أكد مدير مكتب المنظمة الدولية للهجرة في نيويورك أن المجتمع الدولي لا ينبغي أن يسمح للصحراء الكبرى والبحر الأبيض المتوسط ”بأن يستمرا في التحول إلى مقابر جماعية للمهاجرين” ودعا إلى بذل جهود عاجلة ومشتركة لضمان حلول دائمة “للنازحين قسرا” من المهاجرين واللاجئين.
وفي كلمته أمام مجلس الأمن ، قال بار ليلجرت، إنه على الرغم من المخاطر الهائلة، سيستمر المهاجرون واللاجئون “في البحث عن مستقبل في أوروبا”
وقال إنه على الرغم من الانخفاض الكبير في أعداد الوافدين من تونس وليبيا على طريق وسط البحر الأبيض المتوسط، فإن المهاجرين يسلكون طرقا أكثر خطورة للوصول إلى أوروبا، كما يتضح من الزيادة الحادة في أعداد الوافدين على طريق الأطلسي.
وأشار ليلجرت إلى أن أكثر من نصف المهاجرين الذين قابلتهم المنظمة في أوروبا تعرضوا لنوع واحد على الأقل من الإساءة والعنف والاستغلال. وأضاف أن هناك أعدادا أكبر بكثير من النساء والأطفال القادمين من السودان إلى ليبيا، وهو ما يدفع “إلى ظهور أشكال جديدة من الاتجار على طول الطريق، وليس أقلها الاستغلال الجنسي وعمالة الأطفال”.
وبحسب مشروع المهاجرين المفقودين التابع للمنظمة الدولية للهجرة، فقد تم توثيق ما لا يقل عن 1450 حالة وفاة في البحر الأبيض المتوسط، من بينها 1121 حالة وفاة على طريق وسط البحر الأبيض المتوسط.
وأوضح مدير مكتب المنظمة في نيويورك أنه في حين يمثل هذا انخفاضا عن عدد القتلى على الطريق خلال نفس الفترة من العام الماضي، فإن “معدل الوفيات مقارنة بإجمالي محاولات العبور أعلى في الواقع”.
كما أشار إلى أنه في حين يصعب جمع البيانات بشأن الوفيات والاختفاءات على الأرض، فقد لقي ما لا يقل عن 152 شخصا حتفهم أثناء محاولتهم عبور الصحراء الكبرى للوصول إلى ليبيا، ويرجع ذلك أساسا إلى حوادث المركبات والجفاف والظروف البيئية القاسية والعنف.
وحث ليلجرت المجتمع الدولي على التركيز على إنقاذ الأرواح، بما في ذلك من خلال ضمان تفعيل عمليات البحث والإنقاذ على الفور في جميع حالات الكرب، سواء على البر أو في البحر.
وأضاف أن ليبيا لا تعتبر مكانا آمنا لأغراض النزول، حيث يواجه المهاجرون واللاجئون “انتهاكات مختلفة لحقوق الإنسان، بما في ذلك الاحتجاز والتعذيب والاتجار، وهم معرضون لخطر إعادة تهريبهم”.
كما دعا إلى اتباع نهج شامل لمعالجة الأسباب الجذرية للهجرة واللجوء وتعزيز التعاون والحلول الإقليمية. وقال: “يجب أن نتجاوز التدابير التفاعلية ونطور نهجا استراتيجيا شاملا على الطريق يعالج العوامل السلبية للهجرة غير النظامية”.
كما شجع ليلجرت البلدان بقوة على توسيع المسارات الإنسانية لأولئك الذين ما زالوا بحاجة إلى ملجأ آمن، مما سينقذ الأرواح ويوفر عمليات هجرة منظمة تقلل من المخاطر المرتبطة بالهجرة غير النظامية.