دينا فتحي جمعة عبد العظيم
باحثة ماجستير في العلوم السياسية، مهتمة بالشأن الاستراتيجي والأمني
مقدمة:
السلام هو الدلالة على الاستقرار والأمن بعيدًا عن الصراعات والتوترات، وهو مطلب كل الشعوب والحكومات. وكافة الأمم على الرغم مما تعانيه من سياقات راهنة تؤثر على أمنها واستقرارها الداخلي؛ إلا أنها تسعى لتحقيق السلام لشعوبها، لينعكس بدوره على الرفاه الاجتماعي، ولكونه عنصرًا يدفع المجتمع للأمام؛ من خلال إطلاق برامج التنمية الاقتصادية والمجتمعية والسياسية والثقافية، وتحقيق التوازن والانسجام بين أفراده، وهذا ما يرصده على وجه التحديد مؤشر السلام العالمي الذي يتضمن عددًا من المؤشرات الرئيسية والفرعية على حدّ سواء، وتتضمن التحليل العميق لما تنضوي عليه أوضاع السلام داخل الدول، سواء رصد عناصر الاستقرار والسلام أو حتى تتبُّع مجريات الصراع، وأخيرًا رَصْد الإنفاق العسكري ومعدلاته، بالإضافة لتتبع الملف النووي، والأسلحة الثقيلة داخل الدولة.
ولما كانت إفريقيا هي القارة المؤجّجة بالصراعات والمحمَّلة بأعباء وأثقال فُرضت عليها بفعل المستعمر الأجنبي، وآلت بها لمجتمعات متباينة عرقيًّا وإثنيًّا وثقافيًّا، وهو ما يجعلها في سجال ما بين التصدي للصراع والسعي نحو السلام.
لذا سيتم قراءة موقع إفريقيا جنوب الصحراء في هذا المؤشر، وتتبُّع ورَصْد حركة الدولة ما بين السلام والصراع، والبحث عن تحقق عناصر السلام بداخلها، للانتقال ما بين المفهوم السلبي للسلام إلى السلام بمفهومه الإيجابي، والذي يُعدّ أملاً منشودًا، في ظلّ ما تعانيه القارة من إرهاب وصراعات سياسية داخلية، ولكن أولًا سيتم تعريف هذا المؤشر وأهدافه ومصادره بالإضافة لمنهجيته، وثانيًا ستتم القراءة المُعمقة لإفريقيا في هذا المؤشر. ويمكن تناولها على النحو الآتي:
أولًا: مؤشر السلام العالمي “دراسة في المفهوم، الهدف، والمصادر”:
يصدر مؤشر السلام العالمي عن معهد الاقتصاد والسلام العالمي، المؤسسة الفكرية العالمية غير الهادفة للربح، والتي تسعى نحو تحقيق هدف بعينه، وهو لفت نظر العالم نحو السلام، ووضع مقاييس ومؤشرات لقياسه على النحو الإيجابي، بعيدًا عن المصالح والمزايدات العامَّة، وتعزيز فهم العوامل الثقافية والسياسية والاقتصادية التي تخلق السلام، ويُذكر أن المعهد يقع مقره في الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدًا في مدينة “سيدني”، ويتضمن عددًا من الفروع في “نيويورك”، “وبروكسل”، “ولاهاي”، “ومكسيكو سيتي”، “وهراري”، كما يتعاون مع عدد من المنظمات الحكومية وغير الحكومية، بالإضافة للمؤسسات البحثية، ولديه موقع إلكتروني يتضمن كافة أنشطته والتقارير الصادرة عنه؛ http://www.economicsandpeace.org/.
ويأتي مؤشر السلام ليحقق هذا الهدف من خلال وضع عدد من المقاييس والمؤشرات لقياس السلام، ورصد العلاقة الوثيقة بين العمل والتنمية وتحقيق السلام والرفاه الاجتماعي والازدهار العام.
كما يهدف على نحوٍ خاصّ لدراسة العوامل السياسية، الاقتصادية، والثقافية، التي لها دور بالغ الأهمية في تحقيق أهداف السلام وبنوده الفرعية، ويأتي ذلك من خلال تقديم تحليل وافٍ لكافة البيانات التي يتم جمعها من الولايات القضائية التي يغطيها والتي تبلغ نحو 163 دولة وإقليمًا مستقلاً، والتي تمثل نحو 99.7% من سكان العالم، وذلك من خلال 23 مؤشرًا فرعيًّا، ويتم قياس السلام في الدولة، وفقًا لثلاثة تقسيمات متباينة، منها؛ مستوى الأمن والسلامة داخل المجتمع، بالإضافة إلى درجة الصراع المحلي والدولي المستمر، وأخيرًا درجة التدخل العسكري سياسيًّا داخل الدولة، كما يقدم المؤشر تحليلات معمقة للصراعات العنيفة في مختلف أنحاء العالم، وفي نسخة خاصة لهذا العام تناول دراسة تحليلية عن الأزمة الأوكرانية، وتأثير التكنولوجيا الحديثة واستخداماتها المتباينة في التأثير على حركة البيع والشراء للسلع الغذائية، وغيرها.
كما لا يعتمد المؤشر على مجرد عدم وجود الحرب لرصد السلام، بل إنه يسلط الضوء على حالات غياب العنف أو الخوف من اتباع منهجيات العنف، وذلك من خلال المجالات التي يرصدها والمرتبطة بالسلامة والأمن والصراع، والتدخل العسكري سياسيًّا، ويُذْكَر أن المؤشرات الفرعية للمؤشر الرئيس شهدت تحسنًا وأخرى شهدت تدهورًا.
أما عن المؤشرات التي شهدت تسحنًا فتتمثل في:
– الاستقرار السياسي.
– الإرهاب السياسي.
– علاقات الجوار الإقليمي.
– اللاجئون.
– المشردون داخل الدول.
– التدهور في معدل الوفيات الناجم عن الصراعات الخارجية.
– وأخيرًا الصراع الداخلي.
في حين أن المؤشرات الفرعية التي شهدت تحسنًا تتضمن ما يلي:
– تأثير الإرهاب.
– الأسلحة النووية والثقيلة.
– الوفيات الناجمة عن الصراع الداخلي.
– النفقات العسكرية.
– تصورات الجريمة.
منهجية مؤشر السلام العالمي 2022م:
يأتي التقييم العام لهذا المؤشر وفق المؤشرات الفرعية المرتبطة بالسلام والاستقرار، والصراع، وملف الإنفاق العسكري، وتتضمن تلك المؤشرات الفرعية عددًا من الملفات التي يتم القياس عليها، وتتمثل في الآتي:
أولًا: مؤشر الاستقرار والسلام:
يتضمن عددًا من المؤشرات الفرعية التي يقيسها، كمؤشر الاستقرار السياسي، ومؤشر علاقات الجوار الإقليمي، ومؤشر اللاجئين، ومؤشر المشردين داخل الدول، ولكن هناك ثلاثة مؤشرات أخرى تمثل جوهر التقييم في هذا المؤشر؛ منها: نوع الحكومة والذي يتضمن بداخله عددًا من التقسيمات التي يتم اعتمادها أثناء التقييم، بالإضافة لمؤشر قياس الأثر الاقتصادي للسلام، وأخيرًا مؤشر السلام الإيجابي، ويمكن إيجازها على النحو الآتي:
نوع الحكومة، يتم تعريف نوع الحكومة وفقًا لدرجة الدولة في مؤشر الديمقراطية الصادر عن المؤسسة الاقتصادية التي تطلق هذا المؤشر، وعلى أساسها يتم تقييم الحكومات لعدد أربعة أنواعه، منها:
1- الديمقراطيات الكاملة، التي تحترم الحقوق والحريات العامة، وتعمل الحكومة بشكل جيد وتوفر مناخ ملائم للعملية الانتخابية.
2- الديمقراطيات المعيبة، التي تكون فيها الانتخابات حرة ونزيهة، وتحترم الحريات المدنية الأساسية، ولكن هنالك نقاط ضعف للأنظمة الحاكمة متمثلة في تطبيق معايير الحد الأدنى من المشاركة السياسية، وقمع وسائل الإعلام.
3- الأنظمة الهجينة؛ وهي التي قد تمارس الديمقراطية الشكلية سواء عبر انتخابات حرة نزيهة، ولكن على صعيد الإدارة الحاكمة، فهنالك معدلات فساد مرتفعة، بالإضافة لضعف سيادة القانون.
4- الأنظمة الاستبدادية؛ التي يطلق عليها الديكتاتوريات، فتعاني غيابًا لكافة عناصر الحكم الرشيد، وأسس الديمقراطية العادلة، ويتربع الفساد على رأس كافة مفاصلها.
الأثر الاقتصادي للسلام العالمي؛ يتم رصد الأثر الاقتصادي للعنف من خلال 18 مؤشرًا، وفق نموذج الأثر الاقتصادي للعنف، وتتمثل أبرز المؤشرات الفرعية لتقييم هذا الملف في كلّ دولة في جمع المعلومات المرتبطة بالإنفاق العسكري، نفقات الأمن الداخلي، وكالات الأمن العامة والخاصة، حفظ السلام التابع للأمم المتحدة، ثم برصد التكاليف المباشرة للوفيات الناجمة عن العنف الداخلي، والخارجي، والتكاليف غير المباشرة للنزاع العنيف، ثم تكاليف وضع اللاجئين والمشردين داخل الدولة، ثم واردات الأسلحة، ولرصد الآثار الناجمة عن العنف الشخصي والذاتي من أعمال القتل، والاعتداء العنيف، بالإضافة للاعتداء الجنسي، عمليات الانتحار، والتكاليف غير المباشرة للسجن.
السلام الإيجابي؛ عبارة عن مؤسسات، أو منهجيات، أو مواقف أو هياكل تسهم بشكل أو بآخر في تحقيق السلام، وتتضمن عناصر: الدخل المرتفع، النتائج الإيجابية للاقتصاد، معدل مرتفع من الرفاهية، برامج تنموية متقدمة، قدرة الدولة على حماية مواطنيها، تحقيق المرونة داخل المجتمع، وتعزيز نظامها الاقتصادي والاجتماعي، ودعم روابطه، وفقًا لدرجة تقدم الدولة في تلك الملفات، يتم تقييمها بتمتعها بالسلام الإيجابي أو السلبي، ويتم البحث في السلام الإيجابي من خلال رصد 25 ألف مؤشر فرعي للتقدم الاقتصادي والاجتماعي.
ثانيًا: مؤشر الصراع:
يتضمن عددًا من المؤشرات الفرعية كمؤشر الإرهاب السياسي، ومعدل الوفيات الناجم عن الصراعات الخارجية، بالإضافة لمؤشر الصراع الداخلي، وتصورات الجريمة، ولكنّ أهم مؤشر يمكن القياس عليه في هذا المؤشر الرئيس: المؤشر الفرعي “التظاهرات العنيفة، ويمكن إيجازه على النحو الآتي؛ عبارة عن مؤشر كمي، يتم رصده باستخدام مؤشر IEP، ويتم استخدام البيانات التي يتم جمعها من موقع الصراع المسلح، ومشروع بيانات ACLED’“، ويتم رصد شدة العنف خلال الاحتجاجات والمظاهرات العنيفة، وأعمال الشغب من جانب المتظاهرين، أو من جانب قوات الأمن من جانب آخر، ويتم جمع تلك البيانات جراء أربعة أنواع من العنف المصاحب للمظاهرات؛ منها: الاحتجاج مع التدخل، استخدام القوة المفرطة مع المتظاهرين، المظاهرات العنيفة، الغوغائية، ثم يتلقى كل نوع من تلك الأنواع وزنًا نسبيًّا تأتي درجة الثِّقل الخاصة به وفقًا لكل عنصر على حدة، ثم يتم حساب عدد الوفيات والاحتجاجات لكل دولة وفقًا لتلك الأحداث، ومنه لحساب تقييمها في ملف المظاهرات العنيفة.
ثالثًا: مؤشر الإنفاق العسكري:
يتضمن بداخله عددًا من المؤشرات الفرعية، كقياس مؤشر الأسلحة النووية والثقيلة، والفروق في تقديرات الإنفاق العسكري التي يمكن إجمالها في الآتي: تم تقدير الإنفاق العسكري بنحو 7.1 تريليون دولار، وتم حساب درجة الإنفاق العسكري لهذا المؤشر خلاف المؤسسات البحثية الأخرى؛ حيث يتم رصد التكاليف الاقتصادية للإنفاق العسكري، إضافة لتعادل القوة الشرائية للأسلحة، وتضخم أسعار الإنفاق العسكري، ما بين ارتفاع الأسعار مقارنة بالدولار.
ثانيًا: قراءة لموقع إفريقيا في مؤشر السلام العالمي 2022م:
يأتي هذا البند ليتم من خلاله رصد موقع دول إفريقيا جنوب الصحراء في مؤشر السلام العالمي، ورصد معدل التغير في تقييمات السلام بين مؤشر هذا العام عن مؤشر العام الماضي؛ وذلك للوقوف على موقعها، وهل تشهد تقدمًا في هذا المؤشر أم تراجعًا، ولا سيما في ظلّ المؤشرات الفرعية التي تقيسها والمرتبطة بالجريمة، وقياس أثر الإرهاب، ومعدلات الوفيات، والإنفاق العسكري، والإسهام في قوات حفظ السلام، ووفيات المظاهرات العنيفة، والصِّراعات العنيفة داخليًّا وخارجيًّا، ويمكن تناولها من خلال تحليل ما جاء في الجداول الآتي ذكرها:
الجدول رقم (1)
موقع إفريقيا جنوب الصحراء في مؤشر السلام العالمي 2022م، 2021م
الدولة |
مؤشر السلام العالمي 2021م |
مؤشر السلام العالمي 2022م |
||||
الرتبة | التقييم | مقدار التغير | الرتبة | التقييم | مقدار التغير | |
موريشيوس | 28 | 1.592 | 3 D | 28 | 1.57 | 7 up |
غانا | 38 | 1.715 | 2 UP | 40 | 1.759 | 1 up |
غامبيا | 53 | 1.853 | 13 UP | 45 | 1.792 | 1 up |
بوتسوانا | 41 | 1.753 | 2 up | 48 | 1.801 | 5 D |
سيراليون | 46 | 1.813 | 10 up | 50 | 1.803 | 2 up |
زامبيا | 71 | 1.964 | 24 D | 56 | 1.841 | 10 up |
غينيا الاستوائية | 62 | 1.915 | 9 D | 59 | 1.963 | 6 D |
مالاوي | 59 | 1.909 | 6 UP | 65 | 1.895 | 2 D |
ناميبيا | 65 | 1.927 | 6 D | 68 | 1.908 | 9 D |
السنغال | 54 | 1.864 | 1 up | 70 | 1.916 | 12 D |
رواندا | 83 | 2.028 | 4 D | 72 | 1.945 | 9 UP |
الجابون | 93 | 2.074 | 14 UP | 75 | 1.973 | 9 UP |
ليبيريا | 76 | 1.998 | 17 D | 75 | 1.973 | 1UP |
أنغولا | 80 | 2.017 | 7 UP | 78 | 1.982 | 14 UP |
مدغشقر | 70 | 1.963 | — | 84 | 1.995 | 9 D |
تنزانيا | 58 | 1.892 | 9 D | 86 | 2.001 | 15 D |
إيسواتيني | 69 | 1.955 | 12 UP | 93 | 2.033 | 31 D |
ليسوتو | 102 | 2.202 | 4 D | 100 | 2.089 | 2 UP |
توغو | 115 | 2.239 | 4 D | 102 | 2.094 | 7 UP |
بنين | 96 | 2.093 | 9 UP | 105 | 2.125 | 2 UP |
كوت ديفوار | 103 | 2.123 | 2 UP | 108 | 2.144 | — |
غينيا بيساو | 99 | 2.113 | UP | 110 | 2.156 | 9 D |
الكونغو | 119 | 2.291 | 4 UP | 111 | 2.184 | 7 UP |
موريتانيا | 118 | 2.29 | 1 UP | 112 | 2.193 | 5 UP |
جيبوتي | 106 | 2.146 | 6 UP | 113 | 2.213 | 9 D |
جنوب إفريقيا | 123 | 2.344 | 1 UP | 118 | 2.283 | 5 UP |
كينيا | 116 | 2.254 | 9 UP | 120 | 2.303 | 1 UP |
أوغندا | 114 | 2.219 | 3 UP | 121 | 2.309 | 6 D |
موزمبيق | 103 | 2.123 | 2 D | 122 | 2.316 | 11 D |
غينيا | 92 | 2.069 | 1 D | 123 | 2.332 | 16 D |
زيمبابوي | 133 | 2.49 | 2 D | 127 | 2.35 | 2 D |
بورندي | 129 | 2.434 | 3 UP | 131 | 2.47 | 5 D |
إريتريا | 136 | 2.555 | 3 UP | 132 | 2.494 | 3 UP |
تشاد | 132 | 2.489 | 145 | 136 | 2.591 | 1 UP |
النيجر | 137 | 2.589 | 1 D | 140 | 2.655 | 1 UP |
الكاميرون | 145 | 2.7 | 4 D | 142 | 2.709 | 4 UP |
نيجيريا | 146 | 2.712 | 1 UP | 143 | 2.725 | 2 UP |
بوركينا فاسو | 134 | 2.527 | 13 D | 146 | 2.786 | 12 D |
إثيوبيا | 139 | 2.613 | 6 D | 149 | 2.806 | 9 D |
مالي | 148 | 2.813 | 4 D | 150 | 2.911 | 1 D |
السودان | 153 | 2.936 | — | 154 | 3.007 | 2 D |
إفريقيا الوسطى | 155 | 2.131 | 1 UP | 155 | 3.021 | 1 D |
الصومال | 158 | 3.211 | 1 D | 156 | 3.125 | 2 UP |
الكونغو الديمقراطية | 157 | 3.196 | 1 UP | 158 | 3.166 | 1 D |
جنوب السودان | 160 | 3.363 | — | 159 | 3.184 |
1 UP |
الجدول من تصميم الباحثة وفقًا للبيانات المدرجة في مؤشر السلام العالمي لعامي 2021م، 2022م.
من خلال ما سبق طرحه يتضح أن هناك تفاوتًا في موقع دول إفريقيا جنوب الصحراء في مؤشر السلام العالمي ما بين التحسن“UP” والتدهور “” Dفي تقييمات ملف السلام، وهو ما انعكس على الانخفاض الطفيف الذي حققته المنطقة في مؤشر هذا العام عن العام الماضي بنحو 0.022 أي يمثل نسبة 1% وبتقييم 2.268، وأضاف المؤشر أن المنطقة حققت فيها 21 دولة من أصل 44 تقييمات متقدمة في مؤشر هذا العام مقارنة بالعام الماضي، في حين سجلت نحو 22 دولة تدهورًا هذا العام، وهو موضح تصنيفها وفق ما تناوله الجدول السابق، وعن الملفات التي حققت فيها المنطقة تقييمات منخفضة فجاءت مرتبطة بالصراعات الناجمة عن العمل السياسي، والعنف المصاحب للانتخابات، بالإضافة للإرهاب السياسي المرتبط بتلك الأفعال وجاء الانخفاض بنحو 6.9%، كما حققت استقرارًا في الملف العسكري لهذا العام؛ حيث شهدت فقط نحو خمس انقلابات لهذا العام، وعن الدولة الأكثر سلامًا في مؤشر السلام لهذا العام فجاءت دولة “موريشيوس”، التي احتلت المرتبة الـ28، وبتفنيد مسببات التحسن في مؤشر هذا العام، يتضح أنها شهدت تقييمًا مرتفعًا نسبيًّا في ملف النوع الاجتماعي بنحو 1.3%، كما حققت طفرة في ملف الأسلحة المستوردة خارجيًّا بزيادة تمثل 18.4%، أضف لذلك تقدمها في ملف تمويل عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة للعام الثاني على التوالي بزيادة نسبتها 15.3%، ولكن على الجانب الآخر شهدت الدولة تغييرات نسبية على صعيد الملف السياسي؛ حيث ارتفعت أعمال العنف المصاحب للمظاهرات التي اندلعت للتنديد بالاستغلال غير المشروع لموارد الدولة النفطية من جانب فئات بعينها دون تدخل حكومي، وهو ما أدَّى لتزايد وتيرة الاحتجاجات مِن قِبَل المواطنين تحت هذا البند، ناهيك عن ملف الفساد الحكومي الذي تعانيه الدولة.
أما عن الدولة الأكثر تدهورًا في مؤشر السلام العالمي لعام 2022م في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، فسجلت “جنوب السودان” هذا التقييم، باحتلالها المرتبة 159 بتقدمها مرتبة واحدة عن العام الماضي، وعلى الرغم من الصراعات الداخلية التي تعانيها إلا أن معدل الوفيات المصاحب لتلك الصراعات قد انخفض منذ عام 2011م لنحو 4.42 جريمة قتل لكل 100000 فرد، ومن جانبه سجلت “زامبيا” تقدمًا ملحوظًا بنحو 3.9% من إجمالي تقييمها، وهو التحسن الأكبر لدولة داخل منطقة إفريقيا جنوب الصحراء، وهو ما انعكس بدوره على جوارها الإقليمي بتحسن علاقتها معهم، وانخفاض الإنفاق العسكري بنحو 17% من إجمالي الناتج المحلي، وبرغم تقدمها للمرتبة 56 لعام 2022م من المرتبة71 لعام2021م، إلا أنها سجلت تراجعًا ملحوظًا في ملف تمويل عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بنحو 23% من إجمالي تقييمها العام، وعلى النقيض سجلت “غينيا” أكبر تدهور لدولة إفريقية في السلام لهذا العام، عقب الانقلاب العسكري سبتمبر 2021م، واعتقال الرئيس الغيني “ألفا كوندي” مما انعكس بدوره سلبًا على المجالات الأخرى التي يتم التقييم وفقًا لها؛ كاستمرارية الصراع، والملف العسكري، وتمويل الإنفاق العسكري، وحِدَّة الصراع الذي تضاعف خلال هذا العام، وأخيرًا سجلت “بوركينا فاسو” ثاني أكبر انخفاض في الهدوء داخل المنطقة؛ حيث شهدت تدهورًا في الملفات الثلاث سالفة الذكر، وذلك بسبب تأثرها بانقلاب يناير 2022م، الذي اعتقل خلاله الجيش رئيس الدولة “روش مارك كريستيان كابوري” بسبب تدهور الأوضاع داخليًّا، ولا سيما ارتفاع وتيرة الأعمال الإرهابية؛ حيث سجلت المرتبة الثالثة عالميًّا كأكثر الدول تأثرًا بالإرهاب وفقًا لمؤشر الإرهاب العالمي 2022م، وسجلت ثاني أكبر دولة من حيث الوفيات جراء الهجمات الإرهابية 2021م.
الجدول رقم (2)
الدول الإفريقية المتقدمة في مؤشر السلام العالمي 2022م
الدولة |
مؤشر السلام العالمي 2022م |
||
الرتبة |
التقييم |
مقدار التغير |
|
موريشيوس |
28 |
1.57 |
7 up |
غانا |
40 |
1.759 |
1 up |
غامبيا |
45 |
1.792 |
1 up |
بوتسوانا |
48 |
1.801 |
5 D |
سيراليون |
50 |
1.803 |
2 up |
زامبيا |
56 |
1.841 |
10 up |
غينيا الاستوائية |
59 |
1.963 |
6 D |
مالاوي |
65 |
1.895 |
2 D |
ناميبيا |
68 |
1.908 |
9 D |
السنغال |
70 |
1.916 |
12 D |
رواندا |
72 |
1.945 |
9 UP |
الجابون |
75 |
1.973 |
9 UP |
ليبيريا |
75 |
1.973 |
1UP |
أنغولا |
78 |
1.982 |
14 UP |
الجدول من تصميم الباحثة وفقًا للبيانات المدرجة في مؤشر السلام العالمي 2022م.
الجدول رقم (3)
الدول الإفريقية المتأخرة في مؤشر السلام العالمي 2022م
الدولة |
مؤشر السلام العالمي 2022م |
||
الرتبة |
التقييم |
مقدار التغير |
|
مالي |
150 |
2.911 |
1 D |
السودان |
154 |
3.007 |
2 D |
إفريقيا الوسطى |
155 |
3.021 |
1 D |
الصومال |
156 |
3.125 |
2 UP |
الكونغو الديمقراطية |
158 |
3.166 |
1 D |
جنوب السودان |
159 |
3.184 |
1 UP |
الجدول من تصميم الباحثة وفقًا للبيانات المدرجة في مؤشر السلام العالمي 2022م.
الجدول رقم (4)
موقع دول إفريقيا جنوب الصحراء في مجال الصراع الداخلي والخارجي
“من الأكثر سلمية نحو الأكثر تدهورًا”
الدولة |
الترتيب إفريقيًّا |
التقييم عالميًّا |
موريشيوس |
1 |
1.000 |
بوتسوانا |
1 |
1.000 |
ناميبيا |
2 |
1.201 |
زامبيا |
3 |
1.424 |
غامبيا |
4 |
1.436 |
السنغال |
4 |
1.436 |
سيراليون |
5 |
1.472 |
غانا |
5 |
1.472 |
الجابون |
6 |
1.604 |
إيسواتيني |
6 |
1.604 |
غينيا الاستوائية |
6 |
1.604 |
غينيا بيساو |
7 |
1.615 |
مدغشقر |
8 |
1.630 |
موريتانيا |
9 |
1.638 |
الكونغو |
10 |
1.653 |
أنغولا |
11 |
1.666 |
بنين |
11 |
1.666 |
كوت ديفوار |
12 |
1.694 |
إريتريا |
13 |
1.705 |
رواندا |
14 |
1.722 |
ملاوي |
15 |
1.739 |
أوغندا |
16 |
1.747 |
جنوب إفريقيا |
17 |
1.782 |
تنزانيا |
18 |
1.800 |
ليسوتو |
19 |
1.805 |
جيبوتي |
20 |
1.856 |
زيمبابوي |
21 |
2.024 |
موزمبيق |
22 |
2.215 |
غينيا |
23 |
2.262 |
كينيا |
24 |
2.345 |
بورندي |
25 |
2.443 |
تشاد |
26 |
2.552 |
نيجيريا |
27 |
2.806 |
النيجر |
28 |
2.839 |
مالي |
29 |
2.861 |
إفريقيا الوسطى |
30 |
2.874 |
الكاميرون |
31 |
2.967 |
بوركينا فاسو |
32 |
3.023 |
جنوب السودان |
33 |
3.169 |
السودان |
34 |
3.313 |
الكونغو الديمقراطية |
35 |
3.413 |
إثيوبيا |
36 |
3.457 |
الصومال |
37 |
3.481 |
الجدول من تصميم الباحثة وفقًا للبيانات المدرجة في مؤشر السلام العالمي 2022م.
الجدول رقم (5)
موقع الدول الإفريقية في مجال الأمن والسلامة المجتمعية
“من الأكثر سلامًا للأكثر تدهورًا”
الدولة |
الترتيب إفريقيًّا |
التقييم عالميًّا |
غانا |
1 |
2.026 |
موريشيوس |
2 |
2.132 |
غامبيا |
3 |
2.142 |
ملاوي |
4 |
2.144 |
سيراليون |
5 |
2.200 |
غينيا الاستوائية |
5 |
2.200 |
رواندا |
6 |
2.347 |
زامبيا |
7 |
2.368 |
الجابون |
8 |
2.378 |
السنغال |
9 |
2.388 |
أنغولا |
10 |
2.413 |
بوتسوانا |
11 |
2.441 |
تنزانيا |
12 |
2.443 |
توغو |
13 |
2.475 |
ليبريا |
14 |
2.491 |
ليسوتو |
15 |
2.528 |
جيبوتي |
16 |
2.561 |
ناميبيا |
17 |
2.569 |
بنين |
18 |
2.574 |
إيسواتيني |
19 |
2.576 |
غينيا الاستوائية |
20 |
2.586 |
غينيا |
21 |
2.587 |
كينيا |
22 |
2.599 |
مدغشقر |
23 |
2.612 |
الكونغو |
24 |
2.650 |
كوت ديفوار |
25 |
2.764 |
زيمبابوي |
26 |
2.777 |
موريتانيا |
27 |
2.782 |
موزمبيق |
28 |
2.803 |
تشاد |
29 |
2.903 |
إثيوبيا |
30 |
2.917 |
النيجر |
31 |
2.957 |
أوغندا |
32 |
2.973 |
بوركينا فاسو |
33 |
2.993 |
الكاميرون |
34 |
3.014 |
بورندي |
35 |
3.024 |
جنوب إفريقيا |
35 |
3.024 |
نيجيريا |
36 |
3.107 |
السودان |
37 |
3.193 |
إريتريا |
38 |
3.359 |
الصومال |
39 |
3.455 |
إفريقيا الوسطى |
40 |
3.579 |
مالي |
41 |
3.589 |
جنوب السودان |
42 |
3.696 |
الكونغو الديمقراطية |
43 |
3.747 |
الجدول من تصميم الباحثة وفقًا للبيانات المدرجة في مؤشر السلام العالمي 2022م
الجدول (6)
موقع الدول الإفريقية في مجال الإنفاق العسكري
“من الأكثر سلمية للأكثر تدهورًا”
الدولة |
الترتيب إفريقيًّا |
التقييم عالميًّا |
موريشيوس |
1 |
1.373 |
مدغشقر |
2 |
1.444 |
زامبيا |
3 |
1.508 |
رواندا |
4 |
1.531 |
تنزانيا |
4 |
1.531 |
بورندي |
5 |
1.556 |
سيراليون |
6 |
1.579 |
موزمبيق |
7 |
1.677 |
غامبيا |
8 |
1.687 |
أنغولا |
9 |
1.706 |
إيسواتيني |
9 |
1.706 |
جنوب إفريقيا |
10 |
1.711 |
ملاوي |
11 |
1.723 |
كوت ديفوار |
12 |
1.724 |
غانا |
13 |
1.726 |
ليسوتو |
14 |
1.748 |
ناميبيا |
15 |
1.755 |
السنغال |
16 |
1.766 |
كينيا |
17 |
1.794 |
ليبيريا |
18 |
1.804 |
الجابون |
19 |
1.807 |
إثيوبيا |
20 |
1.809 |
بوتسوانا |
21 |
1.812 |
توغو |
22 |
1.849 |
مالي |
23 |
1.873 |
الكاميرون |
24 |
1.877 |
الكونغو الديمقراطية |
25 |
1.881 |
أوغندا |
26 |
1.907 |
إريتريا |
27 |
1.914 |
النيجر |
28 |
1.957 |
موريتانيا |
29 |
1.969 |
بنين |
30 |
2.022 |
نيجيريا |
31 |
2.059 |
غينيا |
32 |
2.069 |
الصومال |
33 |
2.073 |
زيمبابوي |
34 |
2.090 |
الكونغو |
35 |
2.132 |
جيبوتي |
36 |
2.140 |
بوركينا فاسو |
37 |
2.189 |
تشاد |
37 |
2.189 |
غينيا بيساو |
38 |
2.218 |
إفريقيا الوسطى |
39 |
2.273 |
السودان |
40 |
2.311 |
جنوب السودان |
41 |
2.328 |
الجدول من تصميم الباحثة وفقًا للبيانات المدرجة في مؤشر السلام العالمي 2022م.
الشكل رقم (1)
يوضح الدول الأكثر تحسنًا وتدهورًا في مؤشر السلام العالمي
المصدر: مؤشر السلام العالمي 2022م
يأتي هذا الشكل ليشير إلى الدول الأكثر تحسنًا وتدهورًا في مؤشر السلام العالمي 2022م، والملاحظ أن هنالك دولتين من قارة إفريقيا، وتحديدًا شمال إفريقيا ضمن الدول الأكثر تحسنًا في مؤشر السلام، واحتلت المرتبة الأولى دولة ليبيا، بمقدار5.5% من تقييمها العام، وارتفع تصنيفها بنحو 5 مراكز لتصل للمرتبة 151، وتلتها كاثي أكبر تحسن لهذا العام دولة مصر بنسبة 5.8%، وارتقت للمرتبة 126، في حين أن هنالك دولتين من منطقة إفريقيا جنوب الصحراء تم تقييمهما ضمن الخمس دول الأسوأ تدهورًا في مؤشر السلام لهذا العام، وتتمثل في دولة “غينيا”، ودولة “بوركينا فاسو”؛ حيث الأولى تراجعت بنحو 26 مرتبة لتحتل المرتبة 123 في تقييم هذا العام، وجاء التدهور بنسبة 13.7% لهذا العام عن العام الماضي، كما سجلت انخفاض نحو 55.6% في ملف الصراع الدائم والمستمر، أما الثانية فسجَّلت تدهورًا مقداره 9.6%، وانعكس على انخفاضها تقييمها العام بانخفاضها نحو 12 مرتبة لها العام عن العام الماضي، لتحتل المرتبة 146، وقد انخفض تقييمها في مؤشر اللاجئين والمشردين بنحو 23% من إجمالي تقييمها، كما أن نسبة 6.4% من إجمالي سكانها إما لاجئون أو مشردون عام 2020م.
الشكل رقم (2)
يوضّح النِّسب المئوية للتغير في مؤشر السلام العالمي 2008 – 2021م
المصدر؛ مؤشر السلام العالمي 2022م
يوضّح هذا الشكل النسب المئوية للتغير في مؤشر السلام العالمي لهذا العام، والذي يتضح من خلاله أن التدهور الأكبر لتقييمات الدول كان في ملف عدم الاستقرار ولا سيما التظاهرات التي ينجم عنها العنف وتصاعد الصراع العنيف بنسبة 50%، بينما شهد التحسن الأكبر في تقييمات الدول في ملف تمويل عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، بنسبة 18%.
كما شهد ملف تأثير الإرهاب تحسنًا في غالب تقييمات الدول، ولكنه حافظ على معدله المرتفع في دول إفريقيا جنوب الصحراء، وفقط تقييمات مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2021م، وبخاصة في منطقة الساحل الإفريقي.
جدير بالملاحظة أن الملف الثاني الذي حقق ثاني أكبر تدهور في تقييمات الدول، كان ملف تأثير الصراعات الخارجية على الاستقرار الداخلي وتولد الصراعات الداخلية، في حين أن الملف الثاني الذي شهد التحسن الثاني ملف الأسلحة النووية والثقيلة؛ حيث شهدت نحو 108 دولة تحسنًا في هذا الملف.
الشكل رقم (3)
رسم بياني تخطيطي يوضح العنف الناجم عن المظاهرات في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء، جنوب إفريقيا، وأمريكا الجنوبية
المصدر؛ مؤشر السلام العالمي 2022م
يشير هذا الشكل إلى المنحنى البياني الذي يصف المناطق من حيث الهدوء وعدمه وفقًا لملف المظاهرات العنيفة منذ بدء المؤشر في رصد تقييماته عام 2008م حتى تاريخ صدور هذا المؤشر لهذا العام 2022م، حيث شهدت منطقة جنوب آسيا التدهور الأكبر وأعقبتها منطقة إفريقيا جنوب الصحراء، التي شهدت تدهورًا بنسبة 54% في ملف العنف المصاحب للتظاهرات عام 2008م؛ حيث شهد عام 2012م، وعام 2013م، ارتفاع وتيرة العنف داخل إفريقيا جنوب الصحراء، وبالأخص التوترات العرقية في نهر “تانا” في دولة كينيا؛ مما أدى لمقتل 118 فردًا، وتشريد نحو 13500 فرد، ثم أعقبها عام 2017م تصاعد وتيرة العنف المسلح داخل دولة “نيجيريا”، وظهور حركة ‘EndSars#’، واندلعت مظاهرات لأجل حلّ تلك الحركة، والتي أعلنت أنها أُنشئت لأجل مكافحة السرقة، ولكن المظاهرات جاءت لسوء استخدام السلطة من جانب تلك الحركة، وترتب على تلك الاحتجاجات اندلاع العنف بين المحتجين وقوات الشرطة، وأدت لمقتل 51 مدنيًّا، و11 شرطيًّا، وأخيرًا عام 2021م، ازدادت أعمال العنف والشغب داخل جنوب إفريقيا، وارتفعت معدلات السرقة والنهب داخل المدن التابعة لجنوب إفريقيا، “ككيب تاون”، “فينيكس”، و”ديربان”، وأدى لمقتل 350 شخصًا، واعتقال 2500 آخرين، بالإضافة لتعويضات تكبَّدتها الحكومة بقيمة 3.3 مليار دولار للمتضررين.
الشكل رقم (4)
المظاهرات العنيفة حسب المنطقة 2022م
المصدر؛ مؤشر السلام العالمي 2022م
يشير هذا الشكل إلى تصنيف المناطق من حيث تحقق السلام والاستقرار من عدمه، وذلك من خلال ملف المظاهرات العنيفة، فالملاحظة أن منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، جاءت في المرتبة الثانية كأقل المناطق سلامًا وهدوءًا بتقييم 2.6 بعد منطقة جنوب آسيا التي سجلت المرتبة الأولى كأكثر المناطق توترًا جراء المظاهرات العنيفة، وأعمال العنف التي تتعرض لها.
وختامًا.. في سبيل تحقيق السلام يتعيّن على قادة القارة الإفريقية أن يُنحّوا انتماءاتهم السياسية والطائفية ونسيجهم العرقي؛ لأجل توحيد المواطنين تحت لواء الوطن، والتغلب على السياسات القَبَلِيَّة في إفريقيا، والسعي نحو تفعيل مبادئ إفريقيا الدولة، التي تنحّي كافة الخلافات لأجل دمج كافة الفصائل والعرقيات واحتواء كافة الاختلافات في نسيج وطني؛ يهدف لتحقيق التنمية المستدامة لدولها، وبالتالي تحقيق السلام الإيجابي بالنسبة للقارة الإفريقية، ولا سيما في إفريقيا جنوب الصحراء؛ وهذا محض تَمَنٍّ، ولكنه لم يتحقق واقعيًّا؛ لأن السلام المحقّق داخل دول القارة هو السلبي في أدنى مستوياته، وذلك بسبب أعمال العنف والصراعات الداخلية والخارجية، بالتالي للبحث عن سلام عادل، فيتعين حلّ المسائل العالقة في دول المنطقة بشكل عادل، يتضمن التوفيق والتوافق والمساواة والاحتواء.