أعلن وزير الخارجية التشادي عبد الرحمن كلام الله أن بلاده ألغت اتفاقيات التعاون الأمني والدفاعي مع فرنسا، بعد ساعات قليلة على زيارة نظيره الفرنسي جان-نويل بارو لنجامينا.
وقال كلام الله، في بيان نشرته وزارته على صفحتها بموقع فيسبوك، إنّ “حكومة جمهورية تشاد تبلغ الرأي العام الوطني والدولي بقرارها إلغاء اتفاقية التعاون الدفاعي الموقّعة مع الجمهورية الفرنسية”. وأضاف البيان أن “الوقت قد حان لكي تفرض تشاد سيادتها بشكل كامل بعد أكثر من ستة عقود من الاستقلال”.
وتعتزم فرنسا مواصلة الحوار مع تشاد بشأن التعاون الدفاعي، بحسب بيان وزارة الخارجية الفرنسية. قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان إن فرنسا “أخذت علما بقرار اتشاد إلغاء اتفاقيات التعاون الدفاعي بين البلدين”، مضيفا أن بلاده تعتزم “مواصلة الحوار مع انجامينا من أجل وضع هذه التوجهات” موضع التنفيذ.
وأضاف لوموان، أن فرنسا “لم تتبلغ بعد رسميا بإلغاء الاتفاقيات” بينها واتشاد في مجال الدفاع والأمن، موضحا أن باريس “بدأت قبل نحو عامين دراسة وحوارا مع شركائها بشأن إعادة تشكيل مواردها العسكرية في إفريقيا”.
ويتمركز نحو ألف جندي فرنسي في تشاد التي يحكمها الجنرال محمد إدريس ديبي منذ عام 2021، وهي واحدة من حلفاء فرنسا القليلين في إفريقيا حاليا.
يشار أن الرئيس السنغالي باشيرو ديومايي فاي أعلن أيضا في هذا التوقيت أنّ وجود القواعد العسكرية الفرنسية في بلاده يتعارض مع السيادة الوطنية.
وتشبه هذه الخطوة، قرارا مماثلا اتخذته النيجر مارس الماضي، حين انسحبت من اتفاقية تعاون عسكري موقعة عام 2012 مع الولايات المتحدة، معتبرة أن واشنطن “فرضتها أحاديا”.
وفي سبتمبر الماضي، قال الجيش الأمريكي إنه أكمل انسحابه من النيجر التي توترت علاقاتها كثيرا مع واشنطن عقب الانقلاب العسكري في نيامي شهر يوليو سنة 2023. وعلقت الولايات المتحدة معظم تعاونها، بما في ذلك التعاون العسكري، مع النيجر بعد الانقلاب الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد بازوم.
وفي نهاية العام الماضي، قررت فرنسا إغلاق سفارتها في النيجر بسبب عدم قدرتها على “تأدية مهامها”. وبالتزامن مع ذلك، أعلن الجيش النيجري أن القوات الفرنسية أكلمت انسحابها من أراضيها بعد وجود عسكري امتد عشرة أعوام، حيث كانت نيامي أحد آخر حلفاء فرنسا، قبل الانقلاب العسكري أواخر يوليو 2023.
وتراجع نفوذ فرنسا بمستعمراتها السابقة في غرب إفريقيا بعد قيام أنظمة الحكم الجديدة في مالي وبوركينا فاسو والنيجر بطرد قواتها من أراضيها.