تواصل الولايات المتحدة مساعيها مع النيجر لضمان “انسحاب منظم ومسؤول للقوات الأمريكية” من هذا البلد الواقع غرب إفريقيا.
وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن وفدا أمريكيا رفيع المستوى بحث في النيجر انسحاب القوات الأمريكية، الذي يطالب به القادة العسكريون النيجريون.
وقال البنتاغون في بيان إن وزير الدفاع النيجري الجنرال ساليفو مودي استقبل وفدا من الوزارة ترأسه مساعد وزير الدفاع الأمريكي للعمليات الخاصة كريستوفر ماير. وأوضحت نيامي أن هذا هو أول اجتماع رسمي منذ انسحاب النيجر في مارس من اتفاقية تعاون عسكري مع الولايات المتحدة.
وقبلت واشنطن في أبريل سحب قواتها التي يوجد معظمها في قاعدة للطائرات المسيرة بالقرب من أغاديز في الشمال، كلف بناؤها 100 مليون دولار. وقبل ذلك، خرج آلاف المتظاهرين إلى شوارع نيامي للمطالبة برحيل القوات الأمريكية من البلاد. وشارك العديد من الطلاب في المظاهرة وهتف خلالها المحتجون “فلتسقط الإمبريالية الأمريكية”.
وجاء إعلان نهاية الاتفاق العسكري بين البلدين بعد أشهر من محادثات شاقة بين سلطات النيجر الجديدة وواشنطن. وبذلت واشنطن جهودا دبلوماسية معتبرة للحيلولة دون مواجهة السيناريو ذاته الذي عرفته فرنسا، والتي اضطرت لمغادرة البلاد نهاية 2023. ما جعل واشنطن تختار نهجا أكثر تصالحا إزاء المجلس العسكري الذي يحكم البلاد منذ الانقلاب العسكري، متمنية أن تصل إلى تفاهم معها، لكن دون جدوى.
وبرر رئيس الوزراء علي محمد الأمين زين الثلاثاء قطع النيجر تعاونها العسكري مع واشنطن بـ “تهديدات” وجهها مسؤولون أميركيون.
وبحسب زين، هددت واشنطن بفرض عقوبات على نيامي في حال توقيعها اتفاقا لبيع اليورانيوم لإيران، رغم إصرار رئيس الوزراء عدم التوقيع على اتفاق كهذا. وتؤكد النيجر أنها تهدف إلى انسحاب “منظم وآمن في أسرع وقت ممكن” للجنود الأمريكيين، الذين اعتبر النظام أن وجودهم “غير قانوني”.
وتحولت الحكومة العسكرية في النيجر بشكل متزايد إلى روسيا للحصول على دعم أمني، وأعلن الإعلام الرسمي في النيجر الشهر الماضي أن مدربين عسكريين وصلوا من روسيا على طائرة محملة بعتاد عسكري، مشيرا إلى اتفاق بين المجلس العسكري والرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتعزيز التعاون. وكان القادة العسكريون في النيجر قد طردوا القوات الفرنسية، التي كانت توفر تقليديا الأمن في المستعمرة السابقة.