قال وزير الدفاع الصومالي عبد القادر محمد نور، الاثنين، خلال استقبال شحنة أسلحة ومعدات عسكرية من مصر بميناء مقديشو، إن “الصومال تجاوز المرحلة التي كانت تُفرض عليه الأوامر، وينتظر تأكيدات الآخرين بشأن من يتعامل معه”.
وأضاف عبر منصة “إكس”: “نحن نعرف مصالحنا، وسنختار بين حلفائنا وأعدائنا.. شكراً مصر”، وذيّل تدوينته بكلمة: “السيادة”. وقالت مصادر في القاهرة إن سفينة المساعدات العسكرية خرجت إلى الصومال، وسط حراسة من القوات البحرية المصرية، ووصلت إلى ميناء مقديشو حاملة معدات، وعتاد عسكري متنوع. وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي، الاثنين، من الصومال، صوراً لسفينة شحن مصرية تحمل معدات، وعربات عسكرية حاملة ذخيرة وأسلحة.
وتأتي التطورات بعد اتهام وزير الخارجية الصومالي، أحمد معلم فقي، الجمعة، إثيوبيا بالتعنت، وقال إن أديس أبابا تطالب بوجود مستدام، ومستمر في المياه الصومالية، وترفض التحكيم وفق قانون البحار التابع للأمم المتحدة. وأضاف فقي، أن الدفاع عن بلاده في حالة اندلاع حرب “مسؤولية الصوماليين”، ولكن مقديشو “ستتحالف مع من يساعدها في الدفاع عن سيادتنا”.
وأكد الوزير، في بيان، أنه إذا فشلت الجولة المقبلة من المفاوضات مع إثيوبيا في أنقرة، فإن الصومال “ستتخذ قراراً بعدم إضاعة مزيد من الوقت في مسار تفاوضي عقيم”، وأشار إلى أن تركيا “تأمل في تحقيق اختراق في الجولة المقبلة من المحادثات، لكن حتى الآن لا ندرك إمكانية حدوث ذلك”.
وأشار الوزير إلى أن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد “طلب عقد محادثات مباشرة مع الرئيس الصومالي خلال قمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي، لكن الأخير رفض ذلك”. وكشف عن أن إثيوبيا “طلبت وساطات من دول أخرى، رغم استمرار مسار أنقرة، وهو ما يعكس غياب رؤية واضحة لدى إثيوبيا بشأن هذا الملف”.
وتتوسط تركيا في المحادثات بين الجانبين اللذين توترت علاقاتهما في يناير، بعدما وقعت إثيوبيا مذكرة تفاهم مع إقليم أرض الصومال، وقالت إثيوبيا إنها ستبحث الاعتراف باستقلال أرض الصومال، مقابل السماح لها بالوصول إلى البحر الأحمر.
ويسعى الإقليم جاهداً للحصول على اعتراف دولي باستقلاله، رغم تمتعه بحكم ذاتي وسلام واستقرار نسبيين منذ إعلانه الاستقلال في عام 1991.
كانت وفود عسكرية مصرية وصلت إلى مقديشو، في أواخر أغسطس الماضي، تمهيداً لمشاركة مصر في قوات حفظ سلام تابعة للاتحاد الإفريقي في الصومال AUSSOM، فيما أصدرت وزارة الخارجية الإثيوبية بياناً اتهمت فيه مقديشو بأنها “تتواطأ مع جهات خارجية تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة”، دون أن تشير إلى مصر.
وقال السفير الصومالي علي عبدي أواري، إن قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي AUSSOM، من المقرر أن تحل محل بعثة الاتحاد الإفريقي الانتقالية الحالية في الصومال ATMIS بحلول يناير 2025.
ونقلت وكالة أنباء “رويترز” عن 3 مصادر دبلوماسية وحكومية صومالية، أن مصر سلَّمت مساعدات عسكرية للصومال، هي الأولى منذ أكثر من 4 عقود، في خطوة من المرجح أن تؤدي إلى تعميق التوتر بين البلدين من جانب وإثيوبيا من الجانب الآخر.
وقتها، أوضح دبلوماسيان ومسؤول صومالي كبير لـ”رويترز”، شريطة عدم كشف هوياتهم، أن “طائرتين عسكريتين مصريتين وصلتا إلى مطار مقديشو محملتين بأسلحة وذخيرة”. وأظهر مقطع فيديو جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، الطائرتين على مدرج المطار.
وفي شأن متصل، عقد قائد الجيش الصومالي، اللواء إبراهيم شيخ محيي الدين، اجتماعا مع مسؤولين عسكريين أميركيين. وناقش محيي الدين مع الضباط الأميركيين تعزيز التعاون العسكري في العمليات الجارية ضد الجماعات المسلحة. وأكد الجانبان أهمية التعاون المشترك في مكافحة الإرهاب وضمان أمن المنطقة، مع التزامهما بالعمل سويا للقضاء على العناصر المسلحة التي تهدد الاستقرار.