أبابا لوقف مشروع السد توجهت إلى هذه المعونات كأداة ضغط.
وفي أغسطس 2020م علَّقت الخارجية الأمريكية نحو 130 مليون دولار من قيمة هذه المعونات. وقد أقدم وزير الخارجية السابق مايك بومبيو على هذا القرار بناء على نصيحة الرئيس السابق دونالد ترامب الذي تمتع بدوره بعلاقة طيبة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وازداد الوضع سوءًا في أكتوبر عندما قال ترامب: “إن المصريين قد يضطرون لتفجير السد. وقد قلت ذلك وأقولها مدوية وصريحة: إنهم سيفجّرون السد. وإنه عليهم فعل شيء ما”. ولن يكون ذلك آخر مشروع كهرباء مائي تنفّذه إثيوبيا، لكن تسويته سواء عن طريق خيار عنيف أو بطريقة سلمية سيشكل سابقة للعديد من المشروعات المقبلة.
المشكلات الداخلية:
لسوء الحظ فإنّ التوترات في إثيوبيا تزداد سوءًا داخل حدودها أيضًا؛ ففي الشمال خاض الجيش الإثيوبي حربًا ضد جبهة التحرير الشعبية للتيجراي منذ 4 نوفمبر 2020م. وكانت الجبهة قد حكمت بفاعلية إقليم التيجراي الذي يتمتع بوضع الحكم الذاتي، وهيمنت على المسار السياسي في إثيوبيا طوال نحو 30 عامًا.
وقد رفض الجانبان إمكانية التوصل لهدنة، وقتلت الضربات الجوية للجيش الإثيوبي مئات المواطنين. وفي 12 نوفمبر 2020م أكدت الحكومة الإثيوبية تحقيقها لنصر على الأرض وتأمين غربي الولاية، وغرد آبي أحمد قائلًا: إن الجيش “يقدّم الآن مساعدات إنسانية”، فيما قُطِعَتْ وسائل الاتصال والإعلام في الإقليم؛ مما جعل الحكومة الإثيوبية المصدر الوحيد للتحديثات بشأن “الحرب”.
ولسوء الحظ فإن مسألة العنف الإقليمي ليست جديدة في إثيوبيا، بأيّ حال فإنه في ظل قيادة آبي أحمد أقدمت البلاد على العديد من خطوات الوحدة. ويمثل آبي أحمد في حد ذاته عنصرًا للوحدة حتى في ضوء تكوينه بمفرده. فهو مولود لأم أمهرية وأبٍ من الأورومو، وهما الإثنيتين الرئيسيتين في البلاد. إضافة إلى ذلك فإنه نشأ في ظل تنوع ديني في منزله، ويتحدث العديد من اللغات الإثيوبية. واشتهر عن آبي أحمد قوله: “ليس هناك مركز أو أطراف في إثيوبيا في مسألة الهوية الإثيوبية. معًا نشكّل نواة قصتنا القومية”. إن فكرة هوية وطنية مشتركة، أو الإثيوبيانية Ethiopiawinet، كانت محورية في شعاراته وصُنعه للسياسة؛ مع النظر لوراثته بلدًا غارقة في التوتر الإثني في ظل تهديد أقاليم عديدة بالبلاد بالانفصال.
دولة منقسمة:
بدت التوترات الداخلية في إثيوبيا آخذةً في الغليان عندما أجَّل آبي أحمد الانتخابات المحلية؛ بسبب جائحة فيروس كورونا، بينما عقد المسؤولون بإقليم التيجراي تلك الانتخابات في جميع الأحوال. وأدانت أديس أبابا الخطوة باعتبارها “غير قانونية”. وردت حكومة إقليم التيجراي باتهام آبي أحمد باستخدام الجائحة لزيادة سلطته في إثيوبيا.
وفي أكتوبر قطعت الحكومتان رسميًّا أي صلات بينهما، وبدأتا في الانزلاق نحو الحرب. وأدَّى الصراع إلى مقتل المئات وحدوث حركة هجرة كبيرة وإمكانية تدخل أطراف خارجية. وكان كل ذلك يتم بينما تواصل الحكومة مشروع سد النهضة “الذي سيُخْرِج ملايين الإثيوبيين من الفقر”، لكنه يثير العنف مع مصر إن لم يتم التوصل لاتفاق دبلوماسي. وليست هناك حلول سهلة للتوترات المتصاعدة في إثيوبيا، وإن كانت هناك حاجة مُلِحَّة لإنقاذ حياة ملايين الإثيوبيين المتأثرين بهذه الأزمات.
هل حان وقت كَبْح إفريقيا لرئيس تنزانيا المناهض للتطعيم؟([2]).
مقال رأي طريف نشرته “الجارديان” عن سلوك الرئيس التنزاني جون ماجوفولي المناهض للتطعيمات ضد كوفيد-19؛ باعتبار أن “الرب قد قضى على كوفيد في تنزانيا”، وتداعيات هذا السلوك وسط الدولة الشرق إفريقية التي يبلغ عدد سكانها 60 مليون نسمة.
يتجاهل الرئيس ماجوفولي بعجرفة أثر كوفيد في إقليم البحيرات العظمى، مما يغذّي المؤامرات، ويعرّض حياة المواطنين للخطر. ما خطب الرئيس جون ماجوفولي؟ سؤال يطرحه كثير من الناس داخل تنزانيا وخارجها.
وكان ماجوفولي قد ادَّعى في العام الماضي أن الرب قضى على كوفيد في تنزانيا ومِن ثَمَّ استبعدَ مسألة التطعيمات من كوفيد-19 من أولويات سياساته، مما جعل الكثيرين يتساءلون عن سبب ذلك. وفي السياسة هناك وسيلتان عامتان لصنع القرارات؛ أولهما القائم على شواهد وحساب الفوائد والأضرار، واختيار الخيار المثل والأفضل لأكبر عدد من السكان. أما الطريق الثاني فهو المقاربة الشعبوية التي لا تخضع للحقائق والعلم والمنطق. وفي ظل جائحة عالمية تُوفِّي جرّاءها أكثر من مليوني نسمة فإن هذه المقاربة تُمثّل كارثة. ويبدو أن الرئيس التنزاني يأخذ الشعبوية نحو مستوى جديد تمامًا.
وربما يكون ماجوفولي تحت تأثير بعض رسائل وسائل التواصل الاجتماعي المناهضة لمنع التجمعات؛ مثل أن بيل جيتس أو الجيل الخامس 5G قد صنع الفيروس. لكن بغض النظر عن الدافع لجرأة ماجوفولي فإن هذه المواقف تُمثّل خطرًا على الصحة العامة؛ إذ يتعرّض المواطنون للمعاناة، وأحيانًا للموت. ورغم أن أثر الفيروس على إفريقيا –بمن فيهم أعداد المحتجزين بالمستشفيات أو من يتم اختبارهم- لم يتم احتوائه بعدُ؛ فإن الحقائق واضحة تمامًا من داخل دائرة ماجوفولي الضيقة.
إنه يعلم أن رئيس غانا الأسبق جيري جون رولينجز قد تُوفِّي صريع الفيروس. وكذلك رئيس الكونغو برازافيل السابق جاك يواقيم يومبي-أوبانجو.. وفي الشهر الماضي توفي أربعة وزراء في حكومة زيمبابوي جراء الفيروس، من بينهم سيبوسيسو مويو Sibusiso Moyo، الجنرال بالجيش، والذي تولى منصب وزير الخارجية وساعد على عزل الرئيس السابق روبرت موجابي. وفي مالاوي ضرب المرض خمسة مسؤولين حكوميون بينهم وزيران حاليان.
أما في إيسواتيني Eswatini (سوازيلاند سابقًا) فقد سقط رئيس الوزراء أمبروز دلاميني، صريع الفيروس. كما تُوفّي آخر رئيس وزراء منتخب ديمقراطيًّا في السودان، الصادق المهدي، ورئيس الوزراء الليبي الأسبق محمود جبريل، ورئيس وزراء الصومال الأسبق نور حسن حسين. وفي بوروندي، جارة تنزانيا، توفي رئيسان سابقان –هما بيير نكورونزيزا P. Nkurunziza وبيير بيويوا P. Buyoya– جراء كوفيد-19. وقد أمن الاتحاد الإفريقي 270 مليون جرعة من مصل كوفيد للدول الأعضاء بالاتحاد لمساندة جهودها، مما يبرز الارتفاع القوي في حالات الإصابة والوفيات التي تجتاح القارة.
ورغم ذلك لا يزال ماجوفولي عالقًا بغرابة في تأكيده أن كوفيد “خدعة”. وبدلًا من دعم حالات الإغلاق والحظر وتشجيع ارتداء الأقنعة الواقية مع قرب ذكرى مرور عام على وصول الفيروس لإفريقيا، فإنه اختار التناقض مباشرة مع الجهود المحلية والإقليمية والدولية لهزيمة الجائحة.
ووفقًا لماجوفولي، الذي أمر مسؤوليه بوقف الإبلاغ عن حالات كوفيد منذ مايو الفائت، عندما كانت هناك 509 حالات إصابة و21 حالة وفاة؛ فإن تنزانيا خالية من كوفيد؛ وهو وَضْعٌ مُدَّعًى كما في حالتي كوريا الشمالية وتركمانستان. وفي مشهد هزلي في يناير الفائت امتدح ماجوفولي وزير خارجية الصين وانج يي Wang Yi لعدم ارتدائه قناع الوجه خلال زيارته للبلاد، معتبرًا ذلك أمرًا جيدًا.
ولكم أن تتساءلوا: ما خطب ماجوفولي؟ ففي حملته كرئيس مُعَادٍ لأخذ المصل، فإنه انتقل من التقليل المتكرر من خطورة الفيروس والسخرية من إرشادات منظمة الصحة العالمية إلى الادعاء الخاطئ بأن تنزانيا خالية من كوفيد، والآن مهاجمة تلقّي مواطنيه تطعيمات ضد الفيروس، مما يُغذّي نزعة الإنكار والمؤامرات.
وبالنسبة لقارةٍ تعاني بالفعل من مشكلات صحية واجتماعية، بما في ذلك الجوع والملاريا والتشرد والبطالة والعنف وعدم الأمن؛ فإنَّ موقف ماجوفولي غير المعقول يجب أن يلزمنا جميعًا للتحرك؛ إذ لا يزال ماجوفولي، الذي فاز بانتخابات العام 2020م وسط اتهامات بالتزوير، يُغذّي أفكار مواجهة التطعيم ضد الفيروس مع استمرار تفشّي الجائحة وتوسُّعها. وهناك حاجة لتحدّيه بشكل مفتوح ومباشر لما يُمثّله من تهديد لملايين المواطنين في تنزانيا وإقليم البحيرات العظمى قبالة هذا الفيروس المميت والكارثي.
قصّ أجنحة “جاك ما” سيعطل انطلاقة الصين في إفريقيا([3]).
مقال للبروفيسور لورين جونستون بمعهد الصين بجامعة لندن تتناول فيه تأثير أنشطة البليونير الصيني “جاك ما” على الدور الصيني في إفريقيا. وتعود إلى يوليو 2017م عندما قام “ما” بأولى جولاته في إفريقيا وزيارته لكينيا ورواندا وتصوره الذي طرحه بأن إفريقيا “اليوم” هي الصين منذ عشرين عامًا مضت. وتلاحظ أن تحركاته منذ ذلك الوقت تؤكد استمرار قناعته بهذا الرأي.
وعندما اختفى “ما” عن الأنظار لشهور عدة عقب انسحابه في اللحظة الأخيرة في نوفمبر عن التصديق المنظّم لإدراج Ant Group –التابعة لشركة علي بابا هولدنج المملوكة “لما”- في الحدث العام الأول الذي يلغيه “ما” بعد رحلته لإفريقيا.
وتطرح جونستون عدة تساؤلات عن سبب رؤية “ما” لإفريقيا اليوم على أنها الصين منذ عشرين عامًا؟ فعند بداية القرن الحالي كانت الصين ذات تركيب سكاني شاب نسبيًّا وكبير ومنخفض الدخل، مع بنية أساسية سيئة نسبيًّا في قطاعات التجزئة واللوجستيات والبنوك. وبعد عقدين ارتفع عد مستخدمي الإنترنت من 8.8 مليون نسمة إلى 850 مليون نسمة، وارتفع نصيب الفرد من الدخل من 800 دولار إلى 9000 دولار، ووصلت مبيعات التجارة الإلكترونية في الصين إلى تريليون دولار. فيما وصلت عائدات التجارة الإلكترونية في المناطق الريفية، أفقر مناطق الصين منذ فترات بعيدة، إلى ما يقرب من 100 بليون دولار.
ووفقًا “لما”؛ فإن دول إفريقيا الـ 54 وسكانها الشباب يمكن أن تُواصل -عبر تكامل أعمق للتكنولوجيات الرقمية- طريقها نحو أن تكون قمة النمو المتوقع عالميًّا.
ولم يختر “ما” توجُّهه لشرق إفريقيا بسبب قربها، عن غرب إفريقيا مثلًا، من الصين. بل تُعدّ كينيا سببًا وجيهًا لتوجُّهه لأول دولة إفريقية بسبب وجود سوق متطورة للتجارة الإلكترونية بها؛ حيث تضم كينيا العديد من منصات التجارة الإلكترونية الخاصة بها مثل M- Pesa و M-Shwari و M-Kop.
وإذا تمكَّنت الدول الإفريقية جميعًا من التغلُّب على عوائق البنية التحتية الملموسة أمام التجارة، بما في ذلك النقل من أجل التوزيع، والاتصالات من أجل التبادل والتواصل؛ فإن القارة ككل –كما ذكر “ما”- ستكون قادرة على التقدم بمعدل أسرع من الصين بفضل غياب دولة مهيمنة أو نظام مالي للقطاع الخاص يواجه مسعاها.
ويلاحظ -كما في حالة كينيا- أنه لا تزال هناك حاجة لبيئة تنظيمية أكثر تكيفًا ومعرفة تخدم المستهلكين ورواد الأعمال على حد سواء. وقد أقامت شركة Ant Financial شراكات في إفريقيا أغلبها مع لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا.
وفي ضوء نجاح Ant Financial في الصين في جعل التمويل أكثر شمولًا ومتاحًا لقطاعات سكانية ليست لها معاملات مصرفية؛ فإن لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا منفتحة على دفع الدول الإفريقية للعمل مع Ant Financial بهدف تحقيق شمول اجتماعي ومالي وسياسي غير مسبوق عبر القارة.
ومن هنا تأتي الصلة التي تراها جونستون بين إتاحة عمل “ما” في القارة الإفريقية وتوسيع الصين لنفوذها في القارة، أو نقيض ذلك.
[1] Scott Mistler-Ferguson, Explaining the Brewing Tensions in Ethiopia, Borgen Magazine, February 6, 2021 https://www.borgenmagazine.com/tensions-in-ethiopia/
[2] Vava Tampa, It’s time for Africa to rein in Tanzania’s anti-vaxxer president, the Guardian, February 8, 2021 https://www.theguardian.com/global-development/2021/feb/08/its-time-for-africa-to-rein-in-tanzanias-anti-vaxxer-president
[3] Lauren Johnston, Clipping Jack Ma’s wings will undermine China’s Africa push, Nikkei Asia, February 8, 2021 https://asia.nikkei.com/Opinion/Clipping-Jack-Ma-s-wings-will-undermine-China-s-Africa-push