د/ موسى فتحي موسى عتلم
أستاذ الجغرافيا الاقتصادية المساعد – كلية الآداب – جامعة المنوفية – مصر
ملخص البحث:
يتزايد الاهتمام بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إفريقيا في الوقت الحالي، في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد؛ مما زاد من حجم الطلب على استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ويلعب قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في إفريقيا أدورًا متعدِّدة، سواء من حيث كونه قطاعًا اقتصاديًّا يشهد معدلات متسارعة للنمو، أو من حيث تأثيره على نمو بعض القطاعات الأخرى، أو من حيث تأثيره على الأوضاع الاجتماعية والسياسية في القارة الإفريقية.
واستهدف البحث التعرُّف على موقع قارة إفريقيا بالنسبة لمناطق العالم في مؤشرات كفاءة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من ناحية، والتباين بين مناطق القارة ودولها في هذه المؤشرات من ناحية أخرى.
وتوصَّل البحث إلى بعض النتائج؛ منها: تزايد الاستثمارات في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بإفريقيا، وزيادة توجُّه الشركات العالمية للاستثمار في هذا القطاع بالقارة، كما جاءت إفريقيا في مرتبة متأخرة في نسبة مستخدمي الإنترنت، بنسبة 28.2% مقابل 53.6% للمتوسط العالمي عام 2019م، كما تضاءل نصيب إفريقيا من مستخدمي الهاتف الثابت؛ حيث لم يتجاوز 12% من جملة العالم، وارتفعت نسبة الأُسَر التي لديها جهاز حاسوب بالقارة من 3.7% عام 2005م إلى 10.7% عام 2019م؛ مما يؤكّد تنامي انتشار الحاسوب بالقارة.
كما زادت نسبة مستخدمي الهاتف المحمول بالقارة من 12.4% عام 2005م إلى 80.1% من جملة السكان عام 2019م، وبلغت نسبة مستخدمي الإنترنت بقارة إفريقيا 11.4% من جملة مستخدمي الإنترنت في العالم، كما بلغ معدل انتشار الإنترنت بالقارة 39.3 % عام 2019م.
وانتهى البحث إلى العديد من التوصيات؛ منها: توجيه المزيد من الدراسات نحو دراسة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتباين المكاني لها بين دول القارة، وأسبابه، وتداعياته التنموية، وقيام الاتحاد الإفريقي والمؤسسات المنبثقة منه بدورها في نشر ثقافة استخدام تكنولوجيا المعلومات بين سكان القارة، وإنتاج أطلس إفريقي لمؤشرات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتشجيع الاستثمارات الموجّهة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في القارة.
مقدمة:
تُعدّ الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من الأدوات المهمَّة للتواصل والتحوُّل الرقمي والتنمية التكنولوجية بقارة إفريقيا، خصوصًا في ظل تزايد الطلب عليها في الوقت الحالي، خصوصًا بعد أزمة كورونا، وما أحدثته من تزايد في استخدامها، ممَّا سيجعل العالم بأَسْره يُعيد النظر في كفاءة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات التي لم تَعُدْ قطاعًا ترفيهيًّا أو اختياريًّا، بل صارت من القطاعات التي لها أدوارها الاقتصادية والاجتماعية، بل والسياسية والإعلامية.
ولعلَّ هذا اتَّضح من تزايد الاستثمارات في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بإفريقيا، الذي ارتفع من 1.7 بليون دولار عام 2016م إلى 2.3 بليون دولار عام 2017م (Eboagu, 2019,p35)، كما زاد توجُّه الشركات العالمية من أجل الاستثمار في هذا القطاع بالقارة خصوصًا الشركات الصينية، وحظيت غرب إفريقيا بنسبة 41.1% تليها جنوب إفريقيا بنسبة 23.4% من جملة الاستثمارات في هذا القطاع بالقارة عام 2017م (African Development Bank, 2020).
وتُعزَى زيادة الإنفاق على قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في القارة إلى أهميته في دعم معدلات النمو الاقتصادي الذي قُدِّر بنحو 3.5% عام 2017م مقابل2.1% عام 2016م، كما أسهم هذا القطاع في دعم قطاعات التنمية الاقتصادية الأخرى بالقارة، وأسهم في خلق فُرَص عَمَل مباشرة وغير مباشرة للعديد من سُكَّان القارة.
ويلعب قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في إفريقيا أدورًا متعدِّدة، سواء من حيث كونه قطاعًا اقتصاديًّا يشهد معدلات متسارعة للنموّ، أو من حيث تأثيره على نموّ بعض القطاعات الأخرى، أو من حيث تأثيره على الأوضاع الاجتماعيَّة والسياسيَّة في القارة الإفريقيَّة، وتشهد القارة نموًّا في هذا القطاع، بدرجة تجعلنا نقول: إنَّ الوصول إلى الإنترنت والهاتف المحمول في بعض الدول الإفريقية أيسر بكثير من الوصول إلى مياه الشرب النقية.
ويشير تقرير مؤشرات تكنولوجيا المعلومات في العالم عام 2019م إلى أن معظم الدول الإفريقية التي يتوافر عنها بيانات تفتقر إلى المهارات الأساسية في تكنولوجيا المعلومات خلال الفترة 2014/2018م، وأن نسبة محدودة من سكان القارة يمتلكون المهارات المتقدمة في تكنولوجيا المعلومات خلال الفترة ذاتها؛ الأمر الذي يتطلب ضرورة الاهتمام بتوفير مقوّمات تكنولوجيا المعلومات وإتاحتها بالقارة من ناحية، وتعظيم استخدامها من خلال التدريب المستمرّ على تطبيقاتها المتقدِّمة من ناحية أخرى.
وتوضِّح مؤشرات التنمية في العالم عام 2019م أنَّ الكثافة الهاتفية للهاتف الثابت في العالم بلغت 21.8 خطًّا/100 نسمة، لكنَّها انخفضت في إفريقيا إلى 0.8 خطًّا/100 نسمة، كما بلغت الكثافة الهاتفية للهاتف المحمول في العالم 108.0 خطًّا/ 100 نسمة، وانخفضت في إفريقيا إلى 80.1.4 خطًا/ 100 نسمة عام 2019م.
ويوجد ارتباط وثيق بين ثورة المعلومات ووسائل الاتصال الإلكترونية لنقلها؛ فهذان الأمران مرتبطان ببعضهما، ومؤثران في بعضهما، ومعتمدان على بعضهما، وتعتمد صناعة تكنولوجيا المعلومات على تضافر ثلاثة ميادين هي: الإلكترونيات الدقيقة، والاتصالات الإلكترونية، والحاسبات الإلكترونية (الديب، 2006م، ص136).
والتساؤل المُلِحّ الآن: هل سايرت قارة إفريقيا رَكْب التنمية التكنولوجية في العالم؟، وهل هناك فجوة في كفاءة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بين القارة ومناطق العالم الأخرى؟ وما أبرز ملامح هذه الفجوة؟ وهل لهذه الفجوة انعكاساتها على التنمية الإفريقية؟
ومن مؤشرات كفاءة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي وضَعها الاتحاد الدولي للاتصالات عدد الخطوط الهاتفية الثابتة لكل 100 فرد، وعدد الخطوط الهاتفية المحمولة لكل 100 فرد، وعدد الحواسب لكل 100 فرد، وعدد المشتركين في الإنترنت لكل 100 فرد، وبعض المؤشرات الأخرى المرتبطة بنسبة السكان الذين تغطيهم شبكة الهاتف، وتكلفة إتاحة الخدمات المختلفة، والمستوى التعليمي والاقتصادي للمستخدمين.
وتتعدد مؤشرات قياس الفجوة الرقمية، فمنها مؤشِّر كثافة الاتصال الذي يُحْسَب على أساس عدد الهواتف لكل مائة فرد، ومؤشر التقدم التكنولوجي الذي يُحْسَب بعدد أجهزة الحاسوب، وعدد مستخدمي الإنترنت وحيازة الأجهزة الإلكترونية كالهواتف لكل مائة فرد، ومؤشر الجاهزية الشبكية الذي يحسب بمستوى البنية الأساسية لمجتمع المعلومات في القطاعات الحكومية والخاصة والأهلية (علي، حجازي، 2005م، ص30).
ويستهدف البحث التعرُّف على بعض مؤشرات كفاءة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في قارة إفريقيا؛ من أجل معرفة موقع إفريقيا بين مناطق العالم الأخرى في هذه المؤشرات، كما يوجّه البحث أنظار متَّخذي القرار في القارة إلى اتخاذ ما يلزم نحو تقليل الفجوة التكنولوجية بين القارة ومناطق العالم الأخرى من ناحية، وبين مناطق ودول القارة من ناحية أخرى.
ويعتمد البحث على الخبرة المتراكمة لدى الباحث في العديد من الدراسات التطبيقية المحلية والقومية في جغرافية الاتصالات، وعلى قاعدة البيانات والمصادر والمراجع التي تم الاستعانة بها في البحث، بالإضافة إلى اهتمام الباحث بصورةٍ كبيرةٍ بقضايا القارة الإفريقية وآفاق تنميتها في شتَّى المجالات؛ حيث تُعدّ الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات محورًا مهمًّا للتنمية بالقارة في ظل أزمة كورونا وتداعياتها المختلفة.
وتدور خطة البحث حول موقع إفريقيا في مؤشرات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من حيث استخدام الهاتف الثابت بين مناطق العالم، وموقعها من استخدام الحاسوب بين مناطق العالم، وموقعها من استخدام الإنترنت واستخدام الهاتف المحمول بين مناطق العالم.
أولاً: موقع قارة إفريقيا في استخدام الهاتف الثابت بين مناطق العالم
يُعدّ الهاتف الثابت أحد أهم وسائل الاتصال رغم منافسة الهاتف المحمول له؛ حيث أتاح الارتباط بين توفير خدمات الإنترنت المنزلي والهاتف الثابت فرصة كبيرة للهاتف الثابت ليبقى في الصورة (عتلم، 2012م، ص20)، وبنظرة فاحصة على توزيع مستخدمي الهاتف الثابت في مناطق العالم التي يوضحها شكل (1)؛ يتضح أن إفريقيا نصيبها من مستخدمي الهاتف الثابت محدود للغاية؛ حيث لم يتجاوز 12% من جملة العالم، وهذا العدد لا يتناسب مع الوزن السكاني للقارة بين مناطق العالم الذي بلغ 17.2% من سكان العالم عام 2019م، في المقابل فإنَّ بعض مناطق العالم الأخرى تزايد نصيبها من الهاتف الثابت عن السكان.
وانعكست العلاقة بين عدد السكان وعدد خطوط الهاتف الثابت على الكثافة الهاتفية التي تتباين بين مناطق العالم عام 2019م؛ حيث بلغت 12.1 خطًّا/100 نسمة كمتوسط للعالم، وارتفعت في أوروبا إلى 33.6 خطًّا/100 نسمة، وجاءت إفريقيا في آخر الترتيب بمتوسط 0.8 خط/ 100 نسمة، كما تباينت بين دول العالم المتقدم التي سجلت 35.6 خطًّا/ 100 نسمة، وبين دول العالم النامي التي سجلت 7.4 خطًّا/100 نسمة، وبين الدول الأقل نموًّا التي سجلت 0.8 خطًّا/ 100 نسمة، الأمر الذي يعكس الفجوة الكبيرة بين إفريقيا وباقي مناطق العالم في كثافة الهاتف الثابت التي يوضّحها شكل (2).
وقد تباينت كثافة مستخدمي الهاتف الثابت بدول القارة عام 2019م؛ حيث ارتفعت عن 10 مستخدمين/100 نسمة بموريشيوس (34.2) والرأس الأخضر (11.5) وتونس (11.2)، كما شهدت بعض الدول انخفاضًا واضحًا في الكثافة التي سجلت 0.32 مستخدم/ 100 نسمة في السودان و0.22 مستخدم/ 100 نسمة في بورندي و0.9 مستخدم/100 نسمة في غانا و0.49 مستخدم/ 100 نسمة في الصومال، كما سجلت مصر 7.9 مستخدم/ 100 نسمة، والمغرب 6.1 مستخدم/ 100 نسمة، وبصورة عامة ارتفعت كثافة الهاتف الثابت بشمال القارة وجنوبها مقابل انخفاضه بباقي مناطقها؛ حيث سجلت إفريقيا جنوب الصحراء 0.86 مستخدم/ 100 نسمة، الأمر الذي يتطلب اتخاذ ما يلزم نحو تقليل الفجوة بين مناطق القارة في كثافة الهاتف الثابت من ناحية، وبين القارة والمتوسط العالمي من ناحية أخرى (World Bank,2019).
وإذا كان الاتصال بالإنترنت في المنزل يعتمد بصورةٍ رئيسةٍ على توافر الهاتف الثابت، وتوافر شبكة اتصالات جيدة تتيح استخدام النطاق العريض للاتصال الذي يسمح للمستخدم بتحميل البيانات والمعلومات والتعامل مع الإنترنت بسرعة أكبر وكفاءة تحميل أكبر؛ فإن كثافة استخدام النطاق العريض/ 100 نسمة عام 2019م تتباين بين مناطق العالم على النحو التالي:
1-بلغت كثافة استخدام النطاق العريض في الاتصالات الثابتة في العالم 14.9 خطًا/ 100 نسمة، أي أن نحو ثُمن العالم يتمتعون بهذه الخدمة التي تعكس النقلة النوعية في كفاءة الاتصالات السلكية.
2-جاءت إفريقيا في مؤخرة مناطق العالم في كثافة استخدام النطاق العريض بالاتصالات الثابتة بمتوسط 0.4 خطًّا/ 100 نسمة، الأمر الذي يتطلب الاهتمام بدعم خدمات النطاق العريض للاتصالات الثابتة بالقارة الذي يمثل نقلة نوعية في الاتصالات.
3-تباينت كثافة استخدام النطاق العريض للاتصالات الثابتة بين العالم المتقدم الذي بلغ متوسطه 33.6 خطًّا/ 100 نسمة، والعالم النامي الذي سجّل 11.2 خطًّا/ 100 نسمة فقط، أي نحو ثلث العالم المتقدّم، وجاءت الدول الأقل نموًّا التي تنتشر في إفريقيا في مرتبة متأخرة بمتوسط 1.6 خطًّا/ 100 نسمة.
واتضح من تحليل البيانات المتعلقة بمستخدمي الهاتف الثابت، وكثافة استخدامه بمناطق العالم، وجود علاقة واضحة بين مستوى الدخل ومستوى التنمية في الأقاليم، وعدد مستخدمي الهاتف الثابت وعدد مستخدمي النطاق العريض وكثافة الاستخدام؛ فقد تكون خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات متاحة لكن الأوضاع الاقتصادية للسكان لا تُمكّنهم من استخدامها، لذا فإن كفاءة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لا ترتبط بالإتاحة فقط، بل ترتبط بمدى تحمُّل التكلفة، والقدرة على الاستخدام وكفاءته.
ثانيًا: موقع قارة إفريقيا في استخدام الحاسوب بين مناطق العالم
إن أجهزة الحاسوب وشبكات الهاتف والإنترنت تمثل إرهاصات مهمة لطريق المعلومات السريع (بيل جيتس، 1998م، ص129)، وتتضمن تكنولوجيا المعلومات جميع التكنولوجيات المستخدمة في تشغيل ونقل وتخزين المعلومات في شكل إلكتروني، وتشمل تكنولوجيا الحاسبات الآلية ووسائل الاتصال وشبكات الربط، وغيرها من المعدات التي تستخدم في الاتصالات.
وقد أحدث استخدام الحاسوب العديد من التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية بالقارة الإفريقية التي تُسْرِع الخطى من أجل اللحاق بركب التنمية، في ظل تعدُّد استخدامات الحاسوب وتباين كفاءته وأسعاره وتطبيقاته التي استُخدمت في العديد من المجالات التنموية؛ فالأُمِّيَّة بمفهومها القديم قد تلاشت إلى حدٍّ كبير، وأصبحت الأُمِّيَّة الآن تنصبُّ على الأُمِّيَّة التكنولوجية التي ترتبط باستخدام الحاسوب وغيره من مظاهر التكنولوجيا، والقدرة على امتلاك المهارات الأساسية والمتقدِّمة في تكنولوجيا المعلومات وعلى رأسها الحاسوب.
وتشهد نسبة الأُسَر التي لديها جهاز حاسوب بالقارة ارتفاعًا من 3.7% عام 2005م إلى 5.8% عام 2010م إلى 8% عام 2015م إلى 10.7% عام 2019م؛ مما يؤكِّد تنامي انتشار الحاسوب بالقارة الذي يمكن زيادته بالمزيد من الجهود التنموية (Bank, 2020 World).
وتبتعد إفريقيا كثيرًا عن المتوسط العالمي في نسبة الأُسَر التي لديها جهاز حاسوب، كما يوضّح شكل (3)، ففي الوقت الذي بلغت فيه نسبة الأُسَر التي لديها جهاز حاسوب بالقارة 10.7% (العُشر) من السكان فإن المتوسط العالمي بلغ 49.7% (النصف)، كما جاءت القارة في المرتبة الأخيرة بين مناطق العالم، فأوروبا سجلت 78.1% والأمريكتان 65.7%، كما انخفضت القارة كثيرًا عن العالم النامي الذي بلغت نسبته 38.5%، واقتربت من الدول الأقل نموًّا التي بلغت نسبتها 9.5%، الأمر الذي يعكس ضرورة رفع نسبة مستخدمي الحاسوب بالقارة الذي لم يعد من التكنولوجيا الترفيهية؛ بل صار من متطلبات القرن الحادي والعشرين.
إن الأهم في كفاءة استخدام الحاسوب بالقارة ليس إتاحته، بل في إلمام النسبة الأكبر من سكان القارة بالمهارات الأساسية التي تُمثّل القاعدة الأهم في الإلمام بالمهارات المتقدمة التي تُعظّم من استخدام الحاسب، وترفع من كفاءة استخدامه، وذلك بالانتقال من الكفاية إلى الكفاءة.
ثالثًا: موقع قارة إفريقيا في استخدام الهاتف المحمول بين مناطق العالم
أصبح الهاتف المحمول جزءًا مهمًّا من إيقاع حياتنا اليومية، وأصبح الفكاك من أَسْره أمرًا صعب المنال؛ فقد أحدث ثورة تكنولوجية في تاريخ الاتصالات مع الزيادة المضطردة في هذه التكنولوجيا وتزايد عدد مستخدميها (عبده، 2008م، ص78)، وقد أتاح الهاتف المحمول بتطبيقاته المختلفة إدراك الظاهرات المكانية، وتحديد المواقع والخرائط التفاعلية والكثير من الأنشطة (2015,p.638 Ricker,B, et al,).
وشهدت أعداد مستخدمي الهاتف المحمول في العالم زيادةً كبيرةً تؤكد تزايد الإقبال على حيازته، من 2.2 بليون عام 2005م إلى 7.7 بليون مستخدم عام 2019م، بنسبة زيادة قدرها 250% خلال تلك الفترة، كما زادت الكثافة الهاتفية من 33.9 خطًّا/100 نسمة عام 2005م إلى 106.2 خطًا/100 نسمة عام2019م (ITU,2019,p.3)0
وارتفع عدد مستخدمي الهاتف المحمول بإفريقيا من 581 مليون عام 2013م إلى 836 مليون عام 2019م، بمعدل نموّ قدره 43.8% ومعدل نموّ سنويّ 7.3%، الأمر الذي يعكس الزيادة الواضحة في مستخدمي الهاتف المحمول في القارة، كما زادت نسبة السكان المستخدمين للمحمول بالقارة من 12.4% عام 2005م إلى 44.3% عام 2010م إلى 75.3% عام 2015م إلى 80.1% عام 2019م، الأمر الذي يؤكد نموّ استخدام الهاتف المحمول بالقارة.
وتقف مجموعة من العوامل أمام الزيادة الكبيرة في أعداد خطوط المحمول وعدد مشتركيه بالقارة منها: الانتشار الجغرافي لشبكته بمعظم المناطق في الوقت الحالي بالمقارنة بسنوات مضت، وتحسين كفاءة الشبكة وعملية الاتصال، وزيادة الطلب مِن قِبَل العملاء للحصول على الخدمة، وتطور تقنيات المحمول بالتحوُّل من الشكل التقليدي الذي يقتصر على المكالمات إلى الجيل الثاني والثالث والرابع الذي أتاح جودة عالية في شبكات المحمول وزيادة في خدماته وتطبيقاته (ITU,2018,p.4)؛ حيث يمثل النمو في النطاق العريض من الاتصالات المحمولة الذي يغطي نحو 47% من سكان العالم ثورة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وفى حقيقة الأمر فإن الطفرة الهائلة في أعداد مستخدمي الهاتف المحمول جاءت نتيجة ظهور ما يُعرَف بالهاتف الذكي، الذي يتمتّع ببعض الإمكانيات التي تُتيح استخدام بعض التطبيقات التي يصعب توافرها في الهاتف العادي، ولا شك أن انتشاره بين عدد كبير من المتصلين استطاع أن يقدّم أسلوب حياة جديد (شنيشن، 2010م، ص15).
ويأتي نمو أعداد مستخدمي الهاتف المحمول في إفريقيا في ظل تزايد عدد السكان الذين تغطيهم شبكة الهاتف المحمول من 815 مليون عام 2015م إلى 933 مليون عام 2019م، بمعدل نمو قدره 14.4%، ومعدل نمو سنوي قدره 3.6% سنويًّا، كما ارتفعت نسبة السكان الذين تم تغطيتهم بشبكة المحمول من 86.9% عام 2015م إلى 89.4% عام 2019م، وتتباين هذه النسبة بين مناطق العالم عام 2019م كما يوضح شكل (4).
ويتضح من الشكل السابق أن إفريقيا جاءت في المرتبة الأخيرة بين مناطق العالم في نسبة السكان الذين تُغطّيهم شبكات المحمول التي تتباين بين دول العالم المتقدم التي سجلت 98.8%، ودول العالم النامي التي سجلت 96.2%، والدول الأقل نموًّا التي سجلت 88.6% عام 2019م.
كما يأتي النمو في أعداد مستخدمي المحمول في إفريقيا في ظلّ انخفاض التكلفة التي يدفعها السكان مقابل المكالمات والرسائل والبيانات مقارنة بفترات سابقة كانت التكلفة أكثر ارتفاعًا، لكنَّ المنافسة بين الشركات المقدّمة لخدمات الاتصالات بالقارة أحدثت هذا الانخفاض (ITU ,2019, p.22).
ويرتبط بكفاءة الهاتف المحمول القدرة على امتلاكه التي ترتبط بمستوى الدخل (عتلم، 2020م، ص 58)، فالنسبة الأقل لملكية الهاتف في العالم تتركز في إفريقيا وجنوب آسيا، بينما ترتفع النسبة في أوروبا والأمريكتين، وتوجد فجوة بين مناطق القارة الإفريقية في امتلاك الهاتف المحمول؛ حيث ترتفع في شمال القارة وأقصى جنوبها، مقابل انخفاضها في باقي المناطق لا سيما دول إفريقيا جنوب الصحراء، كما أن الفجوة النوعية في امتلاك الهاتف المحمول أكثر وضوحًا في القارة الإفريقية؛ حيث تقل نسبة الإناث كثيرًا عن الذكور في امتلاك الهاتف المحمول بالقارة.
وتتباين أقاليم العالم في كثافة الهاتف المحمول (عدد المستخدمين/100 نسمة) التي يوضحها شكل (5)، حيث تنخفض في إفريقيا إلى81.1 مستخدم/100 نسمة مقابل 118.4 مستخدم/100 نسمة في أوروبا و111.7 مستخدم/100 نسمة في آسيا، كما تباينت بين العالم المتقدم الذي سجل 128.9 مستخدم/100 نسمة، والعالم النامي الذي سجل 103.8 مستخدم/100 نسمة والدول الأقل نموًّا التي سجلت 74.9 مستخدم/100 نسمة عام 2019م.
إنَّ الأمر لا يقتصر على انخفاض عدد مستخدمي الهاتف المحمول في القارة من جملة السكان، أو انخفاض نسبة تغطية المحمول لجملة السكان، بل امتدَّ إلى انخفاض نسبة مستخدمي النطاق العريض في الاتصال بالمحمول بالقارة التي سجلت 34 مستخدمًا/ 100 نسمة بإفريقيا مقابل 83 مستخدمًا/ 100 نسمة لمتوسط العالم؛ حيث تقترب إفريقيا من متوسط الدول الأقل نموًّا الذي بلغ 33.1 مستخدم/ 100 نسمة عام 2019م، كما يتجه العالم الآن إلى استخدام خدمات الجيل الرابع والخامس من شبكات المحمول، لكنَّ إفريقيا تنخفض بها نسبة مستخدمي خدمات الجيل الثالث إلى 79% مقابل 93% للعالم و78.7 % للدول الأقل نموًا عام 2019م.
رابعًا: موقع قارة إفريقيا في استخدام الإنترنت بين مناطق العالم
تسعى معظم دول العالم إلى اتساع شبكة اتصالاتها وتحسينها خاصة في ظل الثورة التكنولوجية والمعلوماتية الهائلة التي حدثت في نهاية القرن العشرين التي أنتجت شبكة الاتصالات الدولية (الإنترنت) (شنيشن،2010م، ص23)؛ حيث ارتفعت نسبة مستخدمي الإنترنت في العالم من 16.8% عام 2005م إلى 53.6% من سكان العالم عام 2019م.
ويعد الإنترنت الطريق السريع لنقل المعلومات؛ لذا فإن عدد المستخدمين له في إفريقيا والعالم في تزايد مستمرّ، فبينما تهتم تكنولوجيا الاتصالات بنقل المعلومات، فإن تكنولوجيا الحواسب تهتم بمعالجتها، ومن العوامل التي أدَّت إلى زيادة أعداد مستخدمي الإنترنت زيادة مستخدمي الهواتف الذكية، التي أتاحت للمستخدمين الدخول إلى الإنترنت من أيّ مكان، كما أن الاتصال العريض (واسع النطاق) زاد من سرعة الإنترنت ومعدلات انتشاره.
إن انتشار الإنترنت ارتبط بمدى توافر الخطوط الهاتفية وأجهزة الحاسوب الشخصي، وذهب البعض إلى أن التحسن في تكنولوجيا الاتصالات يجب أن يرتبط به تحسن في أجهزة الحاسوب (بيل جيتس، 1998م، ص53)، كما أحدث التطور في الاتصالات الهاتفية تطوُّرًا مماثلاً في خدمات الإنترنت في العالم (2000,p.37 Donert,N,).
ويتباين معدل انتشار الإنترنت بين مناطق العالم المختلفة ودوله؛ حيث جاءت إفريقيا في مرتبة متأخرة بالنسبة لمناطق العالم في نسبة مستخدمي الإنترنت، بنسبة 28.2% مقابل 53.6% للمتوسط العالمي؛ حيث جاءت أوروبا في المقدمة بنسبة 82.5% عام 2019م، مما يعكس ضرورة الاهتمام بتوسيع قاعدة مستخدمي الإنترنت في إفريقيا لأدواره المتعددة.
وبلغت نسبة مستخدمي الإنترنت بقارة إفريقيا 11.4% من جملة مستخدمي الإنترنت في العالم؛ حيث ضمت آسيا بمفردها 51.0% من جملة المستخدمين، لذا فإن معدل انتشار الإنترنت بإفريقيا بلغ 39.3%، ويتباين الوزن النسبي لمستخدمي الإنترنت بين مناطق العالم عام 2019م، كما يوضّح جدول (1) وشكل (6).
جدول (1) التوزيع النسبي لمستخدمي الإنترنت ومعدل انتشاره بمناطق العالم عام 2019م
معدل انتشار الإنترنت |
نسبة مستخدمي الإنترنت |
عدد مستخدمي الإنترنت |
نسبة السكان |
السكان |
المنطقة |
39.3 |
11.4 |
526710313 |
17.2 |
1340598447 |
إفريقيا |
55.1 |
51.0 |
2366213308 |
55.1 |
4294516659 |
آسيا |
87.2 |
15.7 |
727848547 |
10.7 |
834995197 |
أوروبا |
68.9 |
9.8 |
453702292 |
8.4 |
658345826 |
أمريكا اللاتينية والكاريبي |
70.2 |
4.0 |
183212099 |
3.3 |
260991690 |
الشرق الأوسط |
94.6 |
7.5 |
348908868 |
4.7 |
368869647 |
أمريكا الشمالية |
67.7 |
0.6 |
28917600 |
0.5 |
42690838 |
الأوقيانوسية |
59.4 |
100.0 |
4635513027 |
100.0 |
7801008304 |
جملة العالم |
الجدول من حساب الباحث اعتمادًا على بيانات www.internetworldstats.com. |
ويتبين من الجدول والشكل السابقين ما يلي:
1-تفوق نسبة السكان في إفريقيا على نسبة مستخدمي الإنترنت، مقابل تفوق نسبة مستخدمي الإنترنت في أوروبا وأمريكا الشمالية بصورة كبيرة على نسبة السكان.
2-الارتباط الواضح بين عدد سكان مناطق العالم وعدد مستخدمي الإنترنت، وهذا اتضح بوجود علاقة طردية قوية بينهما بلغت قيمتها 0.98.
3-تباين معدل انتشار الإنترنت بين مناطق العالم؛ حيث سجلت إفريقيا أقل مناطق العالم في هذا المعدل؛ حيث سجلت 39.3% مقابل 59.4% للمتوسط العالمي و94.6% لأمريكا الشمالية.
4-تؤشّر المعطيات الإحصائية السابقة على وجود فجوة واضحة بين إفريقيا وباقي مناطق العالم في استخدام الإنترنت؛ الأمر الذي يتطلّب توجيه المزيد من الجهود من أجل دعم الإنترنت؛ سواء على المستوى الكميّ أو الكيفيّ.
ولا تشهد إفريقيا انخفاضًا في نسبة مستخدمي الإنترنت بها بالمقارنة بمناطق العالم الأخرى، بل تشهد تفاوتًا بين نسبة مستخدمي الإنترنت بين الذكور التي بلغت 33.9% من السكان والإناث التي سجلت 22.6%، مما يوضّح الفجوة بين الذكور والإناث في استخدام الإنترنت في القارة الذي يُعدّ أقل حدَّة في مناطق العالم الأخرى.
كما ارتفعت نسبة مستخدمي الإنترنت بإفريقيا من 2.7% عام 2005م إلى 9.9% عام 2010م إلى 16% عام 2013م إلى 28.2% من جملة السكان عام 2019م، الأمر الذي يؤكِّد النُّموّ المتسارع الذي يشهده هذا القطاع لتأثيراته المتعددة على العديد من القطاعات الأخرى بالقارة، ولا يقتصر النمو على زيادة أعداد المستخدمين، بل يشمل زيادة سرعة الإنترنت وكفاءته في العديد من دول القارة.
وتتباين نسبة مستخدمي الإنترنت من جملة السكان بين مناطق العالم عام 2019م التي يوضّحها شكل (7)، الذي يتضح منه وقوع إفريقيا في المرتبة الأخيرة بين مناطق العالم في نسبة مستخدمي الإنترنت التي بلغت 28.2% من جملة السكان مقابل 82.5% لأوروبا و86.6% للعالم المتقدّم و47% للعالم النامي، أي أن نحو ربع سكان القارة الإفريقية فقط لديهم القدرة على استخدام الإنترنت مقابل أكثر من النصف للمتوسط العالمي، الأمر الذي يتطلب إتاحة الإنترنت بالسرعات والمناسبة لسكان القارة، فما لم تستطع العوامل الطبيعية والجغرافية في القارة تحقيقه من الممكن للإنترنت أن يحققه على المستوى الثقافي والحضاري بل والاقتصادي.
وتتباين نسبة مستخدمي الإنترنت من جملة السكان بدول القارة الإفريقية عام 2019م على النحو التالي:
1-دول ينخفض بها نسبة مستخدمي الإنترنت عن 10% من جملة السكان، وتضم بورندي وإريتريا وتشاد، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، ومدغشقر وجنوب السودان.
2-دول يتراوح نسبة مستخدمي الإنترنت من جملة سكانها بين 10-20%، وتضم بوركينا فاسو وجمهورية إفريقيا الوسطى وإثيوبيا والكونغو وجامبيا وغينيا وليبريا وغينيا بيساو وملاوي والنيجر وسيراليون والصومال وتوجو.
3-دول يتراوح نسبة مستخدمي الإنترنت بها بين 20-30% من جملة سكانها، وتضم أنجولا والكاميرون وجزر القمر وغينيا الاستوائية وموريتانيا وموزمبيق وساوتومي والسودان.
4-دول يتراوح نسبة مستخدمي الإنترنت بها بين 30-40% من جملة سكانها، وتضم بنين وغانا وليسوتو وتنزانيا.
4-دول يتراوح نسبة مستخدمي الإنترنت بها بين 40-50% من جملة سكانها، وتضم بتسوانا وكوت ديفوار ومصر ورواندا وأوغندا.
5-دول يتراوح نسبة مستخدمي الإنترنت بها بين 50-60% من جملة سكانها، وتضم الجزائر وجيبوتي وإسواتيني والجابون وزامبيا وزيمبابوي وناميبيا والسنغال وجنوب إفريقيا.
6-دول سجلت نسبة مستخدمي الإنترنت بها 60% فأكثر من جملة سكانها، وتضم كينيا والرأس الأخضر وليبيا ومالي وموريشيوس ونيجيريا وسيشل وتونس والمغرب (من حساب الباحث اعتمادًا على بيانات www.internetworldstats.com.).
ويمكن توفير الإنترنت لسكان القارة من خلال شبكة الاتصالات السلكية التي تُعدّ أقل انتشارًا بربوع القارة، في ظل منافسة الاتصالات اللاسلكية لها، أو من خلال الاتصالات اللاسلكية التي تجذب استثمارات محلية ودولية؛ نظرًا لعدم وصول سوق الاتصالات الإفريقية لدرجة التشبُّع، لذا فإن نحو 17.8% من سكان القارة عام 2019م يمكنهم الوصول إلى الإنترنت من المنزل مقابل 57% لمتوسط العالم، وتتباين النسبة بين مناطق العالم كما يوضح شكل (8)، الذي يتضح منه الفجوة الكبيرة بين مناطق العالم في فرص الحصول على الإنترنت من المنزل التي بدأت تتعاظم مع تداعيات كورونا، وما فرضته من البقاء بالمنازل لمدد أطول منعًا لانتشار العدوى بين السكان حتى لا يحدث المزيد من الضغط على المنظومة الصحية في إفريقيا التي تحتاج إلى تنمية حقيقية.
كما ارتفعت نسبة مستخدمي الإنترنت عن طريق المحمول من 13% عام 2014م إلى 24% عام 2018م، مما يوضّح استمرار الاعتماد على الإنترنت السلكي بالقارة الذي انخفض بصورة ملموسة بباقي مناطق العالم، كما أن نحو 70% من مستخدمي الإنترنت المحمول بإفريقيا يستخدمون خدمات الجيل الثالث؛ حيث لا تتيح هذه الخدمات إمكانيات كبيرة في نقل البيانات والمعلومات بدرجة أسرع وفي وقت أقل كالتي توفرها خدمات الجيل الرابع والخامس التي بدأت تنتشر ببعض دول العالم.
ورغم تعدُّد استخدامات الإنترنت بالقارة، إلا أن استخدامه في وسائل التواصل الاجتماعي يُعدّ أكثر بروزًا؛ حيث بلغ عدد المشتركين بالفيسبوك بالقارة عام 2019م نحو 212.9 مليون مشترك يمثلون نحو 15.9% من سكان القارة، واستأثرت خمس دول هي: مصر ونيجيريا وجنوب إفريقيا والجزائر والمغرب بنحو 60.2% من جملة المشتركين بالفيسبوك بالقارة (من حساب الباحث www.internetworldstats.com).
خامسًا: خاتمة البحث
تُعدّ دراسة مؤشرات كفاءة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في قارة إفريقيا على جانب كبير من الأهمية؛ لأنها تُبرِز مواطن القوة والضعف، وموقع القارة بالنسبة لمناطق العالم في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي صارت أكثر أهمية من أيّ وقت مضى في ظل أزمة كورونا وتداعياتها، وفي ظل قدرتها على توفير فرص عمل للسكان، وارتباطها بالعديد من القطاعات الاقتصادية بالقارة.
وقد أفرز البحث بعض النتائج منها:
1-تزايد الاستثمارات في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بإفريقيا، وزيادة توجُّه الشركات العالمية للاستثمار في هذا القطاع بالقارة.
2-تزايد الاهتمام بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إفريقيا في الوقت الحالي، في ظل انتشار فيروس كورونا المستجدّ؛ مما زاد من حجم الطلب على استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
3-بلغت الكثافة الهاتفية للهاتف الثابت بإفريقيا 0.8 خطًّا/100 نسمة، مقابل 12.1 خطًّا/ 100 نسمة كمتوسط للعالم عام 2019م.
4-تضاؤل نصيب إفريقيا من مستخدمي الهاتف الثابت؛ حيث لم يتجاوز 12% من جملة العالم، وهذا العدد لا يتناسب مع الوزن السكاني للقارة الذي بلغ 17.2% من سكان العالم عام 2020م.
5-تباين معدل انتشار الإنترنت بين مناطق العالم؛ حيث جاءت إفريقيا في مرتبة متأخرة بالنسبة لمناطق العالم في نسبة مستخدمي الإنترنت، بنسبة 28.2% مقابل 53.6% للمتوسط العالمي عام 2019م.
6-توجد علاقة واضحة بين ارتفاع كفاءة استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بمناطق العالم وبين مستوى الدخل ومستوى التنمية وعدد المستخدمين وكثافة الاستخدام.
7-ارتفعت نسبة الأسر التي لديها جهاز حاسوب بالقارة من 3.7% عام 2005م إلى 10.7% عام 2019م؛ مما يؤكّد تنامي انتشار الحاسوب بالقارة الذي يمكن زيادته بالمزيد من الجهود التنموية.
8-ارتفع عدد مستخدمي الهاتف المحمول بإفريقيا من 581 مليون عام 2013م إلى 836 مليون عام 2019م، الأمر الذي يعكس الزيادة الواضحة في مستخدمي الهاتف المحمول في إفريقيا.
9-زادت نسبة مستخدمي الهاتف المحمول بالقارة من 12.4% عام 2005م إلى 80.1% عام 2019م.
10-ارتفع عدد السكان الذين تغطيهم شبكة الهاتف المحمول بالقارة من 815 مليون عام 2015م إلى 933 مليون عام 2019م، بمعدل نمو قدره 14.4%، ومعدل نمو سنوي قدره 3.6% سنويًّا.
11-انخفضت كثافة الهاتف المحمول في إفريقيا إلى81.1 مستخدم/100 نسمة، مقابل 118.4 مستخدم/100 نسمة في أوروبا و111.7 مستخدم/100 نسمة في آسيا.
12-بلغت نسبة مستخدمي الإنترنت بقارة إفريقيا 11.4% من جملة مستخدمي الإنترنت في العالم، كما بلغ معدل انتشار الإنترنت بالقارة 39.3 % عام 2019م.
13-شهدت إفريقيا تفاوتًا بين نسبة مستخدمي الإنترنت بين الذكور التي بلغت 33.9% من السكان والإناث التي سجلت 22.6%، مما يوضّح الفجوة بين الذكور والإناث في استخدام الإنترنت بالقارة.
14-يوجد تباين واضح بين دول القارة في المؤشرات المختلفة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وانتهى البحث إلى العديد من التوصيات؛ منها:
1-ضرورة البحث في الإجراءات الكفيلة لتقليل الفجوة التكنولوجية بين إفريقيا ومناطق العالم من ناحية، وبين مناطق القارة ودولها من ناحية أخرى.
2-توجيه المزيد من الدراسات نحو دراسة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتباين المكاني لها بين دول القارة، وأسبابه، وتداعياته التنموية.
3-قيام الاتحاد الإفريقي والمؤسسات المنبثقة منه بدورها في نشر ثقافة استخدام تكنولوجيا المعلومات بين سكان القارة، ويمكن الاستعانة ببعض المؤسسات الدولية الداعمة؛ مثل: الاتحاد الدولي للاتصالات، ومنظمة اليونسكو.
4-الاستفادة من الخبرات المتراكمة لدى بعض الدول الإفريقية في دعم قطاع تكنولوجيا المعلومات في الدول ذات المؤشرات المنخفضة في تكنولوجيا المعلومات.
5-إنتاج أطلس إفريقي لمؤشرات تكنولوجيا المعلومات يمكن استخدامه في توجيه جهود التنمية التكنولوجية في القارة نحو الدول الأقل في هذه المؤشرات.
6-تشجيع الاستثمارات الموجّهة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات خصوصًا أن القارة صارت جاذبة للشركات العالمية في هذا المجال.
مصادر ومراجع البحث:
أولاً: المصادر والمراجع العربية
1-الاتحاد الدولي للاتصالات، تقرير قياس مجتمع المعلومات في العالم عام 2018، 2019م.
2-بيل جيتس، المعلوماتية بعد الإنترنت، طريق المستقبل، ترجمة عبد السلام رضوان، سلسلة عالم المعرفة، رقم 231، الكويت، 1998م.
3-سعيد عبده، بعض مظاهر جغرافية الاتصالات والمعلومات في مصر، سلسلة رسائل جغرافية رقم 343، كلية العلوم الاجتماعية، جامعة الكويت، 2008م.
4-محمد الفتحي بكير، الجغرافيا الاقتصادية، أسس وتطبيقات، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 2013م.
5-محمد عبد القادر عبد الحميد شنيشن، في جغرافية الاتصالات، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 2010م.
6-محمد محمود الديب، الجغرافيا الاقتصادية، منظور معاصر، الأنجلو المصرية، القاهرة، 2006م.
7-موسى فتحي موسى عتلم، التحليل الجغرافي للاتصالات السلكية في محافظة المنوفية، مجلة بحوث كلية الآداب جامعة المنوفية، يوليو 2012م.
8-موسى فتحي موسى عتلم، التحليل الجغرافي لاستخدام تكنولوجيا المعلومات في مصر، مجلة كلية الآداب جامعة قناة السويس، يوليو 2020م.
9-نبيل علي، نادية حجازي، الفجوة الرقمية، رؤية عربية لمجتمع المعرفة، سلسلة عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والآداب، الكويت، العدد 318، أغسطس 2005م.
ثانيًا: المراجع غير العربية:
–African Development Bank , African Economic Outlook, 2020.
–African Development Bank, Infrastructure Financing Trends in Africa, 2017.
–Donert,N, Virtually Geography: Aspects of the changing geography of communications,Geography,Vol.85, Jan. 2000.
–Eboagu, C, Evaluation of ICT development and economic growth in Africa, Netnomics, Vol.20, 2019 .
–International Telecommunication Union, measuring the information society, Report 2017, 2018.
–International Telecommunication Union, Facts and figures, 2019.
–ITU, Measuring Digital Development, ICT price, 2019.
–Ponelis, S, ICT in Africa: Enabling a Better Life for All, Information Technology for Development, Vol.21, 2015.
–Ricker,B, et al, Implication of smart phone usage on privacy and spatial cognition,Geo. Journal, 2015.
ثالثًا: المواقع الإلكترونية:
– موقع الاتحاد الدولي للاتصالات https://www.itu.int/ar/Pages/default.aspx
– موقع البيانات الإلكترونية العالمية https://www.statista.com/
– موقع بيانات الإنترنت في العالم https://www.internetworldstats.com/