قال مسؤولون حكوميون وعسكريون صوماليون إن الجيش الصومالي والقوات الموالية لمنطقة جوبالاند الجنوبية شبه المستقلة اندلعت اشتباكات.
والصومال يعد اتحاد يضم خمس ولايات شبه مستقلة – بونتلاند وجوبالاند وجالمودوغ وهيرشابيل وجنوب غرب البلاد – وحكومة مركزية في العاصمة مقديشو.
وتصاعدت التوترات بين السلطة المركزية وجوبالاند، ومؤخرا مع إعادة انتخاب المنطقة لأمير الحرب السابق أحمد محمد إسلام، المعروف باسم “مادوبي”، والذي وصفته مقديشو بأنه “غير قانوني”.
وأعلن الجانبان النصر في الاشتباك الذي اندلع في وقت مبكر من يوم الأربعاء بالقرب من شبه جزيرة راس كامبوني الجنوبية، على بعد حوالي 290 كيلومترًا (180 ميلاً) من مدينة كيسمايو.
وقالت وزارة الدفاع في بيان لها إن “أعضاء من قوات جوبالاند، الذين يستغلهم أحمد مادوبي، هاجموا القاعدة العسكرية للجيش الوطني الصومالي وقوات جوبالاند في منطقة جوبا السفلى”. كما زعمت الوزارة أن مادوبي أبرم صفقة مع الشباب تسمح لقواته بالمرور عبر الأراضي التي تسيطر عليها. وحذرت الوزارة في بيانها من أن “هذه الأعمال الخيانية لن تمر دون عقاب”.
وقالت إدارة جوبالاند إنها تعرضت للهجوم، مدعية أن الجيش الصومالي “شن هجومًا على القاعدة العسكرية لقوات جوبالاند”. وقال نائب وزير الأمن المحلي أدان أحمد للصحفيين في كيسمايو: “لقد بدأوا هجومهم بضربة بطائرة بدون طيار واشتدت حدة القتال”. كما زعم أن عددا من الجنود استسلموا.
وأثار انتخاب مادوبي غضب مقديشو حيث كانت السلطات – التي تكافح عقودا من عدم الاستقرار – تأمل في مواءمة انتخابات جوبالاند مع خطط لإدخال انتخابات الاقتراع العام على مستوى البلاد العام المقبل.
وستثير التوترات في جوبالاند أيضا قلق كينيا وإثيوبيا المجاورتين، اللتين تنظران إلى جوبالاند كحاجز ضد مسلحي حركة الشباب الذين شنوا عدة هجمات دامية في بلديهما.
وفي إطار ردود الأفعال، التقى السفير البريطاني لدى الصومال، مايك نيثافرياناكيس، برئيس الوزراء الصومالي، حمزة عبدي بري، لمناقشة التوترات وجهود السلام اللازمة لحل الوضع. ودعا السفير نيثافرياناكيس إلى الحوار لإنهاء التوترات، وقال إن المملكة المتحدة ملتزمة بدعم تنمية الصومال.
من ناحية أخرى، لم يشر بيان صحفي صادر عن مكتب رئيس الوزراء الصومالي إلى أن الأزمة كانت إحدى القضايا التي تمت مناقشتها في لقائه مع سفير المملكة المتحدة.
وقال مكتب رئيس الوزراء إن اللقاء ركز على التعاون بين البلدين في المسائل الأمنية ومكافحة الإرهاب والسياسة وتنفيذ الانتخابات العامة.
وكان المجتمع الدولي قد أعرب بالفعل عن قلقه بشأن أزمة جوبالاند، ودعا إلى الحوار لإنهاء الوضع القائم في الولاية كما دعا (مدوبي) إلى العودة إلى اجتماعات المجلس الاستشاري الوطني لإيجاد حل للأزمة الحالية.