بقلم: لاديسلاس ديدييه لاندو
ترجمة: سيدي.م. ويدراوغو
تُواجه تشاد وغينيا والنيجر ومالي والعديد من البلدان الأخرى في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا أزمة طاقة منذ عدة أشهر، والتي تفاقمت مع موجات الحر المسجّلة في الأسابيع الأخيرة في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
وبسبب انقطاع التيار الكهربائي، أصبحت الكهرباء سلعة نادرة في هذه الدول التي تعبئ جهودها لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء بشكل مطرد. ومن جانبهم، يحاول المستهلكون إيجاد بدائل للتكيف مع هذا الوضع الذي أصبح شائعًا تقريبًا.الصورة: وكالة فرانس برس
تشاد تُصوِّت في الظلام:
توجَّه التشاديون، يوم الاثنين 6 مايو 2024، إلى صناديق الاقتراع لانتخاب من سيترأس مصير بلادهم للسنوات الخمس المقبلة. وبينما تجري الحملة على قدم وساق، تواجه البلاد في الوقت نفسه أزمة طاقة غير مسبوقة. وفي بعض أحياء إنجامينا، أمضى السكان أكثر من شهرين بدون كهرباء، في سياق شديد الحرارة؛ حيث اقتربت درجة الحرارة من 45 درجة مئوية. وعليه فمن الطبيعي أن تكون مسألة الحصول على الكهرباء مدرجة في نقاشات الحملة الرئاسية، وأن تحظى بالأولوية ضمن وعود سياسية متعددة.
على سبيل المثال، وعد رئيس الفترة الانتقالية والمرشح الرئاسي، في حالة الفوز، بضمان حصول كل تشادي على إمدادات الكهرباء على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. وهو التوجه ذاته الذي تبنّاه سيكسيس ماسرا، رئيس وزرائه ومنافسه الرئيسي؛ حيث قال: “اكتشفت، فور وصولي إلى رئاسة الحكومة، أن 90% من التشاديين لم يحصلوا على الكهرباء منذ الاستقلال”، وقال رئيس حزب “المتحولون”: “إذا انتُخِبْتُ رئيسًا، فإنني أطلب من التشاديين مهلة خمس سنوات لوضع حدّ لستين عامًا من الظلام”.
السلطات التشادية، التي أصدرت مرسومًا بتوفير المياه والكهرباء مجانًا للاستهلاك بما لا يتجاوز العتبات الاجتماعية الشهرية البالغة 300 كيلووات في الساعة للكهرباء، و15 مترًا مكعبًا للمياه، لم توضح بشكل خاص أسباب أزمة الطاقة. ولكن وفقًا لمؤسسة Thinking Africa البحثية، فإن أزمة الطاقة في تشاد هي في المقام الأول نتيجة لضعف الإدارة الفنية والتجارية، الأمر الذي يشكّل بالتالي مشكلة كبرى أمام تمديد الكهرباء في البلاد. على الرغم من أن البلاد تتمتع بإمكانات كبيرة في مجال الطاقة، مثل الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والطاقة الحرارية الأرضية، والمواد الهيدروكربونية، والتي يمكن أن يسهم استغلالها في تطوير هذا القطاع.
“يقدم المرشحون الكثير من الوعود بشأن الحصول على الكهرباء. لكن الناس لا يصدقون ذلك. ينشغل التشاديون بالبحث عن طرق للتكييف أو التعويض عن نقص الطاقة. وتقول ماجي أودجيتان، مراسلة بي بي سي في إفريقيا في إنجامينا: “إنهم بالتالي لا يأخذون الوعود السياسية بشأن هذا الموضوع على محمل الجد”.
ويضيف “الأمر نفسه بالنسبة لمقياس الكهرباء والماء المجاني الذي قررته الدولة. يتساءل السكان دائمًا كيف يمكننا الاستفادة من مورد مجاني غير موجود؟!”
نرعى النجوم في الليالي:
ينظم التشاديون أنفسهم بأفضل ما يستطيعون للتكيّف مع غياب الكهرباء أو إيجاد بديل لهذا الوضع الذي أصبح شائعًا تقريبًا في العاصمة. وبمجرد أن تتاح لهم الفرصة، يلجأ البعض إلى حدائق المدرسة الدينية “البكارا” التي تقع على بعد حوالي خمسة عشر كيلو مترًا من إنجامينا، للاستفادة من نقاء الهواء والرياح المنعشة التي توفرها خضرة المكان. وتقول ماريس نغانالدجيم، وهي جالسة على مقعد في ظل شجرة: إن “توفر الكهرباء في إنجامينا أصبح بمثابة معجزة تقريبًا”، مضيفة: “في الحي الذي أعيش فيه، منذ شهر أو شهرين، بالكاد نحصل على الكهرباء ليوم واحد ولساعات قليلة فقط. ومع اشتداد الحرارة هذه الأيام، أصبحت درجة الحرارة في الغرف حتى بعد حلول الظلام لا تُطاق. ولذلك اخترنا، مثل غالبية سكان إنجامينا، قضاء الليل تحت النجوم للاستفادة من برودة الليل للنوم بشكل أفضل”؛ على حد تعبيرها.
ومن جانبه يتأسف مانغا جان بوسكو “اضطررت إلى شراء 3 ألواح [شمسية] للحصول على بعض الإضاءة في منزلي على الأقل. ولكن هذا لا يكفي لتشغيل المروحة، ناهيك عن مكيف الهواء. وعليه أقضي الكثير من الوقت في الليل في تهوية الأطفال حتى يناموا بشكل أفضل. إنه أمر صعب للغاية. في بعض الأحيان أتساءل لماذا وُلِدْتُ في تشاد؟!”؛ على حد تعبيره.
ومن جانبهم، يواجه أصحاب المولدات ارتفاع تكلفة الوقود، الذي قامت الحكومة الانتقالية بتعديل سعره مؤخرًا. وبذلك ارتفع سعر البنزين من 518 إلى 730 فرنكًا للتر الواحد بنسبة زيادة 40%، والديزل إلى 828 فرنكًا بدلًا من 700 فرنك بنسبة زيادة 18%.
وأشار بيان صحفي رسمي لمكتب رئيس الوزراء، إلى أن هذا الارتفاع في أسعار المحروقات يعود إلى أن إنتاج المصفاة الوطنية لم يعد كافيًا لسد احتياجات المحروقات على المدى القصير. وأن هذه الزيادة ستكون بالتالي ضرورية من أجل مواءمة أسعار المنتجات النفطية مع أسعار الدول المجاورة ومنطقة الجماعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا.
غينيا تطرق أبواب السنغال للحصول على الطاقة:
وفي غينيا، أدى الانفجار الذي وقع في مستودع النفط الرئيسي في البلاد في ديسمبر 2023م إلى خسارة محطة للطاقة الحرارية في كورونثي. ومنذ ذلك الحين، شهدت البلاد أزمة طاقة أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر. في يوم الخميس 14 مارس 2024م، أدى انقطاع التيار الكهربائي العام إلى إغراق العاصمة في الظلام، وتسبَّب في أعمال شغب في العديد من الأحياء.
وبرَّرت شركة كهرباء غينيا الانقطاع، في بيان صحفي، بـوجود “حادث وقع على عمود الضغط العالي”. يضاف إلى ذلك العجز المائي الذي يؤثر على السدود الكهرومائية وسحب خط إنتاج الكهرباء التابع لشركة كارباورشيب التركية التي كانت توفر 10٪ من إجمالي احتياجات غينيا من الكهرباء منذ ديسمبر 2019م.
وتم إعفاء المدير العام لشركة كهرباء غينيا (EDG) ونائبيه من مهامهم مِن قِبَل رئيس المجلس العسكري، الجنرال مامادي دومبويا، ردًّا على المظاهرات ضد انقطاع التيار الكهربائي. وأعلن رئيس الوزراء أمادو أوري باه حينها أن “المسؤولين عن هذا الوضع المرتبط بالتخفيضات عليهم توضيحات، وعلى الجميع أن يتحملوا نصيبهم من المسؤولية”.
وبعد مرور أكثر من شهر على هذا الحادث، اختارت غينيا، للخروج من أزمة الطاقة، اللجوء إلى جيرانها، بدءًا بالسنغال. وقد أعلنت وزارة الطاقة والهيدروليكا والمحروقات في غينيا أنه “منذ 25 أبريل 2024م، تم تفعيل خط الربط البيني OMVG للسماح بنقل 120 ألف ميجاوات من السنغال (SENELEC) إلى شركة كهرباء غينيا (EDG)”.
وفي بيان صحفي نُشر يوم الثلاثاء 30 أبريل 2024م، قالت الوزارة: إنها تواصل المناقشات مع الدول الأخرى في المنطقة الفرعية لاستكشاف حلول بديلة لوضع الطاقة الحالي. كما يرى أن “تفعيل خط الربط دون الإقليمي هذا يجعل من الممكن الآن إمداد جميع المواقع والصناعات الإستراتيجية وتحسين إمدادات الكهرباء للمنازل بشكل كبير خلال النهار”.
إعادة خط الربط البيني مع نيجيريا وفي النيجر لم يتغير الوضع:
يُعتبر سد كينجي في نيجيريا مورد الكهرباء الرئيسي للنيجر، لكن نيجيريا قطعت الكهرباء عن الخط، ووجدت شركة الكهرباء النيجرية (NIGELEC) نفسها محرومة من مصدر الإمداد هذا بين عشية وضحاها. وقد أدى ذلك إلى عدم استقرار كبير في إمدادات الكهرباء للسكان. وعلى الرغم من استئناف عمل الخط في الوقت الراهن إلا أن ذلك لم يؤدِّ بالضرورة إلى تحسين حالة أزمة الطاقة في البلاد.
ووفقًا لمراسلة بي بي سي، فقد “تمت استعادة خط الربط مع نيجيريا، ولكن الوضع الحالي أسوأ مما شهدناه خلال فترة التعليق. لأكثر من 3 أشهر، تعاني النيجر من انقطاع التيار الكهربائي أو التقطع المستمر. وفي بعض المناطق، تتوفر الكهرباء لمدة 4 إلى 5 ساعات فقط في اليوم. ومع الحرارة الشديدة، يتزايد الطلب على الطاقة الكهربائية. وتتأثر جميع مناطق البلاد الثماني بفترات انقطاع الكهرباء. لكنّ مناطق دوسو وتيلابيري ونيامي هي الأكثر تضررًا، حسبما ذكرت مارياما سومانا، مراسلة بي بي سي في إفريقيا في النيجر.
وفي بيان صحفي صدر يوم 28 فبراير، برَّرت شركة كهرباء النيجر (NIGELEC) حالة انقطاع التيار الكهربائي في نيامي والمناطق المحيطة بها بـ”أن الاضطرابات التي لُوحظت في الأيام الأخيرة ترجع من ناحية إلى استمرار أعمال الصيانة لمحركات محطتي الطاقة الحرارية جورو باندا وجودل، ومن ناحية أخرى إلى البداية التدريجية لموسم الصيف الحار وزيادة الموجات الحارة”؛ حسبما أفاد البلاغ.
وفي إطار اعتذار شركة NIGELEC لعملائها، أكدت عبر نفس البيان الصحفي على أنه “تم اتخاذ جميع الترتيبات لإنهاء الانقطاع في غضون أسبوع”. لكن بعد مرور شهر، استمر الوضع في التدهور. ومع ارتفاع درجات الحرارة، ارتفع الطلب على الطاقة الكهربائية بشكل كبير، وتكافح شركة NIGELEC ببساطة من أجل تقليل فترات انقطاع الكهرباء.
نيامي..مشكلات خطيرة للغاية فيما يتعلق بتوفر الطاقة:
وفي نيامي وفي المناطق السبع الأخرى من البلاد، الوضع مماثل تقريبًا. ولا يمكن التنبؤ بانقطاع التيار الكهربائي، الأمر الذي يثير استياء المستهلكين؛ “لدينا مشكلات خطيرة للغاية فيما يتعلق بتوفر الطاقة خلال هذه الفترة ذات الحرارة المرتفعة. صحيح أنه لا توجد مظاهرات في الشوارع احتجاجًا على انقطاع الكهرباء. يقول ماهامان نوري، رئيس جمعية الدفاع عن حقوق المستهلك (ADDC) في النيجر، في اتصال هاتفي: “لكن المستهلكين يشكون كثيرًا، خاصةً على الشبكات الاجتماعية”.
وبعيدًا عن غياب الكهرباء؛ فإن عدم توقع أوقات انقطاع التيار الكهربائي وانعدام التواصل حول الوضع يؤثران بشكل سيئ للغاية على السكان”، لقد تم انتهاك حق المستهلك في الحصول على المعلومات. نحن نطالب بالتواصل الشفاف حول برامج فصل الأحمال. وهذا من شأنه أن يسمح للمستهلكين باتخاذ الترتيبات الخاصة بهم وتنظيم أنفسهم بشكل أفضل. لقد اتصلنا بالإدارة العامة لشركة NIGELEC، وقدمنا مقترحات على هذا المنوال. يجب عليهم إعلام المستهلكين بشكل أفضل حول برامج تخفيف الأحمال، كما حدث في عهد مامادو تانجا”؛ على حد تعبير ماهامان نوري.
وللتخفيف من أزمة الطاقة، قامت شركة الكهرباء النيجرية (Nigelec) مؤخرًا بتشغيل محطة للطاقة الشمسية بقدرة 30 ألف ميجاوات. كما أنها عادت إلى الاعتماد على محطات الطاقة الحرارية التي تتطلب استهلاكًا هائلًا للديزل.
ولكن على الرغم من كل هذه الصعوبات، تخطط النيجر لمساعدة جارتها مالي التي تعاني أيضًا من انقطاعات كبيرة في التيار الكهربائي.
تعزيز إمدادات الكهرباء:
ستقوم شركة النفط النيجرية (SONIDEP) بتزويد الشركة المالية للكهرباء (EDM-SA) بـ 150 مليون لتر من الديزل. هذا ما يمكننا أن نتذكره من البيان الصحفي الصادر عن رئاسة مالي عقب الاستقبال الذي منحه العقيد عاصمي غويتا يوم 16 أبريل لوفد من النيجر برئاسة وزير النفط مهامان مصطفى باركي. سيتم استخدام هذا الوقود لتشغيل محطات الطاقة في البلاد؛ من أجل تعزيز إمدادات الكهرباء، والحد نوعًا ما من فترات انقطاع التيار الكهربائي العديدة.
“مالي بلد شقيق وصديق. وفي العام الماضي، كانت هناك مرحلة أولى شملت تقديم دعم بحوالي 22 مليون لتر […] إننا نعمل معًا لتسهيل تسليم الدفعة الجديدة والمقدرة بـ 150 مليون لتر من الديزل إلى مالي في أفضل الظروف وبأسرع وقت ممكن”؛ بحسب ما أعلن مهامان مصطفى باركي، نقلًا عن البيان الصحفي.
وفي مالي، يمكن أن يستمر انقطاع التيار الكهربائي لمدة تصل إلى 18 ساعة في اليوم. إن الصعوبة التي تواجهها شركة الطاقة المالية (EDM)، المسؤولة عن إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء في البلاد، في تغطية الطلب على الكهرباء، تفسر من ناحية بتدهور منشآتها وبنيتها التحتية من ناحية، ومن ناحية أخرى بسبب الصعوبة التي تعاني منها الشركة في تمويل شراء الوقود اللازم لتشغيل محطات إنتاج الطاقة الكهربائية.
وخلال جولة أخيرة، أعلنت بينتو كامارا، وزيرة الطاقة والمياه في مالي، أن البلاد ستشكل شراكة جديدة ستسمح لها بتجديد معداتها وتمويل شراء الوقود لتزويد محطات إنتاج الطاقة الكهربائية.
كما أعلن مدير عام شركة الكهرباء الوطنية أن البلاد تحتاج إلى 500 مليون لتر من الوقود لتغطية احتياجاتها من الكهرباء للعام 2024م. وتواجه الشركة -التي ترزح تحت وطأة ديون تزيد عن 200 مليار فرنك إفريقي (حوالي 300 مليون يورو)- صعوبة متزايدة في ضمان توصيل تغطية دائمة للكهرباء في العاصمة والمناطق الأخرى في البلاد.
ووفقًا لتقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية نُشر في يونيو 2023م، فإن 567 مليون شخص في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى لم يحصلوا على الكهرباء في عام 2021م، وهو ما يمثل أكثر من 80% من سكان العالم الذين لا يحصلون على الكهرباء.
غانا تفتقر إلى المال الكافي لشراء الوقود:
وفي غانا، تتأثر جميع قطاعات النشاط بانقطاع التيار الكهربائي في غير وقته. وفقًا لوكالة الطاقة الدولية (IEA)، فإن الغالبية العظمى 63% من الكهرباء في غانا تأتي من الغاز الطبيعي. لكن الدولة التي أصبحت أكثر اعتمادًا على هذا الوقود لا تملك حاليًّا إنتاجًا وطنيًّا كافيًا من الغاز لتزويد محطاتها بالطاقة، وبالتالي يتعين عليها استيراده من الخارج.
وقد أدت صعوبة تمويل شراء الوقود، إلى جانب سوء صيانة البنية التحتية الكهربائية، إلى إغراق البلاد -التي تهدف إلى تحقيق 10% من توليد الطاقة من الطاقات المتجددة بحلول عام 2030- في أزمة طاقة خطيرة.
ويوضح بنجامين بواكي، المحلل في المركز الإفريقي لسياسات الطاقة، أن “الأموال اللازمة لتسليم الوقود بشكل منتظم لم تكن متاحة، وبالتالي لم نتمكن من تشغيل المولدات التي تتطلب الوقود السائل”.
من إجمالي القدرة المركبة البالغة حوالي 5100 ميجاوات، تمتلك غانا اليوم ما يزيد قليلًا عن 3100 ميجاوات من الطاقة الإنتاجية. وهو ما لا يكفي لتغطية الطلب المتزايد باستمرار. بالإضافة إلى ذلك، تؤدي السرقة والتوصيلات غير القانونية إلى خسائر قد تصل في المتوسط إلى 25% من إنتاج الكهرباء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رابط المقال:
https://www.bbc.com/afrique/articles/cjljwg77ggzo