قالت السلطات في بوركينا فاسو، إنها علقت البث الإذاعي لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي إفريقيا) وإذاعة صوت أمريكا التي تمولها الولايات المتحدة لمدة أسبوعين، بسبب تغطيتهما لتقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش يتهم الجيش بارتكاب عمليات قتل خارج نطاق القضاء.
وقال مجلس الاتصالات في البلاد إن تقرير هيومن رايتس ووتش يحتوي على تصريحات “آمرة ومغرضة” ضد الجيش من المرجح أن تخلق اضطرابا عاما، وإنه سيعلق برامج المذيعين بسبب تغطيتهم للقصة.
وقالت السلطات أيضًا في بيان إنها أمرت مقدمي خدمات الإنترنت بتعليق الوصول إلى المواقع والمنصات الرقمية الأخرى لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) وإذاعة صوت أمريكا وهيومن رايتس ووتش من بوركينا فاسو.
وقال متحدث باسم بي بي سي: “تلقت بي بي سي خطابا من المجلس الأعلى للاتصالات يؤكد تعليق عمليات البث لدينا في بوركينا فاسو لمدة أسبوعين في رد مباشر على صحافتنا بشأن تقرير صدر مؤخرا عن هيومن رايتس ووتش يتهم جيش بوركينا فاسو بقتل المدنيين”. وأضاف قائلا: “يقلل التعليق من قدرة بي بي سي على الوصول إلى الجماهير بأخبار مستقلة ودقيقة. وسنواصل تقديم التقارير عن المنطقة من أجل المصلحة العامة ودون خوف أو محاباة”.
وفي بيان له، طلب القائم بأعمال مدير إذاعة صوت أمريكا، جون ليبمان، من حكومة بوركينا فاسو إعادة النظر في قرارها “المثير للقلق”. وأضاف: “تلتزم إذاعة صوت أمريكا بتقاريرها عن بوركينا فاسو وتعتزم الاستمرار في تغطية الأحداث في ذلك البلد بشكل كامل وعادل”.
وللتذكير فإنه في التقرير الذي استند إلى تحقيقاتها الخاصة، قالت المنظمة إن جيش الدولة الواقعة في غرب إفريقيا أعدم بإجراءات موجزة حوالي 223 قرويا، من بينهم 56 طفلا على الأقل، في فبراير كجزء من حملة ضد المدنيين المتهمين بالتعاون مع الجماعات المسلحة.
وقالت هيومن رايتس ووتش إن جيش بوركينا فاسو ارتكب مرارا فظائع جماعية ضد المدنيين باسم مكافحة الإرهاب، ودعت السلطات إلى التحقيق في المذابح. وأجرت هيومن رايتس ووتش تحقيقها بعد أن قال المدعي العام الإقليمي في مارس إن حوالي 170 شخصاً أُعدموا على يد مهاجمين مجهولين خلال هجمات على قرى كومسيلجا ونودين وسورو.
وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في بيان “نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تتحدث عن مقتل أعداد كبيرة من المدنيين، بينهم أطفال… في السياق العام للقتال بين الجماعات المسلحة وقوات بوركينا فاسو”.
وفي العام الماضي، أوقف الجيش صحيفة لوموند الفرنسية ومجلة جون أفريك وكذلك القنوات التلفزيونية الفرنسية لا شاين إنفو (LCI) وفرانس 24.
وبوركينا فاسو واحدة من عدة دول في منطقة الساحل تكافح لاحتواء تمرد مرتبط بتنظيمي القاعدة والدولة امتد من مالي المجاورة منذ عام 2012 وأدى إلى مقتل الآلاف وتشريد الملايين. وساهم الإحباط من فشل السلطات في حماية المدنيين في وقوع انقلابين في مالي، واثنين في بوركينا فاسو، وواحد في النيجر منذ عام 2020.