ملف : الانتخابات الرئاسية وإعادة تشكيل المشهد السياسي في السنغال

لم تشهد السنغال على مدار تاريخها السياسي في مرحلة ما بعد الاستقلال انقلابًا عسكريًا واحدًا، وهو ما جعلها ذات نهج سياسي فريد, يغاير دول القارة الإفريقية الغارقة في سلسلة من الانقلابات العسكرية, والتي باتت تقوض أحلام الأفارقة المتطلعين لنسيم التغيير السياسي السلمي.

إفريقيا وحتمية تحديد إستراتيجياتها الجيوسياسية بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض

معضلة الفاعلية…أزمة النظام الأمني الإفريقي في مواجهة الصراعات المسلحة

علاقة الأضداد: العِرْق والتنمية الاقتصادية في إفريقيا جنوب الصحراء

كان الرئيس المنتهية ولايته ماكي سال قاب قوسين أو أدنى من الخروج من الباب الكبير بالسير قُدمًا نحو تسليم السلطة, مع التسليم قبل ذلك برغبة الشارع السنغالي وما تفرزه صناديق الاقتراع, لكنه سار في تجربة الانقلاب الدستوري, محاكيًا قصص بعض نظرائه الأفارقة، بمحاولة تأجيل الاستحقاق الانتخابي!

وحينها برزت المؤسسات الدستورية بقوة لافتة استجابة للحالة الشعبية ؛ لتُجهض المحاولة الاستبدادية, وتعيد السنغال إلى طريق التداول السلمي للسلطة , وتذعن من ثم المؤسسة الرئاسية لرغبات الشارع الملتهب, والمؤسسات الصامدة, وتتنحى جانبًا، مفسحةً الطريق للانتخابات الرئاسية التنافسية.

وكانت المفاجئة! فقد حسم الشاب بشيرو فاي منصب الرئاسية من الجولة الأولى, وهو الذي قد خرج لتوه من سجون ماكي سال, لكنها إرادة الشعب التي تلمست نهجًا فريدًا وأسلوبًا مغايرًا من حزب «باستيف » الذي أسسه عثمان سُونُكو، وهندس مخرجاته السياسية صديقه المقرب بشيرو فاي..

كانت رحلة طويلة، ومغامرة كبرى، شهدت أحداثًا ساخنة, ومواقف مضطربة, وساعات مُزلزلة, ودقائق حاسمة, ومن ثم كانت «قراءات افريقية» راصدةً للمشهد بكل تفاصيله الدقيقة، وأحداثه المؤثرة، والتي نضعها بين يدي القارئ الكريم في هذا الملف الخاص.