أجرى محمد إدريس ديبي، الرئيس التشادي الانتقالي، زيارة إلى إسرائيل في 1 فبراير الجاري (2023م)، والتي شهدت افتتاح السفارة التشادية هناك، لتعكس مرحلة جديدة من التقارب التشادي الإسرائيلي عقب مرحلة من القطيعة امتدَّت لعقود طويلة، في إطار المساعي المشتركة لتعزيز العلاقات الثنائية بين الطرفين.
وتعد هذه الزيارة هي الأولى لديبي الابن منذ صعوده إلى السلطة خلفًا لوالده إدريس ديبي في مايو 2021م، وعقب خمس سنوات من إعادة إحياء العلاقات الثنائية في عام 2018م. كما أنها تُعدّ الزيارة الثانية لرئيس تشادي لإسرائيل عقب زيارة ديبي الأب في نوفمبر 2018م التي اعتُبِرَت بمثابة تحوُّل استراتيجي في مسار العلاقات بين الجانبين، خاصةً أنها تلتها زيارة بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، إلى نجامينا في يناير 2019م، والتي أعلن فيها عن عودة العلاقات الدبلوماسية الثنائية، وذلك بعد قطيعة امتدت منذ عام 1972م.
كما تعد هذه الزيارة بمثابة خطوة ذات رمزية كبيرة تعكس نصرًا دبلوماسيًّا لإسرائيل في ضوء مساعي الدبلوماسية الإسرائيلية لتسجيل بعض النقاط الإضافية في علاقاتها مع الدول الإفريقية ذات الأغلبية المسلمة، خاصةً أن تشاد قد قاطعتها على مدار أكثر من 46 عامًا، كما أنها تضم أغلبية مسلمة.
أولًا: أبرز مؤشرات التقارب
تنظر إسرائيل إلى تشاد على أنها دولة استراتيجية ومركزية في إفريقيا، وهو ما يبرزه الخطاب الإسرائيلي الذي يعكس بدَوْره اهتمامًا ملحوظًا بالعلاقات مع تشاد، في ضوء اعتقاد سائد لدى صانع القرار الإسرائيلي بأن مستقبل قارة إفريقيا مرتبط بشكل أساسي بمستقبل منطقة الساحل والصحراء. وهو ما يتماهى مع تعهُّد نتنياهو عقب عودته لرأس السلطة مؤخرًا بتوسيع دائرة العلاقات الدبلوماسية مع الدول العربية والإسلامية في المنطقة، بما في ذلك إفريقيا.
وبالرغم من أن الجولات الدبلوماسية بين تشاد وإسرائيل قد بدأت علنًا في عام 2016م عقب زيارة دوري جولد، مدير عام بوزارة الخارجية الإسرائيلية، إلى نجامينا، والتي تزامنت مع رفع حكومة نتنياهو حينذاك شعار (إسرائيل تعود إلى إفريقيا، وإفريقيا تعود إلى إسرائيل)؛ إلا أن المرحلة التالية قد اتسمت باستمرار التفاعلات والمفاوضات السرية بين الجانبين من أجل استعادة العلاقات الدبلوماسية حتى زيارة الرئيس السابق إدريس ديبي إلى إسرائيل في 25 نوفمبر 2018م، والتي تلتها زيارة نتنياهو إلى تشاد في 20 يناير 2019م؛ حيث شهدت عودة العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين. وهو ما دفَع الإسرائيليين للاعتقاد بأن عودة العلاقات الدبلوماسية مع تشاد في عام 2019م قد مهَّدت الطريق لاتفاقيات أبراهام التي قادت لتوقيع اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل وبعض الدول العربية الإسلامية في المنطقة. حتى أن نجامينا قد أبدت نيتها في عام 2020م افتتاح بعثة دبلوماسية رسمية في إسرائيل.
إلا أنه عقب رحيل الرئيس ديبي في أبريل 2021م، وصعود ديبي الابن لرئاسة المرحلة الانتقالية في البلاد، شهدت العلاقات التشادية الإسرائيلية حالة من الفتور فسَّرها البعض بتبنّي الحكومة التشادية الانتقالية نَهجًا حذرًا تِجاه مسألة التطبيع مع إسرائيل باعتبارها عبئًا في هذه المرحلة أكثر منها مصدر قوة لنظام الحكم الانتقالي الذي يواجه العديد من التحديات الداخلية والإقليمية في هذه المرحلة.
غير أن الاتصالات بين الطرفين ظلت مستمرة، وعزَّزها الجانب الإسرائيلي بتعيين سفير غير مقيم لدى تشاد في مايو 2022م. إضافة إلى تبادل بعض الزيارات بين مسؤولي الطرفين؛ حيث قام عبد الكريم إدريس ديبي، شقيق الرئيس الحالي والمقرَّب منه، بزيارة سرية إلى إسرائيل في عام 2021م. كما زار ديفيد بارنيع، مدير الاستخبارات الإسرائيلية “الموساد”، نجامينا سرًّا في يناير 2022م للتمهيد لزيارة ديبي الابن الأخيرة لإسرائيل.
وتشير بعض التقديرات إلى لعب جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” دورًا بارزًا في استعادة الدفء للعلاقات بين الطرفين؛ تمهيدًا للتطبيع بينهما بافتتاح السفارة التشادية هناك، وهو ما يشير إلى أهمية العلاقات الأمنية بين الجانبين خلال السنوات الأخيرة، مع ترجيح أن يكون الجانب الأمني حجر زاوية في العلاقات التشادية الإسرائيلية خلال المرحلة المقبلة في ضوء التطورات الإقليمية والتحديات الأمنية التي تواجه تشاد في محيط إقليمي مضطرب.
ثانيًا- دوافع التقارب بين الطرفين
ثمة دوافع متباينة للتقارب الاستراتيجي بين كل من تشاد وإسرائيل خلال السنوات الأخيرة والتي توّجتها زيارة ديبي الابن للأخيرة.
1- الدوافع التشادية
يمكن الإشارة إلى أبرز دوافع نجامينا من التقارب مع إسرائيل على النحو التالي:
أ- استقرار ديبي الابن في السلطة: وهو ما يدفعه لطلب المساندة والدعم من جانب إسرائيل لتعزيز نفوذه الداخلي في البلاد، تمهيدًا لبقائه في السلطة عقب إجراء الانتخابات الرئاسية بمجرد انتهاء المرحلة الانتقالية في البلاد. ومع تنامي التحديات الداخلية التي تواجه السلطة الانتقالية في تشاد خلال الفترة الأخيرة، يمكنها أن تستفيد من الخبرات الإسرائيلية في مجالات متعددة؛ لعل أبرزها؛ دعم المرحلة الانتقالية، والخبرة العسكرية، وتبادل الخبرات لا سيما في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظَّمة والعابرة للحدود والدعم في مجالات الاقتصاد والصحة والتعليم والابتكار التكنولوجي والتقنيات الزراعية والمائية والطاقة المتجددة.
ب- الدعم الأمريكي لنظام ديبي الابن: وذلك من خلال توظيف إسرائيل في التقارب مع واشنطن التي تربطهما علاقة تحالف استراتيجي بهدف تحسين صورة نظام ديبي الابن لدى الأخيرة، وضمان عدم معارضة واشنطن بقاءه في السلطة عقب انتهاء المرحلة الانتقالية التشادية، خاصة في ضوء تراجع النفوذ الفرنسي في المنطقة.
جـ- تشاد كمحطة عبور لترسيخ النفوذ الإسرائيلي بالقارة: يبدو أن تشاد ترغب في تقديم نفسها لإسرائيل باعتبارها نقطة عبور لها للتوغل في العمق الإفريقي، وبخاصة منطقة الساحل والصحراء. إضافة إلى طمأنة إسرائيل بأن تشاد تقف إلى جوارها في مسألة الانضمام للاتحاد الإفريقي بصفة مراقب، والتي تم تعليق البتّ فيها خلال أعمال قمة الاتحاد الإفريقي في فبراير 2022م بعد انقسام الدول الأعضاء. وتجدر الإشارة إلى أن تشاد قد صوّتت لصالح انضمام إسرائيل إلى الاتحاد الإفريقي بصفة عضو مراقب في عام 2021م.
د- تعزيز التعاون في مجالات متعددة: ترغب نجامينا في الاستفادة من الخبرات التي تقدمها إسرائيل للدول الإفريقية، بما في ذلك التعاون الاقتصادي والأمني والتكنولوجي، واستقطاب المزيد من الشركات الإسرائيلية لتشاد، لا سيما أن إسرائيل تُروّج لامتلاكها خبرات متقدمة في مجالات الزراعة لتوفير الأمن الغذائي والتكنولوجيا؛ لخلق الفرص التنموية للأفارقة، بالإضافة إلى الأمن من أجل مكافحة الإرهاب لضمان السلام والاستقرار الإقليمي في المنطقة.
هـ- الاستفادة من الخبرات الأمنية الإسرائيلية: هناك قناعة لدى النظام الحاكم في تشاد بأهمية تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي مع إسرائيل التي استطاعت مؤخرًا -حسب تقارير- الكشف عن علاقات تربط بين بعض الأطراف الداخلية في تشاد وعناصر تابعة لإيران وحزب الله وحركة حماس الفلسطينية. وهو ما يتماشى مع قيام إسرائيل بتقديم نفسها كشريك أمني مهم للدول الإفريقية، والترويج لخبراتها في مجال مكافحة الإرهاب، وامتلاك وسائل تكنولوجية للتنصت والمراقبة، إضافة إلى دور الشركات الأمنية الخاصة لتطوير أداء الحرس الرئاسي ووحدات النخبة في بعض الدول الإفريقية المختلفة بما في ذلك تشاد.
2- الدوافع الإسرائيلية
يمكن الإشارة إلى أبرز الأسباب التي تدفع إسرائيل للتقارب مع تشاد على النحو التالي:
أ- الموقع الاستراتيجي لتشاد: فهي تقع في قلب إفريقيا، وتعد بمثابة بوابة مهمة للانطلاق نحو العمق الإفريقي في مناطق الساحل وغرب ووسط إفريقيا. كما أنها تمثل نقطة تماس استراتيجية مع بعض الدول العربية؛ بحكم جوارها المباشر مع دولتي السودان وليبيا، وغير المباشر مع دولتي مصر والجزائر. وهو ما يجعلها تمثل امتدادًا استراتيجيًّا للمصالح الاستراتيجية المصرية والعربية.
ب- تعزيز الحضور الإسرائيلي في القارة: تسعى إسرائيل إلى توسيع رقعة نفوذها في إفريقيا إلى منطقة الساحل، والبحث عن موطئ قدم استراتيجي لها، في محاولة لملء الفراغ؛ خاصةً بعد انسحاب فرنسا التدريجي من بعض دول المنطقة خلال الفترة الأخيرة، وتصاعد التنافس الدولي والإقليمي هناك. ومِن ثَم، تهدف التحركات الإسرائيلية إلى محاولة امتلاك بعض أوراق الضغط لمساومة بعض القوى الفاعلة في المنطقة مثل روسيا على عدد من الملفات في مناطق استراتيجية أخرى مثل الشرق الأوسط.
جـ- توسيع دائرة العلاقات مع الأفارقة: ترى إسرائيل أن تطبيع العلاقات مع تشاد سيمثل فرصة كبيرة لتوسيع دائرة الحلفاء الأفارقة التي تستطيع إسرائيل أن توظّفهم مستقبلًا في الدفاع عن قضاياها، وتحسين سِجِلّ تصويت الأفارقة على المسائل المتعلقة بإسرائيل في المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة واليونسكو، إضافة إلى التمهيد لتجديد المطالبة بالحصول على عضوية مراقب في الاتحاد الإفريقي خلال الفترة المقبلة. وفي نفس الوقت تقليص الدعم الإفريقي، وكسر الكتلة التصويتية الإفريقية المؤيدة للقضية الفلسطينية. فقد تغيبت تشاد في عام 2022م عن تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لإحالة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى محكمة العدل الدولية.
د- اختراق تكتل دول الممانعة بإفريقيا: يبدو أن هناك حملة استقطاب إسرائيلية جديدة في إفريقيا؛ من أجل اختراق الممانعة الإفريقية من جانب بعض الدول الإفريقية ذات الأغلبية المسلمة؛ للتطبيع معها، مثل مالي والنيجر. فقد تزامن مع زيارة ديبي الابن لإسرائيل زيارة أخرى لوزير الخارجية الإسرائيلي للسودان بهدف تعزيز العلاقات الثنائية بين الطرفين. كما جرت اتصالات في مارس 2022م بين إسرائيل والنيجر بهدف تعزيز العلاقات الثنائية؛ تمهيدًا لتطبيعها في فترة لاحقة.
هـ- تقليص النفوذ الإيراني في المنطقة: تسعى إسرائيل إلى التصدي لإيران وأذرعها الممتدة لا سيما حزب الله في منطقة الساحل، خاصةً بعدما أشارت تقارير استخباراتية إسرائيلية إلى تعاون عناصر من حركة حماس الفلسطينية مع عناصر من الجالية اللبنانية في إفريقيا بدعم من طهران وحزب الله. وأكدت أنها مرتبطة بعلاقات مع أطراف عربية وإسلامية في الداخل التشادي. وهو ما يهدّد مصالح إسرائيل في المنطقة. وتكتسب زيارة ديبي الابن لإسرائيل أهميةً خاصةً؛ خاصةً أنها جاءت بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الإيراني لموريتانيا، وهو ما يعكس حجم التنافس بين الجانبين على الساحة الإفريقية.
و- آفاق رحبة للتعاون الاقتصادي: يمثل العامل الاقتصادي دافعًا رئيسيًّا للتوغل الإسرائيلي نحو تشاد ومنطقة الساحل، في ظل مساعي إسرائيلية للحصول على حصة من النفط التشادي من خلال المساهمة في عمليات التنقيب عن النفط والمعادن، وتقديم المساعدات اللوجستية والعسكرية للقوات التشادية التي تقوم بحماية حقول النفط على الحدود مع الجنوب الليبي. إضافة إلى الاستفادة من احتياطيات اليورانيوم الذي تحتاجه إسرائيل لمواصلة البرنامج النووي لديها. كما تسعى إلى فتح منافذ تجارية واستثمارية في بعض المجالات الحيوية مثل التكنولوجيا الزراعية والثروة الحيوانية والطيران الجوي بهدف تقريب المسافة التي تقطعها شركات العال الإسرائيلية في طريقها لقارة أمريكا الجنوبية. فيما ترغب إسرائيل في فتح سوق واسعة للصادرات التسليحية الإسرائيلية في قارة إفريقيا التي تَعجّ بالعديد من الصراعات والنزاعات في مناطقها المختلفة.
ز- تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي في المنطقة: تجد إسرائيل في تشاد موقع جيوستراتيجي يسمح لها بمراقبة حركة تهريب الأسلحة من ليبيا إلى غزة حسب ادعاءات إسرائيلية. إضافة إلى الاتهامات الموجهة لطهران وحزب الله بالتورط في تهريب أسلحة لبعض الأطراف الإقليمية في المنطقة مثل جبهة البوليساريو. كما يمكن لإسرائيل لعب دور في مجال مكافحة الإرهاب في الساحل لتقديم نفسها كشريك أمني مهم لدول المنطقة بما يعزز نفوذها، خاصةً في ظل تصاعد نشاط التنظيمات الإرهابية هناك.
حـ- خلق حزام استراتيجي في المنطقة: والذي يربط بين مناطق استراتيجية هي شرق إفريقيا والساحل وغرب إفريقيا من خلال تدشين شبكة إقليمية تضم حلفاء إسرائيل الاستراتيجيين مثل إثيوبيا وجنوب السودان والسودان وتشاد، وسط مساعٍ إسرائيلية لتوسيع دائرة تحالفاتها الإقليمية في المنطقة خلال الفترة المقبلة. وذلك بهدف تحجيم الأدوار المناوئة لها، وتطويق نفوذ بعض القوى الإقليمية في المنطقة.
ثالثًا- تداعيات محتملة
يحمل التقارب التشادي الإسرائيلي -الذي تجلَّى في زيارة ديبي الابن إلى إسرائيل، وافتتاح سفارة تشادية هناك- جملةً من التداعيات المحتملة.
فمن المتوقع أن يستمر الجانب الإسرائيلي في المضيّ قدمًا نحو فكّ العزلة الإقليمية، ومحاولة استمالة الكتلة التصويتية الإفريقية الممانعة لإسرائيل في المحافل الإقليمية والدولية. وهو ما يسهّل عملية الاختراق الإسرائيلي في العمق الإفريقي، واستقطاب المزيد من الدول الإفريقية الأخرى لتعزيز علاقاتها مع إسرائيل، وربما يمهّد ذلك لاستئناف وتوسيع اتفاقات أبراهام في إفريقيا؛ من خلال بوابة تشاد خلال الفترة المقبلة، لا سيما النيجر ومالي.
وقد يدفع التوغل الإسرائيلي في الساحل نحو انخراطها في مجال مكافحة الإرهاب، وتقديم المزيد من الخبرات والمساعدات اللوجستية؛ الأمر الذي قد يرسّخ من حضورها الاستراتيجي في الساحل وغرب إفريقيا. وفي سياق متصل، قد تحقّق إسرائيل خطوات متقدمة بشأن تحجيم التحركات الإيرانية في المنطقة، وزيادة الضغط على الجاليات اللبنانية المرتبطة بطهران وحزب الله في غرب إفريقيا لوقف عمليات الدعم وتهريب الأموال والأسلحة من خلالها.
في المقابل، قد يواجه النظام الحاكم في تشاد معارضة داخلية لخطوة تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وربما يتطور الأمر إلى اضطرابات أمنية في البلاد نتيجة احتمال خروج التظاهرات المناهضة للزيارة الأخيرة، على غرار ما شهدته البلاد خلال زيارة ديبي الأب إلى إسرائيل في عام 2019م، وهو ما قد يعزّز مشاعر الاستياء من ديبي الابن بما قد يؤثر على شعبيته خلال الفترة المقبلة. وهو الذي قد يشعر بحالة من الاطمئنان للدعم الإسرائيلي على الصعيد السياسي والأمني والاقتصادي خلال الفترة المقبلة في ضوء السماح بتوسيع التعاون في المجالات المختلفة.
وإجمالًا، من المتوقّع أن تتوسع التحركات الإسرائيلية في إفريقيا بشكل عام، ومنطقة الساحل بشكل خاص، خلال الفترة المقبلة؛ في ضوء حاجة الأفارقة للمزيد من التعاون والمساعدة في عدد من المجالات خاصة في ظل تداعيات الأزمات الدولية على معظم الدول الإفريقية خلال العامين الأخيرين.
إضافة إلى غياب الممانعة الإقليمية للتحركات الإسرائيلية التي تُمثِّل تهديدًا للمصالح الاستراتيجية لعددٍ من دول المنطقة التي تخضع لضغوطات الحسابات الإقليمية المربكة في ظل سياق إقليمي ودولي مرتبك ومضطرب.