أصدر اتحاد علماء إفريقيا بيانا حول وباء فيروس كورونا، داعيًا إلى اتخاذ تدابير من قبل الدول والهيئات لمواجهة هذا والوباء وآثاره المدمرة.
وقال البيان إن العالم قد أصيب بالخوف والفزع في هذه الفترة جراء وباء فيروس كورونا الذي أصاب معظم الدول شرقًا وغربًا, جنوبًا وشمالًا, على تفاوت في الضرر, وأن الدول الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء لم تكن مستثناة منها, على الرغم من قلة نسب الإصابات.
وأضاف البيان أن هذا الوضع الخطير يستوجب اتخاذ تدابير من قبل الدول والهيئات لمواجهة هذا الوباء.
ونصح اتحاد علماء إفريقيا الحكومات بالتنسيق مع القيادات الدينية في بلدانهم من أجل تضافر الجهود لمواجهة خطر الوباء.
كما دعا البيان العلماء والدعاة وأئمة المساجد إلى الإسهام بتوعية الناس بترتيبات مواجهة الوباء بالمعلومات الصحيحة من أهل الاختصاص وبالأدلة الشرعية .
ولفت البيان إلى أن الأدلة الشرعية تدل على جواز إغلاق المساجد لدفع الضرر، داعيًا الشعوب إلى التعاون مع الجهات المختصة لحسن التنفيذ.
وختم علماء إفريقيا بيانهم بضرورة الدعاء والتضرع والتوبة إلى الله لما في ذلك من أثر في رفع المصائب.
واتحاد علماء إفريقيا جنوب الصحراء هيئة إسلامية تأسست عام 2011، ينضوي تحتها علماء من إفريقيا جنوب الصحراء، ومقرها في باماكو عاصمة جمهورية مالي، ويرأسها الدكتور سعيد برهان عبدالله، وأمينها العام الدكتور سعيد محمد بابا سيلا.
ويعد هذا الاتحاد مرجعية علمية فاعلة في المجتمعات الأفريقية، تعزز دور العلماء والدعاة في قيادة المجتمع بشرائحه وطبقاته؛ وتضبط الفتوى، وتتفاعل مع القضايا والأحداث العامة في القارة، وتعبر عن مسلمي إفريقيا في المحافل المحلية والإقليمية والدولية.
وفي محاولة لاستجلاء جوانب البيان المختلفة قامت “قراءات إفريقية” بعمل حوار مع الأمين العام لاتحاد علماء أفريقيا، د. سعيد سيلا.
وفيما يلي نص الحوار:
بسم الله الرحمن الرحيم
حوار مع الأمين العام لاتحاد علماء أفريقيا، د. سعيد سيلا، للتعليق على بيان الاتحاد بشأن وباء ( كورونا)
حياكم الله فضيلة الشيخ الدكتور سعيد في هذا اللقاء للتعليق على بيان الاتحاد،
أهلا وسهلا بكم..
نعلم أن طبيعة البيانات الاختصار والتركيز، ولذلك نحاول في هذا الحوار الموجز إيضاح بعض النقاط التي تضمنها البيان.
حمل البيان طلب الحكومات بحسن التنسيق مع القيادات الدينية، وهذا ولا شك له أهميته، ألا ترون أن هناك أشياء أخرى تطالب بها الحكومات، مثل: المبادرة إلى أخذ الاحتياطات والاستفادة من تجارب الدول الأخرى-خاصة أن الوباء تأخر ظهوره في أفريقيا-، وكذلك نشر الوعي وإعطاء المعلومات والبيانات الصحيحة.
نعم بالتأكيد هناك أشياء أخرى تطالب بها الحكومات، وبعضها وضعت قيد العمل في كثير من الدول حتى قبل وصول الوباء، والمتابعة تبقى ضرورية حتى تؤدي دورها، والعلماء لهم دور في بلادهم في الحث على اتخاذ هذه التدابير وحسن تنفيذها.
ما الأدوار المطلوبة من العلماء والدعاة وأئمة المساجد –وهم قادة للمجتمع- في مثل هذه الظروف، خاصة فيما يتعلق ببث الطمأنينة ونشر السكينة والتفاؤل، والتفاعل الإيجابي مع التوجيهات الرسمية والطبية.
يتركز دورهم على هذه الأمور:
-تقوية الجوانب الإيمانية في المجتمع مما يبحث على الطمأنينة والتفاؤل ويحول دون الهلع والجزع أو اللامبالاة .
-التوعية بضرورة الامتثال للتدابير الصحية والتي تتوافق غالبا مع ما أقره ديننا الحنيف من الشعائر والآداب.
-التنسيق بين الجهات الرسمية والشعبية في تنفيذ التدابير الوقائية التي قد تلقى نوعا من الاعتراض لأسباب مختلفة.
في مثل هذه النازلة والمصائب يختل التوازن بين التوكل على الله والأخذ بالأسباب الصحيحة، فما توجيهكم حيال هذا الأمر؟
إظهار التلازم بين هذه الأمور أي الأخذ بالأسباب والتوكل على الله بالاستناد إلى النصوص الشرعية والشواهد العملية في السنة والسيرة النبوية، وبثها بين الناس بالوسائل المتنوعة وهي كثيرة بحمد الله تعالى.
ماذا يرغب الاتحاد أو يتوقع من رجال الأعمال والأطباء والأكاديميين وعموم قيادات المجتمع، تجاه هذه النازلة.
المرجو من كل هذه الفئات هذه الأمور:
-الشعور بالمسؤولية الفردية والجماعية حيال هذه الأزمة.
-إظهار النموذج المثالي للتكامل والتضامن في مواجهة ما يترتب على هذا الوباء من صعوبات في حياة الناس على اختلاف طبقاتهم، وإن كانت الطبقات الكادحة هي التي تلقى أكبر الضنك.
هل في رؤية الاتحاد تبني مبادرات عملية تجاه هذه النازلة، سواء فيما يتعلق بنشر الوعي أو تنسيق الجهود وتظافرها، أو في تحفيز العاملين في مواجهتها ومساندتهم، أو في مساعدة المتضررين والوقوف معهم.
نعم وهي قيد الإعداد بإذن الله.
إذن لعلنا من خلال هذا المنبر (قراءات إفريقية) نطلق دعوة اتحاد علماء أفريقيا للعلماء والمهتمين أن يقدموا مقترحاتهم وأفكارهم لمبادرات عملية لمواجهة هذه النازلة تناسب عمل الاتحاد.
شكر الله لكم د. سعيد على تفضلكم بهذا التعليق.