تمهيد:
استضافت مدينة مراكش المغربية في الفترة ما بين 31 مايو إلى 2 يونيو 2023م، الحدث الأكبر في مجال التكنولوجيا والشركات الناشئة “جيتكس إفريقيا 2023م”، تحت شعار “إفريقيا واحدة.. فرص غير محدودة“؛ ليكون هذا الحدث ملتقى لعمالقة التكنولوجيا والحكومات والشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة والمبرمجين والمستثمرين والأكاديميين؛ بهدف بحث فرص التعاون وتسريع واستكشاف مشروعات جديدة.
ويُعدّ هذا الحدث فرعًا لجيتكس العالمية الذي يُقام سنويًّا في دبي منذ عام 1981م. وضمَّ جيتكس في نسخته الإفريقية هذه ما يزيد على 900 عارض وشركة ناشئة، و125 وفدًا حكوميًّا، بالإضافة إلى 20 ألف شريك تجاري. مستهدفًا استقطاب مجتمعات التقنية العالمية والمستثمرين الكبار في 26 قطاعًا رئيسيًّا نحو إفريقيا؛ من خلال برنامج مؤتمرات قوي ومتعدد القطاعات، وعلى رأسها فعالية المنصة الرئيسية التي تُعدّ ملتقًى للقادة وخبراء الأعمال ذوي الرؤية العالمية حول المستقبل الرقمي للقارة الإفريقية.
هذا إلى جانب انعقاد مؤتمر قمة القادة المؤثرين في إفريقيا الذي يجمع أكثر من 250 من قادة القطاعين العام والخاص وصُنّاع السياسات والمستثمرين والأكاديميين للدفع في اتجاه تحول القارة إلى سوق رقمية موحدة بوصفها أرض خصبة لاقتصاد الويب 3.0، بالإضافة إلى استضافة منتدى جيتكس إفريقيا لرواد الأعمال والشركات الناشئة، فضلاً عن عددٍ متنوع من القمم والفعاليات تضم: قمة المدن الرقمية، والأمن السيبراني، والتكنولوجيا المالية، وفاعلية نورث ستار لرواد الأعمال، وغيرها.
ويكتسب المعرض أهميته مما تمثله القارة من أهمية بوصفها سوقًا واعدة، بالإضافة إلى سماتها الديمغرافية المتميزة، مما يمثل دوافع وفرصًا استثنائية لتسريع وتيرة التحول. في الوقت الذي يزيد فيه الطلب على الاستثمار في مجال التكنولوجيا الذي يُتوقع أن يصل سوقها إلى ما يقرب من 715 مليار دولار بحلول 2050م في القارة.
وبالإشارة إلى مشروع إستراتيجية التحول الرقمي لإفريقيا (2020 – 2030م)، تهدف القارة إلى بناء سوق رقمية موحدة، وتطبيق المواطنة الرقمية، والنهوض بالتحول الرقمي لدفع التصنيع ولإحداث ثورة في القطاع المالي؛ حيث يتوقع أن يؤدي توفير الإنترنت لعدد 200 مليون شخص إضافي إلى مكاسب كبيرة في الناتج والإنتاجية وتعزيز المساواة. لذلك يُعدّ المعرض لبنة رئيسية لتحقيق ذلك.([1])
وقد جمع معرض جيتكس إفريقيا في نسخته الثانية GITEX Africa 2024، الذي أُقيم في الفترة من 29 إلى 31 مايو 2024م، القادة الإستراتيجيين وروّاد التكنولوجيا والمبتكرين ومبدعي الصناعة الاستثنائيين؛ لمشاركة رؤاهم حول الفرص التي تُوفّرها هذه التكنولوجيا الرائدة. من خلال ثلاثة قطاعات جديدة تهدف إلى دفع تقدم الابتكارات التكنولوجية المختلفة في جميع أنحاء القارة: الصحة الرقمية، والتصنيع الذكي، والتكنولوجيا الزراعية.
ويُعتَبر الحدث بوابة لإطلاق عصر جديد من الابتكار الرقمي، وحدثًا محوريًّا لتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، وتسريع وتيرة الاستثمار في الابتكار الرقمي؛ حيث جمع الحدث القادة والخبراء من مختلف المجالات التقنية والشركات الناشئة والمستثمرين من أكثر من 130 دولة، بهدف تعزيز الشراكات واستكشاف الفرص المستقبلية.
وتم تنظيم «جيتكس إفريقيا» تحت رعاية الملك محمد السادس، وبإشراف الوزارة المغربية المُكلّفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، بالتعاون مع الوكالة المغربية للتنمية الرقمية. وتولَّى تنظيمه شركة «كون العالمية»، واستقبل الحدث أكثر من 1400 شركة عارضة من جميع أنحاء العالم، مما مثَّل زيادة بنسبة 70% مقارنة بالنسخة الأولى.
وكانت أبرز ركائز الحدث:
1-ظاهرة الذكاء الاصطناعي:
حيث كان هذا العام هو عام ظاهرة الذكاء الاصطناعي وقدراته المثيرة متعددة الأغراض لتحويل قطاعات متنوعة، من الأمن السيبراني والخدمات السحابية وإنترنت الأشياء، إلى التمويل والاتصالات والزراعة والتعليم. كما حفَّز تأثير الذكاء الاصطناعي على التكنولوجيا الصحية على إطلاق مبادرة “المستقبل العالمي للصحة في إفريقيا“، مما أدى إلى تسريع ثورة الصحة الرقمية الصاعدة في القارة.
2-دعم الشركات الناشئة والابتكار:
عرضت أكثر من 700 من أبرز الشركات الناشئة العالمية من 45 دولة، في معرض جيتكس إفريقيا للشركات الناشئة، مما يُحفّز إحياء الاستثمار بشكل كبير في نظام بيئي مَرِن وحيوي للشركات الناشئة، والتي من المتوقع أن تجمع 10 مليارات دولار من أموال رأس المال الاستثماري بحلول عام 2025م([2]).
3-تنمية المهارات وإذكاء الدينامية التكنولوجية العَبر-إفريقية:
كان موضوع الإمكانيات الثورية للذكاء الاصطناعي وقدرته على رفع العراقيل التقليدية التي تعترض التنمية الاقتصادية في إفريقيا، في قلب المناقشات خلال جيتكس إفريقيا 2024م. وسيُحفّز هذا الحدث التقدم التكنولوجي عبر القارة الإفريقية في العديد من المجالات، من قبيل التكنولوجيا السحابية، إنترنت الأشياء، الأمن السيبراني، الصحة الرقمية، الخدمات المالية المستقبلية، التكنولوجيا واسعة الانتشار، المدن الرقمية، والاتصالات. كما يُقدّر الخبراء في قطاع التكنولوجيا أن ازدهار الذكاء الصناعي سيضيف 1.2 تريليون دولار للاقتصاد الإفريقي مع حلول 2030، وسيترتب عليه زيادة الناتج الخام الداخلي للقارة بنسبة 5.6%؛ معززًا ضرورة الحوارات الرقمية من أجل نشر التكنولوجيات التي تتسم في نفس الوقت بالاستدامة والأخلاقيات.
4-تعامل وزراء الحكومات وأصحاب الرؤى الرقمية مع التحديات التكنولوجية المُلِحَّة في إفريقيا:
جمع برنامج مؤتمر القيادة الأكثر تقدمًا في إفريقيا ما يزيد عن 450 متحدثًا من 70 دولة، من أجل مناقشة وتدقيق ومعالجة أكبر تحديات التكنولوجيا والفرص في إفريقيا بطموحات جريئة للمشاركة في إنشاء وتحديد خارطة الطريق الرقمية الخاصة بها لعموم إفريقيا. كما انعقدت قمة جيتكس إفريقيا الرقمية في إطار عشر جلسات، تم من خلالها استكشاف السياسات الحكومية واللوائح التنظيمية، والربط بشبكات الاتصالات، والمدن الرقمية، والخدمات المالية المستقبلية، والأمن الإلكتروني، والقدرة التحويلية للصحة الرقمية، مع ديناميكية المنظومة البيئية للشركات الناشئة الواعدة.
وفي السياق التالي نتناول فعاليات المعرض من خلال المحاور التالية([3]):
المحور الأول: فعاليات المنصة الرئيسية.
المحور الثاني: نقاشات حيوية.
المحور الثالث: دعم الشركات الناشئة وتنمية المهارات التكنولوجية.
المحور الأول: فعاليات المنصة الرئيسية
أولاً: قمة جيتكس إفريقيا الرقمية
تركز قمة جيتكس إفريقيا الرقمية على المناقشات الحاسمة المتعلقة بالتقدم الرقمي في إفريقيا ورحلتها نحو سوق رقمية موحدة. من بين 33 وفدًا حكوميًّا من جميع أنحاء إفريقيا اجتمعوا في عام 2023م، مع قادة التكنولوجيا العالميين والهيئات التنظيمية. وفي عام 2024م، عمل هذا التجمع على دفع التحول الرقمي في إفريقيا إلى الأمام من خلال استكشاف الجوانب متعددة الأوجه للمستقبل الرقمي، مع التركيز على السياسات والاتصال والمدن الرقمية، مستهدفين معالجة التحديات المُلِحَّة واغتنام الفرص الوفيرة:
1-السياسات: حيث تم التركيز على الموضوعات المهمة للتقدم الرقمي في إفريقيا والسوق الرقمي الموحد.
- الحوكمة المعتمدة على البيانات: حيث يقع 1% فقط من مراكز البيانات في القارة، مما يمثل فرصة مع تزايد التحول الرقمي، وتواجه إفريقيا عقبات في صياغة السياسات لمراكز البيانات، وضرورة إنشاء مرافق محلية لقابلية التوسع.
- ابتكار السياسات: من خلال دراسة المبادرات الحكومية، والشراكات بين القطاعين العام والخاص، والأُطر التنظيمية التي تُعزّز الرقمنة والابتكار.
- سد فجوة الاتصال: مناقشة الجهود الرئيسية الضرورية للتغلب على البنية التحتية غير الكافية، وارتفاع تكاليف الإنترنت، وانخفاض المعرفة الرقمية، وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي؛ لضمان اتصال واسع النطاق وشامل وبأسعار معقولة في جميع أنحاء القارة.
2-الاتصال: تُواجه الرحلة إلى شبكات النطاق العريض وشبكات الجيل الخامس الموسعة روابط معقدة مع النضالات المستمرة للوصول إلى الإنترنت غير الموثوق والمكلف. وتواجه القارة صعوبة في تمويل البنية التحتية، بالإضافة إلى التحديات التنظيمية، لكن 473 مليون إفريقي متصلون بالإنترنت، ومن المتوقع إضافة 300 مليون آخرين بحلول عام 2025م، مما يشير إلى إمكانية إطلاق العنان للنمو المستقبلي. من خلال:
- بناء وتعزيز البنية التحتية للشبكة: استكشاف إستراتيجيات لتعزيز البنية التحتية للشبكات في جميع أنحاء إفريقيا، بما في ذلك الاستثمارات في الألياف الضوئية والتقنيات اللاسلكية، وتوسيع شبكات الاتصالات للوصول إلى المجتمعات المحرومة.
- تحديث الشبكات: دراسة التعقيدات واستكشاف طرق تحسين الاتصال. واستكشاف الأساليب المبتكرة لتحديث الشبكات الحالية، بما في ذلك اعتماد التقنيات والبنيات المتقدّمة لتحسين الأداء والموثوقية.
3-المدن الرقمية: من خلال التعمق في التأثير التحويلي للتكنولوجيا والحلول المستندة إلى البيانات عبر المدن الإفريقية، ومعالجة التحديات الناشئة عن التحضر السريع والاكتظاظ السكاني. مع أن أكثر من 62% من سكان إفريقيا يبلغون من العمر 25 عامًا أو أقل، ممثلة قاعدة ديناميكية تنجذب بشدة إلى الابتكار.
- الحكومة الإلكترونية: من خلال التعرف على التقنيات الأكثر فعالية لأتمتة العمليات الإدارية، وتعزيز تفاعل المواطنين في إفريقيا.
- الهوية الرقمية وخدمات المواطنين: مناقشة قابلية التوسع وقابلية التشغيل البيني لأنظمة الهوية الرقمية لتحقيق التكامل السَّلس عبر مختلف القطاعات والهيئات الحكومية، بما في ذلك الرعاية الصحية والهجرة والخدمات الحكومية، وغيرها.
- بناء وتوسيع نطاق المراكز التقنية: كيفية التعامل مع مشكلات مثل الوصول المحدود إلى البنية التحتية، وقيود التمويل، وصعوبات الاحتفاظ بالمواهب، وتلقي الدعم الحكومي.
ثانيًا: المنتدى التنفيذي لجيتكس إفريقيا وتمكين صُنّاع السياسات من قيادة الاقتصاد الرقمي:
يتألف المنتدى التنفيذي لجيتكس إفريقيا من سلسلة من الجلسات التنفيذية الحصرية، والتي تُغطّي موضوعات مختلفة، وتهدف إلى إيجاد حلول قابلة للتنفيذ في التقاطع بين الهيئات التنظيمية والقطاع الخاص وأصحاب المصلحة في رأس المال. ويستهدف تمكين صناع السياسات من استخلاص رؤى الصناعة القيمة والضرورية لتنفيذ الأُطر التنظيمية. من خلال الاستفادة من مجموعة متنوعة من الخبرات التنظيمية التي تشمل التجارب والتطبيقات الحية والإستراتيجيات الناجحة. من خلال المشاركة في محادثات موضوعية مع الهيئات التنظيمية، وعرض دراسات الحالة المثالية، ومعالجة التحديات وتعزيز التعاون؛ من خلال:
- إحاطة حول حوكمة الذكاء الاصطناعي.
- الحوار التنفيذي G5.
- مستقبل الموائد المستديرة المالية.
- منتدى المستثمرين في إفريقيا الذكية.
- إحاطات تمويل المناخ.
- قمة الاستثمار.
وقد شكَّلت الإحاطات القُطرية: فرصة حصرية لاستكشاف المشهد التكنولوجي الوطني الديناميكي والقطاعات المتنامية، والكشف عن المشاريع والمبادرات المثيرة. وهي منصة فريدة لتعزيز الشراكات الدولية، وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، وتشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص من خلال ربط الحضور مع الهيئات الحكومية الكبرى والمنظمات المؤثرة التي تقود مشاريع وطنية ضخمة. وقد كانت البلدان محل التركيز هي:
المغرب: باعتباره بلدًا رائدًا في تطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إفريقيا، مع التركيز القوي على التحول الرقمي والابتكار وريادة الأعمال. وقد استثمرت البلاد في البنية التحتية للنطاق العريض، والمهارات الرقمية، وخدمات الحكومة الإلكترونية لتعزيز قدرتها التنافسية واندماجها الاجتماعي. وشملت الموضوعات الرئيسية:
- الاقتصاد الرقمي والتجارة الإلكترونية.
- مراكز الابتكار والشركات الناشئة.
- الحوسبة السحابية ومراكز البيانات.
- الذكاء الاصطناعي والمدن الذكية.
- التعليم الرقمي والصحة.
كينيا: باعتبارها المركز الإقليمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في شرق إفريقيا، وتتمتع بسمعة طيبة في مجال الابتكار وريادة الأعمال. وقد استفادت البلاد من انتشار الهاتف المحمول والاتصال بالنطاق العريض والمهارات الرقمية لإيجاد حلول لمختلف القطاعات مثل التعليم والصحة والزراعة والطاقة. وشملت الموضوعات الرئيسية:
- تكنولوجيا وتطبيقات الهاتف المحمول.
- التعلم الإلكتروني ومحو الأمية الرقمية.
- الصحة الإلكترونية والصحة الرقمية.
- الزراعة الإلكترونية والتكنولوجيا الزراعية.
- الطاقة المتجددة والشبكات الذكية.
جمهورية الكونغو الديمقراطية: فهي أكبر دولة في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا، وتتميز بثروتها المعدنية الغنية وسكانها الشباب. لكنها تُواجه العديد من التحديات فيما يتعلق بالاستقرار السياسي والأمن والبنية التحتية والفقر. ومع ذلك، فإنها توفر أيضًا العديد من الفرص للابتكار الرقمي، خاصةً في قطاعات مثل التعدين والطاقة والصحة والتعليم. وكان أبرز الموضوعات:
- تكنولوجيا التعدين والقيمة المضافة.
- الطاقة المتجددة والكهرباء.
- الصحة الإلكترونية ومراقبة الأمراض.
- التعليم الإلكتروني وتنمية المهارات.
- الأموال عبر الهاتف المحمول والشمول المالي.
نيجيريا: تعد نيجيريا أكبر سوق لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إفريقيا، مع نظام بيئي تكنولوجي نابض بالحياة يجذب المستثمرين المحليين والأجانب. تتمتع البلاد بإمكانيات هائلة للابتكار الرقمي، خاصةً في مجال التكنولوجيا المالية والتجارة الإلكترونية والصحة الإلكترونية والزراعة الإلكترونية. وأبرز الموضوعات:
- التكنولوجيا المالية والأموال عبر الهاتف المحمول.
- التجارة الإلكترونية والخدمات اللوجستية.
- الصحة الإلكترونية والتطبيب عن بُعْد.
- الزراعة الإلكترونية والأمن الغذائي.
- بلوكتشين والأمن السيبراني.
إثيوبيا: حيث تُعدّ الدولة واحدة من أسرع الاقتصادات نموًّا في العالم، ولديها رؤية لتصبح دولة متوسطة الدخل بحلول عام 2025م. وقد شرعت البلاد في رحلة التحول الرقمي لتحسين إنتاجيتها الاقتصادية وتقديم الخدمات والاندماج الاجتماعي. من خلال:
- البنية التحتية الرقمية والوصول إلى النطاق العريض.
- الحكومة الإلكترونية وتقديم الخدمات العامة.
- المهارات الرقمية والقدرة على الابتكار.
- التجارة الإلكترونية والتجارة الرقمية.
- علوم وتكنولوجيا الفضاء.
المحور الثاني: نقاشات حيوية
أولاً: قمة مستقبل التمويل
حيث شهدت الثورة المالية في إفريقيا زخمًا كبيرًا، من خلال الخدمات المصرفية التقليدية باستخدام الأموال عبر الهاتف المحمول إلى النمو الهائل في مجال التكنولوجيا المالية؛ حيث تُعيد القارة تعريف اللعبة المالية؛ إلا أن الوصول العادل إلى هذه الابتكارات المالية أمر بالغ الأهمية. وتجمع القمة عمالقة التكنولوجيا المالية ومحترفي blockchain ومحافظي البنوك المركزية وواضعي السياسات لمواجهة التحديات وركوب موجة الفرص. وكانت أبرز الموضوعات:
1-التمويل الأصغر والحصول على الإقراض في إفريقيا: في ضوء التوافر المحدود للمعلومات الائتمانية الشاملة وآلية تسجيل الائتمان الموثوقة، يمكن للشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية توسيع نطاق القروض والتمويل والحصول عليها في إفريقيا.
2-الشمول المالي: كيفية تحسين الثقافة المالية في جميع أنحاء القارة لزيادة اعتماد خدمات التمويل الرقمي في المناطق الريفية مع عدم ترك أحد يتخلف عن الركب.
3-ابتكارات الدفع عبر الحدود: مناقشة الحلول للبيئات التنظيمية المجزأة، وتقلبات العملات، ومحدودية التشغيل البيني، وفجوات البنية التحتية، ومشكلات الامتثال لمكافحة غسل الأموال واعرف عميلك، وارتفاع تكاليف المعاملات، والوصول المحدود إلى الخدمات المصرفية.
ثانيًا: منتدى الأمن السيبراني
في مواجهة التهديدات السيبرانية المتصاعدة؛ تواجه إفريقيا تحديات فريدة في مجال الأمن السيبراني؛ حيث تخسر 4 مليارات دولار سنويًّا بسبب الجرائم السيبرانية، أي ما يعادل 10٪ من ناتجها المحلي الإجمالي. ارتفعت الهجمات السيبرانية بنسبة تزيد على 20% في العام الماضي وحده، مما يُعرِّض النمو الاقتصادي والخصوصية الفردية للخطر. وعلى الرغم من هذه التحديات، يستثمر القطاع الخاص بنشاط في البنية التحتية للأمن السيبراني والمواهب. ومع تبنّي إفريقيا لتكنولوجيات جديدة مثل الحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء، هناك حاجة متزايدة إلى سياسات وأُطُر شاملة للأمن السيبراني. وكانت أبرز الموضوعات هي:
1-ارتفاع تكلفة البيانات: في العديد من البلدان الإفريقية، تؤدي تكاليف البيانات المرتفعة إلى قيام المستخدمين بتعطيل التحديثات التلقائية، مما يترك أجهزتهم مُحمَّلة ببرامج قديمة ونقاط ضعف أمنية محتملة.
2-القوى العاملة الماهرة: في إفريقيا، يتفاقم النقص في المتخصصين في مجال الأمن السيبراني بسبب الافتقار إلى برامج التدريب، مما يُعيق تطوير القوى العاملة الماهرة اللازمة لمستقبل رقمي آمن.
3-إجراءات أمنية سيئة: الافتقار إلى الخبرة والموارد لإجراء اختبارات شاملة للأمن السيبراني قبل إطلاق البرامج، مما يؤدي إلى كشف نقاط الضعف أمام القراصنة، وتعريض أمن المعلومات المالية العامة للخطر.
ثالثًا: المستقبل العالمي للصحة في إفريقيا
1-منتدى الاستثمار في الرعاية الصحية:
يتميز سوق الرعاية الصحية في القارة بتزايد عدد السكان، وزيادة التحضر، وارتفاع الطبقة المتوسطة. ومع ذلك، فإنها لا تزال تعاني من عدم كفاية البنية التحتية، ومحدودية الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الجيدة، والعبء الكبير من الأمراض. فهي مُتخلّفة في الإنفاق على الرعاية الصحية مقارنةً بالمناطق الأخرى، بمتوسط 6.1% فقط من الناتج المحلي الإجمالي، وهو أقل بكثير من المتوسط العالمي البالغ 9.9%. وقد أدَّت هذه التحديات إلى تفاوت في الوصول إلى الرعاية الصحية في جميع أنحاء القارة؛ حيث تعاني المناطق الريفية في كثير من الأحيان من نقص الخدمات، وتبلغ فجوة التمويل 4.4 مليار دولار.
وعلى الرغم من ذلك، تمثل إفريقيا جبهة واعدة للاستثمار في الرعاية الصحية. لقد اجتذب قطاع الرعاية الصحية اهتمامًا متزايدًا من المستثمرين المحليين والدوليين في السنوات الأخيرة. لتسخير إمكانات تطوير قطاع الرعاية الصحية وإطلاق العنان للمشاريع المؤثرة، يبرز المنتدى كمنصة حيوية تجمع أصحاب المصلحة في مجال الرعاية الصحية والمستثمرين وصُنّاع السياسات والمبتكرين للبناء على الإستراتيجيات والشراكات والاستثمارات التي يمكن أن تدفع التنمية المستدامة للرعاية الصحية في المنطقة.
2-مؤتمر الصحة العالمي المستقبلي:
يفتقر 48% من الأفارقة إلى إمكانية الوصول إلى الخدمات الصحية؛ إلا أن القارة أظهرت قدرة ملحوظة على التكيف، وذلك باستخدام التكنولوجيا لفتح أبواب جديدة؛ حيث ارتفع استخدام التطبيب عن بُعْد، ووصل إلى أكثر من 75 مليون شخص، وساهمت أنظمة المعلومات الصحية في تحسين رعاية المرضى بنسبة 90% في مرافق الرعاية الصحية التي اعتمدتها. ومن أجل الحفاظ على هذا الزخم وتسخير إمكانات الصحة الرقمية بشكل كامل، يجب على الحكومات الإفريقية أن تسنّ سياسات تُفْضِي إلى ابتكار التكنولوجيا الصحية. وفي الوقت الحالي، لا يوجد سوى 30% من البلدان الإفريقية لديها إستراتيجيات شاملة للصحة الإلكترونية. ويستهدف المؤتمر مناقشة ذلك ووضع إفريقيا في المشهد الصحي الرقمي.
3-منتدى القيادة الصحية الرقمية:
وهو تجمُّع فريد يجمع بين قادة الصحة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الأكثر نفوذًا في القارة ورجال الأعمال والمستثمرين وصانعي السياسات لاستكشاف القوة التحويلية للتكنولوجيا في تشكيل مستقبل الرعاية الصحية في إفريقيا. ومع احتضان إفريقيا للثورة الرقمية، برزت الصحة الرقمية كحافز حاسم للابتكار والتقدم في قطاع الصحة. وتناول هذا المنتدى الفرص المثيرة والتحديات المُلِحَّة التي تنتظرنا، مما يُعزّز الحوار الهادف والتعاون بين أصحاب المصلحة الرئيسيين. ووفر مساحة حصرية للحكومات الإفريقية، وخاصةً أصحاب المصلحة الرئيسيين في مجال الصحة الرقمية للتواصل والتعاون وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات. والغرض من المنتدى هو مواجهة التحديات بشكل جماعي وتعزيز التعاون في مجال الصحة الرقمية. وسيتم تجميع تقرير شامل يسلط الضوء على الأفكار ووجهات النظر الرئيسية من المنتدى، ثم يتم مشاركته مع أصحاب المصلحة الرئيسيين لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
وكانت أبرز النقاط في جدول الأعمال:
- العملات التعاونية: الشراكات بين القطاعين العام والخاص تدعم العدالة الصحية.
- تحويل النماذج: من المبادرات القائمة على المشاريع إلى مبادرات الإستراتيجية الصحية الوطنية.
- تعزيز الرعاية الصحية العالمية باستخدام الذكاء الاصطناعي.
- كيفية الاستعداد للتهديد الكبير التالي.
- بناء أنظمة مرنة ومستدامة باستخدام الأدوات الرقمية.
- النظام البيئي الإفريقي من خلال عيون مؤسسات تمويل التنمية والأسهم الخاصة.
- الاستعداد حقًّا للرعاية الصحية المعتمدة على البيانات.
- بناء بنية تحتية قوية ومتكاملة لتكنولوجيا المعلومات.
- التكنولوجيا هي وسيلة الوصول الشامل إلى الرعاية الصحية.
رابعًا: التحديات الحاسمة في مجال الأمن المائي والزراعة والطاقة:
يُعدّ السعي لتحقيق التنمية المستدامة في إفريقيا ضرورة ملحة، وتعد الحلول المبتكرة والجهود التعاونية ضرورية لتمهيد الطريق نحو مستقبل مزدهر ومستدام. ومن خلال المعرض يتم مناقشة التحديات الحاسمة في مجال الأمن المائي والزراعة والطاقة، ووضع حلول تكنولوجية لها؛ حيث تعمل أجهزة الاستشعار المتقدمة على ضمان توفير المياه النظيفة، والتكنولوجيا الزراعية، ومصادر الطاقة المستدامة. ولا يتم ذلك إلا من خلال دفع التعاون والابتكار بين القطاعات، والجمع بين قادة الفكر وصناع السياسات ورجال الأعمال والمستثمرين، بهدف خلق مستقبل مزدهر من خلال الوصول الآمن إلى المياه والزراعة المستدامة والطاقة النظيفة الموثوقة. وقد تناول المعرض:
1-المناخ والطاقة والاستدامة:
من أجل تشكيل مستقبل مستدام بقيمة 180 مليار دولار، وفي ظل منعطف حاسم تقف عنده إفريقيا في كفاحها ضد تغيّر المناخ. يتم إعطاء الأولوية للاستدامة وتغيّر المناخ في وقت الاضطرابات. من خلال موضوعات:
- المسار المسؤول نحو اقتصاد خالٍ من الكربون.
- الحكم الرشيد والعمل لمكافحة الصدمات المناخية.
- التحول العادل في مجال الطاقة: الاستثمار في تحديث الشبكة وقدراتها.
- تسخير الموارد المتجددة الوفيرة لرفع حصة الاستثمارات المتجددة من 2%.
- البصمة الاجتماعية والاقتصادية لتحول الطاقة والحفاظ على البيئة.
- مسائل التوظيف الأخضر وإمكانية الوصول والإدماج في إفريقيا.
2- الزراعة والأمن الغذائي:
في مسار بقيمة 90 مليار دولار نحو الأمن الغذائي تكشف العقول الرائدة في إفريقيا في مجال التكنولوجيا الزراعية عن حلول رائدة وسبل استثمارية، لمعالجة انعدام الأمن الغذائي في القارة وخارجها، وهو ما تم تناوله في الموضوعات التالية:
- زراعة المستقبل لـ60% من الأراضي الصالحة للزراعة على كوكب الأرض.
- الوصول إلى مستوى الصفر من النفايات عبر سلسلة القيمة الغذائية والزراعية الشاملة.
- الابتكارات في الزراعة الذكية مناخيًا للمزارعين الصغار والمتوسطين.
- سلاسل التوريد المستدامة للتعامل مع الغذاء، وتغيُّر المناخ وسوء التغذية.
- تخفيف المخاطر والابتكار في التمويل الزراعي.
- الذكاء الاصطناعي والبيانات والروبوتات في المزارع الإفريقية لاختراق السوق العالمية البالغة قيمتها 17.8 مليار دولار.
3- الأمن المائي والصرف الصحي:
إن الأمن المائي في وضع صعب ويزداد سوءًا، وأصبح السعي لتحقيق الأمن المائي والقدرة على الصمود والوصول الشامل إلى خدمات المياه والصرف الصحي والتنمية الاقتصادية المستدامة محركات رئيسية للاستثمار في البنية التحتية العامة لمياه الصرف الصحي؛ حيث تم مناقشة:
- مستقبل الوصول إلى المياه تحدده التكنولوجيا.
- دور بنوك التنمية والشركات في إنقاذ البلدان التي تعاني من انعدام الأمن المائي بشكل خطير.
- التنوع البيولوجي وإدارة النفايات والاقتصاد الدائري.
- الاستثمار في البنية التحتية للمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية.
- بناء القدرة على الصمود في مواجهة الكوارث.
- التعاون في مجال المياه العابرة للحدود بين البلدان والمناطق.
خامسًا: الذكاء الاصطناعي في كل شيء
تتبنَّى إفريقيا ثورة الذكاء الاصطناعي بطرق فريدة، ويمثل مؤتمر “الذكاء الاصطناعي كل شيء: إفريقيا” لحظة محورية في احتضان إفريقيا للذكاء الاصطناعي؛ حيث يَجمع القادة الإستراتيجيين ورواد التكنولوجيا والمبتكرين ومُحدّثي الصناعة. وتكشف الإحصائيات الرئيسية أن أكثر من 60% من الأفارقة تحت سن 25 عامًا، يُشكّلون قوة عاملة تكنولوجية محتملة لا مثيل لها. وعلى الرغم من ذلك، لا تزال الفجوة الرقمية قائمة؛ حيث إن 39.3% فقط لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت. وبينما تبحر إفريقيا في هذا المشهد التحويلي، ويهتم المؤتمر بكيفية تحقيق التوازن بين تعزيز ابتكار الذكاء الاصطناعي، والتبني الشامل، وتنفيذ التنظيم الفعال، وأبرز ما تم تناوله:
- حوكمة وإستراتيجية الذكاء الاصطناعي.
- اعتماد الذكاء الاصطناعي.
- البنية التحتية وذكاء البيانات وعلوم البيانات.
- الذكاء الاصطناعي التوليدي.
- سد الفجوة الرقمية.
- الذكاء الاصطناعي والابتكار.
المحور الثالث: دعم الشركات الناشئة وتنمية المهارات التكنولوجية
أولاً: تحفيز الشركات الناشئة
حيث تم منح 100 ألف دولار إلى 5 فائزين بعشرة آلاف دولار لكل فائز، وكانت الموضوعات الفائزة هي:
- الأمن الإلكتروني: المنتج أو الخدمة الخاصة بالفائز هي الاستجابة للحوادث وتنفيذ بروتوكول الأمان للتخفيف من التهديدات السيبرانية والهجمات السيبرانية وانتهاكات البيانات عبر قطاعات BFSI والاتصالات السلكية واللاسلكية والحكومة.
- الذكاء الاصطناعي والمدن الرقمية: والفائز شركة ناشئة عملت على استكشاف الإمكانيات اللامحدودة للذكاء الاصطناعي التوليدي، ويعرض كيف يمكن للتكنولوجيا أن تدفع النمو والتنمية.
- التكنولوجيا المالية والبلوكشين: الفائز هو شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا المالية تعمل على تحويل المشهد المالي في إفريقيا، من تحويل الأموال عبر الهاتف المحمول إلى المنصات القائمة على تقنية blockchain.
- التكنولوجيا الصحية: الفائز هو الاستفادة من التقنيات المتطورة مثل الذكاء الاصطناعي والأجهزة القابلة للارتداء والتطبيب عن بُعْد لإحداث ثورة في تقديم الرعاية الصحية وتحسين نتائج المرضى.
- الاستدامة والتكنولوجيا الزراعية: الفائز هو استخدام التكنولوجيا لحل التحديات الاجتماعية بما في ذلك مجالات الطاقة والبيئة.
- أما الفائز بجائزة 50 ألف دولار؛ فهو الفائز الذي يعتمد على الفكرة الأكثر ابتكارًا وإبداعًا ورائدة لجميع الشركات الناشئة المشاركة.
- فضلاً عن جائزة الرئيس التنفيذي الشاب، وتكريم رائد أعمال يتراوح عمره بين 15 و35 عامًا لبناء مُنْتَج أو خدمة لحل أحد أكثر التحديات إلحاحًا في العالم والتحول الرقمي، وجائزة المرأة في مجال التكنولوجيا تكريم الشركات الناشئة التي تقودها النساء، والتي تقوم ببناء مُنْتَج أو خدمة ذات إمكانات عالية للتوسع العالمي. أو تمتلك رائدة الأعمال نسبة ملكية لا تقل عن 50% من أسهم الشركة، وهي من كبار المسؤولين التنفيذيين النشطين.
ثانيًا: مؤتمرات المؤسسين والمشاريع
وهي منصة تعاونية للمستثمرين للتغلب على التحديات الفريدة والاستفادة من الفرص المتاحة في المشهد الديناميكي للشركات الناشئة في إفريقيا، ولمؤسسي الشركات الناشئة لتوسيع نطاق الحلول المبتكرة وتوسيع نطاق وصولهم إلى الأسواق. وأبرز تلك القمم هي:
1-قمة المؤسسين:
في الوقت الذي واجهت فيه بيئة التمويل الشاملة تحديات، فقد أظهرت الشركات الناشئة رفيعة المستوى مرونة وقدرة على التكيف، وركزت القمة على توسيع نطاق الحلول المبتكرة وتوسيع نطاق الوصول إلى السوق وعرض تجارب ناجحة في ذلك؛ حيث يتم جمع ألمع العقول وأصحاب الرؤى وغيرهم من اللاعبين الرئيسيين في النظام البيئي للشركات الناشئة في إفريقيا، للتعمق في الإستراتيجيات التي دفعت النمو والابتكار، وفهم كل من العقبات والانتصارات التي شهدها بواسطة هؤلاء الرواد. من أجل تقارب الأفكار والخبرات والرؤى التي تهدف إلى تعزيز مكانة إفريقيا كمركز للشركات الناشئة.
2-قمة المشروع:
شهد النظام البيئي للشركات الناشئة في إفريقيا نموًّا كبيرًا، مما اجتذب اهتمامًا عالميًّا من المستثمرين. وفي الأشهر التسعة الأولى من عام 2023م، جمعت الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الإفريقية 1.4 مليار دولار، منها 492 مليون دولار تم جمعها في الربع الثالث وحده. إلا أن ذلك يُمثّل انخفاضًا بنسبة 48% مقارنةً بنفس الفترة من عام 2022م، مما يشير إلى تحول في مناخ الاستثمار. وعلى الرغم من بيئة التمويل العالمية الصعبة هذه، فإن النظام البيئي الاستثماري في إفريقيا يعود من جديد، مما يدل على المرونة، مع زيادة بنسبة 28٪ في رأس المال الذي جمعه روّاد الأعمال في الربع الثالث من عام 2023م مقارنةً بالعام السابق. ومع ذلك، يتركز هذا النمو في الصفقات الأكبر حجمًا؛ حيث تعمل الصفقات الضخمة التي تزيد قيمتها عن 100 مليون دولار على تعزيز النظام البيئي. في المقابل، واجهت الشركات الأولية والشركات في مراحلها المبكرة تراجعًا؛ حيث انخفض نشاط الصفقات بنسبة 46% و40% على التوالي. وكانت القطاعات الأكثر نشاطًا هي القطاعات المالية، وتكنولوجيا المعلومات، والقطاعات الاستهلاكية التقديرية، والتي تُمثّل ما يقرب من ثلثي جميع صفقات رأس المال الاستثماري.
وتُعقَد القمة لتحفيز الاستثمار في النظام البيئي للشركات الناشئة في إفريقيا، مع التركيز على تعزيز مناخ استثماري أكثر تنوعًا واستدامة. فهو يجمع المستثمرين لاستكشاف إستراتيجيات لدعم المشاريع في مرحلة مبكرة وتنويع الاستثمارات خارج القطاعات المهيمنة. وتسهيل الاتصالات وتبادل الأفكار وإنشاء منصة تعاونية للمستثمرين للتغلُّب على التحديات الفريدة والاستفادة من الفرص المتاحة في المشهد الديناميكي للشركات الناشئة في إفريقيا.
3-قمة مشروع الأستوديو:
وهو تجمُّع أساسي في مشهد ريادة الأعمال في إفريقيا؛ لاكتشاف الأفكار الرائدة، والتواصل مع القادة ذوي الرؤى.
وكانت أبرز النقاط في جدول الأعمال تلك القمم:
- تفكير المليارات: بناء المزيد من وحيدات القرن الإفريقية.
- ما وراء خط البداية: التنقل في التمويل المتقدم.
- الاستثمار محليًّا، والتأثير عالميًّا: استكشاف التعاون الدولي الإفريقي في مجال رأس المال الاستثماري.
- عدم المساواة في رأس المال: سد الفجوة الاستثمارية للشركات الناشئة التي تقودها النساء.
- اللوائح والشركات الناشئة: علاقة الحب والكراهية.
- النظام البيئي الإفريقي من خلال عيون مؤسسات تمويل التنمية والأسهم الخاصة.
- الفعل والتأثير والربح: الاستثمارات التحويلية في العمل.
- الناشئة أقوى: رفع مستوى مديري صندوق Early Bird
ثالثًا: تدريب معتمد ودروس متقدمة وورش عمل:
حيث شملت برامج تنمية المهارات؛ تجارب تعلم التكنولوجيا التحويلية – الذكاء الاصطناعي التوليدي، أو تطبيقات علوم البيانات، أو مطور blockchain، وحضور ورشة عمل للأمن السيبراني: حماية الأنظمة الصناعية الحيوية.
وختامًا:
يُعدّ جيتكس إفريقيا حدثًا إفريقيًّا بامتياز، وله لدلالة قوية مفادها، أنّ القارة ليست غنية فقط بالموارد، ولكن غنية بالعقول أيضًا، وهي أرض خصبة لعمليات التحول الناجحة دون فرض أجندة عليها، فهي أدرى بإمكاناتها وأولوياتها وأهدافها. ولم تكن التجارب الناجحة في مجال التكنولوجيا والتطبيقات إلا بفكر وحاجة إفريقية-إفريقية، وليست النماذج الإفريقية المتميزة على مستوى الدول أو الشركات عنا ببعيد.
…………………………………
[1]) د. محمد منير غازي “جيتكس إفريقيا 2023م”: الاقتصاد الرقمي كمحرّك للنمو، مجلة السياسة الدولية (القاهرة: مؤسسة الأهرام، 2023م).
[2]) رنا يحيى، جيتكس إفريقيا 2024م يدعم مساعي إفريقيا نحو مستقبل الذكاء الاصطناعي، متاح على الرابط:
[3]) الموقع الرسمي لجيتكس إفريقيا 2024: متاح على الرابط: https://gitexafrica.com/#programmeSection