في آفاق الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية التشادية المزمع تنظيمها يوم 06 مايو المقبل، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، جميع الفاعلين التشاديين إلى ضمان عملية انتخابية سلمية وشاملة وشفافة وذات مصداقية.
وصرح الناطق الرسمي باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في نيويورك، أن “الأمين العام يحث جميع القادة السياسيين على الإحجام عن أية أعمال أو تصريحات من شأنها تقويض العملية السلمية، والتغلب على أي خلافات من خلال الحوار، ومعالجة أي طعون محتملة عبر القنوات القانونية”. وأضاف دوجاريك أن الأمين العام الأممي يجدد التزام الأمم المتحدة بمواصلة دعم تشاد في جهودها الرامية لبناء مستقبل يسوده السلام والازدهار.
يأتي ذلك فيما نشر حزب “المحولون” الذي يرفع شعار التغيير في تشاد، ويقوده المعارض السابق ورئيس الوزراء الحالي سوسيس ماسرا، دعوات وتحذيرات للشعب جاء فيها “حُرق مكتب الحزب في كينيبور أحد أحياء العاصمة، وحُبس مناضلونا في مدينتي منقو وأبشي لعدة أيام، نطالبكم باليقظة والتوجه سلميا لتحقيق النصر في السادس من مايو “.
كما دعا ماسرا أنصاره إلى حراسة أصواتهم لمنع تزويرها، وطلب منهم إرسال صور محاضر نتائج فرز الأصوات إلى أرقام هواتف تم الإعلان عنها في منصات الحزب.
وقال أحد أعضاء تحالف المعارضة -فضل عدم ذكر اسمه- إن ادعاءات ماسرا أنه سيفوز بالرئاسة من الجولة الأولى للانتخابات، ورفع الرئيس الحالي شعارات في حملته الانتخابية تشير إلى حسمه للسباق من الجولة الأولى أيضا، سيقود البلاد لأزمة كبرى بعد الانتخابات، مع وجود تداعيات أمنية لهذا الصراع.
وقال للجزيرة نت إن مجموعة من المعارضين التقوا رئيس الوزراء الحالي، وفهموا من كلامه إنه ينوي إعلان النتائج التي سيحصل عليها فورا.
ويخوض ماسرا حملة انتخابية يسعى فيها للفوز بمنصب الرئاسة، وتنحية الرئيس محمد إدريس ديبي مرشح حزب الحركة الوطنية للإنقاذ، الذي أسسه الرئيس الراحل إدريس ديبي وأمضى في الحكم 30 عاما، إلى أن قُتل في أبريل 2021 أثناء المعارك مع المتمردين.
ويعد التحالف الذي يقوده الرئيس الأكبر من ناحية عدد الأحزاب والحركات المشاركة فيه، إذ يضم أكثر من 220 حزبا وحركة سياسية، ويقول ديبي إنه واثق من فوزه بالجولة الأولى، وبأكثر من 60% من أصوات الناخبين، ووعد الناخبين بالقيام بإصلاحات جذرية في كل القطاعات.
وأطلقت حملات جميع المرشحين وعودا للتشاديين بتوفير خدمات المياه والكهرباء، وإيجاد وظائف للشباب، وتطوير الزراعة لضمان الغذاء، كما تحدث المرشحون عن سياسة خارجية قائمة على توطيد علاقاتهم مع فرنسا، بينما وعد ديبي أنه في حال فوزه سيجعل بلاده حرة وذات سيادة وغير خاضعة لأحد.
من جهة أخرى، طالب تحالف المعارضين بحل المؤسسات التي تشرف على الانتخابات، بعد أن رفض المجلس الدستوري اعتماد مرشحيهم، مشيرين إلى أن هذه الانتخابات ستقود إلى أزمة سياسية كبرى بسبب فساد المؤسسات التي تشرف عليها، وخضوعها لسلطة الرئيس المرشح لمنصب الرئاسة.