تمهيد:
تتسم منطقة إفريقيا جنوب الصحراء بتعدُّد الأعراق والثقافات، وتتأثر بالمعتقدات والتقاليد الدينية المختلفة التي تُشكِّل أهميةً بالغةً في حياة سكانها. ووفقًا لمركز بيو للأبحاث، فإن إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى هي واحدة من أكثر المناطق تدينًا([1]).
ولو ركَّزنا في هذا البحث على الديانات الصغيرة؛ كالديانات التقليدية والبوذية والهندوسية، وكذلك الديانة اليهودية، فسنجد أنه ينتسب إلى الديانات التقليدية 3% من سكان المنطقة، بينما تُشكّل كلّ من البوذية والهندوسية 1% لكل منهما، وبالمثل تُشكِّل اليهودية 1%، بحسب إحصاءات عام 2020م، في حين يُشكِّل غير المنتسبين إلى أيّ ديانة 3% من عدد السكان([2]).
تلعب هذه المعتقدات دورًا حاسمًا في الحياة والممارسات اليومية، والقرارات الاقتصادية، والاجتماعية. كما يلعب الزعماء الدينيون المنتمون إلى تلك المعتقدات دورًا كبيرًا في هذه القرارات، وتمارس المنظمات الدينية غير الحكومية لهذه المعتقدات أدوارًا مختلفة؛ تنموية واجتماعية وروحية.
وقد ازداد إنشاء تلك المنظمات، وبرزت أدوارها في السنوات الأخيرة، بل ورآها البعض بأنها -على الرغم من قلة عددها في إفريقيا جنوب الصحراء-، تحاول أن تلعب دورًا مماثلًا للمنظمات الدينية المسيحية والإسلامية غير الحكومية؛ وإن اختلفت تلك الأدوار. بل وقد تمثل أذرعًا رقيقة محتملة لبعض القوى الإقليمية، على غرار النشاط التنصيري في العهد الاستعماري. وعليه، تحاول الدراسة الوقوف على أنشطة تلك المنظمات ومصادر تمويلها من خلال المحاور التالية:
- المحور الأول: الديانات التقليدية ودورها التنموي في إفريقيا جنوب الصحراء.
- المحور الثاني: الدور التنموي للمنظمات الدينية اليهودية غير الحكومية في إفريقيا جنوب الصحراء.
- المحور الثالث: نشاط المنظمات الدينية الهندوسية والبوذية غير الحكومية في إفريقيا جنوب الصحراء.
- خاتمة.
المحور الأول
الديانات التقليدية ودورها التنموي في إفريقيا جنوب الصحراء
إن الروحانية الإفريقية تعترف ببساطة بأن المعتقدات والممارسات تمسّ وتُشكِّل كل جانب من جوانب الحياة البشرية، بما في ذلك: السياسة، والزواج، والصحة، والنظام الغذائي، واللباس، والاقتصاد، والموت. وهذا لا يعني أن الروحانية تُمثّل شكلًا من أشكال الحكم الديني أو الاستبداد([3]). فمثلًا يرى الشباب في دلتا النيجر أن حكم أوغبا الديني، هو الحل لمشكلات الشباب([4]).
لقد طوَّرت المجتمعات الإفريقية أنظمة إدارية نابعة من ثقافاتها المترسخة، واكتسبت هذه الضوابط تدريجيًّا دلالة دينية تقليدية. ورغم تغيُّر العادات مع تطور المجتمع، ثبت أنه في أوقات الأزمات، حتى المعتقدين بالديانات الأرثوذكسية يلجؤون إلى المعتقدات التقليدية بحثًا عن تفسيرات. فمثلًا كان الأسلاف الراحلون يشغلون مكانة مهمة في حياة الشعوب، حتى إن عبادة الأسلاف كانت شائعة بين معظم الشعوب في إفريقيا، وخاصة بين المزارعين في غرب إفريقيا. فمثلًا: يتم تأليه “نابا كوا” (كاهن المطر) في تولا، باعتباره الوسيط بين الآلهة والشعب فيما يتعلق بهطول الأمطار في موسم الزراعة. وفي جنوب إفريقيا كان لدى الزولو عبادة الأميرة السماوية، الإلهة نومكوبوكوانا التي جعلت الأرض خصبة، وكانت المُنْشِئ الأسطوري للزراعة([5]).
كما ارتبط تطوُّر العشائر بظهور الكهنة، وهم من فئات وتخصصات مختلفة تقسم إلى مجموعتين رئيسيتين؛ الأولى: الكهنة القبليون الرسميون، وهم مرتبطون بالمعابد ومسؤولون عن الطوائف. والأخرى: الكهنة المستقلون، وهم معالجون وسحرة وعرافون يعملون حسب الطلب.
أما الرسميون فهم الأكثر نفوذًا؛ حيث كان كل معبد كيانًا قضائيًّا، له ممتلكاته وأرضه وأقنانه وعبيده، تُدِرّ عليه الدخل بجانب التبرعات، حتى أصبحوا أكثر ثراءً ونفوذًا، ويهيمنون على جميع جوانب الحياة في المجتمعات؛ فهم يتوسطون بين الناس والآلهة، ويصنعون المطر، ومسؤولون عن سحر الحرب، ومسؤولون عن القانون. هذا بجانب مجموعات سرية شبيهة كما في حالة نري وأروشوكو في أرض إيجبو أخرى، والتي تطورت بشكل أكثر عددًا وأكثر نفوذًا وأفضل تنظيمًا. وسيطرت مع الكهنة على الحياة اليومية للمجتمع، وتؤدي غالبًا وظائف دينية ودولية، وتحصيل الديون، وتشارك أحيانًا في أعمال غير قانونية كالابتزاز. كما توجد عبادة الزعيم المقدس. ويعتقد الناس أن جميعهم مسؤولون عن رفاهية المجتمعات، ولذلك مارسوا السلطة لدرجة أن مكانتهم لا حدود لها([6]).
وغالبًا ما يتم تجاهل الديانات التقليدية في عملية صنع القرار الاقتصادي في إفريقيا جنوب الصحراء، غير أن دراسة Lewis Dunia Butinda وآخرين أثبتت أهمية المعتقدات الدينية التقليدية في السلوك الاقتصادي([7]).
وعلى الرغم من تأثيرات العولمة والحداثة، فإن جوانب معينة من المعتقدات والممارسات الدينية الإفريقية التقليدية -كما يتضح في مجتمع Amasiri، في نيجيريا- لا تزال تعمل كآليات تنظيمية فيما يتعلق بالزواج والعدالة والمجالات الدينية والأخلاقية والتعليمية، ولذلك يتم الاحتفال بالزواج والتعامل معه بعناية؛ لأنه يؤدي إلى إنشاء مؤسسة الأسرة التي تساعد في نشر ورعاية الحياة من أجل استمرار النسل([8]).
وعلى الرغم من ازدهار الدين في إفريقيا، إلا أن العديد من بلدانها تقبع في قاع الفقر، مما جعل عددًا من الباحثين يوجهون الدعوة إلى المثقفين الأفارقة إلى النظر في التاريخ الإفريقي؛ بحثًا عن دليل لإطار تنموي مناسب من شأنه أن يدمج القِيَم والمؤسسات الاجتماعية الإفريقية، وفي القلب منها المؤسسات الدينية، جنبًا إلى جنب مع الأساسيات الاقتصادية المُضمّنة في نظريات التنمية المعاصرة، وذلك بعدما نجحت العلمانية في إبعاد الدين عن المجالات الحياتية([9]). غير أن هذا طرح مردود عليه من دراسة ميدانية أثبتت أن الذين يؤمنون بالديانات التقليدية هم أكثر فقرًا وأقل سعادة وتزداد قوة هذه العلاقة في المناطق التي تتمتع بتنمية اقتصادية أكبر([10]).
يأتي هذا بينما يعلق الباحثون على ضخامة الفساد في خِضّمّ التدين الشديد؛ ويلقون اللوم في المقام الثاني على الزعماء الدينيين، ويتهمونهم بالتواطؤ مع الحكومات، وقيام برامجها على إغاثة الفقراء وليس تمكينهم([11]).
في حين يُبرز المدافعون عن دور الديانات التقليدية من خلال توفيرها القوانين والمبادئ المتعلقة بتفاعلها مع المجتمع. وأن أحد أهدافها تعزيز السلام والتنمية القائمة على العدالة والمساواة. فضلاً عن تحقيقها منافع مباشرة من خلال مزاراتها السياحية، كما في حالة نيجيريا، ودورها الروحي في أوقات التوتر، وتضامنها مع الفقراء، ودورها في حل النزاعات، وكونها أداة للتنمية؛ فالديانات التقليدية تخلق بيئة مواتية تؤدي إلى أن يكون الأفراد على دراية وقدرة على الوصول إلى الموارد اللازمة لمستوى معيشي لائق([12])، وتساعد في التغلب على الفساد في التعليم مثلاً في نيجيريا من خلال تبني الأساليب الدينية التقليدية([13]).
أما عن تمويل المنظمات الدينية التقليدية؛ فيظهر تمويل معبد جديد مِن قِبَل فرع إيكيني من إيجو أورونميلا أدولاو، وهي جماعة دينية تقليدية يوروبا تأسست في نيجيريا عام 1934م جزئيًّا كرد فعل لفترة من التنصير المسيحي المدفوع من الاستعمار. وتظهر مركزية الممارسة الدينية والاقتصادية لمحاولات إيجو أورونميلا “الحفاظ على السلطة والأهمية كمجموعة دينية تقليدية”. وتوضح كيف تسبَّب قرار بناء معبد “حديث”، واستخدام آليات مُبتكَرة لجمع التبرعات، في إحداث توتر بين أعضاء المجموعة وإثارة الانتقادات مِن قِبَل الجماعات الدينية التقليدية اليوروبا الأخرى؛ حيث قُوبِلَ إدخال بطاقات التبرع للأعضاء والعشور -وهي الآليات المرتبطة عادةً بالجماعات المسيحية- ببعض المقاومة؛ حيث اعتبرت أنها تتجاهل القِيَم “التقليدية”. على الرغم من قيام المجموعة بعمل ابتكارات في مجال جمع التبرعات والانخراط في الأعمال التجارية التي تتشابه مع النمط المسيحي([14]).
المحور الثاني
الدور التنموي للمنظمات الدينية اليهودية غير الحكومية في إفريقيا جنوب الصحراء
أولاً: النشاط المحموم للمنظمات اليهودية غير الحكومية في إفريقيا جنوب الصحراء
انتشرت الأساطير والتقاليد اليهودية في إفريقيا بأشكال ومواقف مختلفة، مما أدى إلى تطوير هوية يهودية جديدة مرتبطة بهوية الشتات. وفي أوائل القرن العشرين، بدأ يهود الشتات في الاندماج وتبنّي اليهودية كشكل من أشكال التحرر من السلطة الأنجلومسيحية. فالسود واليهود هم الأقليتان المهمشتان في الثقافة الغربية. ومنذ العصور القديمة حافظوا على علاقة معقدة من التماهي والتعاون والتنافس. فمثلاً كان شعب إيجبو في نيجيريا في طليعة حركة يهودية شملت العديد من المجموعات العرقية الأخرى. ويعيش غالبية اليهود الأفارقة في جنوب إفريقيا معظمهم من البيض، بلغ عددهم أكثر من 120 ألفًا في منتصف السبعينيات. وبعد عدة موجات من الهجرة في نهاية نظام الفصل العنصري، انخفض العدد إلى ما يزيد قليلًا عن 50 ألفًا.
ومنذ أوائل التسعينيات، نشأت ثاني أكبر جالية يهودية في نيجيريا، (شعب الإيجبو). وتتراوح تقديرات أعدادها بين ثلاثة آلاف وثلاثين ألفًا. وفي الكونغو الديمقراطية، احتلت جالية يهودية صغيرة مكانة خاصة منذ العصر الاستعماري. وكان العديد من اليهود من بين مستشاري وعملاء ليوبولد الثاني. كما لعب اليهود دورًا مهمًّا في مقاطعة كاتانغا في القرن العشرين، عندما تم فتح أول مناجم هناك، وتم بناء خط سكة حديد إلى جنوب إفريقيا. ومع ذلك، أجبرت عملية الزايير التي قادها موبوتو (1973م) وعمليات النهب التي حدثت في عام 1991م معظم اليهود على مغادرة البلاد. كما يمكن اعتبار إثيوبيا مَهْد اليهودية، بما في ذلك مملكة سبأ القديمة([15]).
وقد أشارت مقالة بعنوان “لم تضيع أصوات القادة اليهود الأفارقة أبدًا”، نُشِرت في صحيفة جيروزالم بوست “مؤتمر ([16]) ISGAP: اليهودية المعاصرة في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ندوة أصوات القادة اليهود الأفارقة” الذي عُقِدَ في أبريل 2022م؛ أشارت إلى أن إفريقيا شهدت خلال الخمسين عامًا الماضية عودة ظهور مجتمعات يهودية قديمة، وأخرى جديدة، وكلاهما تشهدان نموًّا. ويحدث هذا التطور وسط مستويات متزايدة من السفر والاتصالات التي تربط المجتمعات اليهودية الإفريقية بإسرائيل وغيرها من مجتمعات الشتات([17]).
وتم عقد مؤتمر تناول جوانب الحياة اليهودية في إفريقيا، استضافه الاتحاد الأمريكي للسفارديم وجمعية ميمونة في يناير عام 2019م وكان هذا الحدث جديرًا بالملاحظة، ليس فقط بسبب مجموعة وجهات النظر التي قدَّمها، ولكن أيضًا لأنه ضمَّ متحدثين من مجتمعات يهودية ناشئة في إفريقيا، مثل مجموعة إيلونا، إلى جانب متحدثين من مجتمعات قديمة. يقول المنظمون: وهو أول مؤتمر يُركّز على إفريقيا اليهودية، مستبشرًا بعمليات التحول المجتمعي في دول مثل مدغشقر وساحل العاج([18]).
وكذلك تم إنشاء تحالف الجاليات اليهودية في إفريقيا جنوب الصحراء رسميًّا في 18 ديسمبر 2021م في أبيدجان، وقد جمع هذا الحدث اليهود من جميع أنحاء القارة بهدف الجمع بين جميع الجاليات اليهودية الناشئة التي تتطور وتنمو. فهم يرون أن اليهودية في إفريقيا هي ظاهرة جديدة، وأنهم قادرون لأول مرة على تشكيل عهد جديد([19]).
ثانيًا: أنشطة المنظمات الدينية اليهودية غير الحكومية في إفريقيا جنوب الصحراء
وفي إطار جهود المجتمع الدولي للقضاء على الفقر، تبرعت إسرائيل والمنظمات اليهودية الأمريكية بمبلغ 118 ألف دولار لمساعدة الجوعى في إفريقيا عام 2006م، في موريتانيا وملاوي وكينيا. تلك المنظمات هي: اللجنة اليهودية الأمريكية، المجتمعات اليهودية المتحدة في مترو ويست (نيوجيرسي)، اتحاد UJA في شمال نيوجيرسي([20]).
وفي ذروة الجفاف في شمال كينيا عام 2011م، خطَّطت منظمة IsraAid الإسرائيلية لمساعدة اللاجئين في مخيم كاكوما البالغ عددهم 100 ألف. وعندما هدأ الجفاف بعد عام، حوَّلت نشاطها إلى الدعم طويل الأجل من خلال تقديم علاج ما بعد الصدمة. ودرَّبت 18 من سكان المخيم ليكونوا أخصائيين اجتماعيين؛ لمساعدة سكان المخيم. كما تعمل منظمة “إسرائيل من أجل إفريقيا”، على تعليم الشباب الزراعة باستخدام التكنولوجيا. ويمتد نشاطها إلى تنزانيا وأوغندا وإثيوبيا وبوروندي؛ حيث توفر معدات زراعية لزراعة قطعة صغيرة من المحاصيل، وأنظمة ري بالتنقيط. كما تقود Brit Olam، مهمة مماثلة لتنمية الزراعة في منطقة توركانا شبه القاحلة في الشمال الغربي؛ حيث استوردت المنظمة التكنولوجيا الإسرائيلية للزراعة الصحراوية لمنح السكان المحليين الاستقلال الاقتصادي([21]).
كذلك بدأت ثلاث منظمات إنسانية إسرائيلية في التعاون في مشاريع، بدفعة من مؤسسة كيرش the Kirsh Foundation، التي تتبرع بعشرات الملايين من الدولارات للمجموعات الثلاث. عملت IsraAID، التي سبق ذكرها والتي تأسست في عام 2001م، في أكثر من 60 دولة على ثلاثة مستويات: الاستجابة للطوارئ، والتعافي والاستعداد، واللاجئين والهجرة القسرية. وتعمل حاليًّا في كينيا وأوغندا وجنوب السودان وموزمبيق وإثيوبيا، بعد أن أنهت مؤخرًا مشروعًا في إسواتيني يتعامل مع الناجين من الإيبولا، فضلًا عن حملة تطعيم واسعة. كما تأسست Save a Child’s Heart “أنقذوا قلب طفل” في عام 1995م، عالجت المنظمة أكثر من 6500 طفل من 66 دولة حول العالم من بينها السودان. والمنظمة الثالثة؛ Innovation: Africa، التي استخدمت تكنولوجيا الطاقة الشمسية والمياه لتوصيل المياه النظيفة والطاقة لأكثر من 4 ملايين شخص في 10 دول إفريقية؛ حيث تأسست على يد مواطنين من جنوب إفريقيا، هما ناثان وفرانسيس كيرش؛ حيث تركز مؤسسة كيرش على تنمية جنوب إفريقيا من خلال قروض التمويل الأصغر التي ساعدت ما يقرب من 27 ألف شركة. كما موَّلت مشروعًا للاتصال بالإنترنت في إسواتيني. وفي عام 2022م، جلبت المنظمة المياه والكهرباء إلى 241 قرية([22]).
كما أعلنت منظمة غير ربحية تدعم المستشفيات التنصيرية في إفريقيا أنها تلقت تبرعًا بقيمة 18 مليون دولار في سبتمبر 2021م، وأن الأموال جاءت من زوجين يهوديين متدينين (الحاخام إيريكا جيرسون وزوجها مارك)، رجل الأعمال، الذي ساعد في تأسيس مؤسسة الرعاية الصحية للبعثة الإفريقية في عام 2010م، وهما الآن أكبر الممولين للرعاية الطبية التي يقدمها المسيحيون في القارة. وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 50% من مقدمي تلك الرعاية في القارة متدينون([23]).
كما يعتبر اتحاد جنوب إفريقيا لليهودية التقدمية SAUPJ الهيئة التمثيلية الوطنية لليهود الإصلاحيين التقدميين في جنوب إفريقيا، ويحمي مصالح اليهود الإصلاحيين التقدميين. ويقدم المساعدة المعنوية والمادية، ويلتزم بتعزيز أنشطة الشباب اليهودي وتعليمهم وتدريبهم والتواصل بينهم([24]).
المحور الثالث
نشاط المنظمات الدينية الهندوسية والبوذية غير الحكومية في إفريقيا جنوب الصحراء
يصعب الفصل بين العمل الخيري والعطاء الديني في الديانات الهندية (الهندوسية والبوذية والسيخية والجاينية)، غير أنه في معتقدهم فإن العطاء والصدقات، بالإضافة إلى الكهانة والرهبانية، يجلب الفضل للمانح، ويحمي من العواقب السلبية في الولادة التالية.
تقليديًّا، كانت هذه تعتبر التزامات فردية، ولكن تحت التأثيرات الاستعمارية والمسيحية تم إنشاء مؤسسات اجتماعية لهذه الأهداف وتتراوح بين المدارس ودور الأيتام، والمستشفيات والمنظمات الثقافية والخدمية والسياسية.
وفي البوذية، يظهر لنا مصطلح اكتساب الجدارة؛ فبالنسبة للبوذيين المكرّسين، يتم اكتسابها من خلال الممارسة الدينية (التأمل والصلاة، بينما بالنسبة للبوذيين العاديين يمكن اكتسابها من خلال إعطاء الصدقات). ويعتمد البوذيون المكرسون على الصدقات لتلبية احتياجاتهم الأساسية، في حين تُمكّن التبرعات المعابد أيضًا من تقديم الخدمات الاجتماعية للمحتاجين. قبل العصر الاستعماري، لم يكن العطاء الديني والخيري مُوجَّهًا بالممارسات العرفية والقانون الهندوسي فحسب، بل وأيضًا بالاعتبارات السياسية. استمد الملوك الهندوس ما قبل الاستعمار الشرعية الأخلاقية والسياسية من تبرعاتهم لآلهة المعابد، كما أظهرت هذه التبرعات سعي مُلاك الأراضي أو النخب التجارية إلى تحقيق المكانة والسمعة. مما يسمح لهم بالوصول إلى أسواق جديدة وتوسيع شبكاتهم. وخلال الفترة الاستعمارية، ومحاكاة للتقاليد التنظيمية المسيحية، تشكلت مجموعات دينية جديدة حول شخصيات من المعلمين الروحانيين، لإنشاء مجتمعات من المؤمنين القادرين على التشكيك في دور الدولة ودينها المهيمن([25]).
أولاً: المنظمات الدينية البوذية غير الحكومية في إفريقيا جنوب الصحراء
وصلت البوذية إلى القارة مع زيارة أسطول “تشنغ خه” Zhenghe’s fleet لشرق إفريقيا في أوائل القرن الخامس عشر، لكنَّ وجودها كان عابرًا مثل الطموحات الصينية للاستكشاف البحري، والتي توقفت على الفور. لم تتخذ البوذية أيّ شكل مؤسسي في إفريقيا إلا في العصر الحديث، ولم يظهر وجود بوذي كبير إلا في أواخر القرن العشرين، ويرجع ذلك إلى التوسع البوذي التايواني العالمي في تسعينيات القرن العشرين، والموجة الأحدث من المنظمات الصينية.
ومع ذلك، فإن أول وأقدم معبد بوذي في إفريقيا هو معبد بوذي سريلانكي في دار السلام، أسَّسه عام 1920م راهب جاء مع 500 عامل هندي للعمل في تنجانيقا. لا يزال المعبد يعمل، ويدير دارًا للأيتام، ويستضيف فعاليات منتظمة، ويتعاون مع الجماعات البوذية الأخرى في القارة. كان الدخول الرسمي للبوذية الصينية إلى إفريقيا في عام 1992م، عندما تم بناء دير نانهوا بالقرب من بريتوريا. ثم أسَّس الراهب Huili، مركز “أميتوفو” للرعاية the Amitofo Care Centre (ACC)، الذي يُربي آلاف الأطفال في ستة بلدان في إفريقيا جنوب الصحراء. كما توجد مؤسسات تايوانية منها “تسي تشي” Tzu Chi التي تُدير أعمالًا خيرية في إفريقيا، كانت هناك موجة من مجموعات البوذية الصينية البرية التي تسير على خطى هذه المؤسسات([26]).
لم يكن هناك سوى قدر ضئيل من الأبحاث التي تتابع التطورات الأخيرة في البوذية في إفريقيا. وقد لُوحِظَ وجود علامات جديدة لتقدم المنظمات التي تحمل القِيَم البوذية في جميع أنحاء القارة، مثل بناء مركز رعاية أميتوفو المشار إليه في ملاوي، وإحياء دير سريلانكي في تنزانيا، وأنشطة سوكا جاكاي الدولية (SGI) في غرب إفريقيا. وقد أدَّى تكاثر الجهات الفاعلة والمعاني والقيم التي تحملها إلى إثراء قابلية انتشار ونمو المجتمعات البوذية الصينية في إفريقيا في العقود الثلاثة الماضية.
وفي عام 2017م، تأسَّست أولى هذه المنظمات “دير بوهوا” في بوتسوانا؛ من خلال التعاون بين قادة المهاجرين ودير لونغكوان في بكين. ودير تانهوا، في تنزانيا؛ حيث تولَّى رجال الأعمال والجمعيات الصينية زمام المبادرة، وجمعوا التمويل الأولي، وتبرَّعوا بالأرض، في حين كان الرهبان من بكين مسؤولين عن بناء المعبد، والتعريف العام بهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والبعثات اللاهوتية، وشجَّعت تلك المؤسسات العديد من الصينين للمساعدة في تعزيز الهوية الصينية. فتوسعت في مالاوي، ووظَّفت مدرسين في زيمبابوي. كما قامت تلك المؤسسات بتدريب مئات من التلاميذ من جنوب إفريقيا والكونغو ومدغشقر على الأخلاق البوذية، وإدارة دار أيتام من رياض الأطفال حتى المدرسة الثانوية، مع دورات وممارسات بوذية تكميلية يومية، نجح هذا النهج في جذب دعم المجتمعات البوذية الصينية العالمية، وتمكَّن بعض الخريجين من مواصلة تعليمهم في تايوان وماليزيا وفي الجامعات المالاوية المحلية. وفي ناميبيا تدير مراكز الرعاية حرمًا جامعيًّا رئيسيًّا([27]).
وهو نتاج مشترك للمنظمات البوذية التبشيرية، والمجتمعات الصينية العابرة للحدود الوطنية في جميع أنحاء العالم، والنُّخَب السياسية، الإفريقية والصينية على حد سواء، التي أبدت اهتمامها بالبوذية. وقد تيسرت هذه الظاهرة بفضل النزعة الدينية العابرة للحدود الوطنية، التي تضخمت بفعل العولمة، والمشاركة الصينية المتزايدة في إفريقيا، والديناميكيات المتطورة للعلاقات عبر الحدود.
وكذلك تعتبر المدرسة البوذية الإفريقية (ABS) (مؤسسة تعليمية دينية غير معتمدة) جزءًا من منظمة فو قوانغ شان، وهي منظمة بوذية دولية يقع مقرها الرئيسي في تايوان. بدأت المنظمة، التي تقع بجوار معبد Nanhua في جنوب إفريقيا، في تخريج الطلاب منذ أكتوبر 1994م، وبحلول عام 2011م، درس ما يقرب من 300 طالب من الذكور (من جنوب إفريقيا وناميبيا وزيمبابوي وسوازيلاند وليسوتو وبوتسوانا وملاوي وتنزانيا ومدغشقر والبرازيل وإسرائيل والكونغو وكينيا، … إلخ) البوذية واللغة الصينية، وأصبح بعضهم رهبانًا مُرسَمين في بلدان مختلفة، كما في جنوب إفريقيا ومالاوي وبلدان أخرى([28]).
ثانيًا: المنظمات الدينية الهندوسية غير الحكومية في إفريقيا جنوب الصحراء
يمثل الهندوس، الذين يشكلون ما بين 55% إلى 60% من السكان من أصل هندي، في كل من بلدان شرق إفريقيا الثلاث مجلسًا وطنيًّا هندوسيًّا، تجمع المجالس الهندوسية بين الهندوس الأرثوذكس وأعضاء الأقليات الهندوسية المشتركة والمجموعات الدينية الأخرى المستمدة من الفرع الهندوسي (الجاين والسيخ).
وتشكّل هذه الجمعيات المجتمعية حكومات مصغرة تستمد مواردها من مساهمات أعضائها، وتقدم لهم في المقابل خدمات متنوعة: دينية واجتماعية ومستشفيات ومدارس، وما إلى ذلك. ولدى الهندوس أكثر من مائة وخمسون معبدًا في شرق إفريقيا وعشرات المنازل والمدارس المجتمعية. ومن بين المجتمعات الهندوسية الأكثر أهمية: اللوهاناس والباتلز، بالإضافة إلى الجاينيين والسيخ. وعلى الرغم من عددها القليل إلا أن مجتمعات أخرى من المنشقين (آريا ساماج وسوامينارايان) تمارس نفوذًا اقتصاديًّا ودينيًّا كبيرًا. وتلعب تلك المجتمعات دورًا رئيسيًّا في الحياة الاجتماعية لمجتمعات المهاجرين. وكانت قد ظهرت عام 1870م في بومباي، وتُقدّم نفسها على أنها إحياء للدين الفيدي الأصلي([29]).
وعند تناول حركة سوامينارايان كمثال، وهي طائفة دينية نشأت في بداية القرن التاسع عشر جنبًا إلى جنب مع العديد من حركات الإصلاح الاجتماعي الهندوسية التي كانت تشنّ حملات، ضد قتل الإناث، ومن أجل تعليم النساء. تأسست على يد ساهجاناند سوامي (1781-1830م). تطورت تلك الطائفة، وتمكنت من جمع أموال كبيرة وبناء المعابد في الهند وخارجها.
ومع ذلك، أدَّت التوترات الدورية بين التيارات الرهبانية والعلمانية إلى إنشاء بعض الحركات الانفصالية. ففي عام 1907م، أسَّس زعيم إحدى هذه الحركات مجتمعًا جديدًا أصبح يُعرَف باسم BAPS (Bochasanwasi Shri Akshar Purushottam Swaminarayan Sanstha). وقبل وفاته في عام 1951م كان قد بنى خمسة معابد، وكان له 50 تلميذًا راهبًا، ونشر الحركة خارج ولاية غوجارات؛ حيث هاجر أتباعه إلى المستعمرات البريطانية في شرق إفريقيا (كينيا وأوغندا) والولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وكانت لأنشطة المبكرة للحركة هي الاستجابة الإنسانية للمحتاجين والإغاثة ومشاريع مياه، وغيرها([30]).
وكذلك تأسَّست مؤسسة الهندوس الإفريقية the African Hindu Foundation (AHF) في عام 2022م، وهي مؤسسة هندوسية بهدف إنشاء مجتمع هندوسي قوي وموحد في إفريقيا. تعمل كممثل للمجتمع الهندوسي في إفريقيا، وتتعامل مع مختلف أصحاب المصلحة والحكومات، بالإضافة إلى التعاون مع المنظمات والمؤسسات الهندوسية. من أجل مجتمع هندوسي قويّ ومتماسك ونشط في إفريقيا، بهدف العيش في وئام مع المجتمعات الدينية والثقافية الأخرى مع تكريس نفسها أيضًا للحفاظ على وتعزيز ومشاركة الإيمان والثقافة والتقاليد الهندوسية مع الآخرين في المجتمع. وتساعد المعلمين والطلاب بالتدريب والموارد التكميلية لتعزيز قدرتهم على تدريس وفهم التقاليد الهندوسية. وتقدم تدريبات الكفاءة الثقافية لوكالات إنفاذ القانون وأماكن العمل والجامعات من أجل فهم أفضل وإدماج الهندوس في إفريقيا. وتوزع الموارد المتعلقة بالهندوسية على المتخصصين في وسائل الإعلام من أجل إعداد تقارير أفضل وأكثر سياقًا حول الموضوعات الهندوسية. وتقوم بتدريب الهندوس في إفريقيا بالمعرفة والمهارات اللازمة للتحدث بثقة عن التعاليم الهندوسية مع جيرانهم وزملائهم وأصدقائهم([31]).
خاتمة:
خلصت الدراسة، إلى أن الديانات التقليدية، كانت وسيلة لثراء الكهنة، وأداة سياسية محلية، مع القليل جدًّا من النشاط التنموي وضعف في مصادر التمويل وليس لها ارتباطات دولية إلا قليلاً، بينما كانت البوذية والهندوسية منها، طرفًا لأذرع الصين والهند، وأداةً للهيمنة مع حداثتها. مع القليل من الأنشطة التنموية والدعم المالي.
بينما شهدت المنطقة نشاطًا حميمًا للمنظمات الدينية اليهودية المختلفة غير الحكومية، غير أن الدولة ترعاها، كما شهدت إفريقيا جنوب الصحراء عودة ظهور مجتمعات يهودية قديمة، وأخرى جديدة، يتم دعمها مِن قِبَل الدولة ومن مصادر أخرى متعددة من الخارج وكلاهما تشهدان نموًّا، وإن هذه الظاهرة لم تحدث منذ تدمير الهيكل الثاني على حسب تعبير الزعماء اليهود الدينيين. فضلاً عن تزايد عدد المؤتمرات اليهودية، مع وجود علاقة مشبوهة مع المنظمات المسيحية.
……………………………………
[1] ) Indiana University, Global Philanthropy Indices 2018.at:
https://globalindices.indianapolis.iu.edu/environment-index/historical-data/regions/sub-saharan-africa/index.html
[2]) statista, Distribution of the population of Sub-Saharan Africa as of 2020, by religious affiliation.at: https://www.statista.com/statistics/1282636/distribution-of-religions-in-sub-saharan-africa/
[3] ) Anthony Chiorazzi, The spirituality of Africa.at:
https://news.harvard.edu/gazette/story/2015/10/the-spirituality-of-africa/
[4] ) Uche A. Dike, African Theocracy: A Panacea to Niger Delta Youth Restiveness, pp.2012-2016.at: Open Journal of Philosophy, 2015, 5, pp. 211-216 ,Published Online March 2015 in SciRes. http://www.scirp.org/journal/ojpp http://dx.doi.org/10.4236/ojpp.2015.54026
[5] ) Gajere Yakubu Tula and Kenneth Ngalgomo Njibi, Perspectives on African Religion: The Socio-Economic and Political Implications of Traditional Religions to the society.pp.7-9.
[6] ) Gajere Yakubu Tula and Kenneth Ngalgomo NjibiOp.cit .pp.9-12.
[7] ) Lewis Dunia Butinda and elat, On the Importance of African Traditional Religion for Economic Behavior.at:
https://scholar.harvard.edu/sites/scholar.harvard.edu/files/nunn/files/african_traditional_religion_butinda_et_al.pdf
[8] ) Chinyere Lilian Nkama, African Traditional Religious Practices as Social Regulatory Mechanism The ‘Ulo Ubu’ Example in Amasiri, Nigeria”, : Journal of Religion in Africa(Ebonyi: Alex-Ekwueme Federal University, Ndufu Alike, (51),2021)pp.264-265.
[9] ) Obaji M Agbiji & Ignatius Swart, Religion and social transformation in Africa: A critical and appreciative perspective, Scriptura 114 (2015:1), pp. 1-6.at: http://scriptura.journals.ac.za
[10] ) Etienne Le Rossignol and etal, The Social Consequences of Traditional Religion in Contemporary Africa.at: https://www.nber.org/papers/w29695
[11] )) Obaji M Agbiji & Ignatius Swart. Op.cit. pp.6-7.
[12] ) Mokwenye Ekene Michael , african traditional religion and national development, : An African Journal of Arts and Humanities Vol. 4 No 5, November 2018. ISSN: 2488-9210(Online) 2504-9038(Print).aaat: https://www.igwebuikeresearchinstitute.org/journal/4.5.8.pdf
[13] ) Leonard Chidi Ilechukwu, Adoption of African Traditional Religious Practices in combating Corruption in Nigerian Education System, Journal of Education and Practice (Nsukka: Arts Education, Faculty of Education, University of Nigeria, Vol.5, No.5, 2014) pp.93-103.
[14] ) Iyer, S, The New Economics of Religion, Journal of Economic Literature, Volume54,2016. p.429 at:
https://www.webofscience.com/wos/woscc/full-record/WOS:000377454900001?SID=EUW1ED0CFB3l4tkX7PBJinKRaZ8vr
[15] ) Kohnert, Dirk, On the history of Jews in Sub-Saharan Africa: The case of South Africa, Nigeria, DR Congo and Ethiopia (March 21, 2024). Available at SSRN: https://ssrn.com/abstract=4767658 or http://dx.doi.org/10.2139/ssrn.4767658
[16] ) isgap, ISGAP Conference: Contemporary Jewry in Sub-Saharan Africa Symposium, The Voices of Jewish-African Leaders.at: https://isgap.org/event/2022/03/isgap-conference-contemporary-jewry-in-sub-saharan-africa-symposium-the-voices-of-jewish-african-leaders/
[17] ) Daphne Klajman, the voices of Jewish-African leaders have never been lost.at: https://www.jpost.com/opinion/article-704991
[18] ) Josefin Dolsten African Jewish communities get more recognition after years on the margins.at: https://www.timesofisrael.com/african-jewish-communities-get-more-recognition-after-years-on-the-margins/?__cf_chl_tk=CWVV5niF67QiriJBxJcUBATprvPodV9f6NwcKfY_yN0-1723106021-0.0.1.1-4116
[19] ) Rédaction Africanews, Les communautés juives d’Afrique subsaharienne réunies pour Hanoukka, 20/12/2022.at: https://fr.africanews.com/2022/12/20/les-communautes-juives-dafrique-subsaharienne-reunies-pour-hanoukka/
[20] ) reliefweb, srael and Jewish organizations help to eradicate poverty in Africa.at: https://reliefweb.int/report/mauritania/israel-and-jewish-organizations-help-eradicate-poverty-africa
[21] ) Ben Sales, Israeli NGOs bringing their expertise to meet Africa’s needs, 28 February 2014.at: https://www.timesofisrael.com/israeli-ngos-bringing-their-expertise-to-meet-africas-needs
[22] ) Linda Gradstein, Three Israeli NGOs in Africa weren’t collaborating. Now they’re working together, February 2, 2023.at:
[23] ) ASAF SHALEV, Le couple juif qui finance des hôpitaux de missionnaires chrétiens en Afrique, 25 octobre 2021,at: https://fr.timesofisrael.com/le-couple-juif-qui-finance-des-hopitaux-de-missionnaires-chretiens-en-afrique/
[24] ) https://saupj.org.za/
[25] ) Carole Rakodi(ed), Religious Organisations in Sub- Saharan Africa and South Asia(London and New York: Taylor & Francis Group,2024)pp140-147.
[26] ) woodenfish, Buddhism in Africa.at: https://www.woodenfish.org/buddhism-in-africa
[27] ) Xuefei Shi and Hangwei Li, Chinese Buddhism in Africa: The Entanglement of Religion, Politics and Diaspora,2023.pp.1-24.at:
[28]) nanhuatemple, History of Africa Buddhist Seminary.at: http://en.nanhuatemple.org/seminary.html
[29] ) Michel Adam, Panorama of Socio-Religious Communities.pp.69-97.at: https://books.openedition.org/africae/932
[30] ) Carole Rakodi(ed), Op.cit.pp148-149.
[31]) africanhindufoundation, African Hindu Foundation.at: https://www.africanhindufoundation.com/