مقدمة:
تُشكّل زيارة رئيس غينيا بيساو “عمر سيسوكو إمبالو” إلى موسكو ولقاؤه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن محطةً جديدةً في مسار العلاقات الروسية-الإفريقية؛ حيث تأتي في توقيت حسّاس يشهد فيه الغرب الإفريقي تحوُّلات سياسية واقتصادية وأمنية معقدة.
هذه الزيارة تعكس سَعْي روسيا لتعزيز حضورها في القارة السمراء، عبر بوابة غينيا بيساو؛ الدولة الصغيرة ذات الأهمية الإستراتيجية؛ نظرًا لموقعها الجغرافي وثرواتها الطبيعية غير المستغلة بالكامل.
وفي الوقت ذاته، يجد “إمبالو” نفسه في موقف داخلي صعب؛ إذ يواجه معارضة سياسية قوية تُهدّد استقرار حكمه، مما يجعل توقيت هذه الزيارة مثيرًا للجدل، خاصةً في ظل التوترات المتعلقة بموعد الانتخابات المقبلة والاتهامات المتبادلة بين الحكومة والمعارضة.
ولا تقتصر أبعاد الزيارة على السياسة الداخلية لغينيا بيساو، بل تمتد إلى السياق الدولي الأوسع؛ حيث تسعى موسكو إلى توسيع نفوذها في القارة الإفريقية على حساب القوى الاستعمارية التقليدية، وخاصة فرنسا. وبالنظر إلى أن روسيا قد عزَّزت في السنوات الأخيرة وجودها الأمني والاقتصادي في العديد من الدول الإفريقية؛ من خلال إرسال مقاتلين تابعين لها، والمشاركة في مشاريع اقتصادية كبرى؛ فإن زيارة إمبالو تأتي في إطار هذه الديناميكية، مما يطرح تساؤلات حول طبيعة الاتفاقات التي قد تتمخض عن هذا اللقاء؛ خاصةً أن التقارير تشير إلى اهتمام شركة “روسال” الروسية للألمنيوم بالاستثمار في البلاد، بما في ذلك بناء ميناء وخط سكة حديد، ما يعكس مساعي موسكو لربط مصالحها الاقتصادية بالاستقرار السياسي لحلفائها في إفريقيا.([1])
من ناحية أخرى، فإن زيارة إمبالو قد تحمل دلالات تتجاوز مجرد التعاون الاقتصادي؛ إذ قد تعكس بَحْثه عن دعم سياسي خارجي في مواجهة التحديات الداخلية، خصوصًا بعد محاولات الإطاحة به وحلّه للبرلمان المعارض.
في ظل هذه الظروف، قد يسعى الرئيس الغيني إلى توظيف التقارب مع روسيا كورقة ضغط إقليمية ودولية، سواء لتعزيز موقفه الداخلي أو للحصول على دعم مباشر يساعده في تجاوز أزماته السياسية.
وفي المقابل، فإن موسكو قد ترى في هذا التقارب فرصة لتعزيز نفوذها في غرب إفريقيا، وهو ما قد يُغيِّر من توازنات القوى في المنطقة، ويؤثر على المصالح الإستراتيجية للقوى الغربية هناك.
وفي هذا الصدد، يمكن تسليط الضوء على دلالات الزيارة التي قام بها رئيس غينيا بيساو إلى روسيا، في ظل الأحداث العالمية والإقليمية، وذلك من ذلك عدد من المحاور فيما يلي:
المحور الأول:
العلاقات الثنائية بين البلدين
تمتد العلاقات الدبلوماسية بين روسيا وغينيا بيساو لأكثر من 52 عامًا؛ حيث يعود التعاون بين البلدين إلى حقبة الاتحاد السوفييتي، الذي لعب دورًا مهمًّا في دعم استقلال غينيا بيساو، وتطوير بنيتها التحتية. ومنذ ذلك الوقت، استمرت العلاقات الثنائية في التطور على أساس الاحترام المتبادل والتعاون في مختلف المجالات.
وقد أسهم الاتحاد السوفييتي في تدريب كوادر غينيا بيساو العسكرية والسياسية، بالإضافة إلى تقديم المساعدات الاقتصادية والفنية لتعزيز التنمية الوطنية. ويواصل الاتحاد الروسي اليوم هذا النهج من خلال تقديم مِنَح دراسية للطلاب العسكريين والمدنيين من غينيا بيساو، مما يعكس التزام موسكو بدعم هذا البلد الإفريقي الصغير لكنه ذو أهمية إستراتيجية. كما شهدت العلاقات بين البلدين تعزيزًا مستمرًّا عبر مشاركات غينيا بيساو في القمم الروسية الإفريقية، ما يؤكد الرغبة المتبادلة في تطوير التعاون على أسس قوية ومستدامة.([2])
أولًا: التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين
شهدت العلاقات الاقتصادية بين روسيا وغينيا بيساو نموًّا مطردًا؛ حيث زادت التجارة بين روسيا وإفريقيا بنسبة 10% خلال العام الماضي، مما يعكس الاهتمام الروسي المتزايد بالسوق الإفريقية، بما في ذلك غينيا بيساو.
وتعتبر غينيا بيساو بلدًا واعدًا للاستثمارات الروسية، خاصةً في مجالات الطاقة، البنية التحتية، والزراعة؛ حيث تُبْدِي العديد من الشركات الروسية اهتمامًا بتوسيع أنشطتها هناك. ومِن المتوقع أن تُسهم الزيارة الأخيرة لرئيس غينيا بيساو إلى موسكو في فتح آفاق جديدة للتعاون التجاري والاقتصادي، من خلال عقد اتفاقيات وشراكات تُتيح تدفق الاستثمارات الروسية إلى البلاد. كما تعمل روسيا على توفير الدعم الفني والتكنولوجي لغينيا بيساو لتعزيز قدراتها الإنتاجية والاستفادة من الموارد الطبيعية الغنية التي تمتلكها. وتعكس هذه الخطوات حرص موسكو على توطيد علاقاتها الاقتصادية مع الدول الإفريقية، وتحقيق مصالح متبادلة قائمة على التعاون المستدام.([3])
ثانيًا: التعاون العسكري
يُعدّ التعاون العسكري والتعليمي بين روسيا وغينيا بيساو أحد الركائز الأساسية للعلاقات الثنائية بين البلدين؛ حيث تلعب روسيا دورًا بارزًا في تدريب وتأهيل كوادر الجيش والشرطة في غينيا بيساو. وقد زادت موسكو من الحصص المخصصة لطلاب غينيا بيساو في المؤسسات التعليمية والعسكرية الروسية، مما يُتيح لهم فرصة اكتساب المعرفة والمهارات اللازمة لدعم الأمن والاستقرار في بلادهم.
إضافةً إلى ذلك، تُسهم هذه الشراكة في تعزيز القدرات الدفاعية لغينيا بيساو؛ حيث يتلقى العديد من ضباطها تدريبًا في الأكاديميات العسكرية الروسية. كما يشمل التعاون بين البلدين تبادل الخبرات في مجالات الأمن ومكافحة الجريمة، مما يُعزّز من استقرار غينيا بيساو، ويساعدها في مواجهة التحديات الأمنية الإقليمية. ويؤكد هذا التعاون مدى التزام روسيا بدعم الدول الإفريقية في بناء مؤسسات قوية تُسهم في تحقيق الأمن والتنمية المستدامة.([4])
ثالثًا: العلاقات السياسية والدبلوماسية
ترتبط روسيا وغينيا بيساو بعلاقات دبلوماسية تمتد لأكثر من نصف قرن؛ حيث تأسست هذه العلاقات رسميًّا في فترة الاتحاد السوفييتي، الذي قدَّم دعمًا سياسيًّا واقتصاديًّا لحركة الاستقلال في غينيا بيساو. ومنذ ذلك الوقت، استمرت العلاقات بين البلدين في التطور على أساس الاحترام المتبادل والتعاون المشترك. وتشارك غينيا بيساو بانتظام في القمم الروسية الإفريقية، ما يعكس التزامها بتعزيز التعاون مع موسكو. كما تشهد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين زيارات متبادلة على مستويات رفيعة، كان آخرها زيارة رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالو إلى موسكو؛ حيث التقى بالرئيس فلاديمير بوتين لبَحْث سُبُل تطوير التعاون في مختلف المجالات. ويعكس هذا الحوار المستمر بين قيادتي البلدين رغبةً مشتركةً في توسيع نطاق الشراكة وتعزيز دور روسيا في دعم التنمية والاستقرار في غينيا بيساو.([5])
المحور الثاني:
سياق الزيارة
تمثل زيارة رئيس غينيا بيساو إلى موسكو خطوة مهمة في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين؛ حيث تفتح المجال لمزيد من التعاون في مجالات الاقتصاد، الأمن، والتعليم. وتسعى روسيا إلى توسيع نفوذها في إفريقيا من خلال تعزيز علاقاتها مع الدول الصديقة مثل غينيا بيساو، التي تعتبر شريكًا موثوقًا في المنطقة.
ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة توقيع اتفاقيات جديدة تهدف إلى دعم التنمية المستدامة في غينيا بيساو، سواء من خلال مشاريع استثمارية روسية أو تعزيز التبادل التجاري بين البلدين. كما يشير التوجه الروسي نحو تعزيز العلاقات مع إفريقيا إلى أن التعاون بين موسكو وغينيا بيساو سيستمر في التطور، ليشمل مجالات جديدة تعود بالفائدة على كلا الجانبين. في ظل هذا الزخم، تبدو العلاقات بين البلدين مرشَّحة للنمو والازدهار، بما يُحقّق المصالح المشتركة، ويُسهم في بناء شراكة إستراتيجية طويلة الأمد.
وتتصاعد التوترات السياسية في غينيا بيساو بين الحكومة والمعارضة نتيجة اتجاه الحكومة إلى تأجيل الانتخابات؛ حيث تشهد غينيا بيساو أزمة سياسية متصاعدة بعدما تعهَّدت المعارضة بشلّ البلاد بالكامل يوم 27 فبراير؛ احتجاجًا على استمرار الرئيس عمر سيسوكو إمبالو في الحكم بعد انتهاء ولايته، وفقًا لزعمائها.
في المقابل؛ قضت المحكمة العليا بأن ولايته تنتهي في 4 سبتمبر المقبل، مما زاد التوترات بشأن شرعية استمراره في السلطة. وفي ظل هذا النزاع، أعلنت الحكومة تأجيل الانتخابات البرلمانية التي كانت مقررة في نوفمبر 2024م، إلى أجل غير مسمى، مُبرِّرةً ذلك بوجود “عقبات فنية ومالية”. يأتي هذا في وقتٍ تشهد فيه البلاد اضطرابات متزايدة؛ حيث أكَّدت المعارضة، بقيادة ائتلافات سياسية بارزة، أنها ستجعل العاصمة بيساو “مدينة ميتة”، ما يُنذر بمزيد من التصعيد والتوتر السياسي في البلاد.([6])
وتأتي زيارة الرئيس الغيني عمر سيسوكو إمبالو إلى موسكو في إطار تعزيز العلاقات بين روسيا والدول الإفريقية، في وقتٍ تشهد فيه السياسة الدولية تحولات ملحوظة تؤثر على التوازنات الجيوسياسية. وتسعى روسيا إلى توسيع نفوذها في إفريقيا من خلال بناء شراكات اقتصادية وإستراتيجية مع الدول الإفريقية، خصوصًا في ظل العقوبات الغربية المفروضة عليها عقب الأزمة الأوكرانية.
من هذا المنطلق، تُعدّ غينيا بيساو واحدة من الدول التي تستقطب اهتمام موسكو؛ نظرًا لما تمتلكه من موارد طبيعية غير مستغلة، بالإضافة إلى موقعها الإستراتيجي في غرب إفريقيا. وتعكس هذه الزيارة رغبة متبادلة بين الطرفين لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصًا في مجالات الطاقة والتعدين، التي تُعدّ من المحاور الرئيسية لأيّ اتفاق استثماري مستقبلي بين البلدين.
تعكس زيارة إمبالو إلى موسكو التقارب المتزايد بين روسيا والدول الإفريقية، وهو جزء من إستراتيجية أوسع تتبعها موسكو لتعزيز حضورها في القارة السمراء. منذ بدء الحرب في أوكرانيا، كثّفت روسيا جهودها الدبلوماسية والاقتصادية لتعزيز تحالفاتها مع دول الجنوب العالمي، مستغلة رغبة العديد من الدول الإفريقية في تنويع شراكاتها بعيدًا عن النفوذ الغربي التقليدي.
تأتي زيارة رئيس غينيا بيساو في هذا السياق؛ حيث تسعى بلاده إلى جذب الاستثمارات الأجنبية، خاصةً في قطاعي الموارد الطبيعية والبنية التحتية، بينما ترغب روسيا في تأمين المزيد من الحلفاء السياسيين والاقتصاديين في إفريقيا. هذا التقارب ينسجم مع سياسة روسيا الرامية إلى إقامة علاقات متينة مع الدول الإفريقية، ليس فقط على المستوى الاقتصادي، ولكن أيضًا من خلال التعاون الدبلوماسي والتعليمي، وهو ما ظهر في تقديم المزيد من المنح الدراسية للطلاب الغينيين للدراسة في الجامعات الروسية.
إضافةً إلى الأبعاد الاقتصادية والسياسية، تعكس هذه الزيارة رغبة غينيا بيساو في تعزيز علاقاتها مع القوى الكبرى خارج الإطار التقليدي للشراكات الغربية. تُدرك الحكومة الغينية أن روسيا يمكن أن تكون شريكًا إستراتيجيًّا في مجالات البنية التحتية والطاقة، وهو ما يتضح من توقيع الاتفاقيات الثنائية التي تهدف إلى تطوير التعاون في قطاعات التعدين والاستكشاف الجيولوجي. من جهة أخرى، تُعتبر هذه الزيارة جزءًا من التحركات الإفريقية لتعزيز الاستفادة من التنافس الدولي بين القوى الكبرى، مثل روسيا والصين والولايات المتحدة، بهدف تحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية تخدم المصالح الوطنية. في هذا الإطار، تعكس المباحثات بين بوتين وإمبالو توجُّهًا نحو شراكة أكثر توازنًا بين البلدين، مع تركيز روسيا على توطيد علاقتها بغينيا بيساو كشريك اقتصادي وسياسي طويل الأمد في غرب إفريقيا.
كما تأتي زيارة رئيس غينيا بيساو إلى موسكو في ظل تصاعد الحرب الروسية الأوكرانية، وتباين المواقف الغربية بشأن مستوى الدعم المُقدَّم لكييف. وأظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة “يوغوف” في ديسمبر 2024م تراجعًا ملحوظًا في دعم الجمهور الغربي لاستمرار المساعدات العسكرية لأوكرانيا حتى تحقيق النصر، مع تزايد التأييد لحل تفاوضي قد يتضمن تنازلات إقليمية لصالح روسيا([7]). هذا التردد الغربي يفتح المجال أمام روسيا لتعزيز علاقاتها مع دول أخرى، بما في ذلك الدول الإفريقية.
في هذا السياق، تعمل موسكو على توسيع نفوذها في إفريقيا من خلال تعزيز التعاون العسكري والاقتصادي مع دول مثل بوركينا فاسو؛ حيث جرت محادثات حول التعاون العسكري بين البلدين في أكتوبر 2024م([8])، بالإضافة إلى ذلك، أعلنت السودان في فبراير 2025م عن المضي قُدُمًا في خططها لاستضافة أول قاعدة بحرية روسية في إفريقيا على ساحل البحر الأحمر، مما يعكس التزام موسكو بتعزيز وجودها في القارة، هذه التحركات تشير إلى إستراتيجية روسية لتعزيز حضورها في إفريقيا، مستغلة التوترات الجيوسياسية وتباين المواقف الغربية لتعزيز شراكاتها مع دول القارة.([9])
المحور الثالث:
دوافع رئيس غينيا بيساو من زيارة روسيا
جاءت زيارة الرئيس عمر سيسوكو إمبالو إلى موسكو التي تمَّت يوم 26 فبراير 2025م في سياق دولي وإقليمي معقّد؛ حيث تشهد الساحة الإفريقية تحولات سياسية وأمنية متسارعة، بينما تستمر الحرب الروسية الأوكرانية في إحداث تأثيرات عميقة على التوازنات الدولية. في ظل هذه التغيرات، تسعى غينيا بيساو، بقيادة إمبالو، إلى تعزيز شراكاتها الدولية وتنويع تحالفاتها الإستراتيجية، خاصة مع القوى الكبرى مثل روسيا. وبالنظر إلى الأوضاع الداخلية التي تمر بها البلاد، والتي تشمل تحديات اقتصادية وسياسية وأمنية، يبدو أن إمبالو يسعى من خلال هذه الزيارة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف التي تصبّ في مصلحة استقرار حكمه وتعزيز موقفه قبيل الانتخابات الرئاسية المقبلة. وفيما يلي أبرز الدوافع التي قد تكون وراء هذه الزيارة المهمة.
- الحصول على دعم خارجي لتعزيز موقفه في الانتخابات الرئاسية القادمة:
يستعد الرئيس عمر سيسوكو إمبالو لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، وسط تحديات سياسية داخلية، أبرزها الخلاف المستمر مع المعارضة حول موعد إجراء الانتخابات. وبما أن العلاقات الدولية تلعب دورًا رئيسيًّا في تعزيز فرص أيّ مرشح رئاسي؛ فإن زيارته إلى روسيا قد تكون خطوة إستراتيجية لكسب دعم موسكو، سواء على المستوى الدبلوماسي أو من خلال الدعم الاقتصادي غير المباشر، مما قد يمنحه ميزة في حملته الانتخابية. وروسيا، التي تبحث عن تعزيز تحالفاتها مع القادة الأفارقة، قد ترى في إمبالو شريكًا يمكنها الاستثمار فيه لضمان علاقات قوية مع غينيا بيساو على المدى الطويل.([10])
- تحسين صورته الدولية وإظهار نفسه حليفًا للقوى الكبرى:
على غرار محاولته تقديم نفسه مبعوثًا للسلام في زيارته لإسرائيل؛ يمكن لإمبالو استغلال زيارته لموسكو لتعزيز مكانته الدولية. فمع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية والتباين الغربي بشأن دعم أوكرانيا؛ قد يسعى إمبالو إلى تقديم نفسه كزعيم إفريقي قادر على لعب دور متوازن في السياسة الدولية، خاصةً أن غينيا بيساو لديها علاقات مع كلٍّ من الغرب وروسيا. ومن خلال زيارته لموسكو، يمكنه توجيه رسالة للداخل والخارج بأنه زعيم قادر على تأمين شراكات قوية ومتنوعة، مما يُعزِّز صورته كرجل دولة يتمتع بعلاقات مع مختلف القوى الدولية.([11])
- الحصول على مكاسب اقتصادية لمواجهة التحديات الداخلية:
تمر غينيا بيساو بأوضاع اقتصادية صعبة، خاصةً بعد الاضطرابات الأمنية التي شهدتها البلاد، مثل محاولة الانقلاب الفاشلة في ديسمبر 2023م. ومع تصاعد التحديات الاقتصادية، تأتي زيارة إمبالو إلى روسيا في سياق بَحْثه عن استثمارات جديدة، سواء في مجالات الطاقة والتعدين أو من خلال تعزيز التعاون في البنية التحتية. روسيا، التي تبحث عن تعزيز نفوذها في إفريقيا عبر شراكات إستراتيجية، قد تكون مستعدةً لتقديم بعض التسهيلات الاقتصادية لغينيا بيساو، وهو ما يمكن أن يساعد إمبالو على تحسين الأوضاع الاقتصادية لبلاده، وبالتالي تعزيز شعبيته قبل الانتخابات.
- تعزيز العلاقات العسكرية والأمنية في ظل تزايد عدم الاستقرار الداخلي:
بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في ديسمبر 2023م؛ أصبحت قضايا الأمن والاستقرار الداخلي أولوية قصوى لحكومة إمبالو، خاصةً مع استمرار التهديدات من الجماعات المسلحة وعدم الاستقرار السياسي. في هذا السياق، يمكن أن تكون زيارته إلى موسكو خطوة لتعزيز التعاون العسكري مع روسيا، التي تسعى إلى توسيع نفوذها العسكري في إفريقيا عبر اتفاقيات أمنية وصفقات تسليح.
يُذْكَر أن روسيا كثَّفت في السنوات الأخيرة من دَعْمها العسكري للعديد من الدول الإفريقية؛ من خلال توريد الأسلحة، وتقديم التدريب العسكري، كما فعلت مع دول مثل مالي وبوركينا فاسو. ومن خلال شراكة أقوى مع موسكو؛ قد يسعى إمبالو إلى تأمين معدات عسكرية وتدريبات للقوات المسلحة الغينية، مما يساعده في تعزيز سيطرته الأمنية قبل الانتخابات الرئاسية، ويمنحه ورقة ضغط قوية في مواجهة أيّ محاولات انقلابية مستقبلية.([12])
المحور الرابع:
المكاسب السياسية والإستراتيجية لروسيا من الزيارة
تُمثل زيارة رئيس غينيا بيساو، عمر سيسوكو إمبالو، إلى موسكو فرصة ذهبية لروسيا لتعزيز حضورها السياسي والإستراتيجي في غرب إفريقيا، وهي منطقة تحظى بأهمية خاصة في ظل التحولات الجيوسياسية العالمية. فمن خلال هذا اللقاء، أكَّدت روسيا مجددًا على التزامها بتعزيز علاقاتها مع الدول الإفريقية، وخاصةً تلك التي تمتلك تاريخًا طويلًا من التعاون مع الاتحاد السوفيتي السابق.
وقد استفادت موسكو من هذه الزيارة لإعادة ترسيخ نفوذها في غينيا بيساو والمنطقة، خصوصًا أن إمبالو يلعب دورًا مهمًّا كرئيس سابق للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس). كما أن الدعم الروسي له خلال الانتخابات المقبلة قد يكون جزءًا من إستراتيجية موسكو لضمان استمرار القيادة السياسية الحليفة لها، مما يُعزِّز من قدرتها على التأثير في السياسة الإقليمية لغرب إفريقيا، لا سيما في القضايا الأمنية والاقتصادية.([13])
المكاسب الاقتصادية والتجارية:
تُعدّ غينيا بيساو، على الرغم من صِغَر حجمها، بلدًا غنيًّا بالموارد الطبيعية، وخاصةً في قطاعي الزراعة والصيد البحري؛ حيث تُعتَبر من الدول المُصدِّرة للكاجو والأسماك. ومن خلال تعزيز العلاقات الاقتصادية مع هذا البلد، تحاول روسيا تأمين فرص اقتصادية جديدة لشركاتها، سواء في مجال استخراج الموارد الطبيعية أو في الاستثمار في البنية التحتية والتنمية الزراعية.
وقد أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن هناك اهتمامًا متزايدًا مِن قِبَل الشركات الروسية بالعمل في أسواق غينيا بيساو، ما يعكس توجُّهًا روسيًّا نحو توسيع نفوذها الاقتصادي في إفريقيا. وعلاوةً على ذلك، فإن تعزيز التجارة الثنائية مع غينيا بيساو يُسْهِم في زيادة حجم التبادل التجاري بين روسيا والقارة الإفريقية، والذي شهد نموًّا بنسبة 10% في العام الماضي، وهو ما يعكس إستراتيجية موسكو في تنويع شركائها الاقتصاديين بعيدًا عن الضغوط الغربية.
المكاسب العسكرية والأمنية:
تحمل الزيارة أيضًا أهمية كبرى من الناحية العسكرية والأمنية؛ حيث تُعتبر غينيا بيساو إحدى الدول الإفريقية التي تعتمد بشكل كبير على الدعم العسكري الروسي، خاصةً فيما يتعلق بتدريب قواتها الأمنية والعسكرية.
ويُعدّ التعاون العسكري بين البلدين امتدادًا لتاريخ طويل من العلاقات؛ حيث إن أكثر من 70% من الضباط والمسؤولين المدنيين في غينيا بيساو قد تلقوا تدريبهم في الاتحاد السوفييتي. ومن خلال تعزيز هذا التعاون، تسعى روسيا إلى تعزيز نفوذها العسكري في غرب إفريقيا، وهو ما يتماشى مع إستراتيجيتها في بناء تحالفات أمنية وعسكرية في القارة.
علاوة على ذلك، فإن الدعم الروسي لغينيا بيساو في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة يُعزِّز من مكانة موسكو كحليف أمني رئيسي لدول غرب إفريقيا، مما يُمكِّنها من توسيع وجودها العسكري، سواء من خلال إرسال مستشارين عسكريين أو إقامة قواعد محتملة؛ كما هو الحال في جمهورية إفريقيا الوسطى.
المكاسب الدبلوماسية وتعزيز النفوذ العالمي:
على الصعيد الدبلوماسي، تعكس هذه الزيارة نجاح روسيا في استقطاب المزيد من الحلفاء داخل القارة الإفريقية، وهو أمر بالغ الأهمية في ظل التنافس الدولي المحموم على النفوذ في إفريقيا. فمع تزايد الضغوط الغربية على موسكو نتيجة الصراع في أوكرانيا، والعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها؛ أصبحت إفريقيا ساحة بديلة لروسيا لتعزيز تحالفاتها وكسب دعم سياسي في المحافل الدولية.
وقد أظهرت تصريحات إمبالو خلال الزيارة مدى التزام بلاده بتعميق التعاون مع روسيا، وهو ما يُعزِّز من صورة موسكو كشريك موثوق به للدول الإفريقية. كما أن استمرار روسيا في تقديم المنح الدراسية وزيادة أعداد الطلاب الأفارقة في جامعاتها يُعدّ جزءًا من إستراتيجيتها الناعمة لكسب ولاء النُّخَب المستقبلية في إفريقيا، وهو ما يضمن لها استمرار التأثير في صنع القرار الإفريقي على المدى الطويل.
أزمة متصاعدة بين غينيا بيساو والإيكواس
جاء التصعيد بين غينيا بيساو وإيكواس في وقتٍ حساس؛ حيث عاد الرئيس إمبالو مؤخرًا من زيارة رسمية إلى موسكو التقى خلالها الرئيس فلاديمير بوتين، مما أثار التكهنات حول تحوُّلات محتملة في سياسة البلاد الخارجية. وأشاد إمبالو بالعلاقات المتنامية بين بيساو وروسيا، في حين أكَّد بوتين اهتمام الشركات الروسية بتوسيع استثماراتها في غينيا بيساو.
هذا التوجه يثير قلق إيكواس، خاصة بعد انسحاب مالي والنيجر وبوركينا فاسو من المنظمة؛ بسبب تقاربها مع روسيا أيضًا. وبينما كانت إيكواس الداعم الرئيسي لإمبالو منذ انتخابه عام 2020م، بل وأسهمت في تثبيت حكمه عبر تدخلاتها العسكرية، يبدو أن العلاقة بين الطرفين تشهد قطيعة متزايدة، ما يفتح الباب أمام احتمالات إعادة تموضع غينيا بيساو في المشهد الجيوسياسي لغرب إفريقيا.([14])
ومع استمرار التوترات بين الحكومة والمعارضة، وتصاعد الخلاف بين إمبالو وإيكواس؛ بدأت تُطرَح تساؤلات حول إمكانية انسحاب غينيا بيساو من المنظمة، أسوةً بما فعلته دول الساحل الثلاث. وانسحابها سيُمثِّل ضربة جديدة لإيكواس التي تعاني بالفعل من فقدان نفوذها في المنطقة، بينما قد يكون مكسبًا لروسيا التي تسعى لتعزيز وجودها في إفريقيا. ومع ذلك، يواجه إمبالو تحديات داخلية كبيرة، بما في ذلك: أزمة الشرعية الدستورية، وتصاعد الاستياء الشعبي بسبب تأجيل الانتخابات وحل البرلمان مرتين خلال ولايته. هذه العوامل تجعل مستقبل البلاد محفوفًا بالمخاطر، وقد تؤدي إلى تصعيد سياسي داخلي، خاصة إذا أصرت المعارضة على رفض قرارات الرئيس.([15])
كما شهدت العلاقات بين غينيا بيساو والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) توترًا غير مسبوق بعد أن هدَّد الرئيس عمر سيسوكو إمبالو بطرد بعثة المنظمة من بلاده، ما أدَّى إلى مغادرتها في الأول من مارس 2025م.
جاء ذلك بعد أن حاولت إيكواس، بالتنسيق مع الأمم المتحدة، التوسط بين الحكومة والمعارضة لإيجاد حل توافقي بشأن الانتخابات الرئاسية، لكن الخلافات تعمَّقت عندما أصر إمبالو على إجراء الانتخابات في 30 نوفمبر، متجاوزًا الموعد الدستوري الذي حددته المحكمة العليا في 4 سبتمبر. واعتبرت المعارضة هذا التأجيل خرقًا واضحًا للدستور، مما دفعها إلى التصعيد والتهديد بالنزول إلى الشارع. ومع تصاعد التوترات، رأى إمبالو أن تدخل إيكواس يمثل تجاوزًا لسيادة بلاده، مبررًا قراره بطرد بعثتها على أنه دفاع عن الدستور والقانون الوطني.([16])
السيناريوهات مستقبلية حول العلاقات بين البلدين في ضوء الزيارة
السيناريو الأول: تعميق الشراكة الإستراتيجية وتعزيز التعاون العسكري والاقتصادي:
في هذا السيناريو، تستفيد روسيا من نتائج الزيارة لتعزيز وجودها في غينيا بيساو؛ من خلال توسيع التعاون العسكري؛ عبر تزويد البلاد بالأسلحة، وتدريب قواتها الأمنية، كما فعلت مع دول إفريقية أخرى مثل جمهورية إفريقيا الوسطى ومالي.
إضافةً إلى ذلك، قد تسعى موسكو إلى إقامة قاعدة عسكرية أو مركز لوجستي لدعم عملياتها في غرب إفريقيا، مما يمنحها ميزة إستراتيجية في المنطقة.
اقتصاديًّا، يمكن لروسيا استغلال الاتفاقيات التجارية المُوقَّعة سابقًا وتوسيع استثماراتها في مجالات البنية التحتية، الزراعة، وصيد الأسماك، مما يجعل غينيا بيساو بوابة لنفوذها الاقتصادي في غرب إفريقيا. ونجاح هذا السيناريو يعتمد على مدى جدية روسيا في تنفيذ الاتفاقيات وعلى استقرار الوضع السياسي الداخلي في غينيا بيساو.
السيناريو الثاني: تباطؤ التنفيذ وبقاء العلاقات في إطار الرمزية السياسية:
في هذا السيناريو، تبقى العلاقات بين البلدين قائمة على الخطابات الدبلوماسية والتصريحات المتفائلة، لكن دون تحقيق تقدُّم فِعْلي في تنفيذ الاتفاقيات المُوقَّعة. هذا الوضع قد يكون ناتجًا عن عوامل عدة، مثل انشغال روسيا بأولويات أخرى كالأزمة الأوكرانية، أو محدودية قدرتها الاقتصادية في ظل العقوبات الغربية.
من جانب غينيا بيساو، قد تعيق البيروقراطية أو عدم الاستقرار السياسي تنفيذ المشروعات المشتركة، مما يؤدي إلى فقدان الثقة بجدية روسيا كشريك تنموي. في هذه الحالة، قد تظل العلاقات جيدة من الناحية الدبلوماسية، لكنها لن تتجاوز نطاق التعاون المحدود دون أن تُترجَم إلى مشاريع ملموسة تخدم المصالح المتبادلة.
السيناريو الثالث: تحوّل غينيا بيساو نحو قوى دولية أخرى وتقليص التعاون مع روسيا:
إذا لم تتمكن روسيا من الوفاء بوعودها أو إذا تزايد الضغط الدولي على حكومة غينيا بيساو لتقليل علاقاتها مع موسكو؛ فقد تتجه البلاد نحو قوى أخرى مثل الاتحاد الأوروبي، أو الولايات المتحدة، أو حتى الصين التي تملك نفوذًا متزايدًا في إفريقيا.
هذا السيناريو قد يحدث إذا شعر قادة غينيا بيساو بأن التعاون مع روسيا لا يُحقِّق الفوائد المرجوة، أو إذا تغيَّرت القيادة السياسية في البلاد بعد الانتخابات المقبلة، وجاءت حكومة أكثر ميلًا إلى الغرب. في هذه الحالة، قد يتراجع النفوذ الروسي، خاصةً إذا نجحت الدول الغربية في تقديم حوافز اقتصادية وأمنية أكثر جاذبية لحكومة بيساو.
السيناريو الرابع: تعزيز العلاقات مع تنويع الشركاء الدوليين:
وفقًا لهذا السيناريو، تحافظ غينيا بيساو على علاقاتها الوثيقة مع روسيا، لكنها في الوقت ذاته تسعى إلى تنويع شركائها الدوليين؛ بحيث تستفيد من الدعم الروسي في المجالات العسكرية والتعليمية، بينما تستفيد من الاستثمارات الغربية والصينية في مجالات التنمية الاقتصادية والبنية التحتية. هذا النهج سيُمكِّن غينيا بيساو من تحقيق توازن في علاقاتها الخارجية دون الانحياز إلى طرف معين، وهو ما يعكس سياسة عدم الانحياز التقليدية التي تتبعها العديد من الدول الإفريقية. نجاح هذا السيناريو يعتمد على قدرة القيادة السياسية الغينية على تحقيق توازن دبلوماسي بين القوى الكبرى دون التعرض لضغوط سياسية تعيق مسارها التنموي.
أما ما يتعلق بمستقبل العلاقات بين غينيا بيساو والإيكواس؛ فهناك عدة سيناريوهات محتملة قد تحدد مسار العلاقة بين الطرفين خلال الأشهر القادمة.
السيناريو الأول يتمثل في احتواء الأزمة من خلال وساطة دولية أو إقليمية؛ حيث قد تسعى أطراف مثل الاتحاد الإفريقي أو الأمم المتحدة إلى تقريب وجهات النظر بين إمبالو وإيكواس، خصوصًا أن المنظمة الإقليمية لا تزال حريصة على تجنُّب مزيد من الانقسامات في غرب إفريقيا. في هذا السياق، قد توافق غينيا بيساو على إعادة النظر في موعد الانتخابات وفقًا لاتفاق سياسي يُرضي جميع الأطراف، مما يسمح بالحفاظ على عضويتها داخل المنظمة وتجنب العزلة الدولية.
أما السيناريو الآخر، فيرجح أن تمضي غينيا بيساو في طريق القطيعة مع إيكواس، مستلهمة خُطى مالي والنيجر وبوركينا فاسو، التي انسحبت رسميًّا من المجموعة بعد خلافات مشابهة.
في هذا السيناريو، قد تُعزّز بيساو علاقاتها مع روسيا ودول أخرى خارج المحور الغربي، ما يمنحها بدائل سياسية واقتصادية جديدة، لكنها قد تخسر في المقابل دعم إيكواس ومساعداتها الاقتصادية والأمنية. هذا الخيار قد يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار الداخلي، خاصةً إذا تصاعدت المعارضة الداخلية ضد إمبالو، مما قد يُهدِّد استقرار البلاد على المدى البعيد.
وختامًا،
يمكن القول: إن هذه الزيارة تأتي في سياق ديناميكيات دولية وإقليمية معقدة، تعكس المصالح المتبادلة بين الطرفين. فمن جهة، تسعى موسكو إلى توسيع نفوذها في غرب إفريقيا كجزء من إستراتيجيتها لمواجهة العقوبات، الغربية وإيجاد أسواق جديدة لشركاتها واستثماراتها، خاصةً في ظل التراجع النسبي للنفوذ الفرنسي في المنطقة.
ومن جهة أخرى، يجد الرئيس إمبالو في هذه العلاقة فرصة لتعزيز موقفه السياسي داخليًّا، سواء عبر الحصول على دعم اقتصادي أو عبر تعزيز التعاون الأمني والعسكري مع روسيا. وبالنظر إلى التحولات الجيوسياسية الراهنة، فإن هذه الزيارة قد تكون مؤشرًا على تحولات أوسع في العلاقات الدولية؛ حيث تحاول الدول الإفريقية تنويع شركائها الدوليين، مستفيدةً من التنافس بين القوى الكبرى لتحقيق مكاسب إستراتيجية واقتصادية.
في النهاية، تظل الأسئلة مفتوحة حول مستقبل هذه العلاقة ومدى تأثيرها على توازنات القوى في غرب إفريقيا، خاصة في ظل التحركات الروسية المتزايدة في القارة. فهل ستنجح موسكو في تعزيز نفوذها في غينيا بيساو بشكل مستدام؟ وهل سيتمكن إمبالو من توظيف هذه العلاقة لصالحه سياسيًّا واقتصاديًّا في ظل التحديات الداخلية التي تواجهه؟
تبقى الإجابة عن هذه الأسئلة مرهونة بالتطورات المستقبلية والتوازنات الإقليمية والدولية التي ستشهدها القارة الإفريقية خلال السنوات القادمة.
………………………………………
[1] Putin hosts Guinea-Bissau leader as Russia builds Africa ties, Reuters. https://www.reuters.com/world/putin-hosts-guinea-bissau-leader-russia-builds-africa-ties-2025-02-26/
[2]– تحولات الإستراتيجية الروسية في إفريقيا: من الرابح؟، مركز فاروس للدراسات. https://shorturl.at/Wl5My
[3] Russia and Guinea-Bissau agree to develop relations in investment and trade, AFRINZ.RU, 26 feb. https://afrinz.ru/en/2025/02/russia-and-guinea-bissau-agree-to-develop-relations-in-investment-and-trade/
[4] غينيا بيساو تعلن عن رغبتها في تدعيم التعاون العسكري مع روسيا، قراءات إفريقية. https://shorturl.at/Tlkr7
[5] Putin meets with his colleague from Bissau in Kremlin, TASS, Russian news agency. https://tass.com/politics/1919467
[6]– رئيس غينيا بيساو في روسيا… والمعارضة تتعهّد بـ”شل” البلاد في موعد الانتخابات، ميادين. https://shorturl.at/noRRu
[7] Support for Ukraine ‘until it wins’ falls sharply in western Europe, poll finds, the Guardian, 26 Dec 2024. https://www.theguardian.com/world/2024/dec/26/support-for-ukraine-russia-war-yougov-poll-survey?utm_source=chatgpt.com
[8] Russia, Burkina Faso talk military cooperation, Reuters, 9 Oct 2024. https://www.reuters.com/world/russia-burkina-faso-talk-military-cooperation-2024-10-09/?utm_source=chatgpt.com
[9] Sudan says plan for first Russian naval base in Africa will go ahead, the Guardian, 13 Feb 2025. https://www.theguardian.com/world/2025/feb/13/sudan-first-russian-naval-base-in-africa-go-ahead?utm_source=chatgpt.com
[10]– فاروق حسين أبو ضيف، زيارة رئيس غينيا بيساو لإسرائيل… الأسباب والتداعيات، مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار. https://www.idsc.gov.eg/Article/details/10401
[11]– زيارة رئيس غينيا بيساو لإسرائيل… الأسباب والتداعيات، المرجع السابق.
[12] Guinea-Bissau president calls deadly violence earlier this week ‘attempted coup, le monde. https://www.lemonde.fr/en/international/article/2023/12/03/guinea-bissau-president-calls-deadly-violence-earlier-this-week-attempted-coup_6308476_4.html
[13] Kester Kenn Klomegah, Russia Calibrating Guinea-Bissau’s Strategic Partnership. https://moderndiplomacy.eu/2025/03/04/russia-calibrating-guinea-bissaus-strategic-partnership/
[14] Guinea-Bissau president threatens to expel ECOWAS mission, bloc says, Reuters, 2 march 2025. https://www.reuters.com/world/africa/guinea-bissau-president-threatens-expel-ecowas-mission-bloc-says-2025-03-02/
[15]– هل انقلب رئيس غينيا بيساو على منظمة إيكواس؟ موقع الجزيرة الإخبارية. https://shorturl.at/ePV48
[16]– أزمة بين بيساو و”إيكواس”… هل تساهم في اتساع دائرة النفوذ الروسي بإفريقيا؟، عربي 21. https://shorturl.at/nZ0lp