ترجمة: قراءات إفريقية
أعلن في نيجيريا فوز محمدو بخاري، زعيم حزب المعارضة النيجيرية الأكبر في البلاد حزب التجمع التقدمي، برئاسة البلاد، مما قد يوحي بقدوم فترة من الهدوء والاستقرار في البلاد، بالتزامن مع العمليات الهجومية المستمرة ضد معاقل بوكو حرام. فمع إعلان النتائج النهائية ظهر أن بخاري استطاع أن يحقق نصرا كبيرا على الرئيس السابق جودلاك جوناثان من حزب الشعب الديمقراطي.
ومن المرجح فوز بخاري بأكثر من فارق مليوني صوت، مما يعطيه نسبة 55% من إجمالي أصوات الناخبين، في مقابل 45% لجوناثان؛ حيث حصل بخاري على 15.4 مليون صوت مقابل 13.3 مليون لجوناثان الرئيس النيجيري السابق. وكان حزب مؤتمر كل التقدميين المعارض في نيجيريا أعلن فوزه في انتخابات الرئاسة اليوم الثلاثاء وقال أن أكبر دولة من حيث عدد السكان في أفريقيا “تشهد تاريخا”. وقال المتحدث باسم الحزب لاى محمد لرويترز فى منزل بالعاصمة حيث يتابع زعيم الحزب محمد بخاري نتائج الانتخابات “هذه أول مرة يتم فيها إزاحة حكومة من السلطة عبر السبل الديمقراطية والشعب النيجيري قال كلمته. وأضاف أن الحزب لا يرى أي سبب للشك في أن الرئيس جودلاك جوناثان سيقر بالهزيمة.
وهذا الهامش من الفارق يعزز موقف الرئيس الجديد والذي يمثل أول حالة انتقال سلمي للسلطة من حزب حاكم إلى حزب معارض في تاريخ نيجيريا منذ أن تحولت البلاد من الحكم العسكري إلى النظام الديمقراطي عام 1999. ومنذ ذلك التاريخ استطاع حزب الشعب الديمقراطي الفوز في كل انتخابات رئاسية في نيجيريا.
وهذا الانتصار قد يعني إحلال الاستقرار في نيجيريا، فسوف يكون هناك وحدة سياسية والقليل من الانشقاقات عبر الشمال النيجيري، والذي يعد أكثر مناطق البلاد من حيث الكثافة السكانية، بالإضافة إلى الجنوب الغربي، حيث يقع أكبر قاعدة اقتصادية للبلاد. وبالوضع في الاعتبار الخلفية العسكرية لبخاري، فقد كان حاكمًا عسكريًا للبلاد من 1983 وحتى 1985، وبالوضع في الاعتبار أيضًا اهتمامه بالحفاظ على وحدة أراضي البلاد، فإن عمليات التمرد ضد بوكو حرام سوف تستمر بقوة، فمن المتوقع أن يطبق بخاري سياسات اجتماعية اقتصادية للمساعدة في تحسين الظروف الاقتصادية في شمال البلاد في محاولة لإبعاد الشباب العاطل عن العمل بعيدا عن بوكو حرام.
ولكن المخاوف من انتصار بخاري هو كيف سيتم تقبل خسارة جوناثان في المناطق المتجه للنفط في منطقة دلتا نهر النيجر، حيث ينتمي إليها الرئيس السابق. فقد شهدت تلك المنطقة عمليات تمرد ولكن تم إخمادها بسبب برامج الرعاية والمعونات والدعم الاقتصادي الذي وضعته الحكومة، وتخشى تلك المناطق التي لم يهتم بها أحد منذ كان جوناثان نائبا للرئيس في عام 2007 من أن مكاسبها الاقتصادية والسياسية في ظل حكمه سوف تتبخر بعد فوز خصمه. ولكن بخاري أعلن في برنامجه أنه سيكافح عليات التمرد في منطقة دلتا النيجر عن طريق الاستمرار في توفير برامج الرعاية الحكومية التي تتمتع بها المنطقة، ومن المتوقع أن يعتمد الرئيس الجديد على حاكم ولايات النهر روتيمي أميشي من أجل تحقيق الاستقرار، فقد كان الأخير هو مدير الحملة الانتخابية لبووهاري، ومن المتوقع أن يتم تعينه في منصب وزاري رفيع من أجل إدارة العلاقات مع منطقة دلتا النيجر، والتي من المتوقع أن تصبح أكثر توترًا في الأسابيع المقبلة.