د. محمد عبد الكريم أحمد
معهد الدراسات المستقبلية – بيروت
يحاول هذا التقرير تقديم رؤية لموضوعات متنوعة حول القارة الإفريقية في الصحافة العالمية خلال الفترة الماضية ؛ بغرض رَصْد أهمّ ملامح القضايا الجارية في القارة عبر قراءة منتقاة قدر الإمكان.
كراهية الأجانب تهدّد الاقتصادات الإفريقية([1])
في سياق ظاهرة كراهية الأجانب المتصاعِدَة داخل العديد من الدول الإفريقية، لا سيما في منطقة الجنوب الإفريقي؛ تناول ديفيد بيلينج الظاهرة في مقال بفايننشال تايمز من زاوية تهديد الظاهرة للاقتصادات الإفريقية، معتبرًا إياها –الظاهرة- قوة جديدة في القارة كشفت عن نفسها بشكل واضح في حوادث قتل أكثر من 12 أجنبيًّا في مدن جنوب إفريقيا في شهر سبتمبر الجاري، ولاقت تلك الحوادث ردودًا سلبية في دول عديدة، خاصة نيجيريا، ووصلت إلى حدّ سحب الرئيس النيجيري محمد بخاري مبعوثه السامي من بريتوريا؛ احتجاجًا على مقتل مواطنين نيجيريين في الأحداث التي وصفها بارزون نيجيريون بأنها “كراهية للأفارقة” Afrophobia.
لكن بيلينج يؤكّد أن روح الوحدة الإفريقية ليست ميتة؛ فأوغندا وإثيوبيا –على سبيل المثال- تستضيفان -بكرم لافت، حسب تعبيره- مئات الالاف من اللاجئين.
كما شهد العام الحالي المشروع الأكبر في مسار الوحدة الإفريقية، وهو اتفاق التجارة الحرَّة القارية الإفريقية ACFTA الذي التزمت بمقتضاه 54 دولة إفريقية بمنطقة تجارة حرَّة تُخفّض فيها الرسوم الجمركية من 90% إلى صفر%.
وتُمثّل التجارة الإفريقية البينية 18% من إجمالي التجارة الخارجية الإفريقية، مقابل 59% في آسيا، و69% في أوروبا، وفقًا لمعهد بروكينجز.
وفي حال سماح القادة الأفارقة لظاهرة كراهية الأجانب بالخروج عن سيطرتهم –حسب بيلينج- فإن مشروع التجارة الحرَّة برُمّته سيواجه تهديدات. ولكي يُنْجَز هذا المشروع بشكل فعَّال فإن الدول الإفريقية بحاجة إلى اتخاذ “موقف ليبرالي” تجاه حركة الأفراد كما السلع والخدمات.
واختتم بيلينج مقاله باقتباس صادم –في حقيقة الأمر- من سيفو بيتيانا Sipho Pityana رئيس ما يُعرف بـ AngloGold Ashanti إذ يقول: “إن الجامعة الإفريقية أمرٌ نتحدث عنه، لكننا نتصرّف بشكل قومي”. مؤكدًا بأنه إنْ لم يقاوم القادة الأفارقة الفجوة بين الترتيبات والأفعال؛ فإن اتفاق التجارة الحرة القارية سيظل مهدَّدًا.
الغاز الطبيعي يحافظ على البيئة الإفريقية([2])
وفي مقال اقتصادي بجريدة وول ستريت جورنال أكَّد إرنست ج. مونيز أن مشروعات الطاقة المتجددة في إفريقيا جزءٌ مهِمّ للغاية في الجهود العالمية لمواجهة التغير المناخي، لكنَّ القارة ستكون بحاجة إلى ما هو أكثر من طواحين الهواء والألواح الشمسية لتحسين مستوى معيشة مواطنيها.
وعلى الرغم من نموّ اقتصاد إفريقيا؛ فإن الناتج المحلي الإجمالي بالنسبة للفرد يظل متواضعًا. ويستهلك أغلب سكان دول إفريقيا جنوب الصحراء كهرباء بمتوسط بضع مئات من الكيلووات ساعة kilowatt hours سنويًّا، مع ملاحظة أن الحدّ الفاصل بين الدول النامية والمتقدمة في مؤشّر التنمية البشرية الذي تُعِدّه الأمم المتحدة يبلغ 4000 كيلووات ساعة للفرد سنويًّا. كما يفتقر أكثر من 600 مليون إفريقي –نحو نصف عدد سكان القارة- للكهرباء. وحتى بالنسبة للأُسَر والأعمال التي لديها ارتباط بالكهرباء تواجه مشكلة عدم استمرار التيار الكهربائي.
ويشمل مستقبل الطاقة في إفريقيا –بالضرورة- الغاز الطبيعي، رغم أن دول القارة لم تستفد بعدُ، وبشكل كامل، من احتياطيات الغاز الطبيعي الغنية بها في ضوء نقص الاستثمارات والبنية الأساسية. إذ تملك إفريقيا 7% من الاحتياطيات العالمية من الغاز الطبيعي، كما يتوفر لدى إفريقيا جنوب الصحراء طاقة محتملة يمكن إنتاجها من الغاز الطبيعي تبلغ 400 جيجاوات. كما يتوفر لدى 16 دولة إفريقيا احتياطيات ضخمة من الغاز الطبيعي.
ووفق مونيز -وهو خبير في شؤون الطاقة، ومؤسِّس مبادرة مستقبل الطاقة Energy Futures Initiative بالولايات المتحدة الأمريكية-؛ فإن توسيع البنية التحتية للغاز الطبيعي في إفريقيا سيعزّز التحوُّل الصناعي السريع، ويُحسِّن حالة الصناعات القائمة في إفريقيا. خاصةً أن 15% من الناتج المحلي الإجمالي لإفريقيا يأتي من الزراعة –القطاع الاقتصادي الأكبر في القارة- التي تواجه بدورها خطر تراجع المحاصيل؛ بسبب ارتفاع أسعار الأسمدة على سبيل المثال. وترجع التكلفة المبالغ فيها في إفريقيا بشكل أساسي إلى عدم توفُّر موردين محليِّينَ لدى أغلب المزارعين الأفارقة. بينما يمثل الغاز الطبيعي القاعدة للكثير من الأسمدة.
كما التزمت الدول الإفريقية بمعالجة آثار التغيُّر المناخي؛ فقد صادقت 52 دولة إفريقية من إجمالي 55 دولة بالاتحاد الإفريقي على اتفاق باريس. وتشهد القارة مشاريع عملاقة للطاقة المتجددة، مثل مشروع «بنبان» في مصر ذو القدرة المخطط لها 1650 ميجاوت، والذي فاز بالفعل في نهاية الشهر الجاري بالمركز الأول ضمن مشروعات ينفّذها البنك الدولي على مستوى العالم، وبدأ بالفعل تشغيله بقدرة 1200 ميجاوات من مدينة «بنبان» بأسوان، ومشروع رياح بحيرة توركانا بقدرة 310 ميجاوت في كينيا، ومشروع للطاقة المتجددة في جنوب إفريقيا بقدرة متوقعة 4000 ميجاوت.
كما تلتزم دول إفريقية صغيرة بتعزيز استخدام موارد الطاقة الخضراء؛ إذ تتطلع السنغال على سبيل المثال لتوفير 25% من احتياجاتها من الطاقة من مصادر نظيفة بحلول العام 2030م بفضل مشروعات القطاع الخاص في طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
ازدهار قطاع السياحة في إفريقيا([3])
وعلى صعيد قطاع السفر والسياحة أوردت مجلة أفريكان بيزنس أن القطاع ظل محركًا رئيسًا للاقتصاد الإفريقي في العام 2018م حيث شكَّل 8.1% من الناتج المحلي الإجمالي لإفريقيا، وأسهَم في تحقيق دخل كبير للاقتصاد في إفريقيا بقيمة 94.2 بليون دولار أمريكي. وقد نمَت صناعة السياحة في الإقليم بمعدل 5.6% في الإقليم، وهو معدل جاء تاليًا للمركز الأول عالميًّا الذي احتله إقليم آسيا الهادئ وفقًا لتقرير صادر في العام 2019م بعنوان Hospitality Report (تقرير الضيافة) مقارنة بمعدل نموّ عالميّ يبلغ 3.9% سنويًّا.
ووفقًا للتقرير فقد زار إفريقيا في العام 2018م نحو 67 مليون سائح، ما مثَّل زيادة في عدد القادمين مقارنة بالعام 2017م نحو 7%؛ (حيث وصل عدد القادمين في العام 2017م نحو 63 مليون فرد، و58 مليون فرد في العام 2016م).
وسجَّلت جنوب إفريقيا والمغرب أهم مقصدين سياحيين في إفريقيا؛ من حيث عدد القادمين؛ إذ بلغ عددهم 11 و10 ملايين نسمة على الترتيب.
كما كان لتخفيف إثيوبيا من قواعد منح التأشيرات، وتحسين بنيتها الأساسية في مجال النقل؛ أثره في ارتفاع صناعة السياحة في إثيوبيا بنسبة 48.6% في العام 2018م محققة عائدات تم تقديرها بنحو 7.4 بليون دولار.
ويمثل قضاء الإجازات الهدف الأول لأغلب الزُّوَّار الأجانب بنسبة 71% من الإنفاق السياحي على الأنشطة الترفيهية.
وأرجع التقرير تزايد أعداد السائحين في إفريقيا إلى إطلاق حكومات إفريقية، لا سيما كينيا ورواندا وجنوب إفريقيا، لعدد كبير من المبادرات لتنشيط السياحة في القارة، بما في ذلك استراتيجيات تطوير السياحة؛ مثل مايس MICE؛ حيث تنظم الدول أحداثًا وفعاليات؛ مثل الاجتماعات، والحوافز الدعائية، والمؤتمرات والمعارض؛ لجذب الأعمال والشركات الدولية.
ورغم هذا النمو؛ فإن إفريقيا ككل لا تزال تحظى بشريحة صغيرة للغاية من سوق السياحة العالمي، ومسؤولة عن 62.9 مليون رحلة (أو نحو 5.1%) من إجمالي الرحلات في العالم في العام 2016م، والتي بلغت 1.2 بليون رحلة، وفقًا لتقرير منفصل صادر عن بنك التنمية الإفريقي، كما قلَّ عدد الغرف الفندقية في العام 2019م ليصل إلى نحو 46 ألف غرفة في 276 فندقًا، مقارنة بنحو 76 ألف غرفة في 418 فندقًا في العام 2018م.
وحقَّقت شركة طيران الإمارات Emirates الربح الأكبر في السماوات الإفريقية في العام 2018م؛ حيث كسبت أكثر من 837 مليون دولار بشبكة رحلات لا تُقَارَن، لا سيما الخط الأكثر ربحية بين دبي وجوهانسبرج الذي حقَّق وحده في الفترة من أبريل 2018 إلى مارس 2019م ربحًا قدره 315.6 مليون دولار.
ومع تدافع الدول للحصول على مزيد من حصة سوق السياحة الإفريقية؛ فإن المرحلة المبكِّرة من اتفاق التجارة الحرَّة القاريَّة الإفريقية يُتوقع أن يُعزّز -على نحو ملموس- الرحلات البينية الإفريقية.
لماذا تبني الصين إفريقيا؟([4])
مقال هام للبروفيسور بانوس موردوكوتاس أستاذ الاقتصاد بجامعة كولومبيا عن الدور الصيني في إفريقيا، يفتتحه بعبارة كاشفة لرأيه: إن الصين تنتشر في كافة أرجاء إفريقيا هذه الأيام، تُشيّد الطُّرُق، والجسور، والموانئ، وتقوم بما كان يقوم به المستعمرون الأوروبيون منذ وقت طويل”.
وفي محاولة منه للبحث عن السبب وراء إقدام الصين على ذلك؛ يؤكد أن السبب الظاهري هو سعي الصين لوضع القارة على الخريطة العالمية، ومساعدة الدول الإفريقية في تطوير بنية تحتية يُعتمَد عليها، وهو ما تحتاج إليه الدول الإفريقية لاستدامة النمو الاقتصادي واللحاق بالاقتصاد العالمي.
لكنَّ أسفل السطح تأتي إجابة مغايرة؛ فالصين تستثمر في إفريقيا للحصول على نفوذ سياسي ودبلوماسي كما كان الحال في جنوب شرق آسيا. وينقل تصورًا بأنه “رغم أن هذه المشروعات تُمَوَّلُ بالقروض الصينية، وتُبْنَى على يد المقاولين والعمال الصينيين، فإنَّ أغلبها مصمَّمَة لتكبيل الدول الإفريقية بعلاقة سياسية ودبلوماسية بعيدة المدى مع الصين في المقام الأول، وليس صنع المال”.
إذ يمكن للصين أن تستخدم علاقتها الدبلوماسية، على سبيل المثال، للحصول على أصوات إفريقيا حول مسائل حساسة واستراتيجية بالنسبة لها في الأمم المتحدة؛ مثل تايوان، وبحر الصين الجنوبي، وتفادي المحاسبية الدولية في قضايا داخلية مثل مسألة مسلمي الإيجور.
ويمكن القول: إن هذه المشروعات تُمَثِّل أهمية حيوية اقتصادية للدول الإفريقية، وهي أهمية تظل معتمدة على صحة الفرضيات التي تبرر تدشينها. وعلى سبيل المثال فإنَّ الصين تُمَوِّل وتبني مشروع تحديث خطّ سكك حديدية في كينيا بين مدينتي نيروبي وممباسا بقيمة 3.6 بليون دولار، وفي هذه الحالة فإن الأداء فاق التوقعات بخصوص حجم المسافرين أو البضائع، غير أنَّ للمشروع أبعادًا إقليمية في طور التحقق، ويمكن أن يقود لظهور كينيا كرائد اقتصادي في شرق إفريقيا.
لكنَّ هذا المشروع يمثل استثناء وليس قاعدة. وعلى سبيل المثال فإن أغلب الاستثمارات الصينية في إفريقيا تتركز في دولتي نيجيريا وأنجولا، وهي استثمارات مرتبطة بقوة بالصناعات البترولية في البلدين، وتصاحبها استثمارات تجارية من قبل هيئات وشركات صينية.
وفي هاتين البلدين فإن الاستثمارات الصينية في قطاع الطاقة تتجاوز بقليل 30% لصالح حكومة الصين، في حين أن استثمارات الشركات الصينية في شركات الطاقة يمثل 60% من إجمالي الاستثمارات التجارية الصينية (بمعنى أن الاستثمارات الصينية بشكل أكبر تركز على الدخول في شركات مع شركات البترول، وليس المساهمة مباشرة في مشروعات لصالح حكومتي نيجيريا وأنجولا)، وهو ما يعني أن الصين تستخدم مشروعات البنية التحتية في قطاع الطاقة المموّلة من حكومتها لفتح الباب أمام هيمنة الشركات الصينية على شركات الطاقة الإفريقية، وهو ما يقلّل من استفادة الشركاء الأفارقة، خاصةً إن أقدمت الحكومة الصينية على استخدام تمويل مشروعاتها للاستفادة من أسعار أدنى لصادرات إفريقيا البترولية للصين.
وهو الأمر الذي سيعود بالنفع تمامًا على الصين والنُّخَب المحلية التي تتحكم في قطاع الطاقة.
وفي النهاية؛ فإن الأمر يعود للدول الإفريقية ذاتها في أن تقرّر مدى مساهمة مشروعات بكين في بناء إفريقيا، ومدى خدمة هذه المشروعات لمصالح الدول أو الأفراد.
عقد المؤتمر العالمي حول الفقر في منطقة عشوائية بنيروبي([5])
تمَّ الإعلان رسميًّا عن عقد مؤتمر عالمي حول الفقر في ضاحية كيبرا Kibera العشوائية بنيروبي على هامش إعلان منتدى الفقر العالمي World Poverty Froum في نيويورك (25 سبتمبر خلال اجتماعات الجمعية العامة)، والذي يصفه الكثيرون بأنه “دافوس الفقراء” Davos with the poor. وقاد هذا الحدث رائد الأعمال الاجتماعية الكيني كينيدي أوديدي K. Odede الذي نشأ في كيبرا نفسها بهدف جذب قادة العالم وصنع القرار معًا نحو “تغيير الدينامية” التي يقاربون بها المسائل العالمية الكبرى.
وحسب تعبيره؛ فإن الوقت قد حان لكي يأتي صُنَّاع السياسات “إلينا”؛ فنحن من الناس والمجتمعات التي تقوم بعمل عظيم على الأرض. خاصة أن اجتماعات دافوس لا تُتِيح لهم الفرصة للتفاعل مع الفقراء، ومع من يقومون بالعمل في تلك المجتمعات؛ ولذا فإن هذا المنتدى سيسدّ هذا الفراغ.
وسيتناول المنتدى -المقرَّر عقده في يناير 2020م- قضية الفقر في العالم عبر مراجعة ديناميات القوة غير المتكافئة لمؤتمرات التنمية الدولية، يقول أوديدي: إن هذا المنتدى سيكون مثالاً نادرًا من حيث اختيار مؤتمر دولي لموقع انعقاده لإحداث التأثير المطلوب في المخرجات. ومن المقرر أن يحضر هذا المؤتمر قادة نافذون وقادة مجتمعات من كيبرا نفسها، ومن بقية أجزاء إفريقيا والهند والبرازيل، وتحضر فكرة تمثيل من يوجدون على الخطوط الأمامية في مواجهة الفقر.
وسيهدف المنتدى إلى الحثّ على الإسراع في تلبية أهداف التنمية المستدامة وهو الأمر الذي كان محل انتقادات في الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الحالية (للعام 2019م) لخروجها عن مسارها، وعدم رجحان القدرة على تلبية هدف 2030م.
وسيركّز المنتدى -المقرر عقده على مدار يومين- على تقديم حلول عملية لمسائل الصحة والتعليم والصراع والأزمة المناخية، وهي مسائل تُبقِي عددًا كبيرًا من الأفراد في حالة الفقر. وستزور الوفود مشروعات في كيبرا، كما سيحتفون برُوّاد في الحرب العالمية ضد الفقر (مثل الأفراد، وشركات التقنية المبتدئة، والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات)، مع تدشين “جوائز كيبرا” Kibera Awards.
مكتبة صغيرة بصقلية للتوعية بشأن الهجرة الإفريقية([6])
أما كوارتز أفريكا فقد عرضت موضوعًا طريفًا حول مكتبة صغيرة بجزيرة صقلية الإيطالية تستهدف توعية المواطنين الإيطاليين بمسألة الهجرة الإفريقية إلى أوروبا، خاصة بعد مواقف الحكومة الإيطالية المتشددة تجاه هذه المسألة منذ تكوين الحكومة اليمينية في يونيو 2018م.
قررت إيمانويلا بيستون E. Pistone -في السياق المعادي أو غير المتفهم في الغالب لهجرة الأفارقة إلى أوروبا من قبل المواطنين الأوروبيين- افتتاح “المكتبة الإفريقية الصغيرة” Piccola Biblioteca d’Africa في جزيرة صقلية المهمة التي تُعتبر ممرًا مؤقتًا للمهاجرين وموطنًا للعديد منهم في نفس الوقت. وافتُتحت المكتبة في العام 2014م كمجال لتحدِّي التنميطات الغالبة عن المهاجرين الأفارقة وثقافاتهم، وكمكان يُتيح لهم الفرصة لرواية حكاياتهم بأنفسهم. وبمرور الوقت أصبحت المكتبة الصغيرة أحد المنافذ القليلة التي تُتِيح أمام طالبي اللجوء والأهالي التعلُّم من بعضهم البعض، وتكوين روابط إنسانية.
تقول بيستون -وهي مديرة مسرح مُتخصِّصَة في المسرحيات الإفريقية-: “إن هناك الكثير للغاية من المجتمعات الغربية التي تتجاهل الإسهام الثقافي الإفريقي في العالم، بداية من الأدب”، وقد دشّنت المشروع بمنح 200 كتاب من مجموعتها الخاصة التي تحتوي بعض أعمال كبار الأدباء والمفكرين الأفارقة؛ مثل شينوا أتشيبي، وليبوبولد سنجور، وول سوينكا، وتعطي الآن الأولوية للأصوات الجديدة والمعاصرة في الحياة الثقافية الإفريقية.
ورغم أن المكتبة جذبت في البداية طلاب الجامعات المتخصصين في الأدب الإفريقي وعمال الإغاثة الإنسانية بمراكز مساعدة المهاجرين؛ إلا أن المكتبة تستقبل كل من يود التعرف على الثقافة الإفريقية. كما تستهدف المكتبة التعريف بأجيال شابَّة من المبدعين الأفارقة، والمساعدة في نشر أعمالهم، كما تمَّ مع السنغالي باي جايي Baye Gaye الذي صدرت عن المكتبة طبعة كتابه الأولى بعنوان “Inside Grandma Ina’s Garden“، وهي مجموعة من القصص المصورة من تراث بلاده.
[1] David Pilling, Xenophobia threatens African economies as well as their moral standing, Financial Times, September 25, 2019 https://www.ft.com/content/da5a7a46-dec7-11e9-9743-db5a370481bc
[2] Ernest J. Moniz and Alain Ebobissé, Natural Gas Will Make Africa Greener, Wall Street Journal, September 24, 2019 https://www.wsj.com/articles/natural-gas-will-make-africa-greener-11569366698
[3] Across Africa tourism is booming, September 24, 2019 https://africanbusinessmagazine.com/sectors/tourism/across-africa-tourism-is-booming/
[4] Panos Mourdoukoutas, Why Is China Building Africa? Forbes, September 21, 2019 https://www.forbes.com/sites/panosmourdoukoutas/2019/09/21/why-is-china-building-africa/#1ecb4f31502c
[5] Traceu Mcveigh, Turning the tables: global poverty conference to be held in a slum, the Guardian, September 25, 2019 https://www.theguardian.com/global-development/2019/sep/25/global-poverty-conference-to-be-held-in-slum
[6] Stefania D’Ignoti, The small library in Sicily that helps Italians understand African migration to Europe, Quartz Africa, September 21, 2019 https://qz.com/africa/1713525/the-sicily-library-for-italians-understand-african-migration/