يحاول هذا التقرير تقديم رؤية لموضوعات متنوعة حول القارة الإفريقية في الصحافة العالمية؛ بغرض رَصْد أهمّ ملامح القضايا الجارية في القارة عبر قراءة منتقاة قدر الإمكان.
طيران إثيوبيا تنفق 5 بلايين دولار لبناء مطار “جيل تالي” في إفريقيا([1]):
“تمثل خطوط الطيران الإثيوبية المملوكة للدولة، في إقليمٍ نَاضَلَ تاريخيًّا في مجال الملاحة الجوية، قصةَ نجاحٍ، كما تلعب دورًا رئيسًا في التطور الاقتصادي بالبلاد والمساعدة في تعزيز مكانتها كوجهة سياحية. وستأخذ إقامة مطار جديد هذا المسار للمستوى التالي”؛ دانيل هايمس.
تستعد خطوط الطيران الإثيوبية في نهاية العام الجاري للبدء ببناء ما سيكون أحد أكبر مطارات القارة الإفريقية. ومع نموّ خطوط الطيران الرائدة في إفريقيا، وإضافة خطوط طيران جديدة؛ مما سيتطلب مساحات أكبر من المطار الحالي. ويوفر مطار بول Bole Airport السعة اللازمة لذلك. ومن المقرر بناء المطار الجديد -الذي تقرر له تكلفة 5 بلايين دولار- في بيشوفتو Bishoftu، وهي مدينة تقع جنوب شرق العاصمة أديس أبابا، ويحتل مساحة 35 كم، حسب تصريحات تيولد جبرميريام Tewolde Gebremariam الرئيس التنفيذي لمجموعة خطوط الطيران الإثيوبية في مقابلة مع وكالة الأنباء الإثيوبية المملوكة للدولة.
“ونظرًا لأنَّ مطار بول لن يكلفنا أعباء؛ فإنَّ لدينا مشروع توسعة كبيرة، ويبدو المطار الحالي جميلاً للغاية وبالغ الاتساع، لكن مع نُموّنا فإننا سنصل سنويًّا من الآن وفي غضون من ثلاثة لأربعة أعوام إلى مرحلة إشغال كامل لسعة المطار”؛ حسب تصريحات جبرميريام.
وفي العام 2018م تقدمت أديس أبابا على دبي في قائمة أهمّ مطارات الترانزيت للمسافرين لمسافات بعيدة إلى إفريقيا. وفي العام 2019م موَّلت الصين توسعة مطار بول بما يسمح له باستقبال 22 مليون مسافر سنويًّا. ولم يقل جبرميريام كيف سيتم تمويل المطار الجديد الذي من المقرر أن يستقبل نحو مائة مليون مسافر. وترتبط القارة الإفريقية حاليًا أكثر من أيّ وقتٍ مضى جوًّا، وتساهم خطوط الطيران الإثيوبية في تغيير ذلك بتوجيه رحلات لها إلى أكثر من ستين مدينة إفريقية، كما تملك الشركة حِصَصًا في العديد من شركات الطيران المحلية في دولها.
لماذا قتلوا باتريس لومومبا؟([2]):
كان باتريس لومومبا، المولود في العام 1925م زعيمًا راديكاليًّا لحركة الاستقلال الكونغولية التي قاومت الاستعمار البلجيكي ومصالح الشركات الأجنبية. وفيما يلي سبب اغتياله في سياق انقلاب برعاية أمريكية قبل 59 عامًا من اليوم. وكان أول رئيس لوزراء الكونغو حديثة الاستقلال في عمر 35 عامًا، وبعد سبعة شهور من تقلده المنصب تم اغتياله في 17 يناير 1961م.
وكان لومومبا من أشد مناوئي العنصرية البلجيكية بعد سجنه في العام 1957م بمقتضى تُهَم مُلفَّقة من السلطات الاستعمارية. وعقب 12 شهرًا في السجن وجد وظيفة رجل مبيعات لمشروب البيرة، وطوَّر خلال ذلك الوقت مهاراته الخطابية، وزادت قناعاته بوجوب إفادة ثروة الكونغو المعدنية الهائلة للشعب الكونغولي، وليس مصالح الشركات الأجنبية.
وقد امتدت الآفاق السياسية لإسهام لومومبا خارج الكونغو. وفي ديسمبر 1958م دعاه الرئيس الغاني كوامي نكروما للمشاركة في مؤتمر الشعوب الإفريقية المناهِض للاستعمار، والذي جذب منظمات أهلية ونقابات، وغيرها من التنظيمات الشعبية.
وبعدها بعامين، وعقب مطالب شعبية بانتخابات ديمقراطية؛ فازت الحركة الوطنية الكونغولية برئاسة لومومبا بشكل واضح في أول انتخابات برلمانية كونغولية. وتولى القائد الوطني اليساري منصبه في يونيو 1960م. لكنَّ الاقتراحات “الشعبوية- التقدمية” ومعارضته لحركة كاتنجا الانفصالية (التي كانت بقيادة دول إفريقيا الجنوبية الخاضعة حينذاك لهيمنة الأقليات البيضاء بها، وأعلنت نفسها مستقلة عن الكونغو في 11 يوليو 1960م) أغضبت مجموعة من أصحاب المصالح المحلية والأجنبية مثل: بلجيكا، والشركات التي تستخرج الموارد المعدنية بالكونغو، وقادة دول إفريقيا الجنوبية البيض.
وتزايد التوتر، ورفضت الأمم المتحدة طلب لومومبا بالحصول على الدعم. وقرر دعوة الاتحاد السوفييتي لتقديم مساعدات عسكرية لبلاده لإخماد الأزمة الكونغولية. وهو ما مَثَّلَ القشة الأخيرة في صَبْر القوى الاستعمارية تجاه لومومبا.
وتم القبض عليه وتعذيبه وإعدامه خلال انقلاب دعمته السلطات البلجيكية والولايات المتحدة والأمم المتحدة. وباغتيال لومومبا مات جزءٌ من الحُلْم بكونغو موحدة وديمقراطية ومتعددة إثنيًّا وذات نزعة للوحدة الإفريقية.
ووضع قتل لومومبا، ثم حلول الديكتاتور موبوتو سيسيسيكو قائدًا لجمهورية الكونغو الديمقراطية، الأساس لعقود من المعاناة الداخلية، والديكتاتورية والتدهور الاقتصادي الذي ميَّز الكونغو في فترة ما بعد الاستعمار.
وساهم عدم الاستقرار في المجتمع الكونغولي خلال حكم موبوتو القمعي –في الفترة من 1965 إلى 1997م- في تراكم سلسلة من الصراعات المدمِّرة المعروفة بالحربين الأهلية الأولى والثانية في الكونغو (أو “حروب إفريقيا العالمية”).
ولم يَنْتُج عن هاتين الحربين تفكيك المجتمع الكونغولي فحسب، لكنهما أثَّرت سلبًا على جميع دول جوار الكونغو تقريبًا، وتورطت فيها في النهاية تسع دول إفريقية وحوالي 25 جماعة مسلحة. ومع النهاية الرسمية للصراع كان هناك، في العام 2003م، حوالي 5.4 مليون مواطن قد قُتِلُوا جرَّاء القتال وما تلاه، ممَّا جعل الحرب ثاني أكثر صراعات العالم دموية بعد الحرب العالمية الثانية.
ويمكن النظر لاغتيال لومومبا، لا سيما في ضوء المسار المأساوي للكونغو بعدها، على أنَّه مصدر لليأس، والجدل، والإلهام بين الحركات والمفكرين الراديكاليين في إفريقيا وخارجها. وحسب جورجيس نزونجولا-نتالاجا Georges Nzongola-Ntalaja المفكر الكونغولي ومؤلف السيرة الذاتية لـ”لومومبا”؛ فإن شركات التعدين الدولية، بإمبراطورتيها التعدينية الممتدة من كاتنجا في الكونغو إلى الكيب بجنوب إفريقيا، لم تَرْقُ لها فكرة وجود حكومة وطنية راديكاليَّة في الكونغو؛ لأنها ستخفّض أرباحهم مع فرضها لضرائب أعلى لتحسين معيشة المواطنين الكونغوليين. وهذا هو سبب نشاط هذه الشركات في تكوين تحالف مع المستوطنين البيض العنصريين وجماعات الضغط اليمينية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة للدفع بالتخلُّص من لومومبا.
ولم يعزّز هذا التحالف من الحُلم العتيد للمستوطنين البيض بنيل سلطة سياسية في كاتنجا، لكنَّه وفَّر المخصصات المالية المطلوبة لاستدامة التوجُّه الانفصالي لكاتنجا بمساعدة بلجيكا وبريطانيا وفرنسا.
المملكة المتحدة تمرّر موازنة مساعدات لصلات أوثق مع إفريقيا بعد البريكسيت([3]):
كشف المملكة المتحدة في منتصف يناير الجاري عن خطط لتمرير جزء من موازنة المساعدات البالغة 14 بليون جنيه إسترليني عبر السيتي City، مع سعيها لاستغلال الوصول المالي لقطاع التمويل لتعزيز الاستثمارات في إفريقيا. وتم إعلان تفاصيل حزمة قيمتها 395 مليون جنيه إسترليني مِن قِبَل وزير التنمية الدولية ألوك شارما Alok Sharma قبيل قمة الاستثمار بين المملكة المتحدة وإفريقيا في 20 يناير الجاري.
وفي إشارة على الأهمية التي تُوليها لندن لتقوية صلاتها الاقتصادية مع إفريقيا بعد البريكسيت؛ فإن القمة ستكون بحضور رئيس الوزراء بوريس جونسون، ووزيرة التجارة الدولية ليز تروس Liz Truss، ووزير الخارجية دومينيك راب، ووزير الأعمال أندريا ليدسوم.
وتعقد حكومة المملكة المتحدة حاليًا مراجعة استراتيجية لبرامج مساعدتها لإفريقيا؛ حيث تطرح ثلاث مبادرات موازنة معونات منفصلة تُمثِّل –حسب الحكومة- استجابةَ بريطانيا للاستثمارات الصينية الهائلة في إفريقيا، والتي تركت أثرًا كبيرًا في القارة. وسيتم إنفاق مبالغ نقدية على تحسين النُّظُم والتنظيمات المالية لخمس وأربعين دولة إفريقية؛ وإقامة صندوق استثمار جديد لتحديد المشروعات وتطويرها؛ ومبادرة مشتركة مع البنك الدولي لتقوية سندات العملات المحلية بالقارة. وأكد شارما أن الهدف يتمثل في مساعدة الأموال القادمة من مستثمري القطاع الخاص مثل صناديق المعاشات للتدفق نحو إفريقيا بتيسير وصولها للقارة، وبشكل أسرع وأكثر أمانًا في الاستثمار.
ويرى شارما أن فرص الاستثمار الكبيرة في إفريقيا بالغة الوضوح، مع تجاوز العديد من الدول الإفريقية لمعدل النُّمُوّ الاقتصادي العالمي في العقود الأخيرة، وتُعَدّ المملكة المتحدة من أهمّ شركاء إفريقيا الماليين، وأضاف: “ونريد من المستثمرين انتهاز الفرص القائمة التي تقدّمها إفريقيا”؛ كما أن المبادرات الجديدة، التي أُعلنت قبيل القمة، ستُيَسِّر وتُؤمِّن الاستثمار في إفريقيا، وحَشْد بلايين الجنيهات الإسترلينية للاستثمار المستدام؛ للمساعدة في إنهاء الفقر.
كما أكَّد ديفيد مالباس D. Malpass رئيس البنك الدولي أنه: “بحلول العام 2050 فإن أحد أربع أكبر مستهلكين في العالم سيكون إفريقيا. لكنَّ إفريقيا لا تجذب حاليًّا أكثر من 4% من إجمالي الاستثمارات الخارجية المباشرة في العالم. ويمكن أن تؤدي التحركات القوية من الدول لتحسين حكم القانون، كما يمكن لتقارب المصالح أن يقوم بدور في خلق المبادرات الحقيقية لدفع الاستثمارات عبر تقوية النُّظُم المالية، وبناء الثقة في الأسواق المالية، وتمكين مزيد من النشاط الإنتاجي للقطاع الخاص.
احتمال فرض ترامب حظر السفر على نيجيريا يهدّد القطاع التقني([4]):
مقال لجاك برايت يتناول مساعي إدارة دونالد ترامب لشمول نيجيريا في قائمة حظر السفر؛ إلى جانب كلّ من تنزانيا وإريتريا والسودان (مجددًا)، بالتزامن مع الذكرى الثالثة لصدور الأمر التنفيذي الأصلي لإدارة ترامب ضد عدة دول إسلامية.
ورأى أن صدور مثل هذا القرار -الذي لم تُعَلِّق على صحته الخارجية الأمريكية رغم طلبات إعلامية متكررة- سيمثل المعضلة الأكبر للعلاقات التجارية للولايات المتحدة مع نيجيريا صاحبة السوق الأكبر في إفريقيا (بعدد سكان بلغ 200 مليون نسمة) إلى جانب كونها مركز جذب رئيس ونقطة دخول استراتيجية لأنشطة “وادي السيليكون”.
وتواجه نيجيريا بالفعل بعض المشكلات التي ربما تقود للقرار الأمريكي؛ مثل تجاوز فترات البقاء بمقتضى التأشيرات الممنوحة، ووجود مشكلة إرهابية تتمثل في جماعة بوكو حرام، وإن لم تسجل حادثة إرهابية واحدة على الأراضي الأمريكية مِن قِبَل عناصر بوكو حرام. لكنْ هناك أسباب أخرى يراها مُحلِّلون مثل حلول مسألة الهجرة على رأس قائمة أولويات الإدارة الأمريكية في سياسة تقييد السفر في المرحلة المقبلة “من دول ذوي البشرة الداكنة”، واستهداف فئات أخرى إلى جانب المسلمين واللاتينيين بحلول انتخابات العام 2020م، وهم الأفارقة.
وعزّز المحلِّلون تصوُّرهم هذا بتكرار ترامب للإشارة إلى النيجيريين والأفارقة في دوائر محافظة بألفاظ مقزِّزة، كما أشار لنيجيريا بشكل خاص في يناير 2018م، رغم كون نيجيريا ثاني أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة، كما أن الأخيرة أكبر مستثمر أجنبي في نيجيريا، واتجاه طبيعة علاقات الأعمال بينهما نحو التقنية.
وتصنّف نيجيريا منذ العام 2018م على أنها الوجهة الأولى إفريقيا في مجال الاستثمارات التقنية. وتُشَكِّل جزءًا كبيرًا من هذه الاستثمارات من مصادر أمريكية.
كما تُعَدّ صناعة التقنية النيجيرية موطنًا لأعداد متزايدة من المؤسسين ذوي الصلات مع الولايات المتحدة والشركات الناشئة التي لديها عمليات في البلدين. وعلى سبيل المثال؛ فإن المقر الرئيس لشركة فلوترويف Flutterwave النيجيرية المتخصصة في مجال التقنيات المالية، التي تتراوح قائمة عملائها من أوبر إلى كاردي بي Cardi B، يقع في سان فرانسيسكو، وتنتشر عملياتها في لاجوس. وتحتفظ الشركة بفريق من المطوِّرين الأفارقة بين البلدين لمنصة مدفوعاتها بين الأعمال B2B payments platform التي تساعد الشركات الأمريكية العاملة في إفريقيا في الحصول على مدفوعاتها.
ويقود كريس فولايان C. Folayan، النيجيري الذي درس وعمل في الولايات المتحدة سابقًا، شركة مول فور أفريكا Mallfor Africa بوصفها من كبريات شركات التجارة الإلكترونية التي تساعد –بحكم طبيعة أنشطتها- شركاء تجاريين؛ مثل ماكيس Macy’s، وبيست باي Best Buy وأوتوبارتس وورهاوس على البيع في إفريقيا. وتوظّف الشركة الآن نيجيريين في لاجوس، وأمريكيين في مصنع معالجتها في بولندا.
وقد تزايدت صلات وادي السيليكون في السنوات الخمس الأخيرة مع إفريقيا بشكل عام، ونيجيريا بشكلٍ خاصّ، ويوجد عدد من النيجيريين الذين يشغلون مناصب كبرى في شركات وادي السيليكون؛ مثل إمي أرتشيبونج Ime Achibong بفيسبوك، التي افتتحت معمل ابتكارات في نيجيريا في العام 2018م تحت اسم NG_Hub.
وثمة نتائج متوقعة في حالة إضافة نيجيريا لقائمة حظر السفر، وبشكل خاص على قطاع الصناعة التقنية بالبلدين في ضوء الموقع الاستراتيجي لنيجيريا لدى شركات راسخة في هذا القطاع؛ مثل “جوجل”، و”فيسبوك”، وكذا “تويتر”. كما سيدفع فرض أيّ حظر مماثل إلى دفع شراكات نيجيريا في مجال التقنية بعيدًا عن الولايات المتحدة نحو الصين.
إفريقيا صاعدة، هل تستفيد دول القارة؟([5]):
تحظى إفريقيا حاليًا، وسط فترة من الاتجاهات المتغيرة في التجارة والاستثمار الدوليين، بمزيد من الانتباه الذي تستحقه في واقع الأمر، لكن نادرًا ما تحظى به. وأصبحت القارَّة محطَّ اهتمام صُنَّاع السياسات في العالَم، وهناك سبب وجيه لذلك؛ وهو أن النشاط الذي شهدته العديد من الدول الإفريقية في سبعينيات القرن العشرين واختفى سريعًا عبر العجز والفساد والشقاق الإثني، ووصفت الإيكونوميست في مايو 2000م القارة بأنها “القارة اليائسة” في موضوع مُصَوَّر.
وقد تبدَّلت هذه الصورة مؤخرًا؛ فقد رحَّب رئيس الوزراء البريطاني قبل أيام بستة عشر زعيمًا من 21 دولة إفريقية شاركوا في قمة الاستثمار البريطانية- الإفريقية في لندن فيما اعتبره “بداية جديدة في شراكات الأعمال بيننا؛ حيث إن أكثر من نصف أسرع الاقتصادات نموًّا في العالَم توجد في إفريقيا. وإن ثلثي الاقتصادات الإفريقية تتوسَّع أسرع من المعدلات العالميَّة. إن إفريقيا هي المستقبل، ولدى المملكة المتحدة دور هائل ونَشِط لتلعبه في هذا المستقبل”.
وتعهَّدت مؤسسة تمويل التنمية التابعة للحكومة البريطانية باستثمارات بقيمة 2.6 بليون دولار في العامين المقبلين، فيما وصلت التجارة البريطانية الإفريقية في العام 2019م إلى 46 بليون دولار.
كما عقدت كلٌّ من اليابان وروسيا والصين أحداثًا مماثِلَة حضرها عددٌ أكبر من الرؤساء ورؤساء الوزراء الأفارقة. وتملك الصين حضورًا ضخمًا في القارَّة عبر الشركات المملوكة للدولة، ونحو 10 آلاف شركة خاصة عاملة في أرجاء القارة الإفريقية، وتجارة متبادلة، وصلت العام 2019م عند 208 بلايين دولار. بينما يحتل الاتحاد الأوروبي قائمة الدول المُصَدِّرَة لإفريقيا، يليه الولايات المتحدة والصين والهند.
كما شهد يناير الجاري انطلاق فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي 2020م في دافوس بحضور عددٍ كبيرٍ من القادة الأفارقة بمن فيهم وفدٌ جنوب إفريقي تَكوَّن من 50 فردًا. وركَّز المنتدى على العديد من القضايا الإفريقية المهمَّة مثل المؤسساتية، والطاقة المتجددة، والزراعة، والابتكار، والأمن، والنموّ، والتعاون الإقليمي.
ودشَّن المنتدى ما عُرِفَ بمنصَّة دافوس لأصدقاء النموّ الإفريقي Davos Friends of Africa Growth Platform بهدف تعبئة المجتمع الدولي للقيام بتحرُّك جماعيّ لمبادرة أعمال؛ لخَلْق مائة مليون فرصة عمل بحلول العام 2025م، وهو الأمر الذي تُعَدّ إفريقيا في أمسّ الحاجة إليه. وهناك رؤية متفائلة ترى أنه رغم أنَّ هناك دولاً إفريقية عديدة ستعاني من الفقر، وتواجه تحديات جمَّة مثل التغيّر المناخي؛ فإن هناك آمالاً في تحقيق التجارة والاستثمار والتكنولوجيا قفزات جيدة، لا سيَّما أنَّ الطبقة المتوسطة سريعة النموّ في العالَم، مع وجود قوة عمل هائلة في أرجاء القارَّة الإفريقية، وكذلك الطلب الكبير على السِّلع الإفريقية.
إذن، كما يَختتم المقال: هل ستصبح “إفريقيا الصاعدة” حقيقة؟ يحتاج القادة الأفارقة إلى القيام بإصلاحات من قبيل تحسين حالة المدارس، وزيادة التوظيف، وخفض الفساد، وبناء المؤسَّسات، وضمان الحكم الرشيد.
ويوصي بعض الخبراء بتخصيص المخصَّصات الماليَّة على نحو سليم، ومُلاحَقَة التطوُّرات التكنولوجيَّة، وإدخال المَيْكَنَة والذكاء الاصطناعيّ؛ من أجل تحقيق الصعود الإفريقي. وبكل وضوح: فإنَّ الموارد البشرية حيويَّة، ومِن ثَمَّ فإنَّ بناء القدرة البشرية لا بد أن تكون أولويَّة.
[1] Danielle Hyams, Ethiopian Airlines to Spend $5 Billion to Build a Next-Generation Airport for Africa, Skift, January 16, 2020 https://skift.com/2020/01/16/ethiopian-airlines-to-spend-5-billion-to-build-a-next-generation-airport-for-africa/
[2] Sa’eed Husaini, Why They Killed Patrice Lumumba: AN INTERVIEW WITH GEORGES NZONGOLA-NTALAJA, Jacobin, January 17, 2020 https://jacobinmag.com/2020/01/patrice-lumumba-assassination-anniversary-congo
[3] UK channels aid budget as it seeks closer ties with Africa post-Brexit, the Guardian, January 17, 2020 https://www.theguardian.com/business/2020/jan/17/uk-channels-aid-budget-as-it-seeks-closer-ties-with-africa-post-brexit
[4] Jake Bright, Trump’s travel ban could extend to Africa’s top tech country, Nigeria, Tech Chrunch, January 28, 2020 www.techcrunch.cm/2020/01/28
[5] Ved Nanda, Nanda: Africa is rising, but can the continent’s countries capitalize? The Denver Post, January 27, 2020 www.denverpost.com/2020/01/27