د.علي متولي أحمد
مدرس التاريخ الحديث والمعاصر كلية الآداب- جامعة السويس
مقدمة:
لقد بدأت الصين في تأسيسها في أفريقيا ، واتخذت من مصر للدخول إلى القارة الأفريقية ؛ مؤتمر باندونج عام 1955 ، إثيوبيا وليبيريا وليبيا باندونج- عن عقد مباحثات مع الصين علاقات التعاون الثقافي بين ، و في 16 مايو 1956 ، سحبت القاهرة اعترافها بـ “جمهورية الصين الوطنية” ، واعترفت بـ “جمهورية الصين” ، وكانت أول دولة أفريقية تفعل ذلك ، العلاقات العلاقات بينهما في 30 مايو 1956.
وهكذا كانت القاهرة منصّة لانطلاق وتأسيس العلاقات الصينية ، وتأسيس العلاقات الصينية ، وقيمة التجارة الصينية ، وعرجها ، ورائعها ، ورائعها ، منها: الاعتقاد الصيني بأن العالم الثالث يمثّل ، ساحة وفرصة سانحة لتحقيق أهدافها السياسية والأيديولوجية ، إضافة لمحاولة استمالة الدول الأفريقية للاعتراف بجمهورية الصين الخيمة كممثل رسمي في الأمم المتحدة ، وعزل الصين الوطنية “أنفه” دوليًا ؛ حوالي 30٪ من دول الاتحاد الأوروبي.
بكين ، بكين ، بكين ، بكين ، بكين ، بكين ، بكين ، تايبيه ، الصين ، الممثل الممثل ، الممثل الممثل ، الممثل ، الممثل ، الممثل ، الممثل ، الممثل ، الممثل الصيني ، الممثل الصيني ، الممثل الصيني ، الممثل الصيني ، الممثل الصيني ، الممثل الصيني ، الممثل الصيني ، وفي 25 أكتوبر 1971 ( [1] ).
ولمّا كانت المساعدات والمعونات الاقتصادية تتبوأ مكانة لدى الاستراتيجية الصينية من أجل تقوية نفوذها في غرب أفريقيا، ركّزت الدراسة على إحدى دول المنطقة، وهي جمهورية سيراليون، تلك الدولة التي كانت مستعمرة بريطانية، وحصلت على استقلالها عام 1961، وأسست علاقاتها مع جمهورية الصين الوطنية(تايوان)، عام 1963، ولكن نتيجة للتغلغل الصيني في البلاد المجاورة لها، والطفرة الاقتصادية التي أحدثتها في الاقتصاد الوطني، استطاعت بكين أن تجذب سيراليون إلى معسكرها، ونجحت بالفعل أن تؤسس علاقات معها عام 1971، ومن ثمّ طرد البعثة التايوانية من البلاد، تزامن هذا مع توّلي سياكا ستيفنز([2])Siaka Stevens رئاسة سيراليون بعد إعلان النظام الجمهوري في البلاد، وظلّ في الحكم حتى عام 1985.
وتحاول الدراسة الإجابة على عدة أسئلة رئيسة هي: متى تأسست العلاقات الدبلوماسية بين بكين وفريتاون؟ وما هي أسباب التقارب الصيني- السيراليوني؟ وهل أسفرت المساعدات التنموية الصينية عن طفرة إيجابية في مجال الزراعة في سيراليون؟ وما مظاهر ذلك؟ وما هو مردود ذلك سياسيًا واقتصاديًا على بكين؟
أولاً: تأسيس العلاقات الصينية- السيراليونية:
عقب تورط واشنطن عام 1971 في تمويل حركة ضباط الجيش السيراليوني، بقيادة العميد جون بانجورا John Bangura، للإطاحة بحكومة سياكا ستيفنز، كان ردّ فعل النظام السيراليوني على هذه المؤامرة الانقلابية الفاشلة التفاعل والتقارب مع بكين ألدّ أعداء واشنطن، وطلبت سيراليون على الفور من الحكومة التايوانية – المموّلة أمريكيًا- سحب موظفيها الدبلوماسيين من البلاد كجزء من الإجراءات العقابية المتخذة ضد الولايات المتحدة؛ ومنحت جمهورية الصين الشعبية اعترافًا كاملاً حتى قبل التصويت الحاسم للأمم المتحدة عام 1971([3])، والذي دعا رسميًا جمهورية الصين الشعبية لتولي مقعدها في الأمم المتحدة بصفتها الممثل الحقيقي الوحيد لشعب الصين([4])، وقد بدأت كواليس الاعتراف السيراليوني بإعلان وكالة أنباء الصين الجديدة NCNA في 26 يوليو 1971، عن قيام وفد حكومي سيراليوني بزيارة بكين([5])، وبعد هذه الزيارة بثلاثة أشهر فقط، صوتت سيراليون في أكتوبر 1971، لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 2758، الذي اعترف بمقعد جمهورية الصين الشعبية في الأمم المتحدة([6]).
اعتبرت بكين تبادل الاعتراف مع سيراليون انتصارًا كبيرًا على السياسة الأمريكية التي سعت جاهدة لتطويق نظام بكين سياسيًا، هذا إضافة إلى موقع سيراليون الاستراتيجي على الساحل الغربي للقارة الأفريقية، حيث الطريق إلى أمريكا الاتينية، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية، وغرب أوروبا، وبشكل تكتيكي تظاهر سياكا ستيفنز على أنه “مناهض للرأسمالية”([7])، مستغلاً توترات الحرب الباردة للحصول على المساعدات حيثما كان ذلك ممكنًا([8]).
ونتيجة لقطع العلاقات الدبلوماسية بين تايوان وفريتاون، بعد أن استمرت قرابة العشر سنوات، منذ عام 1961، أعطت الصين الشعبية مزيدًا من الاهتمام بسيراليون([9])، مرتكزة على العامل الاقتصادي والتنموي، لا سيما أن المساعدات الصينية الاقتصادية انفردت بخصائص جعلتها أكثر ملائمة لاحتياجات الدولة الفقيرة؛ وتفوقت على أي نوع آخر من المساعدات، سواء التي قدمتها دول أوروبا الغربية، أو غيرها من الدول الاشتراكية، وتُعدَّ أبرز هذه الخصائص تسليم الحكومات النامية مساعداتها الاقتصادية في شكل مشاريع جاهزة تتفق في تنفيذها مع المسئولين في هذه البلدان، وتركيزها على مشاريع البنية التحتية، كما تميزت القروض الصينية بفترة سداد مدتها 10 سنوات، ومدة إعفاء تصل إلى 15 سنة([10]).
وبعد أن جنت الدول المجاورة لسيراليون ثمار هذه المساعدات التنموية الصينية، مثل غينيا كوناكري، غانا، مالي، وإحداث طفرة اقتصادية في هذه الدول، كان هذا عاملاً محفزًا لسيراليون بأن تستفاد اقتصاديًا من المساعدات الصينية، وبالفعل تحقق ذلك في مجالات عدة من البنية التحتية كالكباري والجسور والمستشفيات والزراعة، ولكن في هذا البحث سنركّز على الجانب الزراعي فقط، لنُبرز دور الصين التنموي في مجال الزراعة السيراليونية، ومردود ذلك على الصين الشعبية.
ثانيًا – الصين الشعبية وزراعة الأرز في سيراليون:
خلال فترة حكم الرئيس سياكا ستيفنز كان الاقتصاد السيراليوني يقوم على قطاعين رئيسين، وهما القطاع الزراعي الذي كان يمثل حوالي 70% من الناتج الإجمالي القومي؛ وقطاع التعدين، وكان الماس والذهب والروتيل والبوكسيت تمثّل المعادن الأساسية، والمصدر الرئيس للدخل القومي والعمود الفقري للتنمية الاقتصادية([11]). لذا حاولت بكين جاهدة منذ عام 1972؛ لأن تركّز على إحدى القطاعات الرئيسة التي ارتكز عليها الاقتصاد السيراليوني، ألا وهو قطاع الزراعة، وفي القلب منها زراعة الأرز وقصب السكر.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، ماذا عن دور بكين في تنمية زراعة الأرز في سيراليون؟
في أعقاب اعتراف سيراليون بالصين الشيوعية، قررت الصين الوطنية على الفور سحب بعثتها الزراعية المكوّنة من الخبراء والفنيين الزراعيين من البلاد، وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن تايوان تستدعي بعثتها الزراعية، وتوقف المساعدة عن الدول التي اعترفت ببكين([12])، ومن ثمّ بدأت الأخيرة تستعد لملء الفراغ في المجال الزراعي الناجم عن مغادرة الفنيين التايوانيين، فأرسلت بعثة زراعية مكونة من 18 مهندسًا زراعيًا صينيًا، لديهم الخبرة التقنية في زراعة الأرز، وإعادة تجديد محطات الأرز التي أنشأها التايوانيون([13])، وهكذا، منذ عام 1972، تولى خبراء الزراعة الصينيون إدارة جميع المشاريع التي بدأتها تايوان([14])، وقضوا شهور متعددة يدرسون المناطق الريفية في سيراليون لكي يرسوا الأوضاع الزراعية هناك، وبناء عليه أرسلت الصين منحة زراعية، مكونة من خمسين جرار، وعربة مقطورة، وعشرة سيارات نقل، ومولدات كهرباء، وآلات لرشّ المحصول، وميكروسكوبات، وأطنان من الأسمدة والمبيدات الحشرية([15]).
كما وصل أول فريق فني زراعي صيني إلى سيراليون في منتصف أكتوبر عام 1972، مكوّن من 12 فنيًا زراعيًا([16])، وبعد جولته في جميع أنحاء البلاد لدراسة بيئة زراعة الأرز في مختلف المناطق بسيراليون([17])، وبموجب تبادل الرسائل والمحادثات خلال الفترة (سبتمبر- نوفمبر 1972) بين حكومتي جمهورية الصين الشعبية وجمهورية سيراليون، حول بناء محطات فنية لزراعة الأرز في سيراليون، تمّ الاتفاق بشكل مبدئي على مساعدة حكومة جمهورية سيراليون في بناء محطات فنية للأرز بمعونة حكومة الصين الشعبية([18]). وبحلول يونيو 1973، وصل ستون مساعدًا فنيًا صينيًا إلى سيراليون، وطلبوا من حكومة سيراليون أن تعطيهم فكرة مختصرة عن أفكار واتجاهات الفلاحين السيراليونيين تجاه الزراعة، ونوع المعونة التي ستطلبها حكومة سيراليون والتي تعتبرها ضرورية من الصينيين”([19]).
وفي أعقاب ذلك، استمرت المحادثات بين الطرفين لمدة سنتين خلال الفترة (1972-1974)، وفي محضر الاجتماعات الذي عُقد في 10 يوليو 1974، شملت الموافقة النهائية للحكومة الصينية لمساعدة سيراليون في إنتاج الأرز المروي والخضروات من خلال ثلاثة عشر محطة على امتداد البلاد وهم: ماهيرا Mahera، أوجو فارم Ogoo Farm، لامبياما Lambyama، طورما بوم Turma Bum، مانجي بريه 105، Mange Bureh 105، لوميلي Lumely، بو Bo، ماكيني Makeni، كابالا Kabala، رولاكو Rolako، ماكالي Makali، نيوتون Newton، نجاجبويما Njagboima([20])، على أن يتولّى الفريق الزراعي الصيني الموجود في سيراليون مسؤولية إدارة محطات الأرز القديمة التي أنشأها التايوانيون وتجديدها، وهم 8 محطات، والبدء في إنشاء خمس محطات جديدة في سيراليون؛ ليصل مجموع محطات الأرز في سيراليون إلى 13 محطة نموذجية([21]).
ولم ينتظر الصينيون توقيع الصياغة النهائية للوثيقة، فقاموا بالبدء فورًا في بناء محطتين هما: أوجو ولامبياما، وهذا التسرع الصيني يؤكد على جدّيته في بناء مشروعات تحقق نتائج سريعة، وفي نفس الوقت كان سببًا للعديد من المشكلات التي واجهتهم، نتيجة عدم دراسة الجانب الصيني للبيئة الاجتماعية والثقافية المحلية في سيراليون، بسبب عدم الإعداد غير الكافي للسكان المحليين لتقبل واستيعاب تغيرات تقنية نتجت عن هذه المشروعات([22]).
والدراسة التي نحن بصددها ستركز على محطات الأرز الجديدة التي تمّ إنشاؤها بمساعدة صينية وهي: محطة “أوجو” في المنطقة الغربية، ومهمتها الرئيسة زراعة الخضروات، ومحطة لامباياما في الإقليم الشرقي، ومحطة “رولاكو”، ومحطة “ماكالى”، الواقعة في الإقليم الشمالي، محطة نجاجبويما، الواقعة في الإقليم الجنوبي([23])، وستتطرق إلى اهتمامات كل محطة على حدة، ومساحتها، وموقعها، وإنتاج غلتها لكل عام، ومقارنة إنتاج كل محطة في عهد الإدارة الصينية والإدارة السيراليونية، وأوضاع كل محطة بعد مغادرة الفنيين الصينيين عام 1977.
1- محطة أوجو:
تقع في المنطقة الغربية بالقرب من العاصمة “فريتاون”، لذا سكان الحضر كانوا يستفيدوا من إنتاج هذه المحطة للحصول على متطلباتهم من الخضروات الطازجة، وقد التحق 15 صينيًا للعمل في هذه المحطة في مرحلة بناءها، وتم الانتهاء منها عام 1975([24])، كما حصل المزارعون المحليون على 42 هكتارًا، بينما وزارة الزراعة السيراليونية احتفظت بثمانية هكتارات لإنتاج البذور، وخلال الموسم الجاف كان الفلاحون يزرعون في المحطة بالكامل خضروات، أما الموسم المطير أو المائي، فكان يتم زراعة المحطة محصولين من الأرز، ونتيجة لكثرة متطلبات عملية الزراعة احتفظ الصينيون بزوج من الثيران لعملية الحرث في الموسم المطير، وقاموا بتربية خنازير لتحسين السلالات المحلية. وفيما يتعلق بإنتاج المحطة فكان ذروة إنتاجها وعائدها في موسم الأمطار لعام 1977، أي خلال العام الثاني للإنتاج تحت إشراف الصينيين، وفي عام 1978، أصبحت محطة أوجو تحت إشراف وزارة الزراعة والموارد الطبيعية السيراليونيةMANR بعد استلامها من الصينيين([25]).
إنتاج غلة محصول الأرز في محطة أوجو (1975-1983)
السنة |
1975 |
1976 |
1977 |
1978 |
1979 |
1980 |
1981 |
1982 |
1983 |
رطل/هكتار |
1970 |
2634 |
3036 |
1800 |
صفر |
1692 |
1968 |
2112 |
2238 |
الجدول من عمل الباحث اعتمادًا على بيانات من: Brautigam, Deborah, Chinese agricultural aid in West Africa: A technical, economic and institutional analysis of three Chinese rice projects in Liberia, Sierra Leone and The Gambia, op.cit.,p. 171. ،
يتضح من الجدول السابق أن المزرعة عندما كانت تحت إشراف الصينيين كان إنتاج الأرز في تصاعد مستمر؛ إذ شهد عام 1977 أكبر كمية إنتاج لمزرعة أوجو من الأرز، وفي العام التالي سلّم الصينيون المرزعة لوزارة الزراعة السيراليونية، وشهد عام 1979 مهاجمة مجموعة من الديدان والحشرات محصول الأرز في محطة أوجو، فقضت على المحصول تمامًا، طبقا لتقارير وزارة الزراعة السيراليونية.
2- محطة لامباياما (كينيما Kenema)، للتقنية الزراعية:
تقع محطة لامباياما الزراعية على مشارف كينيما، المدينة الرئيسة في شرق سيراليون، وهذه المنطقة تغطيها السهول والتلال وغابات صغيرة وشجيرات، وكانت معروفة بإنتاج البن والكاكاو. أمّا عن شكل تربتها، فهي تربة رملية وطينية، ملائمة لكل من المحاصيل الشجرية والأرز([26])، وبقيادة التقنيين من كلا البلدين ومن خلال عملهم الجادّ تمكن الفلاحون من تأسيس محطة لامبياما بمنطقة المستنقعات في غضون أربعة عشر شهرًا انتهت في يوليو 1975 ([27]).
قام الفريق الصيني المكوّن من أحد عشر عضوًا بتطوير واستصلاح ما مجموعه 61 هكتارًا من النجود المرتفعة، و10 هكتارات لبساتين الفاكهة، و 53 هكتارًا لزراعة الأرز غير المقشور المروي بنظام الري وليس من المطر، إلى جانب وضع سبعة هكتارات لتجارب وزارة الزراعة والموارد الطبيعية السيراليونية لإنتاج ومضاعفة البذور([28])، وخلال عامي 1975، 1976، ويزيد قامت المحطة بحفر 43000 مترًا من القنوات لمواجهة الفيضانات والجفاف، كما قامت المحطة ببناء مخازن للآلات الزراعية ومطاحن تقشير الأرز، وشون للبذور والأسمدة([29])، كما قام الفريق الصيني باستصلاح 478 هكتار أخرى من مستنقعات الأراضي الداخلية، التي توجد في المنطقة المحيطة، وبعد رحيل الصينيين قام الفلاحون المحليون بزراعة الخضروات، لكنهم توقفوا عن ذلك عام 1979 بسبب مشكلات التسويق([30]).
حصدت قطع الأراضي التجريبية للمحطة محاصيل جيدة، حيث بلغت غلة الهكتار أكثر من ستة أطنان عام 1975، وأكثر من تسعة أطنان عام 1976، في المناطق التي انتشرت فيها التقنيات المتقدمة، كان لدى الفلاحين المحليين ما يكفي من الطعام لأول مرة في التاريخ عام 1976([31]).
وفي يناير 1977، أُقيمت مراسم حفل تسليم محطة لامباياما للتقنيات الزراعية لوزارة الزاعة والموارد الطبيعية السيراليوينة، في حضور 230 من المسئولين السيراليونيين والصينيين، وعلى رأسهم، س.أ. فوفانا S. A. Fofanah وزير الزراعة والموارد الطبيعية السيراليوني، وهو وي هسين Hu Wei-Hsin المستشار الاقتصادي للسفارة الصينية بسيراليون، وهاو جوي هوا Hao Jui-Hua رئيس الفريق الصيني للتقنيات الزراعية، وقد أشاد المسئولون بالصداقة والتعاون ما بين سيراليون والصين، وبعد الحفل قام الحضور بزيارة الآلات الزراعية والشون وصالة العرض ومزارع الأرز التجريبية في المحطة([32]).
شهد عام 1978، بعد رحيل الصينيين قيام موظفو المحطة السيراليونيين بتطوير مائة هكتار أخرى من امتدادات المستنقعات بموجب نظام قروض متجددة([33]). وبعد ثلاث سنوات من مغادرة الصينيين للمحطة، قام الباحث ديبوريه بروتيجام بزيارة هذه المحطة، وذكر أن هذه المنطقة تُركت معظمها دون زراعة لمدة عامين وأكثر، وبدأ المزارعون يولون مزيدًا من الاهتمام لمزارع البن والكاكاو وإهمال زراعة الأرز، وبحلول عام 1980 ، كان هناك 19 عضوًا من أصل 45 عضوًا في لامباياما، كما تمّ إلغاء قطع أراضيهم بسبب التأخر في سداد القرض، وبحلول عام 1984 ، كان خمسة مزارعين فقط من المجموعة الأصلية المكونة من 45 مزارعين ما زالوا يحتفظون بأرض في المحطة ، وتعطلت المحطة تمامًا مع تعطل نظام الري([34]).
3- محطة رولاكو:
احتوت محطة رولاكو على ورشة العمل المركزية للمخططات الصينية، وصيانة وإصلاح الجرارات الصينية المنتشرة في جميع المحطات الزراعية الأخرى، كما تضمنت المحطة ثيران للعمل، وزراعة الخضروات، واستخدمت على نطاق واسع روث الخنازير والدجاج، وفيما يتعلق بإنتاج المحطة، فهي تنتج 1000 كجم / هكتار في أحسن الأحوال، وكان الصينيون قادرين على رفعها إلى أكثر من 5000 كجم في قطع أراضيهم التجريبية للري.
وعندما غادر الصينيون في عام 1977، كان كل ما تبقى من ملفات وتقارير وتعليمات مشاريعهم عبارة عن أربع لوحات كبيرة في منطقة الاستقبال تعرض صورًا للفريق الزراعي الفني أثناء العمل، وخرائط رولاكو والمواقع الأخرى في جميع أنحاء البلاد([35])، وبحلول عام 1979 ، لم يكن هناك سوى ثلاثة جرارات من أصل 11 جرارًا تعمل، ولم يكن أي منها يعمل في عام 1984 ([36]).
إنتاج غلة محصول الأرز في محطة رولاكو
السنة |
1975 |
1975 |
1976 |
1976 |
1977 |
رطل/ هكتار |
1155 |
3300 |
732 |
3108 |
4320-3840 |
الموسم |
جاف |
مطير |
جاف |
مطير |
مطير |
الجدول من عمل الباحث اعتمادًا على بيانات من: Brautigam, Deborah, Chinese agricultural aid in West Africa: A technical, economic and institutional analysis of three Chinese rice projects in Liberia, Sierra Leone and The Gambia, op.cit.,p. 177.
4- محطة “ماكالي”:
تقع في الإقليم الشمالي من سيراليون، بلغت مساحتها حوالي 60 هكتارًا، وتهتم بتطوير السلالات الجيدة لبذور الأرز، إضافة بعمل تجريبي عن تكنيكات زراعة الأرز والاستصلاح التقني، وتدريب فنيين على زراعةالأرز([37]).
في ظل إدارة الصينيين، كانت المحطة تزرع ثلاثة محاصيل سنويًا، تجاوزت الغلة على قطع الأراضي التجريبية 5700 كجم / هكتار، للصنف الصيني شين-شو- آي Chen-Chu-Ai (CCA) ، المعروف أيضًا باسم Zhen-Zhu-Ai في الصين، وهو ما يمثل ثلاثة أضعاف الغلة في المستنقعات التقليدية للمزارعين.
وفي السنة الأولى بعد مغادرة الصينيين أدخلت وزارة الزراعة والموارد الطبيعية السيراليونية تحت إشراف مدير المحطة جي إم فاندي G. M. Vandi محاصيل الكسافا والبطاطا، والبصل. وبحلول عام 1979، عانت محطة ماكالي من العديد من المشاكل مثلها مثل المحطات الأخرى. حيث قام عمال الوزارة بالإضراب عن العمل في أغسطس 1979؛ لأنهم لم يتقاضوا رواتبهم، وحبسوا الضابط الزراعي في مكتبه. وبحلول منتصف الثمانينيات، تم تخصيص المياه بشكل عشوائي، وليس وفقًا للجدول الزمني، وكانت قطع الأراضي الأبعد عن مصدر المياه قد هُجرت بالكامل تقريبًا في موسم الجفاف؛ كما تم زراعة ثلث مساحتها فقط في موسم الأمطار، ومن ثمّ انخفضت غلة المزارعين في المحطة إلى نصف ذروتها خلال المشروع([38]).
إنتاج غلة محطة ماكالي
السنة |
1976 |
1976 |
1977 |
1977 |
1978 |
1978 |
1979 |
1979 |
1980 |
1981 |
رطل/هكتار |
4050 |
غير موجود |
4666 |
2955 |
2556 |
2304 |
2760 |
2546 |
غير موجود |
1291 |
الموسم |
جاف |
مطير |
جاف |
مطير |
جاف |
مطير |
جاف |
مطير |
|
جاف |
الجدول من عمل الباحث اعتمادًا على بيانات من: Brautigam, Deborah, Chinese agricultural aid in West Africa: A technical, economic and institutional analysis of three Chinese rice projects in Liberia, Sierra Leone and The Gambia, op.cit.,p. 181.
5- محطة نجاجبويما:
قام الصينيون بتصميم ومسح المحطة في ديسمبر عام 1975، في حين بدأ عمل المحطة في أغسطس 1976([39])، وتقع محطة نجاجبويما في موقع مركزي على طريق Bo-Kenema السريع الرئيس على حافة إحدى المدن الريفية الرئيسة في سيراليون([40]).
كان الصينيون يزرعون عمومًا ثلاثة محاصيل من الأرز والخضروات سنويًا، في خمسة هكتار من قطع الأراضي التجريبية. وكان يتم زراعة محصول الأرز في موسم الجفاف (ديسمبر- أبريل)، والخضروات (أبريل – يوليو)، ثم أرز مرة ثانية (أغسطس – ديسمبر)، بلغت غلة محصول الأرز عام 1977 في الموسم المطير 2490 رطل/هكتار، و 4128 رطل/هكتار في الموسم الجاف([41]).
في حين بلغت ذروة إنتاج الغلة لـ4600 كجم / هكتار خلال موسم الجفاف، و 2800 كجم / هكتار أثناء هطول الأمطار، بعد مغادرة الصينيين، قام المزارعون المحليون باستصلاح 82 هكتارًا إضافية في عام 1978 في إطار خطة القروض المتجددة، وكما هو الحال مع المحطات الأخرى ، سرعان ما تم إهمال مناطق المحطة بسبب مشاكل النقل؛ ولم يتم تحصيل القروض وتوقف الاستصلاح، وأضرب العمال المحطة عن العمل خلال الثمانينيات، ففي عام 1984، على سبيل المثال، أضرب العمال مرتين إضرابًا مطولاً، تاركين الطيور لتأكل أرز محطة نجاجبويما، ومع ذلك ، ظلت أنجح المحطات الصينية، وظلت الأراضي قيد الإنتاج، ولم تتراجع الغلات أبدًا إلى الحدّ الذي شهدته المحطات الأخرى([42]).
وفيما يتعلق بالمحطات الثمان القديمة التي أنشأها التايوانيون، فقد نصّت اتفاقيات ومذكرات التفاهم بين الصين وسيراليون في سبتمبر ونوفمبر 1972، على تجديد هذه المحطات الثمانية، وهي: محطة “مانجي”، ومحطة ماكيني، ومحطة ماهيرا، ومحطة كابالا في الإقليم الشمالي، ومحطة بو، ومحطة “طورما بوم”، في الإقليم الجنوبي، ومحطة لوملي، ومحطة نيوتن في المنطقة الغربية([43]).
قام الصينيون بإنشاء مخازن، وأرضيات تجفيف، وتزويدها بالمعدات، ثمّ قاموا بتسليمها للحكومة، وكانت محطتا مانجي، وماهيرا، مزرعتان لزراعة البصل في سوكتار ورييما Royeima، أما محطة طورما بوم، وبو BO؛ فاختصتا بزراعة الأشجار المثمرة والخضر والزهور والنباتات الزيتية، ومحطة ماكيني نيرسيري Makeni Nursery، ولوميلي، ومحطة “كابالا” لزراعة الاشجار المثمرة والخضر والزهور والنباتات الزيتية، ونتيجة للمظاهرات الطلابية والتوترات السياسية في منطقة بيجيهون Pujehun، أدت إلى التوقف القسري للعمل في “طورما بوم”، وكانت محطة “مانجي” تمثّل مركز قيادة للمشروع الصيني حتى الانتهاء من بناء محطة “رولاكو”، التي أسسها الصينيون([44]).
وفيما يتعلق بمكونات المحطات الثلاث عشرة، فقد تمّ إنشاءها، وفقًا لنمط عام موّحد، تتكون المحطة من مقر إقامة لوزارة الزراعة السيراليونية، ومجمع عمل به معدات، ومولّد كهرباء، وتخصيص عدد من الهكتارات تتراوح من خمسة إلى عشرة هكتارات لوزارة الزراعة لتستخدمها في مضاعفة البذور وللبحث العلمي وللشرح، وحول المحطة هناك عدد من الهكتارات يتراوح من 300 إلى 700 هكتارًا لمزرعة المحطة التي قام بتطويرها الفلاحون المحليون مع الصينيين، وتم تخصيصها للمشاركين، ويوجد في كل محطة مجموعة من الفنيين الصينيين تم تعيينهم بشكل دائم، بينما هناك مجموعة أخرى من الفنيين كانت تسافر خلال الأسبوع إلى المواقع المختلفة التي يتراوح عددها من عشرة إلى عشرين موقعًا في قرى نائية([45]).
على أية حال، استفادت سيراليون من هذه المساعدات الصينية في المجال الزراعي، فخلال إدارة الصينيين للمحطات الخمس شهدت المحطات نجاحًا كبيرًا، وكما يشير الباحث ديبوريه الذي قام بزيارتها، أن إنتاج الأرز السنوي خلال السنوات الخمس من مشروع الصينيين ازداد بمقدار 630 ألف طن سنويًا، ممّا كان لهم الفضل في تحقيق اكتفاء سيراليون الذاتي من الأرز في عام 1975، ويعتبر هذا مؤشر على نجاح التكنولوجيا الصينية التي حققت انتقالاً ناجحًا إلى بيئة غرب أفريقيا([46]).
وفي أعقاب إنشاء وتطوير كل محطة من هذه المحطات الفنية، نشأ فريق من الفنيين الزراعيين المحليين، وتحسّنت كفاءتهم نتيجة العمل جنبًا إلى جنب مع الفنيين الصينيين، وقاموا بتدريب 932 مزارعًا، أصبحوا بمثابة العمود الفقري للإنتاج الزراعي في سيراليون، وفي عام 1977 بدأوا يعملون بشكل مستقل([47]).
كانت المؤشرات الإيجابية للمساعدات الصينية في مجال زراعة الأرز في خطاب رئيس الدولة سياكا ستيفنز عندما كان يفتتح معرض تجاري بالإقليم الشرقي في يناير 1977، حيث قال “إن حكومته عاقدة العزم على المضي قدمًا ببرنامجها الزراعي بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأرز الذي يُعدّ الغذاء الرئيس للدولة؛ وأن التركيز علي الزراعة ” سوف يجعل الاقتصاد مستقرًا وتدر الدخل”، وقال:” إن أهم الخطوات التي اتخذت من أجل تطوير الزراعة كانت تأسيس مشروع التنمية الزراعية المتكاملة بأجزاء من الأقاليم الثالث، والمشروع يوفر الدخل للمزارعين، ويوفر أيضًا الإشراف على أعمالهم، كما أن هناك محاضرات تلقى عن أساسيات الزراعة، وفي الوقت الذي حثّ فيه الرئيس المزارعين علي تطوير إنتاجهم من الأرز، ناشدهم أيضًا زيادة إنتاجهم من الكاكاو والقهوة وزيت النخيل، وذلك من أجل كسب العملات الأجنبية التي بدورها ستسهل الحصول علي مستلزمات إنتاج الأرز علي نطاق واسع”([48]).
وبموجب هذه المحطات الثلاثة عشر، والتي أنشأها وجدّدها الصينيون في سيراليون بين سبتمبر سنة 1972 ونوفمبر 1977، حصل ما يقرب من 1000 فلاح على أراضي من هذه المحطات، وعلى التدريب الزراعي لمحصول الأرز، كما قدم الصينيون خدمات الحرث والرشّ المجاني لمبيدات الآفات، وعندما كان الصينيون يشرفون على هذه المحطات، كانت تعمل بشكل جيد، ولكن بحلول عام 1979، اشتكت مذكرة وزارة الزراعة عام 1979 من أن “هذه المزارع تنمو فيها الأعشاب”، وعبّرت الوزارة عن إحباطها، بسبب سوء الإدارة للمحطات الزراعية، كما عبّر كبير الزراعيين عن أسفه، بسبب الطريقة التي كانت تُدار بها المزارع الصينية منذ أن تسلمتها الوزارة، وامتلائها بحشائش ضارة، كما أرجعت حكومة سيراليون والصين فشل المحطات في الأساس إلى سوء الإدارة من قِبل المسؤولين الحكوميين الذين تولوا مسؤولية المحطات عند مغادرة الصينيين([49])، وواجهوا صعوبات في الحصول على الأسمدة والمبيدات، وسرعان ما تعطلت الجرارات الصينية، ولم تتمكن الوزارة من الحصول على النقد الأجنبي لدفع ثمن قطع الغيار، وترتب على تأخير دفع الرواتب للعمالة إلى انخفاض الروح المعنوية في المحطات، بالإضافة لسوء الإدارة، وبعد عامين فقط من مغادرة الصينيين، فشلت الوزارة في إدارتها الخاصة للمحطات الزراعية([50]).
مرة أخرى اقترح السفير الصيني عام 1984، على وزارة الزراعة السيراليونية رغبة الصين في تقديم قرض جديد لإعادة تنشيط بعض محطات الأرز والخضروات التي تم إنشاؤها في السبعينيات، كمشاريع مربحة، وبالفعل زار فريق صيني مزرعة أوجو ونيوتن ولوملي وماكالي ولامباياما في كينيما، وأكمل الصينيون دراسة جدوى لهذه المشروعات في نهاية الثمانينيات([51]).
لذا يمكن القول، إن هذه المحطات الزراعية شهدت ذروة إنتاجها خلال إدارة الصينيين لها، فكانت هذه بمثابة الفترة الذهبية لها، وانعكس ذلك بالإيجاب على سدّ احتياجات سيراليون من الأرز، ولكن في أعقاب مغادرة الفنيين الزراعيين الصينيين لسيراليون عام 1977، وتولّي موظفي وزارة الزراعة السيراليونية إدارة هذه المحطات، سرعان ما بدأت في الانهيار تدريجًيا، وانخفضت الغلات بشكل حادّ، ولم يكن هناك انضباط من قبِل الإدارة السيراليونية.
ثالثًا: الصين الشعبية وزراعة قصب السكر في سيراليون:
واجه الصينيون تحديًا كبيرًا في مجال الزراعة في القارة الأفريقية في بعض الأحيان، وكانت زراعة قصب السكر في سيراليون إحدى صور هذا التحدّي، حيث عجز الإنجليز من قبل في زراعة قصب السكر على نهر تايدلTidal River بسيراليون، وخاصة في مدينة راهومبى Rhombe نتيجة لملوحة تربتها، لكنّ الصينيين توصلوا بدراساتهم إلى إمكانية زراعة القصب في تلك الجهات، وعلى بعد حوالى خمسين ميلاً بالتحديد من مامونتا Mamunta، ففي إبريل 1974، قام الصينيون بتحديد (11,000) فدانًا، وعيّنوا حوالي (1,500) مزارعًا من سيراليون، وتحمّل الصينيون مسئولياتهم الكاملة للمشروع، في حين تحملت حكومة سيراليون تكلفة استيراد بعض المنتجات من الخارج مثل البذور والسماد، وذلك من خلال القرض الصيني الذي قدمته الحكومة الصينية في عام 1974 بدون فوائد لدعم الاقتصاد الصيني([52])، ولتعظيم الفائدة ساعدت الصين سيراليون في بناء مصنع مزرعة قصب السكر، ومصنع للسكر، بدأ إنشاء المزرعة في أكتوبر 1977، والمطحنة في مارس 1979([53]).
فيما يتعلق بمزرعة قصب السكر، فبموجب البروتوكول التكميلي للاتفاقية الاقتصادية والتعاون الفني الذي وقعته حكومتا سيراليون والصين عام 1973، ومحاضر المحادثات بشأن إنشاء مطحنة السكر في سيراليون، ومزرعة قصب السكر الموقعة في عام 1974([54])، أقيم حفل تدشين في 31 أكتوبر 1977، بقرية مامونتا المقاطعة الشمالية بسيراليون، لإنشاء مزرعة قصب السكر، بمساعدة صينية([55])، وقام سياكا ستيفنز في أكتوبر 1977، بوضع حجر الأساس للمشروع في الحفل، بمرافقة الوزراء والنواب، ومسؤولون آخرون رفيعو المستوى وممثلون عن منظمات جماهيرية بالإضافة إلى عمال سيراليونيين وصينيين ومهندسين وفنيين يشاركون في البناء، كما حضر السفير الصينى فى سيراليون تسونج كى ون وقائد الفريق الفني الصيني([56]).
وتحدث ستيفنز في الحفل، وقال: “مشروع مصنع السكر في سيراليون ومزرعة قصب السكر هو مجرد واحد من عدة مشاريع قامت بها جمهورية الصين الشعبية وحكومتي بشكل مشترك وتعمل بنجاح”. وتابع: “المشروع يقوم على الشراكة الودية المستمدة من أواصر الصداقة العميقة بين الشعبين الصيني والسيراليوني”. وبعد الحفل تفقد ستيفنز موقع محطة الضخ الخاصة بالمشروع وقطعة أرض تجريبية لقصب السكر([57]).
وفي عام 1979، تم إحراز تقدم كبير في الانتهاء من إنشاء مزرعة قصب السكر بمساعدة الصين في سيراليون، وفقًا للجدول الزمني منذ أن بدأت رسميًا في أكتوبر 1977، وتساعد المزرعة – وهي الأولى من نوعها في البلاد- بشكل كبير سيراليون على تقليل استيراد السكر، خصوصًا بعد الانتهاء من العمل في مصنع السكر([58])، وتختص هذه المزرعة في تقديم المواد الخام لمصنع السكر([59]). كما تمّ إحراز تقدم في زراعة الأراضي القاحلة، والغرس التجريبي، وفي مشاريع الري وبناء الطرق في المزرعة، تعاون الفنيون والعمال من الصينيين والسيراليونيين عن كثب في تقديم مقترحات جيدة، وخفض النفقات، ومكافحة الآفات الحشرية([60]).
إضافة لمزرعة قصب السكر، حضر سياكا ستيفنز ، يوم 2 مارس 1979 ، حفل وضع حجر الأساس لأول مصنع للسكر في ماجباس Magbass Sugar في المقاطعة الشمالية، وفقًا للبروتوكول التكميلي لاتفاقية التعاون الاقتصادي والفني الموقعة في بكين في 10 نوفمبر ، 1973 بين حكومتي الصين وسيراليون([61])، رافق ستيفنز العديد من الوزراء والمسئولين، وأثناء كلمته في الحفل، أعرب عن أمله في أن تستمر العلاقات الجيدة بين سيراليون والصين في التطور”، ومن الجدير بالذكر أن المصنع كان يعتبر المؤسسة الوحيدة المنتجة للسكر في سيراليون، وتبلغ مساحته الإجمالية 60 ألف متر مربع، بما في ذلك 15 ألف متر مربع من مساحة البناء، لها القدرة على سحق 400 طن من قصب السكر يوميًا للسكر الأبيض الحبيبي، وينتج 6000 طن من السكر سنويًا، أي ما يعادل 25 %من واردات سيراليون من السكر، كما تمّ إنشاء ورشة تابعة لإنتاج الكحول الصناعي، كانت تنتج 500000 لتر من المشروبات الروحية([62]).
وفي يناير 1981، قام ستيفنز، بقصّ شريط أول مطحنة سكر في البلاد، والتي بدأت في الإنتاج في 6 يناير 1981، وقال: “إن “المطحنة ستلّبي طلب شعبنا على السكر، وتوفر النقد الأجنبي لدينا، وتعزز تنمية الصناعات الوطنية”([63]). وفي عام 1982، تمّ الانتهاء من المشروع في أوائل الثمانينيات، حيث استلم السيراليونيون مفاتيح المشروع من المسئولين الصينيين([64])، وهو عبارة عن مضخة بطول 30 مترًا وقطر 15 مترًا([65]). والذي تبلغ طاقته 10 آلاف طن([66]).
وفي أبريل 1984، حضر تيان دينج Tian Ding السفير الصيني لدى سيراليون، بمرافقة سياكا استيفنز الذي وضع حجر الأساس لمجمع إسكان تألف من 300 وحدة سكنية مخصصة للعاملين والموظفين بمصنع السكر، ومزارع قصب السكر بماجباس، وقد تمّ تشييده بمساعدة صينية([67])، وتمّ الانتهاء منه قبل الميعاد المحدد لها بستة أشهر، وفي هذه المناسبة، وصف استيفنز المشروع بأنه:” دليل أخر علي رغبة الشعب الصيني في بناء أواصر دائمة للصداقة والتفاهم مع شعب سيراليون”، وأشار إلى أن جميع المشاريع التي كانت بمساعدة الصين تمّ الانتهاء منها في وقت قياسي”([68]).
ومن الجدير بالذكر، أن مدينة فيزهو Fuzhou الصينية، وهى عاصمة إقليم فوچيانFujian ، تلك المدينة تحتفظ بعلاقات وثيقة مع سيراليون، ساعدتها في بناء مصنع تكرير السكر ومزرعة قصب السكر، كما أقام الإقليم علاقات تعاون مع سيراليون في مجال صيد الأسماك وغيرها من المجالات([69])، لذا عندما زار سياكا استيفنز بكين في 25 مارس 1985، أصرّ على زيارة إقليم فوچيان، برفقة الوفد المرافق له، واصطحب معه وزير الصناعات المعدنية الصيني لي دونجي Li Dongye ([70]).
رابعًا: مردود التنمية الزراعية السيراليونية على الصين الشعبية
كما سبق أن رأينا وجود طفرة زراعية في سيراليون خصوصًا في زراعة الأرز وقصب السكر، بمساعدة صينية، وتبين زيادات إنتاج محطات الأرز أثناء إدارة الصينيون لها مقارنة بعد تسليمها للإدارة السيراليونية، والسؤال الذي يطرح نفسه: ما هو المردود على بكين من هذا الدور التنموي في مجال الزراعة بسيراليون؟
كان هناك مردود سياسي واقتصادي أما عن المردود السياسي، جعلت بكين من سيراليون فترينة يُعرض فيها أفكارها ودعايتها، فمع كل افتتاح مشروع صيني جديد في سيراليون، كان المسئولون الصينيون يستغلون الحدث، ويشيرون إلى الصداقة بين الأحزاب الشيوعية في مختلف الدول التي تُفضّلها بكين، وإلى العدو المشترك للإمبريالية والاستعمار، والاستعمار الجديد بقيادة الولايات المتحدة التي تعرضت لانتقادات كثيرة خلال خطاباتهم في سيراليون، مثلما حدث في أول مناسبة عامة كبرى عقدها الصينيون منذ وصول أول فريق صيني اقتصادي تقني إلى فريتاون في يوليو 1972([71]).
أيضًا بموجب هذا الدور التنموي كانت الصين على أجندة الزيارات الخارجية للرئيس السيراليوني، نتيجة التعاون الإيجابي بينهما، حيث كانت زيارته الأولى في عام 1973، والثانية عام 1981، والثالثة عام 1985، وفي مباحثات خاصة له مع شينخوا قال ستيفنز: “إن زياراته للصين يجب أن ينظر إليها في أطار الحاجة إلى الحفاظ على الاتصالات بين قادة الدولتين وتقويتها”([72]).
أخيرًا من المردود الإيجابي على الصين، أن تطور علاقاتها مع السيراليون؛ أدّى إلى ضعف وتآكل النفوذ الغربي في سيراليون، وشجّع الأفارقة على تبني الطرق الصينية في حياتهم، وقد حققت الصين ذلك عن طريق برنامج منظم للمساعدات المادية والتكنولوجية، وتنظيم بعض الزيارات إلى الصين، بالإضافة إلى بعض الدعاية الصينية عن أسلوب الحياة في الصين ومدى التقدم الذي أحرزته الدولة في ظل النظام الشيوعي([73]).
وخلاصة القول كانت المساعدات الصينية لسيراليون، كفيلة لأن تضمن بكين موطئ قدم لها في سيراليون بشكل خاص، وغرب أفريقيا بشكل عام، وحفّزت الأنظمة الأفريقية أن تزيل وتمحي الخوف الناجم عن عمليات وادعاءات التخريب والمخاطر الصينية في البلاد؛ لشدة الاحتياج لهذه المساعدات.
أمّا عن المردود الاقتصادي، نتيجة للخطوة الإيجابية التي اتخذها أول وفد سيراليوني بقيادة كامارا تايلور أثناء زيارته لبكين في 29 يوليو 1971، وإعلانه تأسيس علاقات دبلوماسية مع الصين، حفّز هذا الجانب الصيني على الفور بأن يوقّع اتفاقية للتعاون الاقتصادي والتقني واتفاقية التجارة والمدفوعات في نفس التوقيت مع سيراليون([74])، ومنح سيراليون40 مليون دولار، كمساعدة لتمويل ملعب وجسرين، وثلاثة عشر محطات زراعية ومزرعة قصب السكر، واُعتبر هذا المبلغ جزء من صفقة الاعتراف، كما تمّ تجاوز هذا المبلغ بتقديم مبلغ مساعدات إضافي بقيمة 200 مليون ليون – عملة سيراليون- وأتبعه قرضًا آخر بـ 7,1 مليون ليون([75]).
هذه المساعدات والمنح الصينية المقدّمة لسيراليون، كان لها أثر إيجابي على الصين، حيث بموجبها أصبحت أكبر مصدّر مساعدات لسيراليون منذ عام 1971([76])، كما أن الرئيس والوزراء البارزون رغم درايتهم بالمخاطر الكامنة للتخريب الصيني إذا حلّ بأي بلد، لكنهم فضّلوا التقارب مع الصين، والحصول على المساعدات الاقتصادية بغض النظر عن هذه المخاطر([77])، كما أنها كانت محل تقدير من جانب المسؤولين في سيراليون، ومن مظاهر تقديرهم، اقتناع صنّاع القرار في سيراليون بأن المنح الصينية مختلفة كثيرًا عن المانحين الآخرين، على سبيل المثال عندما قدّم السفير الصيني في أكتوبر 1972، شحنة من الكتب إلى وزير التعليم السيراليوني، علّق الأخير قائلاً: “لقد استغرقت دول أخرى حوالي 20 عامًا لفعل ما فعلته الحكومة الصينية لهذا البلد على مدار الاثنا عشر شهرًا الماضية”([78]). وهذا مؤشر على المسئولين السيراليونيين بالجانب الصيني.
إضافة لذلك، دعم وزير الشؤون الخارجية السيراليوني للنشاطات والتحركات الصينية بقوة في مجلس الوزراء السيراليوني، وفي مؤسسات رسمية أخرى، بل ودعا إلى التحول الكامل إلى الصين باعتبارها الشريك التجاري الرئيس لسيراليون، والمصدر الرئيس للمساعدة الخارجية، وهذا كان له مردود إيجابي بالنسبة للصينيين([79]). وقد ترتّب على ذلك تقويض للمصالح الغربية اقتصاديًا في سيراليون، مع تصاعد للنفوذ الصيني.
ومن مظاهر ذلك، أصبحت الصين شريكًا اقتصاديًا قويًا لسيراليون بحلول عام 1975، حيث ارتفعت الواردات من الصين، فبعد أن وصلت عام 1967 إلى 000,338,1مليون ليون، ازدادت إلى000,64,10 مليون ليون عام 1975، وهو ما يمثل معدل نمو قدره 900 ٪ ، وهو أعلى معدّل لجميع الشركاء التجاريين والاقتصاديين لسيراليون؛ في حين كانت نسبة المملكة المتحدة 100٪، واليابان 71٪، والولايات المتحدة 118٪، وفرنسا 25٪، وألمانيا300٪، وهولندا 166٪ ([80])، ويستنتج من ذلك، أن المساعدات والنشاطات الصينية في سيراليون، أهّلت الصين لأن تكون شريكًا رئيسًا اقتصاديًا لسيراليون، بل وتفوقت على بريطانيا قوة الاستعمار القديم، والولايات المتحدة الأمريكية، قوة الاستعمار الجديد، مع اختفاء النفوذ السوفيتي في البلاد.
وهذا ما أثار حفيظة قوة الاستعمار القديم (بريطانيا)، بل القوى الغربية بشكل عام، حيث أفصحت إحدى التقارير البريطانية عن تعجب لندن من كثرة المشروعات والأهداف الصينية في سيراليون، معلّقة على ذلك بأن أحد العوامل المثيرة للاهتمام في الاستراتيجية الصينية، هو أن الأهداف الصينية المتعلقة بالمشاريع التجارية والتنمية في سيراليون هي أهداف واقعية، وأنها أكثر اهتمامًا بالمساعدة الحقيقية والتعاون على المدى الطويل، وقد توصلّت السفارة البريطانية لذلك، بعد أن قامت بعمل تقصّي واستماع للمواطنين في سيراليون، للسماع إلى ردود أفعالهم على النشاطات الصينية، حيث ذكر التقرير أن عدد من المغتربين العاملين في بعض الشركات، والذين قاموا بزيارتهم أخبروهم جميعهم أن الأسئلة التي وجهتها البعثة الفنية والاقتصادية الصينية في سيراليون عام 1972، والتي كانت تقوم بمسح تفصيلي دقيق للمنشآت الصناعية والتجارية القائمة في سيراليون وإمكانياتها المستقبلية، كانت معقولة، وتبحث عن فرص حقيقية للوجود الصيني، وهذه الفرص تهدف إلى تقويض المصالح التجارية الغربية بشكل عام([81]).
خلاصة القول، كان هناك مردود اقتصادي إيجابي على الدولتين نتيجة للمساعدات التي قدّمتها الصين لسيراليون في مجال الزراعة، فبموجبها أصبحت بكين شريكًا اقتصاديًا قويًا لفريتاون، بل أصبحت منافسًا قويًا للقوى الغربية.
الخاتمة:
نتيجة لدور الصين التنموي في مجال الزراعة بسيراليون، آثار حفيظة القوى الغربية وعلى رأسها دولة الاستعمار القديم (بريطانيا)، ومنذ ذلك الحين بدأت الأخيرة ترصد النشاطات الصينية المختلفة في سيراليون في مجال بناء السدود والكباري والبنية التحتية وغيرها، وكان لهذه المساعدات التي قدمتها بكين انعكاس ومردود عليها، أبرزها ضعف وتآكل النفوذ الغربي في سيراليون، وتفوق النفوذ الصيني على الغربي والسوفيتي، وأصبحت بكين تمثّل أكبر شريك اقتصادي لسيراليون خلال تلك الفترة، على الرغم من حداثة الوجود الصيني في تلك البلاد إذا ما تمّ مقارنته بالوجود والتأثير الغربي.
ولعلّ القارئ يتساءل: أين التنافس الصيني – السوفيتي في سيراليون؟
أقول إن سيراليون إحدى دول غرب أفريقيا الأقرب للتأثير الغربي، إذا ما تمّ مقارنتها بالدول المجاورة لها في المنطقة مثل غينيا كوناكري، غانا، مالي خلال فترة الستينيات، فهذه الدول السابق ذكرها، كان التنافس بين توجهين غربي وسوفيتي، ومع ظهور نجم بكين، سعت الأخيرة لأن تضمن لها موطئ قدم في هذه المنطقة، لزعامة الشيوعية العالمية، ومن ثمّ دخلت على خط المواجهة، وشجّعتها واشنطن، حتى تواجه موسكو في تلك المنطقة، وهكذا انتقل الصراع من غربي – سوفيتي؛ ليصبح التنافس سوفيتي – صيني في هذه الدول الراديكالية، أما في حالة سيراليون فكان النفوذ السوفيتي مختفي للغاية؛ لأن السوفيت وقتذاك كانوا يعانون حالة من التراجع على جميع الجبهات خلال السبعينيات والثمانينيات وهذه هي الفترة الزمنية للدراسة. وهذا يجعلنا أن نقول إن التنافس كان بين التأثير الغربي والصيني في هذه الدولة الناشئة.
هوامش الدراسة
([1]) للمزيد عن العلاقات الصينية- الأفريقية، أنظر: Liang-Tsai, Wei ,Africa and two Chinas, the Faculty of the Graduate College of the Oklahoma State University, Ph.D., 1978, pp.112-113,118, see also, Yu, George T.: Africa in Chinese Foreign Policy, Asian Survey, Vol. 28, No. 8, Aug. 1988, p. 850-851.؛ أنظر أيضًا: بدوي رياض عبدالسميع، المعونة الاقتصادية والفنية الصينية لمالي 1961-1968، دراسة وثائقية، مجلة الدراسات التاريخية والحضارية المصرية، العدد الخامس، أكتوبر ، 2018، ص 220،237؛ العطري علي، التحول في السياسة الخارجية الصينية والقوة الناعمة في أفريقيا، مجلة البحوث القانونية والسياسية، العدد التاسع، ديسمبر 2017، الجزائر، ص 108 أحمد هلال رمضان، الصين وحركات التحرير الأفريقية 1956-1976، رسالة دكتوراه، قسم التاريخ، معهد البحوث والدراسات الأفريقية، جامعة القاهرة، 2014، ص ص 118-119.
([2]) وُلد سياكا ستيفنز في 24 أغسطس 1905، ويعتبر ثالث رئيس وزراء لسيراليون، وأول رئيس للدولة، تولى الرئاسة في الفترة من 1971-1985، وقد حكم في ظل حزب سياسي واحد هو حزب المؤتمر الشعبي، وشغل منصب رئيس الاتحاد الافريقي في الفترة يوليو1980 حتى يونيو1981، توُفي 29 يوليو1988. أنظر: أحمد هلال رمضان، الصين وحركات التحرير الأفريقية 1956-1976، رسالة دكتوراه، قسم التاريخ، معهد البحوث والدراسات الأفريقية، جامعة القاهرة، 2014، هامش 2، ص 183.
([3]) اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 25 أكتوبر 1971، قرارها رقم 2758 (XXVI) في الدورة (السادسة والعشرين)، بأغلبية 76 صوتًا، مقابل 35 صوتًا، وامتناع 17 دولة عن التصويت، الخاص بأحقية جمهورية الصين الشعبية في مقعد الأمم المتحدة، كممثل وحيد للصينيين، أنظر:
United Nations Yearbook,1971, Volume 25 , Questions relating to Asia and the Far East, Representation of China in the United Nations, P. 132.
([4]) Bangura, Yusuf, under development and the politics of Sierra leone’s trade relations, Africa Development/Afrique et Dévelopment , April – May 1984/Avril – Mai 1984, Vol. 9, No. 2 ,p. 85.
([5])The Hartford Courant, delegation in China, Jul 26, 1971, p.1A.
([6])Datzberger, Simone, China’s Silent Storm in Sierra leone, Policy Briefing 71, Global Powers and Africa Programme, August, 2013, p.2,
([7]) Datzberger, Simone, op.cit., p.2. ، أنظر أيضًا: أحمد هلال رمضان، مرجع سابق، ص 180.
([8])China’s Interest and Activity in Africa’s Construction and Infrastructure Sectors, Centre for Chinese Studies, Stellenbosch University, November 2006, p.36.
([9]) Datzberger, Simone, op.cit., p.2,see also, New York Times, U.N. roll – calls on Peking, Nov.21, 1970, p.10., New York Times, Sierra leone in Taiwan tie, Sep 30, 1963, p.9. ، أنظر أيضًا: أحمد هلال رمضان، مرجع سابق، ص 180.
([10]) أحمد حسن محمد: العلاقات السودانية الصينية 1969-1985، رسالة ماجستير، قسم التاريخ، معهد البحوث والدراسات الأفريقية، جامعة القاهرة، 2014، ص 289-290 .
([11]) Sillah, Mohammed-Bassiru, Saudi Arabian economic aid to West Africa: A case study of the Gambia and Sierra Leone, 1975—1985, Faculty of the Graduate School
of Arts and Sciences , Howard University, 1988, p. 292 .
([12]) New York Times, Taiwan recalls its farm missions: halts assistance to nations that recognize Peking, Aug 23, 1971, p.7.لال لنفس الوثيقة تجارة الصين مع أفريقيا foreign & commonwealth office London.
([13]) F.C.O. 65/1242, West Africa , Infiltration of Sierra leone By China, British High Commission ,Freetown, Subject: Chinese activities in Sierra leone, 9 May 1972, Confidential لال لنفس الوثيقة تجارة الصين مع أفريقيا foreign & commonwealth office London.
([14]) Shinn, David H., Eisenman, Joshua, , China and Africa, A century of engagement , University of Pennsylvania Press, 2012, p.308.
([15]) Brautigam, Deborah, Chinese agricultural aid in West Africa: A technical, economic and institutional analysis of three Chinese rice projects in Liberia, Sierra leone and The Gambia, Ph.D., Fletcher School of Law and Diplomacy (Tufts University), 1987, p. 167.
([16]) F.C.O. 65/1242, West Africa , Infiltration Of Sierra leone By China, Telegram from British high commission, Freetown, to Foreign & Commonwealth office London, Subject, Chinese, Confidential, 13 October 1972, Confidential.
([17]) Brautigam, Deborah, Chinese Aid and African Development, Exporting Green Revolution , Palgrave Macmillan ,london, 1998, p.56.
([18]) Ministry of Agriculture and Natural Resou rces of Sierra Leone: Subject, Sierra leone and China Minutes of Talks on The Construction of the rice Technical Stations In Sierra leone, September – 2 November , 1972.
([19]) Brautigam, Deborah, Chinese agricultural aid in West Africa: A technical, economic and institutional analysis of three Chinese rice projects in Liberia, Sierra leone and The Gambia, op.cit.,p.167-168..
([20]) Brautigam, Deborah, Chinese agricultural aid in West Africa: A technical, economic and institutional analysis of three Chinese rice projects in Liberia, Sierra leone and The Gambia, op.cit.,p.168- 169., see also, The Xinhua, rice-growing technical stations handed over to Sierra leone, February 1, 1977.
([21]) F.C.O. 65/1242, West Africa , Infiltration Of Sierra leone By China, Telegram from British high commission, Freetown, to foreign & commonwealth office London, Subject, Chinese, Confidential, 13 October 1972, Confidential.
([22]) Brautigam, Deborah, Chinese agricultural aid in West Africa: A technical, economic and institutional analysis of three Chinese rice projects in Liberia, Sierra leone and The Gambia, op. cit. , 1987 .p.168.
([23]) Ministry of Agriculture and Natural Resou rces of Sierra Leone: Subject, Sierra leone and China Minutes of Talks on The Construction of the rice Technical Stations In Sierra leone, September – 2 November , 1972.
([24]) Brautigam , Deborah , Chinese Aid and African Development, Exporting Green Revolution op.cit., 1998, p.84.
([25]) Brautigam, Deborah, Chinese agricultural aid in West Africa: A technical, economic and institutional analysis of three Chinese rice projects in Liberia, Sierra leone and The Gambia, op.cit., p. 170-171.
([26]) Brautigam, Deborah , Chinese Aid and African Development, Exporting Green Revolution , op.cit., 1998, p.84.
([27]) The Xinhua, rice-growing technical stations achieve good results in Sierra leone, February 1, 1977.
([28]) Brautigam, Deborah, Chinese agricultural aid in West Africa: A technical, economic and institutional analysis of three Chinese rice projects in Liberia, Sierra leone and The Gambia, op.cit., 1987, p. 172-173.
([29]) The Xinhua, rice-growing technical stations achieve good results in Sierra leone, February 1, 1977.
([30]) Brautigam, Deborah, Chinese agricultural aid in West Africa: A technical, economic and institutional analysis of three Chinese rice projects in Liberia, Sierra leone and The Gambia, op.cit., 1987, p. 173.
([31]) The Xinhua, rice-growing technical stations achieve good results in Sierra leone, February 1, 1977.
([32]) The Xinhua, rice-growing technical stations handed over to Sierra leone, February 1, 1977.
([33]) Brautigam, Deborah , Chinese Aid and African Development, Exporting Green Revolution , op.cit, p.84.
([34]) Ibid, p.85.
([35]) Ibid., p.85-86.
([36]) Brautigam, Deborah, Chinese agricultural aid in West Africa: A technical, economic and institutional analysis of three Chinese rice projects in Liberia, Sierra leone and The Gambia, op.cit., 1987.p.178.
([37]) Ministry of Agriculture and Natural Resou rces of Sierra Leone: Subject, Sierra leone and China Minutes of Talks on The Construction of the rice Technical Stations In Sierra leone, September – 2 November , 1972.
([38]) Brautigam, Deborah, Chinese Aid and African Development, Exporting Green Revolution , op.cit., 1998, p.87.
([39]) Brautigam, Deborah, Chinese agricultural aid in West Africa: A technical, economic and institutional analysis of three Chinese rice projects in Liberia, Sierra leone and The Gambia, op.cit.,p. 183.
([40]) Brautigam, Deborah, Chinese agricultural aid in West Africa: A technical, economic and institutional analysis of three Chinese rice projects in Liberia, Sierra leone and The Gambia, op.cit.,p. 183.
([41]) Ibid., p. 183-184.
([42]) Brautigam, Deborah, Chinese Aid and African Development, Exporting Green Revolution , op.cit., 1998, p.88.
([43]) Ministry of Agriculture and Natural Resou rces of Sierra Leone: Subject, Sierra leone and China Minutes of Talks on The Construction of the rice Technical Stations In Sierra leone, September – 2 November , 1972 .
([44]) Brautigam, Deborah, Chinese agricultural aid in West Africa: A technical, economic and institutional analysis of three Chinese rice projects in Liberia, Sierra leone and The Gambia, op.cit. ,p.167- 170.
([45]) Ibid., .p.166.
([46]) Brautigam, Deborah, Chinese Aid and African Development, Exporting Green Revolution , op.cit., p.88.
([47]) The Xinhua, rice-growing technical stations achieve good results in Sierra leone, February 1, 1977.
([48]) The Xinhua, Sierra leonea president stresses need to develop agriculture, JANUARY 5, 1977.
([49]) Brautigam, Deborah, Chinese agricultural aid in West Africa: A technical, economic and institutional analysis of three Chinese rice projects in Liberia, Sierra leone and The Gambia, op.cit. .pp. 165-166, see also, Brautigam , Deborah , Land Rights and Agricultural Development in West Africa: A Case Study of Two Chinese Projects, The Journal of Developing Areas , Oct., 1992, Vol. 27, No. 1 (Oct., 1992) , p.22
([50]) Brautigam, Deborah, Chinese Aid and African Development, Exporting Green Revolution , op.cit., p.89.
([51]) Ibid., p.212.
([52]) أحمد هلال رمضان، مرجع سابق، 2014، ص ص 187-188.
([53]) The Xinhua, first sugar mill in Sierra leone begins trail production, JANUARY 9, 1981.see also, Lamb, David, China’s Foreign Minister Shakes Some Unlikely Hands in Africa, Los Angeles Times, p. G2.
([54]) The Xinhua, Sierra leonean president cuts ribbon for construction of sugar mill and sugar-cane farm November 3, 1977.
([55]) The Xinhua, Sierra leonean president cuts ribbon for construction of sugar mill and sugar-cane farm, Nov. 3, 1977, See also, Gail A. Eadie and Denise M. Grizzell , China’s Foreign Aid, 1975-78 , The China Quarterly , Mar., 1979, No. 77 (Mar., 1979) , p.220
([56]) The Xinhua, Sierra leonean president cuts ribbon for construction of sugar mill and sugar-cane farm, November 3, 1977.
([57]) The Xinhua, Sierra leonean president cuts ribbon for construction of sugar mill and sugar-cane farm, November 3, 1977
([58]) The Xinhua, construction of sugar-cane farm in Sierra leone makes strides, November 5, 1979.
([59]) Brautigam, Deborah, Chinese agricultural aid in West Africa: A technical, economic and institutional analysis of three Chinese rice projects in Liberia, Sierra leone and The Gambia, op.ci., p. 156.
([60]) The Xinhua, construction of sugar-cane farm in Sierra leone makes strides, Nov. 5, 1979.
([61]) BBC, Sierra leone – Sugar mill, March 21, 1979.
([62]) The Xinhua, Sierra leonean president attends ground-breaking ceremony of sugar milk , March 4, 1979, see also, China’s Interest and Activity in Africa’s Construction and Infrastructure Sectors, Centre for Chinese Studies, Stellenbosch University, November 2006, p.39 .
([63]) The Xinhua, first sugar mill in Sierra leone begins trail production, Jan. 9, 1981.
([64]) Deborah A. Bräutigam and Tang Xiaoyang , China’s Engagement in African Agriculture: “Down to the Countryside” , the China Quarterly , Sep., 2009, No. 199,) , p.699.
([65]) The Xinhua, construction of sugar-cane farm in Sierra leone makes strides, November 5, 1979.
([66]) Brautigam, Deborah, Chinese agricultural aid in West Africa: A technical, economic and institutional analysis of three Chinese rice projects in Liberia, Sierra leone and the Gambia, op.cit., 1987,p. 156.
([67]) The Xinhua, housing project completed in Sierra leone with Chinese aid, April 15, 1984, see also, Brautigam, Deborah, Chinese agricultural aid in West Africa: A technical, economic and institutional analysis of three Chinese rice projects in Liberia, Sierra leone and The Gambia, op.cit., 1987,p. 156 .
([68]) The Xinhua, housing project completed in Sierra leone with Chinese aid, April 15, 1984.
([69]) BBC, President of Sierra leone in China, March 30, 1985.
([70]) Ibid.
([71]) F.C.O. 65/1242, West Africa , Infiltration Of Sierra leone By China, Telegram from British high commission, Freetown, to FCO, Confidential, 12 July 1972, Confidential.
([72]) The Xinhua, Sierra leone president leaves for china , March 23, 1985.
([73]) أحمد هلال رمضان، مرجع سابق، ص 183.
([74]) Liang-Tsai, Wei ,op.cit., p.144.
([75]) F.C.O. 65/1242, West Africa , Infiltration Of Sierra leone By China, Telegram from British high commission, Freetown, to foreign & commonwealth office London, Subject, Chinese, Confidential, 13 October 1972, Confidential.
([76]) Shinn, David H., Eisenman, Joshua, China and Africa, A century of engagement , University of Pennsylvania Press, 2012, p.308.
([77]) F.C.O. 65/1242, West Africa , Infiltration Of Sierra leone By China, Telegram from British high commission, Freetown, to foreign & commonwealth office London, Subject, Chinese, Confidential, 13 October 1972, Confidential.
([78]) Brautigam, Deborah , Chinese Aid and African Development, Exporting Green Revolution , op.cit., 1998, p.56.
([79]) F.C.O. 65/1242, West Africa , Infiltration Of Sierra leone By China, British High Commission ,Freetown, Chinese relations with Sierra leone, 12 may 1972, Confidential لال لنفس الوثيقة تجارة الصين مع أفريقيا foreign & commonwealth office London.
([80]) Bangura, Yusuf, op.cit., p. 85.
( [81] ) FCO 65/1242، West Africa، Infiltration of Sierra Leon By China ، Telegram from British High Commission، Freetown، Foreign & Commonwealth Office London، Subject، Chinese، Confidential، 13 October 1972، Confidential .