سبق ونشرت قراءات إفريقية مقالات وتقاريرا عديدة حول خطورة تغير المناخ وظواهره, كالنينو والجفاف والفيضات في إفريقيا جنوب الصحراء. غير أن هناك دراسة جديدة تحذر من خطورته وتعطي بعض الاقتراحات للحد من ظواهره, وذلك لأن بإمكان تغير المناخ محو حوالي 60 في المائة من إنتاج الفاصولياء وأصنافها في جنوب صحراء القارة، إضافة إلى تهديده لمحاصيل أخرى كالموز والذرة.
وبحسب ورقة نشرت هذا الأسبوع في مجلة “نيتشر”, فإن تغير المناخ تحث صناع القرار إلى تكثيف جهودهم للتكيف مع الزراعة المحلية والحد من آثار ارتفاع درجات الحرارة وهطول الأمطار على الإنتاجات الغذائية. ووجدت الورقة أن أجزاء مختلفة من جنوب الصحراء الكبرى من الممكن أن تصبح غير مناسبة لبعض المحاصيل الأساسية بحلول عام 2100.
وكما يقول الكاتب المشارك للورقة “جوليان راميريز – فيليغاس”، وهو باحث تغير المناخ في إحدى المجموعات الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية: ” الفاصولياء مصدر مهم جدا للبروتين في شرق أفريقيا و حساسة جدا لارتفاع درجات الحرارة “، مضيفا إلى أن التغييرات في الزراعة عادة ما تستغرق وقتا ولذلك يجب على السياسيين بدء اتخاذ قرارات هذه التغييرات وتنفيذها في أقرب وقت ممكن.
أشارت الدراسة إلى أن أكثر من نصف مناطق زراعة الفاصولياء وحوالي 30 في المائة من مناطق زراعة الذرة والموز قد تصبح غير صالحة لهذه المحاصيل قرب نهاية القرن.
كما أن “راميريز – فيليغاس” يرى أن على المزارعين المحليين أن يهتموا بزراعة أنواع جديدة من الفاصولياء القابلة للازدهار في الطقس الجاف، إلا أن العقبات التي قد تواجههم هي التكيف وارتفاع أسعار بعض البذور ومحدودية توافرها.
ووجدت الدراسة أن من المرجح للذين يزرعون الدخن والذرة والمنيهوت والفول السوداني والبطاطا، أن يكونوا قادرين على مواصلة القيام بذلك هذا القرن، لأن هذه المحاصيل هي أكثر تقبلا لتغير المناخ.
ولكن بعض المناطق، مثل جنوب منطقة الساحل ستصبح أكثر خطورة لأنواع كثيرة من المحاصيل، مما يجعل الباحثين يقترحون للمزارعين هناك التحول إلى الإنتاج الحيواني.
“هذا النوع من التحول والإسقاط مهم جدا وذلك ليسمح للمزارعين إجراء تغييرات في وقت مبكر، وخاصة في المناطق التي يصعب فيها الحصول على التكنولوجيا وبناء القدرات”, بما في ذلك بعض المناطق في البرازيل، حسب قول “جيامباولو كيروش بيليغرينو”، وهو باحث في إحدى وحدات البحوث داخل هيئة البحوث الزراعية البرازيلية. وتابع قائلا: “على سبيل المثال، إن تطوير المحاصيل وتكييفها لارتفاع درجات الحرارة والجفاف تحتاج في المتوسط إلى عشر سنوات.”
تقول “كاميلا تولمين” ، الخبيرة الاقتصادي الذي يقوم بأبحاث تغير المناخ في المعهد الدولي للبيئة والتنمية، يتعين على الحكومات أن تأخذ زمام المبادرة في توجيه جهود التكيف بحيث تأخذ بعين الاعتبار الظروف المحلية.
” العلماء بحاجة إلى التحاور مع صغار المزارعين”, حسب عبارتها. “في كثير من البلدان الأفريقية، يمكنك الحصول على تحسن كبير في أداء المحاصيل و الإنتاجية بطرق بسيطة لإدارة التربة والمياه والتسميد.”