أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة إبسوس تراجع التأييد لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم في جنوب إفريقيا إلى ما يزيد قليلا عن 40 بالمئة وذلك قبل أسابيع من الانتخابات العامة التي قد تؤذن بأكبر تغيير سياسي منذ نهاية حقبة الفصل العنصري.
وقالت إبسوس في بيان، في إشارة إلى أول انتخابات بعد الفصل العنصري، إن “حالة عدم اليقين والمخاوف المحيطة بالنتيجة والعواقب المحتملة لانتخابات 2024 تعكس المشاعر التي عاشتها الأمة في 27 أبريل 1994”. وبالإضافة إلى التصويت لانتخاب برلمان جديد، والذي سيختار بعد ذلك الرئيس المقبل، سوف يصوت مواطنو جنوب إفريقيا لانتخاب المجالس التشريعية الإقليمية في انتخابات الشهر المقبل، ويسعى الرئيس سيريل رامافوزا لولاية ثانية.
وقدرت مؤسسة إبسوس نسبة الدعم لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي بنسبة 40.2%، بانخفاض عن 40.5% في استطلاع مماثل صدر في فبراير و43% في أكتوبر. واستندت نتائجها إلى مقابلات وجهاً لوجه مع 2545 ناخباً مسجلاً في جميع المقاطعات التسع في شهري مارس وأبريل، وبهامش خطأ يبلغ 1.9% عند مستوى ثقة 95%.
وأظهر الاستطلاع أن الدعم لأقرب منافس لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وهو التحالف الديمقراطي، بلغ 21.9% مقارنة بـ 20.5% في فبراير. ولا يزال حزب المؤتمر الوطني الإفريقي يسعى للاحتفاظ بأغلبيته البرلمانية، وخلال الحملة الانتخابية، سعى الحزب إلى إبراز إنجازاته في حقبة ما بعد الفصل العنصري. لكن استطلاعات الرأي تظهر أن استياء الناخبين آخذ في الارتفاع بسبب قضايا مثل البطالة والفساد والجريمة وسوء الخدمات.
ومن بين شركاء الائتلاف المحتملين لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي حزب التحالف الديمقراطي الليبرالي اقتصاديا – الذي لم يستبعد التوصل إلى اتفاق مع حزب المؤتمر الوطني الإفريقي – وحزب المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية الماركسي اليساري المتطرف (EFF).
وقدرت مؤسسة إبسوس نسبة الدعم لـ EFF بنسبة 11.5%، بانخفاض عن 19.6% في أكتوبر بعد تشكيل حزب آخر، وهو حزب”uMkhonto we Sizwe” (MK)، في ديسمبر والذي أقره الرئيس السابق جاكوب زوما, وبلغ دعم عضو الكنيست 8.4% في استطلاع إبسوس.
وقدر استطلاع آخر أجراه مركز الأبحاث في جوهانسبرج مؤسسة برينثورست ومجموعة سابي الإستراتيجية في فبراير الماضي، أن نسبة التأييد لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي تبلغ 39%.
وبينما لا يزال حزب المؤتمر الوطني الإفريقي في طريقه للفوز بأكبر عدد من الأصوات في 29 مايو، إذا حصل على أقل من 50٪ من الدعم، فسيتعين عليه البحث عن شريك أو أكثر في الائتلاف لحكم البلاد، وهو أول تحالف من نوعه منذ وصول الحزب إلى السلطة في عهد بطل التحرير نيلسون مانديلا قبل 30 عاما.