ترجمة/ دعاء عبدالنبي حامد
باحثة دكتوراه في الفلسفة الإفريقية الحديثة والمعاصرة- كلية الآداب جامعة القاهرة
المستخلص:
استكشفت هذه الدراسة مفهوم العولمة والإمبريالية الجديدة، وناقشت آثار الإمبريالية والصراع على إفريقيا، وفحصت العولمة كمرحلة معاصرة للإمبريالية، وقيَّمت الإمبريالية الجديدة وتداعياتها على إفريقيا. وكان ذلك من منظور واسع النطاق للتحقيق في العولمة؛ باعتبارها الخط المتغير للإمبريالية الجديدة وتداعياتها على إفريقيا.
نهجت الدراسة تصميم البحث الوصفي باستخدام الأساليب الكمية والقائمة على المحتوى. وتم البحث عن العديد من المعلومات ذات الصلة بما يتسق مع أهداف الدراسة وتحليلها نوعيًّا ومناقشتها. وتم جمع البيانات بشكل رئيسي من أكبورو Akpuru (2002م) والأدبيات الأخرى القابلة للتطبيق. وتم إجراء مراجعة الوثائق في الدراسة كوسيلة لجمع معلومات مختلفة ذات صلة من مصادر مختلفة. ومراجعة الوثائق هي طريقة تحليلية لتحليل البيانات وتقييمها فيما يتعلق بتركيز الدراسة.
أظهرت نتائج الدراسة أن “العولمة” مرادفة للنمو والتطور والتغييرات وتحسينات الأمم التي تظهر بوضوح في السوق العالمية الموحدة، في حين أن الإمبريالية هي الهيمنة القسرية التي مارسها الاستعمار البريطاني على دول أخرى أقل قوة.
كما وُجِدَ أن العولمة تساعد على “هيمنة” الدول ذات القوة الاقتصادية على دول أخرى ذات قوة اقتصادية أقل. كما كشفت أيضًا أن القيم الثقافية والفلسفات والتقاليد والمعتقدات الإفريقية أصبحت أقل قوة منذ ظهور الإمبريالية.
وأخيرًا، وُجِدَ أن العولمة تُنْتِج سوقًا رأسمالية واحدة، وبالتالي، تواصل الرأسمالية الوطنية تعزيز الإمبريالية الجديدة في إفريقيا. وخلصت الدراسة إلى أن الإمبريالية الجديدة تظل آفة تنخر باستمرار في أعماق التطورات الفلسفية الإفريقية ونموها المستدام الطبيعي.
مقدمة:
لقد مرَّت إفريقيا ونيجيريا أيضًا بمسارات صعبة على أيدي الاستعماريين في الماضي؛ وذلك لأنهم أرادوا تطوير أُمّتهم. على الرغم من وجود أسباب مختلفة، وقد كان من بين الأسباب التي أدَّت إلى زيارة “الأبيض” لأمة الرجل الأسود آنذاك البحث عن الحرية المطلقة للعالم، واكتشاف طبيعة الأماكن الأخرى على كوكب الأرض، والاكتشافات العلمية، وغير ذلك الكثير.
تم تنفيذ كل هذه الرحلات بشكل أفضل في إفريقيا من خلال إدخال الدين والتعليم إلى السود. على الرغم من الجدل الدائر حول التنمية، فقد وصل التطور إلى إفريقيا عبر الأنشطة التي يقوم بها الاستعماريون البريطانيون بين السود. لذلك فمن الضروري أن نذكر أن جميع أشكال التنمية التي جاءت لتبقى في إفريقيا اليوم ليست منفصلة عن الإمبريالية.
وفي الضوء ذلك، تتناول الدراسة مفهوم العولمة والإمبريالية الجديدة، وتناقش الإمبريالية والصراع في إفريقيا، وتبحث في العولمة كحالة معاصرة من الإمبريالية الجديدة، فضلاً عن تأثير الإمبريالية الجديدة على إفريقيا. وفي سياق هذا الخطاب، يبرز خطاب أكبورو “فهم اتجاهات العولمة والطابع الإقليمي” تمَّت مراجعتها وتمت مناقشة العديد من الأدبيات الأخرى القابلة للتطبيق حول هذا الموضوع.
مفهوم العولمة والإمبريالية الجديدة:
يمكن النظر إلى العولمة من وجهات نظر مختلفة. فعلى سبيل المثال، بعد انتهاء الحرب الباردة، لقد تم الإشارة إليها باسم النظام العالمي الجديد. وإن كلمة “العولمة” مرادفة للنمو، التطوير والتغييرات والتحسينات وغير ذلك الكثير. وهذا يتفق مع ما ذكره أكبورو، من أن العولمة هي شكل من أشكال الاقتصاد العالمي؛ حيث يمكن للدول إزالة حواجزها الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية، والقدرة على الوصول إلى الاقتصاديات الدولية.
وهذا يشير إلى أن التنمية هي شكل من أشكال التوسع الاقتصادي والأيديولوجي والتكنولوجي والثقافي المقبول دوليًّا. والحقيقة حول العولمة هي أنه لا تُوجد دولة أو أُمَّة في العالم بدون أشكال التنمية الخاصة بها، والتي قد لا تكون واضحة على المستوى العالمي. في هذا الموقف من العولمة تكون العولمة موحدة بالنسبة للدول المتقدمة الأخرى في العالم.
جادل كاكوفيتش Kacowicz بأن العولمة هي التغيرات الاقتصادية التي تحدث في دولة ما، والتي تشمل تدويل الإنتاج، وحركة رأس المال، وتشغيل الشركات العابرة للحدود الوطنية، وتعميق الترابط الاقتصادي.
وأكَّد رحمان Rahaman، يزداني Yeazdani، ومحمود Mahmud في بحثهم بعنوان “التاريخ غير المروي للاستعمار الجديد في إفريقيا” أنه بعد الحرب العالمية الثانية، تولَّت دول مثل الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي المسؤولية، وقادت بعض الدول في إفريقيا إلى إنهاء الاستعمار. لقد ساعدت هذه العملية إفريقيا على إجراء معاملات تجارية مع بلدان تنشئ علاقات تجارية متطابقة.
بالإضافة إلى السلع والخدمات عبر الدول، واختراع الأجهزة التكنولوجية، وتعزيز الخصخصة، واعتماد الديمقراطية السياسية، وغير ذلك الكثير. وفي رأي حسين Hossain؛ بايك Pike، رودريجيز-بوس Rodríguez-Pose، وتومانيTomaney ؛ بدأت دول مثل الولايات المتحدة واليابان والصين والهند والعديد من الدول الأخرى في قيادة الدول الأخرى من حيث التنمية من خلال مشاركتها في الأنشطة الاقتصادية المعقدة واستخدام التكنولوجيا المتطورة.
وهذه هي الحال، حيث إن العولمة (التنمية) ليست منفصلة عن تحرير التجارة، وتكنولوجيا الاتصالات، والتوحيد الثقافي، والتغيرات العالمية الثابتة في الأنشطة البشرية.
ومن ناحية أخرى، أصبحت العولمة مستمرة في دول مختلفة من العالم من خلال الإمبريالية الجديدة. وتشير كلمة “نيو neo” إلى “جديد”، مما يعني بُعدًا جديدًا للنشاط، وبالتالي الإمبريالية الجديدة هي الإمبريالية المتطورة التي وضعها السادة الاستعماريون موضع التنفيذ.
ويمكن النظر إلى الإمبريالية على أنها احتكار اقتصاد دولة نامية مِن قِبَل دول متقدمة أخرى، ليس الآن في شكل استعمار ولكن عبر آليات دبلوماسية، وبالتالي إلحاق المزيد من الضرر للدول المضيفة أكثر من نفعها.
إن كلمة إمبريالية مشتقة من الكلمة اللاتينية “إمبريوم imperium”، والتي تعني “القوة الاستعمارية” أو “السلطة العليا”. وهذا مدعوم بدراسة أوجار Ogar ونويي Nwoye وباسي Basseyوالتي ترى أن الإمبريالية في إفريقيا فتحت أعين القادة الأفارقة على التغيرات الاجتماعية والأنظمة الثقافية المعاصرة. وكذلك الأنشطة السياسية. وأضاف باسي Bassey وأودودوم Udoudom أن الإمبريالية هي نظام اقتصادي سياسي يهدف إلى زيادة الأنشطة في السوق العالمية.
وعلى نفس المنوال، تصف الإمبريالية أيضًا الهيمنة القسرية التي مارَسها الاستعمار البريطاني على الدول الأخرى. وفي نظر أوجار وأوجار Ogar and Ogar فإن الإمبريالية تحمل رسالة مفادها أن الدول الأخرى هي أسياد على العالم.
وتحمل الإمبريالية رسالة مفادها أن الظلم وعدم المساواة والقوة التي صمَّمها الاستعماريون لتتلاءم مع ظهورهم. وهذه هي الحال؛ حيث تتمكن إفريقيا من خلال الحركة الإمبريالية من تجربة تغيير في النمط؛ حيث تم إنشاء اقتصادات السوق الاشتراكية للتدفق التجارة العالمي مع دول مثل الصين وبولندا وروسيا وبلغاريا والعديد من الدول الأخرى؛ ومِن ثَم، فإن البلدان النامية التي توجد فيها هذه المهارات أقل قدرة على المنافسة على المستوى العالمي.
لقد تم إعدادهم لاستخدام الموارد التي وهبها الله لهم لا لتطوير دولهم بل للتجارة في الخارج. ومن العلامات التجارية الواضحة للإمبريالية الجديدة الفساد الذي يمارسه القادة والمواطنون في دولة ما، ويسهل بيع مواردها للدول المتقدمة. على سبيل المثال، ففي حين كانت نيجيريا تستطيع تطوير عدد كافٍ من مصافي النفط، ولكنها لم تفعل ذلك، فقد كان قادتها يبيعون النفط الخام في الخارج ويشترون الوقود المكرر باهظ الثمن من تلك البلدان بعد ذلك.
الإمبريالية والصراع على إفريقيا:
الإمبريالية هي الصورة الحقيقية التي تمثل واقع الاقتصاد المختلط والثقافة المزيفة اليوم في إفريقيا. وهذا يؤكد نتائج أوكبي Okpeوباسي Bassey التي تفيد بأن الإمبريالية أدَّت إلى نقل إفريقيا بحرية لتدفقات رأس المال كعملية للعولمة، وكذلك أدَّت هذه السياسة إلى نشوء ثقافة وتقاليد وتكنولوجيا أجنبية في البلاد.
ومن ناحية أخرى، فإن الإمبريالية والتخلف يسيران جنبًا إلى جنب. وهذه هي الحال عندما يحاول الإمبرياليون البيض اللعب على عقول الأفارقة، كل ذلك باسم التنمية، كانوا يطورون بلادهم تكتيكيًّا بالمكونات الخام والطبيعية المعبأة بعيدًا عن إفريقيا. وزعم كلّ من أوبيلور Obilor، كينيث Kenneth، أوكوروافور Okoroafor، شيما Chima، بيل Bell ، أوجار Ogar وليونارد Leonard ، وباسي Bassey أن الإمبريالية هي شكل من أشكال الظلم الاجتماعي في الاقتصاد العالمي؛ أي الوضع الذي تصبح فيه البلدان الفقيرة أكثر فقرًا، وتصبح البلدان غنية ثرية باسم الاستغلال.
هذا وقد أفاد شيما وبيلو وأوكوروافور وأوبيلور بأن إفريقيا قارة فاشلة، وأنها تعاني من الفشل الذريع في استخدام اقتصادها الخاص لتطوير الاقتصاد الغربي، وتحتضن تعليمهم وأسلوب حياتهم ومع ذلك، يظلون فقراء. وفي دراسة حديثة أجراها فيلتمير Veltmeyer جاءت الإمبريالية في إفريقيا كوسيلة لاستغلال موارد البلدان النامية في إفريقيا لتطوير البلدان المتقدمة في الخارج.
وهذا هو الحال؛ حيث اتخذ الحكم الإمبريالي إجراءات قسرية، وانخرط في نظام الاستغلال الرأسمالي. وكان أحد التحديات الواضحة التي واجهتها إفريقيا هو أنهم كانوا جددًا على الثقافة الغربية، الأمر الذي جذب بعض قادتهم لبيع ثقافتهم المعروفة لأرض مجهولة. ومع ذلك، زعم فيلتمير أن أنشطة الاستعماريين جلبت بعض مستويات التنمية الريفية المتكاملة والمشاريع الصغيرة الأخرى إلى إفريقيا، مثل تشييد المستشفيات والطرق والجسور والمكاتب والمدارس، وغير ذلك الكثير. ومع ذلك، تظل الحقيقة أن الأفارقة كان لديهم طرقهم التقليدية في الحياة، والتي تم قطعها لاحقًا في الحركة الإمبريالية والثقافة الغربية أصبحتا أقوى.
وهذا يعني ضمنًا أن هذا كان تطورًا متزامنًا لكل من الدول المضيفة والطفيلية. إن التطور الإمبريالي يعود دائمًا إلى الرئيس ترومان Truman الذي أعلن في 10 يناير عام 1949م عن برنامج النقطة الرابعة للمساعدات الإنمائية الخارجية (ODA) كوسيلة لتطوير أمريكا باستخدام الاقتصاد الخفي في إفريقيا كـ “مساعدات خارجية”، كل هذا وأكثر ما دفعته إفريقيا خلال مرحلتها الإمبريالية. وإن إفريقيا تواجه المزيد من التحديات خلال مرحلتها الإمبريالية. وقد ذكر باسي أن البلدان الإفريقية فقدت هيمنتها الثقافية لصالح الإمبريالية، وليس هذا فحسب، بل إن الأمر يقوده عدد قليل من الأغلبية التي يُشار إليها بالطبقة الحاكمة التي تسرق دبلوماسيًّا من الشعب.
العولمة: مرحلة معاصرة من مراحل الإمبريالية
إن العولمة في حد ذاتها هي صورة للعالم الحالي، وهي اتجاه للأحداث الأخيرة في السوق العالمية. ومع ذلك، فإن العولمة مثيرة للجدل، ولها وجوه عديدة مثل الاقتصاد، التكنولوجيا، وغير ذلك الكثير. وفي رأي أكبورو، فإن هذه العملية هي التي تتمكَّن من خلالها الحكومات الوطنية من إجراء معاملات تجارية مع الشركات متعددة الجنسيات. البيع للشركات متعددة الجنسيات لتحقيق الأرباح أضافت إلى العوامل التي أدت إلى توسع وانتشار الإمبريالية. وتُوصف إفريقيا بأنها أرض مليئة بالموارد الطبيعية، مثل الذهب والنفط الخام والأخشاب وغير ذلك الكثير. ومِن ثَم هناك ضرورة لتعزيز العولمة، وكان من الضروري تعزيز الإمبريالية. من جهته، زعم أكبورو وفيلتمير أن العولمة ليس لها نفس التأثيرات على البلدان المختلفة. ويمكن القول: إنه في حين تبيع الدول الإفريقية المواد الخام للأوروبيين بجهل، فإن الدول الأوروبية حققت كل المكاسب، وتركوا البلدان المضيفة لهم في حالة من الفوضى.
عند النظر إلى العولمة من منظور الاتصالات والإنتاج والنقل، فإن المشاريع الرائدة ذات الروح التنافسية مثل تحويل أمريكا إلى يابانية، وتحويل فرنسا إلى يابانية، وأمركة أوروبا، وأوروبة أمريكا هي أهداف صناعية جاءت من أجل تحقيق أهداف أخرى. وعلاوة على ذلك، أكد أكبورو أن هذه الأهداف الصناعية هي عناصر من مؤسسات الحكومات ونشاطاتها من أجل نشر الثقافة الغربية الحديثة (الاستعبادية). لذا، تستخدم غرب وشرق إفريقيا روح المنافسة الغربية المفرطة في تقليص أصالتها الأصلية. بعبارة أخرى، أصبحت العولمة سوقًا موحدة؛ حيث إن الدول ذات النزعة الإمبريالية تبيع مواردها.
على جانب آخر، صرَّح أكويري Akwiri بأنه على الرغم من أن البلدان ذات الميول الإمبريالية تعاني من الإكراه والقلق، فإن التطورات في البنية الأساسية والنمو الاقتصادي أمر لا مفر منه في الأمد البعيد. وتتمثل المرحلة الجديدة من الإمبريالية في أن البلدان ذات القوة الاقتصادية الأقل تخضع مواردها باستمرار لسيطرة الدول الغنية. والدول القوية مثل البرازيل تُصدّر حوالي (33.9 %) من صادرات النقل والآلات، والصين (28.8 %)، وهونغ كونغ (46.2 %)، والعديد من البلدان الأخرى (تقرير التنمية في العالم،1999).
وأضافت علياء Alyaa، ومحمد Mohamed أن التفاوتات موجودة في البلدان المتعطشة للسلطة؛ حيث تهيمن على البلدان الأقل ميلاً إلى التكنولوجيا. على سبيل المثال، دبي إمارة صغيرة ذات عدد قليل من الموارد الطبيعية، ولكنها تضم متخصصين مختلفين من دول كبيرة في العالم، ما أدى إلى تطوير الإمارة، وجعلها ذات جمال عالمي يستحق المشاهدة. وهذا يعني أن العولمة تساعد في “هيمنة” الدول ذات القوة الاقتصادية على دول أخرى ذات ذكاء اقتصادي أقل.
الإمبريالية الجديدة وتداعياتها على إفريقيا:
إن الإمبريالية الجديدة -كما تم شرحها سابقًا- هي المرحلة الجديدة من الإمبريالية؛ حيث يستمر الاستغلال دون استعمار واضح. ولاحظ فيلتمير أن الإمبريالية الجديدة لها جوانب جيدة وسيئة لإفريقيا؛ وتم توضيح أن إفريقيا قادرة على تحقيق تغيير في شكل النمو الاقتصادي، والنمو في البنية التحتية، والتقدم التكنولوجي، وغير ذلك الكثير بسبب الإمبرياليين.
على سبيل المثال، يتلقى الأفارقة التعليم، ويتفاعلون مع الآخرين عبر الدول، ويقومون بأنشطة اقتصادية مختلفة، ويتحقق ذلك بفضل إدخال الأجهزة التكنولوجية المتطورة إلى إفريقيا. ومن ناحية أخرى، أصبحت القيم الثقافية والفلسفات والتقاليد والمعتقدات الإفريقية أقل قوة منذ ظهور الإمبريالية. على سبيل المثال، اختلفت الثقافات من حيث الملابس، والدين وأساليب الحياة، وغير ذلك الكثير من الأمور المعتادة، وأدى أسلوب حياة الغربيين إلى إضعاف نظام المعتقدات الإفريقية.
ورأى أكبورو Akpuru وويرينجا Wieringa أن النظام السياسي الإفريقي يتأثر أيضًا بطريقة ما. كما تم استخدام آليات سياسية مركزية مختلفة، ومع ذلك لا تزال بلدان إفريقية مختلفة تكافح ممارسات الفساد في حكمها، ومن الأمثلة الجيدة على ذلك: نيجيريا. فعلى سبيل المثال، ذكرت علياء ومحمد أن نوايا إفريقيا في النمو واضحة في محاكاة دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية ومع ذلك لا تزال تفتقر إلى الإرادة اللازمة لإشراك القيادة القادرة على إدارة الموارد.
إن الإمبريالية الجديدة ليست جديدة على دول العالم المختلفة؛ لأنها تحدث بشكل مختلف؛ إنها لعبة قوة بين السلطة والمجتمعات ذات الطبقات العليا والدنيا. يتوافق التأكيد المذكور أعلاه مع الدراسة التي أجريت في هذا الصدد من أوجار وأوجار. هذا أحد الأسباب التي تجعل من السهل على الناس في إفريقيا أن يتصرفوا بطريقة مختلفة. والطبقة الحاكمة هي التي تستغل شعوبها، وتختلس الأموال، وتقترض الأموال من دول أخرى. وكل هذا جعل الأفارقة يظلون خاضعين لهذه الدول “القوية” المزعومة.
على النقيض من الاستعمار والإمبريالية القديمة، أصبحت العولمة لعبة مربحة للدول التي تتمتع بالذكاء الاقتصادي والاستباقية. إن وجود الاتصالات والاتصالات الكهربائية في إفريقيا تعتبر أداة كافية للبيع في الأسواق العالمية وتحقيق الأرباح. وهذا يؤكد الدراسة التي أجراها أجا Aja ، وإميريبي Emeribe والتي تؤكد أن الخطر في عصرنا الحالي يكمن في أن الإمبريالية في إفريقيا هي حقيقة أن الاستقطاب هو النظام الجديد؛ حيث يتم تحقيق الأرباح من خلال تقاسم المبيعات الدولية بين القادة الجشعين، ولا يتم استخدامها لتنمية البلاد.
على سبيل المثال، لُوحظ أن الاستخدام المكثَّف للأجهزة التكنولوجية له آثار سلبية على صحة الإنسان من خلال تفاعل الجسم من وقت لآخر مع الشبكة وغير ذلك الكثير؛ ومن المؤسف أنه على الرغم من كل المكاسب التي حققتها البلدان من خلال الرسوم التجارية على الأجهزة المحمولة في البلاد، لا تزال المرافق الصحية الجيدة مفقودة. وبالتالي، فإن هذا يعني ضمنًا أن الإمبريالية الجديدة هي عبودية حديثة للشعوب.
وزعم أكبورو أن العولمة تُعطي سوقًا رأسماليًّا واحدًا، وبالتالي، تواصل الرأسمالية الوطنية تعزيز الإمبريالية الجديدة في إفريقيا. ويظل أصحاب الأعمال الاحتكارية مثل دانجوتي Dangote هم الشركات الإمبريالية المهيمنة على الشعب. في حين أن بعض هذه الشركات تسعى للتنمية في البلاد؛ إلا أنها لا تستطيع الوصول إلى قدرتها الكاملة في البلاد. على سبيل المثال، أدَّى الاستهلاك الكبير للمولدات في نيجيريا إلى فقدان الحكومة لحماسها لإمدادات الطاقة القابلة للاستمرار؛ لأنهم يحصلون على حصصهم من هذه الصفقات. وهذه هي الحال بالنسبة لبعض هذه المنتجات ولا تستخدمها حتى الدول التي تصنعها.
وأضاف أكبورو أن إفريقيا التي تحتل المرتبة الأولى عالميًّا في الذهب والماس والرصاص وخام الحديد والكوبالت والإسفلت والنحاس، وغير ذلك الكثير؛ متخلفة عن الدول الأكثر تقدمًا اقتصاديًّا وتكنولوجيًّا، ومن المؤسف أن الإمبريالية الجديدة هي السبب الرئيسي وراء هذه النكسة المحرجة.
خاتمة:
إن قارة إفريقيا عملاق يبرز بين قارات العالم الأخرى؛ من حيث عدد سكانها، وامتلاكها للموارد الطبيعية. ولإفريقيا قصة ثقافية وفلسفية في الماضي مختلفة عن تلك التي غمرتها بها الثقافة الغربية. لقد سيطرت الإمبريالية على إفريقيا، ووصفتها بأنها “قارة غير فلسفية”، وباعت “الأسود” إلى “الأبيض” بسبب الممارسات الفاسدة التي مارسها القادة. وبعد أن ظهرت الإمبريالية، شهدت إفريقيا نموًّا وتطورًا مزدوجين في مجالات التكنولوجيا والبنية الأساسية والتعليم.
ومن ناحية أخرى، أصبحت ثقافة إفريقيا مشوشة ومنعزلة بين شعبها. ومع ذلك، ظهرت الإمبريالية الجديدة، وأصبحت الآفة التي أكلت بعمق في أنسجة التطورات الفلسفية في إفريقيا وأثرت على النمو الطبيعي المستدام. ورغم أن إفريقيا شهدت في عصر الإمبريالية وما زالت تشهد عصر الإمبريالية الجديد، إلا أنه يمكننا أن نستنتج أن القارة لا تخلو من العولمة المشتركة ومبادئها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
References
-Alyaa W., & Mohamed M., (2020). China drive toward Africa between arguments of neo-
colonialism and mutual-beneficial relationship: Egypt as a case study. http:// creativecommons.org/licences/by/4.0/legalcode
-Akwiri, J. (2015), Kenya Announces Plan to Buy Land for Standard Gauge Railway, Reuters
-Akpuru A. (2002). Selected Themes in International Economic Relations; Understanding Trends of Globalisation and Regionalization. Rhyce Kerex Publishers and Keny & Brothers Enterprises.
-Bassey, S. (2019). Historical Perspective on Social Justice. OmniScience. A Multi-disciplinary Journal, 6(3), 39-46
-Bassey, S. A., & Udoudom, M. D. (2018). Developmental Democracy in Africa: A Review.
OmniScience. A Multi-Disciplinary Journal, 8(2), 1-9.
-Hossain, Abu Md. Delwar. Africar Itihas (History of Africa). Dhaka: Bishobidiyaloy Prokashoni, 2016, 52-54.
-Chima, E., Bello, M. B., Okoroafor, F. O., & Obilor, O. I. (2019). Conflict Management in Inter- Governmental Relations in Nigeria: Issues and Prospects. GNOSI: An Interdisciplinary Journal of Human Theory and Praxis, Vol. 1(1).
-Kacowicz A. (2021). Regionalization, Globalization, And Nationalism: Convergent, Divergent, or Overlapping? Working Paper #262 – December 1998. Access Oct 1, 2021
-Shafiqur M., Rahaman, M., Rawshan Y., Rashed M., The Untold History of Neocolonialism in Africa (1960-2011). History Research. Vol. 5, No. 1, 2017, pp. 9-16. doi: 10.11648/j.history.20170501.12
-Obilor, O. I., Kenneth, I., Okoroafor, F. O., Chima, E., & Bello, M. B. (2018). Democracy and National Development: A Focus on Nigeria. GNOSI: An Interdisciplinary Journal of Human Theory and Praxis, Vol. 1(2)
-Ogar, J. N., Leonard, N., & Bassey, S. A. (2019). Issues Related to Infertility in Africa: An Ethical Scan. Research & Reviews. A Journal of Biotechnology, 8(3), 26-32.
-Ogar, T. E., & Ogar, J. N. (2018). Globalization in Africa and Beyond: The Quest for Global
Ethics. GNOSI: An Interdisciplinary Journal of Human Theory and Praxis, Vol. 1(1).
-Ogar J, Nwoye L., Bassey S. (2019). Archetype of globalization: illusory comfort of neo-
colonialism in Africa. International Journal of Humanities and Innovation (IJHI) Vol. 2 No. 3, 2019. 90-95
-Okpe, T. A., & Bassey, S. A. (2018). Environmental Problems and the Question of
Intergenerational Justice from the Kantian Perspective. Budapest International Research and Critics Institute (BIRCI-Journal): Humanities and Social Sciences, 1(3), 373382
-Veltmeyer, H. (2019). Capitalism, development, imperialism, globalization: a tale of four concepts Canadian Journal of Development Studies, 34(1), 79–95.
-Wieringa N. (2020). Neocolonialism. Resource extraction and the global distribution of wealth. A thesis writing in University of Groningen Faculty of Spatial Sciences Department of Economic Geography.