رشا السيد عشري
باحثة مصرية متخصصة في الشأن الإفريقي
تحاول كينيا والعديد من البلدان الإفريقية تعزيز أمنها المائي، سواء على صعيد السياسات الداخلية؛ من خلال اعتماد نظام الإنذار المبكّر، وتعزيز البنية التحتية، والحماية من الفيضانات بإنشاء السدود وتلافي العيوب الفنية لها، أو على صعيد السياسات الخارجية بتبنّي العديد من الاستراتيجيات، التي تُمكِّن الدولة من حماية أمنها المائي من المصالح الإقليمية والدولية معًا.
في هذا الإطار؛ هناك العديد من الإجراءات لمواجهة العجز المستقبلي للمياه، تتمثل فيما يلي(1):
1-الحيلولة دون قطع المياه أو نقصها؛ من خلال معالجة الإشكاليات الفنية للسدود.
2-إدارة مياه الصرف الصحي، وإعادة تدويرها، ووضع برنامج رئيسي لحفظ التربة.
3-اتخاذ التدابير ذات الخطط الاستراتيجية مِن قِبَل جميع الأطراف في المنطقة، والتحكُّم في التلوث من خلال استخدام أفضل التقنيات المتاحة، مع وجود تدابير لمنع وتقليل إطلاق المواد الخطرة في المياه؛ أي: تطبيق المبدأ الوقائي.
4-إجراء الرصد المستمر لعمليات ملء وسحب المياه من السدود، كما يجب إجراء مسح تفصيلي للمياه الجوفية والجيوتقنية حتى تتفادى المخاطر، التي من الممكن أن تتعرض لها السدود أثناء البناء وبعده.
ومن ثَمَّ لا بد من حماية النُّظُم الإيكولوجية المائية من أجل ضمان التنمية المستدامة بيئيًّا، واستخدام أمثل للموارد المائية، ووضع استراتيجية شاملة لإدارة مجمعات المياه لتحقيق الاستقرار في المناطق الواقعة في مجرى النهر والمصبّ، وتحقيق هدف السياسة المائية المتمثل في الحفاظ على الموارد المائية المتاحة، وتخصيصها بطريقة مستدامة وعقلانية واقتصادية، فضلاً عن إنشاء صندوق الطوارئ لدعم السكان المتضررين سلبًا من الكوارث.
من هنا يتحدد الأمن المائي الكيني في اتجاهين أساسيين يتمثلان في نظام الإنذار المبكر، وتعزيز الحماية من الفيضانات.
أولاً: اعتماد أنظمة الإنذار المبكر من الفيضانات
معظم البلدان النامية، ليس لديها أنظمة إنذار دقيقة لمراقبة هطول الأمطار، ومن ثَمَّ يصعب التنبؤ بالفيضانات المفاجئة، خاصةً أن الفترة الزمنية القصيرة بين حدوث العاصفة المطيرة والفيضانات تجعل من الصعب التنبؤ بها، ومن ثَمَّ فإن تفعيل أنظمة الإنذار المبكر بالفيضانات المفاجئة ربما يتم اعتمادها في السنوات العشر إلى العشرين القادمة، خاصةً مع الجهود الحثيثة من تلك البلدان لتفعيل هذا النظام.
وتعتبر أنظمة الإنذار المبكّر من أهم الأنظمة في التحذير من أخطار الفيضانات، والحدّ من الخسائر البشرية؛ وذلك بسبب فعالية وتكلفة الإجلاء قبل خطر الفيضان، فهو تدبير تكيفيّ أو نظام لقياس تغيُّر المناخ باستخدام أنظمة اتصالات متكاملة للتنبؤ بحدوث الكوارث البيئية كالفيضانات. كما أنها عبارة عن سلسلة من آليات أو إجراءات المراقبة المنظَّمة التي تجمع المعلومات حول المخاطر المحتملة في موقع معيّن؛ من أجل إطلاق ردود منسَّقة في الوقت المناسب؛ وتُستخدم أنظمة الإنذار المبكّر في جميع القطاعات المشاركة في الحدّ من مخاطر الكوارث (DRR)، بما في ذلك الصحة والأمن الغذائي والزراعة والهندسة التكيفية، وغيرها(2).
كما يستخدم النظام بيانات معقدة في التنبؤ بسقوط الأمطار؛ من خلال روابط اتصال الموجات الصغيرة الأرضية MW، والجيل الثاني من الأقمار الصناعية المثبتة بالأرض، وتعتمد الإنذارات المبكرة للفيضانات في كينيا على نمطين؛ هما: إدارة إرشاد تدفُّق الفيضانات، والنموذج الهيدرولوجي؛ حيث يتم صيانة النظام وتشغيله من خلال شراكة بين القطاعين العام والخاص، بما في ذلك مشغّل للهاتف المحمول، وخدمة الأرصاد الجوية الوطنية، وخدمة الإغاثة في حالات الطوارئ.
يتميز المناخ الكيني بموسمين ممطرين، الأول “الأمطار الطويلة”، الذي يحدث في شهري مارس ومايو، والثاني “الأمطار القصيرة” في شهري أكتوبر ونوفمبر؛ حدثت فيضانات مفاجئة جراء هذه الأمطار خلال شهري أبريل ومايو 2013م، أودت بحياة 96 شخصًا، وتسبَّبت في نزوح 140 ألفًا آخرين، وتحدث العديد من هذه الفيضانات المفاجئة في الأنهار الموسمية، والتي غالبًا ما تقع على مسافة قريبة من مجرى النهر؛ حيث تزداد كارثة التدمير نتيجة تلف الطرق والجسور، خاصةً وأن حجم خزانات المياه أقل بكثير من 1000كم2، وأحيانًا تكون صغيرة تصل لبضع عشرات الكيلومترات المربعة(3).
وذلك في ظل العوامل المتعددة كازدياد أعداد السكان، وارتفاع نِسَب الفقر، وضَعف البنية التحتية؛ ما جعل الدولة عرضةً للكوارث البيئية نتيجة عدم وجود تشريعات مناسبة واستراتيجيات شاملة لإدارة الكوارث، لا سيما الجفاف والفيضانات، ما أدَّى إلى التشريد والمجاعات لملايين السكان منذ عام 2000م. ففي الفترة من عام 1999-2001م تسبب الجفاف في تعرُّض 4 ملايين شخص للمجاعة، وموت ما يقرب من 70% من الثروة الحيوانية، في حين تسببت الفيضانات على مدار السنوات الماضية في تشريد وموت مئات الآلاف من السكان(4)، وفي مايو عام 2018م أودت الفيضانات أيضًا بحياة أكثر من 130 شخصًا، ومع انهيار بعض السدود تم تشريد 225.436 شخصًا على الأقل من منازلهم، وذلك بعد موجة جفاف شديدة أثَّرت على 32 من 47 مقاطعة في كينيا(5).
ويوضح الجدول التالي رقم (1) الخسائر البشرية جرَّاء الفيضانات والجفاف في كينيا في الفترة من عام 2002 إلى 2006م.
جدول رقم (1) بعض المخاطر البيئية في كينيا (Some Recent Disasters in Kenya)
Casualities |
Areas Covered |
hazard/disaster |
Year |
4 people died, 3,500 people displaced |
Marsabit, Laisamis area |
Flash floods |
2006 |
12 deaths reported – 35 cases reported. |
Machakos, Makueni and Kitui |
Food poisoning (aflatoxin) |
|
3,000 people displaced |
Isiolo |
Flash floods |
|
4,000 people cut-off between Isiolo and Merti for 7 dayS |
Merti – Isiolo |
Storm |
2005 |
|
Widespread |
Drought |
|
About 3 million people rendered in need of relief aid for 8 months to March 2005* |
Widespread |
Drought |
2004 |
150,000 affected |
Nyanza, Busia, Tana River Basin |
Floods |
2002 |
source: Ali d. Mohammed, draft national policy for disaster management in Kenya,(Nairobi: ministry of state for special programs, February 2009). p. 13, 14.
وتحدث الفيضانات المفاجئة نتيجة العواصف التي تحمل موجات حرارية في نطاق مكاني صغير نسبيًّا (يتراوح قُطره بين 3 كم و30 كم)، في ظل ضعف شبكات قياس المطر التقليدية، التي تديرها إدارة الأرصاد الجوية في كينيا، وهي غير قادرة على أخذ عينات من العواصف في هذه المقاييس بشكل فعَّال، في ظل عدم فاعلية رادارات الطقس، وبالتالي لا يوجد نظام إنذار مبكّر للفيضانات في كينيا يعمل بشكل فعَّال، لكن مع ازدياد عدد مستخدمي الهواتف المحمولة على مدار الخمسة عشر عامًا الماضية، نَمَت البنية التحتية للشبكة الداعمة لنظام الإنذار المبكر(6).
حيث تم بناء شبكة سفاري كومSafaricom ، وهي أكبر مشغّل للهاتف المحمول في كينيا، تقوم الشبكة بتشغيل روابط الموجات الدقيقة MW لتقدير معدل هطول المطر، الذي يأتي نتاج موجات الحمل الحراري السريع للهواء، والتي يَصْعُب رصدها مِن قِبَل محطات الطقس الآلية التي تديرها دائرة الأرصاد الجوية الكينية (KMD)، وتقدم الشبكة (Safaricom) زيادة هائلة في سعة الرصد، كما أنها تتميز عن أنظمة الإنذار المبكر بالفيضانات التقليدية القائمة على الرادار بأنَّ لديها القدرة على التشغيل بتكلفة أقل بكثير، وفي فترة زمنية أقصر، وتزيد المشاركة النشطة لمشغل الهاتف المحمول، سواء في جمع بيانات الأرصاد الجوية، أو في نشر رسائل التحذير، مع التزام النظام واستدامته، ومعرفة عدد الأشخاص المعرَّضين للخطر داخل المنطقة، والمساعدة في تحسين جهود الإغاثة في حالات الطوارئ في المناطق التي اجتاحتها الفيضانات من خلال مشغّل الهاتف المحمول.
ويوضّح الشكل التالي (رقم 1( مواقع شبكة Safaricom في معظم المناطق الكينية؛ حيث يرمز (a) لمواقع شبكة Safaricom في كينيا (الأخضر المظلل). ويرمز (b) لمواقع محطات الأرصاد الجوية الآلية التابعة لإدارة الأرصاد الجوية الكينية (النقاط الحمراء).
الشكل رقم (1( مواقع شبكة Safaricom في المناطق الكينية
Source: Joost Hoedjes and others, A Conceptual Flash Flood Early Warning System for Africa, Based on Terrestrial Microwave Links and Flash Flood Guidance, International Journal of Geo-Information (Nairobi: International Livestock Research Institute, April 2014). P, 587.
في هذا الإطار سعت كينيا بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة، للشراكة في مشروع كليموارن، الذي اعتمد على أنظمة تكنولوجية حديثة بدلاً من طرق الأرصاد الجوية البدائية للتنبؤ بالفيضان وتنبيه المجتمعات المحلية بالمخاطر البيئية، لا سيما في المناطق الريفية؛ من خلال الرسائل القصيرة والبريد الإلكتروني أيضًا ممَّا ساعد على الحفاظ على الأراضي الزراعية(7).
كما اعتمدت الدولة أيضًا أبراج الأقمار الصناعية MSG التي تقيس نِسَب هطول الأمطار، وكذلك الأنظمة الهيدرولوجية لقياس حالة رطوبة التربة؛ حيث يتم استخدام نماذج هيدرولوجية عامة مثل نموذج (التخزين المشترك والتوزيع الزائد (CREST الذي تعتمده وكالة الفضاء الدولية “ناسا” لتقدير نِسَب الفيضانات التي تعتمد على حالة رطوبة التربة في مجمعات المياه، والذي يقدّم تنبؤات بالفيضانات النهرية في كينيا على المدى المتوسط (حتى 10 أيام مقدمًا)، وتم تطويره لقياس جريان الأمطار ورطوبة التربة، وتتميز هذه الأنظمة بسرعة فاعليتها عن نظام الإنذار المبكر التقليدي في معرفة مدى خطورة الفيضان المحتمل(8).
ويوضح الشكل رقم (2) شبكات الإنذار المبكر داخل كينيا، والتي تتمثل في رسم تخطيطي لتدفق المعلومات التي تشكّل نظام الإنذار المبكر بالفيضانات عبر تلك الأنظمة مثل شبكة سفاري كوم Safaricom، إدارة الأرصاد الجوية في كينيا KMD؛ ونموذج التخزين المشترك والتوزيع الزائد CREST؛ حيث تكتسب هذه الشبكات كفاءة عالية لقدرتها على الإنذار المبكر، كما تتميز إدارة الأرصاد الجوية الكينية أيضًا بزيادة كبيرة في قدراتها على الرصد .
الشكل رقم (2) شبكات الإنذار المبكّر داخل كينيا
Source: Joost Hoedjes and others, A Conceptual Flash Flood Early Warning System for Africa, Based on Terrestrial Microwave Links and Flash Flood Guidance, International Journal of Geo-Information (Nairobi: International Livestock Research Institute, April 2014). P, 593.
بالرغم من وجود أنظمة الإنذار المبكر ذات النماذج المتعددة؛ إلا أن الدولة مازالت تعاني من الآثار التدميرية للفيضانات أو الكوارث الأخرى، والتي تتطلب جهدًا موسعًا من أجل تطوير هذه الشبكات لتعزيز الوقاية من الفيضانات في ظل السعي الحثيث لتطوير البنية التحتية وبناء وإصلاح العيوب الفنية للسدود حتى لا تتفاقم الآثار التدميرية لهذه الكوارث.
لذلك لا بد من تطوير أنظمة الإنذار المبكر المتقدمة التي تتميز بقدرتها على الرصد والمتابعة والحدّ من الفيضانات المفاجئة عن الأنظمة التقليدية التي تعمل بالرادار، فتلك الأنظمة تقدّر بشكل دقيق معدل هطول الأمطار، وتسمح بنشر رسائل التنبيه بالفيضانات السريعة عن طريق الرسائل النصية القصيرة الخاصة بالبثّ الخلوي، وإمكانية تقريب عدد الاشخاص في المنطقة المعرَّضة للخطر، فعند ملاحظة تهديد فيضان مفاجئ، يتم توصيل هذه المعلومات إلى خدمات الإغاثة في حالات الطوارئ.
ومن ثَمَّ لا بد من وضع عدد من التشريعات والأُطُر القانونية والمؤسسية لإدارة الكوارث، بما في ذلك الترويج لثقافة الوعي بها، وبناء القدرة على الحدّ من المخاطر الناتجة عنها، وإنشاء صناديق محددة للحدّ من تبعاتها المدمّرة من خلال استراتيجيات الدعم المالي واللوجستي، والبرامج المتعددة الأخرى.
ثانيًا: تعزيز البنية التحتية والحماية من الفيضانات
سعت الحكومة الكينية في إطار الإصلاحات الاقتصادية والبيئية إلى إقامة المشاريع المهمة، التي تهدف إلى إصلاح البنية التحتية، لا سيما التي تمَّ تدميرها جرَّاء الفيضانات، والتعاقد مع العديد من الشركات لإعادة بناء السدود المدمَّرة، وإصلاح الخلل الفني بها؛ حيث قرَّرت الحكومة إنفاق 18.7 مليار شلن في إصلاحات الطرق منذ مايو 2018م، مع بدء الإصلاحات في المناطق التي هدأت فيها الأمطار، لا سيما في نيروبي والمناطق الحضرية؛ وذلك لتطوير البنية التحتية الأخرى التي دمَّرتها الأنهار، ناهيك عن خطة الدولة للارتقاء بمستوى الطرق الريفية إلى معايير جيدة، خاصة وأنها تحتاج إلى 40 مليار شلن كيني لتطويرها(9).
كما تشرع الدولة في تطوير البنية التحتية على نطاق واسع مثل تطوير شبكات الطرق، وتوصيل الكهرباء في العديد من المناطق الكينية لا سيما الريفية، لذلك قامت بتطوير العديد من المشروعات الكبرى، مثل مشروع تطوير ممر لابست LAPSSET، الذي تم وصفه بأنه أكبر مشروع للبنية التحتية في شرق إفريقيا، والذي يقطع الطرق السريعة والسكك الحديدية وخطوط أنابيب النفط وخطوط الطاقة عبر المناطق النائية في شمال كينيا، وإنتاج الطاقة الحرارية، مع تزايد الزراعة والصناعة على نطاق واسع؛ حيث يُعدّ هذا المشروع جزءًا من مبادرة الحزام والطريق الصينية، والذي يعمل على تطوير الصناعة والبنية التحتية، ونقلها إلى المناطق النائية، وربطها مع ممرات مماثلة في كينيا وجنوب السودان وإثيوبيا(10)؛ حيث توجد قناة بنية تحتية بعرض 500 متر بها شرائط بعرض 50 كيلومترًا على كلا الجانبين مخصَّصة للزراعة والتنمية الصناعية المكثَّفة، مع تشييد الطريق السريع(11).
وذلك بالرغم من تزايد الاعتراضات مِن قِبَل المنظمات الدولية للبيئة؛ لما تمثله تلك المشروعات من خطر على الحياة البرية لا سيما في بعض الأجزاء الأكثر تنوعًا بيولوجيًّا في البلاد، وكذلك المحميات الطبيعية والمتنزهات الوطنية؛ حيث تشرع الحكومة بتطوير البنية التحتية في المناطق المحمية، وتُظهر خرائط الطرق وخطوط الطاقة المقترحة أنها ستمر عبر العديد من المتنزهات أو المحميات الطبيعية، والتي تؤدي إلى قتل العديد من الحيوانات والطيور النادرة، التي تحافظ بشكل كبير على النظام الإيكولوجي والتنوع البيولوجي في تلك المناطق، وتمنع انتشار العديد من الأمراض بين الحيوانات البرية.
لذلك يرى القائمون على حماية الحياة البرية في المنطقة بأن مشاريع البنية التحتية التي تستهدف تلك المناطق لا يتم الإعلان عنها وتظل سرية حتى لا تَعرف بها تلك المنظمات المعنية بحقوق البيئة، لا سيما مشاريع البنية التحتية المموَّلة من الصين، والتي تُوصَف بأنها أكثر تعديًا على البيئة من تلك الممولة من الغرب (التي تنظر إلى المعايير البيئية)، في حين أن الحكومة ترى أن عدم الإعلان عن تلك المشاريع بهدف الاحتفاظ بالمواقع قيد التنفيذ لمنع المضاربات العقارية والفساد من إخراج المشاريع عن مسارها، وهو ما حدث مع مشروع طاقة الرياح في كينانجوب، الذي انهار بعد نزاعات عنيفة حول تعويض مُلاك الأراضي. ومِن ثَم فإنَّ تعزيز البنية التحتية يتطلب استراتيجية أكثر وضوحًا مِن قِبَل الحكومة تراعي البُعد البيئي للعديد من المناطق لا سيما المُموَّلة من الخارج حتى لا تؤثر على نمط الحياة الطبيعية وسُبُل المعيشة لدى السكان.
خلاصة القول: تحاول الدولة الكينية أن تتبنَّى استراتيجيات من شأنها تعزّز الأمن المائي للدولة، إلا أنَّ هناك تحديات تتمثل في السلبيات الناتجة عن مشروعات التنمية، التي تتمثل في تعرض النظام الإيكولوجي للخطر، وتهديد الحياة البرية في ظل مصالح بعض دول الخارج الأخرى لا سيما الصين، لذلك يجب على الدولة المواءمة بين ما تستفيد منه وبين الأقل خطرًا على وضعها الاقتصادي والاجتماعي بما يحول دون تعرُّض مقوماتها للتهديد الناتج عن تبنّيها للسياسات الأكثر خطورة.
أيضًا بالرغم من وجود شبكات متعددة للإنذار المبكر إلا أنها مازالت أمام تحدٍّ كبير أيضًا في تفعيلها بالشكل الذي يحول دون وقوع خسائر مادية وبشرية، لا سيما وأن هذه الخسائر في تزايد في موسم الفيضان؛ وهو ما يثير الشكوك حول سياسات الحكومة في تعزيز نشاط هذه الأجهزة، وتعزيز بنية تحتية تُجابه هذه الأخطار سواء في موسم الفيضان أو الجفاف.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع والهوامش
(1) The World Bank Inspection Panel, “Republic of Kenya: Water and Sanitation Service Improvement Project (P096367) and Water and Sanitation Service Improvement Project – Additional Financing (P126637) , The World bank (Nairobi: No. 113844-KE, March 29, 2017), p. 112- 120.
(2) Yolanda Cowan, Erin O’Brien and Noroarisoa Rakotomalala-Rakotondrandria , Community-based Early Warning Systems: : Key Practices for DRR Implementers (Roma: FAO , 2014). P, 4-6.
http://www.fao.org/3/a-i3774e.pdf
(3) Joost Hoedjes and others, A Conceptual Flash Flood Early Warning System for Africa, Based on Terrestrial Microwave Links and Flash Flood Guidance, International Journal of Geo-Information (Nairobi: International Livestock Research Institute, April 2014). P, 584- 594.
(4) Ali d. Mohammed, draft national policy for disaster management in Kenya (Nairobi: ministry of state for special programs, February 2009), p. 6-10.
(5) Bill and Samuel Okiror and agencies, Dozens killed and many more feared trapped after Kenya’s Patel dam bursts, The guardian, Thu 10 May 2018.
(6) Joost Hoedjes , Op.cit, p, 587, 588.
شبكة Safaricom تمتلك حصة سوقية تبلغ 64٪ في عام 2012م، وحوالي 3000 وصلة ميغاواط فردية موجودة في جميع أنحاء البلاد؛ حيث تقوم الشبكة بتشغيل روابط الموجات الدقيقة MW لتقدير معدل المطر بسرعة 7 و8 و15 و23 جيجا هرتز GHz، وذلك على مسافات متباعدة؛ حيث تعمل الوصلات 7 و8 GHz عادة على مسافات كبيرة (20-80 كم)؛ وتعمل الوصلات بسرعة GHz 15 على مسافات تتراوح بين 4 و20 km؛ في حين تعمل الوصلات بسرعة GHz 23 جيجا هرتز على مسافات تقل عن 3 كم. أنظر: المرجع السابق.
(7) الأمم المتحدة، قمة العمل المناخي 2019م.
https://www.un.org/ar/climatechange/early-warning-systems.shtml
(8) Joost Hoedjes , Op.cit, p, 593, 594.
(9) Ndung’u gachane, govt to spend sh18.7bn on road repairs, Daily Nation, transport cs macharia says, may 13 2018.
دفعت كينيا 40 مليار شلن؛ ذهبت 13.3 مليار شلن منها إلى هيئة الطرق الريفية الكينية، و3.4 مليار شلن لهيئة الطرق الحضرية الكينية، و2 مليار شلن للطريق الوطني الكيني. فضلاً عن توكيل مهندسين لتقييم جميع الطرق ورسم خارطة طريق حول كيفية إصلاحها.
LAPSSET(10) Chester House, Nairobi, N.D.
يتكون مشروع لابست الضخم من سبعة مشاريع أساسية للبنية التحتية تبدأ بميناء جديد مكون من 32 مرسى في لامو (كينيا)؛ الطرق السريعة الإقليمية من لامو إلى إيسولو، إيسولو إلى جوبا (جنوب السودان)، إيسولو إلى أديس أبابا (إثيوبيا)، لامو إلى غارسن (كينيا)، وخط أنابيب النفط الخام من لامو إلى إيسولو، إيسولو إلى جوبا؛ خط أنابيب النفط المنتج من لامو إلى ايسولو، إيسولو إلى أديس أبابا ؛ خطوط السكك الحديدية القياسية الإقليمية من لامو إلى إيسولو ، إيسولو إلى جوبا ، إلى أديس أبابا ، ونيروبي إلى إيسولو؛ و3 مطارات دولية: واحد في لامو، إيسولو، وبحيرة توركانا؛ 3 مدن ومنتجعات: واحدة في كل من لامو وإيزولو وبحيرة توركانا؛ سد جراند فولز متعدد الأغراض على طول نهر تانا. see: adam welz, Loc.cit.
(11) الشركات الصينية تساعد في تطوير البنية التحتية في كينيا، cctv، مارس 2017م.
http://cctv.cntv.cn/2017/03/06/VIDEkXcoW0imukqbfNsdRD3r170306.shtml