أطلقت رواندا، «معهد إيسوكو للسلام» لمساعدة المجتمعات في شتى بقاع العالم على أن تتعلم سبل العيش في وئام.
وجاء ذلك الإعلان في مؤتمر سلام في جامعة رواندا، وقد استمرت فعاليات المؤتمر ثلاثة أيام، وشارك فيه 400 من الأكاديميين وواضعي السياسات والمسؤولين رفيعي المستوى.
وقال الدكتور كايهورا موغانغا ديداس، نائب رئيس جامعة رواندا، للحضور: ”السلام ليس مجرد غياب الصراع، بل نشر العدالة والمساواة واحترام الكرامة الإنسانية، والسلام والصمود معاً هما الأساس لمجتمع سليم وتقدمي”.
وصرَّح جان دماسين بيزيمانا، وزير الوحدة الوطنية والمشاركة المدنية في رواندا، أن معهد السلام سيعمل على تعزيز التثقيف بالسلام وتبادل الخبرات والإجراءات المناهضة لخطابات الكراهية والعنف.
وقال في المؤتمر: “وسيعمل على تعزيز الحوار بين الأجيال ليُعلِّم الكبار القيم والممارسات السلمية للشباب؛ فلا يتعين على الناس بالضرورة أن ينظروا إلى الأشياء بنفس الطريقة ولكن ينبغي أن يكونوا قادرين على التعايش في وئام، لا سيما عندما يوجد بينهم ما يجمعهم كانتمائهم إلى نفس الوطن”.
وقال فريدي موتانغوها، مدير النصب التذكاري للإبادة الجماعية في كيغالي، إن الروانديين قادرين على تعليم العالم الكثير عن الصمود والمصالحة في أروقة معهد إيسوكو للسلام. ويترأس موتانغوها مؤسسة «إيجيس تراست»، وقد أنشأت هذه المؤسسة النصب التذكاري للإبادة الجماعية في كيغالي، وهي مكرسة لمنع الإبادات الجماعية في المستقبل.
وقال للحضور في المؤتمر: “لا نبخل على غيرنا نحن الروانديين بصمودنا الذي قادنا لإيجاد حلول محلية ونضال الجبهة الوطنية الرواندية (إنكوتانيي) لتحرير الروانديين من نظام الإبادة الجماعية وإحلال السلام وإقامة حكومة قائمة على الوحدة الوطنية، وينبغي أن يكون ذلك عبرةً للعالم”.
زوتبلغ تكلفة المعهد 40 مليون دولار أمريكي، ومن المقرر أن يبدأ العمل في إنشائه في عام 2026 في منطقة بوجيسيرا، وقد قُتل في هذه المنطقة 300 من التوتسيين في عام 1992 على يد الهوتو، وعلَّقت الحكومة التي يهيمن عليها الهوتو آنذاك محاكمة هؤلاء القتلة إلى أجل غير مسمى.
وسيضم معهد إيسوكو للسلام مركز تدريب لتوطيد أركان المجتمعات في وجه بوادر العنف وتشجيع البحث في طرق تحسين التثقيف بالسلام. كما سيضم مركز فكري للعاملين على جبهات إحلال السلام وغرفة عمليات لوضع طرق لمنع وتخفيف وإنهاء العنف المتفشي القائم على الهوية.
وقد حضرت أليس وايريمو نديريتو، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة، المؤتمر بصفتها المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن منع الإبادة الجماعية، وأشادت بالمعهد الجديد لدوره في التوعية بمفهوم نشر السلام في حياتنا اليومية.
وقالت: “رواندا منارة للعالم في التعافي والمصالحة، فقد نشروا الكثير هنا، وسينشرون الكثير هنا؛ من التعلم من الخبرات والتحديات والنجاحات التي يُرجى أن ننتفع بها”.
ووُلد ما يقرب من 70% من سكان رواندا بعد الإبادة الجماعية التي حدثت في عام 1994، وهي مجزرة وقعت على مستوى الدولة في حق التوتسيين واستمرت نحو 100 يوم. والعدد الدقيق للقتلى غير مؤكد، فتقدر المنظمات الدولية أن عددهم يتراوح من 500 ألف إلى 800 ألف قتيل، وتقول السلطات الرواندية إن أكثر من مليون مواطن لقوا حتفهم. وانتهت الإبادة الجماعية بعد أن سيطرت الجبهة الوطنية الرواندية التي يهيمن عليها التوتسيون على البلاد. وانتُخب بول كاغامي، قائد الجبهة سابقاً، رئيساً لرواندا في عام 2000 وفاز مؤخراً بفترة رئاسية رابعة.