تصاعدت وتيرة المعارك في شمال شرقي نيجيريا، ما بين فصيلين من جماعة بوكو حرام، أحدهما يبايع تنظيم الدولة (داعش) والآخر محتفظ بالولاء لتنظيم القاعدة، وفق ما أكدت تقارير واردة من المنطقة.
وأشارت هذه التقارير التي اعتمدت على تصريحات مصادر محلية وخبراء في الشأن الأمني، إلى أن معارك عنيفة اندلعت قبل أسبوعين، وتواصلت منذ ذلك الوقت، وخسر فيها تنظيم داعش العشرات من مقاتليه.
وحذَّرت التقارير مما سمته مواجهة كبرى ما بين داعش وبوكو حرام، ستكون تداعياتها خطيرة على السكان المحليين في منطقة حوض بحيرة تشاد، الواقعة على الحدود ما بين نيجيريا، وتشاد، والكاميرون والنيجر.
وأوضحت التقارير أن بوكو حرام جمعت المئات من مقاتليها في المنطقة استعداداً لهذه المواجهة، في حين حشد تنظيم داعش في غرب إفريقيا مقاتليه استعداداً للمعركة.
وأكدت المصادر في المنطقة أن تحركات رُصدت لعناصر مسلحة من بوكو حرام متوجهة نحو معاقل داعش في ولاية بورنو، شمال شرقي نيجيريا، وقال الخبير الأمني في المنطقة زاغازولا مكاما، إن المصادر أكدت عبور مسلحين من بوكو حرام حوض بحيرة تشاد على متن قوارب، قادمين من منطقتي لوكو ليبي وداراك الواقعتين على الحدود بين نيجيريا والكاميرون.
وقال الخبير الأمني إن مصادره أكدت أن مقاتلي بوكو حرام مدججون بالسلاح، ويتوجهون نحو منطقة مارتي، حيث يوجد أكبر معسكر تابع لتنظيم داعش في غرب إفريقيا، ويعتقد أنه مقر قيادة التنظيم.
يأتي هذا التصعيد بعد أسبوعين من انهيار مساعي وساطة محلية من أجل تحقيق مصالحة أو هدنة بين التنظيمين المتناحرين، وبمجرد انهيار المساعي اندلع القتال في منطقة أبادام، التي تتبع لولاية بورنو، شمال شرقي نيجيريا.
وأكدت مصادر محلية عدّة أن آخر اشتباك بين التنظيمين، كان يوم 14 فبراير الحالي، بالقرب من معسكرات داعش في منطقتي تونبون جيني وتونبون علي، حين هاجم مقاتلو بوكو حرام معسكرات داعش.
وقالت المصادر إن داعش تكبد خسائر فادحة خلال المعارك التي دار أغلبها داخل المياه، حيث تنتشر الأنهار والبرك المائية في المنطقة الواقعة ضمن دائرة حوض بحيرة تشاد، وهي واحدة من أكبر المناطق الرطبة في إفريقيا.
وحذر الخبراء في الشؤون الأمنية من تصاعد وتيرة الاقتتال بين التنظيمين نحو مناطق جديدة، خصوصاً نحو منطقة كوكَوا في نيجيريا، واقترابه أكثر من الحدود مع الكاميرون، حيث يواصل مقاتلو بوكو حرام استهداف معاقل تنظيم داعش.
واندلع هذا الصراع عام 2016، حين أعلن فصيل من جماعة بوكو حرام الانشقاق عن تنظيم القاعدة ومبايعة تنظيم داعش، وأصبح يحمل اسم داعش في غرب إفريقيا، ومنذ ذلك الوقت يحاول الفصيل المنشق بسط نفوذه على المنطقة.
وشهدت السنوات الماضية مواجهات عنيفة بين التنظيمين، خصوصاً في حوض بحيرة تشاد، حيث يسعى كل طرف إلى فرض سيطرته على المناطق الاستراتيجية الغنية بالموارد.
وفي بعض الفترات نجح الفصيل الموالي لتنظيم داعش في الصعود بقوة، وتحقيق مكاسب كبيرة على الأرض، لكن «بوكو حرام» عادت مؤخراً بقوة وبدأت تبسط نفوذها على مناطق ظلت لسنوات تحت سيطرة داعش.
في ظل الصراع ما بين بوكو حرام وداعش، شكّلت دول المنطقة (نيجيريا، وتشاد، والكاميرون، والنيجر وبنين) قوة عسكرية إقليمية مشتركة، هدفها توحيد الجهود من أجل القضاء على خطر الإرهاب.
وأعلنت هذه الدول أن قوتها العسكرية الإقليمية نجحت في تحقيق مكاسب كبيرة على الأرض، وقال رئيس أركان الدفاع النيجيري، الجنرال كريستوفر غوابين موسى، في تصريحات يناير الماضي، إن القضاء على الإرهاب مسألة وقت.
وأضاف الجنرال أنه منذ بداية العمليات العسكرية المشتركة ضد بوكو حرام استسلم أكثر من 120 ألفاً من عناصر التنظيم ، بينهم 60 ألف طفل كان يتم استغلالهم في المعارك.