مريم عبد الحي علي فراج
باحثة متخصصة في الشأن الإفريقي
تقديم:
تُعدّ القوة مفهومًا مركزيًّا في العلاقات الدولية؛ حيث تتمثل أهميتها في القدرة على التأثير والسيطرة. وعلى مر الزمن، تطورت أساليب القوة؛ إذ كان يُنظَر إلى القوة التقليدية على أنها القوة الصلبة التي تعتمد على الإخضاع والتهديد باستخدام القوة المسلحة. ومع ذلك، أصبح من الواضح أن هناك أساليب أخرى أكثر فعالية في العصر الحديث، تتضمَّن القوة الناعمة، التي تُركّز على الإقناع وكسب الثقة دون اللجوء للعنف.
وتُعتبر إفريقيا جنوب الصحراء واحدةً من أكثر المناطق تنوعًا في العالم؛ حيث تجمع بين الاستقرار والاضطراب، وبين التعاون والصراع. هذه المنطقة، رغم ثرائها الثقافي والإمكانيات الكبيرة، تُواجه تحديات في تحقيق تأثير فعّال على الساحة الدولية. لذا، يُمثل مؤشر القوة الناعمة أداةً مهمةً لفهم كيفية نظرة الدول الإفريقية للقوة الناعمة، وكيفية استغلالها لتحقيق مصالحها.
ويهدف هذا المقال إلى تحليل موقع إفريقيا جنوب الصحراء في مؤشر القوة الناعمة لعام 2024م، من خلال تقسيم هذا المضمون لمحورين، سيتم تناولهما على النحو التالي:
أولًا: مؤشر القوة الناعمة العالمي: “دراسة في المفهوم، المنهجية، والمصادر”:
يُعدّ المؤشر العالمي للقوة الناعمة من أبرز الأدوات الدولية التي تقيس تأثير القوى غير العسكرية في العلاقات الدولية. يصدر هذا المؤشر عن مؤسسة “براند فاينانس” العالمية، التي تُعدّ رائدةً في مجالات التقييمات التجارية، والاستشارات الإستراتيجية، والمحاسبة القانونية، وتخضع لإشراف معهد المحاسبين القانونيين في إنجلترا وويلز. تأسست المؤسسة عام 1996م، وتصدر ما يقارب 100 تقرير سنويًّا، يتضمن مؤشر القوة الناعمة، مع فحصها لأكثر من 5000 علامة تجارية سنويًّا.
حينما بادرت “براند فاينانس” بإصدار هذا المؤشر، كانت تهدف إلى الوصول لمفهوم شامل للقوة الناعمة، وتحديد مقوماتها وقدرتها على التأثير في الساحة الدولية. واعتمدت المؤسسة على مشاورات مع نخبة من الخبراء واستطلاعات لقياس مؤشرات القوة الناعمة بين الدول، إضافةً إلى إجراء ما يزيد عن 50 مقابلة مع خبراء وأكاديميين، ومحللين في مراكز الأبحاث، وصحفيين، ودبلوماسيين، ومديري علامات تجارية، ومستشارين، وقادة أعمال، وفنانين ورياضيين، بهدف تحديد كيفية رؤية أصحاب المصلحة للقوة الناعمة.
ومن خلال دراستها لعدد من المفاهيم، بدءًا من تعريف جوزيف ناي للقوة الناعمة كقدرة على التأثير في الآخرين دون اللجوء للإكراه، وحتى مفاهيم أخرى تعتبرها القدرة على تحفيز الآخرين لتحقيق نفس الأهداف؛ صاغت “براند فاينانس” مفهومها الخاص للقوة الناعمة بوصفها قدرة الدولة على التأثير في تفضيلات وسلوكيات الفاعلين الدوليين، سواء كانوا دولًا، أو شركات، أو منظمات دولية، وذلك دون استخدام وسائل الإكراه.
وتطرق المؤشر بعد تعريفه لمفهوم القوة الناعمة، بتحديد ثمانية عناصر رئيسية تمثل ركائز هذه القوة؛ وهي: قطاع الأعمال، والقِيَم والمبادئ، والتعليم والعلوم، والإعلام والاتصال، والحُكم، والعلاقات الدولية، والثقافة والتراث. تستند هذه العناصر إلى تقييم شامل لأداء الدول في مجال القوة الناعمة، ومدى إسهامها في تحقيق مصالحها، مما يوضح منهجية المؤشر وأُسس تقييمه الشامل للدول.
يعتمد مؤشر القوة الناعمة على برامج بحثية واسعة ومتخصصة في دراسة هذه القوة، ويستند إلى ما يقارب 110,000 دراسة استقصائية في أكثر من 100 دولة، إلى جانب استطلاعين للرأي لتحديد معايير القوة الناعمة. الأول يُوجّه لعامة الجمهور من مواطني أكثر من 100 دولة، بهدف رصد تصوراتهم حول القوة الناعمة، والثاني يُخصَّص للخبراء مثل صناع القرار، الباحثين، الأكاديميين، والمحللين، وأعضاء المنظمات ذات الصلة.
وتشمل عملية التقييم عدة معايير ومقاييس تهدف إلى قياس تأثير القوة الناعمة مقارنة بالقوة الصلبة، منها تصورات العلامة التجارية للدولة وما يرتبط بها من عناصر فرعية، ومدى معرفة الأفراد بها، وسمعة الدولة وتأثيرها على الصعيد الدولي، إضافةً للعناصر الثمانية الأخرى، وسيتم تناولها كالآتي:
قوة المعرفة: تُقاس هذه القوة بمدى عمق المعرفة وتأثيرها على الآخرين في المجتمع الدولي.
قوة التأثير: تُعنَى بتقييم مستوى تأثير الدولة على الساحة الدولية وحجم الفائدة المحققة من هذا التأثير.
سمعة الدولة: تشمل مكانة الدولة وسمعتها بين نظيراتها في المجتمع الدولي.
الأعمال التجارية: يتم رصد قدرة الدولة على جذب الأعمال التجارية، واستقرار الاقتصاد، وفرص النمو المستقبلي.
الحوكمة: تُقيَّم هنا كفاءة القادة، واستقرار النظام وعدالته، وتوفر معايير أخلاقية، وانخفاض معدلات الفساد، وتوافر الأمن واحترام القانون وحقوق الإنسان.
العلاقات الدولية: تُقيِّم مدى تأثير الدولة في الدوائر الدبلوماسية، وقدرتها على مساعدة الدول الأخرى، وودية علاقاتها الخارجية.
الثقافة والتراث: تُقاس من خلال تأثير الدولة في الفنون والترفيه، والتقاليد والعادات، والترويج للمواقع السياحية، بالإضافة لمدى غنى التراث وجودة نمط الحياة، إلى جانب الريادة الرياضية.
الإعلام والاتصال: يشمل تقييم وسائل الإعلام المؤثرة، التواصل الفعّال، ومدى تحقيق الثقة.
التعليم والعلم: تشمل قوة النظام التعليمي، الريادة في العلوم والتكنولوجيا، والابتكار، والاستثمار في استكشاف الفضاء.
الناس والقيم: تشمل التقييمات مدى انتشار صفات الكرم، روح الدعابة، الود، التسامح، والثقة.
المستقبل المستدام: يقيس هذا العنصر جهود الدولة في حماية البيئة، المدن المستدامة، النقل، الاستثمار في الطاقة النظيفة، ودعم الجهود العالمية لمواجهة تغير المناخ.
تُقاس هذه العناصر من خلال اعتماد وسائل ميدانية وإلكترونية، تشمل الاستبيانات واستطلاعات الرأي؛ حيث يقوم المؤشر باستطلاع آراء أكثر من 110 آلاف شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و75 عامًا عبر الإنترنت، ويُكمل ذلك بعمل ميداني يشمل فئتين: الجمهور العام والمختصين. بعدها، تُحسب التقييمات العالمية والإقليمية لكل دولة استنادًا إلى نتائج الاستطلاعات، التي تشمل العينات الإلكترونية والميدانية، للوصول إلى التقييم النهائي الخاص بكل دولة.
مصادر مؤشر القوة الناعمة العالمي:
تعمل مؤسسة “براند فايننس” بالتعاون مع مجموعة من الشركاء والمصادر البارزة في استخراج مؤشر القوة الناعمة وتقييماته، ومن أبرزها:
- BBC Studios, Bolt Insight, Brand Dialogue Ltd.
- Brand South Africa, City Nation Place, and Corrs Chambers West Garth.
- Dover’s Flowers, Fair light Studios, Foreign Press Association.
- The Harry Walker Agency, Indian Hotels Company Limited.
- Italian Trade Agency, International Advertising Association, London Speaker Bureau.
- Middlesex University London, Queen Elizabeth II Centre, Savanta, the Place Brand Observer.
- The Print Centre, Three Blind Mice Studio, Ukrainian Institute, Wave cast.
- XL Displays
تعمل هذه المؤسسات كشركاء رئيسيين في توفير الدعم والبيانات اللازمة للحصول على نتائج دقيقة وشاملة لمؤشر القوة الناعمة العالمي.
ثانيًا: قراءة لموقع دول إفريقيا جنوب الصحراء في المؤشر العالمي للقوة الناعمة 2024م:
الجدول (1)
موقع دول إفريقيا جنوب الصحراء في مؤشر القوة الناعمة 2024م
الجدول من تصميم الباحثة وفقًا للبيانات المدرجة في مؤشر القوة الناعمة 2024م
من خلال الجدول السابق، يتضح أن المؤشر العالمي للقوة الناعمة لعام 2024م يشمل مجموعة متنوعة من الدول الإفريقية، حيث تظهر جنوب إفريقيا في المقدمة بترتيب 43 عالميًّا وقيمة 43.7، محققةً زيادة طفيفة قدرها 1.2 نقطة مقارنة بعام 2023م. ورغم تراجع ترتيبها عن العام الماضي بثلاث مراتب، إلا أن هذا التقييم يعكس تحسنًا في الأداء العام.
في المقابل، شهدت موريشيوس تراجعًا كبيرًا؛ حيث انخفضت مرتبتها من 67 إلى 97، مع تراجع في القيمة بمقدار 3.7 نقطة، مما يشير إلى تحديات ملحوظة تواجهها في تحسين قوتها الناعمة. كما كانت سيشل من بين الدول التي تراجعت بشدة، إذ هبطت من المرتبة 74 إلى 144، بفارق كبير قدره 7.4 نقاط، مما يعكس ضعفًا في العوامل المؤثرة على القوة الناعمة.
و تُظهر بعض الدول الأخرى تحسنًا، مثل ساحل العاج التي تراجعت قليلاً، ولكن تقييمها ارتفع بمقدار 2.7 نقطة، مما يدل على جهود مستمرة لتعزيز قوتها الناعمة. أما غانا، فقد حققت استقرارًا نسبيًّا؛ حيث حافظت على ترتيبها في المرتبة 85 مع تراجع طفيف في القيمة بمقدار 0.4 نقطة.
على الجانب الآخر، فإن نيجيريا حققت تحسنًا طفيفًا في تقييمها رغم تراجع مرتبتها، مما يدل على تحسن في بعض جوانب قوتها الناعمة. بينما شهدت دول مثل بوتسوانا وزامبيا وموزمبيق تراجعات ملحوظة في التقييمات، مما يشير إلى وجود تحديات في استعادة وتحسين قوتها الناعمة.
الجدول (2)
دول إفريقيا جنوب الصحراء المتقدمة في مؤشر القوة الناعمة 2024م
الجدول من تصميم الباحثة وفقًا للبيانات المدرجة في مؤشر القوة الناعمة 2024م
الجدول (3)
دول إفريقيا جنوب الصحراء المتأخرة في مؤشر القوة الناعمة 2024م
الجدول من تصميم الباحثة وفقًا للبيانات المدرجة في مؤشر القوة الناعمة 2024م
الجدول (4)
موقع إفريقيا جنوب الصحراء في المؤشرات الفرعية للقوة الناعمة (أ) 2024م
الجدول من تصميم الباحثة وفقًا للبيانات المدرجة في مؤشر القوة الناعمة 2024م
يتناول الجدول (4) تقييمًا لدول إفريقيا جنوب الصحراء في المؤشرات الفرعية للقوة الناعمة، والتي يمكن تقسيمها إلى مجموعة الدول المتقدمة في الترتيب، ومجموعة الدول المتأخرة، ومجموعة الدول المتوسطة للجدول، ويمكن قراءتها على النحو الآتي:
أولًا: مجموعة الدول المتقدمة:
تتقدم جنوب إفريقيا في جميع المؤشرات الفرعية؛ حيث تحقق أعلى تقييمات بمعدل إجمالي 6.6. وتتميز بقوة معرفة واضحة (6.6) وقوة سمعة جيدة (6.1)، مما يؤكد على دورها كمركز ثقافي وتعليمي في القارة. ومع ذلك، تعاني من انخفاض في قوة التأثير (4.5) وقوة تجارة الأعمال (3.8)، مما قد يشير إلى حاجة لتحسين الإستراتيجيات الاقتصادية والدبلوماسية لتعزيز موقعها الدولي
ثانيًا: مجموعة الدول المتأخرة:
تتضمن تلك المجموعة كلاً موريشيوس وسيشل؛ حيث تشير البيانات إلى تباين كبير في الأداء. على الرغم من أن موريشيوس تتمتع بقوة سمعة (5.5)، إلا أن تقييماتها في المؤشرات الأخرى منخفضة، مما يدل على تحديات في بناء المعرفة وتأثيرها. سيشل كذلك تُظهر أداءً ضعيفًا، خاصة في قوة المعرفة (2.4) وقوة العلاقات الدولية (2.5)، مما قد يعكس ضعف البنية التحتية التعليمية والدبلوماسية.
ثالثًا: مجموعة الدول المتوسطة:
وتشمل كافة الدول الإفريقية الواقعة في متوسط الجدول ضمن مؤشر القوة الناعمة، وفي هذا الإطار يمكن ملاحظة الآتي: بأن غانا وكينيا تسجلان تقييمات جيدة في معظم المؤشرات؛ حيث حققت غانا 4.4 في قوة المعرفة و5.4 في قوة السمعة. كينيا أيضًا حققت تقييم 4.8 في قوة المعرفة و5.4 في قوة السمعة، مما يشير إلى إمكانيات قوية في سياق التنمية المستدامة.
وعلى الجانب الآخر تسجل رواندا أداءً جيدًا مع قوة معرفة 3.3 وسمعة 5.0. حيث إن استقرارها السياسي وتوجهاتها نحو التنمية يعززان من موقفها الإقليمي.
الجدول (5)
موقع إفريقيا جنوب الصحراء في المؤشرات الفرعية للقوة الناعمة (ب) 2024م
الجدول من تصميم الباحثة وفقًا للبيانات المدرجة في مؤشر القوة الناعمة 2024م
من خلال الجدول السابق؛ يتضمن تقييم الدول من حيث أداؤها في ملف التراث والثقافة، إضافةً إلى قوة الإعلام والاتصالات، وملف التعليم والعلم، وملف القِيَم وأخيرًا ملف المستقبل المستدام، لذا يمكن تقسيم دول المنطقة إلى ثلاث مجموعات يمكن تناولها على النحو الآتي:
أولًا: مجموعة الدول المتقدمة:
تتقدم جنوب إفريقيا بقوة في ملف التراث والثقافة؛ حيث حصلت على تقييم (3.8)؛ مما يعكس الترويج الفعَّال لثقافتها وتراثها. ومع ذلك، تعاني من تراجع في ملف الناس والقيم (تقييم 3.4)؛ حيث يظهر انتشار التمييز العنصري في بعض الأحيان. موريشيوس أيضًا تحتل موقعًا متقدمًا؛ خاصةً في ملف القِيَم والناس، بتقييم (3.8) نتيجة لارتفاع معدلات الترابط الاجتماعي، على الرغم من ضعف أدائها في التراث والثقافة (تقييم 3.4).
سيشل حققت توازنًا جيدًا في ملف القِيَم (تقييم 3.6)، ولكنها تعاني من ضعف في الإعلام والاتصالات (تقييم 2.4). رواندا، رغم تحقيقها لتقييم جيد في ملف المستقبل المستدام، إلا أنها تعاني من ضعف في معظم الملفات الأخرى، مما يشير إلى تحديات متعلقة بالقيم والتراث.
ثانيًا: مجموعة الدول المتأخرة:
وتتضمن كلاً زيمبابوي وأنغولا وزامبيا؛ حيث يظهر تراجع عام في الأداء في معظم الملفات. زيمبابوي حصلت على تقييم (2.6) في جميع الملفات، مما يعكس التحديات الاقتصادية والاجتماعية. أنغولا وزامبيا حققتا تقييمات متقاربة في ملف القيم (تقييم 3.4 و3.5) ولكن تراجعًا في التعليم والعلم.
ثالثًا: مجموعة الدول المتوسطة:
تظهر دول مثل غانا وساحل العاج أداءً متوسطًا؛ حيث حصلت غانا على تقييم (3.5) في ملف القيم والناس. بينما ساحل العاج حصلت على تقييم (3.5) في نفس الملف، مما يعكس توافر قِيَم التسامح والإخاء. نيجيريا تُظهر تراجعًا في التعليم والعلم (تقييم 2.2) ومؤشرات أخرى، مما يعيق تقدّمها في القوة الناعمة. كينيا تعاني من ضعف في الإعلام والاتصالات (تقييم 2.7) رغم قوتها الثقافية.
تقييم المؤشر:
يمتاز مؤشر القوة الناعمة بتركيزه على معايير تعكس جوانب القوة الناعمة للدول كبديل للقوة الصلبة، ويقيسها عبر مؤشرات فرعية تشمل المجالات السياسية، والاقتصادية، والثقافية، مما يمنح الدول فرصة لتعزيز نفوذها من خلال العلاقات الدولية، والتبادل الثقافي، والاستدامة البيئية. كما يتيح المؤشر للدول فرصة تحديد نقاط الضعف والقوة في المجالات مثل الإعلام والتعليم، بما يساعد في تحسين الأداء العام.
ورغم أهميته، إلا أن المؤشر يعتمد بشكل رئيسي على الاستطلاعات العامة، مما قد يَحُدّ من دقة التقييمات؛ نظرًا لقلة المعلومات الرسمية. وكذلك، يتجاهل المؤشر العديد من دول إفريقيا جنوب الصحراء، مما يَحُدّ من شمولية النتائج.
وتبرز فائدة المؤشر في توفير مرجع للدول الإفريقية لدراسة تحدياتها وتحديد سبل الإصلاح، مستفيدة من تجارب ناجحة، مثل دبلوماسية جنوب إفريقيا وملف الاستدامة في موريشيوس، كأمثلة للإصلاح والاستفادة في ملفات القوة الناعمة.
وختامًا، تُشير النتائج العامة لمؤشر القوة الناعمة 2024م إلى أن دول إفريقيا جنوب الصحراء تُواجه تحديات معقَّدة تعوق قدرتها على تحقيق التقدم المطلوب في هذا المجال. ولذا فإن تحسين موقع هذه الدول في المؤشر يتطلب إستراتيجيات شاملة تهدف إلى تعزيز التفاعل الإيجابي بين الحكومات والمواطنين، وتحسين مستوى الثقة في المؤسسات. كما أن الاستثمار في التعليم والثقافة وتطوير وسائل الإعلام يُعدّ أمرًا أساسيًّا لبناء صورة قوية ومؤثرة على الساحة الدولية.
ويبقى الأمل معقودًا على تضافر جهود جميع الأطراف المعنية لدعم التحولات الإيجابية التي من شأنها تعزيز القوة الناعمة في المنطقة، وتحقيق مستقبل مستدام.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] Global soft power index, the world’s most comprehensive research study on perceptions of nation brands, brand finance, 2024. https://static.brandirectory.com/reports/brand-finance-soft-power-index-2024-digital.pdf