دعت كينيا إلى وقف إطلاق النار في الكونغو الديموقراطية، وأعلنت أن رئيسي الكونغو ورواندا سيحضران قمة إقليمية طارئة في اليومين المقبلين.
وقال الرئيس الكيني ويليام روتو، الرئيس الحالي لجماعة شرق إفريقيا، إنه من واجب الزعماء الإقليميين المساعدة في تسهيل التوصل إلى حل سلمي للصراع.
وكان مجلس الأمن الدولي قد عقد اجتماعا طارئا لبحث الوضع في الكونغو الديمقراطية، تحدث خلاله جون بيير لاكروا وكيل الأمين العام لعمليات السلام وبينتو كيتا رئيسة بعثة الأمم المتحدة في البلاد وجويس مسويا نائبة منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة.
وقال لاكروا إن تصاعد العنف يثير القلق البالغ، محذرا من أن مصير ملايين المدنيين على المحك. وذكر أن بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في البلاد تظهر عزما يثير الإعجاب على تنفيذ ولايتها المتعلقة بحماية المدنيين والمساعدة في منع تقدم حركة إم 23. وشدد على ضرورة أن يعمل مجلس الأمن بدون مزيد من التأخير للمساعدة في إنهاء العنف.
ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في الكونغو الديمقراطية بينتو كيتا قالت إن حركة إم 23 والقوات الرواندية اخترقت منطقة مونيجي على مشارف مدينة غوما مما تسبب في إثارة الذعر الجماعي والاشتباكات.
وقد أغلقت الطرق وأصبح استخدام المطار للإجلاء أو للجهود الإنسانية غير ممكن. وأعلنت حركة إم 23 إغلاق مطار غوما. وقالت كيتا: “إننا عالقون. أدعو مجلس الأمن إلى العمل الآن لتأمين السكان المدنيين والعاملين في مجال الإغاثة وجميع موظفي الأمم المتحدة“.
وشددت على الحاجة – أكثر من أي وقت مضى – لإيجاد حل سياسي للصراع. ودعت الكونغو الديمقراطية ورواندا إلى مواصلة التفاوض، وشددت على ضرورة وقف الخطاب المعادي والاتهامات المتبادلة.
جويس مسويا نائبة منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة قالت إن أكثر من 21 مليون شخص بحاجة إلى المساعدات بأنحاء البلاد. وذكرت أن شمال وجنوب كيفو شهدتا مقتل مئات المدنيين وفرار مئات الآلاف. وحثت جميع الأطراف على تجنب استخدام الأسلحة المتفجرة والثقيلة في المناطق السكنية واحترام القوانين التي تحمي المدنيين.
برونو ليماركيز منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في جمهورية الكونغو الديمقراطية أعرب عن القلق البالغ بشأن تصاعد القتال حول مدينة غوما وتأثيره المتزايد على المدنيين. ومنذ تجدد هجوم حركة إم 23 قرب غوما في الثالث والعشرين من يناير، أجبر مئات آلاف الأشخاص مرة أخرى على الفرار من عدة مناطق للصراع.
ويبذل العاملون في المجال الإنساني كل ما يمكن لتلبية احتياجات الأكثر استضعافا، على الرغم من التدهور المقلق للوضع الأمني في مواقع النزوح وبعض أحياء مدينة غوما. ويفرض قرب القتال من المناطق المكتظة بالسكان واستخدام المدفعية الثقيلة مخاطر لا تطاق على المدنيين.
ونيابة عن مجتمع العمل الإنساني في جمهورية الكونغو الديمقراطية دعا ليماركيز كل أطراف الصراع إلى وقف التصعيد العسكري فورا. وحذر من أن العنف يفاقم معاناة السكان في شرق البلاد ويؤدي إلى تدهور الأوضاع الصعبة للمدنيين.
ومن ناحيته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه العميق إزاء تصاعد العنف في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وكرر إدانته الشديدة للهجوم المستمر الذي تشنه جماعة (إم 23 ) المسلحة وتقدمها نحو غوما في شمال كيفو بدعم من قوات الدفاع الرواندية.
وقال بيان صادر عن المتحدث باسم الأمم المتحدة: “خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية، قُتل اثنان من قوات حفظ السلام التابعة لبعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية من جنوب أفريقيا وأوروغواي أثناء تنفيذهما لمهمة موكلة إليهما من قبل مجلس الأمن”. وأضاف المتحدث أن أحد عشر فردا من قوات حفظ السلام أصيبوا بجروح وهم يتلقون العلاج في مستشفى الأمم المتحدة في غوما.
وذكّر الأمين العام جميع أطراف الصراع بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، وبأن الهجمات على موظفي الأمم المتحدة قد تشكل جريمة حرب. ودعا السلطات المختصة إلى التحقيق في هذا الحادث وتقديم المسؤولين عنه إلى العدالة على وجه السرعة.
وكرر الأمين العام دعوته إلى احترام اتفاق وقف إطلاق النار. ودعا حركة إم 32 إلى وقف جميع الأعمال العدائية على الفور والانسحاب من المناطق المحتلة. ودعا كذلك قوات الدفاع الرواندية إلى وقف دعمها لحركة إم 23 والانسحاب من أراضي جمهورية الكونغو الديمقراطية. وأكد من جديد دعم الأمم المتحدة لعملية لواندا ودعا إلى استئناف المفاوضات على الفور في هذا الإطار.