أحمد محمود- السودان (*)
تعود العلاقات “الإسرائيلية”/الأفريقية إلى بداية خمسينيات القرن الماضي، عندما كانت القارة تشهد ظهور حركات التحرر من الاستعمار الأوروبي، وتطورت هذه العلاقات في سياق من التغير ما بين التقارب تارةً، ثم انقطاع العلاقات، ثم الانفراج والتقارب الشديد تارةً أخرى، وذلك بفعل تأثير التغيرات التي أصابت النظامين الإقليمي والدولي خلال مرحلة الحرب الباردة، والتي لعبت دوراً هاماً في مساعدة السياسة الخارجية “الإسرائيلية” على تحقيق أهدافها في القارة السوداء، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، انهيار الاتحاد السوفيتي والكتلة الشيوعية، وتغير آليات الصراع الدولي في أفريقيا، واتجهت “إسرائيل” إلى توطيد علاقاتها بالدول الأفريقية منذ مرحلة تأسيس الدولة اليهودية، فقد أشار ثيودور هرتزل مؤسس الصهيونية السياسية في كتاباته إلى المقارنة دائماً بين خبرة الشعب اليهودي والشعب الأفريقي باعتبارهما متشابهين خاصةً فيما يتعلق برغبة كلٍ منهما في الخلاص والتحرر، وبعد قيام ما عرف باسم دولة “إسرائيل”، أولت “إسرائيل” لأفريقيا اهتماماً خاصاً، فبعد تولي حزب الليكود مقاليد السلطة رفعت “إسرائيل” شعار “عائدون إليك يا أفريقيا”، وهو ما يعبر بوضوح عن أهمية القارة الأفريقية في المدركات “الإسرائيلية”.
في إطار ما سبق، انطلقت السياسة “الإسرائيلية” من مجموعة من القيم والمبادئ الثابتة التي تسعى من خلالها إلى الحفاظ على أمنها القومي، فهي تعمل على توطيد وجودها كدولة طبيعية ذات سيادة، لا سيما وأنها تقبع في إطار بيئة إقليمية ودولية محفوفة بالمخاطر تجاهها بحسب وجهة النظر “الإسرائيلية”، وفي ظل المتغيرات التي سادت هذه البيئة الإقليمية والدولية التي سادت العالم بعد انتهاء مرحلة الحرب الباردة، تمكنت “إسرائيل” من توطيد علاقاتها مع عددٍ من الدول الأفريقية في كافة المجالات بُغية تحقيق عدد من الأهداف، منها ما هو سياسي، ومنها ما هو اقتصادي وتجاري، ولكن تبقى للأهداف الأمنية خصوصية شديدة في سياسة “إسرائيل” الخارجية تجاه بعض دول القارة الأفريقية، وهو ما يطرح بعض القضايا المتعلقة بمسألة الوجود “الإسرائيلي” في أفريقيا، ويثير مسألة الثابت والمتغير في أهداف السياسة الخارجية “الإسرائيلية” والأدوات المستخدمة في تحقيق هذه الأهداف.
أولاً: دوافع الاهتمام “الإسرائيلي” بأفريقيا:
تعتبر أفريقيا ثاني أكبر قارات العالم بعد آسيا، وتبلغ مساحتها 302 مليون كم2، أما عدد سكانها فيتجاوز المليار نسمة، وهم يبلغون 14.8% من جملة سكان العالم، لذلك شكلت القارة الأفريقية أهمية بالغة بالنسبة لصانعي القرار في السياسة الخارجية “الإسرائيلية” بدايةً من عام 1948، فلم يكن الاهتمام “الإسرائيلي” بأفريقيا نابعاً من العدم، بل تشكل بموجب ما تحظي به القارة الأفريقية من أهمية استراتيجية وسياسية واقتصادية ل”إسرائيل”، والتي تتمثل في:
- أهمية استراتيجية:
سعت “إسرائيل” إلى بناء قاعدة استراتيجية تحقق لها الهيمنة الإقليمية على محيطها الأفريقي باعتباره يمثل المجال الحيوي لوجودها، ففيما يتعلق بمنطقة حوض النيل اتبعت “إسرائيل” مبدأ (شد الأطراف) ، فاتجهت إلى التركيز على تحسين علاقاتها مع دول حوض النيل لا سيما وأن الهيمنة والسيطرة على نهر النيل هو واحد من الأهداف الحيوية والتاريخية لـ”إسرائيل”(1) ، حيث حرصت “إسرائيل” منذ الستينيات على تحقيق استراتيجيتها تلك فقامت بتوقيع معاهدات مع كلٍ من (اثيوبيا، كينيا، رواندا، أفريقيا الوسطى، وتشاد) ، كما قامت بدعم الحركة الانفصالية في جنوب السودان، وإلى جانب البعد التاريخي لسعي “إسرائيل” للهيمنة على نهر النيل، هناك بعد أمني لاهتمام “إسرائيل” بالقارة الأفريقية حيث تهدف إلى تحقيق عدد من المصالح الاستراتيجية المتعلقة بتهديد أمنها القومي من قبل الدول العربية، وذلك من خلال اختراقها للحزام الجنوبي في مناطق التَماس العربية الأفريقية، مثل كينيا وأوغندا، فمينائيّ مومباسا في كينيا ودار السلام في تنزانيا يمثلان أهميةً كبرى بالنسبة لحركة التجارة “الإسرائيلية” المتجهة إلى الشرق الأقصى وجنوب أفريقيا (2) .
أما فيما يتعلق بمنطقة البحر الأحمر وشرق أفريقيا، فقد أولت “إسرائيل” اهتماماً خاصاً بتعزيز علاقاتها الثنائية والأمنية مع دول شرق أفريقيا، لا سيّما إثيوبيا وأوغندا وجيبوتي، حيث تهدف من خلال ذلك إلى منع تحويل البحر الأحمر إلى بحيرة عربية، كما أنها تحاول السيطرة على باب المندب الذي يعد منفذاً حيوياً لتحركات “إسرائيل” تجاه آسيا وأفريقيا وبالتالي السيطرة عليه يترتب عليها ضمان مصالحها الاقتصادية والتجارية، وفضلاً عما سبق، ل”إسرائيل” أهداف تتعلق بمجالات أخرى مثل المجالات الاستخباراتية، ومجال صناعة الأسلحة، والدفاع عن مصالح حلفائها الغربيين وقواعدهم العسكرية في القارة، وعليه فإن الحسابات الأمنية والعسكرية لدى القادة “الإسرائيليين” تُبقي العلاقات مع القارة الأفريقية ذات أولوية خاصة، وهو ما يجعل التعاون العسكري، وعمليات التسليح التي تقدمها “إسرائيل” للدول الأفريقية حجر الزاوية في بنيان العلاقات المشتركة بينهما (3) .
- أهمية سياسية:
كان الهدف السياسي الأول عند تأسيس دولة “إسرائيل” هو ضمان بقاء الدولة العبرية في الشرق الأوسط داخل حدود آمنة معترف بها دولياً، والحصول على أقصى تأييد ممكن من الدول لسياساتها في المحافل الدولية، وإقامة علاقات دبلوماسية مع أكبر عدد ممكن من الدول الأفريقية من أجل ترسيخ مفهوم الوجود كدولة ذات سيادة، وكعضو فاعل في المجتمع الدولي، ولكن آنذاك كانت معظم الدول الأفريقية مستعمرة ومنشغلة بقضاياها الداخلية ومشكلاتها السياسية والاقتصادية، التي خلّفها الاستعمار، لذلك لم يكن لديها فكرة كاملة عن نوايا “إسرائيل”، إضافةً إلى ما روجته “إسرائيل” عن نفسها كدولةٍ مشابهةٍ لهم، وهكذا التقت المصالح “الإسرائيلية” مع ظروف الدول الأفريقية لتنسج العلاقات “الإسرائيلية”/الأفريقية.
ومن جانبٍ آخر تسعى “إسرائيل” إلى محاولة التأثير على السلوك التصويتي للدول الأفريقية في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى من أجل تأييد “إسرائيل” وخدمة مصالحها ودعم مركزها الدولي، كما تسعى إلى إضعاف التأييد الأفريقي للقضايا العربية وكسب تأييد الرأي العام الأفريقي لها، خاصةً في القضايا ذات العلاقة بالصراع العربي ال”إسرائيل”ي، الأمر الذى يمكنه أن يُفقد العرب رصيداً كبيراً من التأييد الدولي لهم، بحكم الثقل التصويتي لدول القارة في المنظمات الدولية، ف”إسرائيل” تدرك أهمية وثقل كتلة التصويت الأفريقية بالأمم المتحدة والمنظمات الدولية، حيث تشكل حوالي 31-32% من إجمالي أصوات أعضاء منظمة الأمم المتحدة (4) .
- أهمية اقتصادية:
تأتي الأهمية الاقتصادية الأفريقية بالنسبة ل”إسرائيل”، بموجب عدة اعتبارات، لعل من أبرزها غناها بالثروات المعدنية والموارد الطبيعية، فهي تمتلك العديد من المعادن والمواد الخام الهامة مثل الماس والذهب والخشب والكاكاو والبُن والزيت، كما تنتج العديد من الدول الأفريقية مثل نيجيريا وأنجولا والجابون كميات كبيرة من النفط، فضلاً عن اكتشاف مصادر جديدة للنفط في منطقة خليج غينيا وشرق أفريقيا(5) .
لذلك تسعى “إسرائيل” إلى دعم مركزها الاقتصادي العالمي من خلال الاستفادة من علاقاتها مع الدول الأفريقية، فتقدم “إسرائيل” نفسها على أنها دولة صديقة ونموذج يحتذي به في مجال تطورها وقوتها الاقتصادية، وأنها تسعى إلى إحداث تغييرات إيجابية تجاه تنمية وتطوير الدول الأفريقية في محاولةٍ منها لترغيب الدول الأفريقية للتعاون معها وفتح المجال أمامها للتغلغل في المنطقة من البوابة الاقتصادية (6) .
في إطار ما سبق، تمكنت “إسرائيل” من خلال توطيد علاقتها بأفريقيا من توفير حاجاتها من مصادر المواد الأولية بأسعار رخيصة لدعم صناعاتها، فضلاً عن استغلالها كأسواق لتصدير منتجاتها، وهو ما حقق لها مردوداً ضخماً لاستثماراتها؛ فأفريقيا وفّرت ل”إسرائيل” واحداً من أهم المواد الخام في الصناعات “الإسرائيلية” ألا وهو الماس، ف”إسرائيل” تمتلك ثلاثة عشر شركة في حلف “أفريجروب” التجاري لتجارة الماس، كما أنها تسيطر على 75% من مناجم الماس الموجودة في أفريقيا (7) .
- أهمية الجالية اليهودية في أفريقيا:
منحت الجالية اليهودية في أفريقيا دعماً كبيراً ل”إسرائيل”، حيث تحتضن القارة الأفريقية عدداً من الجاليات اليهودية؛ لا سيما يهود (الفلاشا) في أثيوبيا، واليهود في جنوب أفريقيا وزيمبابوي وكينيا، وتستغل “إسرائيل” وجود تلك الجاليات في معالجة الضغط الديموغرافي في “إسرائيل”، وزيادة الكثافة السكانية فيها، كما أنها تقوم بتوظيف أبناء تلك الجالية لتحقيق مصالحها والتأثير على الأنظمة الأفريقية في المجالات المختلفة (8) .
وقد برز دوّر الجالية اليهودية في أفريقيا بصورة كبيرة، ففي جنوب أفريقيا تُعد الجالية اليهودية واحدة من أغنى الجاليات اليهودية في العالم ذات التأثير المباشر على الاقتصاد “الإسرائيلي”فهي تحتل المرتبة الثانية من مساهمة يهود الجاليات في خزانة الدولة العبرية بعد الجالية اليهودية في الولايات المتحدة الأمريكية، بَيدَ أنه إذا أُخذ بعين الاعتبار حجم كلٍ من الجاليتين لوحظ أن نسبة تبرعات يهود جنوب أفريقيا وفقاً لعددهم تفوق في بعض السنوات تبرعات اليهود الأمريكيين(9) .
ثانياً: تطور العلاقات “الإسرائيلية”/الأفريقية:
- مرحلة التأسيس والاعتراف ( 1948 – 1967) :
إجمالاَ شهدت هذه المرحلة تطوراً تدريجياً في العلاقات “الإسرائيلية” الأفريقية من خلال تزايد الاعترافات بدولة “إسرائيل” والتي تخللتها تقديم بعض المساعدات “الإسرائيلية” في المجالات العسكرية والتقنية، فالسنوات الأولى من قيام دولة “إسرائيل” لم تشهد نشاطاً واضحاً في قارة أفريقيا، فقد بدأت العلاقات “الإسرائيلية”/الأفريقية في النمو بعد منتصف الخمسينيات وتحديداً بعد مؤتمر باندونج عام 1955، وبحلول عام 1962 كان قد وصل عدد سفارات “إسرائيل” إلى 23 سفارة في أفريقيا، كما اتسمت الفترة ما بين (1957 -1963) بتبادل الزيارات بين قادة “إسرائيل” وزعماء أفريقيا، حيث قامت وزيرة الخارجية “الإسرائيلية” آنذاك (جولدا مائير) بزيارة عدد من الدول الأفريقية مثل السنغال ونيجيريا وغانا وليبيريا (10) ، فضلاً عن قيام الرئيس “الإسرائيلي”إسحاق بن تسفي عام 1962 بزيارة خمسة دول أفريقية.
- مرحلة التراجع والانكماش (1967 – 1977) :
اتسمت العلاقات “الإسرائيلية”/الأفريقية في هذه الفترة بالتدهور التدريجي والملحوظ، خاصةً بعد تغير مدركات الأفارقة فيما يتعلق بالصراع العربي/ال”إسرائيل”ي، ويعزي ذلك إلى نجاح الجهود العربية في كلٍ من منظمة الوحدة الأفريقية والأمم المتحدة في استصدار قرارات بإدانة “إسرائيل” وسياساتها التوسعية من جرّاء احتلالها لأراضي عربية جديدة في حرب عام 1967، واستمر الانحدار في منحنى العلاقات مع اشتعال حرب أكتوبر سنة 1973، وما تلاها من صدور قرار منظمة الوحدة الأفريقية بالتضامن مع مصر، حيث بلغ عدد الدول الأفريقية التي قطعت علاقتها ب”إسرائيل” إلى 42 دولة، وهي جميع الدول الأعضاء في منظمة الوحدة الأفريقية آنذاك فيما عدا جنوب أفريقيا والدول المرتبطة معها بعلاقات خاصة مثل مالاوي وليسوتو وسوازيلاند، وعلى الرغم من الموقف الأفريقي المعلن ضد “إسرائيل”، إلا أن “إسرائيل” ظلت علي علاقةٍ قوية مع عددٍ من الدول الأفريقية التي سبق وأعلنت مقاطعتها بشكلٍ سري غير رسمي, وبرغم حالة التراجع والانكماش التي شهدتها العلاقات “الإسرائيلية”/الأفريقية خلال هذه الفترة على المستوى السياسي، إلا أنها شهدت نجاحاً ملحوظاً علي المستوي الاقتصادي الذي أصبح وقتها المدخل للتغلغل “الإسرائيلي”في القارة (11) .
- مرحلة الانفراج وتحسين العلاقات (1977 – 1991) :
جاءت زيارة السادات للقدس في نوفمبر عام 1977 لتشكل نقطة تحول في التقارب الأفريقي/ال”إسرائيل”ي، فهذه الزيارة أسهمت في انفراج العلاقات الثنائية بين الدول الأفريقية و”إسرائيل”؛ حيث شهد عقد الثمانينيات من القرن الماضي مرحلة بناء وازدهار هذه العلاقات، فزاد عدد الدول الأفريقية التي استأنفت علاقاتها مع “إسرائيل”، كما زادت وتنوعت أشكال المساعدات “الإسرائيلية” لتلك الدول لتبدأ مسيرة الخطوات العكسية في إعادة العلاقات، وتُوج ذلك من قبل زائير”الكونغو الديمقراطية حالياً” عام 1982، حيث كانت في حاجة ماسّة للمساعدات العسكرية “الإسرائيلية” حينها، خاصةً في ميدان تدريب الجيوش، فارتبطت زائير بمعاهدة عسكرية تنص على قيام “إسرائيل” بإعادة بناء الجيش الزائيري، وإيفاد مستشارين عسكريين إليها لتدريب سلاح البحرية(12) ، وجاء رد الفعل العربي متمثلاً في سحب السفراء العرب من العاصمة الزائيرية كينشاسا، وإيقاف المصرف العربي للتنمية الاقتصادية كل معاملاته مع زائير، وهو ما جعل الدول الأفريقية تُعيد التفكير جدياً في عواقب إعادة العلاقات الدبلوماسية مع “إسرائيل”، وباستثناء بعض الدول التي أعادت علاقاتها مع “إسرائيل” مثل كينيا عام 1988، وأفريقيا الوسطى وإثيوبيا عام 1989، ظلت الدول الأفريقية ملتزمة بالمقاطعة الدبلوماسية ل”إسرائيل”، على الأقل على المستوى الرسمي، وكذلك على المستوى الجماعي الذى عبرت عنه منظمة الوحدة الأفريقية، ولم يكن ل”إسرائيل” تمثيل دبلوماسي إلا في 10 دول أفريقية 5 منها على مستوى السفراء، و5 على مستوى مكاتب لرعاية المصالح، وتجدُر الإشارة إلى أن قطع العلاقات الدبلوماسية لم يؤثر على العلاقات التجارية “الإسرائيلية”/ الأفريقية، فقد ازدادت قيمة التبادل التجاري من 30.7 مليون دولار عام 1973 إلى 110 مليون دولار عام 1980م (13) .
- مرحلة التطبيع وازدهار العلاقات ( 1991- 2018) :
يعتبر مؤتمر مدريد للسلام الذي عقد عام 1991، واتفاق أوسلو، واتفاق وادي عربة من أهم أسباب عودة العلاقات “الإسرائيلية”/الأفريقية، فقد تمكنت “إسرائيل” بعدها من استعادة علاقاتها مع معظم الدول الأفريقية، وهو ما ساعدها على تخطي قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي تم اتخاذه عام 1975 واعتبرت بموجبه الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية، ومنذ عام 2001 شهدت العلاقات “الإسرائيلية”/الأفريقية –علي المستوي الرسمي- تقارباً ملحوظ في صورة نشاط سياسي واقتصادي ودبلوماسي، فقد زاد معدل زيارات وزير الخارجية “الإسرائيلي”والمبعوثين التي كان محورها توطيد العلاقات بين الطرفين، وكما شهدت العلاقات الثنائية تعاوناً عسكرياً بين “إسرائيل” وكل من كينيا وإريتريا في مواجهة العمليات الإرهابية، وبالنظر للمستويين الرسمي والشعبي يتضح وجود حالة من التباين في المواقف والأفعال بين كلٍ من الجانبين؛ فعلى المستوي الرسمي حدثت حالة من التقارب بين الدول الأفريقية و”إسرائيل”، أما على المستوى الشعبي ظهرت حالة من النفور والرفض للتغلغل “الإسرائيلي”في القارة وظهر ذلك واضحاً في المظاهرات الاحتجاجية التي خرجت في مصر وليبيا، والعمليات المسلحة التي استهدفت المصالح “الإسرائيلية” في كينيا(14) .
فقد سعت “إسرائيل” إلي تنمية إمكانياتها ومواردها الاقتصادية، لا سيما وأنها تعاني من محدودية مواردها الطبيعية وهو ما دفعها إلى أن تسعى بكل الطرق لزيادة إمكانياتها في مختلف المجالات، فاتجهت لإقامة علاقات اقتصادية قوية مع دول القارة من خلال توسيع تجارتها الخارجية معها، ونوّعت من الأسواق الأفريقية التي تصدر لها منتجاتها، وكذلك التي تستورد منها الموارد الطبيعية والمواد الخام، وزادت من اهتمامها بالاستثمار والذي ظهر بشكلٍ واضح من خلال توقيع “إسرائيل” للعديد من اتفاقيات التجارة، وإقامة المشاريع الاستثمارية والتجارية في الدول الأفريقية.
فضلاً عما سبق، سعت “إسرائيل” للخروج من عزلتها المفروضة عليها والحصول علي الشرعية الدولية فلجأت إلى إقامة علاقات دبلوماسية مع أكبر عدد ممكن من الدول الأفريقية، تمهيداً لإقامة علاقات اقتصادية وعسكرية، كما أنها حاولت تغيير الصورة العنصرية المرسومة عن الكيان الصهيوني من خلال وسائل الإعلام التي تنشر ثقافتها، وبحلول عام 2010 كانت “إسرائيل” قد نجحت في استئناف علاقتها مع 44 دولة أفريقية، ويقول ديفيد بن جوريون في كتابه (“إسرائيل” وسنوات التحدي) الذي صدر عام 1962: “إن “إسرائيل” دولة صغيرة الحجم ومحدودة السكان، كما أنها لا تمتلك قوة عسكرية أو اقتصادية كبرى، بَيدَ أنها تمثل على المدى البعيد قوة روحية خلاّقة، ولسوف يعود عليها إسهامها في تأسيس عالمٍ جديدٍ، بالسلام والأمن واحترام العالم”، وهذا هو ما يعكس إدراك المسؤولين “الإسرائيليين”تجاه أفريقيا، ففي 4 يوليو 2016 بدأ رئيس الوزراء “الإسرائيلي”بنيامين نتنياهو جولته التي شملت 4 دول في شرق أفريقيا بدأها بأوغندا وتبعها متوجهاً إلى كينيا ثم رواندا وأخيراً إثيوبيا، حيث تعد هذه الزيارة هي الأولى التي يقوم بها رئيس وزراءٍ “إسرائيل”ي منذ عام 1978، وقد تركزت المحادثات خلال هذه الزيارة على ضرورة زيادة التعاون في مجالات الأمن والاقتصاد(15) .
ويمكن إجمال أهداف هذه الزيارة في سعي “إسرائيل” إلى تعزيز تواجدها داخل القارة الأفريقية، وتوسيع قاعدة علاقاتها الدبلوماسية مع دول حوض النيل للتأثير على حصة مصر والسودان، وتشجع إثيوبيا على المُضي قدماً في بناء سد النهضة، حيث تتطلع “إسرائيل” من خلال هذا الدعم إلى ضمان أمنها المائي والحصول على حصة ثابتة من مياه النيل، وهي فكرة قديمة تعود إلى فترة ما قبل تأسيس الدولة اليهودية، وقد بلغ رأس المال “الإسرائيلي”المستثمر في إثيوبيا نحو مليار و57 مليون دولار أمريكي في 281 مشروعاً، 11 منها تحت التنفيذ(16) ، كما جاءت هذه الزيارة كمحاولة “إسرائيل”ية للخروج من حالة العزلة السياسية حيث تتعرض “إسرائيل” لانتقادات شديدة بسبب مواقفها المتشددة بشأن الاحتلال واستمرار عمليات الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ورفضها لمبادرة الحد من انتشار السلاح وحلّ الدولتين، لذا تسعى “إسرائيل” إلى كسب شركاء آخرين في القارة السمراء بهدف كسب أصوات هذه الدول في المحافل الدولية، بخلاف أنها تسعى إلى الحصول على عضوية مراقب في الاتحاد الأفريقي، بالإضافة إلى أن استئناف العلاقات مع الدول الأفريقية يعد بمثابة فتح أسواق جديدة للمنتجات “الإسرائيلية” العسكرية منها والتكنولوجية خاصةَ في ظل وجود أزمة اقتصادية عالمية ومحلية، كما أن الأفارقة ذاتهم يتطلعون إلى الدخول لأسواق المال العالمية عبر بوابة “إسرائيل”، وتشير بعض المصادر إلى أن تصدير الأسلحة “الإسرائيلية” إلى أفريقيا بلغ حوالي 275 مليون دولار عام 2016، أي ما نسبته حوالي 70% من السلاح المصدر من “إسرائيل”(17) .
وفي الآونة الأخيرة، تطورت العلاقات “الإسرائيلية”/الأفريقية بصورة كبيرة، خاصةً بعد أن وجهت توجو دعواتها إلى 54 دولة أفريقية للمشاركة في القمة “”الإسرائيلية”-الإفريقية”، التي كان من المقرر انعقادها في نهاية أكتوبر 2017 وكان من المتوقع مشاركة ما بين 20-30 رئيس دولة أفريقية فيها، إلا أن وسائل الإعلام “الإسرائيلية” أعلنت أنه تقرر إلغاء القمة حيث بررت تل أبيب إلغاء القمة بتصاعد الأحداث التي تشهدها المنطقة وعدم الاستقرار الذي تشهده الدولة المضيفة، فيما رجّحت التقديرات أن السبب يعود للضغوطات التي مارستها السلطة الفلسطينية والعديد من الدول العربية (18) ، وفي نوفمبر 2017 قام نتنياهو بزيارة إلى كينيا للمشاركة في مراسم أداء القسم الخاصة بالرئيس كينياتا بعد فوزه في الانتخابات للمرة الثانية، وهي في الواقع ثالث زيارة لنتنياهو إلى أفريقيا خلال العام والنصف الماضيين، وقد التقى خلال زيارته برؤساء كل من (تنزانيا وأوغندا وزامبيا ورواندا وتوجو وبوتسوانا وناميبيا) ، ورئيس حكومة إثيوبيا، ونائب رئيس نيجيريا، وقادة آخرون، وقد صرح أنه خلال العاميين الماضيين تم افتتاح أربع مكاتب تمثيل أفريقية في “إسرائيل”، وأنه يسعى إلى افتتاح سفارة “إسرائيل”ية جديدة في إحدى البلدان الأفريقية(19) .
ثالثا: أدوات السياسة الخارجية “الإسرائيلية” في أفريقيا:
- الأداة الاقتصادية:
لجأت “إسرائيل” إلى استخدام الأداة الاقتصادية في سياستها الخارجية مع الدول الأفريقية منذ استقلال هذه الدول، فقد استغلت “إسرائيل” حاجة تلك الدول إلى المساعدات المالية والفنية عند استقلالها، فقامت بتزويدها بالخبرات الفنية والعلمية التي تحتاجها كما زودتها بالتكنولوجيا المتطورة التي تفتقدها القارة الافريقية، وتم تقديم تلك المساعدات بموجب اتفاقيات أطلق عليها اتفاقيات التعاون الفني، فقامت “إسرائيل” في هذا الصدد بإنشاء العديد من الشركات الصناعية والتجارية في أفريقيا بهدف الدخول في مشروعات بناء وتنمية الموارد الاقتصادية، وعادةً ما كانت هذه الشركات تضم أحد المساهمين الأفارقة وكانت الحكومات الأفريقية تمتلك نصيباً من عدد الأسهم في تلك الشركات، كما أن الطرف الآخر في هذه الشركات لم يكن يمثل القطاع الخاص “الإسرائيلي”وإنما كان يمثل الحكومة “الإسرائيلية”، ولقد تطورت العلاقات الاقتصادية بين “إسرائيل” والدول الأفريقية في كافة المجالات الاقتصادية، حيث حرصت “إسرائيل” على إنشاء شركات تعمل في كافة المجالات خاصةً المجالات الزراعية، فسعت إلى إقامة المزارع لتربية الدواجن والمواشي، وإنشاء مراكز للتدريب والإرشاد الزراعي، وإقامة الصناعات الزراعية مثل تعليب الفاكهة والخضر، وتصنيع اللحوم وتعليبها، كما أنشأت أيضا شركات للنقل البحري مثل “شركة النجمة السوداء للملاحة البحرية” في كينيا(20) .
وأنشأت “إسرائيل” مطار أديس أبابا الدولي، وأقامت عدداً من المدارس والجامعات مثل جامعة الإمبراطور هيلاسيلاسى في إثيوبيا، وقد استطاعت الشركات “الإسرائيلية” في أفريقيا من التسلل إلى مختلف القطاعات الاقتصادية وتحقيق أرباحاً ضخمةً أسهمت في زيادة التغلغل “الإسرائيلي”في القارة، وفضلاً عما سبق فقد نجحت “إسرائيل” في إقامة شركات مختلطة برأس مال “إسرائيل”ي/أفريقي مثل الشركة الأوغندية الوطنية للملاحة، وشركة سكر لبيع الثلاجات وأجهزة التكييف في كينيا، كما قامت “إسرائيل” بافتتاح عددٍ من المكاتب التجارية لتنشيط التبادل التجاري في دول القارة والتي أسهمت في تطوير التبادل التجاري بين “إسرائيل” وأفريقيا. وفي هذا الصدد تعد إثيوبيا وكينيا الشريك التجاري الأول للاقتصاد “الإسرائيلي”في أفريقيا، فقد أظهرت أرقام “المعهد “الإسرائيلي”للصادرات والتعاون الدولي” وجود أكثر من 800 شركة “إسرائيل”ية تعمل حالياً في كلاً من إثيوبيا وكينيا، بالإضافة إلى جنوب أفريقيا، كما امتد النشاط “الإسرائيلي”إلى قطاع التعدين بهدف استغلال الثروات المعدنية في التي تزخر بها القارة، حيث حصلت بعض الشركات “الإسرائيلية” المتخصصة على امتياز التنقيب عن المعادن واستخراج الماس في كلٍ من جيبوتي وكينيا، إلى جانب حصولها على مناجم الحديد في أوغندا(21) .
- الأداة العسكرية:
تقدم “إسرائيل” المعونة العسكرية لعدد من أنظمة الحكم الأفريقية، سواءٌ فيما يخص توفير السلاح أو التدريب العسكري، وطبقاً لتقارير الأمم المتحدة، هناك تغلغل للشركات “الإسرائيلية” في التجارة غير المشروعة للسلاح، فقد ثبت تورطها في عقد صفقات لشراء الأسلحة مما يساعد على استمرار الصراعات والحروب الأهلية في أفريقيا وإطالة أمدها والذي بعود بالنفع على هذه الشركات ، وقد استندت استراتيجية “إسرائيل” في بناء علاقات التعاون العسكري مع الدول الأفريقية إلى مجموعة من المبادئ والركائز الأساسية تتمثل في التأهيل النفسي للقبول بالوجود “الإسرائيلي”في المنطقة لتوفير مناخ يتيح قناعة القيادات الأفريقية بضرورة وأهمية الاعتماد على “إسرائيل” في إعداد وتأهيل كوادرهم العسكريين، وبناء وتنظيم أجهزتهم الأمنية من منطلق مبدأ المصالح المشتركة، خاصةً في ظل تقدمها العلمي، وعلاقاتها المتميزة بالقوي الدولية، وخبرتها الواسعة في العمل العسكري، ثم يأتي التركيز على اختراق الأجهزة الأمنية للدول الأفريقية من خلال بناء علاقات قوية مع المؤسسات العسكرية واستقطاب قياداتها وتلقيهم تدريباتٍ خاصة، لربط المنظومة العسكرية لدول القارة بالمنظومة العسكرية “الإسرائيلية”، بالإضافة إلى الاهتمام والتركيز على الحراسات الخاصة بالقيادات الأفريقية وتزويدها بأحدث المعدات الخاصة لحماية الشخصيات الهامة وتدريبهم في المراكز “الإسرائيلية” سعياً منها للفت أنظار تلك القيادات، وبناء الثقة معهم من خلال الترويج لفكرة حرص “إسرائيل” على حياتهم الخاصة وعلى أمنهم وأمن عائلاتهم، وأخيراً تتعامل “إسرائيل” بحالة من الازدواجية في مجال الدعم العسكري، فهي تدعم النظم الأفريقية عسكرياً وكذلك عناصر المعارضة الداخلية لتلك النظم كضمان لاستمرار علاقاتها بالمنطقة في حال تغير الأوضاع السياسية فيها ووصول المعارضة للحكم في يومٍ ما، ويتم ذلك الدعم بصورة غير رسمية عن طريق شركات (ليف – دان) التابعة للموساد والمتخصصة في مجالات التدريب والحماية الأمنية(22) .
- الأداة الدبلوماسية:
وزارة الخارجية “الإسرائيلية” هي جهاز الدولة الرئيسي المسئول عن إقامة وتطوير وتعزيز العلاقات مع الدول الأخرى ومنها الأفريقية، وقد قامت وزارة الخارجية “الإسرائيلية” بتأسيس عدة إدارات ذات اختصاص محدد من أجل تنفيذ الخطط الاستراتيجية للسياسة الخارجية “الإسرائيلية” والتي تعكس الاهتمام “الإسرائيلي”بالعلاقات مع الدول الأفريقية فقامت بإنشاء إدارتين متخصصتين في الشئون الأفريقية، إحداهما تختص بدول شمال وشرق أفريقيا، والأخرى تختص بدول جنوب وغرب أفريقيا(23) .
- الأداة الثقافية:
تستخدم “إسرائيل” أساليب متنوعة في سبيل التغلغل داخل القارة الأفريقية، من بينها الترويج لفكرة “التاريخ المشترك” لاستقطاب التعاطف الأفريقي، فال”إسرائيل”يون يحاولون أن يقنعوا الأفارقة بأن كلا المجتمعين عانى من الاضطهاد التاريخي، وأن كلاهما من ضحايا التمييز العنصري، وبالتالي من السهل أن يكون هناك تفاهم متبادل بين الطرفين، بالإضافة إلى العمل علي إضفاء المسحة الصهيونية علي الحركة الجامعة الأفريقية، وذلك من خلال الربط الدائم بين أفكار الصهيونية والحركة الجامعة الأفريقية (24) ، لذلك تقوم المؤسسات الإعلامية في “إسرائيل” بدور متقن لخدمة السياسة “الإسرائيلية” الخارجية من خلال استخدام المؤثرات الدعائية، ف”إسرائيل” تحرص دوماً في دعايتها على تصوير نفسها بأنها مثال يقتدي به في الديمقراطية، وأنها مركز للإشعاع الحضاري للفكر والجهد والمهارة، وأنها من الدول الداعية للسلام، وأنها تحرص على نشره في الدول النامية والعالم ككل، كما أنها دولة عصرية متقدمة تكنولوجياً، وهي تحرص على مصلحة الدول الأفريقية، كما تبرز “إسرائيل” دوماً من خلال وسائل الإعلام المختلفة تجربتها في التنمية الاقتصادية، وأن ما حققته من إنجازات في هذه المجال هو بمثابة معجزة، لا سيّما وأنها استطاعت تحويل الأرض الجرداء القاحلة إلى جنان في سنواتٍ قليلة من عودة أصحابها لها -قاصدين بذلك أنفسهم- بعد أن أهملها العرب ومن بعدهم الاستعمار البريطاني (25) .
خاتمة:
تسعى “إسرائيل” إلى تنفيذ غاياتها وأهدافها القومية من خلال استراتيجية ذات مستويين؛ مستوى أعلى تطلق عليه الخطة الكبرى، ترسم استراتيجية تنفيذ الغايات والأهداف العليا بعيدة المدى التي تسعي “إسرائيل” لتحقيقها طبقاً لمراحل زمنية محددة، ومستوى أدنى يعالج ما تطلق عليه مشاكل الأمن، وبالرغم من كون التواجد “الإسرائيلي”في أفريقيا يمثل حقيقة واقعة، إلا أن المشكلة الحقيقية تكمن في تزايد تغلغل “إسرائيل” داخل القارة الأفريقية دون أن أي مقاومة عربية أو أفريقية على الإطلاق، فالدول العربية تهمل تماماً استغلال أي من أدواتها التي بإمكانها استخدامها ليس للتصدي للتغلغل “الإسرائيلي”في أفريقيا، وإنما على الأقل التصدي لإمكانية استغلال “إسرائيل” لهذا التغلغل في المسّ بالأمن القومي العربي والأفريقي، وهو ما يشكل تهديداً واضحاً ومباشراً للمصالح العربية والأفريقية وهو ما يتطلب من القادة العرب والأفارقة العمل على تقليص النفوذ “الإسرائيلي”بخطوات قوية وواضحة، وذلك من خلال التعامل بشيء من الواقعية مع الوجود “الإسرائيلي”في القارة، والاتجاه للتعاون العربي/الأفريقي من خلال انتقاء المجالات التي لم تدخلها “إسرائيل” كالصناعات الحرفية، والتحرك الموازي باتجاه المنافسة في المجالات التي تباشرها “إسرائيل” على أرض الواقع، مع إيلاء الأهمية لرصد ومتابعة تطور العلاقات “الإسرائيلية”/الأفريقية في مختلف المجالات، وعلى الدول العربية أن تسعى إلى إقامة شراكة حقيقية في إطار منظومة تحقق المنفعة المتبادلة، وتقوم على مبدأ تبادل المصالح وليس فقط اختزال العلاقات في مسألة الدعم والمساعدات المالية، كما أنه لا يجب إهمال وسائل وأدوات القوة الناعمة، ويجب الاستفادة من التراث النضالي الذي جمع القادة العرب والأفارقة في مسيرة التحرر من الاستعمار.
الإحالات والهوامش:
(*) باحث ماجستير علوم سياسية ، معهد البحوث الأفريقية ، جامعة القاهرة.
(1) محمد العراف (مترجم) في إبراهام روتام، عقيدة عسكرية لمفهوم متجدد للأمن القومي، إستراتيجية شاملة ل”إسرائيل”، (القاهرة: الهيئة العامة للاستعلامات، وزارة الإعلام، العدد 841، 2001) ، ص 69.
(2) حمدي عبدالرحمن، الاختراق “الإسرائيلي”لأفريقيا، (الدوحة: منتدى العلاقات العربية والدولية، 2015) ، ص 28 .
(3) ابراهيم نصر الدين، “الاختراق الصهيوني ل”إسرائيل””، في الموسوعة الأفريقية، (القاهرة: معهد البحوث والدراسات الأفريقية، جامعة القاهرة، المجلد الخامس، 1997) ص6.
(4) تميم هاني خلاف، “العلاقات الأفرو- “إسرائيل”ية بين الأهداف والمصالح”، في مجلة السياسة الدولية، (القاهرة: مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، العدد 144، 2001) ، ص 200.
(5) حمدي عبدالرحمن ، مرجع سبق ذكره، ص 27.
(6) بوفراش يعقوب، السياسة الخارجية “الإسرائيلية” تجاه دول القارة الإفريقية ، المركز الديمقراطي العربي، 2017:
– http://democraticac.de/?p=43277
(7) حلمي شعراوي، أفريقيا من قرن إلى قرن، (القاهرة: مكتبة جزيرة الورد، 2010) ، ص148.
(8) عبدالناصر سرور، “السياسة “الإسرائيلية” تجاه إفريقيا (جنوب الصحراء) بعد الحرب الباردة”، في مجلة جامعة الخليل للبحوث، (القدس: جامعة الخليل للبحوث، المجلد 5، العدد 2، 2010) ، ص 162.
(9) حمدي عبدالرحمن ، مرجع سبق ذكره، ص 26.
(10) عزيز عزمي (مترجم) في جولدا مائير، اعترافات جولدا مائير، (القاهرة: دار التعاون للطباعة والنشر، مختارات التعاون العالمية، 1977) ص 244.
(11) أيمن السيد شبانة، حسين حمودة، “العلاقات الأفريقية “الإسرائيلية””، في التقرير الاستراتيجي الأفريقي 2001- 2002، (القاهرة: معهد البحوث والدراسات الافريقية، جامعة القاهرة، 2003) ، ص 352.
(12) عبدالناصر سرور، مرجع سبق ذكره، ص158.
(13) أيمن السيد شبانة، حسين حمودة ، مرجع سبق ذكره ، ص 353.
(14) أريج جمال محمد أحمد، توجهات السياسة الخارجية “الإسرائيلية” تجاه القارة الإفريقية “النموذج الأثيوبي”، المركز الديمقراطى العربى ، 2016:
– http://democraticac.de/?p=34797#_ftnref18
(15) جولة نتنياهو الأفريقية:
– https://www.eremnews.com/news/world/520232
(16) في إطار جولته الأفريقية “أديس أبابا” المحطة الأهم بأجندة نتنياهو:
– https://www.eremnews.com/news/world/520187
(17) “إسرائيل” تغزو أفريقيا عبر شبكات تصدير السلاح:
– http://sdarabia.com/?p=51358
(18) إلغاء القمة الأفريقية “الإسرائيلية” في توغو، بوابة أفريقيا الإخبارية:
– https://goo.gl/2D9h1C
(19) احمد ذيبان، التغلغل “الإسرائيلي”في أفريقيا:
– https://goo.gl/iFg7S6
(20) بوفراش يعقوب، السياسة الخارجية “الإسرائيلية” تجاه دول القارة الأفريقية:
– http://democraticac.de/?p=43277
(21) نائل عيسى جودة شقلية, “السياسة الخارجية “الإسرائيلية” تجاه منطقة القرن الإفريقي وأثرها على الأمن القومي العربي: 1991-2011″ , رسالة ماجستير ( غزة : كلية الاقتصاد والعلوم الادارية، جامعة الأزهر, 2013) ، ص ص 123 – 124.
(22) عبد الناصر سرور، مرجع سبق ذكره ، ص ص 164- 165.
(23) موقع وزارة الخارجية “الإسرائيلية”:
– http://mfa.gov.il/MFAAR/MinistryOfForeignAffairs/Pages/default.aspx
(24) أيمن السيد شبانة، حسين حمودة، مرجع سبق ذكره، ص 357.
(25) بوفراش يعقوب، السياسة الخارجية “الإسرائيلية” تجاه دول القارة الأفريقية:
– http://democraticac.de/?p=43277