بسمة سعد
باحثة في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية
من المعتاد أن تضرب السنغال مثال للدول الإفريقية في الحفاظ على ديمقراطيتها؛ إذ ظل التناوب فيها على السلطة يجري بطريقة سلمية منذ استقلالها عن فرنسا في العام 1960، ناهيك عن كونها أكثر دول غرب إفريقيا استقراراً خلافاً لجاراتها.
وبتولي الرئيس السنغالي الجديد “باشيرو ديوماي فاي” السلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة، اُضفي انتخاب فاي على داكار صبغة ديمقراطية جديدة؛ حيث أن الرئيس فاي أصغر رئيس في تاريخ السنغال وعلى مستوى القارة، تُمكن من حسم السباق الانتخابي من الجولة الأول بنسبة أصوات 54.28%، عقب محاولة الرئيس السابق “ماكي سال” إدخال البلاد في أزمة دستورية وسياسية غير مسبوقة بإلغاء الأخير موعد الانتخابات الذي كان مقرر حينئذ في 25 فبراير 2024 لعشرة أشهر.
علاوة على ذلك، حمل الرئيس فاي برنامجًا انتخابيًا طموحًا يسعى إلى إصلاحات في السياسة الداخلية، وكذلك إعادة هندسة علاقات السنغال الخارجية سواء على مستوى إقليم غرب إفريقيا، أو على مستوى الشركاء الدوليين، وهو ما انعكس فيما أجراه الرئيس فاي من جولات خارجية مكوكية لعدد من دول غرب إفريقيا كان آخرها يوم 31 مايو 2024 التي أجرى خلالها زيارات خاطفة لمالي وبوركينافاسو، كما شملت الجولات زيارات إلى (موريتانيا، غامبيا، غينيا بيساو، غانا، الرأس الأخضر، غينيا ونيجيريا)، وهو ما يدفع للتساؤل حول؛ دلالات الجولات الخارجية الإفريقية للرئيس السنغالي المنتخب فاي، وما سيواجهه من تحديات محتملة؟.
انطلاقاً مما سبق، تهدف الدراسة إلى تناول مخرجات الزيارات الخارجية الإفريقية للرئيس فاي، وما حملته من دلالات عدة في ضوء ما يشهده السياق الإقليمي من تطورات، إلى جانب تناول أبرز التحديات التي من المحتمل أن يواجهه الرئيس فاي خلال عهده.
أولاً: مخرجات ودلالات الجولات الإفريقية للرئيس السنغالي فاي
أجرى “فاي” سلسلسة من الزيارات الخارجية لعدد من دول الجوار والإقليم الجغرافي في إطار ما يُمكن تسميته تعزيز “دبلوماسية الجوار”، تصدر خلالها عدد من القضايا الرئيسية، أبرزها؛ إصلاح المجموعة الاقتصادية في غرب إفريقيا والتباحث بشأن عودة البلدان الثلاث (مالي، وبوركينافاسو والنيجر) لعضوية مجموعة الإيكواس، إلى جانب تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري لاسيما في قطاع الصيد البحري والطاقة، إلى جانب تصدر التحديات الإقليمية المشتركة جدول المباحثات الثنائية، لاسيما مكافحة الإرهاب، ومكافحة الهجرة غير المشروعة والتجارة غير المشروعة العابرة للحدود. ومن ثم، يُمكن تناول مخرجات الجولات الخارجية للرئيس السنغالي فالي، وما تحمله من دلالات، على النحو التالي:
1- مخرجات الجولات الإفريقية للرئيس فاي
كانت موريتانيا الوجهة الأولى للرئيس السنغالي الجديد في أولى جولاته الخارجية؛ حيث زار نواكشوط في 18 أبريل في زيارة استمرت ليوم واحد[1]، تم خلالها مناقشة الملفات ذات الأولوية بالنسبة للتعاون المتعدد الأوجه مثل الدفاع والأمن، والصيد والطاقة والمياه والنقل والاقتصاد والتجارة، كما اتفقا على العمل معا وباستمرار لتعزيز العلاقات المميزة التي تربط البلدين[2]. تبعها مباشرة زيارة إلى غامبيا في 20 أبريل استمرت ليوم واحد[3]، توصل خلالها الرئيس الغامبي ونظيره السنغالي إلى التأكيد على التزامهما بالحفاظ على المجلس الرئاسي المؤسس منذ العام 2018 الذي يهدف إلى رفع التعاون بين البلدين إلى مستوى استراتيجي، إلى جانب تكثيف المشاورات بين سلطات الحكومتين لتنفيذ الاتفاقيات الموقعة في قطاعات الأمن والدفاع وإدارة الغابات والحياة البرية والتجارة والسفر الجوي والتعليم والقضاء[4].
وفي ثالث واجهه خارجية له عقب موريتانيا وغامبيا، زار الرئيس فاي غينيا بيساو في 30 أبريل 2024[5]، ما يعكس المكانة الرئيسية التي يحتلها محور “داكار بيساو” في الأولويات الدبلوماسية للرئيس فاي، والتي تم التوصل خلالها إلى أهمية الحفاظ على العلاقات الثنائية القوية وتعزيز التعاون في العديد من المجالات مثل التعليم والاقتصاد[6]، لاسيما أن التجارة بين البلدين تؤثر على جميع المجالات من الأمن إلى الثقافة، بما في ذلك قطاع صيد الأسماك الاستراتيجي للغاية[7].
وفي أعقاب هذه الجولة، أجرى الرئيس السنغالي فاي زيارة في 7 مايو إلى الكوت ديفوار في أول زيارة إلى بلد غير متاخم للسنغال في تجاوز لما يُعرف بـ“دبلوماسية القرب” التي ينتهجها الرئيس فاي منذ توليه السلطة[8]، والتي تم خلالها التأكيد على تقارب وجهات النظر حول عدة مواضيع، لا سيما قضايا الديمقراطية والتعاون الإقليمي والوضع الدولي، بينما تم الاتفاق على زيادة التجارة بين البلدين والارتقاء بها إلى مستوى يليق بالإمكانات القوية للتعاون بين البلدين، تزامناً مع اكتشاف مكامن كبيرة من النفط والغاز لدى الجانبين، ناهيك عن الحاجة إلى تعزيز التعاون في القطاعات ذات الأولوية مثل الزراعة والثروة الحيوانية والدفاع والأمن والتعليم والطاقة، إلى جانب الاتفاق على إعادة تنشيط لجنة التعاون الإيفوارية السنغالية الكبرى التي لم تجتمع منذ عام 2014[9].
علاوة على ذلك، فلقد اعرب الرئيس الايفواري عن رغبته في لعب الرئيس فاي دوراً في تعزيز الوحدة في التجمعات الإقليمية ودون الإقليمية الرئيسية التي يتقاسمونها، لاسيما الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا (WAEMU)، والجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (ECOWAS)، والاتحاد الإفريقي، مع إيلاء اهتمام خاص بتعزيز التضامن وتنفيذ الإصلاحات الضرورية داخل الإيكواس وحل سوء الفهم داخل هذه المنظمة، التي تُعد أداة هائلة للتكامل دون الإقليمي وإرثًا ثمينًا للآباء المؤسسين يجب الحفاظ عليه[10].
وفي 16 مايو، استضاف الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو الرئيس فاي، تم خلالها الاتفاق على توحيد الهدف والهيكل في غرب إفريقيا للتصدي بفعالية للتحديات التي تواجه المنطق، بما في ذلك الإرهاب والتجارة غير المشروعة والفقر، كما أكد تينوبو على احترام ومراقبة المؤسسات والمبادئ المهمة، مثل القضاء وسيادة القانون، من أجل الحفاظ على الديمقراطية، التي اثبتت السنغال مدى تمسكها بها، بينما دعا الرئيس فاي إلى إعادة تنشيط اللجنة المشتركة بين نيجيريا والسنغال لتعزيز العلاقات الثنائية في مجالات الدبلوماسية والتجارة ومجالات أخرى[11].
وفي 18 مايو، وصل الرئيس السنغالي فاي إلى العاصمة الغانية أكرا، التي تم خلالها الاتفاق على بذل مزيد من الجهود لإعادة دول النيجر ومالي وبوركينافاسو إلى المجموعة الاقتصادي في غرب إفريقيا[12]، تبعها زيارة إلى العاصمة الغينية كوناكري استمرت يومين، وأجرى محادثات مع زعيم المجلس العسكري الجنرال مامادي دومبويا، تضمنت التباحث بشأن ترسيم الحدود بين البلدين“بطريقة توافقية ونهائية”، في إطار عمل اللجان الوطنية المسؤولة عن إدارة الحدود. علاوة على ذلك، ركزت المباحثات على مناقشة سُبل تعزيز آليات مكافحة الهجرة غير المشروعة بين البلدين والتي تُعد مركز رئيسي للمهاجرين المتجهين نحو أوروبا، بالإضافة إلى اتفاق الجانبين على تكثيف جهود مكافحة الجماعات الإرهابية[13].
وفي 31 مايو، أجرى الرئيس السنغالي فاي أول زيارة له لزعماء دولتي مالي وبوركينافاسو في غرب إفريقيا، ضمن سلسلة الجولات الخارجية التي أجراها الرئيس فاي في إطار تعزيز روابط الصداقة والعمل، بهدف تعزيز العلاقات التاريخية وتعزيز روابط حسن الجوار التاريخية، والتلاقح الاجتماعي والثقافي”، وفق البيان الصحفي الصادر عن الرئاسة السنغالية، في خضم وضع إقليمي ساحلي مضطرب محفوف بالحساسيات السياسية والتحديات الأمنية.
واستهل الرئيس فاي جولته الأخيرة بزيارة مالي التي التقى خلالها برئيس المجلس العسكري الجنرال عاصمي غويتا في العاصمة المالية باماكو، والتي تصدر خلالها مناقشة انسحاب مالي من عضوية المجموعة الاقتصادية في غرب إفريقيا على رأس أجندة المباحثات الثنائية بين البلدين، حيث علق الرئيس فاي “أتفهم موقف مالي، الذي على الرغم من جموده، إلا أنه ليس غير مرن تماما“[14]، مُضيفاً يتعين على جميع الأطراف العمل معا لإيجاد وسائل إيجابية لتعزيز التكامل، بما في ذلك من خلال التعاون الثنائي، مؤكداً على وجود “نافذة انفتاح تسمح لنا بإقامة خيط للحوار[15].
وعقب ساعات من زيارة مالي، وصل الرئيس السنغالي إلى العاصمة البوركينية واغادوغو، التقى خلالها بالرئيس الانتقالي الجنرال”إبراهيم تراوري”، من أجل التباحث في عدد من الملفات أبرزها عضوية بوركينافاسو في مجموعة الإيكواس، إلى جانب سُبل تعزيز العلاقات القائمة ومناقشة القضايا الحاسمة، بما في ذلك الأمن الإقليمي والتعاون الاقتصادي والمبادرات المشتركة للتنمية المستدامة[16]، بما في ذلك تعزيز المحور التجاري الذي يربط عاصمتي البلدين، داكار وواغادوغو، إلى جانب مواصلة تطوير التبادلات والتعاون الثنائي؛ ففي العام 2020، بلغت حركة الشحن على ممر داكار-باماكو أكثر من 2,7 مليون طن، على الرغم من جائحة كوفيد-9[17]، بالإضافة إلى مناقشة التحديات المشتركة، مثل قضايا الأمن والإرهاب ومكافحة الجريمة عبر الحدود.
2- دلالات سلسلة الجولات الإفريقية للرئيس السنغالي
حملت الجولات الخارجية الإقليمية الإفريقية للرئيس السنغالي فاي عدة دلالات مهمة ورئيسية، أبرزها؛
– إصلاح المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا
جاء إصلاح المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، والعمل على إدخال تغييرات جذرية في المجموعة ضمن الوعود الانتخابية التي اطلقها الرئيس فاي خلال حملته الانتخابية بقوله: “أطلق نداء لإخواننا وأخواتنا الأفارقة للعمل معا من أجل تعزيز المكاسب التي تم تحقيقها في عمليات تحقيق التكامل في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا مع تصحيح نقاط الضعف وتغيير بعض الأساليب والإستراتيجيات والأولويات السياسية“[18]؛ حيث أن خطة الرئيس فاي بإصلاح مجموعة الإيكواس تضمنت تطوير برلمان ومحكمة “إيكواس” والحد من هيمنة مؤتمر رؤساء الدول والحكومات، مع العمل على وضع برنامج للتعاون اللامركزي يضم دول غرب إفريقيا، يتضمن تنظيم المعارض التجارية على مستوى المدن، والفعاليات الاجتماعية والثقافية والتوأمة بين مدن غرب إفريقيا[19] .
ومن ثم، تصدرت قضية اصلاح مجموعة الإيكواس قائمة المباحثات في كافة جولاته الخارجية، لاسيما مسألة عودة مالي وبوركينافاسو والنيجر إلى عضوية مجموعة الإيكواس، خاصة أن نيجيريا تتولى رئاسة المجموعة خلال زيارة الرئيس السنغالي فاي إلى ابوجا، وهو ما يكشف عن حرص الأخير في كسب دعم ابوجا في ما يبذله من جهود لاصلاح المجموعة، واقناع البلدان الثلاثة على العودة إلى عضوية المجموعة[20].
لقد كان لانسحاب بلدان مالي والنيجر وبوركينافاسو من مجموعة الإيكواس تأثير كبير على التوازنات الإقليمية، وهو ما يُستدل عليه بأنه عقب شهر واحد من إعلان انسحاب البلدان الثلاثة من مجموعة الإيكوس تم رفع جزئي للعقوبات والإجراءات التجارية المفروضة عليهم، حيث تُنتج البلدان الثلاثة حوالي 12% من الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة، وأن إجمالي عدد السكان في البلدان الثلاثة يُمثل 17,4 % من سكان إقليم غرب إفريقيا البالغ 425 مليون نسمة[21]. ويبدو أن دعوة الرئيس السنغالي فاي قد لاقت دعماً من قبل هذه البلدان؛ فعلى سبيل المثال حث الرئيس الغاني “نانا أكوفو أدو” نظيره السنغالي على استخدام حسن نواياه داخل المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا للمساعدة في حل النزاعات مع النيجر وبوركينا فاسو ومالي[22].
ومما يذكر أن مالي والنيجر وبوركينافاسو اعلنوا انسحابهم من مجموعة الايكواس في يناير 2024، مع مناقشة الخروج من فرنك الاتحاد المالي الإفريقي وإنشاء عملة مشتركة لبلدانهم الثلاثة[23]. وجاء الانسحاب بدعوى أن المجموعة خاضعة للنفوذ الفرنسي، واتجهت على إثرها البلدان لتشكيل تجمع إقليمي جديد “تحالف دول الساحل” (AES)، يتم من خلاله تعزيز الجهود العسكرية والاقتصادية بينهم، مثلما جاء على لسان وزير الدفاع المالي عبد الله ديوب[24]. وفي 19 مايو، اتفقت سلطات النيجر ومالي وبوركينا فاسو على “الصيغة النهائية” لخطة تشكيل اتحاد كونفدرالي لدول الساحل الإفريقي، بينما أكد وزير خارجية النيجر باكاري ياو سانغاري أن النص النهائي سيتم اعتماده في قمة رؤساء الحكومات العسكرية للدول الثلاث، دون تحديد موعد الاجتماع[25].
2- فاي ..زعيم إقليمي يسعى لترسيخ سيادة إقليمية جديدة
هناك شاهدين رئيسيين يُمكن استنتاجها من سلسة الجولات الخارجية التي أجراها الرئيس السنغالي لعدد من دول غرب أفريقيا، أولهما؛ أن هناك مسعى من قبل الرئيس فاي للعب دور الزعيم الإقليمي الذي يأخذ على عاتقة خلق أجواء من الدفء والوئام في إفريقيا، لاسيما بين دول غرب إفريقيا، خاصة بلدان (مالي والنيجر، وبوركينافاسو) ومجموعة الإيكواس، مع العمل على تعزيز الوحدة الإفريقية وإعادة تنشيط التكامل والتعاون الإقليمي[26]، بل إن استقبال الرئيس فاي للزعيم الرواندي بول كاغامي في العاصمة السنغالية داكار في منتصف مايو، منح ثقل سياسي للرئيس فاي وعزز من شعبيته بين فئة الشباب انطلاقاً لما يمثله الزعيم كاغامي من أهمية رمزية[27] لدى التيار الداعم والمنادي للوحدة الإفريقية والحفاظ على السيادة الإفريقية.
كما أن اهتمام الرئيس فاي بإيلاء اهتمام بالغ بتحريك وتنشيط كافة أنماط التعاون والتكامل الاقتصادي والتجاري بين السنغال ودول غرب إفريقيا، لاسيما دول الجوار السنغالي، يعكس- من جانب آخر – محاولة الرئيس فاي تمثيل نفسه كزعيم إقليمي يسعى إلى تحقيق التكامل والتعاون الإقليمي، مع حلحلة أية معوقات وأزمات ساهمت في بث الانقسام بين دول الإقليم، وهو ما ينعكس في دعواته وحثه على إصلاح مجموعة الإيكواس، إلى جانب تصدر الملفات الاقتصادية والتجارية قائمة المباحثات للرئيس السنغالي خلال كافة جولاته الخارجية. بمعنى آخر، يعتمد الرئيس فاي على تعزيز أواصر التعاون والعلاقات بين السنغال ودول الإقليم عبر البوابة الاقتصادية، باعتبارها أحد أبرز الملفات الملحة لدى دول غرب إفريقيا في خضم ما يواجهونه من تحديات.
أما بالنسبة لثاني الشواهد المنعكسة من جولات الرئيس فاي الخارجية فتتمثل فيما يُمكن تسميته بمحاولة الرئيس فاي للحفاظ على السيادة الإقليمية، وفي القلب منها سيادة السنغال، عبر إعادة صياغة علاقات السنغال وكذلك علاقات المنطقة مع الشركاء الدوليين في ضوء ما يقوم به من جولات، لاسيما مع فرنسا – الشريك التجاري الرئيسي لداكار- بما يُمكنها من تحقيق قدر من الاستقلالية بعيداً عن نظام التبعية المعهودة مع بعض دول القارة ومُستعمريها مثل فرنسا؛ تنفيذاً لما اطلقه من وعود خلال حملته الانتخابية، بقوله؛ “من الآن فصاعدا، سنكون دولة ذات سيادة ومستقلة تتعاون مع الجميع ولكن في شراكات مربحة للجانبين”، متعهداً بـ”استعادة السيادة”، وهي الكلمة التي استخدمها ما لا يقل عن 18 مرة في بيانه، والذي يتضمن الالتزام بإعادة التفاوض على عقود التعدين والمواد الهيدروكربونية مع الشركاء الدوليين التي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ هذا العام[28]، مما قد يوفر دفعة لاقتصاد البلاد ويجذب اهتمام القوى الإقليمية والعالمية.
ناهيك عن إعادة النظر في اتفاقيات الصيد الموقعة مع الاتحاد الأوروبي، نظراً لما تحتله تجارة الصيد من أهمية استراتيجية لدى المجتمع السنغالي؛ حيث يعيش نحو 600 ألف أسرة سنغالية على مهنة الصيد، بينما يتعرضون للنهب من سفن الصيد الأوروبية والآسيوية، إلى جانب تعهد الرئيس فاي بتطوير قطاع الموارد الأولية لضمان الأمن الغذائي ورفع مستوى الاكتفاء الذاتي في البلاد، بالإضافة إلى ما اطلقه من وعود بالإصلاح النقدي والذي يتضمن طرح عملة جديدة، بدلا من فرنك الاتحاد المالي الإفريقي، مع التأكيد على أن اتخاذ هذه الخطوة لن يتم إلا بموجب عدد من الشروط الصارمة، وذلك بهدف بث تطمينات في نفوس شركاء السنغال الدوليين. بمعنى آخر، تهدف السنغال خلال عهد الرئيس فاي لإعادة التوازن في علاقاتها الخارجية مع شركاءها الدوليين إلى صلب هذه العلاقة، خاصة مع فرنسا عبر إعادة صياغة العلاقات على أساس سياسة مربحة لكافة الأطراف (Win Win Policy)[29]، وهو الأمر الذي من المتوقع أن يكون محل تباحث خلال الزيارة المرتقبة للرئيس السنغالي فاي إلى فرنسا في 20 يونيو والتي سيلتقي خلالها فاي بالرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون”[30]، مع تأكيد داكار عن عدم وجود أية خطط لتخليها عن الشراكة الفرنسية.
3- تعزيز التعاون والشراكة الاقتصادية والتجارية السنغالية الإقليمية
تصدر الملف الاقتصادي والشراكات التجارية السنغالية الخارجية أجندة مباحثات الرئيس فاي خلال جولاته الخارجية، مثلما يتصدر أجندته الداخلية، في ضوء ما اطلقه من وعود بإعطاء الأولوية للأصول الرئيسية مثل قطاعات النفط والغاز وصيد الأسماك، في خضم تعدد آليات التعاون المشترك. فعلى سبيل المثال، كان حقل تورتو أحميم الكبير للغاز الطبيعي المسال الواقع على الحدود البحرية لنواكشوط وداكار والأكبر من نوعه في منطقة خليج غينيا، أحد نقاط التباحث خلال زيارة الرئيس فاي لنواكشوط، حيث يشترك البلدان في الحقل الذي تم تطويره بشكل مشترك من قبل شركة الطاقة البريطانية العملاقة “بي بي”، والشركة الأمريكية “كوزموس إنيرجي”، والشركة الموريتانية للمحروقات “إس إم إتش” وشركة “بتروسين” السنغالية[31].
ومع إعلان شركة بريتيش بتروليوم في 4 يونيو 2024، وصول وحدة الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة إلى مشروع المرحلة الأولى للغاز الطبيعي المسال في جراند تورتو أحميم (GTA) بدأت أول خطوة حاسمة في تطوير الحقل بما يعكس مدى المرونة والتعاون بين جميع الشركاء في تطوير الحقل الذي من المتوقع أن تنتج المرحلة الأولى منه حوالي 2.3 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويًا لأكثر من 20 عامًا، وهو ما يلبي الطلب المحلي المتزايد على الغاز الطبيعي في كل من السنغال وموريتانيا، وهو ما يمنح الرئيس فاي قدر كبير من الثقة والمصداقية بينه وبين الشعب السنغالي[32]. يُضاف إلى ذلك، أن هناك اتفاقية لمصايد الأسماك بين داكار ونواكشوط، ذات أهمية بالغة في قطاع صيد الأسماك، بل كانت زيارة الرئيس فاي إلى نواكشوط فرصة لايصال طلب رؤساء منظمات الصيد السنغالية بشأن إطلاق سراح قوارب البيروج السنغالية التي تم احتجازها للتفتيش في موريتانيا بعد اتهامها بعدم الامتثال للتشريعات الموريتانية [33].
على الجانب الآخر، تتمتع السنغال وغينيا بيساو بتعاون وثيق في جميع المجالات تقريبا، من الأمن والثقافة إلى قطاع مصايد الأسماك، في حين تبقى مصايد الأسماك أحد مجالات التعاون الرئيسية بين البلدين بموجب اتفاقية مصايد الأسماك الموقعة في ديسمبر 1978، كما تُشكل إدارة الحدود أحد ركائز التعاون، حيث تم إنشاء لجنة فنية مشتركة لبدء وتنفيذ إجراءات مشتركة للتسوية السلمية للنزاعات وتعزيز السلام والأمن في المناطق الحدودية في نوفمبر 2023. أما على صعيد التبادل التجاري، فتُعد غينيا بيساو أحد شركاء داكار التجاريين، حيث تقدر صادراتها بـ 108.257 طن في عام 2022، وهو ما يمثل تحسنا بنسبة 33.5 %، مقارنة بعام 2021، كما شرعت السنغال وغينيا بيساو في مشروع لتحسين الممر الذي يربط عاصمتيهما، بدعم من بنك التنمية الإفريقي، هذا بخلاف التعاون الوثيق بين البلدين في المجال الثقافي .[34]
أما على المستوى الأمني، لا يزال نحو مائة جندي سنغالي يتمركزون في غينيا بيساو ضمن القوة المنتظرة التابعة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) التي تم تجديد ولايتها في ديسمبر 2023 لمدة عام.[35] في حين أن مالي تُعد الشريك الإفريقي الأول للسنغال، وفي العام 2022، وجهت باماكو أكثر من 50 % من مبيعاتها إلى داكار[36].
ثانياً: الاصطدام بالواقع..تحديات محتملة للرئيس السنغالي فاي
من الشاهد أن الرئيس السنغالي الجديد فاي يواجه عدة تحديات انطلاقاً مما يتبناه من رؤية جديدة للسنغال وللإقليم تقوم على الاستقلالية وتعزيز الوحدة الإفريقية، أبرزها التالي:
1 – تبنى خطاب سياسي داعم للاستقلالية وحق تقرير المصير
يُعد أحد أبرز وأهم التحديات التي تواجه الرئيس فاي منذ اليوم الأول لتوليه سدة الحكم، ما اطلقه الرئيس فاي من دعوات لترسيخ السيادة السنغالية، والحفاظ على استقلالية البلاد، والانفصال عن النظام الاستعماري الجديد مع الوعد بالتغيير من خلال تحقيق قدر من التوازن في علاقات السنغال مع شركاءها الدوليين، لاسيما فرنسا الشريك الرئيسي التجاري للسنغال ومستعمرها السابق، بل إن اتجاه خطاب الرئيس فاي القائم على تعزيز الوحدة الإفريقية والانفصال عن النظام الاستعماري، وتقاطعه مع نفس لغة الخطاب الإفريقي السيادي لرؤساء المجالس العسكرية في النيجر ومالي وبوركينافاسو، سيؤدي إلى توتر العلاقات بين السنغال وباريس وعدد من شركاءها الغربيين[37]، لاسيما بعدما صرح رئيس زراء السنغال الجديد “عثمان سونكو” والصديق المقرب للرئيس فاي قائلاً: “لن نتخلى عن إخواننا في منطقة الساحل، وسنقوم بكل ما هو ضروري لتوثيق علاقاتنا”[38].
بل إن أحد الأبعاد التي من المحتمل أن تُزيد من تعقيد العلاقات مع فرنسا هو انتقاد “عثمان سونكو” للوجود العسكري الفرنسي في داكار الذي يُقدر بنحو 350 جُنديا، مُشيراً إلى أن الرغبة في إلغاء وجود القوات الفرنسية وغيرها من القوات الأجنبية، لا يقوض معاهدات الدفاع التي وقعتها السنغال مع تلك الدول، كما انتقد القيم الغربية التي تسعى باريس والغرب لترسيخها في البلاد، ولا تتناسب مع قيمها وعاداتها وتقاليدها مثل حقوق الشواذ جنسيا[39]، مؤكداً رغبة السنغال في حق تقرير المصير.
2- رفع الرئيس فاي سقف طموحات التغيير لدى المجتمع السنغالي
تبنى الرئيس السنغالي الجديد فاي خطابا وبرنامجا إصلاحيا قائما على التغيير، اطلق خلاله حزمة من الوعود تأتي تلبية لدعوة ورغبة المجتمع السنغالي، انعكست في عدة تصريحات منها قوله:”اتّخذ الشعب السنغالي خيار القطيعة” مع النظام القائم في البلاد خلال عهد الرئيس السنغالي السابق “ماكي سال” الذي يُعد الذراع اليمنى لباريس، مؤكداً على أن المصالحة الوطنية وإعادة بناء مؤسسات الدولة ستكون من الأولويات في عهده إضافة رفع المستوى المعيشي للأفراد ومحاربة الفساد[40]. ومن ثم، فإن منتخبي الرئيس فاي، لاسيما فئة الشباب، يعلقون عليه العديد من الأحلام والتوقعات، وبالتالي يكمن التحدى الأبرز لدى الرئيس فاي بتحويل الوعود إلى نتائج ملموسة، لاسيما أن المؤشرات الأولية تُنذر بتوتر علاقات السنغال الخارجية مع عدد من الشركاء الدوليين، لاسيما الغرب، وهو ما قد يُعيق الرئيس فاي عن تحقيق وعوده للشعب السنغالي.
يُضاف إلى ذلك، أن الوقت اللازم للتكيف مع تعقيدات الحكم، إلى جانب السياق الدولي المتغير، يمكن أن تقف حجر عثرة أمام الحكومة الجديدة، ناهيك عن أن حزب الرئيس فاي “باستيف” يتمتع بأقلية في البرلمان، لذلك لم يستبعد فاي حل المجلس النيابي إذا وجد أغلبية تعارضه وتمنعه من تنفيذ إصلاحاته، وهو ما يفرض على الأخير حتمية البحث عن الوسائل والآلية اللازمة للموائمة مع باقي التيارات السياسية، وتحقيق هذه الوعود[41] .
3- رفض البلدان الثلاثة العودة إلى مجموعة الايكواس
على الرغم مما يبذله الرئيس فاي من جهود من أجل إصلاح مجموعة الإيكواس، وإقناع البلدان الثلاثة (مالي والنيجر وبوركينافاسو) للعودة إلى حضن المجموعة، إلا أنه يبدو أن البلدان الثلاثة قد وجدت ضالتها في الانسحاب من المجموعة وما اطلقته من تحالف جديد (تحالف الساحل) وهو ما يُستدل عليه بمؤشرين، أولهما؛ تصويت الجمعية التشريعية الانتقالية في بوركينا فاسو في 29 مايو، قبيل زيارة الرئيس فاي للبلاد بساعات وبالإجماع، على المصادقة على ميثاق “ليبتاكو غورما” المنشئ لتحالف دول الساحل الجديد[42].
أما بالنسبة لثاني المؤشرات فتتمثل في الدعوة التي وجها رئيس وزراء النيجر علي لامين زين، إلى أعضاء المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (ECOWAS) في 30 مايو وقبيل رحلة الرئيس فاي إلى مالي وبوركينافاسو، للانضمام إلى تحالف دول الساحل، وذلك خلال الاجتماع السنوي لمجلس محافظي بنك التنمية الإفريقي في العاصمة الكينية نيروبي، وهي الدعوة التي عبر عنها بقوله “لا يمكنني أن أكون استفزازيا للغاية، لكني أريد أن أطلب من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا الانضمام إلى الرابطة، هناك دول في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا قد ترغب على الأرجح في الانضمام إلى الرابطة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا لأن ثقافة السيادة والكرامة للقارة موجودة داخل الرابطة”.
ولقد جاءت هذه الدعوة بعدما حثت غانا ونيجيريا الرئيس السنغالي فاي على تشجيع عودة النيجر ومالي وبوركينا فاسو إلى مجموعة الإيكواس، والتي سبقها إعلان برلمان الإكواس عن اعتزامه تشكيل لجنة وساطة مخصصة تهدف إلى إعادة توحيد النيجر ومالي وبوركينا فاسو مع المنظمة[43].
نهاية القول، يحمل الرئيس السنغالي الجديد فاي رؤى وبرنامجًا طموحًا لإصلاح السياسية الداخلية، وإعادة التوازن إلى علاقات السنغال الخارجية، يُقدم من خلالها نفسه كزعيم إقليمي يسعى للحفاظ على سيادة السنغال، وترسيخ سياسة إقليمية جديدة تقوم على الاستقالية وتدفع نحو تحقيق الوحدة الإفريقية. وعلى قدر ما يحمله الرئيس فاي من بوادر تغيير، إلا أن هناك حزمة من التحديات المحتمل أن يواجها الرئيس فاي قد تُعيقه عن تحقيق برنامجه السياسي والاقتصادي داخلياً وخارجياً.
…………………………………
[1] الرئيس السنغالي ينهي زيارته لموريتانيا، الصدى، 19 أبريل 2024.
[2] أصداء زيارة الرئيس السنغالي إلى نواكشوط والتغطية الإعلامية الواسعة التي أعقبتها في موريتانيا والسنغال و أنحاء العالم، الوكالة الموريتانية للإعلام، 20 أبريل 2024.
https://www.ami.mr/archives/193178
[3] President Barrow to Host Senegal’s President Faye on Maiden Visit , Office of the president Republic of The Gambia, 18 April 2024.
https://op.gov.gm/president-barrow-host-senegals-president-faye-maiden-visit
[4] Barrow, Faye Expresses Satisfaction with Senegambia’s Relationship, The Voice , The Voice,
22 April 2024.
[5] غينيا بيساو ثالث وجهة خارجية للرئيس السنغالي المنتخب باشيرو فاي، مدار، 29 أبريل 2024.
[6] Sénégal : le Président D. Faye plaide pour une hausse du volume des échanges commerciaux avec la Guinée-Bissau, Africa 24 , 1 May 2024.
[7] SENEGAL-GUINEEBISSAU-VISITE / Le président Faye en Guinée-Bissau pour consolider l’axe Dakar-Bissau, APS , 30 April 2024.
https://aps.sn/le-president-faye-en-guinee-bissau-pour-consolider-laxe-dakar-bissau/
[8] الرئيس السنغالي يزور الثلاثاء ساحل العاج، الأخبار الموريتانية، 6 مايو 2024.
https://alakhbar.info/?q=node/53966
[9] MAMADOU OUSMANNE, Ivory Coast – Senegal: Faye Meets Ouattara, Powers of Africa, 8 May 2024.
https://powersofafrica.com/article/610/ivory-coast-senegal-faye-meets-ouattara
[10] Idem.
[11] Nigeria: Tinubu Hosts Senegalese President, Faye, All Africa , 17 MAY 2024
https://allafrica.com/stories/202405170204.html
[12] Ghana calls on visiting Senegalese president to help reduce regional tensions, VOA, 19 May 2024.
[13] السنغال وغينيا كوناكري تريدان تسوية الحدود بينهما بطريقة توافقية، البيان الإماراتي ، 26 مايو 2024.
http://elbeyan.info/node/19670
[14]– Senegal: President Faye says Mali ‘not inflexible’ on ECOWAS, Africa News, 31 May 2024.
[15] Senegal president says Mali ‘not totally inflexible’ on ECOWAS bloc, reuters, 31 May 2024.
[16] Senegal and Burkina Faso Strengthen Ties with President Faye’s Visit to Ouagadougou sputnik news, 31 May 2024.
[17] Dakar Rally ,Senegal: President Faye attempts “soft” mediation with the councils of Mali and Burkina Faso, Nova News , 31 May 2024.
[18] شراكة وقطيعة وتواضع.. ديوماي فاي يحدد أولوياته في رئاسة السنغال، الجزيرة، 26 مارس 2024.
[19] زلزال انتخاب فاي.. اتجاهات التغيير القادم في السنغال، مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، 2 أبريل 2024.
[20] Senegal’s new president welcomes challenge to help reconcile ECOWAS with Mali, Burkina Faso, and Niger, Arab News, 18 May 2024
[21] Dakar Rally , OP.CIT.
[22] Senegal’s new president welcomes challenge to help reconcile ECOWAS with Mali, Burkina Faso, and Niger, OP.CIT.
[23] À Abidjan, le président sénégalais souhaite “dissiper les malentendus” au sein de la CEDEAO, yenisafak ,8 May 2024.
[24] النيجر ومالي وبوركينا فاسو تتفق على الصيغة النهائية لتشكيل اتحاد كونفدرالي، روسيا اليوم، 19 مايو 2024.
https://2u.pw/mH4AffRE
[25] – المرجع السابق.
[26] Senegal president travels to Mali, Burkina Faso, Voa Africa, 30 May 2024.
https://www.voaafrica.com/a/senegal-president-travels-to-mali-burkina-faso/7634841.html
[27] Jules Crétois, Senegal’s President Faye visits coup leaders in Mali and Burkina Faso, le monade, 30 May 2024.
[28]بعد فوزه رسميا بالانتخابات.. ما هي وعود رئيس السنغال الجديد؟، سكاي نيوز عربية، 28 مارس 2024.
[29] – المرجع السابق.
[30] Jules Crétois, OP.CIT.
[31] Senegal’s Faye makes first foreign visit as president to Mauritania , France 24, 18 April 2024.
[32] Mega gas project off Mauritania, Senegal in major leap, AP News, 4 June 2024.
https://apanews.net/gas-megaproject-off-mauritania-senegal-makes-major-step/
[33] Senegal’s Faye makes first foreign visit as president to Mauritania , OP.CIT.
[34] Senegal’s Diomaye Faye on a friendly visit to Bissau, Apa news , 30 April 2024
https://apanews.net/senegals-diomaye-faye-on-a-friendly-visit-to-bissau/
[35] Guinée-Bissau: le nouveau président sénégalais Bassirou Diomaye Faye en visite, Radio France Internationale, 30 April 2024.
[36] Dakar Rally , OP.CIT.
[37] Jules Crétois, OP.CIT.
[38] رئيس وزراء السنغال الجديد ينتقد وجود فرنسا العسكري في بلاده ويوجه رسالة لمالي وبوركينا فاسو والنيجر، روسيا اليوم، 18 مايو 2024.
[39] المرجع السابق.
[40] رئيس السنغال باشيرو ديوماي فاي المنتخب يفتح صفحة جديدة في الحكم، مونت كارلو الدولية، 26 مارس 2024.
[41] زلزال انتخاب فاي.. اتجاهات التغيير القادم في السنغال، مرجع سبق ذكره.
[42] محمد حرمه، بوركينا فاسو.. البرلمان يصوت لصالح ميثاق تحالف دول الساحل، صحراء ميديا، 29 مايو 2024.
https://saharamedias.net/225063/
[43] النيجر تدعو دول الإيكواس للانضمام إلى تحالف الساحل، صدى البلد، 30 مايو 2024.
https://www.elbalad.news/6218041