أخذت كينيا هذا الاسم نسبة إلى جبل كينيا الذي يعد ثاني الجبال ارتفاعا في أفريقيا بعد جبل كلمنجارو (Kilimanjaro ). وهي من إحدى دول جنوب الصحراء وتقع في الجزء الشرقي للقارة الأفريقية، بين المحيط الهندي وبحيرة فكتورياVictoria وتمتد بين خطي عرض 2 شمالا و4 جنوبا، ويحدها من الشمال الغربي جنوب السودان، وإثيوبيا شمالا ومن الجنوب تنزانيا ومن الشمال الشرقي جمهورية الصومال ومن الشرق المحيط الهندي وتبلغ المساحة الكلية لكينيا حوالي646, 582 كم.
ويمر خط الاستواء في منتصفها من الجنوب إلى الشمال ولها مرتعفات يخترقها الأخدود الأفريقي العظيم[1].
ويتبعها بعض الجرر في المحيط الهندي مثل جزيرة باتا، ويجري في البلاد عدد قليل من الأنهار وأهمها تانا ونزويا، وفيها عدد من البحيرات أهمها بحيرة تركانا، التي تنصب في بحيرة فكتوريا Victoria وتكثر الأودية أيضاً في موسم الأمطار[2].
السكان: يقدر سكان جمهورية كينيا حاليا حوالي 40, 000, 000 مليون نسمة تقريبا حسب المؤشرات الإحصائية الأخيرة في عام 2010م حيث كان عدد السكان آنذاك 40 مليون نسمة تقريبا، ويمثل المسلمون فيها 35% من مجموع السكان وتتوزع النسبة الباقية بين الوثنيين والنصارى، ويتكون المجتمع الكيني من عدة إثنيات وقبائل قد تبلغ إلى 42 قبيلة، ونلاحظ هناك تبايناً في القومية والثقافة واللغة؛ لأن كينيا كانت ملتقى لتحركات وهجرات سُكانية كبرى في الماضي، ويمكن تقسيم السكان على أساس لغوي وثقافي إلى أربع قوميات لغوية رئيسة وهي : البانتو، والنيلية، والنيلية الحامية، والكوشية”[3].
ويشارك الكينيين في البلاد بعض الجاليات الآسيوية مثل الهنود، والباكستانين، والعرب وكذلك الأوربيون[4].
النظام السياسي والإداري في كينيا.
حكمت إنجلترا كينيا من عام 1895 حتى استقلالها عام 1963م، وخلال هذه الفترة أثر البريطانيون تأثيراً كبيراً على الحياة الثقافية والاقتصادية في كينيا، ولكن بعد الاستقلال اتخذ الكينيون بعض الخطوات اللازمة لتأصيل التراث الإفريقي في ٍٍبلادهم.
يترأس الحكومة في كينيا رئيس الجمهورية، ونائبه ورئيس الوزارء، ومجلس وزراء يتكون أكثر من عشرين وزيرا، أما قوانين البلاد فتشرعها وتضعها الجمعية الوطنية (البرلمان) والتي تتكون من 222 عضوا.
ومما تجدر الإشارة إليه أنه لم يكن في كينيا في الفترة ما بين عامي 1963-1991م سوى حزب واحد مسموح له بالعمل، وهو الحزب الاتحاد الوطني الأفريقي الكيني (كانو) KANU ، وأما في نهاية عام 1991م فقد سمح بقيام أحزاب سياسية في البلاد.
لمحة تاريخية عن دخول الإسلام فيها :
تؤكد الآثار الجغرافية والمصادر التاريخية أن الإسلام وصل إلى ساحل كينيا منذ القرن الأول الهجري وبالتحديد في عام 65هـ (المنطقة الساحلية)وذلك في أيام عبد الملك بن مروان الأموي عن طريق بعض المهاجرين العرب الذين هاجروا من جنوب الجزيرة العربية لأسباب اقتصادية أو سياسية، كما تدل التواريخ المُدوَّنة قبل ألف عام على بعض المساجد الموجودة حتى الآن في (جيدي)، وجزيرتي (بَاتَيْ )و(لامُو) على وصول التجار العرب إلى تلك المناطق الساحلية من كينيا، حيث كانت سفن عرب جنوب شبه الجزيرة العربية تجول في المحيط الهندي وسواحله، والبحر الأحمر، تحمل البضائع من المراكز التجارية التي أنشئوها على امتداد الساحل الشرقي لأفريقيا إلى البلاد العربية[5].
ونتيجة لموجات الهجرة المتتالية تكونت إمارات إسلامية عديدة على طول ساحل شرق أفريقيا، كإمارة مقديشو، ومركة، وبراوة، وكسمايو (في الصومال)، وإمارة لامو، وماليندي، وممباسا (في كينيا)، وإمارة كِلوة، وبمبا، وزنجبار (في تنزانيا)، ونتج من تفاعل وتواصل القادمين إلى هذه المناطق بالمقيمين فيها اعتناق المواطنين بالديانة الإسلامية، وظهور ثقافة إسلامية عربية سائدة على كامل ساحل شرق أفريقيا؛ تمثلت في بروز اللغة السواحلية التي جمعت ما بين الحضارة الإفريقية والإسلامية في مفرداتها وآدابها التي تعتبر من أغنى الأدبيات الإفريقية بالإضافة إلى تأسيس المحاكم القضائية الشرعية التي كان أغلب قضاتها على المذهب الشافعي.
وقد دوَّن الرَّحَّالة المغربي ابن بطوطة (ت 778هـ) في رحلته المشهورة[6]أنه مرَّ بساحل شرق أفريقيا في القرن الثامن الهجري، فزار مقديشو، وممباسا، وكِلْوَة، وغيرها من المدن الساحلية، وذكر أن سكان هذه المناطق كلها مسلمون، شافعيـو المذهب، أهل دين وصلاح وعفاف.
أما بقية الأقاليم الكينية فدخل الإسلام فيها في القرن الثامن عشر الميلادي، ويري بعض المؤرخين أن دخول الإسلام في غرب كينيا لا يتجاوز عن مائة السنة[7].
أما المنطقة الشمالية الحدودية فقد وصل إليها الإسلام في السنة الخامسة من البعثة النبوية، حين هجر الصحابة إلى أرض الحبشة كما ذكرنا في الحلقة السابقة[8].
النشاط التنصيري :
إذا كانت المنطقة بهذه الأهمية فإنني أريد أن أسلط الضوء علي هذا البلد الذي يعتبره الغرب أقلية مسلمة، والمسلمون يشكلون ثلث سكان كينيا (15, 000, 000) ويلعبون دورًا أساسياً في مختلف مجال الحياة، وهو الأمر الذي يحاولون تحسينه بعد دعمهم لانتخاب الرئيس كيباكي ورئيس وزرائه أودينا؛ إذ يعولون عليه كثيرًا لإنهاء عقود الظلم والاضطهاد.